4 يوليو 2008


الاحتلال هو الإرهاب ومقاومته حركة حضارية ترتكز على قيم الحق والعدالة
فضل الله: مقاربة بريطانيا الأخيرة للإرهاب تنطلق من جذور استعلائية وتوحي بالعجز الحضاري

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه الموقف الأخير للحكومة البريطانية، والذي يضع المقاومة في لبنان في خانة المنظمات الإرهابية، جاء فيه:
إنّ المقاربة البريطانيّة الأخيرة لمسألة الإرهاب، والتي تضع المقاومة الإسلامية في لبنان في خانة المنظّمات الإرهابيّة، تنطلق من الجذور الاستعلائيّة التي تضع الغرب في الموقع الذي يخوّله إصدار أحكام جاهزة على شعوبنا وقوى التحرّر عندنا؛ ليحاول ــ من خلال ذلك ــ فرض قيمه وسلوكيّاته السياسية على الناس بطريقة وحشيّة، ومن خلال استخدام الأسلوب الإرهابي نفسه الذي يتّهمون القوى المتطرّفة والمتزمّتة باستخدامه تحت عنوان "إلغاء الآخر ورفض الاعتراف به".
لقد كنّا ننتظر من الحكومة البريطانيّة أن تنطلق في خطوات جريئة لتقوم بتغييرات جذريّة على صعيد تغيير سياستها في المنطقة العربيّة والإسلاميّة، بعد المآسي الكُبرى التي حلّت بالشعب الفلسطيني جرّاء التواطؤ البريطاني الاستعماري مع اليهود، والذي أدّى إلى تشريد الشعب الفلسطيني وتجميع يهود العالم في فلسطين، ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يتحرّك في إرهابه المتواصل، حيث قتل منذ مؤتمر أنابوليس إلى اليوم أكثر من 500 فلسطيني بينهم 170 طفلاً. إضافةً إلى المآسي التي حلّت بالعراقيّين بفعل تواطؤ حكومة "بلير" مع إدارة الرئيس الأمريكي بوش لغزو العراق، بعيداً عن قرارات الأمم المتّحدة وفي ظلّ كذبة كُبرى اسمها أسلحة الدمار الشامل.
إنّ الاحتلال يمثّل أعلى أنواع الإرهاب وأخطرها، في الوقت الذي تمثّل فيه المقاومة ضدّ هذا الاحتلال، أيّاً كان، حركةً حضاريّة ترتكز إلى قيم الحقّ والعدالة والعزّة والكرامة.. ولكن يبدو أنّ بريطانيا، شريكة الولايات المتّحدة الأمريكية في احتلال العراق وأفغانستان، لا تريد أن تقف على حقيقة أنّ سياساتها الاستكبارية هي التي شكّلت القاعدة الأساس لحركة إرهاب الدولة الذي يُمارس من خلال الاحتلال تارة، ومن خلال إطلاق عناوين حُمّلت قيماً سلبيّة على كلّ ما يصطدم بسياستها الاستكباريّة في المنطقة.
إنّ سياسة إصدار الأحكام الجاهزة توحي بالعجز والسقوط الحضاري، حيث تلجأ من خلاله الإدارات الغربيّة إلى ما يُشبه ــ في أسلوبه ــ السباب تعويضاً عن فشل سياساتها في إقناع الشعوب بها كمنقذٍ وكحامٍ للقيم الإنسانيّة والحضاريّة، حيث لا تزال هذه السياسات تظهر هذه الإدارات في لبوس الاستكبار والاستعمار الذي تسحق مصالحه الذاتيّة والنفعيّة كلّ قيم الحضارة والإنسان والأخلاق.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 29-6-1429 هـ الموافق: 03/07/2008 م

ليست هناك تعليقات: