8 أغسطس 2010

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ألقى سماحة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في الخطبتين:



الخطبة الأولى:

شهر رمضان:

شهر البناء الروحي والإيماني

الأربعاء بداية شهر رمضان

في البداية، ونحن في آخر جمعة من شهر شعبان، لا بدّ من الإشارة إلى ما يفيده الرّأي الفقهيّ الذي كان سماحة السيّد (رضوان الله عليه) رائداً في طرحه واعتماده بالنّسبة إلى بداية الشّهور، والّذي يعتمد الحسابات العلميّة الفلكيّة الدّقيقة الّتي تشير هذه السّنة إلى أنّ الهلال سيولد صباح يوم الثّلاثاء القادم، وهناك إمكانيّة لرؤية الهلال ليلة الأربعاء في القسم الجنوبي من القارّة الإفريقيّة، وفي أمريكا الجنوبيّة، بالعين المجرّدة في بعضها، وبمساعدة الآلات المكبّرة في البعض الآخر.

بناءً على ذلك، وطبقاً للمبنى الفقهيّ لسماحة المرجع السيّد فضل الله (رضوان الله عليه)، والّذي يعتمد بداية الشّهر القمريّ بتوفّر شروط الرّؤية للهلال، ولو بواسطة الآلات المكبّرة، في أيّ مكانٍ نشترك معه في جزءٍ من اللّيل، فإنّ أوّل شهر رمضان المبارك لهذا العام، في لبنان والبلدان العربيّة والإفريقيّة وأمريكا وأوروبّا، وصولاً إلى أستراليا ونيوزيلندا، طالما أنّها تشترك في جزءٍ من اللّيل مع البلدان التي يمكن فيها رؤية الهلال، سيكون يوم الأربعاء، الواقع فيه 11 آب 2010م.

ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ هذا الرّأي ليس رأياً مستحدثاً حتى يحتاج المكلَّف فيه إلى الرّجوع إلى المرجع الحيّ، كما هو المطلوب في المسائل المستحدثة، ووسائل التعرّف إليه تتمّ من خلال الطّرق العلميّة المتوافرة الآن لأيٍّ كان..

نسأل الله تعالى أن يبلّغنا هذا الشّهر، ويعيده على الإسلام والمسلمين بالحرّيّة والعزّة والكرامة والوحدة، إنّه سميع مجيب.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة : 185]

التّهيّؤ لاستقبال شهر الله

حرص رسول الله(ص) في آخر جمعةٍ من شهر شعبان على استنفار المسلمين، بدعوتهم إلى التهيّؤ لاستقبال هذا القادم إليهم بعد عدّة أيّام، وهو شهر رمضان؛ هذا الشّهر الّذي لم يكن ولن يكون شهراً عاديّاً يمرّ كبقيّة الشّهور، وينتهي بانتهائه، بل هو لعظيم فضله، وكثير بركاته، وأهميّة نتائجه، نسبه الله إليه وكرّمه باسمه، فهو شهر الله، "شهر ـ كما قال رسول الله (ص) في خطبته ـ هو عند الله أفضل الشّهور، وأيَّامه أفضل الأيَّام، ولياليه أفضل اللّيالي... هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله".

أمّا مائدة الضيافة فيه فهي: "أنفاسكم فيه تسبيح ـ حيث تتحوّل هذه الأنفاس الحارّة إلى أذكارٍ وتسابيح ـ ونومكم فيه عبادة ـ النّوم الّذي هو راحة الأجساد، يتحوّل إلى عبادة لله وطاعة له ـ وعملكم فيه مقبول"، العمل الّذي يخشى عدم قبوله يتأكّد قبوله، أمّا الدّعاء الّذي به يردّ القضاء ويدفع البلاء، ومن خلاله تنفتح خزائن الله، فإنّه مستجاب ومضمون.

هو شهر يأتي حاملاً للنّاس البركة والرّحمة والمغفرة.

إنّنا مدعوّون ـ أيّها الأحبَّة ـ إلى استقبال هذا الشَّهر، وليكن استقبالنا له استقبال الواعين الّذين يريدون الحصول على ضيافة الله وبركات مائدته، وهذا لا يتمّ إلا بتطهير عقولنا من كلّ انحراف، وتطهير قلوبنا وتصفية مشاعرنا، فلا يحصل على ضيافة الله إلا الطّاهرون المتطهّرون. وهذا ما أشار إليه الإمام الرّضا(ع)، عندما راح يتحدّث إلى بعض أصحابه في شهر شعبان، حين قال له: "إنّ شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعةٍ فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يعينك بعدم التلهّي عمّا لا فائدة منه في دنياك وآخرتك، وأكثر من الدّعاء والاستغفار، لتكون قريباً من ربّك، وتبْ إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلصٌ له عزّ وجلّ"..

شهر العبادة

ثمّ، لا بدَّ من أن نقف عند البرنامج الّذي أعدَّه رسول الله(ص) الّذي بيَّنه لنا في خطبته، حيث دلَّنا إلى السّبل الّتي تساهم في تنمية العلاقة بالله في شهر رمضان وتعزيزها، فدعانا إلى الإكثار من الصَّلاة والتّوبة والدّعاء والاستغفار وقراءة القرآن وذكر الله، بحيث يكون الشّهر عامراً بكلّ هذه الأجواء الرّوحيّة والتّربويّة والّتي تعجّ بها كتب الأدعية.. وهذا ما أشار(ص) إليه عندما قال: "فسلوا الله ربّكم بنيّاتٍ صادقة، وقلوبٍ طاهرة، أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشّقيّ من حُرِمَ غفران الله في هذا الشّهر العظيم"..

إذاً، لنستعدّ، أيّها الأحبَّة، من الآن، ليكون وقتنا متّسعاً لكلّ هذه الأمور العباديّة؛ صلاةً وصوماً واستغفاراً وذكراً وإحياءً للّيالي، ولا سيّما ليالي القدر، حتى نحصل على كلّ هذه البركات الآتية من الله، ونحقّق الزّاد الرّوحيّ والإيمانيّ لأنفسنا، والّذي هو سرّ قوّتنا وإرادتنا وعزيمتنا..

تهذيب النّفس

أمّا برنامج تهذيب النّفس وتربيتها والرّقابة عليها، فقد أشار رسول الله(ص) إلى أنّه يتمّ من خلال استحضار يوم القيامة، حين نتذكَّر الموقف المهيب بين يدي الله عزّ وجلّ وما يجري فيه، حيث لا سبيل للنّجاة منه إلا بمتابعة النّفس وتهذيبها: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}[الشّمس: 9-10].. وأيضاً بالضَّغط على شهواتنا وأطماعنا، ومراقبة حركات جوارحنا ولمحات أعيننا، ولهجات ألسنتنا، وتقوية إرادتنا وعزيمتنا، حتى لا نضعف أمام شهوةٍ أو غريزةٍ أو مطمعٍ أو مال. "واذكروا بجوعِكم وعطشِكم جوع يوم القيامة وعطشه"، أن نتذكّر ذلك اليوم المشهود الّذي يجوع فيه النّاس ويعطشون، عندما يقفون طويلاً للحساب، بخلاف من يكون حسابهم يسيراً، حيث لا يجوعون ولا يعطشون..

"واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم".

فمن الآن، مسؤوليّتنا أن ندرس نقاط ضعفنا في إرادتنا، ونفكّر كيف نتجاوز هذا الضّعف لنكون أقوياء في داخلنا..

حسن الخلق والتّصدّق على الفقراء

أمَّا برنامج المحور الثَّالث، كما أشار إليه الرّسول(ص)، فهو العلاقة الحميمة مع النّاس، بالالتفات إلى فقرائهم وأيتامهم وضعفائهم، والتّواصل بين الأرحام، وكفّ الغضب والانفعال، وحسن الخلق والبعد عن الشرّ.. ولذا قال(ص): "وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم"..

ثم قال(ص): "أيّها النّاس، من حسّن منكم في هذا الشّهر خلقه، كان له جوازٌ على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام.. ومن كفّ فيه شرّه، كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً، أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه، وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه، قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه".

هذا البرنامج مع النّاس، مع الفقراء والأيتام، وصولاً إلى التّواصل معهم والاهتمام بالعمّال والخدم وغيرهم، لا بدَّ من التحضّر له على مستوى الفرد والمؤسَّسة، ومن خلال لجانٍ تشكّل في المساجد والأحياء والقرى والمدن.

الاستفادة من بركات هذا الشّهر

أيُّها الأحبَّة، لم يرد الله لشهر رمضان أن يكون شهراً نخفِّف فيه من الطَّعام والشَّراب والملذَّات، فالله لم يرد لعباده أن يعانوا في الحياة، وهو الّذي لم يبخل عليهم بشيءٍ، ولا يريد بهم إلاّ الخير {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}[الأعراف: 32].

ولكنَّه أراد لعباده أن يحصلوا على التَّربية الّتي تجعلهم مؤهَّلين لخلافته في هذه الأرض، ولا بدَّ لنا من أن نفهم هذا الشَّهر بهذه الصّورة، ولأجل ذلك، كان تحذير الإمام عليّ(ع): "كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الظّمأ، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلاّ السّهر والعناء".

في هذا الشّهر أيّها الأحبّة.. الفرصة، كلّ الفرصة متاحة أمامنا، فلنعمُر مساجدَنا بالعبادة والتّوجيه والتّوعية، وبيوتَنا بالذّكر والدّعاء والاستغفار، وكلّ نوادينا ومواقع لقائنا بالثّقافة والوعي وقراءة القرآن وفهم الإسلام بصفائه ونقائه، ونبتعد عن كلّ لغوٍ وعبث، ولا نسمح لكلّ الّذين يريدون أن يبعدونا عن كلّ الأجواء الرّوحيّة والإيمانيّة والتّربويّة والفكريّة، أن يصلوا إلى أهدافهم، من خلال ما تطلّ به وسائل الإعلام المتنوّعة من عروضٍ لا تبعد الإنسان عن معانيه الرّوحيّة فحسب، بل قد تصل في بعض الحالات إلى حدّ معصية الله..

أيّها الأحبَّة: هذا شهر القرآن، هذا شهر الدّعاء، هذا شهر التَّوبة، هذا شهر الطّهور، هذا شهر القيام، هذا شهر الإسلام، هذا شهر الفوز بالجنَّة والعتق من النَّار، هذا شهر البركات والخيرات، هذا شهر العطاء، هذا شهر بناء الإرادات، فماذا نحن فاعلون؟ المبادرة بأيدينا، وقد هيّأها الله لنا: "أبواب الجنان في هذا الشّهر مفتَّحة، فسلوا ربّكم أنلا يغلقها عليكم، وأبواب النّيران مغلقة، فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشّياطين مغلولة، فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم".

ودعاؤنا لا بدّ من أن يكون: اللّهمّ وأهّلنا فيه لما وعدت أولياءك من كرامتك، وأوجب لنا فيه ما أوجبت لأهل المبالغة في طاعتك، واجعلنا في نظم من استحقّ الرّفيق الأعلى برحمتك...

اللّهمّ اجعل هذا الشّهر خيراً وبركةً للمسلمين، وسبيلاً لتقوية مواقعهم وتعزيز وحدتهم، والوصول بهم إلى التّقوى، وبلوغ الدّرجات العليا عندك يا أرحم الراحمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الثّانية

رسالة لبنانية حاسمة للعدو

مرّةً جديدةً، يشنّ العدوّ الصّهيونيّ اعتداءً جديداً على لبنان، على مرأى ومسمع من قوَّات "اليونيفيل"؛ ليجد الجيش اللّبنانيّ في موقع أداء الواجب الوطنيّ، من خلال القرار السياسيّ الحاسم الذي انطلق من قيادته، ومن خلال جنوده وضبَّاطه الّذين أكَّدوا أنَّ رهان العدوّ والإدارة الأميركيّة على تغيير عقيدة هذا الجيش هو رهانٌ خاسر، وأنّ الإمكانيّات التي بحوزة الجيش الوطنيّ، وإن كانت متواضعةً، إلا أنّها تشكِّل حافزاً في عمليَّة صنع الإرادة، الّتي استطاع لبنان ـ المقاومة والشَّعب والجيش ـ أن يكون نموذجاً لها على مستوى العرب والمسلمين.

إنّ ما حدث في العديسة، يشكّل رسالةً لبنانيّةً بالغة الدقّة في هذه المرحلة الصّعبة الّتي يعيشها لبنان والمنطقة، وقد كان الجيش الباسل عنوان هذه الرّسالة، بعدما روى بدماء شهدائه أرض الجنوب الطّاهرة، كما استطاع إيلام العدوّ وإيجاعه، ولا شكّ في أنّ هذه الرّسالة ستترك صداها وأبعادها بما يتجاوز البلد الصّغير إلى مستوياتٍ وآفاقٍ أخرى..

ولكن تبقى المهمّة الكبيرة الواقعة على عاتق المسؤولين في لبنان، أن يؤازروا حركة الجيش هذه، وأن يدعموا الوحدة الدّاخليّة بمواقف ثابتة وغير متأرجحة، ليساهموا في إبعاد الفتنة الّتي تعمل لها جهات دوليّة معروفة تسعى لإخراج العدوّ من مأزقه، ولذلك فالمسؤوليّة كبيرة في أن يتصدّى مَنْ في الدّاخل للفتنة القادمة، كما تصدّى الجيش للعدوّ بكلّ بسالة وقوّة.

هجمة أميركيّة لإنهاء القضيّة الفلسطينيّة

وليس بعيداً من لبنان، تُرصَد الهجمة الأميركيّة والدّوليّة على الشّعب الفلسطينيّ والقضيّة الفلسطينيّة، لطيّ ملفّها بالكامل، من خلال الضّغط على الفلسطينيّين للتّسليم بالشّروط الإسرائيليّة التي اقتضت ـ بفعل الضّغوط الأميركيّة ـ في هذه المرحلة، أن يذهب الجميع إلى مفاوضاتٍ مباشرة، على الرّغم من أنّ السّلطة الفلسطينيّة كانت تلوّح برفض هذه الخطوة ما لم تقترن بتحقيق تقدّمٍ في المفاوضات غير المباشرة.

لقد ظهّرت الأيّام صورة الرّئيس الأميركيّ "أوباما"، الّذي يمارس المزيد من الضّغوط على السّلطة الفلسطينيّة، ويهدّد بعزل الفلسطينيّين إقليميّاً ودوليّاً، وبقطع المساعدات الماليّة عنهم إن لم يخضعوا لشروط العدوّ، ويذهبوا إلى المفاوضات المباشرة، ليظهر للجميع، أنّ مواقف المسؤولين العرب لا تنطلق من واقعهم، وإنّما من خلال الإملاءات والضّغوط الأمريكيّة في هذا المجال..

إنّنا نحذِّر من أنّ الخطَّة الأميركيَّة الصّهيونيَّة الّتي أوهمت العرب والمسلمين بتجميدٍ وهميٍّ للزّحف الاستيطانيّ، لتستأنف السّعي لإنهاء القضيّة الفلسطينيّة وتدميرها، تعمل على تسريع الخطى لتهويد القدس بالكامل، وللانتهاء من مقولة الدّولة الفلسطينيّة القابلة للسّيادة، وتمهيد السّبيل لتسويةٍ تفترض العودة إلى الخطط الصّهيونيّة السّابقة التي وضعت الأردن على رأس أولويّاتها كموقعٍ مفترضٍ للدّولة الفلسطينيّة عبر عددٍ من المقترحات، بما يُراد له أن يسيرَ قُدُماً ليشكّل عمليّة ضغطٍ على كلّ الملفّات في المنطقة.. ولتستكمل أمريكا الإسرائيليّة مشروعها التّدميريّ في المنطقة الّذي تتوالى فصولُهُ في العراق وأفغانستان.

لبنان : الذكرى الرابعة للانتصار

وإنَّنا في الذِّكرى الرَّابعة لانتصار لبنان على العدوّ في حرب تموز؛ هذا النَّصر الّذي صنعه الله على أيدي المجاهدين الّذين باعوا أنفسهم لله، وشروا بها مرضاته عزّ وجلّ، والّذين وقف خلفهم كلّ الوطن بصبرٍ وثبات، نُدرك أنّنا قادرون على صنع النّصر من جديد، عندما نخلص لله، ونحرّك إرادتنا في عمليّة صنع القوّة، لأنّك عندما لا تُلغي نفسك، فإنّ العالم كلّه لا يستطيع أن يُلغيك..

ونؤكِّد هنا، أنَّ الخطَّة العدوانيَّة الاستكباريَّة على لبنان والمنطقة لا تزال مستمرّةً، وبأشكالٍ متعدّدة، ولذلك ندعو الجميع إلى الحفاظ على الجهوزيّة السّياسيّة والأمنيّة العالية لمواجهة كلّ أشكال العدوان، لأنّنا عندما نحمي لبنان، نقدّم نموذجاً للأمّة كلّها في الحفاظ على العزّة، وحماية السّيادة، والعيش بكرامة في مواجهة كلّ عدوان وكلّ احتلال.

التاريخ: 25 شعبان 1431 هـ الموافق: 06/08/2010 م

ليست هناك تعليقات: