27 يناير 2010


في بيان له حول حادث الطائرة الأثيوبية
فضل الله: الحادث جزء من الآلام اللّبنانيّة واللّبنانيّون أثبتوا أنّهم شعبٌ يستحقّ الحياة

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ حادث الطّائرة المفجع يمثّل جزءاً من الآلام اللّبنانيّة العامّة، والتي شاركت اللّبنانيّين فيها عائلاتٌ مفجوعة من جنسيّات أخرى، مشيراً إلى أنّ اللّبنانيين قدّموا في خلال هذه المحنة نموذجاً راقياً في تماسكهم وتعاطفهم ووحدتهم وتفاعلهم كشعب حيّ يستحقّ الحياة، مؤكّداً أنّ ذلك يمثّل دعوةً للمسؤولين لتحمّل مسؤوليّاتهم في العمل لقيام الدّولة القادرة العادلة التي يتساوى فيها الجميع تحت سقف القانون العادل، والتي تحمي الكفاءات وتعمل لاحتضانها بدلاً من أن تعيش التّهجير القسريّ الذي تدفع ثمنه غالياً، كما في هذه الكارثة الأخيرة.

ورأى سماحة السيّد فضل الله أنّ حادث الطّائرة والآلام الكبرى التي تسبّب بها، يمثّل جزءاً من الآلام اللّبنانيّة العامّة، والتي شاركت اللّبنانيّين فيها عائلاتٌ مفجوعة من جنسيّات أخرى، لتستمرّ مآسي اللّبنانيّين، جنوبيّين وبقاعيّين وشماليّين ومن سائر المناطق، في سياق مسعاهم المجبول بعرق الكرامة للحصول على شيء من السّلام الاجتماعي والنفسي الذي من شأنه التّخفيف عن آلامهم ومشاكلهم المستمرّة بفعل الاهتزاز الاقتصادي وحال اللااستقرار السياسي التي تنعكس على مجمل أوضاعهم وحياتهم.

أضاف: لقد قدّم اللّبنانيون بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم في هذه المحنة نموذجاً حيّاً في تماسكهم وتعاطفهم ووحدتهم، وأكّدوا في هذا التّفاعل الحيّ الذي شاركت فيه العناصر الرّسميّة والشعبيّة وطواقم العمل المتعدّدة، أنهم شعب يستحقّ الحياة، وأنهم قادرون على تجاوز أزماتهم ومشاكلهم الصّعبة، لحساب توحّدهم وتعاطفهم أمام المحن والمآسي مهما كانت كارثيّةً وصعبةً... وهو ما يمثّل دعوةً للمسؤولين ولجميع الفاعليّات لتحمّل مسؤوليّاتهم في العمل لقيام الدّولة القادرة العادلة التي يتساوى فيها الجميع تحت سقف القانون العادل، والتي تحمي الكفاءات وتعمل على احتضانها، وتستفيد من طاقة أبنائها لاستثمارها في الدّاخل بدلاً من فرض محنة التهجير القسري عليها إلى الخارج، لتدفع ثمن اندفاعها نحو مشاريع الخير وسعيها للحصول على لقمة العيش الكريمة، وتأمين أفضل الأوضاع لأهلها وذويها، أثماناً باهظةً ومكلفةً، وعلى رأسها ثمن الحياة نفسها، ولتترك حسرات وآلاماً ومآسي على امتداد البلد الصّغير الذي اكتوى بنيران الاحتلال والعدوان الصّهيوني، وبالحروب والفواجع الداخليّة والاهتزازات السياسية والتعقيدات الميدانية، قبل أن يكتوي بنيران الكوارث الأخرى، ومنها هذه الكارثة التي أبكت الجميع وأحزنتهم.

وتقدّم سماحته بالتّعازي إلى ذوي الضّحايا اللّبنانيّين والأثيوبيّين، وسائر الجنسيّات، سائلاً المولى تعالى أن يتغمّد الضّحايا برحمته ويسكنهم الفسيح من جنّته ويلهم ذويهم الصّبر والسّلوان.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 11 صفر 1431 هـ الموافق: 26-01-2010 م

دعا إلى لقاء إسلاميّ ـ مسيحيّ لحماية المسيحيّين في العراق وحلّ المشاكل في نيجيريا ومصر ودعم الشّعب الفلسطيني
فضل الله: نتمنّى على البابا ألا ينسى فظائع إسرائيل في غزّة ما دام لا ينسى ما حلّ بيهود روما ‏

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على أنّنا مع كلّ حوار معمّق بين أصحاب الرّسالات ينطلق من قيمها ومن قواعد إنسانيّة صحيحة، داعياً القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة إلى التّعاون لحماية المظلومين من بني البشر، مشدّداً على أهمّيّة التّعاون لحلّ المشكلة الطائفيّة في نيجيريا وما جرى مؤخّراً في مصر، مؤكّداً ضرورة توفير أوسع حماية للمسيحيّين في العراق، داعياً الجميع إلى الاستجابة للنّداء الذي أطلقه قاضي قضاة فلسطين ورئيس الأساقفة الأرثوذكس لحماية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

وتمنى سماحته على البابا الذي قال إنّه لا ينسى ما حلّ بيهود روما في خلال الحرب العالمية الثانية، ألا ينسى جرائم إسرائيل ضدّ الفلسطينيّين في غزّة، "لأننا نعتقد أنّ قضيّة الظّلم لا تتجزّأ"، داعياً الفاتيكان إلى أن يكون المعبّر عن رسالة السيّد المسيح الذي لو كان موجوداً لكان مع الفلسطينيّين ضدّ اليهود المحتلّين.

نص البيان:

لقد شهدنا في الأيام الفائتة، وخصوصاً على السّاحة الأوروبيّة، محاولات جديدة لتعزيز العلاقات وتمتينها بين الدّيانتين المسيحيّة واليهوديّة، من خلال لقاءات وصلوات قام بها بابا الفاتيكان الذي تحدّث عن وجود مشتركات بين المسيحيّين واليهود، منها: "الإيمان بربّ واحد، وكذلك حماية الحياة العائليّة، والسّعي إلى العدالة الاجتماعيّة والسّلام"، كما قال، متحدّثاً عن "بدء مرحلة جديدة في مسار التّوافق والصّداقة بين الكاثوليك واليهود"، ومشيراً إلى يهود روما الّذين اقتيدوا من منازلهم وقتلوا خلال الحرب العالميّة الثّانية، قائلاً: "كيف يمكن أن ننسى وجوههم وأسماءهم ويأس الرّجال والنّساء والأطفال"؟

ونحن نعتقد أنّ حواراً معمّقاً بين أتباع الرّسالات من شأنه أن يوضّح العديد من المسائل، وأن يفتح نافذةً أوسع للسّلام على مستوى البشريّة إذا انطلق من أسس دينيّة وإنسانيّة صحيحة ومن قيم رساليّة راسخة، مع ملاحظتنا أنّ عدداً من حاخامات اليهود لم يرتاحوا إلى كلام البابا في هذا الشّأن، لزعمهم أنّ الفاتيكان ساهم خلال الحرب العالميّة الثانية في معاناة اليهود في أوروبا، أو أنّه لم يبذل مساعي حقيقيّةً لإنقاذهم من النّازية.

ولكنّنا نريد لبابا الفاتيكان أن يكون شجاعاً ويتحدّث باللّغة نفسها عن الأطفال والنّساء والرجال الفلسطينيين الّذين قتلهم اليهود المحتلّون في المجازر المتواصلة منذ الإغارات الأولى للصهاينة على فلسطين، وصولاً إلى الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليّون في قطاع غزّة، لأننا نعتقد أنّ قضيّة الظّلم لا تتجزّأ، وأنّ دفاع أيّ مسؤول ديني عن مجموعة بشريّة تعرّضت للظّلم والاضطهاد ـ كما يعتقد ـ تفرض عليه الدّفاع عن المجموعات البشرية الأخرى التي تعرّضت لأبشع المجازر، والتي شاهدها العالم عبر الشّاشات، وهي الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليّون بحقّ أهالي غزّة، فقتلوا مئات الأطفال بدم بارد، وشهد على فظائعهم قاضٍ يهوديّ، على الرّغم من محاولاتهم المستمرّة للتغطية على هذه المجازر.

وندعو بابا الفاتيكان إلى تحمّل مسؤوليّته الدينيّة والرساليّة، وأن يقول كلمة الحقّ حيال ما يجري في فلسطين، لأنّه يعرف تمام المعرفة أنّ السيّد المسيح(ع) لو كان موجوداً، لوقف بوجه هؤلاء القتلة الذين لا يتورّعون عن ارتكاب أبشع الجرائم، ولا يمنعهم وازع ديني أو قانوني من أن يعمدوا إلى سرقة الأعضاء البشريّة للفلسطينيّين واستخدامها لحساب جنودهم.

إنّنا نريد للفاتيكان أن يكون المعبّر خير تعبير عن رسالة السيّد المسيح في احتضان المظلومين والمقهورين، وألا يسقط فريسةً بيد الابتزاز الذي مارسته وتمارسه المؤسّسة الصهيونية على الحكومات والشّعوب والمؤسسات الدينيّة في الغرب، وعندها يمكن أن ننطلق في مسيرة التعاون المشترك لمواجهة الظّلم والإلحاد ورفض الاحتلال، وصناعة السّلام والمحبّة للبشريّة كلّها.

ومن جهةٍ أخرى، فإنّنا، ومن موقعنا الشّرعيّ، ندعو كافّة القيادات الإسلاميّة والمسيحيّة إلى التّعاون المنطلق من حوار حقيقيّ، والتّنسيق على المستوى الميداني، لحماية المسلمين والمسيحيّين وسائر المظلومين في العالم، بصرف النّظر عن هويّتهم ودينهم وعرقهم... كما ندعو إلى التحرك سريعاً لإيقاف نزيف الدّم المراق هناك في نيجيريا، وتوفير أوسع حماية للمسيحيّين في العراق، وإطفاء جذوة الخلافات التي نعرف أنّ معظمها انطلق من دوافع شخصيّة، كما جرى في بعض المناطق في مصر بين الأقباط والمسلمين.

كما نثمّن النّداءات التي انطلقت من قيادات إسلاميّة ومسيحيّة فلسطينيّة، في أن يهبّ الجميع من مسلمين ومسيحيّين على وجه الخصوص للدّفاع عن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة المعرّضين للسّقوط بفعل حفريّات اليهود المحتلّين. كما ندعو سائر القوى الحيّة في العالم إلى مؤازرة المسلمين والمسيحيّين في فلسطين المحتلّة الّذين يتعرّضون لأبشع أنواع الظّلم والاضطهاد من اليهود المحتلّين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 10 صفر 1431 هـ الموافق: 25-01-2010 م
استقبل نصرالله الذي زاره مطمئنّاً الى صحّته
فضل الله يدعو إلى تماسك السّاحة الداخليّة في معركة الحرب النفسيّة مع العدوّ

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أمين عام حزب الله سماحة السيّد حسن نصرالله، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته. وعرض الجانبان للأوضاع اللّبنانية العامّة، وآفاق المرحلة المقبلة، وتهديدات العدوّ المستمرّة التي يواجهها العرب والمسلمون على أكثر من صعيد، والمستقبل الإسلامي العام في ظل الهجمة الكبرى التي تستهدف الإسلام كدين، والمسلمين في بلدانهم وحركتهم ومواقعهم الاستراتيجيّة.

وشدّد سماحة السيّد فضل الله على ضرورة تماسك السّاحة الدّاخليّة في مواجهة تهديدات العدوّ، والاستعداد على كافّة المستويات لمنع هذا العدوّ من تحقيق مكاسب سياسيّة وأهداف تهويليّة نفسيّة في سعيه لإحداث شرخٍ في العلاقات اللّبنانية الداخليّة، من خلال تركيزه المتواصل على سلاح المقاومة وزعمه أنّه المسبّب الدائم لحرب واسعة النّطاق على لبنان.

وأكّد سماحته أنّ اللّبنانيّين ليسوا مخيّرين بين العمل لردع العدوان أو عدمه، بل هم مدعوّون إلى تحصين مواقعهم السياسيّة والأمنيّة والعسكريّة لكسر شوكة العدوان وقطع الطّريق على أيّة مغامرة صهيونيّة حاقدة جديدة ضدّ لبنان.

وشدّد سماحته على ضرورة إيلاء الاهتمام الكبير لملفّ العلاقات الإسلامية – الإسلاميّة، مؤكّداً أنّ أعداء الأمّة لن يتمكّنوا من تحقيق أهدافهم وتنفيذ مشاريعهم إلا إذا تمكّنوا من دفع المسلمين إلى شرك الفتنة المذهبيّة القاتل؛ وبالتّالي ينبغي تركيز الجهود الثقافيّة والميدانيّة والسياسيّة وغيرها لحماية مسيرة الوحدة الإسلاميّة وصونها أمام المحاولات الجارية التي شرّعت الأبواب أمام إعلام الفتنة ووسائل الإعلام المثيرة لثقافة التّنازع والاختلاف والمؤكّدة لثقافة الغلوّ والخرافة والتعصّب، فيما تقفل أمام الإعلام الملتزم قضايا الأمّة الكبرى، والسّاعي لحماية وحدتها وعناصر القوّة والممانعة فيها، سواء أكانت هذه العناصر ثقافيّةً عامّةً، أم سياسيّةً، أم مقاومةً لغزو الإدارات الغربيّة المتعدّدة الأوجه.

ودعا سماحته إلى انخراط الطّلائع الإسلاميّة الواعية، سنيّةً وشيعيّةً، في معركة الدّفاع الكبرى عن الإسلام، خصوصاً في الوقت الذي تتواصل حملات التّشويه العالميّة والغربيّة ضدّ الإسلام والنبيّ محمّد(ص)، مشيراً إلى أنّ المسؤوليّة تقع بأكثرها على العلماء والحركات الإسلاميّة والفئات الطليعيّة في الأمّة لحماية الإسلام؛ لأنّه كلّما تقدّمت هذه الجهات الى ساحة الدّفاع عن الإسلام، تقدّمت خطوات الوحدة الإسلاميّة وتجذّرت في ساحة المسلمين وفي ميدان الأمّة العام .

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 9 صفر 1431 هـ الموافق: 24-01-2010 م
استقبل الشيخ نعيم قاسم وحمدان وتلقّى اتّصالاً من برّي والسنيورة


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نائب الأمين العام لحزب الله، الشّيخ نعيم قاسم، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، وعرض معه عدداً من التطوّرات العامّة منها التهديدات الأخيرة للعدوّ الصّهيوني، إضافةً إلى حادث الطّائرة المنكوبة وتداعياته.







وكان سماحته استقبل العميد مصطفى حمدان الذي زاره مطمئناً إلى صحّته، وعرض معه الأوضاع العامّة، وتلقّى اتّصالاً من الرئيس نبيه برّي ومن الرّئيس فؤاد السّنيورة مطمئنّين إلى صحّته.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 11 صفر 1431 هـ الموافق: 26-01-2010 م

25 يناير 2010

زاره مطمئنّاً إلى صحّته
السيّد فضل الله عرض الشّؤون العامّة مع الشّيخ قبلان

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، في دارته في حارة حريك، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، يرافقه نجلاه، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، والمحامي علي قبلان، حيث اطمأنّوا إلى صحّة سماحته بعد الوعكة الصحيّة التي ألمّت به، وكانت مناسبة لعرض الشّؤون العامّة في البلاد والمنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 08 صفر 1431 هـ الموافق: 23-01-2010 م
استقبل السيّد الحكيم والوفد المرافق
فضل الله: لتكن الانتخابات القادمة منطلقاً لتعزيز وحدة العراقيّين

أكّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أهميّة أن تكون الانتخابات القادمة في العراق منطلقاً لتعزيز الوحدة بين جميع المكوّنات العراقيّة، مشدّداً على ضرورة أن تضع الجهات العراقيّة كافّةً، وخصوصاً الجهات الإسلاميّة، على رأس أولويّاتها حماية الوحدة العراقيّة والوحدة الإسلاميّة، داعياً إلى إيلاء المسألة الإعلاميّة المزيد من الاهتمام، لمنع الخرافة والغلوّ من التّأسيس لثقافة التّنازع والاختلاف والفتنة عبر الفضائيّات وغيرها من وسائل الإعلام.

استقبل سماحته رئيس المجلس الإسلاميّ في العراق، السيّد عمّار الحكيم، والوفد المرافق الّذي ضمّه وسفير العراق في لبنان عمر البرزنجي، حيث اطمأنّ الحكيم إلى صحّة سماحة السيّد، وكانت جولة أفق في الوضع العراقي، ومرحلة الانتخابات وما بعدها، وسبل توحيد جهود جميع الفئات العراقيّة بما فيه مصلحة العراق والأمّة.

وأشار سماحة السيّد فضل الله في خلال اللّقاء، إلى أهميّة أن تكون الانتخابات القادمة منطلقاً لتعزيز وحدة العراقيّين، وتثبيت التّلاحم بين جميع الفئات والجهات السياسيّة والدينيّة والعرقيّة في العراق، بما يُفضي إلى محاصرة الجهات السّاعية لتدمير وحدة العراقيّين بالعنف الدّامي، وباستهداف المدنيّين ونشر الفوضى الأمنيّة بما يخدم قوّات الاحتلال السّاعية لإطالة أمد احتلالها، وتوظيف الأوضاع العراقيّة الداخليّة لحساب مشروعها في العراق والمنطقة.

وشدّد سماحته على أن تضع الجهات العراقيّة كافّةً، وخصوصاً الجهات الإسلاميّة، على رأس أولويّاتها حماية الوحدة العراقيّة، ومشروع الوحدة الإسلاميّة، ومنع السّاعين لوضع العقبات أمام هذا المشروع من تحقيق أهدافهم وغاياتهم، وخصوصاً من خلال استغلالهم لبعض القنوات الفضائيّة، وإصرارهم على إثارة الحساسيّات والنّعرات المذهبيّة، بما يخدم المشروع المعادي للأمّة، سواء التفت هؤلاء إلى ذلك أو لم يلتفتوا.

ودعا سماحته إلى إيلاء المسألة الإعلاميّة أهميّتها بما يؤكّد ضرورة التزام الفضائيّات الإسلاميّة الخطوط الإسلاميّة والمفاهيم الإسلاميّة في العمل الإعلامي الفضائي، وكذلك في الإعلام المسموع والمكتوب، ليكون هذا الإعلام صدى للوحدة الإسلاميّة الصافية، بدلاً من التّرويج للخرافة والغلوّ، وعوضاً عن التّأسيس لثقافة التنازع والاختلاف والفتنة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 6 صفر 1431 هـ الموافق: 21-01-2010 م
في معرض استقباله وفد جمعيّة النهضة الأندونيسيّة
فضل الله: لنردّ الجميل إلى المسلمين في جنوب شرق آسيا بالتزام خطّ الوحدة الإسلاميّة ونبذ التعصّب المذهبيّ والانفتاح على قضايا الإسلام في العالم

دعا العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى ردّ الجميل إلى المسلمين في أندونيسيا وماليزيا والمسلمين عموماً في جنوب شرق آسيا، هذه الشّعوب التي أخلصت للإسلام والوحدة الإسلاميّة والتزمت قضايا الأمّة، وعلى رأسها قضيّة فلسطين، مشيراً إلى أنّ ردّ الجميل لن يكون جميلاً إلا بالتزام طريق الوحدة الإسلاميّة ونبذ التعصّب المذهبي والانفتاح على قضايا الإسلام في العالم.
وأكّد سماحته أنّ الرئيس الأميركي السّابق جورج بوش، أصيب بصدمة عند زيارته أندونيسا، وملاحظته التزام المسلمين هناك تجاه القضيّة الفلسطينيّة والشعب الفلسطيني، مشدّداً على ردّ حملات التّشويه التي تستهدف الإسلام تحت عنوان أنّه دين يصدّر العنف، مؤكّداً أنّ العنف الذي نشهده هو منتجٌ غربي، داعياً إلى دراسة ظاهرة الإرهاب في أسبابها ومناشئها ومقدّماتها.
استقبل سماحته وفداً من جمعيّة نهضة العلماء في أندونيسيا، برئاسة الدكتور مشهوري، الذي أبلغه تحيّات رئيس الجمعيّة الدكتور الحاج أحمد هاشم موزادي، الذي لم يتمكّن من زيارته لوعكة صحيّة ألمت به.

ونوّه الدّكتور مشهوري بمواقف سماحة السيد فضل الله الوحدويّة، والتي تراعي أولويّات الأمّة والدّين الحنيف بعيداً عن الحسابات المذهبيّة، مشيداً بمواقفه الرّاسخة لمصلحة الفلسطينيّين والدّفاع عن الشّعب الفلسطيني والقضيّة الفلسطينيّة.

وتحدّث سماحة السيد فضل الله في الوفد منوّهاً باهتمام الشّعب الأندونيسي بقضايا الأمّة الكبرى، وخصوصاً القضيّة الفلسطينيّة، مشيراً إلى أنّ خطط الدول الكبرى والمحاور الاستعماريّة تحرّكت على أساس إبعاد الشعوب الإسلاميّة وإقصائها عن القضيّة الفلسطينيّة، ولكنّ هذه الخطط تداعت وتساقطت إلى المستوى الذي لاحظنا فيه اهتماماً إسلامياً من الشّعوب البعيدة جغرافياً عن فلسطين المحتلّة والقدس الشريف، يفوق اهتمامات الدول والأنظمة والجهات المحيطة بفلسطين والقريبة منها.

أضاف: لقد لاحظنا في خلال زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى أندونيسيا، مدى الصّدمة التي نزلت عليه وعلى فريق عمله عندما لاحظ اهتمام المسلمين في أندونيسيا بفلسطين المحتلّة، وإصرارهم على قياس العدالة الدوليّة ومدى صدقيّتها من خلال رصدهم لمدى اهتمامها بالشّعب الفلسطيني، وبالتالي تأكيدهم سقوط هذه العدالة في الامتحان من خلال الانحياز إلى كيان العدوّ والسكوت عن جرائمه وفظائعه التي ارتكبها بحقّ العرب عموماً والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.

وتابع: إنّنا نعتقد أنّ على المسلمين في المنطقة أن يردّوا الجميل إلى الشّعوب المسلمة في جنوب شرق آسيا؛ في أندونيسيا وماليزيا وغيرهما، تلك الشّعوب التي أخلصت للإسلام في الدفاع عنه والتزامه في مواجهة كلّ حملات التشويه التي تعرّض لها، كما أخلصت للوحدة الإسلاميّة، فنظرت إلى المسلمين كوحدة متكاملة، وعملت لاحتضان قضاياهم، ولن يكون ردّ الجميل جميلاً إلا بترسيخ دعائم الوحدة الإسلاميّة، ونبذ كل أساليب التعصّب المذهبي، والانطلاق كصفّ واحد في الدفاع عن قضايا الأمّة، وكسر شوكة الاستكبار العالمي السّاعي لتوتير العلاقات وتعقيدها داخل الساحة الإسلاميّة لتحقيق أهدافه وأهداف كيان العدوّ في تمزيق الأمّة، وتشتيت صفوفها لصرفها عن الاهتمام بقضيّة فلسطين وأولويّاتها الملحّة.

ودعا سماحته إلى تضافر جهود الجميع لفضح وكشف المؤامرة الخارجيّة التي تعكف على تظهيرها أجهزةٌ إعلاميّةٌ غربيّةٌ، زاعمة أنّ الإسلام هو دين العنف، وأنّه معني بإنتاج العنف داخل السّاحة الإسلاميّة وتصديره إلى خارجها، كما حدث في جزيرة بالي في أندونيسيا أو غيرها، وشدد على ضرورة التّأكيد للعالم أنّ عنفاً من هذا النّوع هو منتَج غربي، أو جرت تربيته وجرى تعاهده من خلال أجهزة مخابرات ومعاهد أمنيّة غربيّة، وأنّ العنف الذي أنتجته الحضارة الغربيّة في الحربين العالميّتين الأولى والثّانية، هو عنف لم تشهده البشرية في تاريخها، وأن امتداداته إلى مناطقنا انطلقت من خلال عقليّة السيطرة وأطماع الدول المستكبرة في الهيمنة وإن أدّى الأمر إلى دعم جهات وتنمية أفكار تؤمن بالعنف والإقصاء كوسيلة من وسائل مواجهة الآخر، وكأسلوب أسرع في عمليّة التغيير.

وخلص سماحته إلى التأكيد أنّ الإسلام يرفض العنف إلا في نطاق الدّفاع عن النفس، داعياً إلى دراسة ظاهرة الإرهاب من جذورها وأسبابها ومناشئها، بعيداً عن التوظيفات السياسية والأمنية وما إلى ذلك.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 4 صفر 1431 هـ الموافق: 19-Jan-10 م
استقبل مستشار الرئيس نجاد والشيخ سلمان
فضل الله نوّه بالتّحسّن في العلاقات المصريّة ـ الإيرانيّة

نوّه العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بتحسّن العلاقات المصريّة ـ الإيرانيّة، داعياً إلى تعزيز العلاقات العربيّة ـ الإسلاميّة بما يحمي قضايا الأمّة، وخصوصاً القضيّة الفلسطينيّة.

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، مستشار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للشؤون البرلمانيّة، السيد محمد رضا تاج الديني، والوفد المرافق.

ونقل تاج الديني إلى سماحة السيد فضل الله تحيات الرئيس الإيراني، شاكراً له مواقفه الداعمة للقضايا الإسلاميّة، ومقدّراً المواقف الرساليّة المشرّفة في الذود عن الإسلام والأمّة وعن الجمهوريّة الإسلامية في إيران.

وشدّد سماحة السيّد فضل الله في خلال اللّقاء على توحيد الصّفوف داخل الوسط العربي والإسلامي، مؤكّداً حماية الوحدة الإسلاميّة، لأنّ الاستكبار العالمي يستهدف وحدة الأمّة، ولذلك فهو يواصل العمل لإثارة الأمور المذهبيّة، أو لإضفاء طابع مذهبي على القضايا السياسية.

ونوّه سماحته بما جرى من تحسّن على مستوى العلاقات بين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة ومصر، مؤكّداً ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران والعرب، من زاوية الحرص على وحدة المسلمين من جهة، وحماية القضايا الكبرى التي تخصّ الأمّة كلّها، وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة.

واستقبل سماحته رئيس جمعيّة الوفاق البحرينية، الشيخ علي سلمان، على رأس وفد من الجمعيّة، وجرى في خلال اللّقاء التداول في شؤون الوضع الإسلامي العام والأوضاع في البحرين.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 2 صفر 1431 هـ الموافق: 16-Jan-10 م

16 يناير 2010

استقبل أختري والتّسخيري وتلقّى اتّصالاً من المالكي
فضل الله يحذّر من تعقيد العلاقات العربيّة ـ الإيرانيّة ويؤكّد على حماية كلّ القوى الحيّة والممانعة

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على ضرورة حماية الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، من خلال حركة سياسيّة حكيمة تعمل على استيعاب الهجمة الخارجيّة المركّزة ضدّها، داعياً إلى تحصين العلاقات العربيّة الإيرانيّة، محذّراً من محاولات تعقيد هذه العلاقات، وخصوصاً العلاقة بين إيران والمملكة العربيّة السعوديّة.

استقبل سماحته الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت، الشيخ محمّد حسين أختري، يرافقه القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت مسعود حسينيان، والمستشار الثقافي الإيراني السيد محمّد حسين رئيس زاده.

ونقل الشيخ أختري إلى سماحته تحيات مرشد الجمهوريّة الإسلاميّة سماحة السيّد علي خامنئي، وتمنّياته له بالشّفاء العاجل.

وشدّد سماحة السيد فضل الله في خلال اللّقاء على أهميّة حماية الجمهورية الإسلامية في إيران وتحصين ساحتها الداخلية، وتوحيد جهود الجميع لدرء الأخطار التي تواجهها من الخارج، مشيراً إلى أهميّة استيعاب الهجمة الخارجيّة بحركة سياسيّة دقيقة وحكيمة، وخصوصاً أنّ المؤامرة لا تستهدف إيران فحسب، بل كلّ القوى الحيّة والممانِعة في الأمّة.

أضاف: على الجميع الانتباه إلى ما يُحاك من مؤامرة لتعقيد العلاقات العربيّة مع إيران، وتهيئة الأجواء لمشاكل كبيرة في هذا النطاق، وخصوصاً بين إيران والمملكة العربيّة السعودية، للضّغط في أكثر من ملفّ، ولاختراع عدوّ وهميّ للعرب، في الوقت الذي نسمع عن استقبال هذه الدولة العربية لمسؤولين صهاينة، أو عن تخفيضات من تلك الدولة على رسوم جمركيّة تتصل ببضائع إسرائيليّة، فيما يزداد الحصار على قطاع غزّة وتتواصل عمليّات الزحف الاستيطاني وتهويد القدس.

التسخيري

ثم استقبل سماحته أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، الشيخ محمد علي التسخيري، الذي اطمأنّ إلى صحته، وكان بحث في سبل حماية مسيرة الوحدة الإسلاميّة من المخاطر التي تتهدّدها.

واستقبل سماحته إمام مسجد الغفران في صيدا، الشيخ حسام العيلاني، الذي زاره مطمئناً إلى صحّته، وقد أكّد سماحته في خلال اللّقاء، ضرورة أن ينشط العلماء الوحدويون في السّاحة الإسلاميّة كلّها، وأن يعملوا لمواجهة التحدّيات الكبرى التي يتعرّض لها الإسلام والعالم الإسلامي، من محاولات تشويه وتمزيق وما إلى ذلك.

كذلك استقبل سماحته ممثّل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في سورية، محمد الغرّاوي، وكان بحثٌ في الشؤون العراقية.

كما تلقّى سماحته اتّصالاً من رئيس الوزراء العراقي نور المالكي، اطمأنّ فيه إلى صحته.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 28 محرّم 1431 هـ الموافق: 14-Jan-10 م

14 يناير 2010

استقبل النّائب علي حسن خليل موفداً من الرّئيس برّي

استقبل العلّامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، النّائب على حسن خليل، موفداً من رئيس مجلس النّواب نبيه بري، حيث اطمأنّ إلى صحّته، وجرى التّداول في الأوضاع العامّة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 25 محرّم 1431 هـ الموافق: 11/1/2010 م
استقبل الوزير عدنان السيّد حسين والنائبين السّابقين أمين شرّي، وحسن حبّ الله، وتلقّى اتصالاً من قبلان
فضل لله: لإخراج البلد من حال التّسوية إلى وضعيّة الإصلاح الحقيقيّة

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على ضرورة إخراج البلد من حال التّسوية إلى وضعيّة الإصلاح الحقيقيّة التي تعني بدء الورشة الحقيقيّة في مسيرة بناء الدولة.

جاء ذلك في خلال استقباله الوزير عدنان السيّد حسين، في منـزله في حارة حريك، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة.

وشدّد سماحة السيّد فضل الله في خلال اللّقاء على ضرورة إخراج البلد من حال التّسوية التي تلازم أوضاعه السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، إلى وضعيّة الإصلاح الحقيقيّة التي تعني بدء الورشة الحقيقيّة في مسيرة بناء الدولة، بعيداً عن منطق التّسويات السّائدة في مختلف المجالات.

ودعا سماحته إلى تحصين السّاحة الدّاخليّة بالمزيد من الوحدة والتّماسك في مواجهة ما يخطّط له العدوّ الصّهيونيّ، من دون الوقوع في شرك التّهويل الذي يروّج له مسؤولو العدوّ، وتساعدهم فيه بعض الأجهزة والجهات السّاعية لإبقاء البلد في دائرة الاهتزاز والقلق على المستويين السياسيّ والاقتصاديّ.

كذلك استقبل سماحته النائبين السّابقين أمين شرّي، وحسن حبّ الله، حيث تم التداول في الأوضاع العامّة.

وتلقّى سماحته اتّصالاً من نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشّيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، اطمأنّ فيه إلى صحّة سماحته، وتداولا في عددٍ من القضايا والشّؤون الإسلاميّة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 21 محرم1431 هـ الموافق: 7/1/2010 م
استقبل النّائب بزّي وعبيد وسكريّة ووفوداً شعبيّةً وعلمائيّةً
فضل لله: أخطر ما نواجهه هو انخراط السّلك الديني في التّرويج للفتنة المذهبيّة

أكّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الإسلام يتعرّض لأبشع وأخطر حملة تستهدفه وتسعى لتشويه صورته، مشيراً إلى أنّ السعي لإذكاء نيران الفتنة المذهبيّة هو الأخطر في هذه المرحلة، داعياً العلماء والمثقّفين للتصدّي لذلك، وكشف الأجهزة الإعلاميّة والمخابراتيّة المروّجة للفتنة المذهبيّة، معتبراً أنّ أقسى الخطورة تكمن في انخراط السّلك الديني في متاهات هذه الفتنة.

استقبل سماحته النائب علي بزّي الذي زاره مطمئناً إلى صحّته، وعرض معه لعدد من الأوضاع، وخصوصاً الوضع في الجنوب في ضوء التّهديدات الإسرائيلية الأخيرة.

واستقبل مسؤول العمل الاجتماعيّ في حزب الله، الشيخ عبد الكريم عبيد، حيث جرى عرضٌ لعدد من الشّؤون الإسلاميّة.

كما استقبل النّائب السابق إسماعيل سكريّة، ووفداً شعبيّاً من بلدة عيناثا الجنوبيّة برئاسة رئيس البلديّة عباس خنافر.

واستقبل سماحته أيضاً وفداً من الحوزة الدينيّة في صور برئاسة الشّيخ علي ياسين، فتحدّث في الوفد قائلاً:

إنّ الإسلام يتعرّض في هذه المرحلة لأبشع وأخطر أنواع الحروب التي تستهدف تشويهه، وإسقاط مفاهيمه وحركته في البلدان الإسلاميّة وخارجها، وأخطر هذه الأمور، ما يتّصل منها بمحاولات إذكاء نيران الفتنة المذهبيّة في الواقع الإسلامي.

وتابع: إنّ مسؤوليّة السّلك الديني في التصدّي لهذه الفتنة مسؤوليّة كبيرة، تستدعي أن يتحرّك الذين يملكون الثقافة الإسلاميّة على جميع المستويات، للتصدّي للهجمة الإعلاميّة والسياسية الساعية إلى تقويض المجتمع الإسلاميّ من الداخل، عبر التحرّك ميدانياً لكشف كلّ الأساليب الإعلاميّة والمخابراتية التي تواصل بث سموم التفرقة في الواقع الإسلامي.

وأضاف: إنّ ما هو أخطر من ذلك كلّه، أن ينخرط السلك الديني في الترويج لمناخ الفتنة، بالخطاب المتشنّج، والكلمات التي تثير الجانب الغريزيّ، وتسعى لتحريك المشاعر مذهبيّاً بدلاً من استجماع قوّة الأمّة كلّها وتوحيد صفوفها في مواجهة الهجمة الإسرائيليّة المدعومة دوليّاً ضدّ الشعب الفلسطيني وقوى الممانعة في المنطقة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 27 محرّم 1431 هـ الموافق: 12/1/2010 م

فضل لله: السّجال المذهبيّ خيانة للأمّة، وأخطاء التّاريخ لا تلزم الأجيال الحاضرة


أكّد العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله في بيان له أنّ السّجال المذهبيّ الذي يخرج فيه الخطاب عن الأدبيات الإسلاميّة، يمثّل إساءةً إلى الواقع الإسلاميّ كلّه، محذّراً من الانكباب على الكتب التّاريخيّة لدى السنّة والشّيعة لالتقاط المغالطات، مشدّداً على رفض أن تكون هذه الأخطاء سيفاً مسلطاً على أجيالنا، مؤكّداً أنّ إثارة الفتن في الأمّة تمثّل خيانةً لها ولوصايا الرّسول الأكرم(ص)، مشيراً إلى أنّ السّجال المذهبيّ الأخير أراح إسرائيل، داعياً الطّلائع الإسلاميّة السنيّة والشيعيّة ـ إلى التصدي لذلك، والعمل لنصرة الشعب الفلسطيني بدلاً من الاستغراق في الهوامش هنا وهناك.

أصدر سماحته بياناً جاء فيه:

إنّ الحال التي وصلت إليها الأمة، من التمزقات السياسية التي تهدّد وحدة أكثر من بلد عربي وإسلامي، وفي السجال المذهبي الذي ينطلق من هنا وهناك ليطاول رموزاً دينيةً أو سياسية، وليصنع شروخاً كبيرة في الأمّة... إنّ هذه الحال تبعث على الأسف والأسى، وتشير إلى جملةٍ من الأخطار والأخطاء التي ارتكبت وترتكب على أكثر من مستوى:

أوّلاً: إنّ خروج الخطاب عن الأسلوب الإسلامي في أدبيّاته وأولويّاته، والانسياق وراء النعوت الحاملة لمعاني التّكفير والتّفسيق والسبّ والشتم، لا يمثّل إساءة إلى من يتحرّكون في خطّها فحسب، بل إلى الواقع الإسلامي العام الذي يتطلع إلى النموذج والقدوة في الوسط العلمائي الديني، فيصطدم بالواقع المر، الأمر الذي قد يدفعه إلى الخروج عن جادة الصواب، أو تقليد هؤلاء، أو فقدان الثقة بالواقع كلّه.

ثانياً: إنّ الانكباب على الكتب التاريخيّة لالتقاط إشارات سنيّة تدين الشيعة، أو إشارات شيعيّة تدين السنّة، هو من المغالطات الكبرى، لأنّ الأخطاء التي اشتملت عليها هذه الكتب لا ينبغي أن تكون سيفاً مسلطاً على الأجيال اللاحقة، أو أن تكون عثرةً في خطّ الوحدة الإسلاميّة، وكل من يسعى لاستحضار أخطاء التاريخ، وإثارة العصبيات من خلالها في حاضر الأجيال الإٍسلاميّة ومستقبلها، يخون الأمّة، ويتنكّر لوصايا الرسول الأكرم(ص) الذي وجّه خطاباً حاسماً إلى الأمة قال فيه: "ألا لا ترجعن بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض".

ثالثاً: إنّنا في الوقت الّذي لا نرفض منطق النّقد لكافّة القيادات الدّينيّة وغيرها، إلا أنّنا نريد لأيّ نقد أن ينطلق بروح علميّة موضوعيّة خالية من العصبية وعقلية الثأر، فلا تقديس لمن ليس بمقدّس من جهة، ولا إسراف في النقد يخرج فيه مطلقه عن الآداب الإٍسلاميّة العليا، وقد قال تعالى في كتابه الكريم:{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، فكيف يكون الحال بالنّسبة إلى أهل القرآن؟

رابعاً: إنّ ما يجري من سجالات تتوسّع دائرتها في النطاق المذهبي، وتنطلق في الفضاء الإعلاميّ الرحب، وعبر المنتديات السياسية في الفضائيات والإنترنت وغيرها، لهو مما يثير الرّعب في صفوف المخلصين في الأمّة، ويبعث الراحة في صفوف الأعداء، وخصوصاً الكيان الصهيوني الّذي يشعر بالطّمأنينة لدخول المسؤولين والعلماء في الأمّة وسط هذه المعمعة السجاليّة المتصاعدة، في الوقت الذي يُمعن قتلاً واغتيالاً وحصاراً في قطّاع غزّة، والضفّة الغربية، وحيث يواصل تهويده للقدس، ويحكم قبضته على فلسطين المحتلّة، ويخطّط لحروب يجتاح فيها المواقع العربية والإسلامية التي تتلهّى بالهوامش والتفاصيل، وتشرّع الأبواب أمام الغازي الأميركي والمحتل الصهيوني.

إنّنا ندعو الطّلائع الواعية في الأمّة، والنّخب الإسلاميّة المحترمة من السنّة والشّيعة، إلى التحرّك على كافّة المستويات، للدّعوة إلى وقف هذا النـزيف الداخلي في الأمّة، ووقف هذه السّجالات التي لا شُغل لها إلا تعقيد العلاقات بين الجهات الإسلاميّة المتعدّدة، والانطلاق جميعاً لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وكسر حلقة الحصار المطبقة عليه اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وقد قال رسول الله(ص): "لن تقدّس أمّة، لا يؤخذ للضّعيف فيها حقّه من القويّ غير متعتع".

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 25 محرّم 1431 هـ الموافق: 11/1/2010 م

4 يناير 2010

استقبل وفد تجمّع العلماء المسلمين والقائم بالأعمال الإيراني والنّابلسي
فضل الله: نلمح سعياً أميركيّاً لإحياء ملفّات تستبطن التّحضير لفتنةٍ في الواقع الإسلاميّ

نبّه العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، إلى وجود سعيٍ أميركيّ لإعادة إحياء بعض الملفّات في الدّاخل اللّبنانيّ، وعلى مستوى المنطقة، بما يستبطن التّحضير لفتنة في الواقع الإسلاميّ على وجه التّحديد، داعياً العلماء والقوى الحيّة في الأمة إلى عدم الاسترخاء، والتّحضير لمواجهة هذا المخطّط، محذّراً من أنّ مشروع التّفتيت الكبير في الأمّة لا يزال حاضراً في ذهن الإدارة الأميركيّة الجديدة، التي تسعى لتسويق بعض العناوين التي تتّصل بحاجتها إلى إحداث فتنة بين السنّة والشيعة. ودعا سماحته إلى الاستفادة من حال التّفاهم السّائدة في لبنان حاليّاً، محذّراً من إيحاءات بعض السّفراء الأجانب في الكواليس بأنّ ما يجري هو مجرّد هدنة تطلّ على حرب كبيرة، مشدّداً على عدم السّقوط أمام هذه التّهاويل.


استقبل سماحته وفداً من الهيئة الإداريّة ومجلس الأمناء في تجمّع العلماء المسلمين برئاسة الشّيخ أحمد الزين، حيث اطمأنّ الوفد إلى صحّة سماحته، وجرى عرضٌ للأوضاع الإسلاميّة العامّة.

وتحدّث سماحة السيّد فضل الله في الوفد، محذّراً من الاسترخاء السياسيّ أو الثقافيّ أو الحركيّ في ظلّ الأوضاع الراهنة، مشيراً إلى أنّ المشهد الراهن يُخفي من ورائه بعض التطوّرات والأوضاع التي ينبغي للأمّة بقواها الحيّة والمتحرّكة أن تتنبّه له، لأنّنا نلمح سعياً أميركياً لإعادة إحياء بعض الملفّات في الداخل اللّبناني، وعلى مستوى المنطقة، بما يستبطن التحضير لفتنةٍ في الواقع الإسلاميّ على وجه التحديد.

أضاف: نعتقد أنّ الإدارة الأميركيّة سوف تعمل في المراحل اللاحقة لتسويق بعض العناوين التي تتّصل بحاجتها إلى إحداث فتنة بين المسلمين السنّة والشيعة، وعلى العلماء أن يكونوا على أتمّ الاستعداد لمواجهة ذلك، وأن ينطلقوا من الآن لقطع الطّريق على أعداء الأمّة، لأنّ مشروع التفتيت الكبير لا يزال مطروحاً من قبل الأميركيين الذين لا يجدون مشكلةً في أن يتواصل النـزيف في الأمّة، بدءاً من اليمن، وصولاً إلى السّودان والصّومال وأفغانستان وباكستان والعراق، كما أنهم لا يجدون مشكلةً في اهتزاز الوضع داخل تركيا من خلال العلاقة المتوتّرة مع الأكراد، إضافةً إلى طموحهم وسعيهم لتخريب الوضع الإيرانيّ من الدّاخل.

وتابع: لذلك علينا ألا نسقط أمام ما نعيشه من أجواء حاليّة، لأنّنا إلى جانب اعتقادنا بأنّ المشروع الاستكباريّ قد أصيب بنكساتٍ في مواقع متعدّدة في المنطقة، إلا أنّ هذا المشروع يعاود إحياء نفسه بأساليب ووسائل جديدة، ويحاول النّهوض من جديد، ويسعى لأخذ زمام المبادرة السياسيّة والأمنيّة في المنطقة، بالتعاون المباشر مع الكيان الصهيونيّ، الذي يجد أنّ أقصر الطّرق لتحقيق أهدافه التّدميريّة في الأمّة، تتمثّل بإشعال فتن مذهبيّة متنقّلة فيها، وباستغلال العناوين الأخرى، سواء أكانت قبليّةً أم مناطقيّةً أو غيرها في هذا الإطار.

ودعا سماحته اللّبنانيين إلى الاستفادة من حال التّفاهم الحاليّة، ومنع الآخرين ـ وخصوصاً بعض السّفراء الأجانب ـ من تقويضها، بطرح عناوين خلافيّة، ومحاولة خلق بعض الأجواء المتشنّجة هنا وهناك، والإيحاء إلى البعض في كواليسهم السياسيّة بأنّ البلد يعيش حالة هدنة داخليّة وكذلك في علاقته مع سوريا، وأنّه مقبلٌ على حرب داخليّة، أو سيتعرّض لحربٍ إسرائيليّة خطيرة، مما يدخل في أساليب التّهويل والخداع التي ينبغي ألا تنطلي على الفئات الشعبيّة والجهات السياسيّة المعنيّة.

وكان سماحته استقبل القائم بالأعمال الإيرانيّ في لبنان، مير مسعود حسينيان، يرافقه المستشار الثقافي الإيرانيّ، السيد محمد حسين رئيس زادة، حيث جرى عرضٌ لعدد من القضايا العامّة.


كذلك استقبل سماحته النّائب الأوّل لحاكم مصرف لبنان، السيّد رائد شرف الدّين، ترافقه والدته السيّدة رباب شرف الدين ووالده السيّد حسين شرف الدين.

واستقبل سماحته العلامة الشّيخ عفيف النّابلسي..


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 14 محرم 1431 هـ الموافق: 31/12/2009 م