25 سبتمبر 2008

نداء وجهه إلى العرب والمسلمين بمناسبة يوم القدس العالمي
فضل الله يدعو لتشكيل محور عربي وإسلامي يهتم بقضية القدس وفلسطين


وجه سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نداءً إلى العرب والمسلمين بمناسبة يوم القدس العالمي، جاء فيه:
نلتقي في هذه الأيام بيوم القدس العالمي الذي أريد له أن يُعيد قضية القدس وفلسطين إلى الواجهة، والأمة تعيش في مرحلة صعبة ودقيقة تحت وطأة الاحتلالات الأجنبية والصراعات الداخلية التي باتت توفر بدورها الغطاء الأكبر للاحتلال الذي يحاول تقديم صورة مشوّهة للعالم عن العرب والمسلمين، بحيث تزعم أنّهم لا يمتلكون الإمكانيات الذهنية والعلمية والواقعية لإدارة واقعهم، وأنهم يتصرفون كمزق متناثرة لا تستطيع النهوض وحل مشاكلها إلاّ من خلال الوصاية الأجنبية والاحتلال المباشر.
أضاف: إن هذا المشهد المأساوي الذي يتنازع فيه المسلمون ويتقاتلون على عناوين الماضي بتشجيع من قوى الاستكبار والمحاور المرتبطة بها، بات يقتضي القيام بحركة فاعلة داخل الأمة لحماية قضاياها من خلال العمل لتشكيل محور إسلامي وعربي يحمل لواء الدفاع عن قضايا الأمة الكبرى وفي طليعتها قضية الدفاع عن الإسلام في مواجهة الهجمة الشرسة التي تستهدفه، والدفاع عن القدس وفلسطين.
وتابع: إنّ الآخرين يعملون على تشكيل محاور داخل الأمة لتتقاتل وتتنازع أو لتتنكر لرسالة الأمة، من خلال عناوين الاعتدال أو محاربة الإرهاب أو ما إلى ذلك، مما لا يتصل بحسابات الأمة وقضاياها، بل يستهدف تطويق هذه القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ولذلك فإننا نجد أن الأمة باتت في حاجة ماسة لتقديم القضايا الاستراتيجية إلى الواجهة، وسحب الكثير من القضايا الخلافية والمذهبية المثيرة للجدل والتي يثيرها الإعلام المعادي أو الإعلام غير الواعي بطريقة انفعالية واستعراضية، ولتكن الأولوية في حركتنا السياسية والثقافية نابعة من حاجتنا لدعم قضايانا والحفاظ على قيمنا بدلاً من التحصن والتمترس خلف عناوين لا تثير في الأمة إلاّ الشقاق والخلاف والنـزاع في الأمة.
إنني في يوم القدس العالمي، أدعو إلى تشكيل محور إسلامي ـ عربي فاعل يهتم بقضية القدس وفلسطين، ويثيرها في المحافل ويدافع عنها في وجه كل محاولات التهويد، ويدعم الشعب الفلسطيني بكل الإمكانات والوسائل المتاحة في ظل الضغوط والحصار والإرهاب الذي يتعرض له بفعل سياسة العدو وممارساته الإرهابية.
أيّها العرب، أيّها المسلمون لقد أضعتم القضية الأساس كما أضعتم البوصلة في خضم نزاعاتكم وخلافاتكم وتوزعاتكم، فهلموا بنا للعودة إلى فلسطين القدس، لأن فلسطين لا تمثّل القداسة في عنوان الإسراء والمعراج وعنوان المسجد الأقصى الشريف فحسب، بل تمثل القداسة العملية في كونها قضية المظلومين والمضطهدين الذين تنكّر لهم الأقربون وحاربهم الأبعدون ووقفت "العدالة الدولية" تتفرج عليهم وتتنكر لحالهم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 25-9-1429 هـ الموافق: 25/09/2008 م

ليست هناك تعليقات: