17 أغسطس 2010

الشيخ غلوم:
المرجع الراحل حمل هم الانسانية المعذبة والمظلومة في الارض



قال وكيل المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله في دولة الكويت الشيخ علي حسن غلوم في حديثه إلى الصحافة المحلية بمناسبة رحيل العلامة فضل الله : ان فقيدنا الراحل انسان حمل هم الانسانية المعذبة والمظلومة في الارض اينما كانت، حيث كان يكتب ويدعو دائما لأن يلتفت العاملون الاسلاميون الى اهمية ان يفتحوا قلوبهم للانسان ايا كان بغض النظر عن طائفته او فئته حتى يفتح الآخرون قلوبهم لهم.

ولفت غلوم الى ان الفقيد كان قليل النوم يقضي جل يومه في العطاء العلمي والعملي وفي التفكير والتحقيق والمتابعة، لدرجة دعت بعض من كانوا يترددون على زيارته اثناء مرضه الى الاستغراب لأنهم كانوا يجدونه محاطا بالصحف والمجلات والكتب يقرأ ويطالع ويتابع لكي يبقى على اتصال بكل ما يجري حوله.

وأشار غلوم الى الدور السياسي والديني للراحل، قائلا: ان فقيدنا كان رجل الساحة ورجل السياسة والفقه، لافتا الى انه كان يستشرف كثيرا من الاحداث السياسية قبل وقوعها وكان يجعل من الفقه الشرعي الذي يقدمه للناس من موقع مرجعيته اجابات عملية تبتني على اصالة المصدر ودقة الاستنباط وواقعية الطرح، بعيدا عن التعقيد الذي قد يصعب على الناس حياتهم العملية دون دليل شرعي واضح.

واستذكر غلوم دور الراحل فضل الله في تبني المشاريع الخيرية، وقال ان «قلب فقيدنا كان نابضا بالعطف على الآخرين، وكان يحرص دائما على اقامة مشاريع الرعاية المتنوعة لليتامى والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة وأسر الشهداء وغيرهم من ذوي الحاجة، مشيرا الى ان المرجع الراحل السيد ابو القاسم الخوئي رحمه الله اعطى لفقيدنا السيد فضل الله صلاحيات مطلقة في اقامة مبرة حملت اسم السيد الخوئي والتي تطورت لاحقا لتصبح مجموعة مؤسسات تربوية ودعائية قدمت ومازالت للآلاف الكثير من الخدمات.

وعن علاقته بالكويت قال «ان الفقيد زار الكويت في سبعينات القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف تواصله مع اهلها، حيث فتح آفاق العطاء امام اهل الكويت الخيرين ابان الحرب الاهلية وأثناء الغزو الصدامي لإنشاء المشاريع الخيرية»، منوها بأن سماحته كان متابعا لتفاصيل ذلك العدوان، حيث كان يدفع اهل الكويت دائما الى توحيد الصف ونبذ الطائفية التي لا تخدم الا الاعداء.

وأشار الى ان سماحته وقف موقفاً حاسماً من قضية الوحدة الاسلامية معتبراً اياها أصلاً من أصول الاسلام التي يجب التضحية من أجلها.

وعن جهاده قال غلوم ان جهاد الفقيد الكبير من الصهاينة والاستكبار العالي يشهد به القاصي قبل الداني» مشيراً الى مواقفه هذه جعلته موضع استهداف أكثر من مرة للتصفية لكنه ظل صامداً حتى انه رفض الخروج من الضاحية الجنوبية وظل معتكفاً في مسجده متماشياً في ذلك مع سائر المستضعفين من أهل الضاحية والجنوب الذين قاسوا ما قاسوه في تلك الايام العصيبة.


من جانب آخر قال رجل الدين الكويتي الشيخ نبيل المسقطي ان الفقيد كان يرصد دائماً الخلافات الشيعية - السنية ويعمل جاهداً للتقريب بين الجانبين وازالة مسببات الخلاف بينهما.

وأضاف المسقطي يكفي ان الشهيد الصدر قال عن الراحل «الكل خسر النجف إلا السيد فصل الله، فالنجف هي التي خسرته»، مبيناً ان «هذه الشهادة تعطي دلالة واضحة على مكانة وعلم السيد فضل الله».

ليست هناك تعليقات: