1 أغسطس 2010

العلامة علي فضل الله:
الكويت كانت في قلب ووجدان والدي



أشاد العلامة السيد علي فضل الله، نجل آية الله العظمى المرجع محمد حسين فضل الله بمواقف الكويت تجاه لبنان، مؤكدا ان «الكويت كانت في قلب ووجدان ابيه الفقيد»، مثمنا مجالس العزاء التي توالت لتأبين السيد فضل الله.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي من بيروت اثناء مجلس العزاء الذي اقامته حسينية دار الزهراء على روح المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله بحضور النواب يوسف الزلزلة وعدنان عبدالصمد وعدنان المطوع، وسماحة السيد محمد باقر المهري وكيل المراجع الشيعية في الكويت والسفير العراقي في الكويت محمد حسين بحر العلوم وعبدالكريم السليم عضو المجلس البلدي وعدد من الشخصيات وحشد كبير من المعزين رجالا ونساء.

واشاد السيد فضل الله وفقاً لجريدة الرأي الكويتية بالمجالس التي اقيمت على روح الفقيد «مما يدل على مكانته في قلوب المؤمنين حيث كان سماحته نصب نفسه لخدمة الاسلام والمسلمين وكان يبذل قصارى جهده ليكون الاسلام حيا ينبض في وجدان كل مسلم بل كل انسان فكان متواصلا مع الكبير والصغير وكل افراد المجتمع من اجل ان يوصل اليهم هذه الرسالة».

واشار السيد علي فضل الله إلى ان والده كان حريصا على السير على خط اهل البيت عليهم السلام الذي يتميز بالنقاء والصفاء ومنتهى الشفافية، لذا كان حريصا على ان يبقى هذا الخط صافيا نقيا بعيدا عن الغلو، بل انه كان مدافعا قويا ضد كل من يتعرض لاهل البيت عليهم السلام، وكان يدعم ندواته واحاديثه بما ورد عن اهل البيت عليهم السلام لاعلاء شأنهم في كافة المجالات عقلا وفكرا وفقها وحركة وتجسيد معيشتهم وكلماتهم ومشاعرهم من اجل الاستفادة منها.

واضاف السيد فضل الله ان السيد الفقيد «كان يؤمن ايمانا شديدا بان قوة المسلمين هي من قوة الاسلام امام اعداء الاسلام وامام المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين، لذا كان يطالب بالحوار بين المسلمين انفسهم وكذلك المسلمين والمسيحيين، ومن هنا كانت قوى الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني يتصدون لكل اعمال السيد الفقيد لانه كان يتصدى لكل الاعمال الوحشية والانتهاكات الصهيونية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، اضافة إلى تصديه لانواع الظلم من الاستكبار العالمي. وسعى السيد الفقيد بخطط لرفع شأن كرامة الامة وعزتها، اضافة إلى سعيه ان يقدم نموذجاً عملياً للمرجعية الإسلامية المنفتحة وان تكون حاضرة في كل مكان وزمان، اضافة إلى ان تكون المؤسسات الخيرية للجميع.

وأشاد السيد علي فضل الله بدور الكويت الريادي والقيادي ومساهماتها الفعالة في كل الفعاليات اللبنانية ووقوفها في محنتها ومصائبها «حتى أصبحت الكويت الكلمة الثانية بعد لبنان، وكانت الكويت سباقة في بناء المؤسسات والجمعيات الخيرية وستبقى الكويت أميناً لمراعاة الأيتام والمسنين وطلاب العلم في لبنان، لذا كانت الكويت في قلب السيد الفقيد ووجدانه وعواطفه».

وأضاف: «إننا في بيروت نجل ونقدر الكويت اميراً وحكومة وشعباً على هذه المحبة والمودة، ونشيد بمجال العزاء الذي اقيم لهذا المصاب الجلل ومنها حسينية دار الزهراء عليها السلام وعلى رأسهم الحاج كاظم عبدالحسين الذي كان الصديق والأخ العزيز لسماحة السيد وأملنا بأن نملأ ذلك الفراغ الذي تركه السيد.

من جانبه، قال النائب السيد الزلزلة ان للعلماء مكانة كبيرة في حياة البشرية وعليه فإن الباري عز وجل حض المسلمين على تكريم وإجلال العلماء، كما ان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حث الجميع على احترام العلماء وقال الإمام الصادق عليه السلام «إن مات عالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء»، وعليه فإن العالم الفقيد العلامة السيد فضل الله كان عالماً فقيهاً متحرراً ومعتدلاً واستطاع بكفاءته العلمية ان يغير مجرى حياة الكثيرين من الشباب، اضافة إلى مكانته العلمية ودوره الريادي كان واعياً ومطالباً إلى الوحدة الإسلامية بكافة الاطياف والمذاهب والتصدي لقوى الاستكبار الذين طالما يحاولون بث الفتنة الطائفية والعنصرية والحزبية بين الأمة الإسلامية حتى تنشغل إسرائيل بأعمالها العدائية وانتهاكاتها المتكررة.

وأضاف السيد الزلزلة ان السيد الفقيد تميز بالتحليل السياسي والرؤى المستقبلية، حيث كان يحث الشباب للتمسك بالشريعة الإسلامية ويحيي فيهم الروح الإسلامية وكأنه يقوم بتحريك الشعور الإسلامي.

وأشار إلى انه لامس وعن قرب موقع السيد الفقيد في ادارته الجيدة واسلوبه الراقي والمتابعة الدقيقة والتواصل المستمر لكافة المؤسسات الخيرية خصوصاً دور الايتام والذي كان بمثابة الأب الروحي لهم وكذلك في المدارس المثالية التابعة لهذه المؤسسات، مشيراً إلى انه لمسنا بأن المرجعية ليست موقعاً للرد على الاسئلة في مجال الفقه، بل ان المرجعية الدينية كهف يلوذ به كل افراد المجتمع وانها المركز الآمن للجميع وعليه فقد اكد عدد كبير من الأخوة من المذهب االسني بعد زيارتهم للسيد الفقيد قبل سنوات بأن المذهب الجعفري مذهب يلم ويجمع ولا يفرق ومذهب يدفع إلى مزيد من اللحمة والتآلف والمودة.

وأوضح النائب السيد الزلزلة أن السيد الفقيد استطاع ان يجسد التعاليم الإسلامية بأحكامها عبر الكتاب والسنة على أرض الواقع، خصوصاً وانه كان يرحب بالمعارضين بأسلوب التسامح واللين، موضحاً ان هذا هو ديدن مراجعنا الكرام بالدفاع عن الدين والتصدي لمن يعتدي على الإسلام والمسلمين وكان يشد أولئك المتلاعبين بالدين والذين يدعون الإسلام وهم بعيدون عن منطقه وفكره وتعاليمه.

واختتم السيد الزلزلة بأن السيد الفقيد كان المرشد الروحي للمقاومة اللبنانية وسماهم البدريون.
واشار محمد جواد كاظمة رئيس الهيئة الإدارية لدار الزهراء عليها السلام إلى أسماء في التاريخ احدثت هزة وتغييراً في العالم، فالرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم لايزال حديث الشرق والغرب وكذلك خليفته أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وهكذا الأئمة الاطهار عليهم السلام ومن بعدهم الصالحين، حيث انهم امتلكوا عقول وقلوب الناس باخلاقهم وانظارهم ومعارفهم بحبهم لدينهم واخلاصهم لهم، كما انهم تحملوا آلام الأمة ومعاناتها وهمومها، وكان الفقيد العلامة السيد محمد حسين فضل الله ارتضى هذه السيرة العطرة وهذا النهج وسار على نفس الخطى، حيث نهل من نبع المصطفي وأهل بيته عليه وعليهم السلام، فملك القلوب والعقول من ابناء هذه الأمة.

واضاف ان الأمة الإسلامية فقدت عالماً شجاعاً لا تأخذه في الله لومة لائم وكان مجاهداً في ميدان الحق لذا تعرض لمحاولات الاغتيال والتصفية الجسدية من قبل أميركا والعدو الصهيوني، كما تعرض للتصفية الفكرية والعقائدية عندما وقف ضد التخلف والتعصب والجهل ولكنه كان كالجبل الأصم لم تهزه الرياح، فكان مستعداً للحوار مع الجميع.

كما تطرق محمد جواد إلى شجاعته بالدفاع عن فلسطين التي كانت في قلبه وكان متفاءلاً مع معاناة العراقيين وهمومهم وكانت لديه مقولة معروفة حول الثورة الإيرانية انه لو رجموني بالحجارة فلن اتوقف عن الدفاع عنها، وأما في لبنان فوهب جسده وروحه للشعب اللبناني، حيث كان يعمل لأجلهم ومساهماً فعالاً لحل كل المشاكل والمعاناة.

ليست هناك تعليقات: