28 أغسطس 2010

العلامة التريكي:
يجوز البقاء على تقليد المقدس فضل الله لمن يرى أعلميته



علق العلامة الشيخ حسن بن علي التريكي مدير مركز الأبرار في لندن على الجواب الصادر من مكتب البيان للمراجعات الدينية التابع لأحد علماء البحرين الكبار وهو الشيخ عيسى احمد قاسم .

وقال التريكي في معرض رده : رغم صحة مضامين عباراته إلا أن فيه من اللف والدوران والتلاعب بالألفاظ ما يراد منه في نهاية المطاف توصيل السائل إلى طريق واحد هو: عدم جواز البقاء على تقليد السيد فضل الله، وهذا مخالف للموضوعية.

وأضاف: دعوى المجيب أن فلانا أعلم من فلان هذا رأيه وقد يرى المكلف غير هذا الرأي، فثبوت أعلمية أحد المراجع عند شخص من أهل الخبرة، لا تلزم الآخرين بهذا الرأي خصوصا وأن هناك عدد كبير من المراجع المطروحين على الساحة ولهم أتباع ومقلدون، وكل يرى أعلمية مرجعه على غيره.

وقال التريكي: ومن الطبيعي أن من قلد السيد فضل الله (ره) في حياته إنما قلده بناء على اعتقاده أنه أعلم الأحياء، وأنه أعلم من غيره.

مضيفاً : ولا يتعارض هذا مع فتوى السيد فضل الله (ره) بعدم وجوب تقليد الأعلم، وهي لا تعني أن السيد فضل الله (ره) لا يرى نفسه أعلم من غيره، وإنما هي إجازة منه لمن يرى أعلميته أن يقلد غيره ممن هم بعده في الأعلمية.

واستخلص الشيخ التريكي في نهاية جوابه إلى جواز البقاء على تقليد المقدس فضل الله لمن يعتقد بأعلميته.


نص الإستفتاء الموجه مكتب البيان للمراجعات الدينية
السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا من مقلدي سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى فهل يجوز لي البقاء على تقليده ؟؟ علمًا بأن مكتب السيد قد نشر بيانًا بجواز البقاء على تقليده ، فهل نأخذ بقول المكتب ؟؟

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسمه تعالى

لا يجوز البقاء على الميت إلا بفتوى أعلم الأحياء وما عليه فتاوى الأعلم بل فتاوى جميع المراجع الكبار هو جواز البقاء شريطة أن يكون الميت أعلم من الحي وإلا فلا وما عليه الواقع هو أعلمية الحي كالسيد السيستاني من المرحوم السيد فضل الله لذا يتعين العدول ,وأما ما نشره مكتبه رحمه الله فمفاده جواز البقاء لتجويز الفقهاء الأحياء البقاء على الميت ولكن البيان المذكور أغفل اشتراط الأحياء في البقاء على الميت أن يكون أعلم من الحي.

لجنة الإجابة على الأسئلة الشرعية - مكتب البيان للمراجعات الدينية



نص تعليق الشيخ حسن بن علي التريكي على جواب مكتب البيان


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وبعد:

أولا: لا ندري ما الداعي أن يوجه السائل هذا السؤال إلى مكتب هذا العالم، مع كامل أعتزازنا بهذا العالم الجليل، وهو من أعلام الأمة، ولكنه ليس مرجعا للتقليد، وكان الأحرى بالسائل أن يوجه هذا السؤال لمن يراه أعلم من المراجع الموجودين على الساحة.

ثانيا: عنوان الجواب فيه تلبيس على الناس بهذه الطريقة (لا يجوز تقليد فضل الله). كما فيه إثارة لفتنة نائمة رحم الله من أبقاها نائمة وقد ذهب السيد فضل الله إلى ربه وسيجمع الله بينه وبين خالفه ويحكم بينهم وهو أحكم الحاكمين.

ثالثا: الجواب رغم صحة مضامين عباراته إلا أن فيه من اللف والدوران والتلاعب بالألفاظ ما يراد منه في نهاية المطاف توصيل السائل إلى طريق واحد هو: عدم جواز البقاء على تقليد السيد فضل الله، وهذا مخالف للموضوعية.

رابعا: دعوى المجيب أن فلانا أعلم من فلان هذا رأيه وقد يرى المكلف غير هذا الرأي، فثبوت أعلمية أحد المراجع عند شخص من أهل الخبرة، لا تلزم الآخرين بهذا الرأي خصوصا وأن هناك عدد كبير من المراجع المطروحين على الساحة ولهم أتباع ومقلدون، وكل يرى أعلمية مرجعه على غيره.

خامسا: إن من الواضحات أن كل مرجع يتصدى للمرجعية يرى في نفسه الأعلمية.

كما أن من الأمور الثابتة لدى المتشرعة أن من يقلد مرجعا أنما يقلده بعد ثبوت أعلميته ولو على نحو الاحتمال والظن.

ومن الطبيعي أن من قلد السيد فضل الله (ره) في حياته إنما قلده بناء على اعتقاده أنه أعلم الأحياء، وأنه أعلم من غيره.

ولا يتعارض هذا مع فتوى السيد فضل الله (ره) بعدم وجوب تقليد الأعلم، وهي لا تعني أن السيد فضل الله (ره) لا يرى نفسه أعلم من غيره، وإنما هي إجازة منه لمن يرى أعلميته أن يقلد غيره ممن هم بعده في الأعلمية.

وأخيرا وليس آخرا:

الجواب الموضوعي والذي كان من المفترض أن يقال في مثل هذا المقام يتكون من النقاط التالية:

أ ـ إذا مات المرجع وجب على المقلد أن يرجع في جواز البقاء على تقليده إلى أعلم الأحياء.

ب ـ وكل المراجع الأحياء ـ اطال الله أعمارهم ـ بين قائل بجواز البقاء أو وجوب البقاء على تقليد الميت إذا كان أعلم بنظر المقلد.

ج ـ وبالتالي؛ يكون من قلد المرحوم السيد فضل الله (ره) بناء على ثبوت أعلميته لديه، واعتقاده أنه لا يزال أعلم من المراجع الأحياء فإنه يجوز له البقاء على تقليده بعد وفاته.

يبقى على تقليده حتى يثبت لديه أعلمية أحد الأحياء على السيد فضل الله عندها يجب عليه العدول لمن يثبت لديه أعلميته من الأحياء.

وخلاصة الجواب: أنه يجوز لمقلدي السيد فضل الله البقاء على تقليده ما داموا يعتقدون أنه أعلم من المراجع الأحياء.

والله ولي التوفيق.

الشيخ حسن علي التريكي

لندن ـ في 11 رمضان 1431 هـ

ليست هناك تعليقات: