15 سبتمبر 2010

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ألقى سماحة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في الخطبتين:

مفهوم الفرح في الإسلام

حب الفرح

قال الله تعالى في? ?محكم كتابهِ? ?العزيز?:?
?{?
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ?} ?،? ?وفي? ?آية أخرى?: { فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?}.?
هي دعوة من الله لعباده إلى الفرح?.. وقد هيأ لهم كل السبل للوصول إليه. والفرح أيها الأحبة هو قيمة الحياة، وهو هدف يسعى إليه الجميع، حيث ترى الناس كلّ? ?الناس،? ?ينشدون فرح القلب وزوال الغم والهمّ? ?وتفرّق الأحزان والآلام?.. ولأجل ذلك? ?يلجأون إلى مباهج الدنيا من طيبات ورزق ومساكن? وقصور، ?وإلى كل ما ?يقع تحت أيديهم مما يرون أنه جالب للفرح و السعادة.
وفي هذا ?قال تعالى الله مخاطباً? ?رسوله الكريم ?: {?
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ?..}.
لذا حرص رسول الله (ص) على تربية المؤمنين على حب الفرح.

التوازن منهج الاسلام

و لكن مفهوم الفرح هذا، التبس على الكثير من المؤمنين آنذاك، حيث اعتقدوا أن صورة الإنسان المؤمن تتنافى مع أجواء الفرح... فهو كلما ازداد إيماناً، ازداد عبوساً وجديةً وانعزالا... وهذه العقلية وهذا المفهوم، لا يزال سائداً حتى اليوم، حيث نلتقي بالكثير من الذين يبتعدون عن الصورة الفرحة خشية تعارضها مع الدين..
ويروى أن بعض أتباع رسول الله(ص) عزموا على ترك بعض لذائذ الحياة لينصرفوا للعبادة و الطاعة، وذلك بعد استماعهم لحديثه حول ما يجري للناس يوم القيامة، فأقسم بعضهم حبّاً لله, أن ينام من الليل أقله و يقضيه جله في العبادة, و أقسم آخرون أن يصوموا العمر كله, و أقسم البعض الآخر أن لا يترك وقتاً لأهله و عياله و لا لنفسه بل أن يقضي كل وقته في عبادة الله بعيداً عن أعين الناس...
وقد وصل خبر ذلك إلى الرسول(ص)، فتصدى للمسألة كي لا تصبح ظاهرة، واعتبر أن من واجبه توضيح ما التبس عليهم نتيجة الفهم الخاطئ للدين...وهنا تبرز أهمية الدور التربوي لرسول الله(ص) الراصد لأي اختلال يطرأ على مفاهيم الناس -وهذا الأمر مطلوب منكم ومنا :"
إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا عليه لعنة الله والملائكة والناس" -
فقد توجه رسول الله(ص) إلى هؤلاء، وقال لهم بحزم أن ذلك خلاف سنته: «
ومن رغب عن سنتي? ?فليس منّي?».?
ثم جمع? ?الناس وخطب فيهم ليبين لهم ما يجب عليهم من شريعة وأحكام فقال(ص) : "?
ما بال أقوام حرّموا على أنفسهم النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا،? ?أما إني? ?لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهباناً،? ?فإنّه ليس في? ?ديني? ?ترك اللحم ولا النساء ولا اتخاذ الصوامع وأن سياحة أمتي? ?الصوم ورهبانيتهم الجهاد?.. ?اعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئاً? ?وحجوا واعتمروا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان واستقيموا? ?يستقم لكم،? ?فإنما أهلك من كان منكم بالتشديد، شدّدوا ?على أنفسهم فشدّد اللّه عليهم?" ?عندها نزلت الآية على رسول اللّه? (?ص?) لتؤكد المفهوم الإسلامي والذي لا لبس فيه: {?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ? ?آمَنُوا لاَ? ?تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ? ?مَا أَحَلَّ? ?اللهُ? ?لَكُمْ? ?وَلاَ? ?تَعْتَدُوا إِنَّ? ?اللهَ? ?لاَ? ?يُحِبُّ? ?الْمُعْتَدِينَ? (78) ?وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ? ?اللهُ? ?حَلاَلاً? ?طَيِّباً? ?وَاتَّقُوا اللهَ? ?الَّذِي? ?أَنْتُمْ? ?بِهِ? ?مُؤْمِنُونَ? (88)} (?المائدة?).?
فالله يحب لعباده المؤمنين أن ينهلوا من معين رزقه:"
فالدنيا إذا أقبلت فإن أولى الناس بها أبرارها لا فجارها وأخيارها لا أشرارها."

قارون: النموذج السلبي

ولكن، في الوقت نفسه الذي دعا الله فيه الناس لعدم الإِعراض عن الفرح، لم يُرد أن يكون باب السعي? ?وراء الطيبات? ?وفرح الملذّات مفتوحا على مصراعيه ?..لأن النفس البشرية لن تقف عند حد, حتى لو كان حراماً, وستطالب دوماً بالمزيد، حتى لو كان إسرافاً، وسيصبح صاحبها كمن يشرب من ماء البحر، كلما شرب منه ازداد عطشاً... وهكذا حتى يصبح حالة مرضية وانحرافاً و طغياناً.
و قد عرض لنا القرآن الكريم نموذج قارون، وتحدث عنه بإسهاب، حيث كان قارون من أتباع موسى(ع) و لكنه رويداً رويداً راح يعبّ من خيرات الدنيا، ليس فقط من حلالها، بل تعدى ذلك إلى حرامها، فطغى و استبد تاركاً وراء ظهره إيمانه بالنبي موسى(ع) ورسالته وكل ما قد عاهد الله عليه...
{
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
فقد وصل قارون إلى قمة الفرح، ولكن أي فرح هو هذا؟...
فرح قارون كان فرح طغيان المال و الشهوات، وفرح البطر بنعمة الله ونكران الجميل... والنتيجة: {
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ }
القاعدة القرآنية لحركة الإنسان
و بعد ذلك حدد القرآن الكريم القاعدة الأساسية لحركة الإنسان في الحياة:
{?
وَابْتَغِ? ?فِيمَا آتَاكَ? ?اللهُ? ?الدَّارَ? ?الآَخِرَةَ? ?وَلاَ? ?تَنْسَ? ?نَصِيبَكَ? ?مِنَ? ?الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ? ?كَمَا أَحْسَنَ? ?اللهُ? ?إِلَيْكَ? ?وَلاَ? ?تَبْغِ? ?الْفَسَادَ? ?فِي? ?الأرْضِ? ?إِنَّ? ?اللهَ? ?لاَ? ?يُحِبُّ? ?الْمُفْسِدِينَ? (77)} (?القصص?).?
إنّها الدعوة الواضحة والصريحة للأخذ بكلّ? ?أسباب الفرح،? ?ولكن دون تغليب جانب على آخر،? ?ففي? ?حين نرى بعض الأفراد أو حتى المجتمعات? ?يركز على فرح الجسد دون غيره، وآخرون يركزون على فرح الروح أو فرح العقل أو العمل،? ?نلاحظ أن الإسلام قد وسّع دائرة الفرح واعتبره شاملاً... ??فركّز على فرح الجسد بإعطائه حقّه?: وقد جاء في الحديث: "?
إنّ? ?لبدنك عليك حقاً?"..وفي حديث آخر ?: "?للمؤمن ثلاث ساعات،? ?ساعة? ?يناجي? ?فيه ربّه،? ?وساعة? ?يرم فيها معاشه،? ?وساعة? ?يخلي? ?بين نفسه وبين لذتها في? ?غير محرم،? ?فإنها عون على تينك الساعتين?".?
...وهذا الحديث أيها الأحبة، مهم أن يفهمه كل الذين يملكون مشكلة مع الفرح أو الإسترخاء، وقد ركّز الإسلام أيضاً على فرح العقل،? ?فالعقل? ?يفرح بالحق وبالعلم والإيمان، كما ركّز على فرح الروح، والروح تفرح بطاعتها للّه و بلوغ رضوانه.
?وتوّج الإسلام كل ذلك بالفرح الحركيّ، وذلك? ?من خلال عمل الخير الذي? يبعث السعادة كأعلى ما تكون، في نفوس الذين يعطون وفي نفوس الذين يُعطَون?...

ماذا بعد العيد؟

أيها الأحبة، ونحن ما زلنا في أجواء عيد الفطر، وعلينا أن نعي أن قيمة العيد وفرحته، تتحقق عندما يعيش الإنسان كل أنواع الفرح: فرح الطاعة وفرح الروح وفرح العقل وفرح الخير بكل العطاء الذي قدمناه...
ونستحضر دوماً: "
إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه" وهو عيد لمن غفر الله له عندما أدى كل مسؤوليات شهر رمضان...
وماذا بعد العيد?..؟ ?سؤال نطرحه ونحن في? ?غمرة فرح العيد هذا?..?
ما هو البرنامج القادم?؟ ?هل تتوقّف مسيرة إنشاد الفرح? ?وضبطه كما? ?يريده الله?؟ ?هل تبهت الهمّة ويخفّ? ?الرقيب الداخلي?؟ ?هل نعود لوتيرتنا السابقة من دون تعديل أو تطوير?؟ ?أسئلة? ?يجب أن? ?تلحّ? ?على كلّ? ?منّا?..?لان العلاقة مع الله? أيّها الأحبة، ?يجب أن تنطلق مجدداً? بعد شهر رمضان والعيد?، لنضع، أمام أعيننا أهدافاً? عديدة هامة، ?أولها أن لا? ?يجدنا اللّه في? ?شهر رمضان القادم على حالنا، بل أن نكون قد بذلنا ما في? ?وسعنا لتنقية روحنا وتغذية عقلنا ولفعل المزيد من الخير حولنا?..?
هل? ?يأتينا شهر رمضان القادم ونحن نحمل في? ?جعبتنا مشاريع للفرح الحقيقي? ?في? ?حياتنا?..?فلا نكلّ? ?أو نملّ? ?حتّى نجعل الفرح ينبع في? داخلنا، ويعطي? ?لحياتنا معنى وجودها وراحتها?..?
هذا فرح الدنيا?.. ?نمشيه خطوة خطوة وصولاً? ?إلى الفرح الأكبر?.. ?فرح الآخرة، {
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ ?} ?{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ?}
اللهم أفرح قلوبنا بالإيمان وبالقرآن،? ?والخير والعلم والهدى?.. وكلّ? ?عام وأنتم بخير?.?

الخطبـة السياسيَّـة

المفاوضات: سقوط في حضن العدو

في الملفِّ الفلسطينيّ، تلتفُّ المزيد من الحبال الأمريكيَّة والصّهيونيَّة حول العنق الفلسطينيّ، بعدما دفع العرب، أو فريقٌ منهم، السّلطة الفلسطينيَّة إلى لعبة المفاوضات المباشرة، الّتي تبيِّن أنّ الفلسطينيّين لا يملكون أيّة ورقةٍ من أوراق الضَّغط أو الصّمود فيها، فيما يقهقه العدوّ مجدّداً بعد أنّ رفع عن كاهله مقولة إعاقته للحلّ، بعدما نزل الجميع ـ في العالم ـ بمن فيهم الفريق العربيّ المستسلم، تحت شروطه ومطالبه..
يعودُ المفاوضُ الفلسطينيُّ من العاصمةِ الأمريكيَّةِ، وهو يحملُ على ظهره ثقل المفاوضات الّتي تحوّلت إلى عبء جديد على كاهله، لأنّها فرضت عليه الالتزام بالسّقف الأمريكيّ ـ الصّهيونيّ، وبالنّزول ـ خصوصاً ـ عند الأمر الواقع، في استئناف الاستيطان الّذي لم يتوقّف في الأصل، وإن كان أُعلن سابقاً عن إيقافه بطريقةٍ رسميّةٍ وضبابيّة.
ومع أنَّ المفاوضات تمثِّل قمَّة السّقوط والارتماء في الحضن الأمريكيّ والخضوع لمنطق العدوّ، إضافةً إلى أنّ الصّهاينة يتحدّثون بالفم الملآن، عن أنّه لا سبيل للسَّلام مع العرب، حتّى في مدى جيلٍ من الزَّمن، إلا أنّ ثمّة من يتحرّك في السّاحة العربيّة لتعميم هذا النّمط، وثمّة من يتحرّك هنا وهناك كرسول سلامٍ للإدارة الأمريكيّة، لكي يُقنع بقيّة الدّول العربيّة المعنيّة بالانضمام إلى مسيرة التّفاوض والسّقوط، حتّى في ظلّ الإصرار على يهوديّة الكيان، وإسقاط حقّ العودة نهائيّاً، ومنع قيام الدّولة الفلسطينيّة حتّى بأدنى الشّروط الممكنة..
إنَّنا في الوقت الّذي نرى أنَّ عمليَّات المقاومة ضدَّ الاحتلال هي السَّبيل الوحيد للردِّ على هذا الواقع الاستسلاميّ، نؤكِّد ضرورة أن تقف الشُّعوب العربيَّة والإسلاميَّة مع هذه المقاومة، وأن تمدَّ يد العون والدّعم للشّعب الفلسطينيّ، حتَّى يواصل صموده ومقاومته ومقارعته للاحتلال، ليصل بالقضيَّة إلى برِّ الأمان.

ثقافة الاستسلام العربي

ولعلَّ من المفارقة، أنَّنا فيما نرصد أصواتاً مرتفعةً في الواقع العربيّ والإسلاميّ تدعو إلى الرّضوخ لمنطق المفاوضات والاستسلام للعدوّ، وتحدّثك عن أهميّة السّلام المزعوم، وتتنكّر لسلاح المقاومة والتّحرير، نرى أنّ وزير حرب العدوّ يذهب إلى العاصمة الرّوسيّة ليوقّع اتّفاقاً للتّعاون الاستراتيجيّ بين الجيشين الرّوسي والصّهيونيّ، يتضمّن صفقات أسلحةٍ، ومنع سوريا وإيران من التزوّد بأسلحةٍ روسيّة دفاعيّة، بعد صفقات الأسلحة الهائلة الّتي عقدها الكيان الصهيونيّ مع الإدارة الأمريكيّة.
إنّ من السّذاجة بمكان، أن يعمل البعض في الأوساط العربيَّة الرّسميَّة على تسويق ثقافة السَّلام الّتي هي ـ في الأصل ـ ثقافة استسلام، فيما يعمل العدوّ على التزوّد بكلِّ أسلحة الدّمار الشّامل، وبالطّائرات والصّواريخ الأشدّ فتكاً في العالم، استعداداً لحروبٍ قادمةٍ يُتحضّر لها في مواجهة العرب والمسلمين، ودول الممانعة والمقاومة تحديداً، وخصوصاً أنّ الآلة الإعلاميّة الصّهيونيّة والأمريكيّة والغربيّة، تعمل في الوقت نفسه على تضخيم ما بأيدي العرب من سلاح، كما تعمل على إثارة المسألة النوويّة الإيرانيّة السلميّة، لوضعها في الواجهة، وتهيئة الأجواء لاعتداءاتٍ وحروبٍ قادمة.
للإبقاء على جهوزية المقاومة
إنّنا نؤكّد على شعوبنا، وعلى كلّ المعنيّين في الساحة العربيّة والإسلاميّة، أن لا يناموا على حرير، كما نؤكّد على المقاومة في لبنان، والّتي تتلقّى السّهام من البعض في الدّاخل، أن لا تستمع إلى الكلام الذي يحمل طابعاً تهويليّاً أو تشويهيّاً، لتستمرّ في استكمال جهوزيّتها واستعدادها، لأنّه لا مجال لدرء الأخطار المحدقة، إلا بالمزيد من الاستعداد النّفسيّ والجهاديّ والرّوحيّ والسّياسيّ، وخصوصاً أنّنا أمام عدوٍّ جاهزٍ للحرب في أيّ وقت، ولا يجد صعوبةً في الحصول على تأييد المحاور الدَّوليَّة في أيّة فرصةٍ يجدها مناسبةً للغزو والعدوان..

لبنان: لمتابعة قضايا الناس

ونحن في الوقت الّذي نؤكِّد أهميَّة الأصوات التي ارتفعت مؤخَّراً تدعو إلى التَّهدئة ومراجعة الذّات، نريد لكلّ هؤلاء أن يحسبوا حسابات النّاس، ومصلحة البلد العليا، وأن يعملوا لتجنيبه كوارث ومآسيَ جديدة، ليتحوّل الجميع إلى ورشةٍ واحدةٍ تعمل على حلّ قضايا النّاس الحياتيّة والمعيشيّة، وخصوصاً أنّنا على أبواب عامٍ دراسيّ جديد، تكثر فيه الأزمات، وتتوالى فيه المشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة، الّتي يدفع فيها الفقراء والمستضعفون فاتورة الانقسام السياسيّ والتّقصير والإهمال الّذي لا يزال يمثّل سياسةً عامّةً في لبنان.
أيّها اللّبنانيّون، أيّها المسؤولون.. الله الله في قضايا النّاس.. الله الله في مصير البلد ومستقبله.. الله الله في وحدتكم، ومقاومتكم، وإنسانكم..

التاريخ: 2 شـوّال 1431 الموافق: 10/09/2010


ليست هناك تعليقات: