17 أغسطس 2010

النائب الكويتي يوسف الزلزلة:
كان الراحل عالماً فقيهاً متحرّراً ومعتدلاً



قال النائب السيد الدكتور يوسف الزلزلة خلال مجلس تأبين أقيم على روح المرجع الراحل في حسينية دار الزهراء بالكويت إنّ للعلماء مكانةً كبيرةً في حياة البشرية، وعليه، فإنّ الباري عزّ وجلّ حضّ المسلمين على تكريم العلماء وإجلالهم، كما أنّ الرّسول الأكرم(ص) حثّ الجميع على احترام العلماء، وقال الإمام الصَّادق(ع): «إن مات عالمٌ ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء». وعليه، فإنّ العالم الفقيد العلامة السيّد فضل الله، كان عالماً فقيهاً متحرّراً ومعتدلاً، واستطاع بكفاءته العلميّة أن يغيّر مجرى حياة الكثيرين من الشّباب، إضافةً إلى مكانته العلميّة ودوره الرّياديّ، فكان واعياً ومطالباً بالوحدة الإسلاميّة بكافّة الأطياف والمذاهب، وبالتصدّي لقوى الاستكبار الّذين طالما حاولوا بثَّ الفتنة الطّائفيّة والعنصريّة والحزبيّة بين أبناء الأمّة الإسلاميّة، حتى تنشغل إسرائيل بأعمالها العدائيّة وانتهاكاتها المتكرّرة.

وأضاف السيّد الزلزلة، أنّ السيد الفقيد تميّز بالتّحليل السياسيّ والرؤى المستقبليّة، حيث كان يحثُّ الشّباب على التمسّك بالشّريعة الإسلاميّة، ويحيي فيهم الرّوح الإسلاميّة...

وأشار إلى أنّه لامس وعن قرب، موقع السيد الفقيد في إدارته الجيّدة وأسلوبه الراقي، والمتابعة الدّقيقة والتّواصل المستمرّ لكافّة المؤسّسات الخيريّة، وخصوصاً دور الأيتام، والّذي كان بمثابة الأب الرّوحيّ لهم، وكذلك في المدارس المثاليّة التابعة لهذه المؤسّسات، مشيراً إلى أنّنا لمسنا أنّ المرجعيّة ليست موقعاً للردّ على الأسئلة في مجال الفقه، بل إنّ المرجعيّة الدّينيّة كهف يلوذ به كلّ أفراد المجتمع، والمركز الآمن للجميع. وعليه، فقد أكّد عدد كبير من الأخوة من المذهب السني بعد زيارتهم للسيّد الفقيد قبل سنوات، أنّ المذهب الجعفري مذهب يلمّ ويجمع ولا يفرّق، ومذهب يدفع إلى مزيدٍ من اللّحمة والتآلف والمودّة.

وأوضح النّائب السيّد الزلزلة، أنّ السيّد الفقيد استطاع أن يجسّد التّعاليم الإسلاميّة بأحكامها عبر الكتاب والسنّة على أرض الواقع، وخصوصاً أنّه كان يرحّب بالمعارضين بأسلوب التّسامح واللّين، موضحاً أنّ هذا هو ديدن مراجعنا الكرام بالدّفاع عن الدّين، والتصدّي لمن يعتدي على الإسلام والمسلمين، وكان يشدّ على أولئك المتلاعبين بالدّين، والّذين يدّعون الإسلام وهم بعيدون عن منطقه وفكره وتعاليمه. واختتم السيّد الزّلزلة بأنّ السيّد الفقيد كان المرشد الرّوحيّ للمقاومة اللّبنانيّة، وسمّى المقاومين البدريّين.

ليست هناك تعليقات: