1 ديسمبر 2010

الشيخ غلوم:
مرجعيَّة فضل الله هي المرجعيَّة الَّتي تستحقُّ أن تمثِّل النّيابة عن الإمام


ضمن حفل التأبين الحاشد الذي أقامته بعثة الحج لمؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في مكة المكرمة بمشاركةٍ واسعةٍ من جموع الحجيج، إضافةً إلى مشاركةٍ من بعثات حجٍّ رسميّةٍ وعلمائيّة، وحشدٍ من علماء الدّين.

فقد ألقى العلامة الشّيخ علي حسن غلوم من الكويت كلمةً تأبينيّةً تناول فيها جوانب من شخصيّة المرجع المقدّس(رض) ، فقال:

قد يموت الشَّخص، لكن يستمرّ الخطّ والنَّهج، فهذا ما كرَّسه الأنبياء في حركتهم وفي استمراريَّة رسالتهم الإلهيَّة وامتدادها في الأجيال...

وقد كان مرجعنا الرَّاحل يؤكِّد استمرار الخطِّ الرّساليّ، دون أن يلتفت إلى الشّخص أو الذّات، لكنّ اسمه بات يتردَّد على كلّ الألسن، وفي امتداد الآفاق، لأنّه حمل همّ الرّسالة حقّاً وذاب فيها.

وكان سماحته يؤكّد أنّ علينا أن نبحث دائماً عن الخطّ، لنتمسّك به ونسير عليه، دون أن نستغرق في ذات الشّخص أو البطل...

لقد عاش سماحة السيِّد همَّ الرِّسالة، كما عاش همَّها الأنبياء ـ والعلماء هم ورثة الأنبياء ـ وقد كان السيِّدُ الإنسانَ الّذي عاش بحقٍّ همَّ الرِّسالة بكلِّ وجوده، وكان يعتبر أنَّه في هذا الزَّمن المليء بالتحدّيات، لا يمكن للإنسان الرّساليّ أن يبحث عن الرَّاحة، وكان يشعر بأنَّ من مسؤوليّته أن يبقى بعطائه المتفجِّر بالخير في كلِّ صوره وتنوّعاته، لم يكن مرجعنا الرّاحل يفكّر في أن يقدّم ما يبزّ به أقرانه من العلماء، أو ليشار إليه بالبنان، أو ليتسنَّم منصب المرجعيَّة...لم يكن ذلك همَّه، بل كان همّه الأوَّل والأخير هو همّ النّاس الّذين يتعطّشون إلى من يوصل إليهم الرّسالة الإلهيَّة النّافعة.

كان سماحته يؤمن وهو في عطائه المستمرّ، أنّه مهما امتدّ به العمر، فإنّ الزّمن المتاح له في هذه الدّنيا، لن يستطيع أن يستوعب كلّ طاقاته المتفجّرة، وكان يؤمن بأنّ المسؤوليّة الكبيرة الملقاة على عاتقه، لن يستطيع أن يقدِّمها خلال هذه السّنوات القليلة من عمره الشَّريف، ولذا كان يصل ليله بنهاره من أجل راحة الآخرين، فكلّ من عاشر هذا المرجع الّذي قلَّ نظيره، أدرك هذه الصّفة في شخصيَّته.

لقد كانت مرجعيَّة السيِّد فضل الله هي المرجعيَّة الَّتي تستحقُّ أن تمثِّل النّيابة عن الإمام المعصوم، بكلِّ ما تعنيه هذه الكلمة من قيادة النَّاس ورعايتهم، وتغطية كلِّ الجوانب الّتي يحتاجون إليها، دون أن يقوقع نفسه في عنوانٍ هنا أو عنوانٍ هناك، وكان يقول: "أشعر بأنّي في الموقع الّذي يجعلني للنّاس جميعاً"، ومن خلال هذا، كان عطاؤه للنّاس جميعاً.

نسأل الله له عظيم المقام، ولنا حسن الاتّباع، لنستمرّ في حمل هذه المسؤوليّة العظيمة، ولنستمرّ في هذا النّهج وهذا الخطّ الّذي هو امتدادٌ لخطّ الأنبياء، خطّ إبراهيم(ع) ومحمّد(ص).

ليست هناك تعليقات: