30 ديسمبر 2009

استقبل وفداً إيرانيّاً برئاسة ممثّل مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا
فضل الله: إضعاف إيران خدمة للمستكبرين... ولفتح الحوار على كافّة المستويات

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تمرّ بمرحلة دقيقة، وأنّ أيّ سعيٍ لإضعافها يمثّل خدمةً للمشروع الاستكباريّ الّذي يقف الصّهاينة وراءه، سواء التفت البعض إلى ذلك أو لم يلتفتوا. وأكّد أنّ الإسلام يحتضن المعارضة، مشدّداً على أن تتحرّك في نطاق القيم والمبادئ والأسس التي تمنع أعداء الأمّة من استغلال الثغرات الداخليّة لتفتيت مواقع القوّة في الأمّة وتمزيقها، مركّزاً على ضرورة فتح آفاق الحوار الداخليّ على جميع المستويات.

استقبل سماحته وفداً إيرانيّاً برئاسة ممثّل قائد الجمهورية الإسلاميّة السيّد علي الخامنئي في دمشق، السيد مجتبى الحسيني، وقد اطمأنّ الوفد إلى صحّة سماحته، وجرى في خلال اللّقاء بحث في عدد من الشّؤون الإسلاميّة العامّة، إضافةً إلى الوضع في إيران والتّهديدات الّتي تتعرّض لها على أكثر من صعيد.

ورأى سماحة السيّد فضل الله، أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تمرّ بمرحلةٍ دقيقةٍ ستكون لها تأثيراتها الكبيرة في المنطقة كلّها، وخصوصاً قوى الممانعة والمقاومة، وبالتالي فإنّ العمل لإضعافها يمثّل خدمةً للمشروع الاستكباريّ الذي يقف الصهاينة وراءه، سواء التفت البعض إلى ذلك أم لم يلتفت.

أضاف: إنّنا في الوقت الّذي نؤكّد احتضان الإسلام والنّظام الإسلاميّ لمسألة المعارضة، نريد لأيّة معارضةٍ أن تتحرّك في نطاق القيم والمبادئ والأسس التي تمنع أعداء الأمّة من استغلال أيّة حركة للإمعان في تفتيت المواقع الإسلاميّة وتمزيقها وتشتيت جمع الأمّة وكسر إرادتها. ولذلك، فإنّنا ندعو إلى التحرّك على خطّين: فتح آفاق الحوار الدّاخلي على جميع المستويات، وبالتّحديد مع أولئك الذين يحملون في أنفسهم الإخلاص للأمّة، وللإسلام والوطن، وإقفال كلّ الثّغرات التي يسعى المحور الاستكباريّ للدخول من خلالها لتهديد أمن الأمّة، من خلال استهدافه مواقع القوّة والمنعة فيها.

وناشد سماحته الجميع للعمل على تحصين السّاحة الداخليّة في مواجهة ما يُخطّط له الكيان الصهيونيّ من عمل لاستهداف إيران، وإسقاط حركتها السياسيّة والاجتماعيّة والعلميّة، وتطويقها وحصارها ومنعها من تحقيق تقدّمها الصناعيّ والتكنولوجيّ على جميع المستويات.

كما أكّد ضرورة احتضان الجيل الجديد، وفتح آفاق الحوار العلميّ والثقافيّ والفكريّ معه، لمنع الثقافة المضادّة للأمّة من اختراقه والسير به في خطى التدمير الذاتيّ والإنهاك الدائم للقوى الحيّة في الوطن، والتي تمثّل قوّةً استراتيجيّةً مهمّةً في الساحتين الإسلاميّة والعربيّة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 13 محرّم 1431 هـ الموافق: 30/12/2009 م
حذّر من إراحة الكيان الصهيونيّ بالاستجابة لنداء الفتنة المذهبيّة في المنطقة
فضل الله في خلال استقباله عادل: نلمح محاولةً استكباريّةً لإيجاد هوّة في العلاقات الإيرانيّة العربيّة

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على ضرورة التحرك في نطاق مقاربة إسلاميّة لمسألة العلاقات العربيّة ـ الإيرانيّة، مشيراً إلى خططٍ تتحرّك لحساب العدوّ الصهيونيّ والاستكبار العالميّ لإحداث فتنةٍ مذهبيّةٍ في المنطقة لإراحة الكيان الصهيوني وضرب الدور الإيراني الفاعل؛ لما تشكله إيران من هاجس استراتيجي للعدو جراء تقدمها في المجالات العلمية والتكنولوجية، مشيراً إلى سعي استكباري متواصل لإيجاد هوّة بين العرب وإيران، بحجّة أنّ إيران تعمل لبناء إمبراطوريتها الفارسيّة، مؤكّداً أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة تحرّكت مع القضايا العربيّة وفي الخطوط الإسلاميّة منذ إنشائها على يد الإمام الخميني(قده).

استقبل سماحته رئيس مجلس الشّورى الإيراني السّابق، ورئيس مؤسّسة دائرة المعارف الإسلاميّة، الدّكتور غلام حدّاد عادل، يرافقه القائم بأعمال سفارة إيران في بيروت، مير حسينيان، والمستشار الثقافي السيّد محمد حسين زاده. وقد اطمأنّ عادل إلى صحّة سماحة السيّد فضل الله، وقدّم له المجلّد الثّاني من دائرة معارف العالم الإسلاميّ باللّغة العربيّة، وجرى في خلال اللّقاء بحثٌ في شؤون ثقافيّة وإسلاميّة عامّة، إضافةً إلى الوضع الدّاخليّ في إيران، والتّهديدات الأميركيّة والدّوليّة الأخيرة لها على خلفيّة مشروعها النوويّ السّلميّ.

ونقل عادل إلى سماحته تحيّات قائد الثّورة الإسلاميّة، السيد علي الخامنئي، مشيراً إلى أنّه انتهز فرصة زيارته للبنان للالتقاء بالشّخصيّة العلميّة والجهاديّة، آية الله السيّد العظمى محمّد حسين فضل الله، للاستفادة من مواقفه وآرائه الدّقيقة والحكيمة.

ورأى سماحة السيد فضل الله أنّه يمكن الاستفادة من الخصائص الحضارية للحضارة الفارسيّة بما ينسجم مع الحضارة العربيّة والإسلاميّة، مشدّداً على ضرورة التواصل بين الثّقافتين الفارسيّة والعربيّة من خلال القناة الإسلاميّة والعناوين الإنسانيّة.

أضاف: إنّنا نلمح سعياً استكبارياً متواصلاً لإيجاد هوّة في العلاقات الإيرانيّة ـ العربيّة، بحجّة أنّ إيران تسعى لبناء إمبراطوريّتها في المنطقة، مستفيدةً من إرثها الحضاريّ ومن العناوين الإسلاميّة التي تحرّكها في هذه القضيّة أو تلك. والواقع أنّ إيران من خلال الجمهوريّة الإسلاميّة التي أطلقها الإمام الخميني(قده)، عملت على أن تتحرّك من خلال الخطوط الإسلاميّة، وأن تتبنّى قضايا المستضعفين، وأن تكون مع قوى التحرّر، ولذلك وجدت نفسها ـ من خلال ذلك كلّه ـ في موقع المدافع عن القضايا العربيّة والإسلاميّة، وعملت على احتضان قضايا الأمّة الإسلاميّة، بعيداً عن العناوين المذهبيّة أو القوميّة التي يحلو لبعض المرتبطين بالقوى الاستكباريّة أن يحرّكها، مستفيداً من المناخ العام الّذي يعمل الإعلام المعادي على تركيزه، إلى جانب ما يبثّه الكيان الصهيونيّ ليل نهار.

وشدّد سماحته على ضرورة التحرّك في نطاق مقاربة إسلاميّة لمسألة العلاقات مع إيران، مشيراً إلى أنّ البعد الحضاريّ يمكن أن يكون حافزاً لتعميق العلاقة بين إيران والدّول العربيّة كافّةً، محذّراً من المخطّط الّذي تتحرّك فيه أجهزة معروفة لإيجاد شرخٍ في هذه العلاقة، وتحضير الأجواء لفتنةٍ مذهبيّةٍ في المنطقة تريح العدو الصّهيونيّ، وترفع عن كاهله ضغط المقاومة والهواجس الاستراتيجيّة الّتي يخشاها جرّاء التقدّم العلميّ في صناعة القوّة في إيران، وفي قوى الممانعة العربيّة والإسلاميّة، مؤكّداً ضرورة عدم إراحة كيان العدو، وخصوصاً برفض الاستجابة لنداء الفتنة المذهبيّة الذي تطلقه أجهزةٌ وجهاتٌ معروفة تعمل لحساب العدوّ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 27 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 14/12/2009 م
استقبل وفد المجلس السياسيّ لحزب الله:
فضل الله: الجهات التي تقف وراء تفجيرات العراق تخدم الاحتلال والكيان الصّهيونيّ

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الجهات التي تقف وراء تفجيرات العراق، موظّفة ومرتبطة بالاحتلال بشكلٍ مباشر وغير مباشر، مشيراً إلى أنّ من مصلحة الكيان الصهيوني بقاء العراق ممزّقاً ومنقسماً على ذاته، لأنه يريد لهذا الانقسام أن يمتدّ إلى المواقع العربية والإسلامية المحيطة، داعياً المرجعيّات الإسلاميّة السنية والشيعية إلى تعرية هذه الجهات المجرمة، وتأكيد أنها تنتمي إلى الجريمة ولا تنتمي إلى الإسلام والدّين الحقّ.

استقبل سماحته وفداً من المجلس السياسيّ لحزب الله برئاسة رئيسه السيّد إبراهيم أمين السيّد، وقد ضمّ الوفد: الشيخ عبد المجيد عمّار، الشيخ خضر نور الدّين، الحاج مصطفى الحاج علي، الدّكتور أحمد ملّي، الحاج حسن حدرج.

واطمأنّ الوفد إلى صحّة سماحته، كما جرى التّداول في الأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة، ولا سيّما تطورات الوضع العراقي، والتفجيرات الأخيرة التي حصدت المئات من القتلى والجرحى من العراقيّين، وتداعياتها وأهدافها والجهات التي تقف وراءها.

ورأى سماحة السيد، أنّ الجهات التي تقف وراء هذه التّفجيرات، إمّا ترتبط بالاحتلال، أو تعمل في خدمته بطريقةٍ غير مباشرة، وسواء انطلقت هذه الجهات من داخل العراق أو جاءت من الخارج.

أضاف: يعرف الجميع أنّ الكيان الصهيونيّ يعمل من خلال مخابراته ونفوذه السياسيّ لبقاء العراق ممزّقاً ومنقسماً على ذاته، لأنّه يريد لهذا الانقسام أن يمتدّ إلى المواقع العربيّة والإسلاميّة المحيطة، ولأنّ قيام العراق كدولة قادرة وقويّة ومحتضنة لقضايا الأمّة، ينعكس سلباً على هذا الكيان... ولذلك، فإنّ الجهات التي تعمل ليل نهار لجعل العراق مكشوفاً من الناحيتين الأمنيّة والسياسيّة، هي جهات موظّفة لدى هذا الكيان بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.

وتابع: لا يمكن لأيّة جهةٍ تزعم الحرص على العراق، الشّعب، والهويّة، والتّراث، أن تدّعي أنّ هذه الجرائم الوحشيّة التي تطاول المدنيين تصبّ في مصلحة العراق، أو في مصلحة فريقٍ من العراقيّين، لأنها مذابح وجرائم هدفها الأوّل والأخير قتل المزيد من العراقيّين وتمديد مأساتهم، وصولاً إلى منع قيام الدولة العادلة القادرة، ونهوض البلد من فوق ركام الاحتلال وإرهابه وبطشه.

ودعا سماحته المرجعيات الدّينية الإسلاميّة، السنيّة منها والشّيعيّة على السواء، والمرجعيات السياسيّة العربيّة، إلى إدانة هذه الجرائم وتعرية مرتكبيها، وتأكيد أنهم مجرمون لا ينتمون إلى الدّين الحق، ولا ينطلقون من أحكامه وقواعده في أفعالهم هذه التي تمثّل خروجاً على الإسلام وتعاليمه، وارتباطاً بالجريمة والمجرمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 22 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 09/12/2009 م

23 ديسمبر 2009

فضل الله ناعياً منتظري:
أغنى المكتبة الفقهيّة الإسلاميّة، وفقده خسارة كبيرة

نعى العلّامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، المرجع الشّيخ حسين علي منتظري، ببيانٍ أشار فيه إلى أنّ الفقيد كان من الشخصيّات الفقهيّة والثّقافيّة التي ملأت المكتبة الفقهيّة والأصوليّة والفكريّة الإسلاميّة بالكثير مما يُغني السّاحة العلميّة.

وجاء في بيان نعي سماحته:

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

بمزيدٍ من الأسى تلقّينا نبأ وفاة آية الله الشيخ حسين علي منتظري، الّذي كان من العلماء المجاهدين الذين واكبوا الثّورة الإسلاميّة في إيران منذ بداياتها، وكان من الشخصيّات الفقهيّة الثقافيّة التي ملأت المكتبة الفقهيّة والأصوليّة والفكريّة الإسلاميّة بالكثير ممّا يُغني السّاحة العلميّة؛ ولذلك فإنّ خسارته هي خسارة كبيرة، وإنّنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه برحمته الواسعة، ويُسكنه الفسيح من جنّته، وأن يعوّض المسلمين عن فقده من ميدان العطاء العلميّ، وأن يُلهم ذويه الصّبر وعظيم الأجر؛ إنّه أرحم الرّاحمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 4 محرّم 1431 هـ الموافق: 21/12/2009 م
دعا للاحتفال بالسنة الهجرية وبعاشوراء إسلاميّاً ووحدويّاً
فضل الله يحذّر من الحديث الأميركيّ عن حربٍ سنّية ـ شيعيّة ويؤكّد أنّه يمثّل رغباتٍ يُراد لها أن تتحوّل إلى مخطّطات

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، خطورةً متصاعدةً في الحديث الأميركيّ والإسرائيليّ، وحتى العربيّ، عن سلاح المقاومة، ولكنّه اعتبر أنّ ثمة ملفّاً يفوق هذه الأحاديث خطورةً، يتمثّل في السّعي الحثيث لتحريك الفتنة المذهبيّة مجدّداً في الواقع الإسلاميّ، لتمتدّ إلى مواقع ومناطق جديدة خارج نطاق المناطق الحارّة التي تشهد عنفاً سياسيّاً وأمنيّاً.

وحذّر من الحديث الأميركيّ عن حرب سنيّة ـ شيعيّة، مؤكّداً أنّ ذلك يمثّل رغباتٍ يُراد وضع الآليّة العمليّة لها لتتحوّل إلى مخطّطات لها أتباعها ومحرّكوها. ودعا إلى الاحتفال إسلاميّاً ووحدويّاً بالسنة الهجرية الجديدة وبعاشوراء.

وجاء في بيان سماحته لمناسبة عاشوراء:

إنّنا نريد لعاشوراء أن تنفتح على التّاريخ الإسلاميّ، لتكون حركة إحيائها جزءاً من حركة إحياء النّهضة الإسلاميّة التي انطلقت من محطّة الهجرة النبويّة الشّريفة وغيرها من المحطّات، بحيث تكون هذه المحطّات والمناسبات انطلاقةً جديدةً لتركيز الإسلام وتعميق الوحدة الإسلاميّة على امتداد العالم الإسلاميّ، حتّى يحتفل المسلمون جميعاً بعاشوراء وبالهجرة النبويّة الشّريفة كمحطّتين أساسيّتين لتأصيل حركة الإسلام في الواقع، وحماية هذه الحركة على مستوى المستقبل.

إنّ علينا كمسلمين أن نتنبّه إلى ما يُحاك ضدّنا في أرضنا، وما يُحاك ضدّ الإسلام في العالم، لأنّ طغاة العالم ومستكبريه يخطّطون لمذابح كبرى تطاول المسلمين في بلادهم، لتسيل الدّماء كما سالت في عاشوراء، ولتتكرّر مأساة غزّة وغيرها من المآسي، في نطاق سعيٍ مستمرّ لحصار مواقع الممانعة والمقاومة في العالم الإسلاميّ... ولذلك، نرى الحديث الأميركيّ والإسرائيليّ، وحتى العربي ـ في بعض نماذجه ـ يتوالى عن سلاح المقاومة، وعن التّهديد الاستراتيجيّ الذي يشكّله هذا السّلاح على الكيان الصهيونيّ، من دون أن يتحدّث أحد عن المخاطر الكبرى المتمثّلة بالسّلاح النوويّ الإسرائيليّ، وبترسانات الأسلحة الأميركيّة التي تصل تباعاً إلى كيان العدو...

إنّنا، وعلى الرّغم من استشعارنا لهذه الأخطار، ولما يحيكه العدوّ ضدّ لبنان والمنطقة، نرى أنّ ثمة ملفّاً يفوق كلّ هذه الأمور، ويتمثّل في السعي الحثيث لتحريك الفتنة المذهبيّة مجدّداً في الواقع الإسلامي، والمراهنة على أن تكون شاملةً، وأن تمتدّ إلى مواقع جديدة خارج نطاق المناطق الحارّة التي تشهد عنفاً سياسياً وأمنياً.

إنّنا عندما نقرأ تصريحاً هنا أو هناك لمسؤول أميركيّ يتحدّث عن حرب سنيّة ـ شيعيّة، ويشير بالأرقام إلى البلدان الّتي يمكن أن تنطلق فيها شرارة هذه الحرب المزعومة، وإلى نقاط التوتّر المذهبيّ المفتعلة، والّتي تتغذّى من عناوين سياسيّة حرّكتها محاور دوليّة وجهات معروفة، ندرك أنّ القوم يتحدّثون عن رغباتٍ يسعون لوضع الآليّات العمليّة لها، لتتحوّل إلى مخطّطاتٍ لها أتباعها ومحرّكوها، وليتنفّس الكيان الصّهيونيّ الصّعداء على وقع هذه الفتن، وهو الّذي يتوجّس خيفةً ويتحدّث عن هواجسه وقلقه جرّاء "التّنسيق غير المسبوق" بين من يصفهم بـ"عناصر المحور الراديكاليّ"، ويعني بهم قوى المقاومة في لبنان وفلسطين ومواقع الممانعة في المنطقة.

إنّنا في الوقت الّذي نعرف أنّ الأرض لن تكون مفروشةً بالورود لمشروع الفتنة هذا، وخصوصاً أنّ الأمّة بدأت تتنبّه إلى من يحرّكونه، وتعرف أنّ العدوّ هو الّذي يختفي خلفهم، إلا أنّنا نؤكّد على القوى الحيّة في الأمّة، ضرورة العمل الجادّ، وعلى جميع المستويات، لحماية الوحدة الإسلاميّة، ومن بينها السّعي لحماية عاشوراء من كلّ خطط الجهل والغلوّ، لتكون موسماً إسلاميّاً وحدويّاً يجتمع فيه المسلمون بكافّة مذاهبهم وفئاتهم، لإعلان التمسّك بإسلامهم ووحدتهم، والتصدّي لكلّ محاولات زرع الفتنة فيما بينهم، أو تشويه صورة الدّين الحنيف الّتي تروّج لها وسائل إعلام مغرضة ومعادية، أو وسائل داخليّة متخلّفة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 3 محرّم 1431 هـ الموافق: 20/12/2009 م
السّقف الزّمني الّذي حدّده الأميركيّون للتّفاوض هو سقفٌ زمنيّ إسرائيليّ
فضل الله يحذّر من خطورة المواقف الأميركيّة ضدّ إيران والعالم الإسلامي

دعا العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، القيادة الإسلاميّة في إيران، إلى عدم الرضوخ للابتزاز الأميركيّ في مسألة التّفاوض مع الأميركيّين، مشيراً إلى أنّ السّقف الزّمني الذي حدّده الأميركيّون للتفاوض مع إيران هو سقف زمني إسرائيليّ، وأجندة إسرائيليّة جرى تحديدها من قبل المسؤولين الإسرائيليّين سابقاً، داعياً الشّعب الإيراني والقوى الحيّة في الأمّة إلى الوقوف مع إيران، لأنّ نجاح المحاور الاستكباريّة في ابتزاز إيران سيؤدّي إلى مضاعفة الضّغوط على الأمّة في كلّ مواقعها الحيّة.

أدلى سماحته بتصريحٍ تناول فيه التّهديدات الأميركيّة الأخيرة لإيران، وجاء في تصريحه:

إنّ الإصرار الأميركيّ على استفزاز إيران والتّعاطي معها بعقليّة الهيمنة الإمبراطورية في مسألة الملفّ النوويّ، ليس من شأنه أن يخدم التوجّهات العالميّة التي انطلقت من أكثر من موقع داعيةً إلى حلّ هذا الملفّ بالطرق الدبلوماسيّة، وهو على كلّ حال لن يخدم المصالح الأميركيّة نفسها، إذا كانت الإدارة الأميركيّة الديمقراطية تفكّر في إتباع أساليب جديدة للتّعاطي مع العالم الإسلاميّ.

ولذلك فالمسألة هنا لا تتصل بإيران وحدها، بل تتّصل بقوة الأمة وعزّتها وتوحّدها خلف قضاياها الأساسيّة، ولأن المحاور الدولية الاستكبارية إذا نجحت في ابتزازها وتهديداتها فسوف تضاعف من حجم ضغوطها واعتداءاتها لتطاول مواقع العزة والكرامة في الأمة كلها.

إنّنا نعرف أنّ الذي يدفع الأميركيّين إلى لغة الاستعلاء في مسألة الحوار والتّفاوض مع إيران، وإلى تحديد سقف زمني لذلك، هي إسرائيل، التي تحدّث مسؤولوها قبل أشهر عن ضرورة أن تقوم واشنطن بتحديد مهلة زمنية لا تتعدى نهاية العام الميلادي الحالي في مسألة التفاوض مع إيران حول ملفّها النوويّ السّلمي، قبل أن يتحدّث الناطق باسم البيت الأبيض قبل أيّام معلناً الالتزام، غير المباشر، بهذه المهلة.

ولقد بات واضحاً أنّ هناك خضوعاً أميركياً جديداً لكيان العدو، جرى تجسيده مؤخّراً في المناورات المشتركة، وفي دفع الحلف الأطلسيّ إلى التزام قواعد سبق للعدوّ أن حدّدها في مسألة التّعاون مع هذا الملفّ، وصولاً إلى الخطاب الأميركيّ التّهديديّ والمتصاعد ضدّ العالم الإسلاميّ، ومن بينها التّهديدات التي أطلقها "أوباما" مؤخّراً لإيران خلال جولته الآسيويّة، الأمر الذي يشير إلى أنّ الإدارة الديموقراطيّة عادت إلى القواعد السياسيّة الأميركيّة الثّابتة في تغليب مصالح العدوّ على المصالح الأميركيّة نفسها، تحت عنوان طمأنة إسرائيل وإقناعها تدريجيّاً بالسير في خطى العمليّة السياسيّة.

ونحن نعتقد أنّ هذا الانبطاح الأميركيّ أمام إسرائيل، ستكون له تداعياته الخطيرة على المنطقة العربيّة والإسلاميّة، وسيفسح في المجال أمام توتّرات جديدة قد تقود إلى عنف جديد ومتنقّل في أكثر من مكان، كما أنّ الاستراتيجيّة الجديدة للرّئيس الأميركيّ تجاه أفغانستان وباكستان، لها تداعياتها الأمنيّة المدمّرة في المنطقة، ولن تكون نتائجها في مصلحة الأميركيّين في نهاية المطاف، ولكنّها ستكشف تورّط الإدارة الجديدة أكثر، وسيرها على طريق سالفتها في مسألة العداء للمسلمين.

إنّنا أمام هذا الواقع، ندعو القيادة الإسلاميّة في إيران إلى اعتماد المواقف الحاسمة الّتي تصبّ في خدمة قضايا الأمّة، والّتي من شأنها تعزيز عوامل وعناصر القوّة فيها، وبالتّالي عدم الخضوع للشّروط الأميركيّة في الحوار والتّفاوض، وخصوصاً أنّه لا يستطيع أحدٌ أن يقدّم دليلاً على نزوع البرنامج النوويّ الإيرانيّ نحو التسلّح النوويّ.

وندعو الشّعب الإيرانيّ بكافّة فئاته وأطيافه إلى التّكاتف والتوحّد خلف قيادته، لإرسال رسالةٍ حاسمةٍ إلى المحاور الدّوليّة حول جدّيّة الموقف الإيرانيّ وتماسكه، وللتّأكيد أنّ ما يتّصل بالعنفوان الوطني والإسلاميّ غير قابل للمساومة.

وندعو قوى الممانعة في الأمّة إلى دعم إيران في هذا الموقف، لأنّ المسألة لا تتّصل بقوّة إيران فحسب، بل بقوّة الأمّة وتوحّدها خلف قضاياها، ولأنّ المحاور الدّوليّة الاستكباريّة إذا نجحت في ابتزازها وتهديداتها، فسوف تضاعف من حجم ضغوطها واعتداءاتها لتطاول مواقع العزّة والكرامة في الأمّة كلّها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 26 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 13/12/2009 م

13 ديسمبر 2009


فضل الله: أوّل محرّم الجمعة في 18-12-2009

أعلن العلاّمة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الجمعة الواقع فيه 18/12/2009م هو الأوّل من شهر محرّم الحرام وبداية السنة الهجريّة الجديدة المؤرّخة 1431هـ. وعليه، فيكون نهار الأحد الواقع فيه 27/12/2009م هو يوم عاشوراء، وتقام مجالس عاشوراء برعاية سماحته، ابتداءً من ليل الخميس الواقع فيه 17/12/2009م، في مسجد الإمامين الحسنين(ع) ـ حارة حريك، السّاعة السابعة مساءً.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 23 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 10/12/2009 م
استقبل الشّيخ يزبك ورئيس مجلس الأئمّة في السّويد
فضل الله يحذّر من سعيٍ صهيونيّ لتعقيد العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين في الغرب

حذّر العلاّمة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، من أنّ الوجود الإسلاميّ في أوروبّا مستهدفٌ من الصّهيونية العالميّة واللّوبي الصّهيوني، مشيراً إلى سعيٍ دائم لهذا اللّوبي لتعقيد العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين في الغرب، داعياً الجاليات الإسلاميّة إلى تنظيم صفوفها، وتوحيد كلمتها، ونبذ كلّ أساليب التّفرقة المذهبيّة، والانخراط في عمليّة الدّفاع الحضاريّ عن الإسلام.

استقبل سماحته، عضو شورى حزب الله الشّيخ محمّد يزبك، الذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته.

كذلك استقبل سماحته رئيس المعهد السّويدي للديمقراطيّة والحوار، ورئيس مجلس الأئمّة في السّويد، الدّكتور إحسان موسى، يرافقه الأستاذ يحيى أبو زكريّا، حيث جرى التّداول في أوضاع الجالية الإسلاميّة في أوروبّا والبلاد الإسكندنافيّة.

وشدّد سماحة السيّد فضل الله على أن يقوم المسلمون في أوروبا بالدّور المطلوب منهم في تقديم الصّورة الحضاريّة الحقيقيّة للإسلام، في مواجهة محاولات التّشويه المستمرّة التي يتعرّض لها، مشيراً إلى وجود أجهزةٍ سياسيّةٍ وإعلاميّةٍ في الغرب بدأت تسخّر كلّ إمكاناتها لمحاصرة الوجود الإسلاميّ هناك، تحت عناوين تتّصل بالاندماج والانصهار واحترام القوانين.

وحذّر سماحته من النّشاط المتزايد للصّهيونيّة العالميّة واللّوبي الصهيوني الهادف إلى تعقيد العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين في الغرب، وإحداث مشاكل سياسيّة وأمنيّة من شأنها التّأثير سلباً في هذه العلاقات، مشيراً إلى أنّ الوجود الإسلاميّ في أوروبّا بات وجوداً مستهدفاً، ولذلك فإنّ محاولات التّخويف من الإسلام والتّهويل عليه في دول الاتحاد الأوروبي على وجه التّحديد، ستتواصل بوتيرةٍ متصاعدة، وبأساليب متعدّدة. والمطلوب من المسلمين في هذه البلدان، تنظيم صفوفهم، وتوحيد كلمتهم، ونبذ كلّ أساليب التّفرقة المذهبيّة، والانخراط في عمليّة الدّفاع الحضاريّ عن الإسلام بالأساليب العلميّة والثّقافيّة والإعلاميّة، ليتحمّل كلٌّ مسؤوليّته بحسب طاقاته وإمكاناته.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 23 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 10/12/2009 م

استقبل السفير السعودي في لبنان حاملاً تحيات الملك عبد الله بن عبد العزيز
فضل الله: للعمل على استقرار المنطقة العربيّة والإسلاميّة، والتصدّي لمحاولات زرع الفتنة بين المسلمين

شدّد العلّامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على ضرورة العمل للحفاظ على أمن المنطقة العربيّة والإسلاميّة واستقرارها، وخصوصاً منطقة الحجاز والمملكة العربية السّعودية، كونها منطقة الحجّ والعمرة، مؤكّداً ضرورة استمرار السّعي للوحدة الإسلاميّة، والتصدّي لكلّ المحاولات الخارجيّة الساعية للإيقاع بين السنّة والشّيعة، مبيّناً أنّ من أبرز عوامل رسوخ الاستقرار والأمن هو وحدة البلد الدّاخليّة وتطوير علاقاته بالمحيط العربيّ والإسلاميّ.

كلام سماحته جاء خلال استقباله سفير المملكة العربيّة السعوديّة في لبنان، علي عوض العسيري، حيث كانت جولة أفق في تطوّرات الأوضاع اللّبنانية، وفي ملفّ العلاقات العربيّة ـ العربيّة، والتحدّيات التي تواجه الأمّة العربيّة والإسلاميّة في المسألة الفلسطينيّة على وجه التّحديد.

وقد أكّد سماحة السيّد فضل الله، أنّ المملكة العربيّة السعوديّة التي هي بلد الحرمين الشّريفين، ومهد الإسلام، والموقع الذي انطلقت منه الرسالة الإسلاميّة إلى العالم، لا بدّ من أن تواصل حركتها في السّعي لتوحيد صفوف المسلمين داخل المملكة وخارجها، وأن تتصدّى للجهات التكفيريّة التي تحاول شقّ صفوف المسلمين، وتشويه صورة الإسلام.

وشدّد سماحته على أنّ ما يهمّنا هو استقرار المنطقة العربيّة والإسلاميّة، وخصوصاً منطقة الحجاز التي هي منطقة الحجّ والعمرة، التي لا بدّ من أن تكون آمنةً مستقرّةً وعامرةً بأهلها وبالحجيج الذين ينطلقون إليها من سائر أنحاء العالم.

أضاف: إنّ من بين العوامل الأكثر رسوخاً في مسألة الاستقرار، ما يتّصل بوحدة البلد من الدّاخل، وبالعلاقات الإسلاميّة ـ الإسلاميّة، والإسلاميّة ـ العربيّة، وعلى الجميع أن يعمل لحفظ هذه العلاقات وتعزيزها وتطويرها، بما يؤمِّن الحماية للواقع العربيّ والإسلاميّ كلّه، ويقطع الطّريق على كلّ المحاور الخارجيّة، والمواقع الاستكباريّة السّاعية للإيقاع بين المسلمين، وإحداث فتنة بين السنّة والشّيعة.

وأكّد سماحته ضرورة أن تواصل المملكة العربيّة السعوديّة سياسة الحوار والانفتاح على المستوى العربي، وخصوصاً مع الجمهوريّة السوريّة، ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على القضايا العربيّة عموماً، وعلى القضيّة الفلسطينيّة والمسألة اللّبنانية خصوصاً، مشدّداً على دعم الشّعب الفلسطيني في مواجهة سياسة التّهويد الإسرائيليّة، وإعانته لإعادة توحيد صفوفه من خلال دعم مسيرة الحوار الفلسطينيّة ـ الفلسطينيّة بكلّ الوسائل المتاحة.

من جهته، نقل السّفير السّعوديّ إلى سماحة السيّد فضل الله، تحيّات الملك عبد الله بن عبد العزيز، والمسؤولين في المملكة العربيّة السعوديّة، مشدّداً على حاجة الأمّة إلى علماء واعين منفتحين، وعاملين للوحدة بين المسلمين.

كما أكّد السفير السعوديّ أنّ المملكة العربيّة السعوديّة ستواصل العمل الدؤوب لحماية استقرار لبنان ووحدته وسيادته وتلاحم اللّبنانيين، مشدّداً على ضرورة حفظ التنوّع اللّبناني بما يمثّله من صورة حضاريّة في المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 26 شعبان 1430 هـ الموافق: 17/08/2009 م

5 ديسمبر 2009

فضل الله يدعو لموقف عربي واسلامي لكسر حلقة الضغوط على ايران

دعا العلامة اللبناني السيد محمد حسين فضل الله في صلاة الجمعة اليوم الى موقف عربي واسلامي موحد لكسر حلقة الضغوط على الجمهورية الاسلامية الايرانية.

افاده مكتب العلامه فضل الله ان سماحته انتقد في خطبتي صلاة الجمعة اليوم من على منبر مسجد الامامين الحسنين(ع) في حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت, "استراتيجية الرئيس الامريكي باراك اوباما بإرسال ثلاثين ألفا من جنوده إلى أفغانستان بما يبشّر بمزيد من سفك دماء المسلمين في أفغانستان واستمرارا للاحتلال تحت عناوين واهية تتصل بالحرب على الإرهاب ".
كما دعا "لموقف عربي واسلامي لكسر حلقة الضغوط على الجمهورية الاسلامية الايرانية "، مضيفا ان "الهدف من ذلك تطويق كل من يقف مع الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة وكل من يسعى لتعزيز عناصر القوة في الأمة علميا وميدانيا ".
وفيما يتعلق بالقدس, دعا العلامة فضل الله الأمة إلى تحمل مسؤولياتها الكبرى تجاه الاخطار المحدقة بمدينة القدس المحتلة, لافتا الى ان "الامة مقصّرة تجاه القدس القضية والعاصمة والرمز ".
وشدد "على الفلسطينيين ألا يسقطوا في فخ الاسترخاء أمام الوعود الدولية لأن التجارب الماضية لا تزال نتائجها مدوية أمامهم والحاضر لم يبشر إلا بما هو أسوأ منها ".
وقال السيد فضل الله ان "العدو يواصل تغيير معالم القدس والضفة الغربية بالمزيد من الاغتصاب لبيوت الفلسطينيين وطردهم منها وسحب الهويات من المقدسيين ".
وفي الشأن اللبناني، طالب السيد فضل الله "لاخراج المقاومة من باب السجال "، مستغربا "اصرار البعض على التداول بموضوع المقاومة في ظل تهديد العدو لها وللوطن "، داعيا "لتحصين الوحدة السياسية الداخلية داخليا التي يمثل الجيش اللبناني إلى جانب المقاومة موقع الحماية الأول لها ".

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 19 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 6/12/2009 م
في تعليقٍ على الاستفتاء السويسريّ حول منع المآذن في سويسرا
فضل الله: التّحريض المتواصل ضدّ المسلمين في الغرب يعود بالضّرر على غير المسلمين

نبّه العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، إلى الحملة الدّعائيّة التي استهدفت إثارة الرّأي العام السويسريّ، بهدف تقديم صورة مشوّهة ومخيفة عن الإسلام والمسلمين، داعياً الغربيّين إلى القيام بدراساتٍ اجتماعيّةٍ ميدانيّةٍ للتعرّف أكثر إلى المسلمين، مشيراً إلى أنّ التّحريض المتواصل الهادف إلى إيجاد حالةٍ من العنصريّة في الغرب ضدّ المسلمين، من شأنه أن يعود بالضّرر على غير المسلمين، محذّراً من وجود عملٍ منتظم منذ أحداث 11 أيلول لإيجاد هوّة مصطنعة بين المسلمين ومواطنيهم في البلدان الغربيّة.

كما حذّر سماحته المسلمين من أن يندفعوا باتّجاه العنف تحت وطأة ذلك، داعياً إيّاهم إلى أن ينطلقوا ليكونوا إيجابيّين مع مواطنيهم السويسريّين، حتى مع الّذين صوّتوا لصالح قرار منع المآذن في سويسرا.

وكان سماحته أصدر بياناً حول مسألة الاستفتاء الّذي أُجري في سويسرا، تناول فيه منع المسلمين من بناء المآذن فيها. وجاء في البيان:

بالأمس، صدرت نتائج استفتاءٍ أجري في سويسرا حول منع المسلمين من بناء المآذن، وهم الّذين يمثّل دينهم ثاني الدّيانات فيها بعد المسيحيّة، وقد جاءت النّتائج المعلنة للاستفتاء مرجّحةً المنع بنسبة وصلت إلى 59%.

وإنّنا في الوقت الّذي نؤكّد احترام رأي الشّعب السويسريّ في ضوء احترامنا لحرّية التّعبير تجاه أيّ شأنٍ من الشّؤون المتّصلة به، نثير أمامه وأمام الرأي العامّ العالميّ وأمام المسلمين عدداً من النّقاط في حوارٍ هادئٍ موضوعيّ وعقلانيّ:

أوّلاً: لعلّ من الواضح أنّ الحملة الدّعائيّة الّتي استهدفت إثارة الرّأي العامّ السويسريّ خلطت بين عدّة أمور، من الواضح أنّها تقدّم صورةً مشوّهةً ومخيفةً عن الإسلام والمسلمين، حيثُ صّورت المرأة المسلمة بصورة الكائن الرّافض للتعامل مع المجتمع، كما صوّرت المآذن كأنّها صواريخ منصوبة على امتداد الأرض السويسريّة؛ في الوقت الذي يعرف الشعب السويسري المسلمين الذين يعيشون معه في الشارع وفي المؤسّسات والمدارس والجامعات والإدارات وفي سائر مرافق المجتمع، ويرون بأمّ العين أنّ المسلمين ليسوا واحداً في أنماط تعبيرهم عن تديّنهم، كما أنّ الغربيّين ليسوا واحداً في أفكارهم وأنماطهم، فهناك اليمين المتطرّف، وهناك المعتدل، وهناك العقلاني، وهناك المتعصّبون، وما إلى ذلك ممّا لا يخلو منه شعب أو أمّة. لذلك، فإنّه ليس من المنطقيّ أن يخضع الشّعب هناك لتأثيرٍ دعائيّ يعكس صورةً نمطيّةً ليست مطابقةً للواقع بهذه الشّموليّة.

ثانياً: إنّنا ندعو الغربيّين إلى القيام بدراساتٍ اجتماعيّةٍ ميدانيّةٍ للتعرّف أكثر إلى المسلمين، في عاداتهم وتقاليدهم، بهدف إدراك أنّ الشّريحة الأوسع من المسلمين هي الشّريحة التي تعيش مواطنيّتها بشكلٍ حضاريّ وإنسانيّ، وتساهم في إنماء الوطن إلى جانب سائر المواطنين، وهي الفئة التي يهمّها تعزيز السّلام الداخلي انسجاماً مع تعاليم الإسلام الّتي تؤكّد على الانفتاح والتواصل والرحمة؛ لأنّنا نكاد نلمس أنّ هناك عملاً منتظماً منذ أحداث 9 سبتمبر الشّهيرة، لإيجاد هوّة مصطنعة ـ إلى حدّ كبير ـ بين المسلمين ومواطنيهم في بلدانهم الغربيّة. وهذه نقطة ينبغي وعيها بدقّة؛ لأنّ المسلمين باتوا جزءاً لا يتجزّأ من البلدان التي يعيشون فيها.

ثالثاً: إنّ التّحريض المتواصل الهادف إلى إيجاد حالة من العنصريّة في الغرب ضدّ المواطنين المسلمين، من شأنها أن تعود بالضّرر على غير المسلمين؛ لأنّها تعني ـ في ما تعنيه ـ تحويل السلام المجتمعيّ إلى حالٍ من التوتّر النفسي الذي تشعر من خلاله فئة من الشّعب بالتهميش والاستضعاف في مقابل فئةٍ أخرى تعتبر نفسها في موقع المتسلّط والمستكبر، وهذا من شأنه أن يقسّم المجتمع. ونحن نعرف أنّ انقسام أيّ مجتمع هو مهدِّد رئيس للوئام الّذي هو القاعدة الرّئيسة لإدارة حركة التطوّر والتقدّم والازدهار.

وفي هذا المجال، فإنّنا نعبّر عن خشيتنا من توظيف نتائج هذا الاستفتاء في إصدار قراراتٍ سوف تؤدّي حكماً إلى تعكير الأجواء وتأزيم العلاقات المجتمعيّة، وخصوصاً أنّها تأتي بعد موجات عنصريّة انطلقت في أكثر من بلدٍ أوروبّي، كما حدث في ألمانيا من قتل امرأةٍ مسلمةٍ في قلب المحكمة، وفي بريطانيا من قتلٍ لمواطن قطريّ مسلم بدافع عنصريّ خالص، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة منسوب الكراهية الغربيّة ضدّ الإسلام والمسلمين، ليُصار إلى تعميمه في بقيّة البلدان الأوروبّية، وهذا من شأنه أن يهدّد مسار العلاقات الإنسانيّة التي نحرص عليها بين الشّعوب جميعاً، كما يترك علامات استفهام حول طريقة إدارة الغربيّين لمسألة حرّية المُعتقد والعبادة للمسلمين في بلدانهم الأوروبّية والغربيّة عموماً.

رابعاً: إنّ المئذنة بحدّ ذاتها لا تمثّل ثابتاً أساسيّاً من ثوابت الحالة الدينيّة لدينا. فالله سبحانه جعل لنا الأرض كلّها مسجداً يُمكن للإنسان أن يصلّي عليها؛ لأنّ الله لا يحدّه مكان. وقلب المؤمن يملك قابليّة الاتّصال بالله تعالى بمعزلٍ عن الجغرافيا والبناء، ولكنّ الخلفيّات الكامنة وراء الحملة الدعائيّة السلبيّة لا تتّصل بمسألة البناء بحدّ ذاتها، بل بأكثر من بُعدٍ نلمس فيه حملةً تشويهيّةً تخويفيّةً يُمكن أن تستتبع قوانين أخرى تعمل على التضييق على المسلمين في بلدهم. ولذلك، لا بدّ للمسلمين من العمل الهادئ والموضوعيّ، وإدارة علاقاتهم مع الأفراد والجهات الفاعلة من جهة، والارتكاز على قوانين البلد من جهةٍ أخرى، وذلك بهدف تعديل الموقف العامّ وتحصينه من أيّة قرارات متطرّفة، بما يضمن تكريس مبدأ حريّة ممارسة الشعائر الدينية، ويحدّ من انحراف موقف الرأي العامّ في المستقبل في اتّجاه أكثر سلبيّةً تجاه أمور جوهريّة تتعلّق بالمسلمين.

خامساً: ينبغي على المسلمين الحذر من دفعهم باتّجاه العنف أو باتّجاه اعتبار أنفسهم دخلاء في بلدانهم التي يحملون جنسيّتها، بل إنّ عليهم أن ينطلقوا ليؤكّدوا حضورهم الفاعل في كلّ مستويات المجتمع، وأن يكونوا إيجابيّين مع مواطنيهم السويسريّين، حتّى مع الذين صوّتوا لصالح المنع، فإنّ الموقف السلبيّ اليوم قد يتحوّل موقفاً إيجابيّاً غداً؛ وذلك عندما يؤكّد المسلمون صورتهم الحضاريّة في مقابل الصورة السلبيّة التي يُراد فرضها على الشعب السويسري عبر الدعاية والإعلام. وعلى المسلمين جميعاً أن يعرفوا أنّ الإدارات، ولا سيّما المتطرّفة منها، لا تملك هامشاً كبيراً في تحدّي وجود المسلمين إلا بالمقدار الذي يُدفَع فيه المسلمون إلى الاتّجاه غير الحضاريّ، بما يؤكّد الدعاية بالفعل في البلدان التي يتواجدون فيها.

أخيراً: إنّنا نوجّه نصيحةً إلى الإدارات الغربيّة، أن لا تنزلق إلى ما كان الغرب يعيب عليه الشّرق ـ في كثيرٍ من أوضاعه ـ وهو مواجهة أيّ حالة حذر أو خوف من المسلمين من خلال القوانين المتعسّفة التي تبتعد كثيراً عن قيم الحرّية والعدالة؛ لأنّ قيمة الحضارة الغربيّة، بل كلّ الحضارات، هي بمقدار ما تتحرّك وفق هذه المبادئ، وأنّ بداية انحدارها هي عندما تتحرّك في الواقع ضدّ ما هو معلن عندها من مبادئ وقيم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 13 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 30/11/2009 م

اتصالات مطمئنة إلى صحة المرجع فضل الله أبرزها من نصر الله والحريري ولحود

تلقى سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، اتصالاً من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اطمأن خلاله لصحته في أعقاب عملية القسطرة في الشرايين التي أجريت له، وكانت مناسبة للتداول في الأوضاع العامة.

وتلقى سماحته مزيداً من الاتصالات المطمئنة من رئيس الجمهورية السابق إميل لحود ورئيس الحكومة سعد الحريري، ومفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، والنائب روبير غانم، ونائب رئيس غرفة التجارة في بيروت محمد لمع، ووزير التربية الدكتور حسن منيمنة، والعلامة الشيخ حسن طراد، والعلامة السيد عبد الله الغريفي من البحرين، والسيد حسن النوري من النجف.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 09 ذو الحجة 1430 هـ الموافق: 26/11/2009 م