21 أغسطس 2010

المقاومة والحوار في فكر العلامة المرجع فضل الله على قناة الكوثر الفضائية




ضمن برنامج مرايا الفكر الذي يقدمه الاعلامي علائي رضائي استضاف في حلقة يوم الثلاثاء 10/08/2010 نجل الراحل السيد جعفر فضل الله من بيروت والشيخ حسن التريكي من لندن والدكتور علي عقلة عرسان من دمشق ، وكان عنوان الحوار: المقاومة والحوار في فكر وممارسة المرجع العلامة فضل الله .

وقال مقدم البرنامج : «لن نبالغ اذا قلنا ان حالة الانفتاح على الآخر شخصا كان او جماعة، نهجا كان او معتقدا تمثلت على اقصى مداها مع المرجع الراحل العلّامة محمد حسين فضل الله (رحمة الله عليه) ».

وأضاف: «هذا الانفتاح والحالة الحوارية التي جعلت البعض يتهمه بتغييب المبدئية ومحاولة تمييع العقيدة غافلين عن ان الحوار والاستماع الى الآخر والقبول به دون القبول بآرائه تعد من الثوابت الاساسية في فكر وعقيدة المرجع الراحل، افكار وعقائد جاءت مدعومة بقراءة خاصة للنص المقدس والتاريخي ودراسة للواقع المعاصر افضت الى عملية دائبة من البحث عن نقاط الالتقاء وطرق التعامل مع الآخر، لا الاصرار على نقاط صدام وما ينتهي الى الصراع، وقد ترك هذا النهج التقريبي والوحدوي تأثيرات كبيرة في ساحة متلونة ومتشابكة مثل الساحة اللبنانية فأسس لقاعدة المقاومة تجاوزت العديد من الاطر المذهبية والقومية لتتحول الى حالة انسانية جماهيرية وجدانية استقطبت قلوب ومشاعر كثيرين في المنطقة والعالم ».

ثم تحدث العلامة السيد جعفر فضل الله أن الراحل كان أباً للأمة فقد كان رساليا انطلق في مدى الاسلام الواسع حاملا هم اطلاق الاسلام الحضاري الى العالم كله.

مضيفاً أن السيد انطلق وكما هو واضح للكثيرين ليؤصل لفكرة الحوار من خلال القرآن الكريم.

ثم عرج الدكتور علي عقلة عرسان عن المناخ الذي كان فيه المرجع الراحل، قائلا: «اولا هو مؤمن هو يستند الى القرآن والى السنّة، ثم انه ابن النجف الذي فيه الحوار والحجة والبرهان والمنطق وتقديم الذات وقبول الآخر، ثم انه ابن بيت فيه السيد عبد الرؤوف فضل الله الذي كان منفتحا على الحوار، مقبلا على الآخر، مؤمنا بحقه في الحياة وايضا شرّب هذا المعطى الايماني والعقلي والفكري لابنه وتشربه السيد محمد حسين فضل الله بعقل مفتوح وقلب مؤمن، ثم ان لبنان بحد ذاته بيئة اجتماعية لابد فيها للحوار من ان يأخذ دورا واسعا ومؤسسا ومؤثرا، ثم ان السيد فضل الله وجد نفسه في عصر اصبح فيه العالم قرية منفتح على الآخر والآخر منفتح عليه ومن ثم لابد من سبيل الحوار ولكن الحوار للدفاع عن موقف ولتوصيل فكرة ولبث آراء وافكار ورؤى يمكن ان تساهم في توضيح الامور وتقريب الناس من بعضهم بعضا ولا يفرط في التوحيد ولا يفرط في ثوابت الايمان ».

اما الشيخ حسن التريكي فقد قدم في بداية حديثه التعازي بفقد الوالد و الاب المربي آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدس الله نفسه، والذي واقعا ترك فراغا كبيرا على الساحة الاسلامية وساحة الحوار الاسلامي.

وأضاف: «وعندما نتحدث عن الحوار واقعا فاننا نتحدث فعلا عن فارس الميدان في هذا المجال فكما تعلمون ان كثير من مؤلفات الفقيد توجهت الى هذا الجانب جانب الحوار فله كما نعلم الحوار في القرآن واسلوب الدعوة في القرآن، وآفاق في الحوار المسيحي الاسلامي، واحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة، هذه بعض العناوين وحوارات في الفكر والسياسة والاجتماع، هذه بعض العناوين ».

وقال التريكي: «ان ما استطاع او ما تميز به الفقيد الراحل السيد فضل الله قدس الله نفسه في مسألة الحوار هو الجانب العملي والتطبيقي، قد يكون هناك الكثيرون ممن كتب في الحوار ومناهج الحوار في القرآن وفي الاسلام ولكن قليلون هم الذين نجحوا في هذا الجانب من الناحية العملية، هذا اولا، والنقطة الثانية ان الفقيد الراحل قدس الله نفسه السيد فضل الله استطاع ان ينفتح بفكر الحوزة العلمية وبفكر اهل البيت عليهم السلام ان ينفتح به على الآخر المطلق ليس فقط الآخر المسلم وانما الآخر حتى غير المسلم ولذلك هو واقعا انطلق برسالة الاسلام الانسانية لانه الاسلام هو رسالة انسانية، يخطئ كثير من المسلمين للاسف فيظن ان هذه الرسالة هي خاصة بمجموعة من الناس تسمى بالمسلمين وهذا غير صحيح، الاسلام هو دين الهي جاء للانسانية كل الانسانية لكل انسان مخلوق لله سبحانه وتعالى على هذه الارض هو مخاطب بالاسلام وهو مستهدف بالاسلام وهو مأمور باتباع الاسلام ».

وحول بعض الجهات التي لم يستطع الراحل الحوار معها ، قال التريكي: «وكما يقول اهل الفلسفة والمنطق هذا العجز المتصور هو لقصور في القابل وليس في الفاعل، ليس السيد هو الذي عجز ان ينفذ الى الآخر وانما الآخر الذي انغلق على نفسه ولم ينفتح على السيد ولم يتحمل ان ينفتح على السيد هو الذي تسبب في هذا الانغلاق ولذلك هذه الجماعات او المجموعات الفكرية التي تغلق باب الحوار ولا تؤمن بالحوار مع الآخر هي في واقع الامر لا تضر الآخرين وانما تضر نفسها بالدرجة الاولى لان هذا الذي يغلق الابواب على نفسه ولا يقبل ان يحاور الآخرين واقعا هو يحكم على نفسه بالموت ويحكم على نفسه بالتقوقع والتشرنق داخل طائفته او مجموعته او حزبه ولذلك نقول الفقيد الراحل قدس الله نفسه لم يعجز عن الانفتاح ولكن هناك جهات هي لم تكن قابلة ان تنفتح لم تكن مستعدة للانفتاح ولذلك لم يستطع ان ينفذ اليها لانها اصمت اذانها واستغشت ثيابها واصروا واستكبروا استكبارا، السيد كما قلت كان ناجحا في الجانب العملي ».

وفي ختام البرنامج اكد السيد جعفر فضل الله على أن الحوار ليس هو حركة لتمييع الذات بل الحوار هو حركة لتأكيد الذات والذات اذا لم تكن لها قناعات لا تستطيع ان تحاور.

لمشاهدة الحلقة

http://alkawthartv.ir/oldsite/Arshive-alkawthartv/2010-08/3.SHANBE/10august/maraya.htm

ليست هناك تعليقات: