22 ديسمبر 2008

نبّه إلى أنّ إسرائيل أرادت من عنوان "حوار الأديان" الإيقاع بين السنّة والشيعة
فضل الله دعا علماء السنّة والشيعة إلى لقاء سريع يحسم أولويات الأمة لحساب الإسلام لا لحسابات المذاهب


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه محاولات رئيس العدو الصهيوني، شمعون بيريز، الأخيرة الإيقاع بين السنة والشيعة، فقال:
يوماً بعد يوم يتبيّن للجميع أن إسرائيل التي تعيش حال من الاهتزاز السياسي والأمني، لم تشهده منذ أقامت كيانها الغاصب على أرض الفلسطينيين، واستطاعت أن تتلاعب بالمواقف العربية، وأن تستدرج العرب إلى فخّ جديد تحت عنوان "حوار الأديان" بعدما استطاعت أن تتلاعب بهم في مؤتمر أنابوليس، وأن تدغدغ أحلامهم بكلمات معسولة، لتعود فتزرع الأراضي الفلسطينية بالمستوطنات، وتهجّر آلاف الفلسطينيين وتهدم بيوت المقدسيين وتعمل ليل نهار لتغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين المحتلة، إلى جانب سعيها لتغيير الواقع السياسي والأمني في المنطقة كلها.
لقد لاحظنا كيف أن العرب الذين انتظروا الحصول على هدية إسرائيلية، ولو على مستوى الكلمات والوعود في مؤتمر حوار الأديان، أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، لأنه ليس عند إسرائيل ما تعطيه للعرب إلا المزيد من سفك دمائهم ومصادرة أراضيهم، انسجاماً مع الفتاوى الجديدة لحاخامات اليهود في فلسطين المحتلة الذي أصدروا مؤخراً المزيد من الفتاوى التي تبيح للمستوطنين طرد الفلسطينيين من أرضهم وقتلهم وتهجيرهم، في إشارة واضحة الدلالة قبل أيام من انعقاد مؤتمر حوار الأديان في نيويورك تحت قبة الأمم المتحدة.
بيد أن ما تخطط له إسرائيل يتجاوز كل هذه الغبطة والفرحة العربية برئيس الكيان الصهيوني المجرم، شمعون بيريز، أو الدخول مبدئياً في بوابة التطبيع من خلال العنوان الديني، لأن العدو يتطلع جدياً لإشعال نيران الفتنة بين السنة والشيعة في المنطقة، ويعمل في هذه الأيام لركوب موجة "الأكثريات" بعدما عمل في العقود الماضية على ركوب موجة الأقليات التي حاول الإيحاء بأنها تشترك معه في مزايا الدفاع عن الوجود والمصير، وقد بدأ ينفخ ببوق المذهبية في شكل متواصل من دون أن ينبري أحدٌ ليرد عليه أو ليفنّد تهاويله وأحابيله.
لقد لاحظنا أنّ ما لم يتحدث به بيريز بصراحة في مؤتمر حوار الأديان وإن ألمح له تلميحاً، صرّح به في شكل مكشوف في خلال لقائه مع "اتحاد الجاليات اليهودية في أمريكا الشمالية" حيث قال إنّ "من الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى عقد سلام مع الفلسطينيين ووضع حد للاحتلال، إعلام السنة في الشرق الأوسط أنهم ليسوا مجبرين على الخضوع لإيران وللأقلية الشيعية المتطرفة"، كما تحدث عن إيران بطريقة تهويلية زاعماً أنها تمتلك طموحات إمبريالية وأنها تسعى لحكم الشرق الأوسط، وكل ذلك في سياق لعبة جديدة للإيحاء بأن من الممكن دخول السنة في مصالحة مع إسرائيل، بينما لا يمكن دخول الشيعة في هذا الخط، لأنهم متطرفون بحسب زعمه.
والواقع الشرعي والميداني يدحض أكاذيبه، لأن المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية لا ترضى باغتصاب فلسطين ولا يمكن أن تقبل بالوقوف مع الظالم ضد المظلوم، كما أن الواقع الشعبي السني والشيعي على السواء يرفض الاعتراف للصهاينة باغتصاب فلسطين، وقد أثبت هذا الواقع ذلك، بوقوفه مع كل المجاهدين والمناضلين العاملين لتحرير فلسطين، واحتضانهم لهم والدفاع عنهم بكل الوسائل والإخلاص لهم على طول الخط.
إننا نقول للعرب، وخصوصاً أولئك الذي تضحك عليهم إسرائيل عندما تحدثهم عن أنها تقف معهم في جبهة واحدة لمواجهة ما تسميه الخطر الإيراني، أو عندما تحدثهم عن طموحات إيران: حذارِ من السقوط في هذا الفخ الإسرائيلي، لأنه يمثل الحالقة للدين ولقضايا الأمة، وسيدخلهم في حرب مباشرة مع شعوبهم، ليكتشفوا بعد خراب البصرة أن العدو يراهن أكثر ما يراهن على الفتنة المذهبية وعلى الصراعات العرقية التي تعيد العرب إلى الحمية الجاهلية وتجعلهم يتحدثون عن إخوتهم في الدين كما تحدث اليهود في بداية الدعوة الإسلامية، فقالوا عن المشركين: {هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً...} وفي ذلك سقوط عربي وإسلامي مريع لمصلحة إسرائيل التي شعرت في السنوات الأخيرة بأنها دخلت في الحلقة السياسية والأمنية المظلمة، وأن الظروف الإقليمية والدولية لم تعد مؤاتية بالكامل لمصلحتها، وخصوصاً مع سقوطها المدوّي في لبنان في تموز من العام 2006، وبداية العد العكسي للمحافظين الجدد في واشنطن.
ونقول للمسلمين، وخصوصاً لعلمائهم الذين ملأ بعضهم الدنيا بالضجيج في معالجة بعض قضايا التاريخ والواقع بطريقة عصبية ومذهبية، إن واقع التمزّق الذي تطرحه كلماتكم وتنطلق به مواقفكم بات يغري العدو بنا، ويجعله يراهن على إحداث شروخ خطيرة في الأمة من خلال استخدامه للعنوان المذهبي، إلى المستوى الذي يجرؤ فيه قادة العدو على الدعوة إلى وقف التداول ببعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن اليهود في المنتديات العربية والإسلامية وفي المدارس والمساجد، وهو الأمر الذي يمثل استهانة كبرى بكل المقدسات الإسلامية، ودعوة صريحة إلى تدمير العقيدة الإسلامية لحساب العقيدة الصهيونية التلمودية العنصرية القاتلة.
إنني ومن موقع مسؤوليتي الشرعية، أدعو العلماء والأعلام من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية، إلى اللقاء اليوم قبل غد، وغداً قبل بعد غد، في اجتماع إسلامي يعكف على دراسة الواقع العربي والإسلامي في نطاق استراتيجية حاسمة تضع الأسس للأولويات الإسلامية الكبرى بعيداً عما هي مصلحة المذاهب، وقريباً مما هي مصلحة الإسلام العامة، ليصار إلى اعتماد آلية لتأكيد ذلك وإلزام الحكومات بها، وإنني في الوقت الذي أتطلع لتحقيق ذلك بما له من أثر كبير على واقع الأمة في هذه المرحلة الخطيرة والصعبة من تاريخها، أجزم من موقع المعرفة والمتابعة والعلم والدراية، بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لا تمثل أي خطر على جيرانها العرب، ونحن لا نقبل أن تكون كذلك، وهي ليست في هذا الوارد على الإطلاق من خلال ما نعلمه من قادتها ومسؤوليها، ولذلك فإننا ندعو إلى عدم الأخذ بالتهاويل الصهيونية الباطلة، والعمل للدخول في حوار جدي معها ومع غيرها، لأنه أولى من الحديث مع الصهاينة المغتصبين وأنفع للأمة وحتى للذين يخشون على مواقعهم ومراكزهم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 25-11-1429 هـ الموافق: 23/11/2008 م
في معرض تعليقه على التفجير الانتحاري الذي استهدف مشيّعين في باكستان
فضل الله: مشكلة المسلمين جميعاً هي المحتلين المستكبرين


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على التفجير الانتحاري الذي استهدف جمعاً من المشيّعين في باكستان، جاء فيه:
لقد قام بعض التكفيريين الذين يرفضون من الناحية الفكرية والعملية قول النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، بمجزرة وحشية في تفجير عدواني لا علاقة له بالإسلام ولا بالمسلمين، استهدف جنازة بعض المؤمنين في باكستان، ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى من أتباع الإسلام في خط النبي(ص) وأهل بيته(ع)، انطلاقاً من العصبية العمياء التي يستحلّون من خلالها دماء المسلمين لاختلافهم معهم في بعض التفاصيل المذهبية، والذي من المفترض ألا يؤدي إلى كفر أو ضلال، بل أن يخضع لثوابت إسلامية اجتهادية تماماً كما هي الخلافات الكلامية والفقهية بين المسلمين من سائر المذاهب .
إننا إذ نستنكر هذه الجريمة الوحشية وكل الجرائم المماثلة، نقول لهؤلاء المتعصبين التكفيريين: إن مشكلتكم في باكستان ليست مع المسلمين الشيعة الذين يؤمنون بالله، ويعلنون الشهادتين، ويصلّون ويصومون ويحجّون ويطيعون الله ورسوله، بل إن مشكلة المسلمين جميعاً تتمثل في المستكبرين المحتلين الذين اجتاحوا بلاد المسلمين بالاحتلال الغاشم الذي يقتلون فيه الأبرياء بطائراتهم وصواريخهم الأمريكية في حلف الناتو، فإذا كنتم مخلصين للإسلام وأهله فعليكم أن تعملوا لتكون حربكم في مواجهة المحتلين من أجل أن ترفعوا عدوانهم عن بلادكم، لا مع المسلمين، ولاسيما أن المرحلة تفرض على المسلمين أن يأخذوا بأسباب الوحدة الإسلامية، وأن يرجعوا إلى الله ورسوله في حلّ خلافاتهم، على هدى قول الله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول"، وقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا}، لأن الكافرين المستكبرين لا يريدون رأس الشيعة أو السنّة فحسب، بل يريدون إسقاط رؤوس المسلمين جميعاً، وتدمير الإسلام كله.
كما ندعو أهلنا جميعاً في باكستان إلى عدم الدخول في ردات الفعل الانفعالية التي لن تكون إلا لمصلحة المحتل الذي يسعى لإحداث الفتنة داخل الأمة الإسلامية.
إننا ندعوكم إلى العودة كتاب الله وسنّة نبيه، لتلتقوا على أساس الإسلام، وتأخذوا بأسباب ثقافة الإسلام بالحوار على أساس التحديات الإسلامية الكبرى، والبعد عن العصبية العمياء في شبهاتها الجاهلية، سائلين المولى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وان يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، والحمد لله رب العالمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-11-1429 هـ الموافق: 22/11/2008 م
دعا الإدارة الأميركية القادمة ألا تقف حجر عثرة أمام التغيير في المنطقة
فضل الله: الفرص سانحة لانفتاح أميركي تقابله شعوبنا بانفتاح مماثل


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، جاء فيه:
صوّت الشعب الأميركي قبل أيام لإسقاط إدارة كان هو الذي ساهم في صنعها قبل ثمانية أعوام وفي إعادة إنتاجها بعد أربع سنوات... فعمل على قطع الطريق على رمز جديد من رموزها، بعدما كوته بنار حروبها وويلاتها التي لم تحرق العالم واقتصاده فحسب، بل جاءت بالنيران إلى المعقل الأميركي نفسه، ليشعر الأميركيون لأول مرة منذ ما يقارب القرن من الزمن بأن بلدهم ليس بمأمن من الكوارث، تماماً كما هو العالم، وليصوتوا لمصلحة إسقاط الإدارة المحافظة بعدما رأوا أن العالم بأسره لا يستطيع التعايش مجدداً معها ـ باستثناء إسرائيل ـ ولذلك عملوا للخلاص منها قبل أن تجلب لهم المزيد من الويلات والمآسي.
ولعل الناخب الأكبر في هذه الانتخابات الأميركية الرئاسية تمثل في شعوبنا وفي حركات المقاومة عندنا التي استطاعت أن تهزم مشروع الإدارة المحافظة وأن تعيد الكرة إلى ملعب الشعب الأميركي ليتصرف بوحي من المشاكل والهموم السياسية والكوارث الاقتصادية والمالية التي تسببت بها حروب بوش الابن الاستباقية، ولولا ذلك لكان من الممكن أن نتصوّر مشهداً أميركياً مختلفاً في عالم يتحضّر لمزيد من الحروب المدمرة.
وإننا أمام ما جرى في الولايات المتحدة الأميركية من نتائج في هذه الانتخابات، ومن حديث متواصل عن رغبة حقيقية في سلوك طريق التغيير نريد أن نطل على ذلك من خلال جملة من المعطيات.
أولاً: إننا نأمل أن تطل الولايات المتحدة الأميركية على حقبة سياسية جديدة، تخرج فيها عن تقاليد الحقبة السابقة التي أدخلت فيها الإدارة المحافظة أميركا والعالم في الحروب الاستباقية المجنونة من خلال الذهنية الخرافية التي سيطرت على البيت الأبيض بإيديولوجيتها الدموية التي قدّم فيها الرئيس الأميركي نفسه للعالم كرسول يسعى لترجمة تعاليم اعتبرها إلهية، فكرّس الآلة العسكرية الأميركية لحساب حروب حملت الطابع الأيديولوجي الدموي إلى جانب حسابات الهيمنة والسيطرة السياسية وحسابات المصلحة الإسرائيلية، فدخل العالم في مرحلة جنون وصراع وفوضى لم نشهد مثيلاً لها من قبل، وخصوصاً أن الرئيس الأميركي حاول ترجمة بعض التصورات التي قدمتها نخب أميركية معقدة حول صراع الإيديولوجيات ونهاية العالم وما إلى ذلك.
ثانياً: لقد بات لزاماً على الإدارة الجديدة أن تتنازل عن كثير من الغرور الذي اعترى السياسية الأميركية، وخصوصاً في العقود الماضية ولاسيما في مسألة القيادة، لأن العالم بات في مرحلة جديدة لا تحتمل سيطرة القطب الواحدة، كما أن أمريكا نفسها لم تعد تلك القوة الوحيدة التي تملك الأنياب العسكرية والمالية والاقتصادية والقوة السياسية، وبالتالي فعليها أن تطل على العالم بحجمها الحقيقي الذي أفرزته تداعيات السنين الأخيرة ومشاكل الشهور الماضية، وأن تُخرج مسألة الإرهاب من دائرة الابتزاز والاستفادة الذاتية، وأن تقفل الأبواب على سياسة الاحتلال المباشر، فتخرج من بلادنا إلى غير رجعة.
ثالثاً: إذا كان شعار التغيير يمثل حقيقة راسخة في أذهان الإدارة الجديدة القادمة، فعلى هذه الإدارة أن تعرف أن شعوبنا هي أيضاً تطمح إلى التغيير، وأن الذي منع التغيير من أن يتحول إلى واقع ملموس في المنطقة هو الإدارات الأميركية المتعاقبة التي حرصت على حماية الدكيتاتوريات في بلادنا بأسوار مخابراتية وأمنية وسياسية عالية، وبالتالي فإن على من يتغنى بديمقراطيته وقيمه الديمقراطية ألا يقف حجر عثره في وجه الشعوب الطامحة للتغيير بوسائلها التي قد تتقدم على تلك الديمقراطية في خطوط الحضارة والتراث الإنساني والتطلع الحضاري، والامتداد في خط الرسالات الذي لا يبتعد عن خطوط الحرية والعزة والسيادة وحقوق الإنسان التي تصبو نحوها الشعوب المتحضرة الواعية.
رابعاً: نحن لا نتوهم أن الولايات المتحدة الأميركية بثوبها الديمقراطي الجديد والمتمثل بالرئيس الجديد وإدارته، سوف تنتقل من موقع الدعم المطلق لإسرائيل إلى موقع العداوة لها، لأننا نعرف أن للعبة السياسية الأميركية قواعدها وضوابطها التي تحسب حساب إسرائيل قبل كل شيء، ولكننا نحذر من أن يستمر التعاطي مع قضايانا من المنظار الإسرائيلي، ونريد للإدارة الجديدة أن تراجع حساباتها جيداً، وخصوصاً في سياستها الخارجية لأن هيمنة اليهود على هذه السياسة هو الذي عاد بالويلات على الأميركيين قبل غيرهم، وينبغي أن تكون الكوارث المالية والسياسية التي أصيبت بها الساحة الأميركية مؤخراً بمثابة الوازع للقادمين الجدد إلى البيت الأبيض، ليحرصوا على ترتيب بيتهم الداخلي قبل أن يحلموا بغزوة جديدة للعالم، فيخسروا العالم، مجدداً ولا يربحوا ساحاتهم الداخلية.
خامساً: إننا، وعلى الرغم من التعقيدات الكبرى التي تحيط بالإدارة الأميركية القادمة في الكثير من انتماءاتها وخلفياتها، إلا أننا نرى أن الفرص ستكون سانحة لانفتاح أميركي على العالم من نافذة الاعتراف بالقوى الفاعلة للشعوب، وللمباشرة بحوار سياسي وفكري جدي حول ما يصلح أمور البشرية بعد الكوارث الاقتصادية والسياسية والبيئية التي تسببت بها إدارة بوش، وإذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة حريصة على تسوية علاقاتها وأوضاعها مع العالم العربي والإسلامي، فعليها أن تباشر الحوار مع شعوب هذا العالم وقواه الحيوية وسلطاته الحقيقية بعيداً عن تعقيدات الهيمنة وطموحات الاستحواذ، لأننا نعتقد أن شعوبنا ـ عندها ـ ستقابل هذا الانفتاح بانفتاح مماثل يمكن أن يعزز من فرص الحلول في المنطقة، وأن يطوي صفحة سوداء طويلة من الآلام والعذابات، لتنطلق مرحلة جديدة تحتاجها الولايات المتحدة الأميركية نفسها ويتشوّق إليها العالم بأسره.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 11-11-1429 هـ الموافق: 09/11/2008 م
استقبل الدكتور الخطيب ووفد جمعية التعليم الديني
فضل الله:لتكن المناسبات الإسلامية مواقع للقاء والتعاون في الخط الإسلامي الوحدوي


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، رئيس جامعة صيدون، الدكتور محمد الخطيب، على رأس وفد من الجامعة، وقدّم الدكتور الخطيب التهنئة لسماحته بسلامة العودة من الديار المقدسة بعد أدائه لمناسك الحج، وكانت مناسبة للتداول في عدد من الشؤون الثقافية والأوضاع السياسية.
ثم استقبل سماحته وفد جمعية التعليم الديني برئاسة مديرها العام، الشيخ علي سنان، وقدّم الوفد التهاني لسماحته بالعودة من الديار المقدسة، كما قدّم دعوة لسماحته إلى إلقاء محاضرة إسلامية في الاحتفالات التي تقيمها الجمعية لمناسبة عاشوراء.
وجرى في خلال اللقاء بحث في الشؤون الإسلامية العامة، حيث شدد سماحة السيد فضل الله على أن تتحول المناسبات الإسلامية إلى مواقع للّقاء الإسلامي المنفتح على خطوط الوحدة الإسلامية، بعيداً من التعقيدات التي قد يحركها الخطاب المتشنّج الذي قد يطلقه بعض الخطباء الذين لا ينفتحون على العمق الإسلامي الذي تمثله المناسبات الإسلامية، وخصوصاً رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء، في انفتاحهما على التاريخ الإسلامي وتأصيل الحركة الإسلامية في خط الدعوة إلى الله ومواجهة الظلم الذي قد ينطلق داخل الواقع الإسلامي وخارجه، مشدداً على التقاء حركة الهجرة مع انطلاقة الإمام الحسين(ع) في عاشوراء على أساس أن تكون الأولوية للإسلام وحفظ الخط الإسلامي الوحدوي والمنفتح.
كما كان سماحته قد استقبل المدير العام السابق لوزارة الداخلية عطالله غشام.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-12-1429 الموافق: 22/12/2008
استقبل وفداً كويتياً
فضل الله: لتنسّق الأطراف الكويتية الإسلامية خطواتها في نطاق المسار الإسلامي المنفتح


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً كويتياً ضمّ سماحة الشيخ حسين المعتوق، والنائبين في البرلمان الكويتي، عدنان عبد الصمد وأحمد لاري.
وجرى في خلال اللقاء بحث في الوضع الإسلامي العام والأوضاع الكويتية والعلاقات اللبنانية الكويتية.
وأكد سماحة السيد فضل الله، خلال اللقاء، أهمية تعاون الكويتيين جميعاً للحفاظ على مصلحة بلدهم، وتجسيد حركة الوحدة الإسلامية في الداخل الكويتي وفي الانفتاح على الآخرين خارج الساحة الكويتية، مركزاً على ضرورة تنسيق الأطراف الإسلامية المتعددة داخل الكويت، السنية منها والشيعية، خطواتها في نطاق المسار الإسلامي المنفتح الرافض لكل المحاولات الساعية للإيقاع بين المسلمين من خلال انطلاقها في خطوط الغلوّ والخرافة، أو من خلال إساءاتها للرموز الإسلامية بطريقة وأخرى.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-12-1429 الموافق: 22/12/2008
مهنئون لفضل الله بسلامة العودة


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الوزير السابق، ميشال سماحة، الذي زاره مهئنئاً بسلامة العودة من الديار المقدسة، وكانت مناسبة للتداول في تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية، وأفاق المرحلة المقبلة في المنطقة، والتطورات الحاصلة على مستوى العلاقات العربية ـ العربية.
ثم استقبل سماحته الدكتور حسين كنعان الذي زاره مهنئاً، وجرى البحث في شؤون محلية، وقضايا إسلامية راهنة.
وتلقى سماحته اتصالاً من الوزير السابق، جان عبيد، هنأه فيه بسلامة العودة من الديار المقدس.
كما تلقى سماحته اتصالاً مماثلاً من الوزير السابق، وديع الخازن.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 19- 12-1429 الموافق: 17/12/2008
فضل الله يتلقى اتصالات ويستقبل مهنئين بسلامة العودة من الديار المقدسة


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الوزير السابق، أسعد دياب، الذي زاره مهنئا بسلامة العودة من الديار المقدسة في المملكة العربية السعودية، وكانت مناسبة للتداول في الأوضاع العامة.
كما استقبل سماحته للغاية عينها مدير عام الأمن العام اللواء، وفيق جزيني، ورئيس مؤسسة "عامل"، الدكتور كامل مهنا، ووفداً من حوزة المعهد الشرعي الإسلامي ضم عدداً من العلماء، والقاضي الشيخ يوسف عمرو.
كما تلقى سماحته اتصالات هاتفية مهنئة بعودته من الديار المقدّسة، أبرزها من الرئيس سليم الحص، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، السفير الإيراني في بيروت، محمد رضا شيباني، ونقيب الصحافة الأسبق، زهير عسيران.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 18-12-1429 الموافق: 16/12/2008

اتصـالات مهنئـة بعيد الأضحى المبارك


سماحته تلقى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله اتصالات مهنئة بعيد الأضحى من رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، ومن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ومن رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، كما تلقى اتصالات مهنئة من الرئيس سليم الحص، ورئيس كتلة التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، ومن عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 13 ذو الحجة 1429 الموافق: 10/12/2008
استقبل في مقر بعثته بمكة جموعاُ من الحجاج القادمين من الخليج وأمريكا وأوروبا
فضل الله: الفرصة متاحة لحوار إسلامي- غربي معمّق لا يقتصر على الجانب الرسمي


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في مقر بعثته بمكة المكرمة جموعاً ووفوداً من الحجاج العراقيين والكويتيين والعمانيين والسعوديين والباكستانيين، إضافة إلى حجاج قادمين من أميركا وأوروبا والدول الاسكندينافية.
وألقى سماحته في الحجاج كلمة تطرق فيها إلى ما يجري في العالم من خطط ومشاريع لمحاصرة الإسلام، ومنعه من الامتداد فكرياً وثقافياً وتشريعياً، مشيراً إلى أن التضييق على حركة هجرة الكثير من العرب والمسلمين إلى بلاد الغرب يدخل في سياق التضييق على الإسلام نفسه، وقد لاحظنا كيف أن مسؤولي العدو الصهيوني حذروا من الانتشار الإسلامي في أوروبا، وعملوا على التهويل على الأوروبيين، لإظهار الإسلام كعدو يجب محاربته ومنعه من الامتداد، والتضييق على المنتمين إليه بكل السبل.
ورأى سماحته أن التصدي لذلك ينبغي أن ينطلق من خطين: الأول ويتمثل في استمرار العمل الحركي الإسلامي، والعمل التثقيفي والإعلامي والسياسي بالوسائل المشروعة والهادئة والتي لا تمثل اعتداءً على أحد أو إساءة للآخرين، ويتمثل الثاني في توحيد جهود الجاليات الإسلامية في البلدان الغربية، سواء لجهة التعريف بحقيقة الإسلام وبيان رحابته وانفتاحه وتسامحه، واتساع صدره وأفقه تجاه الآخر الذي يختلف معه دينياً أو سياسياً أو ما إلى ذلك، أم لتوضيح أن الإسلام لا يحمل مشروعاً للسيطرة على الآخر وتقويض بنيانه الاقتصادي أو تدمير ثقافات الشعوب، بقدر ما يحمل من مشاريع توضيحية لتقديم نفسه للآخرين، وتقديم مفاهيمه، كما هي على حقيقتها، بعيداً من عمليات التشويه والتشويش المتواصلة ضده.
وأضاف سماحته: ليس هناك من دين أو فكر يتعرض لحملات من التشويه المتواصلة منذ قرون كما يتعرض الإسلام لذلك، وبالتالي فمن حقه أن يرد على ذلك بالوسائل الإعلامية والثقافية والسياسية المشروعة لدى الآخرين، داعياً إلى إدارة الحوار الإسلامي ـ الغربي في شكل شمولي وطريقة حضارية وبعيداً من التهاويل المثارة ضد الإسلام، والتي غالباً ما يُسقِط فيها الإعلام الغربي صورة دعاة العنف من المسلمين أو المنتمين لحركات صدامية عنيفة على الواقع الإسلامي أو على المفاهيم الإسلامية.
وقال سماحته: إننا نعتقد أن التطورات الأخيرة التي أصابت العالم بأسره في اقتصاده وأمنه الغذائي والصحي والبيئي، إضافة إلى التوترات والاهتزازات والاعتداءات الأمنية على المجتمعات المسالمة في الشرق أو في الغرب، ينبغي أن تفسح في المجال لحوار إسلامي ـ غربي في العمق، ينطلق في الدوائر الثقافية والسياسية الأساسية ومن خلال أهل الاختصاص، ولا يقتصر على الجانب الرسمي الذي غالباً ما يأخذ شكلاً احتفالياً تستفيد منه بعض الدوائر السياسية هنا وهناك، ولكنه يبقى من دون أثر في الأرض الشعبية والسياسية.
كما اعتبر سماحته أن الأحداث الأخيرة في العالم من جهة، وتطورات الأوضاع الداخلية في العالمين العربي والإسلامي أفسحت في المجال لفرص جديدة يمكن أن تنفتح فيها الدوائر السياسية الأساسية في الغرب على محاورة الحركات والأحزاب الإسلامية، وخصوصاً تلك التي تنطلق في المقاومة والممانعة، ولكنها ترفض الإرهاب أو العنف الذي يضرب خارج نطاق الاحتلال أو يتعرض للأبرياء في أي مكان في العالم.
وقال: إن دعوتنا إلى ضرورة استغلال الفرص الجديدة المؤاتية للحوار، والمنطلقة من رؤية تأخذ في الحسبان المخاطر الكبرى المحدقة بعالمنا وبالبشرية جمعاء، لا تعني أن تتناسى الشعوب ظلاماتها، أو تسكت عن الذين أجرموا في حقها، ولذلك فمن حق شعوبنا أن تطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الذين دمّروا البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كثير من بلدان المنطقة، وخصوصاً مجرمي الحرب من الصهاينة في فلسطين المحتلة، الذين يمارسون في هذه الأيام أبشع أنواع الجرائم، وبشكل مكشوف ومفضوح أمام العالم الذي يتفرج على مأساة الفلسطينيين وعلى تجويعهم وحصارهم وقتلهم، وكأنه ينتظر منهم أن يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا للمحتل ويسلّموا بشروطه، وهو الأمر الذي نعرف أن الفلسطينيين لن يقدموا عليه لأننا واثقون من قدرتهم على الصمود وإمكاناتهم في إرباك خطط العدو ومشاريعه.
وأضاف سماحته: إن العالم يتطلع في هذه الأيام إلى ما يجري في غوانتانامو من محاكمة لبعض المتهمين بأحداث 11 أيلول، والتي يراد من خلالها إعطاء شهادة سياسية نهائية للرئيس الأمريكي جورج بوش مع قرب انتهاء حكمه، وبصرف النظر عن طبيعة هذه المحاكمة، نقول إن على العالم الحر أن يتحرك الآن وفي المستقبل لمحاكمة بوش نفسه، لأنه إذا كان هؤلاء متهمون بقتل بضعة آلاف فإن بوش قد قتل عشرات الآلاف من شعوبنا، ودمّر اقتصادات بلداننا، وأفضت سياسته وقراراته إلى النتائج الكارثية التي تصيب العالم في هذه الأيام، ولذلك فإذا كان العالم قد سلك الطرق التي يحاكم فيها الأقوياء ضعاف الناس أو من يتّهمون بمواجهة مشاريع الكبار، فعلى القوى الحيّة والطلائع الواعية و المثقفة في العالم والجهات الحقوقية المختصة أن تسعى جهدها لمحاكمة طواغيت الأرض والعابثين فيها فساداً وقتلاً، وعلى رأسهم جورج بوش و رموز إداراته.
وكان سماحته قد استقبل سماحته رئيس الوزراء العراقي السابق، إبراهيم الجعفري، ودار حديث في المسألة العراقية وآفاقها، وفي عدد من الشؤون العربية و الإسلامية



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 13-12-1429 الموافق: 10/12/2008
استقبل في مكّة المكرّمة وفداً من علماء السنّة والشيعة في العراق
فضل الله: سلاح الوحدة الداخليّة هو الأفضل للعراقيّين مع سلاح المقاومة


واصل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نشاطه في مقرّ بعثته في مكة المكرمة، فاستقبل وفداً من اتحاد علماء المسلمين في العراق ضم فاعليات دينية وسياسية من السنة والشيعة. وضم الوفد: وزير النقل العراقي، السيد عامر البطاط، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ورئيس لجنة صياغة الدستور، الشيخ هشام حمودي,وامام الجامع الكبير في السليمانية، الشيخ ماجد الحفيد، وإمام الحضرة القادرية، الشيخ محمود العيساوي والشيخ فؤاد المقداد، ورئيس جماعة علماء العراق في البصرة، الشيخ خالد الملا، ورئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية ببغداد، الدكتور احمد مهنا.
وتحدث باسم الوفد إمام الحضرة القادرية، الشيخ محمود العيساوي، فتوجه إلى سماحته بالقول: هناك من يؤكد دائماً أن عاطفة الشباب هي بحاجة لخبرة الرجال، ونحن في العراق نتطلع إليكم في لبنان وإلى سماحتكم على وجه الخصوص لننهل من معين حكمتكم وخبرتكم و نتزود منهما زاداً يعيننا على مواجهة ما يعترضنا من مشاكل في العراق,لقد عشتم في لبنان في ظل محنة صعبة,وكان الحديث يدور عن أن لبنان سيدخل في هذه المحنة التي تم احتواءها بفعل جهودكم وجهود المخلصين، ونحن في العراق نتطلع إلى تجاوز هذه المحنة.
أضاف: لقد كنا نتابع مواقفكم ومواجهاتكم مع العدو الإسرائيلي في أثناء حرب تموز من العام 2006، وشعرنا بأنكم في لبنان تدافعون عن الأمة كلها، وترفعون رأسنا عالياً، فأنتم تمثلون مرجعية إسلامية تحظى بالتقدير و الاحترام الكبيرين ، ليس في الوسط الإسلامي الشيعي فحسب، بل في الأوساط الإسلامية السنية أيضاً. ونحن لا نذيع سراً إذا قلنا لكم إن الكثير من شبابنا يتابع أقوالكم ويرصد مواقفكم ويعمل بفتاواكم، ونحن في العراق بخصوصياته و تنوعاته في حاجة إليكم في مواجهة كل ما يحاك ضد العراق والعراقيين و ضد الإسلام والمسلمين.



كلمة المرجع فضل الله



ثم تحدث سماحة السيد فضل الله فأشار إلى أن العراق يمثل ثغراً مهماً من ثغور الإسلام، وهو الموقع الذي اختزن حركة الحضارات القديمة منذ حضارة بابل، كما أطل على الحضارة الحديثة، وخصوصاً الحضارة الغربية، من نافذة الحضارة الإسلامية التي أعطت الكثير للحضارات التي جاءت بعدها، وخصوصاً الحضارة الغربية، وكانت بحق أم الحضارات الحديثة.
أضاف: منذ انطلقنا في النجف الأشرف، كنا نلاحظ أن العراق لا يتميز عن البلدان الإسلامية الأخرى في خطوطه الثقافية والأدبية والإسلامية فحسب، بل في الجانب الوحدوي الإسلامي الأصيل الذي كان يجمع المسلمين بعيداً من كل عناصر التفرقة المذهبية، وكنا نلاحظ انه لا وجود للعصبية المذهبية ولا أثر لها في العراق، إلى الوقت الذي دنس الاحتلال أرضه حيث عمل على خطين: خط عمل على تمزيق وحدة العراقيين الداخلية من خلال الإيحاء بأنه يقف إلى جانب فريق عراقي ضد فريق عراقي آخر، ومن خلال محاولاته لتحريك الحساسيات التاريخية بطريقة معقدة وخبيثة، وخط عمل على تصفية كل عناصر القوة العراقية لأنه كان يراد إسقاط هذه العناصر لحساب إسرائيل، لأن العراق كان يمثل خطراً استراتيجياً على إسرائيل التي كانت تعمل لتدمير هذه القوة التي تعرف أنها قوة الشعب العراقي وليست قوة نظام قابل للسقوط في أي وقت وعند أي منعطف دولي، أو في ظل ظروف سياسية ملائمة في المنطقة.
وتابع: أن أفضل سلاح يمكن للعراقيين استخدامه في مواجهة المحتل إلى جانب سلاح المقاومة هو سلاح الوحدة، وخصوصا الوحدة الإسلامية التي تجمع السنة و الشيعة على طاعة الله و رسوله(ص)، وعلى السعي المتواصل لإخراج المحتل من العراق في أسرع وقت، والوحدة الإسلامية لا تمثل بالنسبة إلينا مشروعاً ثقافياً فحسب، بل إنها مسألة حياتنا أو موتنا، لأن أي اختراق للنسيج الإسلامي الداخلي، وأي عبث بالأمن العربي أو الإسلامي من الداخل,سواء من خلال الخصوصيات التي تتصل بالمذاهب أو بالأحزاب وما إلى ذلك، هو تأسيس لحالات من الانقسام القاتل في الأمة.
وأشار سماحته إلى تجربة اتحاد علماء الإسلام مؤكداً أهمية أن يسعى الجميع، كلٌ في وسطه و بحسب إمكاناته، لمواجهة الألغام التي زرعها الاحتلال ومحاولات المستكبرين لإيقاع الشقاق والتشرذم في صفوف الأمة.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 7-12-1429 الموافق: 05/12/2008
استقبل السفير الإيراني الذي وضعه في أجواء زيارة الرئيس سليمان لإيران
فضل الله دعا إلى مكاشفة سياسية في علاقات الدول مع لبنان

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، سفير إيران في لبنان، محمد رضا شيباني، حيث كانت جولة أفق في تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
ووضع السفير الإيراني سماحة السيد في أجواء زيارة رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، إلى إيران، والحفاوة التي استقبل بها، والاهتمام الرسمي الذي لقيه في إيران والمنطلق من احترام السلطات الإيرانية له شخصياً، إضافةً إلى اهتمامها بلبنان وشعبه. كما وضع شيباني سماحة السيد في أجواء لقاء الرئيس سليمان بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، السيد علي الخامنئي.
وأكد شيباني حرص الجمهورية الإسلامية في إيران على استقرار لبنان والحفاظ على سيادته، مشدداً على أن إيران ستواصل دعمها للدولة اللبنانية في المجالات المتعددة، وخصوصاً في مجال الإعمار وإعادة بناء مقومات البنى التحتية التي دمرها العدوان الإسرائيلي في خلال حرب تموز2006م.
من جهته، أكد سماحة السيد أهمية تعزيز العلاقات اللبنانية ـ الإيرانية على المستوى الرسمي، والتي تمثل الصدى للعلاقات الأخوية المتينة السائدة بين الشعبين اللبناني ـ والإيراني، مثمّناً اهتمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلبنان، ودعواتها للشخصيات اللبنانية إلى إيران لتوطيد العلاقة السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها، داعياً إلى مكاشفة سياسية في علاقات الدول مع لبنان، وإلى استثمار هذه العلاقات لحساب لبنان السيد الحر والمستقل، بعيداً من كل أنواع التبعية أو التدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
وشدد سماحته على ضرورة أن تتضافر جهود العرب والمسلمين للدفاع عن الفلسطينيين، والعمل سريعاً لفكّ الحصار عن قطاع غزة.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 3-12-1429 الموافق: 01/12/2008
تلقى اتصالاً من وزير العدل السوداني
فضل الله عرض شؤون البحرين مع رئيس جمعية الوفاق


استقبل سماحة العلامة، المرجع السيد محمد حسين فضل الله، في دارته في حارة حريك، رئيس جمعية الوفاق في البحرين الشيخ علي سلمان، وجرى عرض تفصيلي في مختلف القضايا في البحرين والمنطقة.
وأكّد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء ضرورة إدارة الحوار الموضوعي العقلاني حول مختلف الشؤون التي تهم البحرين وشعبه، إضافةً إلى الحوار العلمي بين المذاهب الإسلامية المتنوّعة، والوقوف ضد الذين يحاولون إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، والذين يتحركون في خطّ التكفير ويستحلّون دماء المسلمين، بما يؤدي إلى زيادة الأزمات والمشاكل التي تمرّ بها منطقتنا.
ورأى سماحته أنّ عمق الأزمة في المنطقة تنطلق من خلال خطوط دولية وإقليمية متضادّة المصالح والأهداف، وخصوصاً عندما تتحرك الخطط الدولية التي تعمل على استغلال نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والأمنية الموجودة في العالم الثالث، ولا سيما العالم العربي والإسلامي، وتحريك أجواء الفوضى بإثارة الفتنة بهدف السيطرة على البلاد العربية والإسلامية.
وشدّد سماحته على ضرورة دخول دول المنطقة في حوار جادّ فيما بينها، للوصول إلى آليات عملية تحافظ من خلالها على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني أمام المتغيّرات الأمنية والاقتصادية التي تجتاح العالم، مؤكداً أهميّة تعزيز العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران لما فيه مصلحة الطرفين، وبما يتطلّع إليه المخلصون في المنطقة في إيجاد خطة تعاون أمني واقتصادي بين إيران والعالم العربي، باعتبار أن إيران أكبر دولة خليجية، ما يفرض أن تكون علاقتها بدول الخليج علاقات قائمة على الاستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية المشتركة.
كما استقبل سماحته عضو المجلس البلدي في القطيف (السعودية) جعفر الشايب، والكاتب في جريدة الرياض محمد المحفوظ، يرافقهما محمد النمر، حيث أثنى الوفد على مواقف سماحة السيد فضل الله الوحدوية، والتي تساهم في بناء جسور من الثقة والاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية.
وأكد سماحته في خلال اللقاء أهمية الانفتاح الأخوي بين مختلف المذاهب لما فيه المحافظة على الإسلام الواحد، داعياً إلى نشر ثقافة الحوار في المجتمع، خصوصاً في صفوف الشباب في الجامعات والمعاهد والنوادي، لكي ينشأ جيل وحدوي بعيد من التعصّب الضيِّق والأعمى.
وتلقّى سماحته اتصالاً من وزير العدل السوداني شكره فيه على مواقفه الداعمة لوحدة السودان ومنع التدخّل الأجنبي بشؤونه.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 1/12/1429 الموافق: 29/11/2008
فضل الله استقبل وزير العدل البحريني، ودعا إلى صون الوحدة البحرينية الداخلية

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وزير العدل البحريني، الشيخ خالد بن علي بن عبد الله آل خليفة، والوفد المرافق الذي ضمه وسفير البحرين في دمشق مبارك السليطي.
وجرى في خلال اللقاء بحثٌ في العلاقات الثنائية بين البحرين ولبنان، وكذلك تطرق البحث إلى علاقة الشعبين، وسبل تعزيزها.
وشدّد سماحة السيد فضل الله خلال اللقاء على أهمية تعزيز العلاقات بين المسلمين وصون الوحدة الإسلامية على كل الساحات، وخصوصاً في الساحة البحرينية، مؤكداً ضرورة أن يتعاون الجميع لحفظ الوطن وصون قضايا الأمة بعيداً من فوضى العلاقات، وخصوصاً أننا نمر بمرحلة صعبة تستدعي تضافر الجهود للخروج من ضغط الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي يُراد للمنطقة العربية والإسلامية أن تسقط تحت تداعياتها وآثارها السلبية.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 30-11-1429 الموافق: 28/11/2008
استقبل الرئيس الحسيني وعرضا المرحلة من نافذة الانتخابات القادمة
فضل الله يشدّد على استفادة اللبنانيين من التطورات العالمية لصوغ وفاقهم الداخلي

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الرئيس حسين الحسيني، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان، والتطورات السياسية التي أعقبت اتفاق الدوحة، والمرحلة القادمة التي تطل على البلد من نافذة الانتخابات النيابية.
وجرى التوافق على ضرورة أن تتحلى جميع الأطراف بالمسؤولية السياسية والوطنية التي توفر الأجواء والمناخات الملائمة لإجراء الانتخابات في موعدها.
وشدد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء على أن يسعى الجميع لتكون المرحلة القادمة فرصة لإعادة اللحمة بين اللبنانيين، على أساس أن تكون الطوائف عامل وفاق وعنصر انسجام داخل الوطن، لا أن تدخل لعبة اللاتوازن داخل هذه الطائفة أو تلك، أو داخل هذا المذهب أو ذاك كعنصر من عناصر إثارة القلق في الجسم الوطني العام، مشدداً على أن يعمل الجميع كي تكون الانتخابات القادمة فرصة لإعادة تقويم الأوضاع سياسياً وأمنياً بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين، وبما يفسح في المجال لإرساء توافق سياسي داخلي يساهم في إعطاء الزخم لعجلة الدولة بعدما ساهمت السنوات الماضية في إبطاء حركة هذه العجلة أو تعطيلها بفعل الاصطفافات السياسية المعقدة، والتي أفرزت اصطفافات إقليمية ودولية من حول البلد الصغير.
ورأى سماحته أن من الخطورة في مكان أن يعود السجال السياسي الداخلي إلى المستويات السلبية التي كانت سائدة قبل مدة من الزمن، وأن يُصار إلى استحضار مصطلحات قد تثير الفتنة وتحدث تعقيدات سياسية جديدة نحن في غنى عنها، مؤكداً ضرورة أن يستفيد اللبنانيون من التطورات الجديدة في المنطقة والعالم لصوغ وفاقهم الداخلي على أسس سليمة تؤكد احترام الآخر وعدم الاستعراض في مسألة التمثيل الشعبي والسياسي التي قد توفرها ظروف سياسية معينة قابلة للتغيير عند المنعطفات السياسية التي تحدث إقليمياً ودولياً.
وأشار سماحته إلى خطورة ما كرّسه قانون الانتخاب لجهة أن تكون كل طائفة سجينة دائرتها الخاصة بعيداً من العيش المشترك الذي يشعر فيه اللبناني بالاندماج مع اللبناني الآخر سياسياً واجتماعياً وما إلى ذلك.
وتساءل سماحته: لماذا لا تبادر الدولة إلى إحياء المشاريع المطلوبة في المياه اللبنانية؟ وهل إنها تتعرض لضغوط دولية مدفوعة بإشارات إسرائيلية تمنع من استغلال مياه الليطاني لحساب لبنان، أو أن المسألة لا تخرج من كونها تقصيراً داخلياً؟ يُضاف إلى الكثير من الإخفاقات التي أطلت على البلد من نافذة التقصير الحكومي ومن زاوية الإهمال الآتي من غياب التخطيط السياسي والاقتصادي والاجتماعي في حركة الدولة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 29-11-1429 الموافق: 27/11/2008

23 نوفمبر 2008

الدكتور الشيخ أحمد الوائلي:
منهج جديد في إغناء المنبر الحسيني وتأكيد الوعي الرسالي


كلمة سماحة المرجع الديني، السيد محمد حسين فضل الله، في ذكرى غياب الراحل الكبير العلاّمة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله)


في مواجهة التخلف:
كانت حركة الحوزة في مدينة النجف الأشرف تنفتح على التجديد في الشكل والمضمون لمواكبة التطوّرات المعاصرة في أسلوب الدراسة والتربية للنشء الجديد، وكان يقود هذا الاتّجاه فريق متقدّم في العلم والخبرة والوعي والجرأة.
و كان في مقدّم هؤلاء، العلاّمة الكبير الشيخ محمد رضا المظفّر والطليعة المباركة من إخوانه، ممّن كانوا يعيشون حركية الانفتاح على متطلّبات العصر وأساليبه في تثقيف الناس، فكانت جمعية "منتدى النشر" التي كانت تستهدف نشر التراث، والتي تحوّلت نشاطاتها إلى تأسيس مدرسةٍ تتماشى مع الأساليب الحديثة في التعليم، ما جعل منهجها يجمع العلوم العصريّة والدينية والتربية الأخلاقيّة، وقد أدّت دوراً كبيراً عندما حرّرت أساليب التعليم من سيطرة الكتاتيب.
وقد انطلقت هذه المجموعة العلمية في نطاق الجمعية لتقوم بثورة ثقافيّة كبيرة في مواجهة التخلّف في الخطابة التي يمارسها قرّاء العزاء في إثارة الذكرى الحسينيّة، والتي كانوا يستهدفون منها إثارة العاطفة وإسالة الدموع ولطم الصدور فقط؛ الأمر الذي لا يحقّق أيّة ثقافة في أهداف حركة الإمام الحسين(ع) الإصلاحيّة التغييريّة، وهو ما كان يؤدّي إلى الجمود الفكري في الوسائل الاستهلاكيّة، لولا وجود بعض الخطباء الكبار الذين كانوا يتميّزون بالمعرفة الأدبيّة والتاريخية والشرعية، على الرغم من أنّهم كانوا يمثّلون قلّةً قليلةً لم تصل إلى مستوى الظاهرة.
وانطلقت الجمعية في الدعوة إلى التجديد في أساليب الذكرى، ليتحوّل المنبر الحسيني إلى مدرسة ثقافيّة تنفتح على أهداف الثورة وتنوّعات الثقافة التفسيريّة والتاريخية والأدبيّة لها، فما كان من الرافضين للتجديد إلا إعلان الثورة التي ربّما وصلت بالبعض منهم إلى اتّهام القائمين بحركة التجديد بالضلال والتخطيط لتهديم مجالس العزاء.
وعاشت النجف في تلك المرحلة أزمة شديدة التعقيد، بين مؤيّد ومعارض؛ ولكن هذه الحركة استطاعت أن تقدّم نماذج مثقّفة منفتحة على العصر وعلى أساليبه، مع الالتزام بالحقيقة في مقابل الخرافة، والتقدّم في مقابل التخلّف، والاعتدال العاقل في مقابل التطرّف الجاهل.
وكان في مقدّم هؤلاء، فقيدنا الدكتور الشيخ أحمد الوائلي، الذي رأى فيه الناس في أكثر من منطقة، ولاسيّما في مجالس بغداد، نموذجاً جديداً يتميّز بالانفتاح الثقافي الذي يتحوّل فيه المنبر إلى مدرسة متحرّكة يتعلّم فيها الناس التفسير القرآني في امتداداته المعرفيّة الفكريّة والروحيّة، كأسلوبٍ جديد لم يتعوّد الناس أن يسمعوه في مثل هذه المجالس، إضافةً إلى أسلوب التحليل التاريخي الذي يتميّز بالدراسة الدقيقة للأحداث، مع إطلالة على بعض معطيات العصر الحديث التي قد تكون شاهداً على الحقائق الإسلاميّة في العقيدة والالتزام، مع التحدّث عن المأساة في قضايا عاشوراء بعيداً من المبالغة ومن استخدام الروايات غير الموثوقة مما قد يسيء إلى الذكرى.


إغناء المنبر الحسيني:
وهكذا استطاع الشيخ الوائلي أن يفتتح منهجاً جديداً في إغناء المنبر الحسيني، ليكون متحرّكاً بالثقافة المتنوّعة، وليجمع مختلف الطبقات من المثقّفين وغيرهم، ومن أتباع المذاهب والأديان الأخرى، ما فتح لقضيّة عاشوراء أفقاً رحباً ومجتمعاً جديداً، واستطاع الإيحاء إلى بعض الخطباء الناشئين بالاقتداء به في أسلوبه الحضاري.
وربّما واجه هذا الخطيب المجدّد، كما واجهت الطليعة الإسلاميّة الرساليّة والمثقّفون، مشكلة التراجع لدى القائمين على شؤون المنبر الحسيني، إقامةً وقراءةً، بالارتداد إلى الوراء، واستغلال الناس بإثارة الخرافات والأكاذيب، واستغلال الأصوات المثيرة للبكاء فقط لاجتذاب الناس على حساب الخطباء الطليعيّين. حتى أصبح الكثيرون من أولئك هم الذين يتولّون تثقيف الناس بعقائدهم وأوضاعهم، في الوقت الذي لم يكونوا يملكون علماً ينفتح بهم على الحقيقة.
وقد كان خطيبنا الراحل (رحمه الله) يتألّم من ذلك كلّه؛ لأنّه كان يرى أنّ الحركة التصحيحية والتغييريّة بدأت بالانحسار في كثير من الأوساط الشعبيّة التي ترى أنّ العادات التي أدمنها الناس في التعبير عن انفعالهم بالمأساة العاشورائيّة قد أصبحت من المقدّسات، حتى إنّ البعض في الحوزة وخارجها، كان يرى أنها من الشعائر التي الوسيلة الوحيدة لارتباط الناس بأهل البيت (عليهم السلام)، مع أنّ كثيراً منها لا ينسجم مع أبسط القواعد الشرعيّة، فضلاً عن الجانب الحضاري للإسلام، إذ إن الكثير منها كان يتحرّك في خطّ تشويه القيم الإسلاميّة بدلاً من أن يشكّل حركةً في رفع مستوى الوعي وحيويّة الوجدان الإسلامي الذي أراد الإمام الحسين(ع) تأكيده في نفوس الأمّة في زمانه وفي حركة الزمن كلّه.


تأكيد خط الوعي:
لقد كان فقيدنا الخطيب المجدّد أديباً في المستوى الرفيع من الثقافة الأدبيّة، وشاعراً مبدعاً في قصائده التي تنوّعت في مختلف قضايا الأمّة المصيريّة، وفي أوضاعها الاجتماعيّة والسياسيّة، وفي مدائح أهل البيت(ع) ومراثيهم بطريقة جديدة في مضمونها الإيماني والحركي والولائي، وكان مؤلّفاً في أكثر من موضوع اجتماعيّ وديني وحركي، فكان مالئ الدنيا وشاغل الناس، وكان الإسلاميّ الحركي الذي واكب الحركة الإسلاميّة وأيّدها وشارك في دعمها وتأييد قياداتها، ما جعل من فقده خسارةً كُبرى للإسلام والمسلمين.
وأخيراً، فإنّني أحيّي القائمين على إقامة هذا الاحتفال المبارك، وأقدّر جهود العاملين عليه، وأرجو أن يكون قاعدةً وانطلاقةً في سبيل تأكيد خطّ الوعي الرسالي المنفتح الذي كان ينادي به المرحوم الشيخ الوائلي ويتحرّك فيه، ويتكبّد في سبيله المصاعب والمشاقّ؛ فإنّ ذلك هو الذي يؤكّد كلّ القيم الإسلاميّة التي تحرّك فيها أهل البيت(ع) على خطى جدّهم رسول الله(ص)؛ ليكون الإسلام حيّاً وفاعلاً في صناعة الشخصيّة الإيمانيّة الرائدة، وليكون قاعدةً تحكم خطوط الحركة في كلّ ميادين الحياة.
استقبل وفداً كويتياً وذكّر بفتاواه التي حرّم فيها الإساءة إلى الصحابة وأمهات المؤمنين
فضل الله: في الأمة تيار يدعو إلى الغلوّ والخرافة وعلينا جميعاً التصدي له


ذكّر العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمام وفد كويتي زاره في منزله بحارة حريك، بفتاواه السابقة التي حرّم فيها الإساءة إلى الصحابة وأمهات المؤمنين تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى وجود تيار يدعو إلى الخرافة والغلو، ووجود معاهد تخرّج المتعصبين، داعياً إلى مواجهة هذا التيار ومنعه من تخريب وحدة الأمة ومسيرة الوحدة الإسلامية.
وأكد سماحته أن أية فئة تسيء إلى جهة كويتية معينة، فإنها بذلك تسيء إلى الكويتيين جميعاً وإلى المسلمين جميعاً، مشيراً إلى أننا لسنا ضد حرية الإعلام، ولكننا مع الإعلام المسؤول الذي لا يعرّض وحدة الأمة للخطر، داعياً السنة والشيعة في الكويت إلى قطع الطريق على أولئك الذين يحاولون إحداث اهتزازات في الواقع الكويتي أو الخليجي أو الإسلامي.
استقبل سماحته وفداً كويتياً يتقدمهم وزير التجارة الكويتي السابق، عبد الوهاب الوزّان، والوزير السابق يوسف زلزلي، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العربية والإسلامية العامة، وللوضع في الكويت بشكل خاص، ولاسيما لجهة ما يثيره البعض في بعض وسائل الإعلام والفضائيات أو في الواقع الشعبي، من عصبيات وإثارات تؤثر سلباً في الوسط الكويتي وفي علاقات المسلمين بعضهم ببعض.
وأكد سماحته خلال اللقاء ضرورة أن يتحمل جميع الكويتيين ـ إلى أي فئة انتموا ـ مسؤولياتهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعلى البيت الكويتي، وكذلك الحفاظ على الوحدة الإسلامية، والتصدي بشكل علمي ومدروس لكل من يحاول الإساءة إلى هذه الوحدة، سواء من خلال ما قد يصدر من البعض من إساءات إلى صحابة رسول الله(ص) وأمهات المؤمنين، أو ما قد يتداول به البعض من كلمات سلبية تطاول هذا المذهب أو تلك الشخصية الدينية بطريقة لا تمتّ إلى الموضوعية والنقد البنّاء بصلة.
وذكّر سماحته بالفتاوى السابقة التي أصدرها، والتي حرّم فيها التعرض لصحابة الرسول(ص) وأمهات المؤمنين، أو الإساءة إليهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى ضرورة تضافر جهود العقلاء من السنة والشيعة على السواء، لقطع الطريق على أولئك الذين يحاولون تخريب مسيرة الوحدة الإسلامية، ومنعهم من إحداث اهتزازات في الواقع الكويتي، أو في الواقع الخليجي، أو في الوسط الإسلامي عموماً.
وأكد سماحته أننا لسنا ضد حرية الإعلام، ولكننا مع الإعلام المسؤول والواعي، والذي يحرص على أن يوازن بين ما تتطلبه حرية التعبير، وما تقتضيه مصالح الأمة من الحفاظ على وحدتها ووحدة مذاهبها وطوائفها في نطاق قضاياها العامة والأساسية، مشيراً إلى ضرورة وضع حد للإعلام غير المسؤول، والذي تنطلق فيه بعض الفضائيات في مجال ترويجها للفتنة ونشرها للمفاهيم والأفكار التي تتحرك في أجواء الإثارة والعصبيات، بما يُعقّد علاقات المذاهب بعضها ببعض، ويجعل الواقع الإسلامي واقع تنافر وتحاقد، في مرحلة يحتاج هذا الواقع إلى الكثير من التماسك والتواصل والتحابب، وخصوصاً في ظلّ سعي العدو الصهيوني للإيقاع بين المسلمين.
وأكد سماحته وجود تيار يدعو إلى الخرافة ويحمل عناوين الغلوّ، لا همّ له إلا تهديم جسور المحبة وقطع خطوط التواصل في الأمة، مشيراً إلى بعض المعاهد التي لا تخرِّج العقلاء، بل المتعصبين والحاقدين، مؤكداً أن على الأمة أن تعمل لمحاصرة هؤلاء، وألا تفسح لهم في المجال لتخريب وحدتها وكيانها من الداخل.
وقال: إن أي شخص وأية جهة تتعرض بالإساءة إلى أية جهة أو فئة كويتية ولا تلتزم أسلوب النقد العلمي البنّاء في مخاطبة الآخرين، إنما تسيء إلى نفسها وإلى العناوين التي تحملها، كما تسيء إلى الأسرة الكويتية بأكملها، الأمر الذي يفرض أن يتحرك الجميع في مواجهة هؤلاء.
وحول الوصية التي يوصي بها المجتمع الكويتي، قال سماحته للوفد: لقد كانت وصايا النبي(ص) للأمة أن تحافظ على وحدتها وعلى وحدة الجماعة فيها، وكانت كلمات الإمام علي(ع) ووصاياه تؤكد أنه كان يُسلم ما سلمت أمور المسلمين، وكان الإمام جعفر الصادق(ع) يقول لأصحابه: "ما أيسر ما رضي الناس منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم".
ونحن نؤكد على أخوتنا في الكويت، أن يحافظوا على وحدتهم الداخلية، وأن لا يسمحوا لأي فريق أو جهة أو شخص أن يُخرّب عليهم وحدتهم، أو أن يسيء إلى تماسكهم وتواصلهم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 22-11-1429 الموافق: 20/11/2008
استقبل الوزير السابق محسن دلول وكريم مروّة
فضل الله دعا إلى إنصاف المعلمين وحماية الأمن الاجتماعي للناس

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الوزير السابق محسن دلول، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، كما جرى بحث في الوضع الاجتماعي وفي العلاقات الاجتماعية في البقاع الأوسط، في أعقاب بعض الحوادث التي جرت مؤخراً، وقد شكر دلول سماحة السيد على تدخله لإعادة اللحمة إلى أجواء بعض العائلات، وخصوصاً في بلدة علي النهري، مشيداً بدور سماحته في العمل لتوحيد صفوف المسلمين، وسعيه الدائم لتشديد أواصر الوحدة الوطنية.
وأكد سماحة السيد أن الحفاظ على الوحدة الداخلية إلى جانب احترام حق الاختلاف، ينبغي أن يكون مبدأً أساسياً في سلوكيات الجهات السياسية والاجتماعية المتعددة، داعياً إلى تكريس ذلك من خلال اعتماد خطاب سياسي موضوعي لا يتم من خلاله الاعتداء على الآخر أو الإساءة إليه، لأنّ حق النقد لا يعني اللجوء إلى أساليب التجريح والتشهير التي تستخدمها الطبقة السياسية اللبنانية في العديد من نماذجها، وهو الأمر الذي انعكس على الذهنية الشعبية بطريقة وأخرى، ما جعل مشاكل "الكبار" تنعكس انقساماً وتمزقاً في المواقع الشعبية.
ورأى سماحته أن من الضروري حماية الأمن الداخلي في البلد، حتى على مستوى ما قد يحدث في هذه البلدة أو تلك من مشاكل عائلية أو سياسية تترك بصماتها وآثارها السلبية في السلوك الاجتماعي والسياسي العام، مشدداً على تعاون الجميع من أجل حماية السلم الأهلي، في مرحلة بات الجميع يتحدث عن ضرورة التلاقي والتحاور وصولاً إلى المصالحة التي تكرّس حق الاختلاف وترفض الخلاف المدمّر والقاتل.
وشدد سماحته على ضرورة أن تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولياتها تجاه الطبقات المحرومة، وأن تعمل بكل إمكاناتها لإنصاف المعلمين، مشيراً إلى ضرورة إيلاء الأمن الاجتماعي الكثير من العناية والاهتمام، وخصوصاً أن الكثير من الأطباء والعاملين في عدد من الاختصاصات يتعرضون للملاحقة والاعتداء من اللصوص والمجرمين الذين لا بد من ملاحقتهم وتوقيفهم ومنعهم من مواصلة الاعتداء على الناس.
واستقبل سماحته الأستاذ كريم مروة، يرافقه الأستاذ فالح عبد الجبار، حيث جرى حوار في عدد من القضايا الفكرية والثقافية والأدبية، إضافةً إلى استعراض الوضع السياسي العام.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 21-11-1429 الموافق: 19/11/2008
استقبل نائب الأمين العام لحزب الله
فضل الله: ينبغي مقاربة الوضع اللبناني من زاوية التهديد الإسرائيلي المستمر للبنان

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، حيث جرى عرضٌ لتطورات الأوضاع الداخلية، والمراحل التي قطعتها المصالحات والحوار الداخلي، إضافة إلى الوضع في المنطقة، وخصوصاً ما يجري في الساحة الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وإرهاب وتجويع من العدو الصهيوني في ظلّ الصمت العربي الذي قد يرتقي إلى مستوى التواطؤ في كثير من الأحيان، وفي ظلّ إهمال الدول والمؤسسات الإسلامية للمسؤوليات الواجبة عليها حيال الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة للبنان.
وأكد سماحة السيد فضل الله ضرورة مقاربة الوضع اللبناني الداخلي من زاوية التهديد الإسرائيلي المستمر للبنان، لأن العدو لا يزال يرى في لبنان المقاوم، ولبنان الذي أسقط أهداف حربه في تموز من العام 2006 تهديداً استراتيجياً له، ولذلك يُفترض باللبنانيين، وخصوصاً المسؤولين والذين يبحثون الإستراتيجية الدفاعية، أن تكون مقارباتهم مدروسة ودقيقة وبعيدةً من التداول الإعلامي المكشوف والتراشق السياسي الذي يؤثر سلباً في مسألة هي من أكثر المسائل حساسيةً في لبنان والتي ترتبط بمصيره ومستقبله.
وأكد سماحته أهمية التواصل والحوار بين مختلف الأطراف في لبنان وعدم تعريض مسيرة الأمن والاستقرار فيه لأي خلل قد ينشأ بفعل السجال الإعلامي والسياسي، مشيراً إلى ضرورة أن يتم التعاطي مع المسألة الأمنية كأولوية داخلية إلى جانب الأولوية الإستراتيجية المتعلقة بأطماع العدو وخروقاته واستهدافاته المستمرة للبنان بأكثر من وسيلة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 20-11-1429 الموافق: 18/11/2008
استقبل أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية
فضل الله: السبيل الوحيد لمواجهة المتعصبين والمتحركين في خط التفرقة بين المسلمين يتمثل في الدفاع عن مفاهيم الإسلام


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا، الدكتور كمال حلباوي، وسكرتير المنتدى، الأستاذ صلاح الدقمجي، والشيخ حسن التريكي، والأستاذ محمد كزبر، وكانت جولة أفق واسعة في التحديات التي يواجهها الإسلام في الغرب على المستويات الفكرية والسياسية وغيرها، والأثر السلبي للانقسامات الإسلامية في مسألة التصدي لما يتعرض له الإسلام من حملات تشويش وتشويه.
وشرح الدكتور حلباوي مسيرة عمل منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا وأهدافه المتحركة على مستويين: الأول وهو ما يتصل بوحدة المسلمين من سنة وشيعة ودعواتهم المتواصلة إلى التلاقي والحوار، والعمل كمجموعة واحدة همها حماية الإسلام والحفاظ عليه، والثاني وهو ما يتصل بإخراج الإسلام من صورة التخلف التي يحاول البعض أن يلصقها به بهدف تشويهه، ودفع الناس للابتعاد عنه، وخصوصاً في ظلّ حال الاندفاع التي يشهدها العالم للتعرف على الإسلام وسبر أغواره والاطّلاع على مفاهيمه وأحكامه.
من جهته، رحّب سماحة السيد فضل الله بالوفد مشيداً بالدور الذي يضطلع به المنتدى لتوحيد صفوف المسلمين في الغرب وللدفاع عن الإسلام أمام حملات التخوين والتخويف التي يتعرض لها من جهات رسمية وغير رسمية في كثير من الدول الغربية.
ورأى سماحته أن هذه المرحلة هي من أدق المراحل، وخصوصاً أن الكثير من مراكز الدراسات الغربية، التي تتعامل مع الإسلام كجار مخيف أو كخصم ينبغي العمل لليّ ذراعه، باتت تتوسل سُبل التفرقة بين المذاهب الإسلامية لتحقيق أهدافها، كما أن العدو الصهيوني، الذي يعمل على لملمة جراحه بعد حرب تموز وإعادة جيشه إلى مستوياته الردعية السابقة، يتطلع إلى إغراق المنطقة والساحة الإسلامية بعامة في الفوضى والاهتزازات الناشئة من محاولات إشعال نيران الفتنة بين المذاهب الإسلامية، وهو الأمر الذي تعمل عليه مراكز الدراسات الصهيونية، وقد تحدث عنه الصهاينة في شكل واضح في مؤتمر هرتزيليا الأخير.
وشدد سماحته على مقاربة التاريخ بعيون تتطلع إلى إعلاء كلمة الإسلام في واقعه الحالي وفي تطلعاته المستقبلية، مشيراً إلى أن أحد أهم سبل مواجهة المتعصبين والمتحركين في خطوط التفرقة بين المسلمين يتمثل في الدفاع عن الإسلام بمفاهيمه العامة بعيداً من الحسابات المذهبية الضيقة، لأن انخراط المسلمين جميعاً في معركة الدفاع عن الإسلام ومفاهيمه ونبيّه(ص) سيجعل منهم كتلةً واحدة في مواجهة من يضمر السوء للإسلام والقرآن والنبي الأكرم(ص).
وأمِلَ سماحته أن تتحرك المجموعات الإسلامية الواعية المثقفة ـ التي تعيش في كنف الغرب وفي الجاليات الإسلامية المتعددة هناك ـ لتأصيل خط الوحدة الإسلامية من جهة، والتواصل مع المراكز الثقافية والفكرية الغربية من جهة ثانية، وخصوصاً في ظل أجواء الحرية السائدة في الغرب، بما يُفسح في المجال لتقديم الإسلام على صورته الحضارية النقية.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 20-11-1429 الموافق: 18/11/2008
استقبل شويري والزين موفدين من المؤسسات المتعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية
فضل الله: أفتى بحرمة دفع الأموال للجمعيات الوهمية، ودعا الدولة لتحمل مسؤولياتها


استقبل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، رئيس جمعية مؤسسة الكفاءات، الأستاذ رئيف نديم شويري، ومدير معهد الهادي للإعاقة السمعية والبصرية الشيخ إسماعيل الزين، موفدين من 35 مؤسسة اجتماعية تهتم بشؤون المعوقين والحالات الاجتماعية الصعبة، وهي متعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
وتحدث الأستاذ رئيف شويري مشيراً إلى أن مساهمة وزارة الشؤون الاجتماعية في هذه المؤسسات لا تعكس واقع الحال على الرغم من الدور الذي قام به معالي الوزير، ماريو عون، لزيادة حجم المُساعدة من الدولة. واعتبر أن هذه المؤسسات أصبحت مهددة نتيجة لتضاعف التكاليف وقلّة المساعدات، وأكد أن المعوقين وذوي الحاجات الخاصة قد لا يستطيعون الصراخ لإيصال صوتهم إلى المسؤولين، ولكن حجم الدول والمسؤولين يُعرف من خلال إيلاء هؤلاء المسؤولية المطلوبة".
من جهته، أكدّ سماحة السيد فضل الله، أنه من المفروض في لبنان أن تتحرك كل الطاقات الخيرة والمثقفة لتتحمل مسؤولية هؤلاء المستضعفين، أو الناس الذين لا ناس لهم، مشيراً إلى أن مشكلة الدولة في لبنان كانت تتمثل دائماً في ذهاب خدماتها لحساب الجهات أو الأشخاص الذين يخدمون هذا الزعيم أو ذاك، أو يشكلون الامتداد الطبيعي للزعامات، بينما يبقى أصحاب الحاجات الاجتماعية الخاصة في منأى عن حركة المسؤولية في الدولة، أو أن يُقدّم لهم من المساعدات ما لا يمكن الإشارة له بالبنان.
ورأى سماحته أن المشكلة لا تقع على عاتق الدولة فحسب، بل أيضاً على عاتق المجتمع الذي ينبغي أن يصنع من نفسه حالات تكافلية لتوفير الرعاية لهؤلاء، ولرفد المؤسسات الأهلية بما تحتاجه، مشدداً على أن تتضافر جهود الجمعيات الخيرية في لبنان، لتتعاون على حلّ المشاكل المعقدة التي يعاني فيها اللبنانيون اجتماعياً وصحياً وما إلي ذلك، بعيداً من كل الحسابات المذهبية أو الطائفية أو المناطقية والسياسية وغيرها.
وأشار سماحته إلى أن الدول التي تُمثّل دول المؤسسات تتدخل عندما يحدث الانهيار السياسي أو الاقتصادي لوقف هذا الانهيار، ولكن المشكلة في كثير من بلداننا أنّها دول الأشخاص وليست دول المؤسسات، ولذلك يستمر دورها كساحة أو كمزرعة ويغيب دور الدولة فيها حيث لا وجود للدولة بالمعنى المؤسساتي العام، ومن هنا تتحكّم الأزمات بمفاصلها وحتى بمستقبل حركتها.
وأشار سماحته إلى وجود مشكلة كبيرة في جسم الدولة في لبنان تتمثّل في ذهاب الأموال إلى غير مستحقيها، وخصوصاً في ظل وجود جمعيات تستغل اسم الأيتام والمعوّقين وأصحاب الحالات الاجتماعية الصعبة، في سبيل تحقيق الإثراء لأشخاص معنيين على حساب أصحاب الحاجات الخاصة، إضافة إلى الجمعيات الوهمية التي تستمر في تحقيق أهدافها الخاصة، حيث لا وجود لرقابة حقيقية تقطع الطريق على هؤلاء. وأكدّ سماحته أنه يَحرُم إعطاء المساعدات لهؤلاء، سواءٌ حصل ذلك من طريق مال الدول أو أموال الأشخاص، لأنه يعد مساهمة في الغش والإفساد، ويحرم المستحقين الحقيقيين من حقوق ينبغي على المجتمع والدولة أن يتحملا مسؤولياتها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 19/11/1429 الموافق: 17/11/2008
في معرض استقباله رئيس مجلس أئمة المسلمين في ساحل العاج
فضل الله: الإسلام أصبح الشغل الشاغل للعالم ومسؤوليتنا إخراجه من دائرة الانفعال إلى الفعل


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، رئيس مجلس أئمة المسلمين في ساحل العاج، أبو بكر فوفانه، يرافقه الشيخ عبد المنعم قبيسي، ومسؤول العلاقات الخارجية في تجمع العلماء المسلمين، الشيخ ماهر مزهر، وممثل سماحة السيد فضل الله في أبيدجان، الشيخ منير فاضل، وكان عرضٌ لشؤون العالم الإسلامي وشجونه، ومتطلبات المرحلة، سواء على صعيد مسؤولية المسلمين في تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام في العالم والدفاع عنه في مواجهة الحملات التشويهية، أو على صعيد حفظ وحدة المسلمين في الداخل.
وأشار فوفانه إلى التجارب الإسلامية المتعددة للعمل الإسلامي في أفريقيا، والاختلافات التي يعيشها المسلمون وتأثيراتها في ساحاتهم الداخلية وفي وحدتهم وتماسكهم، وفي مشاريعهم الثقافية والفكرية، مؤكداً أهمية العمل المؤسساتي المدروس والذي يأخذ في الاعتبار الظروف المحيطة بحركة الدعوة والمؤثرات الاجتماعية السياسية وغيرها.
وأكد سماحة السيد فضل الله أننا نخاف على أفريقيا من الإستراتيجية الأميركية التي تسعى للسيطرة عليها بالكامل، وخصوصاً أنها القارة التي لم تخرج ثرواتها ودفائنها ومخزونها الغني في مجالات الطاقة وغيرها.
وتطرق سماحته إلى الوجود الإسلامي في ساحل العاج، فشدد على ضرورة الحفاظ على هذا الوجود من خلال التحرك في النطاق العبادي أو الحركي الميداني بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الدخول في صراع الزعامات في أفريقيا، أو الخوض في النزاعات الداخلية بالطريقة التي يتحول فيها الوجود الإسلامي الاغترابي إلى عامل من عوامل الاضطراب، كما قد يفهمه الآخرون.
ورأى أن الوحدة الإسلامية لا تمثل مجرد مطلب أو رغبة أو توجه، وخصوصاً لدى العاملين للإسلام المخلصين له، بل تمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى المسلمين، كما تشكل ركيزة جودهم واستمرارهم، وبالتالي فإن حمايتها وصونها يمثل صوناً لمقدس بارز من المقدسات، وللموقع الأساسي الذي يضمن قوة المسلمين واستمرارهم على خط التوحيد.
وأشار سماحته إلى مستلزمات هذه الوحدة، والتي من بينها الإصرار على متابعة القضايا الإسلامية الكبرى في العالم، والدفاع عن الإسلام بعيداً من الاستغراق في خصوصيات المذاهب والطوائف، وعدم الخوض بطريقة سلبية في مسارات تعود سلبياتها على الجسم الإسلامي العام، وحسم الأمور في أن مسألة التقريب لا تقبل أن يدخل هذا الطرف أو ذاك في خطوط الإساءة للصحابة أو لأهل البيت وأمهات المؤمنين، أو الابتعاد عن خط النقد الموضوعي والعلمي البنّاء والبعد عن السباب والشتائم وخصوصاً عند استعراض الأمور التاريخية، والتأكيد على أن ما ينتجه المسلمون بمذاهبهم وفرقهم المتعددة على الصعيد الفقهي والفكري والأصولي وما إلى ذلك، يمثل تراثاً إسلامياً يُغني المذاهب ويشكل بمجموعة نتاجاً إسلامياً يحتاجه الجميع.
ولاحظ سماحته أن محاولات الضغط على الوجود الإسلامي في المغتربات تترافق مع الحملات الإعلامية والسياسية والثقافية الجارية لتشويه صورة الإسلام في العالم، مشيراً إلى أن تقصير المسلمين تجاه إسلامهم وقضاياهم يفوق في بعض الحالات ضغط المستكبرين وحملاتهم الوحشية والتشويهية، وداعياً إلى مواجهة ذلك بالوحدة الداخلية في الأوساط وبالاستنفار لمواجهة ذلك ثقافياً وإعلامياً وسياسياً بالوسائل الممكنة والمشروعة.
ورأى سماحته أنه على الرغم من كل المخاطر التي تحيط بحركة الإسلام، وعلى الرغم من الحرب العالمية التي تشنها جهات سياسية وثقافية غربية ضده، إلا أن الإسلام دخل إلى كل بيت وأصبح يعيش في أذهان العالم، وبات محل تداول حتى عند الجهات التي تتنكر لحركته التاريخية ومفاهيمه الثقافية وأسسه العلمية، لقد أصبح الإسلام هو الشغل الشاغل للعالم، وعلينا إخراج المسلمين من دائرة الانفعال إلى دوائر الفعل، ليبرز الإسلام ـ من خلالهم ـ قوياً عزيزاً، منفتحاً، موضوعياً، علمياً، يستهوي القلوب وتحتاجه العقول.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 18-11-1429 الموافق: 16/11/2008
استقبل السفير الإيراني:
فضل الله: بعض الخطاب الرسمي العربي يقترب من الخطاب الإسرائيلي في التحريض على ايران
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، السفير الإيراني في بيروت، محمد رضا شيباني، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية ـ الإيرانية، وتطورات المشهد العراقي، وخصوصاً ما يتعلق منه بالاتفاقية الأمنية مع الاحتلال الأخيرة.
وأبدى سماحة السيد فضل الله خشيته من أن تواصل السياسة العربية الرسمية في المراحل القادمة ارتمائها في الأحضان الأمريكية بما يقرّبها أكثر من إسرائيل ويباعد بينها وبين الموقف الإيراني الداعم لحركات المقاومة في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن خطة التحريض على إيران، والتي يقترب فيها بعض الخطاب الرسمي العربي من الخطاب الإسرائيلي، هي جزء من المحاكاة غير المباشرة بين مواقع عربية وصهيونية بهدف إحياء مقولة جبهة الاعتدال التي تسير في الفلك الأمريكي بمواجهة جبهة المقاومة والممانعة التي ترفض المساومة على حقوق شعوبنا، وخصوصاً الشعب الفلسطيني.
ورأى سماحته أن المؤسف في المشهد العربي الرسمي أ
نه لا يقتصر في حركته على الكف عن إنتاج إرادة المواجهة والمقاومة فحسب، بل يذهب بعيداً في قراءاته السياسية الخاطئة من دون دراسة واقعية لحقيقة الأمور والتحولات التي طرأت على السياسات العالمية بعد الأزمة المالية وتغير المشروع الأمريكي في المنطقة.
وأشار إلى أن الاندفاعة العربية الرسمية نحو إسرائيل والتي تتم بعناوين متعددة سوف تساهم في كشف الكثير من الملابسات، وتوضح الأمور أكثر للشعوب، التي لن تقبل بالمساومة على قضاياها وحقوقها ومستقبل أجيالها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 15-11-1429هـ الموافق: 13/11/2008
استقبل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنانوحذّر من تحول المنظمة الدولية إلى طرف
فضل الله: كيف تتم دعوة مجرم الحرب بيريز وتوجه الاتهامات للرئيس السوداني لمحاكمته


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، مايكل ويليامز، حيث جرى عرضٌ للعديد من القضايا التي يتصل بعضها بعمل قوات "اليونيفيل" في لبنان في ظل الاختراقات الإسرائيلية المتواصلة للقرار 1701، كما يتصل بعضها الآخر بدور الأمم المتحدة ومستقبل هذا الدور على ضوء مؤتمر حوار الأديان والملاحظات التي تكوّنت في العالم الإسلامي حوله، وماذا ينتظر المنظمة العالمية في ظل المتغيرات العديدة عالمياً وعلى المستويات الاقتصادية والسياسية والمالية وغيرها.
وقدم سماحة السيد فضل الله قراءته لآفاق الدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية، كانت خاضعة في حركتها ومعظم قراراتها في العقود والسنوات الأخيرة للإدارات الأمريكية والتي منعت إدانة إسرائيل في أثناء مجزرة قانا الأولى ومنعت من التجديد لأمينها العام السابق بطرس غالي لموقفه الذي دان فيه هذه المجزرة، والتي كان رئيس كيان العدو شمعون بيريز مسؤولاً عنها، كما أن مجلس الأمن الذي سيطرت عليه الإدارة الأمريكية المحافظة منع إدانة إسرائيل على كل مجازرها في فلسطين وحصارها الوحشي لغزة، إضافة إلى أن الأمم المتحدة تقف عاجزة أمام الخرق الإسرائيلي المستمر للسيادة اللبنانية براً وجواً.
وتوقف سماحته عند مؤتمر حوار الأديان، فأبدى خشيته من أن تكون الأمم المتحدة قد تحولت إلى طرف في مواجهة الشعوب بدعوتها لمجرم الحرب شمعون بيريز، والسير في أجندة تشبه الأجندة السياسية لبعض الأنظمة والإدارات بعيداً عن إرادة الشعوب، وعن مساءلة إسرائيل في رفضها المتواصل لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بانسحابها من الأراضي الفلسطينية وإزالة الاستيطان والجدار الفاصل ووقف تهويد القدس وطرد أبنائها منها.
وتساءل سماحته: كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدعو مجرم حرب كشمعون بيريز لإلقاء كلمة في مؤتمر حوار الأديان، بينما تتحرك المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الرئيس السوداني وملاحقته ومساءلته حول دارفور، مشيراً إلى أن التغاضي عن جرائم الحرب الإسرائيلية في حق اللبنانيين والفلسطينيين يمثل مكافأة للمجرم واستهدافاً متواصلاً للضحية.
وفي المسألة اللبنانية، أكد سماحته أن لبنان لا يزال مسرحاً للاستخبارات الدولية وللتدخلات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن الكثير من الأمور التي يجري تداولها في الداخل اللبناني لها علاقة مباشرة بالمسألة الفلسطينية التي هي أم القضايا في المنطقة، مؤكداً أن أي حل يأتي على حساب الفلسطينيين وحقوقهم سيدخل المنطقة مجدداً في صراعات دامية ومستمرة. وتساءل سماحته عن السبب في الرفض المتواصل لتسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المتطورة التي تهيّىء له فرص الدفاع عن البلد.
ووعد ويليامز بإيصال ملاحظات سماحة السيد فضل الله وآراءه للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 15-11-1429 الموافق: 13/11/2008
لا خروج للبنان من عنق الزجاجة ما دمنا أننا نعيش تحت سقف نظام المحاصصة
فضل الله مستقبلاً "تجمع الوفاق الوطني": لماذا نتحدث عن مصالحات مذهبية ولا نتحدث عن مصالحات وطنية جامعة؟


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من "تجمع الوفاق الوطني"، برئاسة رئيسه، بلال تقي الدين، حيث قدم الوفد لسماحته دعوة إلى المشاركة في الندوة التي ينظمها يوم غد الخميس تحت عنوان "مفهوم المقاومة"، والتي يتخللها كلمات لشخصيات من مختلف الفئات والتيارات السياسية والحزبية في لبنان. وجرى التداول في خلال اللقاء في تطورات الأوضاع الداخلية.
وتحدث سماحته في الوفد مؤكداً أن لبنان لن يخرج من عنق الزجاجة إلى فضاء الحرية إذا استمر نظام المحاصصة الذي أكد الطائفية والمذهبية بعدما كانت عرفاً، فقد جعل هذا النظام من المسؤولين مجموعات تتحرك بفعل حاجاتها الانتخابية والمناطقية لجمع أكبر عدد ممكن من الناس تحت لواء المذهبية، وأصبحت حتى الخدمات رهينة المزاج المذهبي أو السياسي المغلق، فلا يحصل عليها المواطنون إلا من النافذة المذهبية أو الطائفية، بالمستوى الذي جعل من لبنان ولايات غير متحدة.
أضاف: إن هذه الذهنية التي أنتجها نظام المحاصصة جعلت الأحزاب السياسية تتطيّف بعيداً عن عناوينها الكبرى، وجعلت حتى المصالحات تأخذ عناويناً مذهبية بدلاً من أن تكون مصالحات لبنانية تتم تحت سقف المؤسسات، فبدأنا نسمع عن مصالحة شيعية ـ سنية، وأخرى مسيحية ـ مسيحية، وثالثة شيعية ـ درزية، وأخرى تنتظر صلاحيات الأرثوذكس وما إلى ذلك، من دون أن نسأل عن مصير البلد في ظل هذه المناكفات التي أريد لها أن تطبع لبنان بطابعها المزاجي حيناً والسياسي أحياناً، وبذلك فشلت الأحزاب والتيارات في إنتاج وفاق وطني مبني على أسس متينة، وإن أنتجت وفاق الزعامات الذي غالباً ما يتجمد عند حدود مصالح هذا الزعيم أو ذاك، أو عند سقف الظروف الدولية والإقليمية التي ساهمت في ولادته أو في تهيئة الأجواء الملائمة له.
وتابع: إنني أعتقد أن لبنان يحتاج إلى شخصيات مستقلة بالمعنى الإيجابي لا السلبي، حيث ينطلق قرارها من ذاتها ومن رؤيتها الصادقة لما هي مصلحة البلد، وتتصرف وتتحرك لحساب الناس الذين لا ناس لهم، ولذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق الجهات الواعية والمسؤولة في أن تسعى لجمع هذه الشخصيات بعيداً عن العناوين والتظاهرات، وأن تبحث عن أولئك الذين لا هم لهم إلا وحدة البلد، والذين يريدون للبلد أن يخرج من كونه بلد الاستخبارات وساحة الصراعات، ليكون وطناً لبنيه ورسالة للآخرين.
وأردف: أنا لا أتحدث عن اللاإنتماء، ولكنني أفرق بين الانتماء إلى زنزانة حزبية أو مذهبية مغلقة، والانتماء إلى فضاء رسالي وسياسي ووطني رحّب وحرّ ومنفتح ومتسامح، وأن لا نجلد البلد على مذبح المصالح الشخصية التي قد يعتقد البعض أنها امتيازات لهذه الطائفة أو لذاك المذهب، وهي في حقيقتها امتيازات لشخصية من هذه الطائفة أو لفئة، وقد رأينا في التوزيعات والتشكيلات والصفقات الرسمية وغيرها أن الذين يستفيدون هم الزعماء وأمراء الطوائف، ولا تستفيد طوائفهم إلا على أساس ما يخدم مصالح هؤلاء الزعماء وأوضاعهم ومشاريعهم، ولذلك فإنني أعتقد أن البحث عن آلية للحل هو جزء لا يتجزأ من البحث الاستراتيجي لإعادة لبنان إلى دائرة الوطن بعدما غاب في ظلمات الزعامات، ولا سبيل لذلك إلا من خلال جيل طليعي منفتح يحمل مشعل التغيير ولا تأخذه في الله لومة لائم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 14-11-1429 الموافق: 12/11/2008
في معرض استقباله وفداً علمائياً وطلابياً إيرانياً
فضل الله ينتقد حضور مؤتمر الأديان ويخشى من التطبيع الأمني والعلني مع العدو


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً إيرانياً من جامعة الإمام الخميني برئاسة مدير الأمور الدولية في الجامعة، الشيخ أبو حسن حقّاني، وضمّ عدداً من العلماء وطلاب العلم في المؤسسة. وقدم حقّاني شرحاً حول عمل الجامعة والأطروحات العلمية والبحثية والتحقيقية البارزة التي أنجزت فيها، وعمل الجامعة الاغترابية التي وفرت الفرصة منذ عشر سنوات لمن هم في الاغتراب لمراسلة الجامعة ونيل شهاداتهم، مشيراً إلى اعتماد اللغتين العربية والانكليزية إلى جانب اللغة الفارسية في سلسلة البحوث والدراسات، ومؤكداً أن ثمة أطروحات قيّمة قد جرى ترجمتها لأكثر من لغة، ومشيراً إلى الدراسات البارزة في مجال علم الأديان والمقاربات البحثية لهذا الدين أو ذاك.
وتحدث سماحة السيد فضل الله في الوفد مؤكداً أن السير في هذا الخط العلمي المنهجي من خلال هذه المؤسسة الجامعية يمثل مظهراً من مظاهر التقدم الكبير الذي حققته الحوزة في قم، لأن المسألة كانت فيما سبق تنطلق على أساس التنافر بين الحوزة والجامعة، وقد عمل الكثيرون للتأكيد على وجود تناقض بين ما هو المنهج العلمي للجامعة والمنهج الشرعي للحوزة، وكنا نؤكد دائماً أن المنهج العلمي هو الأساس في الدراسات الشرعية، وأن الموضوعية البحثية هي روح العلم وجوهره، وبذلك تتقدم الحوزة والجامعة في المجتمع ضمن نطاق واحد.
وشدد سماحته على العلماء وطلاب العلوم الدينية أن يدخلوا إلى العصر وأن يكون لديهم حس المعاصرة وأن يعملوا للدخول إلى عقل العصر وقضاياه أو أن يتعلموا أساليبه ويتقنوا طرائقه ولغاته ومناهجه، ويتعرفوا إلى نقاط ضعفه وقوته، وأن يستفيدوا من العصر بما يرسّخ الأفكار والمفاهيم الإسلامية في الأذهان، وأن يكون ذلك في نطاق الحفاظ على مبادئنا وثوابتنا، لأن الابتعاد عن العصر لا يمثل قيمة أو فضيلة لطلاب الحوزة أو للدعاة والعلماء، بل إن المطلوب ، وخصوصاً في هذا العصر الذي تختلف فيه الأفكار وتتعدد فيه الوسائل وتتطور فيه المناهج، أن نكون على دراية بذلك كله لنلحق بالركب العلمي ونقدم أفكارنا وطروحاتنا التي يتقبلها الآخرون، وقد قال النبي(ص): "إنا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم".
وأكّد ضرورة أن تساهم كل هذه الدراسات في إحداث تطور في ذهنية العلماء وطلاّب العلم، وخصوصاً لجهة الاعتراف بالآخر، واحترام الاختلاف معه، على صعيد حرية المناقشة وحرية الفكر. وقد كان الاختلاف بين الكبار من علمائنا شيئاً طبيعياً تتقبله الأوساط العلمية الشرعية، وحتى الذهنية الشعبية التي رافقتهم، وعلينا ألا نشعر بالغربة والوحشة إذا اختلف هذا العالم مع ذاك شريطة أن لا يتم تجاوز الحد في الخلاف وأساليبه. ونحن نحتاج إلى الكثير من الانفتاح للدخول في مناقشات كثيرة على المستويين الشرعي والديني، كما نحتاج إلى ذهنية منفتحة وعقل واسع حتى نحاور العالم، فنحاور العلمانيين والمتدينين، ونجادل اليهود والمسيحيين، وندخل في نقاش مع الهندوس والبوذيين، لأن الحوار بروح منفتحة وذهنية غير معقدة هو الذي يُسهّل تقديم أفكارك للآخرين ويفسح في المجال أكثر للفهم المتبادل، وينسف الكثير من الحواجز التي تؤسس لسوء الفهم وتمهّد السبيل للمشاكل والأزمات.
وتطرق سماحته إلى مؤتمر حوار الأديان الذي سيعقد في الولايات المتحدة الأمريكية بإشراف الأمم المتحدة، فأبدى استغرابه لدعوة رئيس كيان العدو شمعون بيريز، وهو المجرم المشهود له بفظائعه، وخصوصاً المجازر التي ارتكبها في لبنان ومنها مجزرة قانا، حيث أصدر الأوامر بقتل العشرات من المدنيين الذين لجأوا إلى مقرللأمم المتحدة طلباً للحماية.
ورأى سماحته أن دعوة بيريز تمثل في معناها العميق موافقة ضمنية من الأمم المتحدة وأمينها العام على المجازر التي ارتكبها ودعوة له لاقتراف المزيد من الجرائم، مشيراً إلى أن البحث في مقارنة الأديان يقتضي وجود عالم دين يهودي معتدل من خارج كيان العدو، يقدم اليهودية كما هي في أصالتها، إلى جانب ما يقدمه علماء الأديان المسيحية والإسلام، ليتم البحث في الأمور التي تلتقي عليها الأديان أو تلك التي تختلف فيها، ولتكون لدينا دراسات علمية أو فلسفية حول الأديان قد تم بحثها من خلال أصحابها.
وأبدى سماحته خشيته من أن يكون التطبيع بين الكيان الصهيوني والكثير من الأنظمة العربية قد بدأ يسلك مسارين: المسار الأمني غير المرئي، ومسار المؤتمرات التي باتت محطات أساسية وعلنية للتطبيع تحت عناوين حوار الأديان أو في المؤتمرات الاقتصادية، بما يمثل جريمة كبرى في حق فلسطين وشعبها المحاصر في غزة والضفة وأهلها الذين يجرفهم الاستيطان والتهويد في كل يوم ليس من حقول الزيتون وقراهم ودساكرهم فحسب، بل من قلب القدس... ولذلك فنحن نتساءل عن الحكمة وعن مدى الفائدة في حضور مثل هذه المؤتمرات وفي التمهيد للقاء شخصيات العدو ولو على مستوى الإيحاء، أو في الجلوس مع هؤلاء المجرمين على طاولة واحدة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 13-11-1429 الموافق: 11/11/2008
في معرض استقباله لوفد أمريكي ضم دبلوماسيين وسياسيين وأساتذة جامعات
فضل الله: ندعو إلى حوار اقتصادي عالمي ونتطلع لمبادرات إنسانية استباقية من الإدارة القادمة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً أمريكياً ضم عدداً من الدبلوماسيين السابقين وأساتذة جامعيين وممثلين لعدد من الكنائس وشخصيات سياسية مخضرمة.
وتحدث سماحته في الوفد قائلاً:

في البداية أحب أن أرحّب بكم من كل عقلي وقلبي، فنحن على الرغم من اختلافنا مع الإدارة الأمريكية الحالية إلا أننا نودّ أن نكون أصدقاء للشعب الأمريكي. فالقرآن الكريم علّمنا أن نتّبع الأسلوب الذي يحوّل الإنسان الذي تحدث بيننا وبينه المشاكل إلى صديق، ولذلك أحب أن تعرفوا أنه ليس من الصحيح ما يُقال عن أننا نكره الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك فرق بين الموقف من الإدارة الأمريكية والموقف من الشعب الأمريكي.
أضاف: إننا نقدّر أمريكا ـ الشعب، التي قدمت خدمات كبرى للإنسانية على الصعيد العلمي والتكنولوجي مما أبدعه العلماء الأمريكيون، أو الذين وفدوا إلى أمريكا من شعوب العالم ممن أفادوا البشرية كلها باختراعاتهم واكتشافاتهم، ولكننا نعتقد أن ما تحتاج إليه الولايات المتحدة الأمريكية هو ما يتصل بالجانب الإنساني في رؤيتها لشعوب العالم في حركة إداراتها المتعاقبة، فقد تخلّت هذه الإدارات عن المبادىء الإنسانية الأساسية التي أعلنها الرئيس ويلسون، وتحولت الولايات المتحدة الأمريكية في نظر شعوبنا من دولة محترمة ومقبولة من هذه الشعوب في عشرينات وثلاثينات القرن الميلادي الفائت إلى دولة مستعمرة، ودولة محتلة تجيز لنفسها احتلال أراضي الغير والسيطرة على ثرواتها وقراراتها تحت عنوان الحرب على الإرهاب.
ولذلك فإننا نعتقد أن من حقنا أن نطالب أمريكا بإدارتها القادمة بالتغيير على المستوى الخارجي، كما يطالبها الشعب الأمريكي بالتغيير على المستوى الداخلي، وأن تكف السياسة الخارجية الأمريكية على أن تكون سياسة عدوانية تقرّ الاحتلال وتمارسه وتشجّع عليه. لذلك ينبغي أن يبدأ التحول في السياسة الأمريكية في هذا النطاق حتى تشعر الشعوب بوجود تغيير في العمق، وخصوصاً أن الجميع يتحدث عن قيادة أميركا للعالم في الوقت الذي سقطت هذه القيادة بفعل سياسة الحروب الاستباقية، وباتت الإدارة القادمة في أمسّ الحاجة لمبادرات سياسية وإنسانية استباقية بدلاً من النزوع مجدداً نحو الحروب أو دعم سياسة الاحتلال والاستيطان في فلسطين المحتلة.
وتابع سماحته: نحن نؤمن بالتفاهم والتواصل والحوار بين الشعوب، ونقرّ بأن لدينا الكثير من نقاط الضعف هنا في الشرق، ولكننا نعتقد ـ في المقابل ـ أن لدى الأمريكيين الكثير من نقاط الضعف أيضاً، وإذا كنتم تتحدثون عن وجود حالات إرهابية عندنا، فنحن نسأل من أنتج هذه الحالات؟ كما نعتقد بوجود حالات إرهابية عندكم في شبكات الجريمة المنظمة وفي الحالات الفردية التي يقتل فيها الأب أو الأم أولادهما أو يقتل التلميذ أستاذه ورفاقه... فحالات الضغط الاجتماعي توفر الفرصة لكثير من الجرائم تماماً، كما هي حالات الضغط السياسي والأمني والضغط على الحريات وما إلى ذلك.
وأكد سماحته أننا نتألم لما حدث في الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة في أمريكا، لأننا نرفض الشماتة بأحد، ولأننا جميعاً ندفع الثمن لهذه الأزمات التي تأثر العالم العربي بها سلبياً. ونأمل أن تنطلق دراسات علمية حقيقية من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا النظام الذي لا يرتكز على قاعدة القيم الأخلاقية يمثل القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت وترمي بثقلها على اقتصادات العالم، ومن هنا نرى أن العالم الذي يتداول الأفكار في حوار الأديان والمذاهب وفي الحوارات السياسية المتعددة يحتاج إلى حوار حقيقي وجدي على المستوى الاقتصادي، لينطلق هذا الحوار من الجذور الفكرية والقيمية للنظم الاقتصادية لا أن يبقى في سطح الأشياء أو يتوقف عند حدود المصالح الظاهرة.
ورحّب سماحته بالتغيير الذي حدث في أمريكا وبجملة الأسباب التي دفعت أكثرية بيضاء لانتخاب رئيس أسود، مشيراً إلى أن الإسلام ومنذ انطلاقته الأولى أكد أن "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى"، مشيراً إلى أننا سنراقب هذا التغيير في أمريكا، فإذا انطلق من العمق وأتاح الفرصة للشعوب لكي تصنع التغيير الذي تريده، ولم يمنع شعوب العالم الثالث من صناعة التغيير الذي تتطلع إليه، فعندها يمكن أن نطمئن إلى الصدق في حركة الإدارة الجديدة وفي احترامها عملياً للشعار الذي رفعته، ونقول لهذه الإدارة من خلال شعارها "نعم نحن نستطيع"، وشعوبنا "تستطيع" فتعلموا من التجارب السابقة ولا تقفوا حجر عثرة في طريقها.
وأجاب سماحته على مداخلات الوفد، فأكد أن من حقّ الرئيس الأمريكي أن يتطلع إلى ما يحقق مصالح شعبه ورفاهيته، ولكن ليس على حساب مصالح الأمم الأخرى ورفاهيتها، ومن حقنا أن نحافظ على قيمنا وحقوقنا وشعوبنا.
وأكد "يوجين بيرد" باسم الوفد وجود "فرصة حقيقية لأن تنتج الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة أخلاقية جديدة لصنع السلام في العالم"، فأكد سماحة السيد فضل الله أننا نرحب بذلك ومستعدون للتعاون مع الشعب الأمريكي في هذا المجال.
وأكد الوفد أنه "سيحمل هذه الرسالة وهذه التوجهات إلى الكونغرس والصحف الأمريكية، فنحن بالفعل وسطاء، وسنكون وسطاء نزهاء".. فشدد السيد فضل الله على أننا نحترم هذه النزاهة ونؤكد على التعاون من أجل الخير والسلام للبشرية كلها، فنحن نحب الحياة لأنفسنا وللناس ونرفض كل من يفشي ثقافة الموت أو يمهّد السبيل لها في العالم... ونقول لكم وللأمريكيين من خلالكم: اطردوا شياطين السياسة من ساحاتكم، وليس من الضروري أن يكون هناك ملائكة يديرون ساحاتكم، ولكن ابحثوا عن أنصاف الملائكة، فلعلنا نستطيع بتعاوننا وتفاهمنا أن ننقذ العالم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 12-11-1429 الموافق: 10/11/2008

17 نوفمبر 2008

استقبل وفد حزب التحرير
فضل الله: أكد على الحركات والأحزاب الإسلامية ألا تتنازل عن طرح الإسلام

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من حزب التحرير برئاسة الدكتور محمد جابر، وعرض سماحته مع الوفد لعدد من الأوضاع الإسلامية، كما قدّم الوفد شرحاً حول تصوره للأزمة اللبنانية ورؤية حزب التحرير حيال الحلول المطروحة لهذه الأزمة، كما جرى عرضٌ للوضع الإسلامي العام على ضوء التطورات الاقتصادية والسياسية الأخيرة التي طغت على سطح الأزمات العالمية.
وأكد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء ضرورة أن تحتفظ الحركات والأحزاب الإسلامية بروحيتها واندفاعها ولا تنسحب من طرحها للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله للبشرية كلها بشيراً ونذيراً، ولذلك ينبغي أن يكون همنا أن ننشر الإسلام في العالم بعيداً عن كل إغراء أو عن استخدام العنف، مؤكداً أن الإسلام دخل في ذهن العالم في هذه المراحل بالنسبة إلى من يحاربه ومن يواليه، ولكن المسؤولية تقع على عاتق المنتمين إليه في ألا يستغرقوا في أوضاعهم المحلية وتفاصيلهم السياسية التي قد تحول دون قيامهم بمسؤولياتهم الكبرى في توضيح الخط الإسلامي الذي أراده الإسلام رحمة للعالمين.

بعد اللقاء صرّح مسؤول اللجنة المركزية في حزب التحرير، الدكتور محمد جابر:
تشرفنا بزيارة سماحة السيد محمد حسين فضل الله، ووضعناه في أجواء الكتيب الذي أعده حزب التحرير، ويشمل نظرته إلى الكيان اللبناني وطرحه للحل المناسب الذي يرتئيه من الناحية السياسية والشرعية، وقد طلبنا من سماحته قراءة الكتاب وإبداء ملاحظاته لتغيير بعض التفاصيل التي يراها مناسبة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 10-11-1429 الموافق: 08/11/2008
استقبل العوا ودعا إلى لقاء علمائي سني ـ شيعي وحدوي بعيداً عن الأضواء
فضل الله: دور اتحاد علماء الإسلام أن يوحّد كلمة المسلمين ويواجه التحديات المفروضة على الأمة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمين عام اتحاد علماء الإسلام، الدكتور محمد سليم العوا، حيث جرى التداول في الأوضاع الإسلامية العامة وقضايا الوحدة الإسلامية، وما تواجهه في هذه الأيام من تحديات من خلال سعي القوى الاستكبارية لتفريق الصفوف الإسلامية، وذلك في ضوء السجالات الأخيرة التي تركت تأثيراتها السلبية في أكثر من ساحة إسلامية.
وأشار سماحة السيد فضل الله إلى أن إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام انطلق على أساس إيجاد خط إسلامي وحدوي ثقافي حواري يجمع بين المذاهب الإسلامية على مستوى دراسته لنقاط الضعف والقوة هنا وهناك، وتوحيد المسلمين في نطاق إسلامي جامع يحفظ قوتهم ومنعتهم في مواجهة القوى العالمية الظالمة الساعية لتفريق المسلمين واحتلال بلادهم ونهب ثرواتهم.
وأكد سماحته أهمية استمرار الاتحاد في تأدية رسالته ومن خلال ما أكده ميثاقه ووثيقته الأساسية في رفض تكفير المسلمين وتضليلهم لمجرد الاختلاف في الرأي أو في بعض الآراء الكلامية الفقهية والتي لا تتنافى مع الثوابت الأساسية في الإسلام.
وشدد سماحته على أن تتوافر للأمة طاقات ثقافية وعلمائية مبدعة تعمل على تصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها أتباع هذا المذهب أو ذاك، ولكن في نطاق المؤسسات الوحدوية، ومن خلال آلية عملية ترفض مسألة التشهير ولا تتوخى تسجيل النقاط والأخطاء على هذا أو ذاك، بل تصحيحها والعمل على منع تكرارها، وتوفير كل المناخات الإسلامية والسياسية على مستوى الخطاب والحركة للوصول إلى ذلك بأقل الجهود وبما يقطع الطريق على كل محاولات الأعداء للعبث بالأمة وتمزيق صفوفها وتشتيت كلمتها.
وأكد سماحته ضرورة أن تتضافر جهود علماء الأمة جميعاً في نطاق إسلامي وحدوي جامع، ومن خلال فتاوى حاسمة وآلية عملية يتابع الجميع حركتها في مسألة التأكيد على احترام صحابة رسول الله(ص) وأمهات المؤمنين وأهل بيت النبي(ص) وتحريم الإساءة لهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى أنه من المعيب أن تبقى هذه الأمور محل إثارة وأن يتم التداول بها من طريق الحساسيات، وخصوصاً في ظل الفتاوى القاطعة والحاسمة التي أكدت هذه الثوابت غير القابلة للمسّ في أي ظرف وتحت أية حجة.
ورأى سماحته أن الشغل الشاغل لاتحاد علماء الإسلام ينبغي أن يتركّز أيضاً على دراسة الأولويات في مسألة التصدي للهجمات الإعلامية والسياسية والثقافية الموجهة للجسم الإسلامي برمّته وللمفاهيم الإسلامية بكلها، ولمواجهة التحديات الكبرى التي فرضها المستكبرون على الواقع الإسلامي من خلال استهدافهم للإسلام كدين وللمسلمين كفريق يمثل التحدي لأطماعهم ومشاريعهم، لأن ذلك يمثل المسؤولية الإسلامية الكبرى بعيداً عن الاستغراق في التراكمات التاريخية التي قد يثور الجدل حولها داخل المذهب الواحد والتي يمكن لعلماء الأمة الذين يتحلون بالحكمة والوعي والدراية أن يسعوا لتوضيحها في نطاق الحوار الداخلي الذي يمنع الأعداء من استغلال نقاط الضعف التي قد تنشأ داخل الواقع الإسلامي من خلال إثارة هذه الأمور في وسائل الإعلام أو في المنتديات العامة.
وأكد سماحته أننا نرفض كل الأساليب التي تتوخى الإثارة أو التي تصنع اهتزازات وتوترات داخل العالم الإسلامي، فقد بات من المعيب حقاً أن ننشغل بسجالات تتكرر عناوينها وتفاصيلها مع توالي القرون والعقود، وينشغل الآخرون في كيفية الانقضاض علينا وعلى ثرواتنا ومواقعنا ومفاهيمنا وقيمنا حتى في الوقت الذي يضرب الوهن فيهم وينال الضعف منهم.
ودعا سماحته علماء الأمة من السنة والشيعة، وخصوصاً أولئك الذين يمثلون الواجهة في الأمور العلمية والفقهية والشرعية، إلى لقاءات إسلامية حوارية وحدوية بعيداً من الأضواء لحسم الجدل في كثير من الأمور التي يسودها سوء التفاهم ويغلب عليها الانفعال، والتي لا تمثل التزامات وثوابت كما قد يتوهم المتوهمون.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 8-11-1429 الموافق: 06/11/2008