17 أغسطس 2010

المبرات في إفطارها السنوي:
إنَّ شموخ مؤسَّساتك مستمدٌّ من شموخ روحك















السيّد علي فضل الله: الاستحضار الدّائم لإنسانيَّتنا هو السَّبيل للخروج من المشهد الّذي نعيش

بيروت: أقامت جمعيَّة المبرَّات الخيريَّة حفل إفطارها السنويّ في مجمع مبرّة السيّدة خديجة الكبرى وثانويّة الكوثر على طريق المطار.

في حضور الوزير عدنان السيّد حسين، ممثّلاً رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان، الشّيخ حسن المصري ممثّلاً رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، الوزير حسن منيمنة، ممثّلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نائب أمين عام حزب الله، الشّيخ نعيم قاسم، ممثّلاً أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، عمر المصري، ممثّلاً أمين عام الجماعة الإسلاميّة إبراهيم المصري، الوزير غازي زعيتر، والنوّاب: علي المقداد، علي عسيران، وليد سكريّة، حسين الموسوي، الرّئيس حسين الحسيني، وممثّلين عن: شيخ عقل الطّائفة الدّرزيّة، قائد الجيش، مدير عام الأمن العام، مدير عام الأمن الدّاخلي، مدير عام أمن الدّولة، ووزراء ونوّاب سابقين: عدنان مروّة، إسماعيل سكريّة، بهاء الدّين عيتاني، عصام نعمان، فوزي صلّوخ، صلاح الحركة، ناصر نصرالله، إضافةً إلى سفراء وقناصل، ووجوه اقتصاديّة واجتماعيّة وحزبيّة وتربويّة وعسكريّة ودينيّة.

بداية الاحتفال، آيٌ من الذّكر الحكيم للمقرئ سلمان الخليل، ثم نشيدٌ من وحي المناسبة لطالبات من المبرّات، بعد ذلك، ألقى مدير عام جمعيَّة المبرَّات، الدّكتور محمد باقر فضل الله، كلمةً جاء فيها: "سيِّدي أيُّها الغائب عن العين، الحاضر في القلب، إنَّ شموخ مؤسَّساتك مستمدٌّ من شموخ روحك، وإنَّ عهدنا لك سيبقى عهداً مقروناً بعين الله، بالحفاظ على الأمانة الّتي أودعتها فينا، هذه الأمانة الّتي نحملها مع كلّ الأحبّة، ومنها أمانة الأيتام الّتي تتمثّل برعاية الآلاف منهم في المؤسّسات، وآلاف آخرين في بيوتهم، فهم حبّات القلوب الّتي سنحفظها كما حفظتها في حياتك؛ وأمانة المعوّقين الّتي تحتضن هذا العام خمسمائةً من المكفوفين والصمّ وذوي الإعاقة اللّغويّة، وأمانة المدارس والتعليم، وأنت الّذي آمنت بأنّ المجتمع لا يستقيم ولا يتوازن ولا يمكن أن ينمو ويزدهر إلا بالعلم؛ إضافةً إلى الأمانات الأخرى في ما يتعلّق بالمحتاجين والفقراء الّذين أفردت لهم مساحةً كبيرةً من الاهتمام والعناية، وقد ناهز عددهم سبعة آلاف عائلة، يقدِّم لهم مكتب الخدمات الاجتماعيَّة المساعدات الاجتماعيَّة والمساعدات الماليَّة والعينيَّة والصحيَّة بشكلٍ دوريّ".

وأضاف قائلاً: "لقد أوصانا سماحته بالمؤسّسات، لأنّه أراد أن يحوّل العمل المؤسّسي إلى نمط حياةٍ ينقلنا من الارتجال والعشوائيّة، إلى التّخطيط والتّنظيم والإدارة، لأنّه السبيل الأرقى لتدبّر شؤوننا بالشّكل اللائق الذي يحفظ حسن انتظام أعمالنا، ولأنّه الشكل الأكثر شفافيةً للوصول بالقافلة إلى أهدافها وغاياتها المرجوّة".

وفي ختام كلمته، عرض المدير العام للجمعيّة لإحصاءاتٍ عن نفقات مؤسّسات المبرّات، فقال: "لقد بلغت نفقات مؤسّسات رعاية الأيتام والمعوّقين والمسنّين للعام الماضي، خمسة عشر مليون دولار، كما بلغ عجز مدارس المبرّات في المناطق المحرومة، وفي صندوق دعم الطّالب المحتاج، حوالى ثلاثة ملايين دولار، وقد قاربت تقديمات مكتب الخدمات الاجتماعيّة لعوائل الفقراء والأيتام والمحتاجين، خمسة ملايين دولار، تؤمّن هذه المصارفات من خلال موارد مشروع كفالة اليتيم، التبرّعات الماليّة والعينيّة، الحقوق الشرعيّة من الخمس والزّكاة، مساهمات وزارة الشؤون الاجتماعيّة وعائدات المؤسّسات الإنتاجيّة الّتي ما زال بعضها في طور التّأسيس"، شاكراً في هذا الإطار كلّ الذين ساهموا ويساهمون في رفد مسيرة جمعيّة المبرّات الخيريّة.

بعد ذلك، كانت كلمة لرئيس مؤسّسات سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، سماحة السيّد علي فضل الله، قال فيها: "أيّها الأعزّاء، إنّ الاستحضار الدّائم لإنسانيّتنا، هو السّبيل للخروج من كلّ هذا المشهد الّذي نعيش، مشهد يفتقر إلى النّبضات الإنسانيّة الدفّاقة، وعلى كلّ المستويات الاجتماعيّة والإقتصاديّة والسياسيّة والفكريّة. وهذا هو مكمن مشاكلنا وكلّ ما نعاني منه في الداخل والخارج. فالكثيرون ممّن يتحمّلون المسؤوليّة في واقعنا، لا يتحرّكون بوحي الإنسان الذي يتألّم ويعاني، هو ليس في قاموسهم ولا على أجندتهم المزدحمة بالمصالح الخاصّة والأطر الضيّقة. هم لا يفكّرون في هذا الإنسان ولا في أزماته، وما أكثرها: أزمة العجز عن تحقيق الطّموح وما قد يؤدّي إليه من إحباطٍ ويأس، إلى أزمة ديونٍ ترهق كاهله، وأزمة خدماتٍ هي ليست في حدّها الأدنى، وأزمة تعليم واستشفاء".

وأضاف: "أمّا في المشهد الآخر، فإنّنا نطلّ على أكثر من مسألة وقضيّة، وكما كان سماحة السيّد(رض) يؤكّد أن نكون مع قضايانا الكبرى، فعلينا في رحاب هذا الشّهر أن نكون مع هذه القضايا، وفي طليعتها القضيّة الفلسطينيّة، ونحن على مشارف مرحلةٍ هي من أخطر المراحل وأكثرها تعقيداً، حيث بدأ العمل الدّوليّ الواسع لطيّ صفحة القضيّة الفلسطينيّة طيّاً كاملاً. ونحن نلمح محاولةً دوليّةً كبرى تسعى من خلالها ما يسمّى "دول القرار"، وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركيّة ودول الاتّحاد الأوروبي، للضّغط على أكثر من دولةٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ معنيّة، لتمرير مسألة الاعتراف بيهوديّة الكيان، وللضّغط على الفلسطينيّين وإقناعهم بذلك".

وتابع: "علينا إزاء هذا كلّه، أن نعرف أنّ الأسلوب الجديد الّذي تعتمده الإدارات الغربيّة بالتّنسيق مع الصهيونيّة العالميّة لتمرير ذلك كلّه، يعتمد على مسألة مركزيّة، وهي إشعال الفتنة في الواقع الإسلاميّ. إنّنا نقول للشعوب العربية والإسلامية ما كان يقوله سماحة السيد(رض): حذارِ من الانزلاق في خطوط الفتنة التي تزحف إلينا تحت عناوين وخلفيّات متعدّدة، وكلّ من ينخرط في هذه الفتنة، وخصوصاً في الواقع الإسلاميّ، يخون الله والرّسول، ويخون أمانة الأمّة كلّها"

وختم قائلاً: "وعلينا في لبنان أن نعمل لصون الوحدة الوطنيّة الدّاخليّة، وحماية الوحدة الإسلاميّة، بكلّ الإمكانات المتاحة، وبكل الأساليب الوطنيّة والإسلاميّة والإنسانيّة والحضاريّة. ونريد للمسؤولين في مواقع السّياسة، أو في المواقع الرّوحيّة الرّسميّة وغيرها، أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم في هذا المجال، ليكون صوتهم صوت الوحدة، وصوت الدّفاع عن لبنان، وحماية المقاومة والجيش والشّعب في مواجهة تهديدات العدوّ المستمرّة وعدوانه المتواصل، حيث لا يمكن للبلد أن يصان بعيداً عن الالتزام بالمسؤوليّة الكبرى في دعم المقاومة وحمايتها، وتأكيد حقّها الطّبيعيّ في مواجهة العدوّ، إلى جانب الجيش الّذي أثبت أنّه راسخ العقيدة، وصلب الإرادة في التصدّي لكيان العدوّ واعتداءاته وخروقاته".

ليست هناك تعليقات: