14 سبتمبر 2010

الامام الصدر كان يتفق مع الراحل في الاعتماد على الفلك في إثبات هلال العيد



حصلت «شبكة الفجر الثقافية» على حديث تلفزيوني للامام المغيب السيد موسى الصدر يدعو فيه إلى الاعتماد على الوسائل العلميه والحسابات الفلكية الدقيقة في إثبات هلال عيد الفطر المبارك .

وقال السيد أن الوسائل العلمية الحديِثة اليوم بلغت مداها وتمكنت من تحديد موضع القمر وحركة القمر وزاوية القمر بصورة لا تقبل الشك .

وأضاف: لذلك الاعتماد على الوسائل العلمية هو الوسيلة المفضلة لإثبات الهلال، خاصة ان عدم اثبات الهلال الا بوقت متأخر يؤدي الى الارتباك في المناهج، الى التغير في احكام المحاكم وفي معاملات الناس والحوالات والمعاملات الرسمية والبرامج التي نمارسها.

كلام السيد موسى الصدر جاء في حديث له عبر شاشة تلفزيون لبنان بمناسبة عيد الفطر المبارك في العام 1970م .

وكان المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أول من اعتمد على الحسابات الفلكية في إثبات بداية ونهاية شهر رمضان المبارك .


نص الكلمة بعنوان: هلال العيد والعِلْم
ايها الاخوة المؤمنون

السلام عليكم ورحمة الله

نحن نودّع شهر رمضان المبارك ونستقبل العيد. ومن الطبيعي أننا ننتظر من العيد افراحًا وارتياحًا شاملًا. ولكن هذا العيد ككل الاعياد خلال هذه الفترة، فترة المحنة، محنة الاعتداءات، محنة الاحتلال، محنة الانقسامات وحتى محنة الاخلاق والعقيدة في داخل امتنا، هذه المحن تجعل العيد بصورة ناقصة وتمنع نفوسنا عن الارتياح بفرحة العيد. ولكن لأنه عيد رمضان ورمضان في الحقيقة فترة التدريب، ويمكّن الانسان من المزيد من التأمل ومزيدًا من التحسس ويكون عند الانسان مزيدًا من الصمود والصبر على المكاره وعلى المغريات. اقتران العيد برمضان يجعل العيد مقترنًا ايضا بالأمل، على اننا خلال هذا الشهر اخذنا من زاد القيام، والعمل لأجل بناء المستقبل ما يجعلنا نتغلب على مصائبنا ومشاكلنا في المستقبل بإذن الله.

وكان شهر رمضان دائمًا في تاريخ امتنا منعطف لتاريخهم وظرف مناسب للمعارك المصيرية التي خاضوها خلال تاريخهم المشرق. ولكن العيد في هذه السنة وتقريبًا في كل سنه يقترن ايضًا بمحنة صغيرة ولكنها مزعجة. هذه المحنة، بخصوص ثبوت العيد والتأكد من وجود العيد. اعتقد اننا كمسؤولين عن هذا الامر علينا القسط الاوفر من الاعباء. ولكن هذا لا يعني ان المواطنين وان المثقفين من شبابنا ليسوا مسؤولين في قضية اثبات العيد. وها انا اطرح المشكلة بشكل واضح امام الاخوان ربما نتمكن من خلق الجو وظروف افضل لأجل الانتهاء من هذه المشكلة.

بطبيعة الحال العيد هو اول يوم من شهر شوّال والهلال ورؤية الهلال كانت الوسيلة الوحيدة سابقًا لإثبات اول الشهر ونهاية الشهر. سابقا لم تكن وسائل علمية الا المراصد المئوية التي تُصدِر على صورة الحدْس والتخمين ايام العيد وفرص ظهور الهلال. ولأن الاسلام كان يهتم بشهر رمضان اهتمامًا كبيرًا ويعتبره فرصة مايزة بين الشهور، كان يمنع من الاعتماد على الوسائل التقليدية واقوال المنجمين. وكان يؤكد ان الرؤية هي الوسيلة الوحيدة لثبوت الهلال في اول رمضان وفي آخر رمضان وفي اي شهر من الاشهر القمرية.

ولكن اليوم الوسائل العلمية الحديِثة بلغت مداها وتمكنت من تحديد موضع القمر وحركة القمر وزاوية القمر بصورة لا تقبل الشك. ولذلك الاعتماد على الوسائل العلمية هو الوسيلة المفضلة لإثبات الهلال، خاصة ان عدم اثبات الهلال الا بوقت متأخر يؤدي الى الارتباك في المناهج، الى التغير في احكام المحاكم وفي معاملات الناس والحوالات والمعاملات الرسمية والبرامج التي نمارسها.

هذه المشكلة دعت بعض العلماء دعا الى اعتماد الوسائل العلمية. ولكن الوسائل العلمية بكل اسف غير موفورة بشكل شامل لأنه في لبنان مرصد الجامعة الامريكية ومرصد الكسارة لا يقومان باستخراج الهلال لأنه، حسب ما بلّغوني، ليس عندهم اختصاصيون في الوقت الحاضر يمارسون عملية استخراج الهلال، ويعتمدون غالبًا في نشراتهم على التقويم الذي يصدر من المراصد العالمية. يعني بصورة موجزة، ليس عندنا من يتمكن من تحضير هذه الوسائل وتوفير الاسباب العلمية لإثبات الهلال.

ومن جهة اخرى، نحن قدمنا اقتراحًا في مجمع البحوث الاسلامية وفي لبنان ايضًا، طلبنا إما ان يكون هناك اعتمادا على الوسائل العلمية، فيتوفر بوجود الاختصاصيين والشباب والذين هم ايضًا مسؤولون مثلنا، لأن نحن اختصاصنا في العلوم الدينية وفي التربية الدينية ولسنا اختصاصيين في اكتشاف المراصد ومعرفة اماكن الهلال والقوانين الفلكية الاخرى، اما ان يعتمدوا على الوسائل العلمية، فعند ذلك فعلى مطلق شبابنا المثقف ان يسعوا في سبيل توفير هذه الوسائل لنا، واما ان يكون هناك اجتماع ولقاء لأجل استماع الشهود ولأجل التأكد من ثبوت الهلال. اما اذا لم يتوفر هذان الاقتراحان فلا يمكن ان نستمر بالاعتماد على توحيد الوقت وتوحيد العيد.

وعلى كل حال، المسؤولية اعتقد مشتركة. علينا وعلى مختلف الشباب المثقف ان يكوّنوا ضغطًا على المسؤولين الدينيين وان يساعدوا بتوفير الوسائل للجميع لكي يؤمنوا عيدًا مباركًا وننتهي نهائيًا من هذه المشكلة. وعلى كل حال، انا اغتنم هذه الفرصة فأقدم لجمهور المشاهدين وللمسؤولين في التلفزيون وللعالم الاسلامي جميعًا التحيات وتهاني العيد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات: