22 أغسطس 2010

الهيئة النسائيّة في المبرّات تنظّم حفل إفطارها السنويّ:
السيد علي فضل الله: الأمن الأسريّ مهدّد في مجتمعنا في ظلّ اختلال الأدوار


أقامت الهيئة النسائية في جمعية المبرّات الخيرية حفل إفطارها السنويّ في القاعة الكبرى لمجمع مبرة السيدة خديجة الكبرى وثانوية الكوثر على طريق المطار، بحضور فعاليات نسائيّة اجتماعيّة وتربوية وثقافية وإعلامية.

بداية الاحتفال، آي من القرآن الكريم، تلتها إحدى تلميذات المبرّة، وكلمة الهيئة النسائية، ألقتها رئيستها فاديا دياب، شكرت فيها "الذين ساهموا ويساهمون في بناء ورفد مسيرة جمعيّة المبرات الخيريّة، من كافلي الأيتام، والباذلين من عطاءٍ ماليّ ومعنويّ، ووزارة الشؤون الاجتماعيّة، وكل أهل الخير في لبنان وخارجه، خصوصاً ممن يتابعون بناء المؤسَّسات وتجهيزها".

بعد ذلك، كانت كلمة لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله، عرض فيها لمواقف سماحة السيد(رض) من المرأة، قائلاً: "ما أشدّ حاجتنا اليوم إلى تحلّي المرأة بدورها، ولكن ليس أيّ دور، بل الدّور الحقيقيّ الّذي يكشف عن الجوهر الإنسانيّ لديها، لأنّ المشكلة هي في الكثير من الأدوار التي تسقط على المرأة، والّتي قد تحطّ من شأنها أو تربكها، أو تحوّلها عن وجهتها دون أن تدري".

وأضاف: "المشكلة التي نعاني منها اليوم، وتتأثّر بها المرأة عن قصدٍ وعن غير قصد، هي مشكلة الهويّة: ضياعها، وضبابيّة المفاهيم حول الكثير من قضاياها. ومشكلة عدم الرّضا والتحلّي بالقناعة، وذلك بسبب ما يقدّم لها من معايير مصنّعة، مقنّعة، تطال الشّكل ولا تأبه للمضمون الدّاخليّ، بل تسخّف هذا المضمون في الكثير من الأحيان وتسعى للنّيل منه. أضف إلى ذلك، مشكلة عقليّة الرّجل والمؤسَّسات التي لا تزال مكبّلةً بالأعراف وبالذّهنيّة الشّرقيّة، لا بالدّين والقيم وما جاءت به الرّسالات السّماويّة".

ورأى سماحته أنّنا بحاجة إلى من يتصدّى لكثيرٍ من القضايا الملحّة التي نعاني منها جميعاً، وإحدى هذه القضايا هي الأمن الأسريّ في مجتمعنا. فالأسرة تعاني مخاطر جمّة، حيث تفتقد حقّها الطّبيعيّ والفطريّ بالأمن في ظلّ اختلال الأدوار، وإيكال مسؤوليّة التّربية والتخلّي عنها قهراً أو إرادياً إلى أطراف أخرى، أبرزها الخادمات ووسائل الاتّصال". وقال: "تفتقد الأسرة أمنها بسبب الأوضاع الاقتصاديّة وضغوطاتها، وما تسبّبه من حرمانٍ قد يؤثّر في المسلكيّات، فقد كاد الفقر أن يكون كفراً. وأكثر ما يعرّض الأمن الأسريّ للخطر اليوم هو الإعلام، وما يحمله إلينا من ثورة جديدة، تزيد الهوّة بين الأجيال، وتشكّل مفاهيم بعيدة عن أصالتنا وثقافتنا".

وفي الختام، شدّد السيّد فضل الله "على ضرورة التصدّي للمشاكل على المستوى المجتمعيّ والتّشريعيّ الفعّال، وليس على مستوى النّظريّة والمبادرات الفرديّة فقط". ودعا المرأة "إلى الحضور في كلّ الميادين الأخرى، ولا سيما في مواقع التّأثير السياسيّة، لتشارك في بناء وطنٍ قويّ وقادر على مواجهة التحدّيات كافّةً، وطن قادر على تأمين العيش الكريم لأبنائه، وتحقيق طموحاتهم ومستقبلهم".

التاريخ: 6 شهر رمضان 1431 هـ الموافق: 16/08/2010 م

ليست هناك تعليقات: