9 يوليو 2008

فضل الله استقبل وفداً من حزب البعث
وأشار إلى بقاء لبنان ساحة استقطاب لحالة اللاإستقرار
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من حزب البعث العربي الاشتراكي برئاسة الأمين القطري للحزب، الوزير السابق فايز شكر، يرافقه الأمين القطر المساعد محمد محمدية، وعضوا القيادة القطرية، عدنان خدّاج وإبراهيم عيسى، وجرى خلال اللقاء البحث في تطورات الأوضاع الأخيرة على الساحتين اللبنانية والعربية.
ورأى سماحة السيد فضل الله، أن لبنان لا يزال يمثل ساحة اللاإستقرار في المنطقة، لأنه لا يزال يمثل حالة من الاستقطاب السياسي الجاذبة للعديد من القوى الإقليمية والدولية التي تبحث عن موقع يلبي طموحاتها ويحقق مصالحها، وبالتالي فإن لبنان لا يزال بالنسبة إلى العديد من هذه القوى يمثل الساحة المثالية لذلك، إضافةً إلى أن التداعيات الأخيرة في المنطقة والتي تأثر بها المشروع الأمريكي لم تصل إلى المستوى الذي يُحدث التوازن في الساحات المتعددة التي كان يتحرك فيها هذا المشروع، لأن حركة التسويات لا تزال في بدايات تشكلها، ولا تزال المحاور الدولية أو الإقليمية تراهن على متغيرات معينة قد تعكس صورة الأوضاع القائمة. وأشار سماحته إلى وجود حرب نفسية على مستوى المنطقة تربك أوضاعها وتفضي إلى اهتزاز سياسي يحاول محاكاة بعض الأوضاع الأمنية في ظلّ تهاويل تأتي من هناك وتهديدات من هنا.
وشدد سماحته على أن ذلك يستدعي من اللبنانيين أن يسارعوا إلى إنتاج وفاقهم الداخلي وتجاوز الكثير من الأمور الشكلية العالقة على مستوى تأليف الحكومة وغيرها، لأن البطء في المعالجة قد يقودنا إلى التأزيم، كما أن تصاعد المشاكل والتوترات الأمنية قد يخلق أوضاعاً تعيدنا إلى مراحل التعقيد السابقة التي يرفضها اللبنانيون جميعاً، وخصوصاً أن المشكلة الاجتماعية والمعيشية وصلت إلى مستوى الكارثة والتي لا نلمح تحركاً جدياً لمعالجتها في ظلّ استخدام الكثيرين للأوضاع السياسية والأمنية كملهاة تمنع من أخذ مصالح الناس في عين الاعتبار.
وأشار سماحته إلى أن الذين يديرون مسألة التوزير في حركة الحكومة وخارجها لا يأخذون أوضاع الناس وآلام الشعب اللبناني بالجدية اللازمة، الأمر الذي يترك الانطباع لدى المواطنين بأن اهتمامات هؤلاء تقتصر على دوائرهم الضيقة وأوضاعهم الخاصة.
بعد اللقاء صرّح الوزير السابق فايز شكر:
تشرفنا مع وفد من القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، بزيارة سماحة السيد محمد حسين فضل الله، وكانت مناسبة للاطمئنان إلى صحة سماحته التي نتمناها دوماً على خير ما يرام، لما يمثله سماحته من مكانة دينية ووطنية للبنانيين والوطنيين والأحرار في العالم.
وقد تطرقنا خلال اللقاء إلى ما يعانيه لبنان على المستوى السياسي القلق والمضطرب وأزمته الحكومية المستمرة منذ أسابيع والذي يهدد تأخير تشكيلها بتفاقم الأوضاع السياسية والأمنية المهتزة أصلاً... وما نسمعه ونشاهده على هذا الصعيد لا يبشّر بالخير على الإطلاق.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 6-7-1429 الموافق: 09/07/2008

ليست هناك تعليقات: