22 ديسمبر 2008

نبّه إلى أنّ إسرائيل أرادت من عنوان "حوار الأديان" الإيقاع بين السنّة والشيعة
فضل الله دعا علماء السنّة والشيعة إلى لقاء سريع يحسم أولويات الأمة لحساب الإسلام لا لحسابات المذاهب


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه محاولات رئيس العدو الصهيوني، شمعون بيريز، الأخيرة الإيقاع بين السنة والشيعة، فقال:
يوماً بعد يوم يتبيّن للجميع أن إسرائيل التي تعيش حال من الاهتزاز السياسي والأمني، لم تشهده منذ أقامت كيانها الغاصب على أرض الفلسطينيين، واستطاعت أن تتلاعب بالمواقف العربية، وأن تستدرج العرب إلى فخّ جديد تحت عنوان "حوار الأديان" بعدما استطاعت أن تتلاعب بهم في مؤتمر أنابوليس، وأن تدغدغ أحلامهم بكلمات معسولة، لتعود فتزرع الأراضي الفلسطينية بالمستوطنات، وتهجّر آلاف الفلسطينيين وتهدم بيوت المقدسيين وتعمل ليل نهار لتغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين المحتلة، إلى جانب سعيها لتغيير الواقع السياسي والأمني في المنطقة كلها.
لقد لاحظنا كيف أن العرب الذين انتظروا الحصول على هدية إسرائيلية، ولو على مستوى الكلمات والوعود في مؤتمر حوار الأديان، أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، لأنه ليس عند إسرائيل ما تعطيه للعرب إلا المزيد من سفك دمائهم ومصادرة أراضيهم، انسجاماً مع الفتاوى الجديدة لحاخامات اليهود في فلسطين المحتلة الذي أصدروا مؤخراً المزيد من الفتاوى التي تبيح للمستوطنين طرد الفلسطينيين من أرضهم وقتلهم وتهجيرهم، في إشارة واضحة الدلالة قبل أيام من انعقاد مؤتمر حوار الأديان في نيويورك تحت قبة الأمم المتحدة.
بيد أن ما تخطط له إسرائيل يتجاوز كل هذه الغبطة والفرحة العربية برئيس الكيان الصهيوني المجرم، شمعون بيريز، أو الدخول مبدئياً في بوابة التطبيع من خلال العنوان الديني، لأن العدو يتطلع جدياً لإشعال نيران الفتنة بين السنة والشيعة في المنطقة، ويعمل في هذه الأيام لركوب موجة "الأكثريات" بعدما عمل في العقود الماضية على ركوب موجة الأقليات التي حاول الإيحاء بأنها تشترك معه في مزايا الدفاع عن الوجود والمصير، وقد بدأ ينفخ ببوق المذهبية في شكل متواصل من دون أن ينبري أحدٌ ليرد عليه أو ليفنّد تهاويله وأحابيله.
لقد لاحظنا أنّ ما لم يتحدث به بيريز بصراحة في مؤتمر حوار الأديان وإن ألمح له تلميحاً، صرّح به في شكل مكشوف في خلال لقائه مع "اتحاد الجاليات اليهودية في أمريكا الشمالية" حيث قال إنّ "من الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى عقد سلام مع الفلسطينيين ووضع حد للاحتلال، إعلام السنة في الشرق الأوسط أنهم ليسوا مجبرين على الخضوع لإيران وللأقلية الشيعية المتطرفة"، كما تحدث عن إيران بطريقة تهويلية زاعماً أنها تمتلك طموحات إمبريالية وأنها تسعى لحكم الشرق الأوسط، وكل ذلك في سياق لعبة جديدة للإيحاء بأن من الممكن دخول السنة في مصالحة مع إسرائيل، بينما لا يمكن دخول الشيعة في هذا الخط، لأنهم متطرفون بحسب زعمه.
والواقع الشرعي والميداني يدحض أكاذيبه، لأن المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية لا ترضى باغتصاب فلسطين ولا يمكن أن تقبل بالوقوف مع الظالم ضد المظلوم، كما أن الواقع الشعبي السني والشيعي على السواء يرفض الاعتراف للصهاينة باغتصاب فلسطين، وقد أثبت هذا الواقع ذلك، بوقوفه مع كل المجاهدين والمناضلين العاملين لتحرير فلسطين، واحتضانهم لهم والدفاع عنهم بكل الوسائل والإخلاص لهم على طول الخط.
إننا نقول للعرب، وخصوصاً أولئك الذي تضحك عليهم إسرائيل عندما تحدثهم عن أنها تقف معهم في جبهة واحدة لمواجهة ما تسميه الخطر الإيراني، أو عندما تحدثهم عن طموحات إيران: حذارِ من السقوط في هذا الفخ الإسرائيلي، لأنه يمثل الحالقة للدين ولقضايا الأمة، وسيدخلهم في حرب مباشرة مع شعوبهم، ليكتشفوا بعد خراب البصرة أن العدو يراهن أكثر ما يراهن على الفتنة المذهبية وعلى الصراعات العرقية التي تعيد العرب إلى الحمية الجاهلية وتجعلهم يتحدثون عن إخوتهم في الدين كما تحدث اليهود في بداية الدعوة الإسلامية، فقالوا عن المشركين: {هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً...} وفي ذلك سقوط عربي وإسلامي مريع لمصلحة إسرائيل التي شعرت في السنوات الأخيرة بأنها دخلت في الحلقة السياسية والأمنية المظلمة، وأن الظروف الإقليمية والدولية لم تعد مؤاتية بالكامل لمصلحتها، وخصوصاً مع سقوطها المدوّي في لبنان في تموز من العام 2006، وبداية العد العكسي للمحافظين الجدد في واشنطن.
ونقول للمسلمين، وخصوصاً لعلمائهم الذين ملأ بعضهم الدنيا بالضجيج في معالجة بعض قضايا التاريخ والواقع بطريقة عصبية ومذهبية، إن واقع التمزّق الذي تطرحه كلماتكم وتنطلق به مواقفكم بات يغري العدو بنا، ويجعله يراهن على إحداث شروخ خطيرة في الأمة من خلال استخدامه للعنوان المذهبي، إلى المستوى الذي يجرؤ فيه قادة العدو على الدعوة إلى وقف التداول ببعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن اليهود في المنتديات العربية والإسلامية وفي المدارس والمساجد، وهو الأمر الذي يمثل استهانة كبرى بكل المقدسات الإسلامية، ودعوة صريحة إلى تدمير العقيدة الإسلامية لحساب العقيدة الصهيونية التلمودية العنصرية القاتلة.
إنني ومن موقع مسؤوليتي الشرعية، أدعو العلماء والأعلام من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية، إلى اللقاء اليوم قبل غد، وغداً قبل بعد غد، في اجتماع إسلامي يعكف على دراسة الواقع العربي والإسلامي في نطاق استراتيجية حاسمة تضع الأسس للأولويات الإسلامية الكبرى بعيداً عما هي مصلحة المذاهب، وقريباً مما هي مصلحة الإسلام العامة، ليصار إلى اعتماد آلية لتأكيد ذلك وإلزام الحكومات بها، وإنني في الوقت الذي أتطلع لتحقيق ذلك بما له من أثر كبير على واقع الأمة في هذه المرحلة الخطيرة والصعبة من تاريخها، أجزم من موقع المعرفة والمتابعة والعلم والدراية، بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لا تمثل أي خطر على جيرانها العرب، ونحن لا نقبل أن تكون كذلك، وهي ليست في هذا الوارد على الإطلاق من خلال ما نعلمه من قادتها ومسؤوليها، ولذلك فإننا ندعو إلى عدم الأخذ بالتهاويل الصهيونية الباطلة، والعمل للدخول في حوار جدي معها ومع غيرها، لأنه أولى من الحديث مع الصهاينة المغتصبين وأنفع للأمة وحتى للذين يخشون على مواقعهم ومراكزهم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 25-11-1429 هـ الموافق: 23/11/2008 م
في معرض تعليقه على التفجير الانتحاري الذي استهدف مشيّعين في باكستان
فضل الله: مشكلة المسلمين جميعاً هي المحتلين المستكبرين


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على التفجير الانتحاري الذي استهدف جمعاً من المشيّعين في باكستان، جاء فيه:
لقد قام بعض التكفيريين الذين يرفضون من الناحية الفكرية والعملية قول النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، بمجزرة وحشية في تفجير عدواني لا علاقة له بالإسلام ولا بالمسلمين، استهدف جنازة بعض المؤمنين في باكستان، ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى من أتباع الإسلام في خط النبي(ص) وأهل بيته(ع)، انطلاقاً من العصبية العمياء التي يستحلّون من خلالها دماء المسلمين لاختلافهم معهم في بعض التفاصيل المذهبية، والذي من المفترض ألا يؤدي إلى كفر أو ضلال، بل أن يخضع لثوابت إسلامية اجتهادية تماماً كما هي الخلافات الكلامية والفقهية بين المسلمين من سائر المذاهب .
إننا إذ نستنكر هذه الجريمة الوحشية وكل الجرائم المماثلة، نقول لهؤلاء المتعصبين التكفيريين: إن مشكلتكم في باكستان ليست مع المسلمين الشيعة الذين يؤمنون بالله، ويعلنون الشهادتين، ويصلّون ويصومون ويحجّون ويطيعون الله ورسوله، بل إن مشكلة المسلمين جميعاً تتمثل في المستكبرين المحتلين الذين اجتاحوا بلاد المسلمين بالاحتلال الغاشم الذي يقتلون فيه الأبرياء بطائراتهم وصواريخهم الأمريكية في حلف الناتو، فإذا كنتم مخلصين للإسلام وأهله فعليكم أن تعملوا لتكون حربكم في مواجهة المحتلين من أجل أن ترفعوا عدوانهم عن بلادكم، لا مع المسلمين، ولاسيما أن المرحلة تفرض على المسلمين أن يأخذوا بأسباب الوحدة الإسلامية، وأن يرجعوا إلى الله ورسوله في حلّ خلافاتهم، على هدى قول الله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول"، وقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا}، لأن الكافرين المستكبرين لا يريدون رأس الشيعة أو السنّة فحسب، بل يريدون إسقاط رؤوس المسلمين جميعاً، وتدمير الإسلام كله.
كما ندعو أهلنا جميعاً في باكستان إلى عدم الدخول في ردات الفعل الانفعالية التي لن تكون إلا لمصلحة المحتل الذي يسعى لإحداث الفتنة داخل الأمة الإسلامية.
إننا ندعوكم إلى العودة كتاب الله وسنّة نبيه، لتلتقوا على أساس الإسلام، وتأخذوا بأسباب ثقافة الإسلام بالحوار على أساس التحديات الإسلامية الكبرى، والبعد عن العصبية العمياء في شبهاتها الجاهلية، سائلين المولى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وان يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، والحمد لله رب العالمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-11-1429 هـ الموافق: 22/11/2008 م
دعا الإدارة الأميركية القادمة ألا تقف حجر عثرة أمام التغيير في المنطقة
فضل الله: الفرص سانحة لانفتاح أميركي تقابله شعوبنا بانفتاح مماثل


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، جاء فيه:
صوّت الشعب الأميركي قبل أيام لإسقاط إدارة كان هو الذي ساهم في صنعها قبل ثمانية أعوام وفي إعادة إنتاجها بعد أربع سنوات... فعمل على قطع الطريق على رمز جديد من رموزها، بعدما كوته بنار حروبها وويلاتها التي لم تحرق العالم واقتصاده فحسب، بل جاءت بالنيران إلى المعقل الأميركي نفسه، ليشعر الأميركيون لأول مرة منذ ما يقارب القرن من الزمن بأن بلدهم ليس بمأمن من الكوارث، تماماً كما هو العالم، وليصوتوا لمصلحة إسقاط الإدارة المحافظة بعدما رأوا أن العالم بأسره لا يستطيع التعايش مجدداً معها ـ باستثناء إسرائيل ـ ولذلك عملوا للخلاص منها قبل أن تجلب لهم المزيد من الويلات والمآسي.
ولعل الناخب الأكبر في هذه الانتخابات الأميركية الرئاسية تمثل في شعوبنا وفي حركات المقاومة عندنا التي استطاعت أن تهزم مشروع الإدارة المحافظة وأن تعيد الكرة إلى ملعب الشعب الأميركي ليتصرف بوحي من المشاكل والهموم السياسية والكوارث الاقتصادية والمالية التي تسببت بها حروب بوش الابن الاستباقية، ولولا ذلك لكان من الممكن أن نتصوّر مشهداً أميركياً مختلفاً في عالم يتحضّر لمزيد من الحروب المدمرة.
وإننا أمام ما جرى في الولايات المتحدة الأميركية من نتائج في هذه الانتخابات، ومن حديث متواصل عن رغبة حقيقية في سلوك طريق التغيير نريد أن نطل على ذلك من خلال جملة من المعطيات.
أولاً: إننا نأمل أن تطل الولايات المتحدة الأميركية على حقبة سياسية جديدة، تخرج فيها عن تقاليد الحقبة السابقة التي أدخلت فيها الإدارة المحافظة أميركا والعالم في الحروب الاستباقية المجنونة من خلال الذهنية الخرافية التي سيطرت على البيت الأبيض بإيديولوجيتها الدموية التي قدّم فيها الرئيس الأميركي نفسه للعالم كرسول يسعى لترجمة تعاليم اعتبرها إلهية، فكرّس الآلة العسكرية الأميركية لحساب حروب حملت الطابع الأيديولوجي الدموي إلى جانب حسابات الهيمنة والسيطرة السياسية وحسابات المصلحة الإسرائيلية، فدخل العالم في مرحلة جنون وصراع وفوضى لم نشهد مثيلاً لها من قبل، وخصوصاً أن الرئيس الأميركي حاول ترجمة بعض التصورات التي قدمتها نخب أميركية معقدة حول صراع الإيديولوجيات ونهاية العالم وما إلى ذلك.
ثانياً: لقد بات لزاماً على الإدارة الجديدة أن تتنازل عن كثير من الغرور الذي اعترى السياسية الأميركية، وخصوصاً في العقود الماضية ولاسيما في مسألة القيادة، لأن العالم بات في مرحلة جديدة لا تحتمل سيطرة القطب الواحدة، كما أن أمريكا نفسها لم تعد تلك القوة الوحيدة التي تملك الأنياب العسكرية والمالية والاقتصادية والقوة السياسية، وبالتالي فعليها أن تطل على العالم بحجمها الحقيقي الذي أفرزته تداعيات السنين الأخيرة ومشاكل الشهور الماضية، وأن تُخرج مسألة الإرهاب من دائرة الابتزاز والاستفادة الذاتية، وأن تقفل الأبواب على سياسة الاحتلال المباشر، فتخرج من بلادنا إلى غير رجعة.
ثالثاً: إذا كان شعار التغيير يمثل حقيقة راسخة في أذهان الإدارة الجديدة القادمة، فعلى هذه الإدارة أن تعرف أن شعوبنا هي أيضاً تطمح إلى التغيير، وأن الذي منع التغيير من أن يتحول إلى واقع ملموس في المنطقة هو الإدارات الأميركية المتعاقبة التي حرصت على حماية الدكيتاتوريات في بلادنا بأسوار مخابراتية وأمنية وسياسية عالية، وبالتالي فإن على من يتغنى بديمقراطيته وقيمه الديمقراطية ألا يقف حجر عثره في وجه الشعوب الطامحة للتغيير بوسائلها التي قد تتقدم على تلك الديمقراطية في خطوط الحضارة والتراث الإنساني والتطلع الحضاري، والامتداد في خط الرسالات الذي لا يبتعد عن خطوط الحرية والعزة والسيادة وحقوق الإنسان التي تصبو نحوها الشعوب المتحضرة الواعية.
رابعاً: نحن لا نتوهم أن الولايات المتحدة الأميركية بثوبها الديمقراطي الجديد والمتمثل بالرئيس الجديد وإدارته، سوف تنتقل من موقع الدعم المطلق لإسرائيل إلى موقع العداوة لها، لأننا نعرف أن للعبة السياسية الأميركية قواعدها وضوابطها التي تحسب حساب إسرائيل قبل كل شيء، ولكننا نحذر من أن يستمر التعاطي مع قضايانا من المنظار الإسرائيلي، ونريد للإدارة الجديدة أن تراجع حساباتها جيداً، وخصوصاً في سياستها الخارجية لأن هيمنة اليهود على هذه السياسة هو الذي عاد بالويلات على الأميركيين قبل غيرهم، وينبغي أن تكون الكوارث المالية والسياسية التي أصيبت بها الساحة الأميركية مؤخراً بمثابة الوازع للقادمين الجدد إلى البيت الأبيض، ليحرصوا على ترتيب بيتهم الداخلي قبل أن يحلموا بغزوة جديدة للعالم، فيخسروا العالم، مجدداً ولا يربحوا ساحاتهم الداخلية.
خامساً: إننا، وعلى الرغم من التعقيدات الكبرى التي تحيط بالإدارة الأميركية القادمة في الكثير من انتماءاتها وخلفياتها، إلا أننا نرى أن الفرص ستكون سانحة لانفتاح أميركي على العالم من نافذة الاعتراف بالقوى الفاعلة للشعوب، وللمباشرة بحوار سياسي وفكري جدي حول ما يصلح أمور البشرية بعد الكوارث الاقتصادية والسياسية والبيئية التي تسببت بها إدارة بوش، وإذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة حريصة على تسوية علاقاتها وأوضاعها مع العالم العربي والإسلامي، فعليها أن تباشر الحوار مع شعوب هذا العالم وقواه الحيوية وسلطاته الحقيقية بعيداً عن تعقيدات الهيمنة وطموحات الاستحواذ، لأننا نعتقد أن شعوبنا ـ عندها ـ ستقابل هذا الانفتاح بانفتاح مماثل يمكن أن يعزز من فرص الحلول في المنطقة، وأن يطوي صفحة سوداء طويلة من الآلام والعذابات، لتنطلق مرحلة جديدة تحتاجها الولايات المتحدة الأميركية نفسها ويتشوّق إليها العالم بأسره.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 11-11-1429 هـ الموافق: 09/11/2008 م
استقبل الدكتور الخطيب ووفد جمعية التعليم الديني
فضل الله:لتكن المناسبات الإسلامية مواقع للقاء والتعاون في الخط الإسلامي الوحدوي


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، رئيس جامعة صيدون، الدكتور محمد الخطيب، على رأس وفد من الجامعة، وقدّم الدكتور الخطيب التهنئة لسماحته بسلامة العودة من الديار المقدسة بعد أدائه لمناسك الحج، وكانت مناسبة للتداول في عدد من الشؤون الثقافية والأوضاع السياسية.
ثم استقبل سماحته وفد جمعية التعليم الديني برئاسة مديرها العام، الشيخ علي سنان، وقدّم الوفد التهاني لسماحته بالعودة من الديار المقدسة، كما قدّم دعوة لسماحته إلى إلقاء محاضرة إسلامية في الاحتفالات التي تقيمها الجمعية لمناسبة عاشوراء.
وجرى في خلال اللقاء بحث في الشؤون الإسلامية العامة، حيث شدد سماحة السيد فضل الله على أن تتحول المناسبات الإسلامية إلى مواقع للّقاء الإسلامي المنفتح على خطوط الوحدة الإسلامية، بعيداً من التعقيدات التي قد يحركها الخطاب المتشنّج الذي قد يطلقه بعض الخطباء الذين لا ينفتحون على العمق الإسلامي الذي تمثله المناسبات الإسلامية، وخصوصاً رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء، في انفتاحهما على التاريخ الإسلامي وتأصيل الحركة الإسلامية في خط الدعوة إلى الله ومواجهة الظلم الذي قد ينطلق داخل الواقع الإسلامي وخارجه، مشدداً على التقاء حركة الهجرة مع انطلاقة الإمام الحسين(ع) في عاشوراء على أساس أن تكون الأولوية للإسلام وحفظ الخط الإسلامي الوحدوي والمنفتح.
كما كان سماحته قد استقبل المدير العام السابق لوزارة الداخلية عطالله غشام.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-12-1429 الموافق: 22/12/2008
استقبل وفداً كويتياً
فضل الله: لتنسّق الأطراف الكويتية الإسلامية خطواتها في نطاق المسار الإسلامي المنفتح


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً كويتياً ضمّ سماحة الشيخ حسين المعتوق، والنائبين في البرلمان الكويتي، عدنان عبد الصمد وأحمد لاري.
وجرى في خلال اللقاء بحث في الوضع الإسلامي العام والأوضاع الكويتية والعلاقات اللبنانية الكويتية.
وأكد سماحة السيد فضل الله، خلال اللقاء، أهمية تعاون الكويتيين جميعاً للحفاظ على مصلحة بلدهم، وتجسيد حركة الوحدة الإسلامية في الداخل الكويتي وفي الانفتاح على الآخرين خارج الساحة الكويتية، مركزاً على ضرورة تنسيق الأطراف الإسلامية المتعددة داخل الكويت، السنية منها والشيعية، خطواتها في نطاق المسار الإسلامي المنفتح الرافض لكل المحاولات الساعية للإيقاع بين المسلمين من خلال انطلاقها في خطوط الغلوّ والخرافة، أو من خلال إساءاتها للرموز الإسلامية بطريقة وأخرى.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-12-1429 الموافق: 22/12/2008
مهنئون لفضل الله بسلامة العودة


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الوزير السابق، ميشال سماحة، الذي زاره مهئنئاً بسلامة العودة من الديار المقدسة، وكانت مناسبة للتداول في تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية، وأفاق المرحلة المقبلة في المنطقة، والتطورات الحاصلة على مستوى العلاقات العربية ـ العربية.
ثم استقبل سماحته الدكتور حسين كنعان الذي زاره مهنئاً، وجرى البحث في شؤون محلية، وقضايا إسلامية راهنة.
وتلقى سماحته اتصالاً من الوزير السابق، جان عبيد، هنأه فيه بسلامة العودة من الديار المقدس.
كما تلقى سماحته اتصالاً مماثلاً من الوزير السابق، وديع الخازن.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 19- 12-1429 الموافق: 17/12/2008
فضل الله يتلقى اتصالات ويستقبل مهنئين بسلامة العودة من الديار المقدسة


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الوزير السابق، أسعد دياب، الذي زاره مهنئا بسلامة العودة من الديار المقدسة في المملكة العربية السعودية، وكانت مناسبة للتداول في الأوضاع العامة.
كما استقبل سماحته للغاية عينها مدير عام الأمن العام اللواء، وفيق جزيني، ورئيس مؤسسة "عامل"، الدكتور كامل مهنا، ووفداً من حوزة المعهد الشرعي الإسلامي ضم عدداً من العلماء، والقاضي الشيخ يوسف عمرو.
كما تلقى سماحته اتصالات هاتفية مهنئة بعودته من الديار المقدّسة، أبرزها من الرئيس سليم الحص، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان، السفير الإيراني في بيروت، محمد رضا شيباني، ونقيب الصحافة الأسبق، زهير عسيران.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 18-12-1429 الموافق: 16/12/2008

اتصـالات مهنئـة بعيد الأضحى المبارك


سماحته تلقى سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله اتصالات مهنئة بعيد الأضحى من رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، ومن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ومن رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، كما تلقى اتصالات مهنئة من الرئيس سليم الحص، ورئيس كتلة التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، ومن عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 13 ذو الحجة 1429 الموافق: 10/12/2008
استقبل في مقر بعثته بمكة جموعاُ من الحجاج القادمين من الخليج وأمريكا وأوروبا
فضل الله: الفرصة متاحة لحوار إسلامي- غربي معمّق لا يقتصر على الجانب الرسمي


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في مقر بعثته بمكة المكرمة جموعاً ووفوداً من الحجاج العراقيين والكويتيين والعمانيين والسعوديين والباكستانيين، إضافة إلى حجاج قادمين من أميركا وأوروبا والدول الاسكندينافية.
وألقى سماحته في الحجاج كلمة تطرق فيها إلى ما يجري في العالم من خطط ومشاريع لمحاصرة الإسلام، ومنعه من الامتداد فكرياً وثقافياً وتشريعياً، مشيراً إلى أن التضييق على حركة هجرة الكثير من العرب والمسلمين إلى بلاد الغرب يدخل في سياق التضييق على الإسلام نفسه، وقد لاحظنا كيف أن مسؤولي العدو الصهيوني حذروا من الانتشار الإسلامي في أوروبا، وعملوا على التهويل على الأوروبيين، لإظهار الإسلام كعدو يجب محاربته ومنعه من الامتداد، والتضييق على المنتمين إليه بكل السبل.
ورأى سماحته أن التصدي لذلك ينبغي أن ينطلق من خطين: الأول ويتمثل في استمرار العمل الحركي الإسلامي، والعمل التثقيفي والإعلامي والسياسي بالوسائل المشروعة والهادئة والتي لا تمثل اعتداءً على أحد أو إساءة للآخرين، ويتمثل الثاني في توحيد جهود الجاليات الإسلامية في البلدان الغربية، سواء لجهة التعريف بحقيقة الإسلام وبيان رحابته وانفتاحه وتسامحه، واتساع صدره وأفقه تجاه الآخر الذي يختلف معه دينياً أو سياسياً أو ما إلى ذلك، أم لتوضيح أن الإسلام لا يحمل مشروعاً للسيطرة على الآخر وتقويض بنيانه الاقتصادي أو تدمير ثقافات الشعوب، بقدر ما يحمل من مشاريع توضيحية لتقديم نفسه للآخرين، وتقديم مفاهيمه، كما هي على حقيقتها، بعيداً من عمليات التشويه والتشويش المتواصلة ضده.
وأضاف سماحته: ليس هناك من دين أو فكر يتعرض لحملات من التشويه المتواصلة منذ قرون كما يتعرض الإسلام لذلك، وبالتالي فمن حقه أن يرد على ذلك بالوسائل الإعلامية والثقافية والسياسية المشروعة لدى الآخرين، داعياً إلى إدارة الحوار الإسلامي ـ الغربي في شكل شمولي وطريقة حضارية وبعيداً من التهاويل المثارة ضد الإسلام، والتي غالباً ما يُسقِط فيها الإعلام الغربي صورة دعاة العنف من المسلمين أو المنتمين لحركات صدامية عنيفة على الواقع الإسلامي أو على المفاهيم الإسلامية.
وقال سماحته: إننا نعتقد أن التطورات الأخيرة التي أصابت العالم بأسره في اقتصاده وأمنه الغذائي والصحي والبيئي، إضافة إلى التوترات والاهتزازات والاعتداءات الأمنية على المجتمعات المسالمة في الشرق أو في الغرب، ينبغي أن تفسح في المجال لحوار إسلامي ـ غربي في العمق، ينطلق في الدوائر الثقافية والسياسية الأساسية ومن خلال أهل الاختصاص، ولا يقتصر على الجانب الرسمي الذي غالباً ما يأخذ شكلاً احتفالياً تستفيد منه بعض الدوائر السياسية هنا وهناك، ولكنه يبقى من دون أثر في الأرض الشعبية والسياسية.
كما اعتبر سماحته أن الأحداث الأخيرة في العالم من جهة، وتطورات الأوضاع الداخلية في العالمين العربي والإسلامي أفسحت في المجال لفرص جديدة يمكن أن تنفتح فيها الدوائر السياسية الأساسية في الغرب على محاورة الحركات والأحزاب الإسلامية، وخصوصاً تلك التي تنطلق في المقاومة والممانعة، ولكنها ترفض الإرهاب أو العنف الذي يضرب خارج نطاق الاحتلال أو يتعرض للأبرياء في أي مكان في العالم.
وقال: إن دعوتنا إلى ضرورة استغلال الفرص الجديدة المؤاتية للحوار، والمنطلقة من رؤية تأخذ في الحسبان المخاطر الكبرى المحدقة بعالمنا وبالبشرية جمعاء، لا تعني أن تتناسى الشعوب ظلاماتها، أو تسكت عن الذين أجرموا في حقها، ولذلك فمن حق شعوبنا أن تطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الذين دمّروا البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كثير من بلدان المنطقة، وخصوصاً مجرمي الحرب من الصهاينة في فلسطين المحتلة، الذين يمارسون في هذه الأيام أبشع أنواع الجرائم، وبشكل مكشوف ومفضوح أمام العالم الذي يتفرج على مأساة الفلسطينيين وعلى تجويعهم وحصارهم وقتلهم، وكأنه ينتظر منهم أن يرفعوا الراية البيضاء ويستسلموا للمحتل ويسلّموا بشروطه، وهو الأمر الذي نعرف أن الفلسطينيين لن يقدموا عليه لأننا واثقون من قدرتهم على الصمود وإمكاناتهم في إرباك خطط العدو ومشاريعه.
وأضاف سماحته: إن العالم يتطلع في هذه الأيام إلى ما يجري في غوانتانامو من محاكمة لبعض المتهمين بأحداث 11 أيلول، والتي يراد من خلالها إعطاء شهادة سياسية نهائية للرئيس الأمريكي جورج بوش مع قرب انتهاء حكمه، وبصرف النظر عن طبيعة هذه المحاكمة، نقول إن على العالم الحر أن يتحرك الآن وفي المستقبل لمحاكمة بوش نفسه، لأنه إذا كان هؤلاء متهمون بقتل بضعة آلاف فإن بوش قد قتل عشرات الآلاف من شعوبنا، ودمّر اقتصادات بلداننا، وأفضت سياسته وقراراته إلى النتائج الكارثية التي تصيب العالم في هذه الأيام، ولذلك فإذا كان العالم قد سلك الطرق التي يحاكم فيها الأقوياء ضعاف الناس أو من يتّهمون بمواجهة مشاريع الكبار، فعلى القوى الحيّة والطلائع الواعية و المثقفة في العالم والجهات الحقوقية المختصة أن تسعى جهدها لمحاكمة طواغيت الأرض والعابثين فيها فساداً وقتلاً، وعلى رأسهم جورج بوش و رموز إداراته.
وكان سماحته قد استقبل سماحته رئيس الوزراء العراقي السابق، إبراهيم الجعفري، ودار حديث في المسألة العراقية وآفاقها، وفي عدد من الشؤون العربية و الإسلامية



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 13-12-1429 الموافق: 10/12/2008
استقبل في مكّة المكرّمة وفداً من علماء السنّة والشيعة في العراق
فضل الله: سلاح الوحدة الداخليّة هو الأفضل للعراقيّين مع سلاح المقاومة


واصل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نشاطه في مقرّ بعثته في مكة المكرمة، فاستقبل وفداً من اتحاد علماء المسلمين في العراق ضم فاعليات دينية وسياسية من السنة والشيعة. وضم الوفد: وزير النقل العراقي، السيد عامر البطاط، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ورئيس لجنة صياغة الدستور، الشيخ هشام حمودي,وامام الجامع الكبير في السليمانية، الشيخ ماجد الحفيد، وإمام الحضرة القادرية، الشيخ محمود العيساوي والشيخ فؤاد المقداد، ورئيس جماعة علماء العراق في البصرة، الشيخ خالد الملا، ورئيس قسم الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية ببغداد، الدكتور احمد مهنا.
وتحدث باسم الوفد إمام الحضرة القادرية، الشيخ محمود العيساوي، فتوجه إلى سماحته بالقول: هناك من يؤكد دائماً أن عاطفة الشباب هي بحاجة لخبرة الرجال، ونحن في العراق نتطلع إليكم في لبنان وإلى سماحتكم على وجه الخصوص لننهل من معين حكمتكم وخبرتكم و نتزود منهما زاداً يعيننا على مواجهة ما يعترضنا من مشاكل في العراق,لقد عشتم في لبنان في ظل محنة صعبة,وكان الحديث يدور عن أن لبنان سيدخل في هذه المحنة التي تم احتواءها بفعل جهودكم وجهود المخلصين، ونحن في العراق نتطلع إلى تجاوز هذه المحنة.
أضاف: لقد كنا نتابع مواقفكم ومواجهاتكم مع العدو الإسرائيلي في أثناء حرب تموز من العام 2006، وشعرنا بأنكم في لبنان تدافعون عن الأمة كلها، وترفعون رأسنا عالياً، فأنتم تمثلون مرجعية إسلامية تحظى بالتقدير و الاحترام الكبيرين ، ليس في الوسط الإسلامي الشيعي فحسب، بل في الأوساط الإسلامية السنية أيضاً. ونحن لا نذيع سراً إذا قلنا لكم إن الكثير من شبابنا يتابع أقوالكم ويرصد مواقفكم ويعمل بفتاواكم، ونحن في العراق بخصوصياته و تنوعاته في حاجة إليكم في مواجهة كل ما يحاك ضد العراق والعراقيين و ضد الإسلام والمسلمين.



كلمة المرجع فضل الله



ثم تحدث سماحة السيد فضل الله فأشار إلى أن العراق يمثل ثغراً مهماً من ثغور الإسلام، وهو الموقع الذي اختزن حركة الحضارات القديمة منذ حضارة بابل، كما أطل على الحضارة الحديثة، وخصوصاً الحضارة الغربية، من نافذة الحضارة الإسلامية التي أعطت الكثير للحضارات التي جاءت بعدها، وخصوصاً الحضارة الغربية، وكانت بحق أم الحضارات الحديثة.
أضاف: منذ انطلقنا في النجف الأشرف، كنا نلاحظ أن العراق لا يتميز عن البلدان الإسلامية الأخرى في خطوطه الثقافية والأدبية والإسلامية فحسب، بل في الجانب الوحدوي الإسلامي الأصيل الذي كان يجمع المسلمين بعيداً من كل عناصر التفرقة المذهبية، وكنا نلاحظ انه لا وجود للعصبية المذهبية ولا أثر لها في العراق، إلى الوقت الذي دنس الاحتلال أرضه حيث عمل على خطين: خط عمل على تمزيق وحدة العراقيين الداخلية من خلال الإيحاء بأنه يقف إلى جانب فريق عراقي ضد فريق عراقي آخر، ومن خلال محاولاته لتحريك الحساسيات التاريخية بطريقة معقدة وخبيثة، وخط عمل على تصفية كل عناصر القوة العراقية لأنه كان يراد إسقاط هذه العناصر لحساب إسرائيل، لأن العراق كان يمثل خطراً استراتيجياً على إسرائيل التي كانت تعمل لتدمير هذه القوة التي تعرف أنها قوة الشعب العراقي وليست قوة نظام قابل للسقوط في أي وقت وعند أي منعطف دولي، أو في ظل ظروف سياسية ملائمة في المنطقة.
وتابع: أن أفضل سلاح يمكن للعراقيين استخدامه في مواجهة المحتل إلى جانب سلاح المقاومة هو سلاح الوحدة، وخصوصا الوحدة الإسلامية التي تجمع السنة و الشيعة على طاعة الله و رسوله(ص)، وعلى السعي المتواصل لإخراج المحتل من العراق في أسرع وقت، والوحدة الإسلامية لا تمثل بالنسبة إلينا مشروعاً ثقافياً فحسب، بل إنها مسألة حياتنا أو موتنا، لأن أي اختراق للنسيج الإسلامي الداخلي، وأي عبث بالأمن العربي أو الإسلامي من الداخل,سواء من خلال الخصوصيات التي تتصل بالمذاهب أو بالأحزاب وما إلى ذلك، هو تأسيس لحالات من الانقسام القاتل في الأمة.
وأشار سماحته إلى تجربة اتحاد علماء الإسلام مؤكداً أهمية أن يسعى الجميع، كلٌ في وسطه و بحسب إمكاناته، لمواجهة الألغام التي زرعها الاحتلال ومحاولات المستكبرين لإيقاع الشقاق والتشرذم في صفوف الأمة.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 7-12-1429 الموافق: 05/12/2008
استقبل السفير الإيراني الذي وضعه في أجواء زيارة الرئيس سليمان لإيران
فضل الله دعا إلى مكاشفة سياسية في علاقات الدول مع لبنان

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، سفير إيران في لبنان، محمد رضا شيباني، حيث كانت جولة أفق في تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
ووضع السفير الإيراني سماحة السيد في أجواء زيارة رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، إلى إيران، والحفاوة التي استقبل بها، والاهتمام الرسمي الذي لقيه في إيران والمنطلق من احترام السلطات الإيرانية له شخصياً، إضافةً إلى اهتمامها بلبنان وشعبه. كما وضع شيباني سماحة السيد في أجواء لقاء الرئيس سليمان بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، السيد علي الخامنئي.
وأكد شيباني حرص الجمهورية الإسلامية في إيران على استقرار لبنان والحفاظ على سيادته، مشدداً على أن إيران ستواصل دعمها للدولة اللبنانية في المجالات المتعددة، وخصوصاً في مجال الإعمار وإعادة بناء مقومات البنى التحتية التي دمرها العدوان الإسرائيلي في خلال حرب تموز2006م.
من جهته، أكد سماحة السيد أهمية تعزيز العلاقات اللبنانية ـ الإيرانية على المستوى الرسمي، والتي تمثل الصدى للعلاقات الأخوية المتينة السائدة بين الشعبين اللبناني ـ والإيراني، مثمّناً اهتمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بلبنان، ودعواتها للشخصيات اللبنانية إلى إيران لتوطيد العلاقة السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها، داعياً إلى مكاشفة سياسية في علاقات الدول مع لبنان، وإلى استثمار هذه العلاقات لحساب لبنان السيد الحر والمستقل، بعيداً من كل أنواع التبعية أو التدخل في الشؤون الداخلية للبنان.
وشدد سماحته على ضرورة أن تتضافر جهود العرب والمسلمين للدفاع عن الفلسطينيين، والعمل سريعاً لفكّ الحصار عن قطاع غزة.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 3-12-1429 الموافق: 01/12/2008
تلقى اتصالاً من وزير العدل السوداني
فضل الله عرض شؤون البحرين مع رئيس جمعية الوفاق


استقبل سماحة العلامة، المرجع السيد محمد حسين فضل الله، في دارته في حارة حريك، رئيس جمعية الوفاق في البحرين الشيخ علي سلمان، وجرى عرض تفصيلي في مختلف القضايا في البحرين والمنطقة.
وأكّد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء ضرورة إدارة الحوار الموضوعي العقلاني حول مختلف الشؤون التي تهم البحرين وشعبه، إضافةً إلى الحوار العلمي بين المذاهب الإسلامية المتنوّعة، والوقوف ضد الذين يحاولون إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، والذين يتحركون في خطّ التكفير ويستحلّون دماء المسلمين، بما يؤدي إلى زيادة الأزمات والمشاكل التي تمرّ بها منطقتنا.
ورأى سماحته أنّ عمق الأزمة في المنطقة تنطلق من خلال خطوط دولية وإقليمية متضادّة المصالح والأهداف، وخصوصاً عندما تتحرك الخطط الدولية التي تعمل على استغلال نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والأمنية الموجودة في العالم الثالث، ولا سيما العالم العربي والإسلامي، وتحريك أجواء الفوضى بإثارة الفتنة بهدف السيطرة على البلاد العربية والإسلامية.
وشدّد سماحته على ضرورة دخول دول المنطقة في حوار جادّ فيما بينها، للوصول إلى آليات عملية تحافظ من خلالها على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني أمام المتغيّرات الأمنية والاقتصادية التي تجتاح العالم، مؤكداً أهميّة تعزيز العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران لما فيه مصلحة الطرفين، وبما يتطلّع إليه المخلصون في المنطقة في إيجاد خطة تعاون أمني واقتصادي بين إيران والعالم العربي، باعتبار أن إيران أكبر دولة خليجية، ما يفرض أن تكون علاقتها بدول الخليج علاقات قائمة على الاستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية المشتركة.
كما استقبل سماحته عضو المجلس البلدي في القطيف (السعودية) جعفر الشايب، والكاتب في جريدة الرياض محمد المحفوظ، يرافقهما محمد النمر، حيث أثنى الوفد على مواقف سماحة السيد فضل الله الوحدوية، والتي تساهم في بناء جسور من الثقة والاحترام المتبادل بين المذاهب الإسلامية.
وأكد سماحته في خلال اللقاء أهمية الانفتاح الأخوي بين مختلف المذاهب لما فيه المحافظة على الإسلام الواحد، داعياً إلى نشر ثقافة الحوار في المجتمع، خصوصاً في صفوف الشباب في الجامعات والمعاهد والنوادي، لكي ينشأ جيل وحدوي بعيد من التعصّب الضيِّق والأعمى.
وتلقّى سماحته اتصالاً من وزير العدل السوداني شكره فيه على مواقفه الداعمة لوحدة السودان ومنع التدخّل الأجنبي بشؤونه.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 1/12/1429 الموافق: 29/11/2008
فضل الله استقبل وزير العدل البحريني، ودعا إلى صون الوحدة البحرينية الداخلية

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وزير العدل البحريني، الشيخ خالد بن علي بن عبد الله آل خليفة، والوفد المرافق الذي ضمه وسفير البحرين في دمشق مبارك السليطي.
وجرى في خلال اللقاء بحثٌ في العلاقات الثنائية بين البحرين ولبنان، وكذلك تطرق البحث إلى علاقة الشعبين، وسبل تعزيزها.
وشدّد سماحة السيد فضل الله خلال اللقاء على أهمية تعزيز العلاقات بين المسلمين وصون الوحدة الإسلامية على كل الساحات، وخصوصاً في الساحة البحرينية، مؤكداً ضرورة أن يتعاون الجميع لحفظ الوطن وصون قضايا الأمة بعيداً من فوضى العلاقات، وخصوصاً أننا نمر بمرحلة صعبة تستدعي تضافر الجهود للخروج من ضغط الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي يُراد للمنطقة العربية والإسلامية أن تسقط تحت تداعياتها وآثارها السلبية.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 30-11-1429 الموافق: 28/11/2008
استقبل الرئيس الحسيني وعرضا المرحلة من نافذة الانتخابات القادمة
فضل الله يشدّد على استفادة اللبنانيين من التطورات العالمية لصوغ وفاقهم الداخلي

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الرئيس حسين الحسيني، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان، والتطورات السياسية التي أعقبت اتفاق الدوحة، والمرحلة القادمة التي تطل على البلد من نافذة الانتخابات النيابية.
وجرى التوافق على ضرورة أن تتحلى جميع الأطراف بالمسؤولية السياسية والوطنية التي توفر الأجواء والمناخات الملائمة لإجراء الانتخابات في موعدها.
وشدد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء على أن يسعى الجميع لتكون المرحلة القادمة فرصة لإعادة اللحمة بين اللبنانيين، على أساس أن تكون الطوائف عامل وفاق وعنصر انسجام داخل الوطن، لا أن تدخل لعبة اللاتوازن داخل هذه الطائفة أو تلك، أو داخل هذا المذهب أو ذاك كعنصر من عناصر إثارة القلق في الجسم الوطني العام، مشدداً على أن يعمل الجميع كي تكون الانتخابات القادمة فرصة لإعادة تقويم الأوضاع سياسياً وأمنياً بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين، وبما يفسح في المجال لإرساء توافق سياسي داخلي يساهم في إعطاء الزخم لعجلة الدولة بعدما ساهمت السنوات الماضية في إبطاء حركة هذه العجلة أو تعطيلها بفعل الاصطفافات السياسية المعقدة، والتي أفرزت اصطفافات إقليمية ودولية من حول البلد الصغير.
ورأى سماحته أن من الخطورة في مكان أن يعود السجال السياسي الداخلي إلى المستويات السلبية التي كانت سائدة قبل مدة من الزمن، وأن يُصار إلى استحضار مصطلحات قد تثير الفتنة وتحدث تعقيدات سياسية جديدة نحن في غنى عنها، مؤكداً ضرورة أن يستفيد اللبنانيون من التطورات الجديدة في المنطقة والعالم لصوغ وفاقهم الداخلي على أسس سليمة تؤكد احترام الآخر وعدم الاستعراض في مسألة التمثيل الشعبي والسياسي التي قد توفرها ظروف سياسية معينة قابلة للتغيير عند المنعطفات السياسية التي تحدث إقليمياً ودولياً.
وأشار سماحته إلى خطورة ما كرّسه قانون الانتخاب لجهة أن تكون كل طائفة سجينة دائرتها الخاصة بعيداً من العيش المشترك الذي يشعر فيه اللبناني بالاندماج مع اللبناني الآخر سياسياً واجتماعياً وما إلى ذلك.
وتساءل سماحته: لماذا لا تبادر الدولة إلى إحياء المشاريع المطلوبة في المياه اللبنانية؟ وهل إنها تتعرض لضغوط دولية مدفوعة بإشارات إسرائيلية تمنع من استغلال مياه الليطاني لحساب لبنان، أو أن المسألة لا تخرج من كونها تقصيراً داخلياً؟ يُضاف إلى الكثير من الإخفاقات التي أطلت على البلد من نافذة التقصير الحكومي ومن زاوية الإهمال الآتي من غياب التخطيط السياسي والاقتصادي والاجتماعي في حركة الدولة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 29-11-1429 الموافق: 27/11/2008