28 سبتمبر 2010

العوّا يحاضر عن الفكر الوحدويّ للمرجع فضل الله(رض)


أكّد الشّيخ الدكتور محمّد سليم العوّا، الأمين العام السّابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أنّ سماحة العلامة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله(رض)، انطلق بفكره الوحدويّ الإسلاميّ، واستمرّ ثابتاً عليه طيلة 58 عاماً متواصلةً، من خلال مواقفه وأحاديثه ومؤلّفاته وأعماله من دون تغييرٍ أو تبديل.

جاء ذلك في خلال المحاضرة الّتي ألقاها الدّكتور العوّا في المركز الإسلاميّ الثّقافيّ في مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور حشد كبير من العلماء والمثقفين والمهتمّين، غصّت به قاعة المركز.

وقدّم رئيس المركز، السيّد شفيق الموسوي، معرّفاً بالمحاضر والمسؤوليَّات الّتي يتولاها.

وبعدها، تحدَّث الدّكتور العوّا، حيث أكَّد أنّه منذ الثّلث الثّاني للقرن العشرين وحتّى اليوم، لا هاجس عند العلماء العاملين المخلصين إلا وحدة الأمّة، وأنّ ملايين المسلمين يتفاعلون مع هذا التوجه الوحدويّ، كما يعيشون الشّعور الوحدويّ ويعملون على نشره، لكنّهم دائماً يتطلّعون إلى القيادة الّتي تعمل من أجله بصدقٍ وإخلاص.

ودعا العوّا المسلمين الى أن يكون كلٌّ منهم في موقعه، قائداً يعمل من أجل الوحدة، فكلّ إنسانٍ مسؤول، محاسبٌ أأأأأمام الله عزّ وجلّ إن لم يعمل من أجل هذه الوحدة، لذا عليه أن ينظر في أيّ كفّتي ميزانه الخاصّ ستكون مشاعره الوحدويّة، ثم دعوته إلى الوحدة، وعمله في نطاقها.

ورأى العوّا أنَّ العلماء أدركوا منذ اللّحظة الأولى، أنَّ الوحدة السياسيَّة أمر لا قِبل لهم بتحقيقه، فاختاروا مجالهم الَّذي هم فيه ينجحون، وملعبهم الَّذي يستطيعون فيه أن يصيبوا الأهداف كلَّها من دون أن يخسروا شيئاً، وهو المجال الفكريّ والثّقافيّ والفقهيّ والدّينيّ، فسعوا من خلاله إلى بناء وحدة هذه الأمّة.

وتحدَّث حول نقاط اللِّقاء بين مدرسة أهل البيت(ع) ومدرسة أهل السنَّة، والَّتي عمل المجمع العالميّ للتَّقريب بين المذاهب ـ الّذي كان السيّد فضل الله أحد الأعضاء المؤسّسين له ـ على تأكيدها. وقد اتَّخذ المجمع قراراً منذ سنواتٍ بإصدار مجموعةٍ من كتب الحديث الّتي يتَّفق فيها أهل السنَّة والشِّيعة، فصدر منها 28 كتاباً، حيث تبيَّن من خلال الإحصاء الّذي تمّ، أنّ 92 في المائة من النّصوص متّفق عليها، داعياً إلى العمل على نشر هذه الكتب في الأسواق ولو بسعرٍ رمزيّ.

وعرض الدّكتور العوّا لمواقف العلامة المرجع فضل الله(رض) الوحدويَّة، مؤكِّداً أنَّ فكره الوحدويّ الإسلاميّ، يُركِّز على أنَّ من شروط النَّجاح أن تكون هناك قلوب مفتوحة على الله تبارك وتعالى، فعلى كلّ مسلمٍ أن يراجع نفسه لتحقيق الآمال بالوصول إلى هذه الوحدة.

التاريخ: 16 شوّال 1431 هـ الموافق: 24/09/2010 م


ليست هناك تعليقات: