1 ديسمبر 2010

العلامة فضل الله:
استقرار العراق وازدهاره ينعكس إيجاباً على المنطقة
















بيروت: أكَّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنّنا نتطلّع ـ كلبنانيّين ـ إلى عراقٍ مستقرٍّ ومزدهر، لأنّ ذلك ينعكس إيجاباً على المنطقة عموماً، وعلى لبنان خصوصاً، مشدّداً على أهميّة خروج العراقيّين من دائرة التحالفات الضيّقة، إلى أفق المشاركة السياسيّة الواسعة الّتي يتعاون فيها الجميع لبناء العراق الجديد، لتأمين النّجاح للتّجربة الجديدة.

استقبل سماحته وفداً من التيّار الصّدريّ، برئاسة مسؤول مكتب التيّار في لبنان، الشيخ علي العقيلي، حيث جرى عرضٌ للوضع في العراق، وتداعياته على الأوضاع العامّة في المنطقة عموماً، وفي لبنان على وجه الخصوص.

ورحَّب السيِّد علي فضل الله بتوافق الأطراف العراقيّين، والسّعي المتواصل لتشكيل الحكومة العراقيّة، مشيراً إلى أنّ المرحلة هي مرحلة التحدّي، وأنّ المطلوب هو تضافر جهود جميع العراقيّين لتأمين النّجاح للتّجربة الجديدة الّتي ينبغي أن يتعاون فيها الجميع، لإعادة اللّحمة إلى الوضع العراقيّ، بعد سنوات المحنة الّتي صنعها الاحتلال بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة.

وشدّد السيّد علي فضل الله على أهميّة الخروج من دائرة التّحالفات السياسيّة المحسوبة بين هذا الفريق العراقيّ وذاك الفريق، إلى دائرة المشاركة الحقيقيَّة والفعليَّة الّتي تتعاون فيها كلّ الأطياف العراقيّة للنّهوض بالعراق، وإعادة تفعيل حركة الدّولة العادلة والقادرة على وضع حدٍّ للعبث الأمنيّ والسياسيّ الّذي يفتك بالسّاحة العراقيّة، وصولاً إلى الاهتمام بشؤون النّاس المعيشيّة والخدماتيّة.

وأكّد سماحته أنّنا نتطلّع كلبنانيّين إلى عراقٍ مستقرّ ومزدهر، لأنّ من شأن ذلك أن ينعكس إيجاباً على المنطقة العربيّة والإسلاميّة، وبخاصّةٍ على لبنان.

وكان سماحته استقبل وفداً إيرانيّاً من مجمع التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة، برئاسة رئيس مركز التّحقيق في المجمع، الشّيخ أحمد المبلّغي، ودار الحوار حول السّبل الآيلة لتوحيد الصفّ الإسلاميّ في مواجهة أعداء الأمَّة، والمسؤوليَّات الواقعة على عاتق العلماء لحماية مسيرة الوحدة الإسلاميَّة.

كما أجرى سماحته اتّصالاً بالسَّفير اللّبنانيّ في أبيدجان، الدّكتور علي عجمي، اطمأنَّ من خلاله إلى أوضاع الجالية اللّبنانيّة في ضوء الأجواء المرافقة للانتخابات هناك.

كما أجرى اتّصالاً برئيس المجلس القارّيّ الأفريقيّ، نجيب زهر، للمناسبة عينها.

ويستقبل وفد جبهة العمل المقاوم

من جانب آخر أعرب العلامة السيِّد علي فضل الله عن خشيته أن يكون لبنان قد دخل فعلاً في مرحلة صناعة الفتن، بعدما أوشكت مرحلة الانتظار أن تنتهي، داعياً إلى العمل بتخطيطٍ وصبرٍ لمواجهة التّحدّيات القادمة، لأنَّنا نتحرَّك في أرضٍ سياسيَّةٍ ملتهبة، وقد زرعت الألغام في كلّ مواقعها.

استقبل سماحته وفداً من جبهة العمل المقاوم برئاسة الشّيخ زهير الجعيد، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامّة في لبنان، والتحدّيات التي تستهدف الساحة الإسلاميّة عموماً، ومسألة المحكمة الدّوليّة خصوصاً.

وقال الشّيخ زهير الجعيد: كنّا نحرص دائماً على زيارة هذا البيت الإسلاميّ العريق، لنستمع إلى توجيهات سماحة المرجع الرّاحل السيّد محمد حسين فضل الله، الّذي لم يكن مرجعاً للمسلمين الشّيعة فحسب، بل للمسلمين جميعاً، والّذي كان حريصاً على الوحدة الإسلاميّة، حيث كان يعمل لها ولحمايتها بعيداً عن كلّ الحسابات السياسيّة، كما كان يحمل هموم الأمّة كلّها، ونحن سعداء بأن نرى في نجله السيّد علي فضل الله الحركة نفسها والموقف نفسه، والتّوجيهات نفسها، ففي ذلك قوّة لوحدة المسيرة ولوحدة المسلمين ولمناعة هذا البلد.

ورأى السيّد علي فضل الله، أنّ وحدة الموقف الإسلاميّ تقتضي منّا جميعاً أن ننزل إلى الأرض، وأن نعالج التّفاصيل، وألا نكتفي بالمواقف العامَّة، لأنَّ ثمة من يعمل لاختراق السّاحة الإسلاميّة الدّاخليّة من خلال التّفاصيل، ليزرعها بالألغام السياسيّة وبالحساسيّات القاتلة لحساب مشاريع خارجيّة وافدة.

أضاف: إنَّنا نشعر بالخطورة، لأنَّ المرحلة هي مرحلة صناعة الفتن، ولأنَّ البلد أوشك أن ينتهي من المرحلة السَّابقة الّتي كانت مرحلة انتظار، ليدخل في مرحلةٍ خطرة، قد تأتي معها أمواج الفتن من كلّ حدبٍ وصوب، إن لم نتحرّك إسلاميّاً ووحدويّاً على جميع المستويات، لنعمل على حماية الإسلام وحماية الوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة والمقاومة...
وختم مشدّداً على أهميَّة التَّخطيط والصّبر لتجاوز المرحلة القادمة ولتفكيك الألغام الّتي زرعت في الطّريق.

ليست هناك تعليقات: