17 أغسطس 2010

آية الله الغريفي:
أتمنى من الذين لم يفهموا السيد أن يعيدوا قراءة موقفهم



لفت كبير علماء البحرين آية الله العلامة السيد عبدالله الغريفي إلى أن «هناك من يقرأ (المرجع الديني الكبير الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله) ويصغي له ويجالسه وينظر إليه فلا يزداد إلا نفوراً وكراهية وعداوة ورفضاً وابتعاداً»، وأضاف «مما يؤسف له، فإن هذا النمط من الناس بعضهم لم يقرؤوه جيداً ولم يفهموه جيداً ولم يصغوا إليه جيداً وبعضهم معبأ بعُقد وحساسيات وحسابات، وبعضهم سقط أسير الضوضاء واللغط والضجيج، وبعضهم جانبه الصواب في النقد فاختار القذف بدل الحوار بالتي هي أحسن».

وقال آية الله الغريفي: «نتمنى أن يعيد هؤلاء قراءة الموقف ولهم كل الحق في أن يرفضوا وفق القناعة العلمية أي رأي أو فكرة أو فتوى أو طرح صادر عنه - رحمه الله - بعد التأكد من صحة النسبة إليه، وأن يكون الرفض محكوماً لمعايير وأدوات ومناهج وأساليب النقد العلمي بعيداً عن لغة التشويش والتشويه والإساءة والطعن».

جاء ذلك في مجلس تأبين المرجع الراحل السيد فضل الله الذي أقيم مساء أمس الأول في مأتم السنابس في البحرين بحضور لفيف من كبار العلماء والمدعوين، وبتنظيم من مكتب السيد الغريفي، والذي وُزِّع خلاله كتيباَ حمل عنوان «الراحل فضل الله... ثوابته الفكرية والعقائدية»، ودونت على غلافه عبارة «كل من خرج من النجف خسر النجف، إلا السيد فضل الله، فعندما خرج من النجف خسره النجف»، التي قالها المفكر الإسلامي الراحل السيد محمد باقر الصدر في حق المرجع فضل الله.

وفي كلمته بالمناسبة، استهل السيد الغريفي بالقول: «وهكذا سكن الحزن في كل القلوب، واستقرت الدمعة في كل العيون وغابت البسمة على كل الشفاه. لقد رحل السيد الكبير. كان عنوان مرحلة بكاملها وليس مبالغةً أن نعده واحداً من الأنماط الاستثنائية في التاريخ المعاصر، الأمر الذي يضعنا أمام خيار صعب حينما نحاول أن نقرأه، فلا يمكن ذلك إلا أن نمارس تفكيكاً لمكونات شخصيته، فليس من الصعوبة أن نقرأ فقيهاً أو مفكراً أو مثقفاً أو أديباً أو خطيباً أو كاتباً أو مربياً أو داعيةً أو سياسياً أو قائداً أو روحانياً أو عرفانياً أو مجاهدا أو مرجعاً متميزاً، أما أن تأتلف هذه المكونات لتشكل عنواناً واحداً، فذاك هو السيد محمد حسين فضل الله».

سر الانجذاب إلى الراحل الكبير

وأضاف السيد الغريفي «أن محاولة قراءة الراحل الكبير في غاية الصعوبة والتعقيد شأن الأنماط الاستثنائية في التأريخ، ولست في صدد مقاربةً علمية، فهذه بعض كلمات عاجلة تحاول الاقتراب منه، وحينما تحاول الاقتراب، لا تملك إلا أن تنجذب إليه وتعشقه وتذوب فيه، وحينما تحاول أن تقرأه لا تملك إلا أن تنجذب إليه، وحينما تحاول أن تصغي إليه لا تملك إلا أن تنجذب، وحينما تحاول أن تجالسه لا تملك إلا أن تنجذب إليه، وحينما تراه في محرابه وخطابه وجهاده وفقهه وعلمه وفكره وثقافته وسياسته وقيادته لا تملك إلا أن تنجذب إليه، فما سر هذا الانجذاب؟ لماذا ننجذب إليه؟ لماذا نعشقه؟ لماذا نذوب فيه؟ هل السبب في ذلك: ثقافته وعلمه وفكره؟ فالكثير يملكون ذلك وتحترمهم وتنحني لهم لكنك لا تنجذب إليهم هذا الانجذاب».

وتابع «يبقى السؤال مطروحاً: ما سر هذا الانجذاب؟، وقبل أن نجيب عن هذا السؤال، يواجهنا إشكال يقول: لا نسلم بهذا الانجذاب! هناك من يقرأه ويصغي له ويجالسه وينظر إليه فلا يزداد إلا نفوراً وكراهية وعداوة ورفضاً وابتعاداً؟ ومما يؤسف له، فإن هذا النمط من الناس بعضهم لم يقرؤوه جيداً ولم يفهموه جيداً ولم يصغوا إليه جيداً وبعضهم معبأ بعُقد وحساسيات وحسابات وبعضهم، سقط أسير الضوضاء واللغط والضجيج، وبعضهم جانبه الصواب في النقد فاختار القذف بدل الحوار بالتي هي أحسن، ونتمنى أن يعيد هؤلاء قراءة الموقف ولهم كل الحق في أن يرفضوا وفق القناعة العلمية أي رأي أو فكرة أو فتوى أو طرح صادر عنه – رحمه الله - بعد التأكد من صحة النسبة إليه، وأن يكون الرفض محكوماً لمعايير وأدوات ومناهج وأساليب النقد العلمي بعيداً عن لغة التشويش والتشويه والإساءة والطعن». واستدرك «هنا نقول: ما سر الانجذاب إليه؟، ونجيب بالقول: إن سر الانجذاب في تصوري هو ربانيته وبما تملكه هذه الربانية من عمق ووعي وبصيرة وصدق وإخلاص وطهر ونقاء وصفاء ورسالية وحركية وهادفية وعطاء وجهاد، ومن خلال هذه الربانية العاشقة لله، الذائبة فيه تشكلت كل مكونات شخصه».

ليست هناك تعليقات: