17 أغسطس 2010

السيد السندي:
مثل الراحل ابرز مرجعية للإسلام الحركي بعد الخميني والصدر



لولا الهجمة الكبيرة التي نالت منه ما نالت لكان الشخصية الابرز على المستوى الاسلامي

قال رجل الدين البحريني السيد مرتضى السندي في حفل التأبين الذي أقامه مأتم قرية المرخ أن الراحل هو رجل العطاء والاب الحاني والعطوف والمفكر والمرجع الاسلامي الكبير .

وأضاف السندي: لم اكن اشأ ان اقف هذه الوقفة مؤبناً لهذا الرجل العظيم ولكن ﴿ كل نفس ذائقة الموت هذا هو مصير كل من على الارض .

وقال السندي إن غياب الراحل عن الساحة الاسلامية مثَّل وسيمثِّل فراغاً اسلاميا كبيرا على جميع الاصعدة الثقافية ،والفكرية، والسياسية ، والفقهية ، والوحدوية.

مضيفاً : كانت مساهمات السيد كبيرة جدا وخصوصا في بعد "الاسلام الحركي" فهو يمثل ابرز مرجعية نظّرت الى الاسلام الحركي بعد رحيل الامام الخميني والشهيد الصدر (قدس سرهما)فقد كان السيد في الجبهة الامامية في مواجهة الاستكبار العالمي المتمثل في امريكا واسرائيل .

واعتبر السيد مرتضى السندي أن المرجع فضل الله هو الرجل الاول في دعم الوحدة الاسلامية ، والرجل الاول الذي تصدى لابواق الفتنة على الصعيد المذهبي لأنه كان يعتقد بأن المستفيد الاول والاخير هو الاستكبار العالمي وأعداء الاسلام من هذه الفتن.

ويضيف: كان رجل الحوار الاول على مستوى العالم الإسلامي ، فقد كانت كلمته المشهورة "الحقيقة بنت الحوار"، وكان يقول معلما للأجيال أدب الحوار: انا على صواب احتمل الخطأ ، ورأي الاخر خطأ يحتمل الصواب .. كان الداعي الى الحوار الاسلامي الاسلامي ، والحوار الاسلامي المسيحي ، كان مظلة للجميع بلا استثناء ، رفض ان يأسره حزب او تحده بلاد،كان ابا للجميع على امتداد الارض طولا وعرضا شيعة وسنة ومن كل الطوائف .

ويضيف السندي : لولا الهجمة الكبيرة التي نالت منه ما نالت لكان الشخصية الابرز على المستوى الاسلامي ، كان يعض على جراحه وآلامه ،وكان يخفي الجراح لكي لا يتأذى محبوه ,ولا يفرح اعداء الاسلام أعداؤه .

فكان يقول : "إني لا أحمل في قلبي حقدا على احد ..احبكم جميعاً..لأننا نعيش معاًمن أجل الاخوة في الله، ومن أجل أن نتعاون على أن يكون الحب للجميع .. أن نحب كل الناس ..أن نحب الذين يتفقون معنا لنتعاون معهم ، ونحب الذين يختلفون معنا لنتحاور معهم ".

وكان يقول :"الحياة قصير قصيرة ، ولكن لنجعلها عميقة عميقة وواسعة واسعة ، وذلك بأن نجعلها كلها لله.

ويضيف: لقد كان همه الرسالة ، فلا تكاد تجلس معه ، او تستمع اليه ،أو تقرأ له إلا وأوصى بالرسالة المحمدية. كان يقول "ان علينا ان نعيش حالة طواريء ثقافية ، فإن الكفر كله برز للاسلام كله . إن معركتنا اليوم هي معركة الوعي"

لاننا اذا تسلحنا بسلاح الوعي لن يستطيع العدو اضعافنا او هزيمتنا ، ولن يستطع تفريقنا لكي يسود بيننا .كان يرى إن اخطر ما يخاف منه على الحالة الاسلامية هو انتشار العصبية الجاهلية بين المؤمنين.

فكان يقول: ونحن نرى أن فشل الاحزاب وخصوصاً في الشرق إنما هو بسبب أنها تنطلق في البداية من فكرة ، ثم ترتبط بشخص أو تجمع أو اطار ، فأولاً كان المضمون ثم الاطار ، فيذهب المضمون ويبقى الاطار ، ونبقى نرتبط بالاطار بعيدا عن الصورة الحقيقية, ومشكلة العصبية هي الاستغراق بإطار معين يحاط بهالة من العصمة ، وليس له اي اساس من العصمة.

وقال السندي : في لقاء لي مع احد الشخصيات البارزة كان يقول: ان السيد فضل الله نجح في تربية مريديه على حسن الاختلاف وتقبل الآخر وسعة الصدر ، الامر الذي صعب على الكثير من القيادات الاسلامية وغير الاسلامية.

واضاف السندي بأن الراحل كان يقول في تفسيره للاية الكريمة ﴿ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرينَ آل عمران(144).
أنها تأكيد قرآني على أحد المبادئ الإسلامية الإيمانية، و هو أن غياب القيادة، مهما كانت عظيمة، لا يوقف المسيرة و لا يلغي الرسالة- المبدأ، لأن عظمة القائد في حساب الرسالات لا تجمدها عند حدود حياته لتنتهي بانتهاء حياته، بل تمثّل- بدلا من ذلك- خطوة أولى نحو الانطلاقة المستمرة في الدرب الطويل، و مرحلة متقدّمة من مراحل العمل، ثم تتبع الخطوة خطوات على الطريق، و تنطلق المراحل الجديدة على درب المرحلة القديمة ...
فالرسالة هي الأصل و القاعدة، و القيادات المتتابعة تمثل دور الحملة لها، فقيمتهم بمقدار ما يقدمون لها من خدمات و تضحيات، و عظمتهم بقدر ما يواجهونه من مواقف الصدق و الإخلاص، الأمر الذي يلغي من المسيرة عبادة الشخصية التي توحي بأن الشخص هو الأساس و الرسالة شأن من شؤونه و ميزة من ميزاته"من وحي القرآن ج6 ص293.

واختتم السندي : رحمك الله يا سيد الوعي ايها الراحل العزيز رحلت جسدا وبقيت فكراً ومنهجاً للوعي في زمن الظلام الفكري والتعصب المذهبي والحزبي.

ليست هناك تعليقات: