21 يوليو 2008

دعا في لقاء مع «الوسط» إلىحوار هادئ بمشاركة الجميع لتطوير التجربة السياسية
فضل الله: نطالب الأطراف البحرينية بتكريس خيار الوحدة والابتعاد عن الطائفية


بيروت- حيدر محمّد

دعا المرجع الإسلامي آية الله السيد محمّد حسين فضل الله جميع الأطراف البحرينية إلى العمل على تكريس خيار الوحدة الوطنية والإسلامية، والابتعاد عن كلّ مواقع الإثارات الطائفية.وقال السيد فضل الله- في حوار مع «الوسط» :« إنّ رهاننا كبير على كلّ العقلاء في البحرين وثقتنا كبيرة في جميع الأطراف، وندعو الأحبّة في البحرين إلى تأسيس إطارات للحوار بين البحرينيين بعيداً عن جميع الإثارات الطائفية». وشدد السيد فضل الله على أنّ « إعلاء كلمة الوحدة وتجسيدها على الواقع تعد واجباً إلهياً ، وهذه مسئولية الجميع وخصواً الجماعات المعتدلة التي تملك رشدا ووعياً وإدراكا بأهمية التلاقي وتلافي أية أزمات مستوردة من الفتنة التي يُراد إشعالُها في المنطقة».وعن الواقع البحريني دعا السيد محمد حسين فضل الله إلى» حوار هادئ وموضوعي وبنّاء بمشاركة جميع الأطراف لوضع سبل تطوير التجربة السياسية الجديدة في البحرين والدفع بها قدماً للأمام، بحيث يعكس هذا الحوار حركة التمثيل الشعبي الحقيقية». وأشار السيد فضل الله إلى وجود عنصرينِ يرتكزانِ على الفتنة الطائفية في المنطقة، وأوضح أنّ « العنصر الأوّل هو التخلّف الذهني الموجود عند بعض الشيعة والسنة الذين يعيشون في الماضي والتاريخ، ولا ينفتحون على مسألة الحوار التي هي حاجة إنسانية وإسلامية مع أنّ الحوار هو السبيل للوصول إلى النتائج».ولفت السيد فضل الله إلى أنّ «الحوار ليس من الضروري أنْ يصل إلى الوحدة، ويكفي أنه يؤدّي إلى التقارب والانسجام والوقوف على مواقع اللقاء كما يدعو بذلك القرآن « قلْ تعالوا إلى كلمة سواء»، فإذا كان الوحي القرآني يدعونا إلى الحوار والتفاهم مع غير المسلمين، فالأولى والمقدم هو الحوار بين المسلمين أنفسهم، وهذا الحوار بات ضرورة وليس ترفاً».وأكد العلاّمة فضل الله « إنّ ما يتفق عليه السنة والشيعة هو 80 في المئة، وهذه هي مساحة المشتركات الكبيرة التي ينبغي العمل من خلالها واستثمارها، ويجب أنْ تكرس كلّ الجهود وتعمل كلّ الأيدي من أجل إنجاح الانسجام الإسلامي». وأشار السيد فضل الله إلى أنّ «السبب الآخر الذي يسهم في إشعال وقود الفتنة الطائفية في المنطقة هي بعض القوى الدولية التي تعمل من خلال المواقع التابعة لسياساتها لإذكاء الانقسام؛ لأنّها عبر هذه الطريقة تنقل المسلمين من مواجهة الخطط التي تُحاك ضدهم إلى مواجهة بعضهم بعضا، لذا يجب أنْ نكون على مستوى الوعي الذي يؤهلنا لمواجهة تحديات الواقع الذي يفرضه الآخرون على مجتمعاتنا».وأعاد السيد فضل الله التذكير بفتاواه السابقة التي حرّم فيها سب الصحابة أو الإساءة لهم وكذلك أمهات المؤمنين تحت أيّ اعتبار من الاعتبارات، وقال السيد فضل الله:» إنّ كل مَنْ يعمل على إثارة الفتنة في الواقع الإسلامي فإنه يخدم المشاريع الاستكبارية الساعية لتدمير الإسلام والكيان الإسلامي كلّه، وكذلك فانّ أية إساءات أخرى قد تنطلق من هذا الموقع أو ذاك فإنها تجر الشعوب إلى المنزلق الخطير ذاته».ودعا العلاّمة فضل الله حكومات المنطقة إلى أنْ تعمل المزيد من أجل ترسيخ ثقافة التعايش وروح الحوار، مُشيداً في هذا الصدد بمؤتمر الحوار بين الأديان الذي شهدته المملكة العربية السعودية أخيراً.وحمّل السيد فضل الله المثقفين مسئولية توعية الشعوب بمخاطر الفتنة الطائفية قائلاً:» نحن نعتقد أنّ هذه هي مسئولية المثقفين سواء كانوا من علماء الدين أم غيرهم، وهؤلاء المثقفون عليهم دور كبير في عملية توعية الشعوب والابتعاد عن القضايا التي من شأنها أنْ تثير الانقسام والتفرقة بين المسلمين وتخلق وقوداً للفتنة بين أبناء المنطقة أو أبناء الوطن الواحد». ورداً على سؤال عن الواقع البحريني في ضوء التحديات الطائفية في المنطقة دعا السيد فضل الله إلى تأسيس إطارات للحوار بين البحرينيين بعيداً عن الإثارات الطائفية، وهذه هي مسئولية الجماعات المعتدلة التي تملك رشدا وادراكا بأهمية التلاقي وتلافي أية أزمات مستوردة من الفتنة التي يُراد إشعالُها في المنطقة، ونحن نراهن على الأصوات العقلانية في جميع الفئات».وبشأن تقييمه للوضع السياسي في البحرين بعد مرور عامين على مشاركة المعارضة في الانتخابات البرلمانية قال السيد فضل الله:» إننا وفي الوقت الذي شجّعنا فيه خيار المشاركة في العملية السياسية والابتعاد عن حالات الانفعال فإننا نؤكّد على ضرورة أنْ تكون المؤسسة التشريعية وهي الإطار المنوط بها إصدار وإصلاح القوانين أكثر توازناً في تمثيل الواقع الشعبي ، ويجب أنْ تكون المؤسسة التشريعية معبّرة عن صوت الإرادة الشعبية وحدَها في القضايا المختلفة.كما دعا السيد محمد حسين فضل الله إلى «حوار هادئ وموضوعي وبنّاء بمشاركة جميع الأطراف لوضع سبل تطوير التجربة السياسية الجديدة في البحرين والدفع بها قدماً للأمام، بحيث يعكس هذا الحوار حركة التمثيل الشعبي الحقيقية بعيداً عن أية تدخلات أخرى، مشيراً إلى أنّ أية مشاركة سياسية لابدّ أنْ تعكس واقع التمثيل الشعبي بشكل عادل».

ليست هناك تعليقات: