17 أغسطس 2010

رئيس المجلس العلمائي في البحرين السيد مجيد المشعل:
فضل الله هو الاسلام المتحرك


قال رئيس المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين السيد مجيد المشعل في كلمة ألقاها في مجلس التأبين المركزي الذي نظمه مكتب آية الله الغريفي بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل المرجع فضل الله إن «قلوبنا يعتصرها الألم على فراق هذا العملاق الكبير وهذا الصرح في تاريخ الحركة الإسلامية»، وفي كلمته التي خصص لها عنوان «السيد فضل الله والإسلام الحركي»، سأل المشعل: «هل هناك إسلام حركي وإسلام غير حركي؟» مجيباً «إنه إسلام واحد لكن هناك مناهج متعددة تتحدث عن الإسلام وتقدمه للناس، وفي إطار وسياق المفاهيم تطرح مقولة الإسلام الحركي والإسلام غير الحركي، وهناك من يفهم الإسلام فهماً جامداً يحدد حركته في جوانب محدودة كالجانب العبادي أو الجوانب الاجتماعية البسيطة، وهناك من يفهم الإسلام فهماً حركياً بمعنى أنه يفهم الإسلام ذاك المشروع الكبير الذي يواكب حركة الإنسان في مختلف الجوانب والأبعاد، وينفتح على مختلف الساحات الحياتية العبادية منها والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ضمن مشروع متكامل يتوفر على مقومات الأصالة والمواكبة من جهة والشمولية والحركية من جهة أخرى». وفيما يتعلق بجهود المرجع الراحل، ركز المشعل على أن «السيد الذي نجتمع اليوم لتأبينه هو من رواد مدرسة ومنهج الإسلام الحركي وهو من القمم الكبيرة من هذا الخط الإسلامي الكبير، ولا أستطيع أن أؤرخ ولست بصدد التأريخ لهذه المدرسة ولهذه المنهجية، ولكن الذي نفهمه من خلال المعاصرة أن سماحة آية الله العظمى المرجع الديني السيد محمد باقر الصدر هو من أسس وشيد أسس هذا المنهج، منهج الإسلام الحركي وجاء بعده علماء كبار واصلوا هذا الدرب وكانت لهم اللمسات الواضحة للدفع بهذا المشروع إلى الأمام، وكان السيد الراحل الكبير السيد فضل الله من كبار رواد هذه المدرسة (الإسلام الحركي)، ونستطيع أن نطرح مجموعة من المعاني لهذه المدرسة ومنها أنها تتبنى الوحدة الإسلامية كمنهج وخط عريض لهذا المشروع، فالراحل الكبير السيد فضل الله يتبنى الوحدة الوطنية باعتبارها حقيقة كبرى وهمّاً مصيرياً استراتيجياً في هذا المشروع ولا يطرح للمزايدات إنما يطرح كحقيقة واقعية لها أصولها ومبرراتها، فالوحدة الإسلامية تمثل مقوماً في مشروع الإسلام الحركي، أما المقوم الآخر فهو منطق الانفتاح والحوار مع الآخر من منطق القوة والثقة بالنفس، حيث أن رواد هذه المدرسة يمتلكون العلم والوعي والمعرفة التامة بمواقع القوة في هذا الإسلام، ولذلك لا يتهيّبون من أن ينفتحوا على الآخر ويدخلوا في حوار مع الآخر».

وتطرق السيد المشعل إلى منطق القوة والمقاومة والجهاد ومواجهة الاستكبار العالمي، فالإسلام الحركي يعتمد على هذا المنطق أي منطق القوة والمقاومة والجهاد ومنطق المواجهة للاستكبار العالمي، مشيراً إلى أن السيد فضل الله - في الوقت الذي يؤمن بالحوار والتسامح - فهو يؤمن بمنطق القوة في مواجهة الاستكبار العالمي ورعاية المقاومة، كما تطرق إلى مقوم التنمية لخدمة الناس ورعايتهم عبر المشاريع والمؤسسات الخدماتية.

واختتم بالقول إن المجلس العلمائي يمثل عنصراً في مشروع الإسلام الحركي، ولكي يأخذ امتداداته الواسعة لابد أن يقوم على شخصيات علمائية تحمل الإسلام فكراً وسلوكاً، وتطرحه في المجتمع على مختلف الجوانب والأبعاد، والمجلس الإسلامي العلمائي يمثل خطوة رائدة في هذا الطريق، وسلوتنا في هذا الراحل الكبير من خلال بقاء مفاهيمه الإسلامية الحركية وبقاء هذه المقومات التي تمثل الأساس لهذا المشروع الإسلامي الكبير الذي لا يقوم على أشخاص بل يقوم على عناصر ومقومات تتناقلها الأجيال والعلماء جيلاً بعد جيل.

ليست هناك تعليقات: