4 يوليو 2008

في خطبة صلاة الجمعة ببيروت ..
فضل الله : استهداف إيران .. استهداف للعالم الإسلامي كلّه

بيروت: اعتبر المرجع الديني سماحة اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله اليوم الجمعة ان استهداف إيران الاسلامية يمثل استهدافاً للعالم الإسلامي كلّه و لحركات المقاومة كافة ، داعيا الي الوقوف جيدا علي حجم المغامرة التي يحاولون الإيحاء بأن الطريق إليها سهلة و ميسرة .
وافاد بأن سماحته اعلن ذلك اليوم في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة اللبنانية بيروت و ذلك في معرض اشارته الي الهجمة الشرسة التي تتعرض لها ايران الاسلامية و الحرب الاعلامية التي يشنها الغرب في هذا المجال . و قال العلامة فضل الله : "تتصاعد الهجمة الأمريكية ضد إيران ، تارة من خلال رصد الكونغرس الأمريكي لمئات الملايين من الدولارات بهدف زعزعة استقرارها الداخلي ، حيث لا تتوانى الإدارة الأمريكية عن دعم المنظمات التي صنفتها ـ سابقاً ـ بأنها إرهابية (كزمرة المنافقين) في سبيل التأثير على الأوضاع الداخلية في إيران ، إلى جانب عمليات التجسس عليها من الداخل و الخارج .. و طوراً من خلال التهديدات التي يطلقها هذا المسؤول الأمريكي أو ذاك ، و آخرها ما صرّح به رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة ، الذي أكد أن الخيار العسكري ضد إيران يظل مطروحاً" . و رآي اية الله السيد فضل الله ان "كل ذلك يأتي في سياق حرب تهويلية نفسية ، و في سياق الضغط على إيران لجعلها ترضخ للشروط الأمريكية و التي انضم إليها الاتحاد الأوروبي مؤخراً ، لدفع طهران إلى الخروج من دائرة تطوير إمكاناتها الذاتية و طموحاتها العلمية، لتكون دولة متهالكة علمياً و اقتصادياً و تكنولوجياً ، و لتعود بالتالي إلى نادي دول العالم الثالث سالمة قانعة" . و اردف سماحته قائلا : "إننا في الوقت الذي نعرف أهداف هذه الحرب النفسية الاستعراضية، نحذّر الدول الأوروبية و حتى بعض الدول العربية التي قد ترتاح للحملة على إيران ، من أن إشعار أمريكا و إسرائيل أن ضرب إيران ليس محفوفاً بالأخطار الكبيرة عليهما ، بل هو إضافة إلى ذلك ، يمثّل الخطر الأكبر على المنطقة و على الاقتصاد العالمي الذي يتحدث الكثيرون عن أنه قد يطل على مرحلة انهيار حقيقي" . و شدد اية الله السيد فضل الله ان "على الجميع أيضاً أن يعرفوا أن الهجمة على إيران تمثل استهدافاً للعالم الإسلامي كلّه و لحركات الممانعة والمقاومة فيه ، و لذلك ينبغي على هؤلاء جميعاً أن يدركوا حجم المغامرة التي يحاولون الإيحاء بأن الطريق إليها سهلة و ميسرة" . من جانب اخر ، اعتبر اية الله السيد فضل الله "إن الانتصار الجديد الذي استطاعت المقاومة في لبنان أن تفرضه على العدو بالنـزول عند شروطها في مسألة التبادل ، و الذي اعترف به العدو من خلال إقراره بالذل اللاحق به نتيجة ذلك ، يُحتّم على الجميع أن يخرجوا من حساباتهم الذاتية الضيقة ، ليتعاملوا مع المقاومة التي تشرّف العرب و المسلمين كعنصر متميّز ، و كمصدر حماية للواقع الداخلي من غدر العدو ، لينطلق الحوار اللبناني القادم حول هذه المسألة من خلال التعامل مع هذه الحقائق بروحية وطنية عالية، وبمسؤولية سياسية كبيرة" . و قال سماحته : "إننا في الوقت الذي نهنئ الشعب اللبناني على هذا الإنجاز التاريخي الذي يضاف لإنجازات هذه المقاومة الشريفة المبدعة، نشعر بكثير من الارتياح حيال المواقف المتعددة المتنوعة التي أكدت أهمية ما أنجزته المقاومة من خلال هذه الخطوة ، ونريد لحال شبه الإجماع التي حصلت حولها أن تؤسس لموقف وطني شامل يكون المدخل لحل الأمور العالقة داخلياً ، خصوصاً لجهة تأليف الحكومة ، حيث ضاق الشعب اللبناني ذرعاً بما يجري من خلال تفاقم مشاكله الاقتصادية والسياسية والأمنية المتراكمة" . و دعا سماحته الجميع الي الخروج من اللغة السياسية المتداولة في كل الحساسيات الملتهبة ، و في كل الإشكالات الشعبية ، والأوضاع المتنقلة بين منطقة و أخرى . و أضاف اية الله السيد فضل الله قائلا : "آن الأوان أن نخرج من مذهبياتنا و طائفياتنا و تعقيداتنا الحزبية و الذاتية و المناطقية ، إلى الفضاء اللبناني الرحب ، فضاء العزة والكرامة والحرية التي تصنعها المقاومة وتصونها الوحدة الداخلية الشاملة" .

ليست هناك تعليقات: