8 يوليو 2008

استقبل "ملتقى شباب بيروت" ونبّه إلى أن لبنان يدفع الضريبة من خلال عنواني المقاومة والتحرير
فضل الله: هناك جراحات حصلت في الواقع الإسلامي وعلينا تضميدها لا نكؤها
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفد "ملتقى شباب بيروت للعمل الاجتماعي" برئاسة الدكتور محمد عيتاني وحضور شخصيات وفاعليات اجتماعية وقانونية.
وتحدث عيتاني باسم الوفد، مشيراً إلى اللجان التي شكّلها الملتقى، والتي تتحرك في مجال نبذ الفتنة على مستوى الساحة البيروتية، مؤكداً أنّ "السيد فضل الله يمثل ضمانة كبرى للوحدة الإسلامية، وهو مرجعية إسلامية أكبر من حجمها المذهبي، وتمثل المسلمين جميعاً وتحرص على وحدتهم وقوتهم وتفاعلهم وتماسك خطوطهم، مشيراً إلى أن التجمع سيواصل سعيه لتوحيد صفوف المسلمين من السنة والشيعة من خلال خطواته الميدانية، وأيضاً من خلال تواصله مع المرجعيات الإسلامية الوحدوية.
وتحدث سماحة السيد فضل الله في الوفد مقدِّراً عملهم وسعيهم لتوحيد الصف الإسلامي، مشيراً إلى أن البناء اللبناني العام لا يمكن تشييده إلا من خلال القاعدة الإسلامية التي نريدها أن تكون قوية ومحصّنة بالوحدة، لتشكل ـ إلى جانب القاعدة المسيحية ـ أرضية متينة وقوية قادرة على الانطلاق بحركة البناء اللبناني على جميع المستويات.
وأشار سماحته إلى أن تاريخ بيروت هو تاريخ الوحدة التي لا تعرف التعصب المذهبي أو الحساسيات الطائفية... بيروت التي انطلقت كحاضنة لقضايا العروبة والتي مثّلت القضايا العربية والإسلامية الأصيلة في مواجهة المحتل الإسرائيلي والمستكبر الدولي، والتي انطلقت منها التظاهرات المتعددة والمسيرات الكبرى التي رفدت القضية الفلسطينية ووقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإلى جانب كل من احتضن قضيته من عبد الناصر إلى الثورة الإسلامية في إيران وكل خطوط المقاومة والممانعة التي مثّلت الأمة في مسيرتها الأساسية ضد الجلادين والمحتلين والناهبين الدوليين.
أضاف: كنا ولا نزال نؤكد أن خلافات الأخوة لا بد أن تعالج بالحوار ومن خلال الحرص على الخروج من دائرة التعقيد إلى فضاء الانفتاح، ونحن نعرف أن هناك جراحاتٌ أصابت البيت الإسلامي الداخلي كما أصابت البيت اللبناني العام، ولكن علينا رصد ما حصل في نطاقه السياسي، وأن نعمل جميعاً على تضميد الجراح، لا أن ننكأ هذه الجراحات من خلال الخطاب الانفعالي الساعي لإخراج القضية من بعدها السياسي إلى تعقيدات مذهبية لا أساس لها في كل ما حدث، إضافة إلى أنه لا يجوز تحت أي اعتبار أن نعمل على تعميق حركة الخلافات والمشاكل في الواقع الإسلامي، وكذلك في الواقع اللبناني.
وتابع سماحته: إنني أتساءل، ويتساءل معي الكثيرون، لماذا تصر الإدارة الأمريكية على إضفاء الطابع المذهبي على أية مشكلة موجودة في العالم العربي والإسلامي، ولماذا كل هذا التركيز على السنّة والشيعة؟ لماذا لا يحدثوننا عن الظلم اللاحق بالسنة والشيعة من خلال الاحتلال الإسرائيلي والاحتلال العراقي، ولماذا تركز الاستخبارات الدولية عملها على هذه المسألة بالذات؟.. إنهم يريدون تشتيت جهودنا جميعاً في نطاق فتن داخلية تمنعنا من تحرير أرضنا وتدخلنا في نطاق جدل مذهبي لا يأخذ سماحة الإسلام وانفتاحه في الاعتبار، بل يحاول أن يُقدم الشيعة والسنة كنموذجين عشائريين متقاتلين، والواقع أن مشاكل العالم الإسلامي لم تنطلق من السنة والشيعة كوجهتي نظر في فهم الإسلام، بل انطلقت من أمريكا ومشروعها، ومن إسرائيل واغتصابها وأطماعها المستمرة، وهذا ما ينبغي للحركات الإسلامية والأحزاب أن تركّز عليه، كما ينبغي لكل العاملين على المستويات الاجتماعية والسياسية وغيرها أن يتلفتوا له.
ونبّه سماحته إلى أن لبنان يدفع ثمن اللااستقرار من خلال عنوانين أساسيين عمل على احتضانهما الأول ويتمثل بالمقاومة ضد العدو الإسرائيلي، والثاني ويتصل بعنوان الحرية، لأن هذه الحرية التي يتمتع بها لبنان والتي لا نريد لها أن تتحول إلى فوضى استطاعت أن تلهم الكثيرين في العالم العربي والإسلامي ليقفوا مع خطوط الممانعة في مواجهة خطوط الانهزام والخذلان.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 4-7-1429 الموافق: 07/07/2008

ليست هناك تعليقات: