23 نوفمبر 2008

الدكتور الشيخ أحمد الوائلي:
منهج جديد في إغناء المنبر الحسيني وتأكيد الوعي الرسالي


كلمة سماحة المرجع الديني، السيد محمد حسين فضل الله، في ذكرى غياب الراحل الكبير العلاّمة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله)


في مواجهة التخلف:
كانت حركة الحوزة في مدينة النجف الأشرف تنفتح على التجديد في الشكل والمضمون لمواكبة التطوّرات المعاصرة في أسلوب الدراسة والتربية للنشء الجديد، وكان يقود هذا الاتّجاه فريق متقدّم في العلم والخبرة والوعي والجرأة.
و كان في مقدّم هؤلاء، العلاّمة الكبير الشيخ محمد رضا المظفّر والطليعة المباركة من إخوانه، ممّن كانوا يعيشون حركية الانفتاح على متطلّبات العصر وأساليبه في تثقيف الناس، فكانت جمعية "منتدى النشر" التي كانت تستهدف نشر التراث، والتي تحوّلت نشاطاتها إلى تأسيس مدرسةٍ تتماشى مع الأساليب الحديثة في التعليم، ما جعل منهجها يجمع العلوم العصريّة والدينية والتربية الأخلاقيّة، وقد أدّت دوراً كبيراً عندما حرّرت أساليب التعليم من سيطرة الكتاتيب.
وقد انطلقت هذه المجموعة العلمية في نطاق الجمعية لتقوم بثورة ثقافيّة كبيرة في مواجهة التخلّف في الخطابة التي يمارسها قرّاء العزاء في إثارة الذكرى الحسينيّة، والتي كانوا يستهدفون منها إثارة العاطفة وإسالة الدموع ولطم الصدور فقط؛ الأمر الذي لا يحقّق أيّة ثقافة في أهداف حركة الإمام الحسين(ع) الإصلاحيّة التغييريّة، وهو ما كان يؤدّي إلى الجمود الفكري في الوسائل الاستهلاكيّة، لولا وجود بعض الخطباء الكبار الذين كانوا يتميّزون بالمعرفة الأدبيّة والتاريخية والشرعية، على الرغم من أنّهم كانوا يمثّلون قلّةً قليلةً لم تصل إلى مستوى الظاهرة.
وانطلقت الجمعية في الدعوة إلى التجديد في أساليب الذكرى، ليتحوّل المنبر الحسيني إلى مدرسة ثقافيّة تنفتح على أهداف الثورة وتنوّعات الثقافة التفسيريّة والتاريخية والأدبيّة لها، فما كان من الرافضين للتجديد إلا إعلان الثورة التي ربّما وصلت بالبعض منهم إلى اتّهام القائمين بحركة التجديد بالضلال والتخطيط لتهديم مجالس العزاء.
وعاشت النجف في تلك المرحلة أزمة شديدة التعقيد، بين مؤيّد ومعارض؛ ولكن هذه الحركة استطاعت أن تقدّم نماذج مثقّفة منفتحة على العصر وعلى أساليبه، مع الالتزام بالحقيقة في مقابل الخرافة، والتقدّم في مقابل التخلّف، والاعتدال العاقل في مقابل التطرّف الجاهل.
وكان في مقدّم هؤلاء، فقيدنا الدكتور الشيخ أحمد الوائلي، الذي رأى فيه الناس في أكثر من منطقة، ولاسيّما في مجالس بغداد، نموذجاً جديداً يتميّز بالانفتاح الثقافي الذي يتحوّل فيه المنبر إلى مدرسة متحرّكة يتعلّم فيها الناس التفسير القرآني في امتداداته المعرفيّة الفكريّة والروحيّة، كأسلوبٍ جديد لم يتعوّد الناس أن يسمعوه في مثل هذه المجالس، إضافةً إلى أسلوب التحليل التاريخي الذي يتميّز بالدراسة الدقيقة للأحداث، مع إطلالة على بعض معطيات العصر الحديث التي قد تكون شاهداً على الحقائق الإسلاميّة في العقيدة والالتزام، مع التحدّث عن المأساة في قضايا عاشوراء بعيداً من المبالغة ومن استخدام الروايات غير الموثوقة مما قد يسيء إلى الذكرى.


إغناء المنبر الحسيني:
وهكذا استطاع الشيخ الوائلي أن يفتتح منهجاً جديداً في إغناء المنبر الحسيني، ليكون متحرّكاً بالثقافة المتنوّعة، وليجمع مختلف الطبقات من المثقّفين وغيرهم، ومن أتباع المذاهب والأديان الأخرى، ما فتح لقضيّة عاشوراء أفقاً رحباً ومجتمعاً جديداً، واستطاع الإيحاء إلى بعض الخطباء الناشئين بالاقتداء به في أسلوبه الحضاري.
وربّما واجه هذا الخطيب المجدّد، كما واجهت الطليعة الإسلاميّة الرساليّة والمثقّفون، مشكلة التراجع لدى القائمين على شؤون المنبر الحسيني، إقامةً وقراءةً، بالارتداد إلى الوراء، واستغلال الناس بإثارة الخرافات والأكاذيب، واستغلال الأصوات المثيرة للبكاء فقط لاجتذاب الناس على حساب الخطباء الطليعيّين. حتى أصبح الكثيرون من أولئك هم الذين يتولّون تثقيف الناس بعقائدهم وأوضاعهم، في الوقت الذي لم يكونوا يملكون علماً ينفتح بهم على الحقيقة.
وقد كان خطيبنا الراحل (رحمه الله) يتألّم من ذلك كلّه؛ لأنّه كان يرى أنّ الحركة التصحيحية والتغييريّة بدأت بالانحسار في كثير من الأوساط الشعبيّة التي ترى أنّ العادات التي أدمنها الناس في التعبير عن انفعالهم بالمأساة العاشورائيّة قد أصبحت من المقدّسات، حتى إنّ البعض في الحوزة وخارجها، كان يرى أنها من الشعائر التي الوسيلة الوحيدة لارتباط الناس بأهل البيت (عليهم السلام)، مع أنّ كثيراً منها لا ينسجم مع أبسط القواعد الشرعيّة، فضلاً عن الجانب الحضاري للإسلام، إذ إن الكثير منها كان يتحرّك في خطّ تشويه القيم الإسلاميّة بدلاً من أن يشكّل حركةً في رفع مستوى الوعي وحيويّة الوجدان الإسلامي الذي أراد الإمام الحسين(ع) تأكيده في نفوس الأمّة في زمانه وفي حركة الزمن كلّه.


تأكيد خط الوعي:
لقد كان فقيدنا الخطيب المجدّد أديباً في المستوى الرفيع من الثقافة الأدبيّة، وشاعراً مبدعاً في قصائده التي تنوّعت في مختلف قضايا الأمّة المصيريّة، وفي أوضاعها الاجتماعيّة والسياسيّة، وفي مدائح أهل البيت(ع) ومراثيهم بطريقة جديدة في مضمونها الإيماني والحركي والولائي، وكان مؤلّفاً في أكثر من موضوع اجتماعيّ وديني وحركي، فكان مالئ الدنيا وشاغل الناس، وكان الإسلاميّ الحركي الذي واكب الحركة الإسلاميّة وأيّدها وشارك في دعمها وتأييد قياداتها، ما جعل من فقده خسارةً كُبرى للإسلام والمسلمين.
وأخيراً، فإنّني أحيّي القائمين على إقامة هذا الاحتفال المبارك، وأقدّر جهود العاملين عليه، وأرجو أن يكون قاعدةً وانطلاقةً في سبيل تأكيد خطّ الوعي الرسالي المنفتح الذي كان ينادي به المرحوم الشيخ الوائلي ويتحرّك فيه، ويتكبّد في سبيله المصاعب والمشاقّ؛ فإنّ ذلك هو الذي يؤكّد كلّ القيم الإسلاميّة التي تحرّك فيها أهل البيت(ع) على خطى جدّهم رسول الله(ص)؛ ليكون الإسلام حيّاً وفاعلاً في صناعة الشخصيّة الإيمانيّة الرائدة، وليكون قاعدةً تحكم خطوط الحركة في كلّ ميادين الحياة.
استقبل وفداً كويتياً وذكّر بفتاواه التي حرّم فيها الإساءة إلى الصحابة وأمهات المؤمنين
فضل الله: في الأمة تيار يدعو إلى الغلوّ والخرافة وعلينا جميعاً التصدي له


ذكّر العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمام وفد كويتي زاره في منزله بحارة حريك، بفتاواه السابقة التي حرّم فيها الإساءة إلى الصحابة وأمهات المؤمنين تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى وجود تيار يدعو إلى الخرافة والغلو، ووجود معاهد تخرّج المتعصبين، داعياً إلى مواجهة هذا التيار ومنعه من تخريب وحدة الأمة ومسيرة الوحدة الإسلامية.
وأكد سماحته أن أية فئة تسيء إلى جهة كويتية معينة، فإنها بذلك تسيء إلى الكويتيين جميعاً وإلى المسلمين جميعاً، مشيراً إلى أننا لسنا ضد حرية الإعلام، ولكننا مع الإعلام المسؤول الذي لا يعرّض وحدة الأمة للخطر، داعياً السنة والشيعة في الكويت إلى قطع الطريق على أولئك الذين يحاولون إحداث اهتزازات في الواقع الكويتي أو الخليجي أو الإسلامي.
استقبل سماحته وفداً كويتياً يتقدمهم وزير التجارة الكويتي السابق، عبد الوهاب الوزّان، والوزير السابق يوسف زلزلي، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العربية والإسلامية العامة، وللوضع في الكويت بشكل خاص، ولاسيما لجهة ما يثيره البعض في بعض وسائل الإعلام والفضائيات أو في الواقع الشعبي، من عصبيات وإثارات تؤثر سلباً في الوسط الكويتي وفي علاقات المسلمين بعضهم ببعض.
وأكد سماحته خلال اللقاء ضرورة أن يتحمل جميع الكويتيين ـ إلى أي فئة انتموا ـ مسؤولياتهم في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وعلى البيت الكويتي، وكذلك الحفاظ على الوحدة الإسلامية، والتصدي بشكل علمي ومدروس لكل من يحاول الإساءة إلى هذه الوحدة، سواء من خلال ما قد يصدر من البعض من إساءات إلى صحابة رسول الله(ص) وأمهات المؤمنين، أو ما قد يتداول به البعض من كلمات سلبية تطاول هذا المذهب أو تلك الشخصية الدينية بطريقة لا تمتّ إلى الموضوعية والنقد البنّاء بصلة.
وذكّر سماحته بالفتاوى السابقة التي أصدرها، والتي حرّم فيها التعرض لصحابة الرسول(ص) وأمهات المؤمنين، أو الإساءة إليهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى ضرورة تضافر جهود العقلاء من السنة والشيعة على السواء، لقطع الطريق على أولئك الذين يحاولون تخريب مسيرة الوحدة الإسلامية، ومنعهم من إحداث اهتزازات في الواقع الكويتي، أو في الواقع الخليجي، أو في الوسط الإسلامي عموماً.
وأكد سماحته أننا لسنا ضد حرية الإعلام، ولكننا مع الإعلام المسؤول والواعي، والذي يحرص على أن يوازن بين ما تتطلبه حرية التعبير، وما تقتضيه مصالح الأمة من الحفاظ على وحدتها ووحدة مذاهبها وطوائفها في نطاق قضاياها العامة والأساسية، مشيراً إلى ضرورة وضع حد للإعلام غير المسؤول، والذي تنطلق فيه بعض الفضائيات في مجال ترويجها للفتنة ونشرها للمفاهيم والأفكار التي تتحرك في أجواء الإثارة والعصبيات، بما يُعقّد علاقات المذاهب بعضها ببعض، ويجعل الواقع الإسلامي واقع تنافر وتحاقد، في مرحلة يحتاج هذا الواقع إلى الكثير من التماسك والتواصل والتحابب، وخصوصاً في ظلّ سعي العدو الصهيوني للإيقاع بين المسلمين.
وأكد سماحته وجود تيار يدعو إلى الخرافة ويحمل عناوين الغلوّ، لا همّ له إلا تهديم جسور المحبة وقطع خطوط التواصل في الأمة، مشيراً إلى بعض المعاهد التي لا تخرِّج العقلاء، بل المتعصبين والحاقدين، مؤكداً أن على الأمة أن تعمل لمحاصرة هؤلاء، وألا تفسح لهم في المجال لتخريب وحدتها وكيانها من الداخل.
وقال: إن أي شخص وأية جهة تتعرض بالإساءة إلى أية جهة أو فئة كويتية ولا تلتزم أسلوب النقد العلمي البنّاء في مخاطبة الآخرين، إنما تسيء إلى نفسها وإلى العناوين التي تحملها، كما تسيء إلى الأسرة الكويتية بأكملها، الأمر الذي يفرض أن يتحرك الجميع في مواجهة هؤلاء.
وحول الوصية التي يوصي بها المجتمع الكويتي، قال سماحته للوفد: لقد كانت وصايا النبي(ص) للأمة أن تحافظ على وحدتها وعلى وحدة الجماعة فيها، وكانت كلمات الإمام علي(ع) ووصاياه تؤكد أنه كان يُسلم ما سلمت أمور المسلمين، وكان الإمام جعفر الصادق(ع) يقول لأصحابه: "ما أيسر ما رضي الناس منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم".
ونحن نؤكد على أخوتنا في الكويت، أن يحافظوا على وحدتهم الداخلية، وأن لا يسمحوا لأي فريق أو جهة أو شخص أن يُخرّب عليهم وحدتهم، أو أن يسيء إلى تماسكهم وتواصلهم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 22-11-1429 الموافق: 20/11/2008
استقبل الوزير السابق محسن دلول وكريم مروّة
فضل الله دعا إلى إنصاف المعلمين وحماية الأمن الاجتماعي للناس

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الوزير السابق محسن دلول، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، كما جرى بحث في الوضع الاجتماعي وفي العلاقات الاجتماعية في البقاع الأوسط، في أعقاب بعض الحوادث التي جرت مؤخراً، وقد شكر دلول سماحة السيد على تدخله لإعادة اللحمة إلى أجواء بعض العائلات، وخصوصاً في بلدة علي النهري، مشيداً بدور سماحته في العمل لتوحيد صفوف المسلمين، وسعيه الدائم لتشديد أواصر الوحدة الوطنية.
وأكد سماحة السيد أن الحفاظ على الوحدة الداخلية إلى جانب احترام حق الاختلاف، ينبغي أن يكون مبدأً أساسياً في سلوكيات الجهات السياسية والاجتماعية المتعددة، داعياً إلى تكريس ذلك من خلال اعتماد خطاب سياسي موضوعي لا يتم من خلاله الاعتداء على الآخر أو الإساءة إليه، لأنّ حق النقد لا يعني اللجوء إلى أساليب التجريح والتشهير التي تستخدمها الطبقة السياسية اللبنانية في العديد من نماذجها، وهو الأمر الذي انعكس على الذهنية الشعبية بطريقة وأخرى، ما جعل مشاكل "الكبار" تنعكس انقساماً وتمزقاً في المواقع الشعبية.
ورأى سماحته أن من الضروري حماية الأمن الداخلي في البلد، حتى على مستوى ما قد يحدث في هذه البلدة أو تلك من مشاكل عائلية أو سياسية تترك بصماتها وآثارها السلبية في السلوك الاجتماعي والسياسي العام، مشدداً على تعاون الجميع من أجل حماية السلم الأهلي، في مرحلة بات الجميع يتحدث عن ضرورة التلاقي والتحاور وصولاً إلى المصالحة التي تكرّس حق الاختلاف وترفض الخلاف المدمّر والقاتل.
وشدد سماحته على ضرورة أن تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولياتها تجاه الطبقات المحرومة، وأن تعمل بكل إمكاناتها لإنصاف المعلمين، مشيراً إلى ضرورة إيلاء الأمن الاجتماعي الكثير من العناية والاهتمام، وخصوصاً أن الكثير من الأطباء والعاملين في عدد من الاختصاصات يتعرضون للملاحقة والاعتداء من اللصوص والمجرمين الذين لا بد من ملاحقتهم وتوقيفهم ومنعهم من مواصلة الاعتداء على الناس.
واستقبل سماحته الأستاذ كريم مروة، يرافقه الأستاذ فالح عبد الجبار، حيث جرى حوار في عدد من القضايا الفكرية والثقافية والأدبية، إضافةً إلى استعراض الوضع السياسي العام.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 21-11-1429 الموافق: 19/11/2008
استقبل نائب الأمين العام لحزب الله
فضل الله: ينبغي مقاربة الوضع اللبناني من زاوية التهديد الإسرائيلي المستمر للبنان

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، حيث جرى عرضٌ لتطورات الأوضاع الداخلية، والمراحل التي قطعتها المصالحات والحوار الداخلي، إضافة إلى الوضع في المنطقة، وخصوصاً ما يجري في الساحة الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وإرهاب وتجويع من العدو الصهيوني في ظلّ الصمت العربي الذي قد يرتقي إلى مستوى التواطؤ في كثير من الأحيان، وفي ظلّ إهمال الدول والمؤسسات الإسلامية للمسؤوليات الواجبة عليها حيال الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة للبنان.
وأكد سماحة السيد فضل الله ضرورة مقاربة الوضع اللبناني الداخلي من زاوية التهديد الإسرائيلي المستمر للبنان، لأن العدو لا يزال يرى في لبنان المقاوم، ولبنان الذي أسقط أهداف حربه في تموز من العام 2006 تهديداً استراتيجياً له، ولذلك يُفترض باللبنانيين، وخصوصاً المسؤولين والذين يبحثون الإستراتيجية الدفاعية، أن تكون مقارباتهم مدروسة ودقيقة وبعيدةً من التداول الإعلامي المكشوف والتراشق السياسي الذي يؤثر سلباً في مسألة هي من أكثر المسائل حساسيةً في لبنان والتي ترتبط بمصيره ومستقبله.
وأكد سماحته أهمية التواصل والحوار بين مختلف الأطراف في لبنان وعدم تعريض مسيرة الأمن والاستقرار فيه لأي خلل قد ينشأ بفعل السجال الإعلامي والسياسي، مشيراً إلى ضرورة أن يتم التعاطي مع المسألة الأمنية كأولوية داخلية إلى جانب الأولوية الإستراتيجية المتعلقة بأطماع العدو وخروقاته واستهدافاته المستمرة للبنان بأكثر من وسيلة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 20-11-1429 الموافق: 18/11/2008
استقبل أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية
فضل الله: السبيل الوحيد لمواجهة المتعصبين والمتحركين في خط التفرقة بين المسلمين يتمثل في الدفاع عن مفاهيم الإسلام


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا، الدكتور كمال حلباوي، وسكرتير المنتدى، الأستاذ صلاح الدقمجي، والشيخ حسن التريكي، والأستاذ محمد كزبر، وكانت جولة أفق واسعة في التحديات التي يواجهها الإسلام في الغرب على المستويات الفكرية والسياسية وغيرها، والأثر السلبي للانقسامات الإسلامية في مسألة التصدي لما يتعرض له الإسلام من حملات تشويش وتشويه.
وشرح الدكتور حلباوي مسيرة عمل منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا وأهدافه المتحركة على مستويين: الأول وهو ما يتصل بوحدة المسلمين من سنة وشيعة ودعواتهم المتواصلة إلى التلاقي والحوار، والعمل كمجموعة واحدة همها حماية الإسلام والحفاظ عليه، والثاني وهو ما يتصل بإخراج الإسلام من صورة التخلف التي يحاول البعض أن يلصقها به بهدف تشويهه، ودفع الناس للابتعاد عنه، وخصوصاً في ظلّ حال الاندفاع التي يشهدها العالم للتعرف على الإسلام وسبر أغواره والاطّلاع على مفاهيمه وأحكامه.
من جهته، رحّب سماحة السيد فضل الله بالوفد مشيداً بالدور الذي يضطلع به المنتدى لتوحيد صفوف المسلمين في الغرب وللدفاع عن الإسلام أمام حملات التخوين والتخويف التي يتعرض لها من جهات رسمية وغير رسمية في كثير من الدول الغربية.
ورأى سماحته أن هذه المرحلة هي من أدق المراحل، وخصوصاً أن الكثير من مراكز الدراسات الغربية، التي تتعامل مع الإسلام كجار مخيف أو كخصم ينبغي العمل لليّ ذراعه، باتت تتوسل سُبل التفرقة بين المذاهب الإسلامية لتحقيق أهدافها، كما أن العدو الصهيوني، الذي يعمل على لملمة جراحه بعد حرب تموز وإعادة جيشه إلى مستوياته الردعية السابقة، يتطلع إلى إغراق المنطقة والساحة الإسلامية بعامة في الفوضى والاهتزازات الناشئة من محاولات إشعال نيران الفتنة بين المذاهب الإسلامية، وهو الأمر الذي تعمل عليه مراكز الدراسات الصهيونية، وقد تحدث عنه الصهاينة في شكل واضح في مؤتمر هرتزيليا الأخير.
وشدد سماحته على مقاربة التاريخ بعيون تتطلع إلى إعلاء كلمة الإسلام في واقعه الحالي وفي تطلعاته المستقبلية، مشيراً إلى أن أحد أهم سبل مواجهة المتعصبين والمتحركين في خطوط التفرقة بين المسلمين يتمثل في الدفاع عن الإسلام بمفاهيمه العامة بعيداً من الحسابات المذهبية الضيقة، لأن انخراط المسلمين جميعاً في معركة الدفاع عن الإسلام ومفاهيمه ونبيّه(ص) سيجعل منهم كتلةً واحدة في مواجهة من يضمر السوء للإسلام والقرآن والنبي الأكرم(ص).
وأمِلَ سماحته أن تتحرك المجموعات الإسلامية الواعية المثقفة ـ التي تعيش في كنف الغرب وفي الجاليات الإسلامية المتعددة هناك ـ لتأصيل خط الوحدة الإسلامية من جهة، والتواصل مع المراكز الثقافية والفكرية الغربية من جهة ثانية، وخصوصاً في ظل أجواء الحرية السائدة في الغرب، بما يُفسح في المجال لتقديم الإسلام على صورته الحضارية النقية.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 20-11-1429 الموافق: 18/11/2008
استقبل شويري والزين موفدين من المؤسسات المتعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية
فضل الله: أفتى بحرمة دفع الأموال للجمعيات الوهمية، ودعا الدولة لتحمل مسؤولياتها


استقبل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، رئيس جمعية مؤسسة الكفاءات، الأستاذ رئيف نديم شويري، ومدير معهد الهادي للإعاقة السمعية والبصرية الشيخ إسماعيل الزين، موفدين من 35 مؤسسة اجتماعية تهتم بشؤون المعوقين والحالات الاجتماعية الصعبة، وهي متعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
وتحدث الأستاذ رئيف شويري مشيراً إلى أن مساهمة وزارة الشؤون الاجتماعية في هذه المؤسسات لا تعكس واقع الحال على الرغم من الدور الذي قام به معالي الوزير، ماريو عون، لزيادة حجم المُساعدة من الدولة. واعتبر أن هذه المؤسسات أصبحت مهددة نتيجة لتضاعف التكاليف وقلّة المساعدات، وأكد أن المعوقين وذوي الحاجات الخاصة قد لا يستطيعون الصراخ لإيصال صوتهم إلى المسؤولين، ولكن حجم الدول والمسؤولين يُعرف من خلال إيلاء هؤلاء المسؤولية المطلوبة".
من جهته، أكدّ سماحة السيد فضل الله، أنه من المفروض في لبنان أن تتحرك كل الطاقات الخيرة والمثقفة لتتحمل مسؤولية هؤلاء المستضعفين، أو الناس الذين لا ناس لهم، مشيراً إلى أن مشكلة الدولة في لبنان كانت تتمثل دائماً في ذهاب خدماتها لحساب الجهات أو الأشخاص الذين يخدمون هذا الزعيم أو ذاك، أو يشكلون الامتداد الطبيعي للزعامات، بينما يبقى أصحاب الحاجات الاجتماعية الخاصة في منأى عن حركة المسؤولية في الدولة، أو أن يُقدّم لهم من المساعدات ما لا يمكن الإشارة له بالبنان.
ورأى سماحته أن المشكلة لا تقع على عاتق الدولة فحسب، بل أيضاً على عاتق المجتمع الذي ينبغي أن يصنع من نفسه حالات تكافلية لتوفير الرعاية لهؤلاء، ولرفد المؤسسات الأهلية بما تحتاجه، مشدداً على أن تتضافر جهود الجمعيات الخيرية في لبنان، لتتعاون على حلّ المشاكل المعقدة التي يعاني فيها اللبنانيون اجتماعياً وصحياً وما إلي ذلك، بعيداً من كل الحسابات المذهبية أو الطائفية أو المناطقية والسياسية وغيرها.
وأشار سماحته إلى أن الدول التي تُمثّل دول المؤسسات تتدخل عندما يحدث الانهيار السياسي أو الاقتصادي لوقف هذا الانهيار، ولكن المشكلة في كثير من بلداننا أنّها دول الأشخاص وليست دول المؤسسات، ولذلك يستمر دورها كساحة أو كمزرعة ويغيب دور الدولة فيها حيث لا وجود للدولة بالمعنى المؤسساتي العام، ومن هنا تتحكّم الأزمات بمفاصلها وحتى بمستقبل حركتها.
وأشار سماحته إلى وجود مشكلة كبيرة في جسم الدولة في لبنان تتمثّل في ذهاب الأموال إلى غير مستحقيها، وخصوصاً في ظل وجود جمعيات تستغل اسم الأيتام والمعوّقين وأصحاب الحالات الاجتماعية الصعبة، في سبيل تحقيق الإثراء لأشخاص معنيين على حساب أصحاب الحاجات الخاصة، إضافة إلى الجمعيات الوهمية التي تستمر في تحقيق أهدافها الخاصة، حيث لا وجود لرقابة حقيقية تقطع الطريق على هؤلاء. وأكدّ سماحته أنه يَحرُم إعطاء المساعدات لهؤلاء، سواءٌ حصل ذلك من طريق مال الدول أو أموال الأشخاص، لأنه يعد مساهمة في الغش والإفساد، ويحرم المستحقين الحقيقيين من حقوق ينبغي على المجتمع والدولة أن يتحملا مسؤولياتها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 19/11/1429 الموافق: 17/11/2008
في معرض استقباله رئيس مجلس أئمة المسلمين في ساحل العاج
فضل الله: الإسلام أصبح الشغل الشاغل للعالم ومسؤوليتنا إخراجه من دائرة الانفعال إلى الفعل


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، رئيس مجلس أئمة المسلمين في ساحل العاج، أبو بكر فوفانه، يرافقه الشيخ عبد المنعم قبيسي، ومسؤول العلاقات الخارجية في تجمع العلماء المسلمين، الشيخ ماهر مزهر، وممثل سماحة السيد فضل الله في أبيدجان، الشيخ منير فاضل، وكان عرضٌ لشؤون العالم الإسلامي وشجونه، ومتطلبات المرحلة، سواء على صعيد مسؤولية المسلمين في تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام في العالم والدفاع عنه في مواجهة الحملات التشويهية، أو على صعيد حفظ وحدة المسلمين في الداخل.
وأشار فوفانه إلى التجارب الإسلامية المتعددة للعمل الإسلامي في أفريقيا، والاختلافات التي يعيشها المسلمون وتأثيراتها في ساحاتهم الداخلية وفي وحدتهم وتماسكهم، وفي مشاريعهم الثقافية والفكرية، مؤكداً أهمية العمل المؤسساتي المدروس والذي يأخذ في الاعتبار الظروف المحيطة بحركة الدعوة والمؤثرات الاجتماعية السياسية وغيرها.
وأكد سماحة السيد فضل الله أننا نخاف على أفريقيا من الإستراتيجية الأميركية التي تسعى للسيطرة عليها بالكامل، وخصوصاً أنها القارة التي لم تخرج ثرواتها ودفائنها ومخزونها الغني في مجالات الطاقة وغيرها.
وتطرق سماحته إلى الوجود الإسلامي في ساحل العاج، فشدد على ضرورة الحفاظ على هذا الوجود من خلال التحرك في النطاق العبادي أو الحركي الميداني بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الدخول في صراع الزعامات في أفريقيا، أو الخوض في النزاعات الداخلية بالطريقة التي يتحول فيها الوجود الإسلامي الاغترابي إلى عامل من عوامل الاضطراب، كما قد يفهمه الآخرون.
ورأى أن الوحدة الإسلامية لا تمثل مجرد مطلب أو رغبة أو توجه، وخصوصاً لدى العاملين للإسلام المخلصين له، بل تمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى المسلمين، كما تشكل ركيزة جودهم واستمرارهم، وبالتالي فإن حمايتها وصونها يمثل صوناً لمقدس بارز من المقدسات، وللموقع الأساسي الذي يضمن قوة المسلمين واستمرارهم على خط التوحيد.
وأشار سماحته إلى مستلزمات هذه الوحدة، والتي من بينها الإصرار على متابعة القضايا الإسلامية الكبرى في العالم، والدفاع عن الإسلام بعيداً من الاستغراق في خصوصيات المذاهب والطوائف، وعدم الخوض بطريقة سلبية في مسارات تعود سلبياتها على الجسم الإسلامي العام، وحسم الأمور في أن مسألة التقريب لا تقبل أن يدخل هذا الطرف أو ذاك في خطوط الإساءة للصحابة أو لأهل البيت وأمهات المؤمنين، أو الابتعاد عن خط النقد الموضوعي والعلمي البنّاء والبعد عن السباب والشتائم وخصوصاً عند استعراض الأمور التاريخية، والتأكيد على أن ما ينتجه المسلمون بمذاهبهم وفرقهم المتعددة على الصعيد الفقهي والفكري والأصولي وما إلى ذلك، يمثل تراثاً إسلامياً يُغني المذاهب ويشكل بمجموعة نتاجاً إسلامياً يحتاجه الجميع.
ولاحظ سماحته أن محاولات الضغط على الوجود الإسلامي في المغتربات تترافق مع الحملات الإعلامية والسياسية والثقافية الجارية لتشويه صورة الإسلام في العالم، مشيراً إلى أن تقصير المسلمين تجاه إسلامهم وقضاياهم يفوق في بعض الحالات ضغط المستكبرين وحملاتهم الوحشية والتشويهية، وداعياً إلى مواجهة ذلك بالوحدة الداخلية في الأوساط وبالاستنفار لمواجهة ذلك ثقافياً وإعلامياً وسياسياً بالوسائل الممكنة والمشروعة.
ورأى سماحته أنه على الرغم من كل المخاطر التي تحيط بحركة الإسلام، وعلى الرغم من الحرب العالمية التي تشنها جهات سياسية وثقافية غربية ضده، إلا أن الإسلام دخل إلى كل بيت وأصبح يعيش في أذهان العالم، وبات محل تداول حتى عند الجهات التي تتنكر لحركته التاريخية ومفاهيمه الثقافية وأسسه العلمية، لقد أصبح الإسلام هو الشغل الشاغل للعالم، وعلينا إخراج المسلمين من دائرة الانفعال إلى دوائر الفعل، ليبرز الإسلام ـ من خلالهم ـ قوياً عزيزاً، منفتحاً، موضوعياً، علمياً، يستهوي القلوب وتحتاجه العقول.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 18-11-1429 الموافق: 16/11/2008
استقبل السفير الإيراني:
فضل الله: بعض الخطاب الرسمي العربي يقترب من الخطاب الإسرائيلي في التحريض على ايران
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، السفير الإيراني في بيروت، محمد رضا شيباني، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية ـ الإيرانية، وتطورات المشهد العراقي، وخصوصاً ما يتعلق منه بالاتفاقية الأمنية مع الاحتلال الأخيرة.
وأبدى سماحة السيد فضل الله خشيته من أن تواصل السياسة العربية الرسمية في المراحل القادمة ارتمائها في الأحضان الأمريكية بما يقرّبها أكثر من إسرائيل ويباعد بينها وبين الموقف الإيراني الداعم لحركات المقاومة في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن خطة التحريض على إيران، والتي يقترب فيها بعض الخطاب الرسمي العربي من الخطاب الإسرائيلي، هي جزء من المحاكاة غير المباشرة بين مواقع عربية وصهيونية بهدف إحياء مقولة جبهة الاعتدال التي تسير في الفلك الأمريكي بمواجهة جبهة المقاومة والممانعة التي ترفض المساومة على حقوق شعوبنا، وخصوصاً الشعب الفلسطيني.
ورأى سماحته أن المؤسف في المشهد العربي الرسمي أ
نه لا يقتصر في حركته على الكف عن إنتاج إرادة المواجهة والمقاومة فحسب، بل يذهب بعيداً في قراءاته السياسية الخاطئة من دون دراسة واقعية لحقيقة الأمور والتحولات التي طرأت على السياسات العالمية بعد الأزمة المالية وتغير المشروع الأمريكي في المنطقة.
وأشار إلى أن الاندفاعة العربية الرسمية نحو إسرائيل والتي تتم بعناوين متعددة سوف تساهم في كشف الكثير من الملابسات، وتوضح الأمور أكثر للشعوب، التي لن تقبل بالمساومة على قضاياها وحقوقها ومستقبل أجيالها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 15-11-1429هـ الموافق: 13/11/2008
استقبل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنانوحذّر من تحول المنظمة الدولية إلى طرف
فضل الله: كيف تتم دعوة مجرم الحرب بيريز وتوجه الاتهامات للرئيس السوداني لمحاكمته


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، مايكل ويليامز، حيث جرى عرضٌ للعديد من القضايا التي يتصل بعضها بعمل قوات "اليونيفيل" في لبنان في ظل الاختراقات الإسرائيلية المتواصلة للقرار 1701، كما يتصل بعضها الآخر بدور الأمم المتحدة ومستقبل هذا الدور على ضوء مؤتمر حوار الأديان والملاحظات التي تكوّنت في العالم الإسلامي حوله، وماذا ينتظر المنظمة العالمية في ظل المتغيرات العديدة عالمياً وعلى المستويات الاقتصادية والسياسية والمالية وغيرها.
وقدم سماحة السيد فضل الله قراءته لآفاق الدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية، كانت خاضعة في حركتها ومعظم قراراتها في العقود والسنوات الأخيرة للإدارات الأمريكية والتي منعت إدانة إسرائيل في أثناء مجزرة قانا الأولى ومنعت من التجديد لأمينها العام السابق بطرس غالي لموقفه الذي دان فيه هذه المجزرة، والتي كان رئيس كيان العدو شمعون بيريز مسؤولاً عنها، كما أن مجلس الأمن الذي سيطرت عليه الإدارة الأمريكية المحافظة منع إدانة إسرائيل على كل مجازرها في فلسطين وحصارها الوحشي لغزة، إضافة إلى أن الأمم المتحدة تقف عاجزة أمام الخرق الإسرائيلي المستمر للسيادة اللبنانية براً وجواً.
وتوقف سماحته عند مؤتمر حوار الأديان، فأبدى خشيته من أن تكون الأمم المتحدة قد تحولت إلى طرف في مواجهة الشعوب بدعوتها لمجرم الحرب شمعون بيريز، والسير في أجندة تشبه الأجندة السياسية لبعض الأنظمة والإدارات بعيداً عن إرادة الشعوب، وعن مساءلة إسرائيل في رفضها المتواصل لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بانسحابها من الأراضي الفلسطينية وإزالة الاستيطان والجدار الفاصل ووقف تهويد القدس وطرد أبنائها منها.
وتساءل سماحته: كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدعو مجرم حرب كشمعون بيريز لإلقاء كلمة في مؤتمر حوار الأديان، بينما تتحرك المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الرئيس السوداني وملاحقته ومساءلته حول دارفور، مشيراً إلى أن التغاضي عن جرائم الحرب الإسرائيلية في حق اللبنانيين والفلسطينيين يمثل مكافأة للمجرم واستهدافاً متواصلاً للضحية.
وفي المسألة اللبنانية، أكد سماحته أن لبنان لا يزال مسرحاً للاستخبارات الدولية وللتدخلات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن الكثير من الأمور التي يجري تداولها في الداخل اللبناني لها علاقة مباشرة بالمسألة الفلسطينية التي هي أم القضايا في المنطقة، مؤكداً أن أي حل يأتي على حساب الفلسطينيين وحقوقهم سيدخل المنطقة مجدداً في صراعات دامية ومستمرة. وتساءل سماحته عن السبب في الرفض المتواصل لتسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المتطورة التي تهيّىء له فرص الدفاع عن البلد.
ووعد ويليامز بإيصال ملاحظات سماحة السيد فضل الله وآراءه للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 15-11-1429 الموافق: 13/11/2008
لا خروج للبنان من عنق الزجاجة ما دمنا أننا نعيش تحت سقف نظام المحاصصة
فضل الله مستقبلاً "تجمع الوفاق الوطني": لماذا نتحدث عن مصالحات مذهبية ولا نتحدث عن مصالحات وطنية جامعة؟


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من "تجمع الوفاق الوطني"، برئاسة رئيسه، بلال تقي الدين، حيث قدم الوفد لسماحته دعوة إلى المشاركة في الندوة التي ينظمها يوم غد الخميس تحت عنوان "مفهوم المقاومة"، والتي يتخللها كلمات لشخصيات من مختلف الفئات والتيارات السياسية والحزبية في لبنان. وجرى التداول في خلال اللقاء في تطورات الأوضاع الداخلية.
وتحدث سماحته في الوفد مؤكداً أن لبنان لن يخرج من عنق الزجاجة إلى فضاء الحرية إذا استمر نظام المحاصصة الذي أكد الطائفية والمذهبية بعدما كانت عرفاً، فقد جعل هذا النظام من المسؤولين مجموعات تتحرك بفعل حاجاتها الانتخابية والمناطقية لجمع أكبر عدد ممكن من الناس تحت لواء المذهبية، وأصبحت حتى الخدمات رهينة المزاج المذهبي أو السياسي المغلق، فلا يحصل عليها المواطنون إلا من النافذة المذهبية أو الطائفية، بالمستوى الذي جعل من لبنان ولايات غير متحدة.
أضاف: إن هذه الذهنية التي أنتجها نظام المحاصصة جعلت الأحزاب السياسية تتطيّف بعيداً عن عناوينها الكبرى، وجعلت حتى المصالحات تأخذ عناويناً مذهبية بدلاً من أن تكون مصالحات لبنانية تتم تحت سقف المؤسسات، فبدأنا نسمع عن مصالحة شيعية ـ سنية، وأخرى مسيحية ـ مسيحية، وثالثة شيعية ـ درزية، وأخرى تنتظر صلاحيات الأرثوذكس وما إلى ذلك، من دون أن نسأل عن مصير البلد في ظل هذه المناكفات التي أريد لها أن تطبع لبنان بطابعها المزاجي حيناً والسياسي أحياناً، وبذلك فشلت الأحزاب والتيارات في إنتاج وفاق وطني مبني على أسس متينة، وإن أنتجت وفاق الزعامات الذي غالباً ما يتجمد عند حدود مصالح هذا الزعيم أو ذاك، أو عند سقف الظروف الدولية والإقليمية التي ساهمت في ولادته أو في تهيئة الأجواء الملائمة له.
وتابع: إنني أعتقد أن لبنان يحتاج إلى شخصيات مستقلة بالمعنى الإيجابي لا السلبي، حيث ينطلق قرارها من ذاتها ومن رؤيتها الصادقة لما هي مصلحة البلد، وتتصرف وتتحرك لحساب الناس الذين لا ناس لهم، ولذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق الجهات الواعية والمسؤولة في أن تسعى لجمع هذه الشخصيات بعيداً عن العناوين والتظاهرات، وأن تبحث عن أولئك الذين لا هم لهم إلا وحدة البلد، والذين يريدون للبلد أن يخرج من كونه بلد الاستخبارات وساحة الصراعات، ليكون وطناً لبنيه ورسالة للآخرين.
وأردف: أنا لا أتحدث عن اللاإنتماء، ولكنني أفرق بين الانتماء إلى زنزانة حزبية أو مذهبية مغلقة، والانتماء إلى فضاء رسالي وسياسي ووطني رحّب وحرّ ومنفتح ومتسامح، وأن لا نجلد البلد على مذبح المصالح الشخصية التي قد يعتقد البعض أنها امتيازات لهذه الطائفة أو لذاك المذهب، وهي في حقيقتها امتيازات لشخصية من هذه الطائفة أو لفئة، وقد رأينا في التوزيعات والتشكيلات والصفقات الرسمية وغيرها أن الذين يستفيدون هم الزعماء وأمراء الطوائف، ولا تستفيد طوائفهم إلا على أساس ما يخدم مصالح هؤلاء الزعماء وأوضاعهم ومشاريعهم، ولذلك فإنني أعتقد أن البحث عن آلية للحل هو جزء لا يتجزأ من البحث الاستراتيجي لإعادة لبنان إلى دائرة الوطن بعدما غاب في ظلمات الزعامات، ولا سبيل لذلك إلا من خلال جيل طليعي منفتح يحمل مشعل التغيير ولا تأخذه في الله لومة لائم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 14-11-1429 الموافق: 12/11/2008
في معرض استقباله وفداً علمائياً وطلابياً إيرانياً
فضل الله ينتقد حضور مؤتمر الأديان ويخشى من التطبيع الأمني والعلني مع العدو


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً إيرانياً من جامعة الإمام الخميني برئاسة مدير الأمور الدولية في الجامعة، الشيخ أبو حسن حقّاني، وضمّ عدداً من العلماء وطلاب العلم في المؤسسة. وقدم حقّاني شرحاً حول عمل الجامعة والأطروحات العلمية والبحثية والتحقيقية البارزة التي أنجزت فيها، وعمل الجامعة الاغترابية التي وفرت الفرصة منذ عشر سنوات لمن هم في الاغتراب لمراسلة الجامعة ونيل شهاداتهم، مشيراً إلى اعتماد اللغتين العربية والانكليزية إلى جانب اللغة الفارسية في سلسلة البحوث والدراسات، ومؤكداً أن ثمة أطروحات قيّمة قد جرى ترجمتها لأكثر من لغة، ومشيراً إلى الدراسات البارزة في مجال علم الأديان والمقاربات البحثية لهذا الدين أو ذاك.
وتحدث سماحة السيد فضل الله في الوفد مؤكداً أن السير في هذا الخط العلمي المنهجي من خلال هذه المؤسسة الجامعية يمثل مظهراً من مظاهر التقدم الكبير الذي حققته الحوزة في قم، لأن المسألة كانت فيما سبق تنطلق على أساس التنافر بين الحوزة والجامعة، وقد عمل الكثيرون للتأكيد على وجود تناقض بين ما هو المنهج العلمي للجامعة والمنهج الشرعي للحوزة، وكنا نؤكد دائماً أن المنهج العلمي هو الأساس في الدراسات الشرعية، وأن الموضوعية البحثية هي روح العلم وجوهره، وبذلك تتقدم الحوزة والجامعة في المجتمع ضمن نطاق واحد.
وشدد سماحته على العلماء وطلاب العلوم الدينية أن يدخلوا إلى العصر وأن يكون لديهم حس المعاصرة وأن يعملوا للدخول إلى عقل العصر وقضاياه أو أن يتعلموا أساليبه ويتقنوا طرائقه ولغاته ومناهجه، ويتعرفوا إلى نقاط ضعفه وقوته، وأن يستفيدوا من العصر بما يرسّخ الأفكار والمفاهيم الإسلامية في الأذهان، وأن يكون ذلك في نطاق الحفاظ على مبادئنا وثوابتنا، لأن الابتعاد عن العصر لا يمثل قيمة أو فضيلة لطلاب الحوزة أو للدعاة والعلماء، بل إن المطلوب ، وخصوصاً في هذا العصر الذي تختلف فيه الأفكار وتتعدد فيه الوسائل وتتطور فيه المناهج، أن نكون على دراية بذلك كله لنلحق بالركب العلمي ونقدم أفكارنا وطروحاتنا التي يتقبلها الآخرون، وقد قال النبي(ص): "إنا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم".
وأكّد ضرورة أن تساهم كل هذه الدراسات في إحداث تطور في ذهنية العلماء وطلاّب العلم، وخصوصاً لجهة الاعتراف بالآخر، واحترام الاختلاف معه، على صعيد حرية المناقشة وحرية الفكر. وقد كان الاختلاف بين الكبار من علمائنا شيئاً طبيعياً تتقبله الأوساط العلمية الشرعية، وحتى الذهنية الشعبية التي رافقتهم، وعلينا ألا نشعر بالغربة والوحشة إذا اختلف هذا العالم مع ذاك شريطة أن لا يتم تجاوز الحد في الخلاف وأساليبه. ونحن نحتاج إلى الكثير من الانفتاح للدخول في مناقشات كثيرة على المستويين الشرعي والديني، كما نحتاج إلى ذهنية منفتحة وعقل واسع حتى نحاور العالم، فنحاور العلمانيين والمتدينين، ونجادل اليهود والمسيحيين، وندخل في نقاش مع الهندوس والبوذيين، لأن الحوار بروح منفتحة وذهنية غير معقدة هو الذي يُسهّل تقديم أفكارك للآخرين ويفسح في المجال أكثر للفهم المتبادل، وينسف الكثير من الحواجز التي تؤسس لسوء الفهم وتمهّد السبيل للمشاكل والأزمات.
وتطرق سماحته إلى مؤتمر حوار الأديان الذي سيعقد في الولايات المتحدة الأمريكية بإشراف الأمم المتحدة، فأبدى استغرابه لدعوة رئيس كيان العدو شمعون بيريز، وهو المجرم المشهود له بفظائعه، وخصوصاً المجازر التي ارتكبها في لبنان ومنها مجزرة قانا، حيث أصدر الأوامر بقتل العشرات من المدنيين الذين لجأوا إلى مقرللأمم المتحدة طلباً للحماية.
ورأى سماحته أن دعوة بيريز تمثل في معناها العميق موافقة ضمنية من الأمم المتحدة وأمينها العام على المجازر التي ارتكبها ودعوة له لاقتراف المزيد من الجرائم، مشيراً إلى أن البحث في مقارنة الأديان يقتضي وجود عالم دين يهودي معتدل من خارج كيان العدو، يقدم اليهودية كما هي في أصالتها، إلى جانب ما يقدمه علماء الأديان المسيحية والإسلام، ليتم البحث في الأمور التي تلتقي عليها الأديان أو تلك التي تختلف فيها، ولتكون لدينا دراسات علمية أو فلسفية حول الأديان قد تم بحثها من خلال أصحابها.
وأبدى سماحته خشيته من أن يكون التطبيع بين الكيان الصهيوني والكثير من الأنظمة العربية قد بدأ يسلك مسارين: المسار الأمني غير المرئي، ومسار المؤتمرات التي باتت محطات أساسية وعلنية للتطبيع تحت عناوين حوار الأديان أو في المؤتمرات الاقتصادية، بما يمثل جريمة كبرى في حق فلسطين وشعبها المحاصر في غزة والضفة وأهلها الذين يجرفهم الاستيطان والتهويد في كل يوم ليس من حقول الزيتون وقراهم ودساكرهم فحسب، بل من قلب القدس... ولذلك فنحن نتساءل عن الحكمة وعن مدى الفائدة في حضور مثل هذه المؤتمرات وفي التمهيد للقاء شخصيات العدو ولو على مستوى الإيحاء، أو في الجلوس مع هؤلاء المجرمين على طاولة واحدة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 13-11-1429 الموافق: 11/11/2008
في معرض استقباله لوفد أمريكي ضم دبلوماسيين وسياسيين وأساتذة جامعات
فضل الله: ندعو إلى حوار اقتصادي عالمي ونتطلع لمبادرات إنسانية استباقية من الإدارة القادمة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً أمريكياً ضم عدداً من الدبلوماسيين السابقين وأساتذة جامعيين وممثلين لعدد من الكنائس وشخصيات سياسية مخضرمة.
وتحدث سماحته في الوفد قائلاً:

في البداية أحب أن أرحّب بكم من كل عقلي وقلبي، فنحن على الرغم من اختلافنا مع الإدارة الأمريكية الحالية إلا أننا نودّ أن نكون أصدقاء للشعب الأمريكي. فالقرآن الكريم علّمنا أن نتّبع الأسلوب الذي يحوّل الإنسان الذي تحدث بيننا وبينه المشاكل إلى صديق، ولذلك أحب أن تعرفوا أنه ليس من الصحيح ما يُقال عن أننا نكره الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك فرق بين الموقف من الإدارة الأمريكية والموقف من الشعب الأمريكي.
أضاف: إننا نقدّر أمريكا ـ الشعب، التي قدمت خدمات كبرى للإنسانية على الصعيد العلمي والتكنولوجي مما أبدعه العلماء الأمريكيون، أو الذين وفدوا إلى أمريكا من شعوب العالم ممن أفادوا البشرية كلها باختراعاتهم واكتشافاتهم، ولكننا نعتقد أن ما تحتاج إليه الولايات المتحدة الأمريكية هو ما يتصل بالجانب الإنساني في رؤيتها لشعوب العالم في حركة إداراتها المتعاقبة، فقد تخلّت هذه الإدارات عن المبادىء الإنسانية الأساسية التي أعلنها الرئيس ويلسون، وتحولت الولايات المتحدة الأمريكية في نظر شعوبنا من دولة محترمة ومقبولة من هذه الشعوب في عشرينات وثلاثينات القرن الميلادي الفائت إلى دولة مستعمرة، ودولة محتلة تجيز لنفسها احتلال أراضي الغير والسيطرة على ثرواتها وقراراتها تحت عنوان الحرب على الإرهاب.
ولذلك فإننا نعتقد أن من حقنا أن نطالب أمريكا بإدارتها القادمة بالتغيير على المستوى الخارجي، كما يطالبها الشعب الأمريكي بالتغيير على المستوى الداخلي، وأن تكف السياسة الخارجية الأمريكية على أن تكون سياسة عدوانية تقرّ الاحتلال وتمارسه وتشجّع عليه. لذلك ينبغي أن يبدأ التحول في السياسة الأمريكية في هذا النطاق حتى تشعر الشعوب بوجود تغيير في العمق، وخصوصاً أن الجميع يتحدث عن قيادة أميركا للعالم في الوقت الذي سقطت هذه القيادة بفعل سياسة الحروب الاستباقية، وباتت الإدارة القادمة في أمسّ الحاجة لمبادرات سياسية وإنسانية استباقية بدلاً من النزوع مجدداً نحو الحروب أو دعم سياسة الاحتلال والاستيطان في فلسطين المحتلة.
وتابع سماحته: نحن نؤمن بالتفاهم والتواصل والحوار بين الشعوب، ونقرّ بأن لدينا الكثير من نقاط الضعف هنا في الشرق، ولكننا نعتقد ـ في المقابل ـ أن لدى الأمريكيين الكثير من نقاط الضعف أيضاً، وإذا كنتم تتحدثون عن وجود حالات إرهابية عندنا، فنحن نسأل من أنتج هذه الحالات؟ كما نعتقد بوجود حالات إرهابية عندكم في شبكات الجريمة المنظمة وفي الحالات الفردية التي يقتل فيها الأب أو الأم أولادهما أو يقتل التلميذ أستاذه ورفاقه... فحالات الضغط الاجتماعي توفر الفرصة لكثير من الجرائم تماماً، كما هي حالات الضغط السياسي والأمني والضغط على الحريات وما إلى ذلك.
وأكد سماحته أننا نتألم لما حدث في الأزمة المالية والاقتصادية الأخيرة في أمريكا، لأننا نرفض الشماتة بأحد، ولأننا جميعاً ندفع الثمن لهذه الأزمات التي تأثر العالم العربي بها سلبياً. ونأمل أن تنطلق دراسات علمية حقيقية من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا النظام الذي لا يرتكز على قاعدة القيم الأخلاقية يمثل القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت وترمي بثقلها على اقتصادات العالم، ومن هنا نرى أن العالم الذي يتداول الأفكار في حوار الأديان والمذاهب وفي الحوارات السياسية المتعددة يحتاج إلى حوار حقيقي وجدي على المستوى الاقتصادي، لينطلق هذا الحوار من الجذور الفكرية والقيمية للنظم الاقتصادية لا أن يبقى في سطح الأشياء أو يتوقف عند حدود المصالح الظاهرة.
ورحّب سماحته بالتغيير الذي حدث في أمريكا وبجملة الأسباب التي دفعت أكثرية بيضاء لانتخاب رئيس أسود، مشيراً إلى أن الإسلام ومنذ انطلاقته الأولى أكد أن "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى"، مشيراً إلى أننا سنراقب هذا التغيير في أمريكا، فإذا انطلق من العمق وأتاح الفرصة للشعوب لكي تصنع التغيير الذي تريده، ولم يمنع شعوب العالم الثالث من صناعة التغيير الذي تتطلع إليه، فعندها يمكن أن نطمئن إلى الصدق في حركة الإدارة الجديدة وفي احترامها عملياً للشعار الذي رفعته، ونقول لهذه الإدارة من خلال شعارها "نعم نحن نستطيع"، وشعوبنا "تستطيع" فتعلموا من التجارب السابقة ولا تقفوا حجر عثرة في طريقها.
وأجاب سماحته على مداخلات الوفد، فأكد أن من حقّ الرئيس الأمريكي أن يتطلع إلى ما يحقق مصالح شعبه ورفاهيته، ولكن ليس على حساب مصالح الأمم الأخرى ورفاهيتها، ومن حقنا أن نحافظ على قيمنا وحقوقنا وشعوبنا.
وأكد "يوجين بيرد" باسم الوفد وجود "فرصة حقيقية لأن تنتج الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة أخلاقية جديدة لصنع السلام في العالم"، فأكد سماحة السيد فضل الله أننا نرحب بذلك ومستعدون للتعاون مع الشعب الأمريكي في هذا المجال.
وأكد الوفد أنه "سيحمل هذه الرسالة وهذه التوجهات إلى الكونغرس والصحف الأمريكية، فنحن بالفعل وسطاء، وسنكون وسطاء نزهاء".. فشدد السيد فضل الله على أننا نحترم هذه النزاهة ونؤكد على التعاون من أجل الخير والسلام للبشرية كلها، فنحن نحب الحياة لأنفسنا وللناس ونرفض كل من يفشي ثقافة الموت أو يمهّد السبيل لها في العالم... ونقول لكم وللأمريكيين من خلالكم: اطردوا شياطين السياسة من ساحاتكم، وليس من الضروري أن يكون هناك ملائكة يديرون ساحاتكم، ولكن ابحثوا عن أنصاف الملائكة، فلعلنا نستطيع بتعاوننا وتفاهمنا أن ننقذ العالم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 12-11-1429 الموافق: 10/11/2008

17 نوفمبر 2008

استقبل وفد حزب التحرير
فضل الله: أكد على الحركات والأحزاب الإسلامية ألا تتنازل عن طرح الإسلام

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من حزب التحرير برئاسة الدكتور محمد جابر، وعرض سماحته مع الوفد لعدد من الأوضاع الإسلامية، كما قدّم الوفد شرحاً حول تصوره للأزمة اللبنانية ورؤية حزب التحرير حيال الحلول المطروحة لهذه الأزمة، كما جرى عرضٌ للوضع الإسلامي العام على ضوء التطورات الاقتصادية والسياسية الأخيرة التي طغت على سطح الأزمات العالمية.
وأكد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء ضرورة أن تحتفظ الحركات والأحزاب الإسلامية بروحيتها واندفاعها ولا تنسحب من طرحها للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله للبشرية كلها بشيراً ونذيراً، ولذلك ينبغي أن يكون همنا أن ننشر الإسلام في العالم بعيداً عن كل إغراء أو عن استخدام العنف، مؤكداً أن الإسلام دخل في ذهن العالم في هذه المراحل بالنسبة إلى من يحاربه ومن يواليه، ولكن المسؤولية تقع على عاتق المنتمين إليه في ألا يستغرقوا في أوضاعهم المحلية وتفاصيلهم السياسية التي قد تحول دون قيامهم بمسؤولياتهم الكبرى في توضيح الخط الإسلامي الذي أراده الإسلام رحمة للعالمين.

بعد اللقاء صرّح مسؤول اللجنة المركزية في حزب التحرير، الدكتور محمد جابر:
تشرفنا بزيارة سماحة السيد محمد حسين فضل الله، ووضعناه في أجواء الكتيب الذي أعده حزب التحرير، ويشمل نظرته إلى الكيان اللبناني وطرحه للحل المناسب الذي يرتئيه من الناحية السياسية والشرعية، وقد طلبنا من سماحته قراءة الكتاب وإبداء ملاحظاته لتغيير بعض التفاصيل التي يراها مناسبة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 10-11-1429 الموافق: 08/11/2008
استقبل العوا ودعا إلى لقاء علمائي سني ـ شيعي وحدوي بعيداً عن الأضواء
فضل الله: دور اتحاد علماء الإسلام أن يوحّد كلمة المسلمين ويواجه التحديات المفروضة على الأمة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمين عام اتحاد علماء الإسلام، الدكتور محمد سليم العوا، حيث جرى التداول في الأوضاع الإسلامية العامة وقضايا الوحدة الإسلامية، وما تواجهه في هذه الأيام من تحديات من خلال سعي القوى الاستكبارية لتفريق الصفوف الإسلامية، وذلك في ضوء السجالات الأخيرة التي تركت تأثيراتها السلبية في أكثر من ساحة إسلامية.
وأشار سماحة السيد فضل الله إلى أن إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام انطلق على أساس إيجاد خط إسلامي وحدوي ثقافي حواري يجمع بين المذاهب الإسلامية على مستوى دراسته لنقاط الضعف والقوة هنا وهناك، وتوحيد المسلمين في نطاق إسلامي جامع يحفظ قوتهم ومنعتهم في مواجهة القوى العالمية الظالمة الساعية لتفريق المسلمين واحتلال بلادهم ونهب ثرواتهم.
وأكد سماحته أهمية استمرار الاتحاد في تأدية رسالته ومن خلال ما أكده ميثاقه ووثيقته الأساسية في رفض تكفير المسلمين وتضليلهم لمجرد الاختلاف في الرأي أو في بعض الآراء الكلامية الفقهية والتي لا تتنافى مع الثوابت الأساسية في الإسلام.
وشدد سماحته على أن تتوافر للأمة طاقات ثقافية وعلمائية مبدعة تعمل على تصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها أتباع هذا المذهب أو ذاك، ولكن في نطاق المؤسسات الوحدوية، ومن خلال آلية عملية ترفض مسألة التشهير ولا تتوخى تسجيل النقاط والأخطاء على هذا أو ذاك، بل تصحيحها والعمل على منع تكرارها، وتوفير كل المناخات الإسلامية والسياسية على مستوى الخطاب والحركة للوصول إلى ذلك بأقل الجهود وبما يقطع الطريق على كل محاولات الأعداء للعبث بالأمة وتمزيق صفوفها وتشتيت كلمتها.
وأكد سماحته ضرورة أن تتضافر جهود علماء الأمة جميعاً في نطاق إسلامي وحدوي جامع، ومن خلال فتاوى حاسمة وآلية عملية يتابع الجميع حركتها في مسألة التأكيد على احترام صحابة رسول الله(ص) وأمهات المؤمنين وأهل بيت النبي(ص) وتحريم الإساءة لهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى أنه من المعيب أن تبقى هذه الأمور محل إثارة وأن يتم التداول بها من طريق الحساسيات، وخصوصاً في ظل الفتاوى القاطعة والحاسمة التي أكدت هذه الثوابت غير القابلة للمسّ في أي ظرف وتحت أية حجة.
ورأى سماحته أن الشغل الشاغل لاتحاد علماء الإسلام ينبغي أن يتركّز أيضاً على دراسة الأولويات في مسألة التصدي للهجمات الإعلامية والسياسية والثقافية الموجهة للجسم الإسلامي برمّته وللمفاهيم الإسلامية بكلها، ولمواجهة التحديات الكبرى التي فرضها المستكبرون على الواقع الإسلامي من خلال استهدافهم للإسلام كدين وللمسلمين كفريق يمثل التحدي لأطماعهم ومشاريعهم، لأن ذلك يمثل المسؤولية الإسلامية الكبرى بعيداً عن الاستغراق في التراكمات التاريخية التي قد يثور الجدل حولها داخل المذهب الواحد والتي يمكن لعلماء الأمة الذين يتحلون بالحكمة والوعي والدراية أن يسعوا لتوضيحها في نطاق الحوار الداخلي الذي يمنع الأعداء من استغلال نقاط الضعف التي قد تنشأ داخل الواقع الإسلامي من خلال إثارة هذه الأمور في وسائل الإعلام أو في المنتديات العامة.
وأكد سماحته أننا نرفض كل الأساليب التي تتوخى الإثارة أو التي تصنع اهتزازات وتوترات داخل العالم الإسلامي، فقد بات من المعيب حقاً أن ننشغل بسجالات تتكرر عناوينها وتفاصيلها مع توالي القرون والعقود، وينشغل الآخرون في كيفية الانقضاض علينا وعلى ثرواتنا ومواقعنا ومفاهيمنا وقيمنا حتى في الوقت الذي يضرب الوهن فيهم وينال الضعف منهم.
ودعا سماحته علماء الأمة من السنة والشيعة، وخصوصاً أولئك الذين يمثلون الواجهة في الأمور العلمية والفقهية والشرعية، إلى لقاءات إسلامية حوارية وحدوية بعيداً من الأضواء لحسم الجدل في كثير من الأمور التي يسودها سوء التفاهم ويغلب عليها الانفعال، والتي لا تمثل التزامات وثوابت كما قد يتوهم المتوهمون.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 8-11-1429 الموافق: 06/11/2008

5 نوفمبر 2008

رأى أن الظروف باتت مناسبة لإقامة تشكّلات سياسية شعبية تخدم قضايا الشعوب
فضل الله: تداعي الأمم المتحدة وفشل عدم الانحياز والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي يفرض البحث عن البدائل

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تطرّق فيه إلى تداعي المنظمات الدولية والإقليمية وضرورة البحث عن بدائل لها، وجاء فيه:
يشهد العالم في هذه الأيام انهيارات متلاحقة تصيب نظامه الاقتصادي، ذلك النظام الذي جرى ترتيبه على قياسات دول جعلت همها الأول والأخير الهيمنة على مصادر الطاقة والثروات والسيطرة على المواقع المالية والنقدية العالمية عبر شركاتها العابرة للقارات، وآلتها التكنولوجية التي سُخّرت لتعميم هذه الهيمنة وتلك السيطرة بطريقة جنونية عجائبية.
ولكن هذا السقوط الاقتصادي سبقه سقوط سياسي ليس على مستوى آلية الممارسة السياسية فحسب، بل على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية، التي انطلقت ـ في الأساس ـ تحت عنوان مواجهة الظلم اللاحق بحقّ الشعوب، وتوفير أفضل الفرص لبيئة إنسانية عالمية يسودها السلام، وتنعدم فيها الحروب والاحتلالات، لتنطلق العلاقات الدولية والإقليمية في سياق العدالة التي تُحفظ فيها حقوق الشعوب وتصان فيها كرامات الأمم...
لقد شهدنا في العقود الأخيرة، وفي السنوات الأخيرة، وخصوصاً في عهد الإدارة الأمريكية المحافظة، تداعياً مستمراً للأمم المتحدة التي خضعت من خلال مجلس الأمن في قراراته ومن خلال السياسة العامة للمنظمة في شكل عام للقيادة الأمريكية، الأمر الذي جعل عجلة الحروب تسبق عجلة السلام، حيث أن الإدارة الأمريكية اجتاحت الأمم المتحدة قبل أن تبدأ عملية الغزو الدامي في احتلالها لأفغانستان والعراق وفي استباحتها للقانون الدولي والشرائع الدولية واتفاقيات جنيف وغيرها من القوانين التي تسالمت عليها الدول.
وإلى جانب هذا الانهيار الذي أصاب الأمم المتحدة في حركتها وأسقط هيبتها وتوازنها في عيون الشعوب، شهدنا تداعي منظمة "عدم الانحياز" بعد شعار الحياد الإيجابي الذي طرحته في أثناء الحرب البادرة، حيث باتت قراراتها باردة وباهتة، وخصوصاً بعدما دخلت الكثير من دولها في دائرة هذا المحور الدولي أو ذاك، فباتت تمثل منظمة الدول المنحازة ويغلب على الكثير من دولها الارتباط بعجلة السياسة الأمريكية حتى تحولت إلى رافعة للاستراتيجية الأمريكية في العالم، ولاسيما في العالم الثالث، وذلك من خلال مؤتمراتها التي لم تستطع قراراتها أن تحرك مضمونها السياسي والاقتصادي إلا من خلال الورق الذي كتب فيها والاحتفالات الاستعراضية التي يجتمع فيها المنتسبون إليها.
أما منظمة المؤتمر الإسلامي، فقد اختفت السياسة الأمريكية وراء الكثير من خلفياتها في جهد أمريكي متواصل لإيجاد محور إسلامي تابع للمحور الأمريكي، للإيحاء بأن الأمة الإسلامية تدعم مقررات هذا المحور وتسير في فلكه مع حفظ ماء الوجه في بعض الشعارات الإسلامية أو في طرح عناوين القضايا الإسلامية على جدول أعمالها بطريقة رسمية كلاسيكية، الأمر الذي أسقط مضامين هذه القضايا، وخصوصاً القضية الفلسطينية، وأفسح في المجال لمزيد من الاختراق الأمريكي على مستوى القمة في ظلّ المحاولات المتصاعدة لاختراقات متعددة الوجه والهدف على مستوى القاعدة، الأمر الذي ساهم في تعميق الجراحات الدامية في احتلال العراق وأفغانستان وإشاعة الفوضى الأمنية والسياسية والاقتصادية في السودان والصومال وباكستان وصولاً إلى محاولات الضغط المتواصلة على سوريا وإيران ولبنان... فأفرغت منظمة المؤتمر الإسلامي من مضمونها وإن بقيت كتجمع يجذب إليه الدول الإسلامية الأعضاء في هذه المناسبة السياسية أو تلك.
أما الجامعة العربية التي انتقلت من الحاضنة البريطانية إلى الحاضنة الأمريكية، فقد لمسنا في حركة الكثير من موظفيها مراعاة لهذه الدولة العربية الفاعلة، أو لذاك المحور العربي الذي قد يتشكّل تحت سيل الضغوط الأمريكية، ووجدناها تذهب في حركتها الدبلوماسية والسياسية إلى حيث تريد بعض الدول العربية الخاضعة للإملاءات الأمريكية، فتحولت إلى جامعة التناقضات العربية، كما انخرط بعض مسؤوليها في لعبة المشاكل العربية أو التبعية لهذا الزعيم أو ذاك في نطاق التوظيفات الجديدة للمال العربي، فتعقدت الأوضاع العربية أكثر بعدما استولت القضايا الشخصية والمصالح الآنية على قضايا الأمة ومشاريعها الكبرى. وقد رأينا طريقة إدارتها لبعض الأزمات مؤخراً سواء بالنسبة إلى تهجير المسيحيين من العراق أو في الاعتداء الأمريكي الأخير على سوريا بما يؤكد ضعفها وعجزها وانكفاءها.
إننا في الوقت الذي نستمع لمواقف تدعو إلى تغيير جذري في النطاق الاقتصادي والمالي العالمي، وإلى دعوات مماثلة إلى صياغة نظام سياسي عالمي جديد، أكثر عدالةً على أنقاض النظام الحالي المتداعي، ندعو إلى حركة جديدة على مستوى المنظمات الإقليمية أو الدولية، فإذا كانت المنظمات القائمة لا تزال تمثل ضرورة لتجميع الدول في نطاق مؤتمرات تخفف من حدّة الانقسام أو تصنع واقعاً شكلياً من الانسجام، فإننا لن ندعو إلى الخلاص الكلي من هذه المنظمات التي فشلت ـ إلى حدٍ كبير ـ في تأدية رسالتها، ولكنا ـ في الوقت نفسه ـ ندعو إلى قيام جامعة الشعوب العربية ومنظمة الشعوب الإسلامية وإلى تحالف الشعوب المستضعفة بهيئاتها الشعبية وحركاتها التحررية في مواجهة محاور الاستكبار ومواقع الظلم العالمي، وخصوصاً الأمريكي والصهيوني.
إننا، وفي ظل الأزمات الكبرى التي تعصف بالعالم في هذه الأيام، ومع بروز حراك دولي جديد وتموضع جديد في المسارات السياسية العالمية، نرى أن الفرص تبدو مناسبة للمباشرة بخطوات عملية وجديّة لإحداث تشكّلات سياسية شعبية فاعلة تخدم قضايا الشعوب المستضعفة وخصوصاً شعوبنا العربية والإسلامية، وتواجه النفوذ الاستكباري في بلادنا في سياق خطة تتكامل فيها المواقع وتتوزع فيها الجهات المتعددة الأدوار، وصولاً إلى قيام واقع عالمي جديد يمهّد لصناعة عالم حر ومستقل تنطلق فيه قوة الشعوب في مواجهة الإمبراطورية الأمريكية التي توزع الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية على العالم كله مستغلةً إمكاناتها الذاتية وضعف الآخرين ورضوخهم لحركتها الاستكبارية الظالمة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 4-11-1429 هـ الموافق: 02/11/2008 م
حثّ العراقيين على اتخاذ موقف حاسم من الاتفاقية مع الاحتلال
فضل الله: تهديدات الأميركيين للعراقيين تؤكد أنهم لا يقيمون وزناً للسيادة العراقية


رأى العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، أن تصريح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مايكل هولن، الذي حذر فيه العراقيين من "عواقب جسيمة" في حال عدم التوقيع على الاتفاقية الأمنية مع الأميركيين تمثل دليلاً إضافياً على أن الأميركيين لا يقيمون وزناً للسيادة العراقية.
ودعا سماحة العراقيين، بكل مكوناتهم الوطنية، إلى الرد على مثل هذه التهديدات بالتماسك في ساحتهم الداخلية والإصرار على الموقف الحاسم الذي يرفض أي تنازل يمس سيادة البلد أمنه ووحدته واستقلاله.
وقال سماحته في تصريح له:
إن تهديد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، والذي يتزامن مع مواقف أميركية وغير أميركية، تحاول الضغط على العراقيين مسؤولين ونواباً وأحزاباً وهيئات شعبية... يكشف مرة أخرى عن حجم المأزق الذي يعيشه الاحتلال الأميركي في العراق، كما يكشف عن استهانة الأميركيين بمستقبل العراق، ويعطي الدليل الإضافي والحاسم على أنهم لا يقيمون وزناً للسيادة العراقية.
أضاف: إن هذه التصريحات والمواقف تؤكد بما ليس فيه مجال للشك أن الاحتلال يسعى لإطالة أمد بقائه في العراق، ويحاول الحصول على أي مستمسك يمكنه من إقامة قواعد عسكرية ثابتة تمثل تهديداً لاستقلال العراق وسيادته، كما تمثل تهديداً مستمراً لدول المنطقة.
وتابع: إن من الضروري أن تسمع قوات الاحتلال الأميركي كلمات حاسمة ومواقف صارمة تؤكد لها بأنه عليها الاعتراف بفشل مشروعها في العراق والمنطقة لتعيد حساباتها وتمهد لتعاطي مختلف مع المنطقة وشعوبها، لأن الرهان على متغيرات تقلب الأمر رأساً على عقب هو رهانٌ على سراب. كما أن الفرصة التي قد تكون مؤاتية للحل تبدأ من اعتراف الأميركيين بأنهم أخطأوا في مقاربة المسألة العراقية سياسياً وأمنيا،ً وأن عليهم الرحيل في أسرع وقت، ليشعر العراقيون بأنهم باتوا على قاب قوسين أو أدنى من الاستقرار الذي ينشدونه.
وقال: إننا ندعو الشعب العراقي، بجميع مكوّناته الوطنية، كما ندعو الفئات التي تتحدث في شعاراتها عن المقاومة، إلى التوحد والتماسك داخلياً، ومواجهة مثل هذه التهديدات بالموقف الحاسم رسمياً وشعبياً، ليبرز العراقيون للعالم كشعب واحد متماسك وحريص على سيادته واستقلاله ومستقبل أجياله، وليكون الأخذ بأسباب الوحدة في المسار السياسي والأمني وفي مواجهة الاحتلال وشروطه التعجيزية وضغوطه المستمرة في مسألة الاتفاقية الأمنية وغيرها، منطلقاً للبناء الداخلي لوحدة الصف، والكف عن إثارة الحساسيات الداخلية ولمواجهة الذهنية التكفيرية إلى جانب مواجهة الاحتلال.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-10-1429 هـ الموافق: 23/10/2008 م
في ردٍّ له على استفتاءات وردت له من أعضاء في مجلس النواب العراقي
فضل الله يفتي بأنه لا شرعية لأية سلطة تشرعن وجود الاحتلال أو تسهل له البقاء على أرض العراق


أجاب سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، عن استفتاءات وردت إليه من نواب في مجلس النواب العراقي حول الاتفاقية بين الحكومة العراقية وقوات الاحتلال، وجاء في رد سماحته:
إنني، ومن موقعي الشرعي، وانطلاقاً من المسؤولية التاريخية الملقاة على عواتقنا جميعاً، أرى أن أية اتفاقية أو وثيقة أو معاهدة أو مذكرة تُعقد بين الحكومة العراقية أو أية جهة تمثّل الدولة العراقية مع قوات الاحتلال الأميركي، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ما يلي:
أولاً: أن تنص على خروج قوات الاحتلال من العراق دون أي قيد أو شرط.
ثانياً: أن لا يُصار إلى ربط انسحاب قوات الاحتلال الكامل باستقرار الوضع الأمني في العراق، لأننا نعرف أن الولايات المتحدة الأميركية، بعلاقاتها الأمنية والسياسية، وبسيطرتها على الكثير من مواقع النفوذ في المنطقة والعالم، تستطيع العبث بالمسألة الأمنية في العراق ساعة تشاء، لتأمين بقاء قواتها المحتلة تحت هذه الحجة وهذا التبرير... ولذلك، فإن المطلوب هو تحديد موعد زمني ثابت وقريب لخروج أميركي كامل من العراق، وعدم بقاء أية قواعد أو مواقع أو مراكز تمثل الاحتلال بشكل علني أو مباشر أو غير ذلك، والاقتصار على الجانب الدبلوماسي المعروف بين الدول.
ثالثاً: يجب على أي اتفاقية أو معاهدة أو وثيقة أو مذكرة لخروج المحتل الأميركي من العراق، أن تراعي المعايير الوطنية والإسلامية التي تمثل ثوابت غير قابلة للجدال أو التنازع حولها، وخصوصاً في مسائل: العراق، وسيادته، واستقلاله، ومستقبل الوطن وأجياله، والحفاظ على مقدراته وثروته، ومنع المحتل من استغلالها أو العبث بها أو استثمارها لحساب مصالحه حتى في أعقاب خروجه من العراق.
رابعاً: لا شرعية لأية سلطة أو مؤسسة أو هيئة رسمية أو غير رسمية عراقية تسلط الاحتلال على شعبها أو تعمل لشرعنة وجوده أو إطالة أمد بقائه على أرض العراق، أو تمكينه من مقدرات العراق وثرواته وقراراته، أو توفر له أي غطاء قانوني يتجاوز من خلاله القضاء العراقي، وعلى الإجماع الوطني في العراق، أن يؤكد ذلك من خلال الممارسة السياسية في المنتديات الرسمية والشعبية بما يحفظ وحدة البلد ويؤسس لخروج الاحتلال بأسرع وقت ممكن، لأننا نعتقد أنه لا استقرار للعراق إلا بخروج المحتل الكامل والناجز وغير القابل للمراوغة والمداهنة واللعب على الظروف والمتغيرات السياسية والأمنية.
وأخيراً، إنني أتطلع إلى أبنائي وأحبتي من العراقيين الأعزاء، من كل طوائف العراق ومذاهبه، ومن كل أعراقه، ومن سائر مكوناته السياسية، أن يتحركوا في الخط السياسي الموّحد الذي يضع نصب عينيه مسألة إخراج المحتل كهدف أساسي يقود إلى بناء العراق من جديد على أسس الوحدة الإسلامية والوطنية، وعلى احترام المبادئ الإنسانية التي أكّدها الإسلام في احترام الآخر والاعتراف به والحوار معه، وصولاً إلى التفاهم والتنسيق حول ما يحفظ مسيرة العراق الحر والسيد والمستقل، لأننا نريد للعراقيين بوحدتهم وتماسكهم وتعاونهم، أن يقطعوا الطريق على أية فرصة للاحتلال للبقاء على أرضهم تحت أية ذريعة، وأن يؤكدوا للعالم أنهم الشعب القادر على بناء دولته العزيزة والمستقلة بعيداً عن ضغط الاحتلال والجهات التكفيرية والإرهابية العاملة لحسابه ومصلحته، سواء التفتت إلى ذلك أو لم تلتفت.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 22-10-1428 هـ الموافق: 21/10/2008 م
فضل الله استقبل وفد من آل المذبوح

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من آل المذبوح من بلدة علي النهري، برئاسة الحاج أسعد المذبوح. وقد شكر الوفد سماحته على الجهود التي بذلها لاحتواء المشكلة التي حصلت في البلدة أعقاب وفاة الشاب علي عباس عباس والذي قتل طعناً في الآونة الأخيرة.
وأشاد سماحته بآل المذبوح الذين تحملوا المسؤولية والتزموا بالموقف الشرعي والقانوني في سعيهم لتسليم المتهم ورفضهم للظلم اللاحق بآل عباس، مؤكداً أن يسعى الجميع لحل المشاكل الداخلية، سواء أكانت في النطاق البلدي أو المناطقي أو ما إلى ذلك، لحساب الملفات الكبرى التي تنتظرنا على مستوى الوطن والأمة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 7-11-1429 الموافق: 05/11/2008
استقبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة
فضل الله دعا إلى تحويل جلسات الحوار إلى مواقع للمكاشفة ورفد مؤسسات الدولة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب الحاج محمد رعد، حيث جرى عرضٌ لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، كما جرى تقويم للخطوات التصالحية الأخيرة، وخصوصاً تلك التي جرت بين تيار المستقبل ممثلاً بالنائب سعد الحريري، وحزب الله ممثلاً بالأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، حيث جرى التأكيد على أهمية تعزيز هذه الخطوات بآلية عمل ناجحة على المستويين السياسي والشعبي.
وأثنى سماحة السيد فضل الله على كل المبادرات التي من شأنها احتواء أجواء التشنج التي سادت في المراحل السابقة، داعياً إلى الاستفادة من الأجواء التي تبدو ملائمة في هذه المرحلة لضمان عدم دخول البلاد في تشنجات وتعقيدات جديدة، وخصوصاً أن الفرص تبدو سانحة لاستثمار هذه المبادرات وهذه الخطوات في مجال ترميم العلاقات بين الأقطاب السياسيين والفرقاء المتعددين، وإعادة بناء الثقة على أساس من الاحترام والاعتراف المتبادل الذي لا يلغي الاختلاف السياسي ولا يجعل منه أساساً للتحاقد والتباغض والتخوين في الوقت نفسه.
وتناول اللقاء آفاق الحوار الداخلي في أعقاب استئنافه برعاية رئيس الجمهورية، فأكّد سماحة السيد فضل الله ضرورة أن لا يتحول هذا الحوار إلى ملتقى للتناقضات اللبنانية الداخلية بل إلى موقع من مواقع المصارحة والمكاشفة وحل المشاكل واحتواء الخلافات السياسية، والتأسيس لرؤية سليمة للدولة العادلة والقوية، ورفد المؤسسات وضخها بجرعات من الدعم والمواكبة من خلال توفير مساحة كافية من الاستقرار السياسي تمهيداً لإعادة الحياة إلى الملفات الاجتماعية والتي لم تعد تحتمل التأجيل في ظل الضغوط المعيشية الكبرى التي تحاصر الناس في مختلف أوضاعهم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 7-11-1429 الموافق: 05/11/2008
استقبل وفد تجمع العلماء المسلمين وحذر من مرض التبعية العضال الذي يصيب الدوائر العلمائية
فضل الله: ما يحزنني أن الوحدويين لا يفكرون بآلية للوحدة وأن المذاهب تحولت إلى دوائر مغلقة

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفد الهيئة الإدارية ومجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين، وقد جرى بحث في عدد من القضايا الإسلامية، وخصوصاً العقبات التي تعترض طريق الوحدة الإسلامية، والمسؤولية الواقعة على عاتق العلماء لتذليل هذه العقبات من خلال الخطاب الوحدوي والعلمي والموضوعي، والآليات المفترضة لحماية الخط الوحدوي في الأمة.
ولقد تكلم باسم الوفد الشيخ عبد الناصر الجبري، فقال: نحن في تجمع العلماء المسلمين نعمل دائماً على التواصل مع سماحة السيد محمد حسين فضل الله وزيارته ليس فقط من أجل البركة فحسب، ولكن للاستفادة من فكره الإسلامي المنفتح ومواقفه الوحدوية وتجاربه الكبيرة وعقله النيّر، وللأخذ بتوجيهاته الحكيمة في زمن قلّ فيه الموّجهون المخلصون، وتناقص فيه أهل العقل والإيمان، ونحن نكن في نفوسنا الاحترام والتقدير لهذه المرجعية التي تجاوزت المستوى المذهبي إلى المستوى الإسلامي العام، فنحن منذ تفتّحت أعيننا على العمل الإسلامي الوحدوي ننظر إلى السيد فضل الله كقدوة كبيرة في خط هذا العمل وكمرشد وناصح وموّجه، وإننا نسأل الله أن يحفظه ويديم عليه الصحة والعافية ليواصل عطاءه الذي يغني التجربة الإسلامية الإنسانية.
وتطرق سماحة السيد فضل الله في حديثه للوفد إلى المشاكل التي تعترض المسيرة الإسلامية الوحدوية، فرأى أن من أخطر هذه المشاكل أن يصبح التشيع دائرة مغلقة وأن يصبح التسنن كذلك بالنسبة إلى من ينتمي إليهما. ولذلك أصبحنا نشعر بالغربة، عندما يحاول أحدنا أن يفتح نافذة يطل من خلالها على وجهة نظر أخرى غير تلك التي تتحرك في الخطوط الملتوية سياسياً وعصبياً، وما إلى ذلك.
أضاف: إننا نلاحظ الكثير من الإصرار على الخطأ في السجالات التي تنطلق من هنا وهناك مع أن الجميع يرصد سعياً استكبارياً وصهيونياً متزايداً لإدخال العالم الإسلامي في أتون الصراع المذهبي، حتى إننا لمسنا في الآونة الأخيرة قصر نظر في أكثر من موقع حيال رصد هذا الخطر الداهم، ورأينا كيف تحرك الخبث العصبي في أكثر من مكان، وكيف بدأت المحاولات لتضييق الدوائر الإسلامية التي تمثل وجهات نظر فقهية واجتهادية.
وتابع: ولعل ما يحزنني ـ في متابعتي للواقع الإسلامي ـ هو أنه حتى الوحدويين لا يفكرون كيف يكتشفون آلية الوحدة، وأن الوحدة أصبحت شيئاً فوقياً نتحدث عنه بكلمات عامة لنشير إلى أن العالم الإسلامي يشكّل وحده، وأن المذاهب هي تنوعّات داخل الدائرة الإسلامية الواسعة. ولكننا ابتلينا بمرض عُضال يتمثل في هذه التبعية التي تعيشها الدوائر العلمائية الإسلامية لهذه الجهة السياسية أو تلك، أو لهذه الدولة الإقليمية أو تلك، بحيث ينزل خطاب هذه الجهة أو تلك الدولة نزول الوحي على العلماء والمشايخ وعلى الهيئات الإسلامية والشرعية هنا وهناك.
وقال: نحن كمسلمين نؤمن بما انطلق النبي(ص)به بأنه تحرك لخدمة الناس كافة، بعيداً من أي نوع من أنواع الانتماءات الضيقة، وحتى الحقيقة التي علينا إظهارها، لا بد من أن ننطلق لإبرازها من ناحية موضوعية حتى تأخذ وسعها وامتدادها، أما عندما نقدمها للناس من نافذة القضايا العصبية ومن زاوية الانتماء المغلق فقد تسقط وتتراجع حركتها... ولذلك فإن علينا من خلال تجمع العلماء المسلمين وكل العاملين للوحدة الإسلامية أن نحاول أن نفتح الدوائر الضيقة والمغلقة لمصلحة قضايا الأمة وقضايا الإسلام... لتكن لنا أفكارنا، ولتكن لنا مواقفنا، ولكن علينا ألا نكون أتباعاً لأحد، لأن التبعية تجعلك خاضعاً للخلفيات والعناوين العصبية، بما يُجمّد حركة الإسلام في الواقع ويخنق حركة الوحدة الإسلامية في مهدها...
ولذلك علينا أن نخلص للإسلام على مستوى التجديد في أساليب العمل وعلى مستوى الذهنية، لأن الأصالة شيء والتبعية شيء آخر... ونحن نريد لتجمع العلماء المسلمين أن يدرس هذا الواقع في دقة، لأن التعقيدات الموجودة في العالم كبيرة والتحديات التي نعيشها في المنطقة تحديات ضخمة تحتاج إلى أن نواجهها كدعاة نواصل حركة الدعوة كما نواصل دورنا في العمل السياسي والجهادي، فلا تستغرقنا العناوين السياسية ولا نذوب في عنوان معين على حساب العناوين الأخرى، بل نعمل للمسألة الفكرية والثقافية والعلمية إلى جانب المسائل الأخرى لنتوازن في صنع القوة الذاتية بما يكفي لمواجهة كل التحديات.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 6-11-1429 الموافق: 04/11/2008
فضل الله استقبل النائب سكرية:
الاستقرار الفوقي في لبنان يحظى بتشجيع دولي ورعاية إقليمية


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، النائب اسماعيل سكرية، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وخصوصاً المصالحات التي جرت مؤخراً وأثرها في الوضعين الشعبي والسياسي.
ورأى سماحة السيد فضل الله أن المصالحات والاستقرار الفوقي في لبنان هي من الأمور التي تحظى بتشجيع دولي وبرعاية إقليمية، حيث يبدو أن الجميع يريد أن يأخذ استراحة المحارب في لبنان، وخصوصاً في الجوانب العسكرية والأمنية لمصلحة العمل السياسي الواسع النطاق والتحضير لمرحلة الانتخابات النيابية وما يعقبها. ورأى سماحته أن هذا التشجيع لا يشمل إسرائيل ومن معها، لأننا في الوقت الذي نشهد حركة إسرائيلية تحاكي توجهات أمريكية وعربية معينة للاقتراب من لبنان ولو من طريق البحث في إمكان التفاوض معه في مراحل لاحقة، نلمح سعياً إسرائيلياً خطيراً في الجوانب الأمنية والاستخبارية، لأن العدو يسعى لاختراق الساحة الداخلية أمنياً بعد عجزه عن ذلك في الحرب المباشرة. وقد تجلى ذلك في خلال حرب تموز. وبالتالي، فإننا نحذّر من أن الجهد الإسرائيلي يتركّز على هذه الناحية والتي من الممكن أن تتسبب بالمزيد من المآسي والفوضى أو بإحداث فتنة داخلية من خلال ما ينصبه عملاء إسرائيل من أفخاخ وكمائن.
ورأى سماحته أنه في الوقت الذي ينبغي أن يسعى الناس، بكل طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، ليكونوا خفراء وليرفدوا حركة الدولة والجيش والأجهزة المعنية في اكتشاف عملاء العدو، ينبغي للسلطة السياسية والأحزاب والتيارات كافة أن تتحرك لترميم المشاكل الأمنية وتضميد الجراح السياسية التي أفسحت في المجال للعدو وعملائه لكي يخترق ساحاتنا الداخلية وبسهولة في كثير من الأحيان.
وشدد سماحته على تثقيف الشعب بثقافة المصالحة وعلى ألا تتحرك علاقاته، بعضه ببعض، من خلال الانتماء الحزبي والشخصاني، مشدداً على إيلاء المصالح الحيوية للناس كل الاهتمام.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 5-11-1429 الموافق: 03/11/2008
استقبل وفد بيت التمويل العربي
فضل الله: لتأخذ الصيرفة الإسلامية حجمها الحقيقي


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الدكتور فؤاد مطرجي، رئيس مجلس إدارة بيت التمويل العربي، على رأس وفد، وقد وضع الوفد سماحته في أجواء عمل بيت التمويل العربي في لبنان وفق المعطيات الشرعية الإسلامية لعمل المصارف الإسلامية.
وأكد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء أهمية العمل المصرفي الإسلامي والذي أضحى محل تأمل ومراجعة حتى عند السلطات والدوائر التي كانت تتصدى له في السابق، وخصوصاً في أعقاب الأزمة المالية العالمية الأخيرة، مشيراً إلى أهمية الوضوح والصراحة في المبادلات المالية، حيث أن الصيرفة الإسلامية تولي أهمية كبيرة في أن يأخذ الاقتصاد حجمه الحقيقي وليس الحجم المضخّم في المعاملات والمبادلات والاستثمارات.
وشدد سماحته على ضرورة أن تتحرك الطاقات العلمية والشرعية والإنتاجية الإسلامية في نطاق تطوير ذلك ضمن المنهج الإسلامي الذي يستطيع أن يقدّم الحلول للواقع الإسلامي وغيره في هذا النطاق.
واستقبل سماحته وفداً من الجالية الإسلامية في الأرجنتين وضعه في أجواء عمل الجالية، وشدد سماحته على أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية في حركة المهاجرين العرب والمسلمين، إضافة إلى توطيد العلاقة مع الوطن الأم، وخصوصاً بالنسبة إلى اللبنانيين، مؤكداً وجوب الحفاظ على الأمن العام لبلد الاغتراب واحترام القوانين وعدم الإساءة لها تحت أي ظرف من الظروف.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 5-11-1429 الموافق: 03/11/2008
استقبل وفداً من حركة التوحيد الإسلامي برئاسة الشيخ بلال شعبان
فضل الله: لتهدئة الساحة الشعبية بالخطاب الوحدوي إلى جانب التهدئة السياسية الرسمية

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمين عام حركة التوحيد الإسلامي، الشيخ بلال سعيد شعبان، على رأس وفد من الحركة، وجرى بحث في عدد من القضايا الإسلامية العامة، وخصوصاً الوضع في الشمال، حيث أكد شعبان أن ثمة تضخيماً للأمور، ومحاولة تسليط الضوء على أمور هامشية لتضخيمها وإعطاء صورة غير صحيحة عن الأوضاع في الشمال، مشدداً على العمل للوحدة على المستويين الإسلامي والوطني.
وأكد سماحة السيد فضل الله ضرورة إيلاء الأهمية القصوى للحوار الإسلامي ـ الإسلامي، لدراسة الأسس الإسلامية التي تجمع المسلمين بعضهم ببعض في القضايا ـ الثوابت، وتفسح في المجال لتصحيح الأخطاء التي يتصورها البعض عن البعض الآخر، بدلاً من استعادتها بطريقة خاطئة ومن خلال محاولات التشهير التي قد ينطلق بها هذا الطرف ضد الطرف الآخر أو العكس.
ورأى سماحته أن المسألة الإسلامية في العالم الإسلامي في شكل عام، ولاسيما في لبنان، تواجه الكثير من سوء الفهم حيال ما يلتزم به هذا الفريق أو ذاك، ومنها ما يتصل باستعادة بعض الاتهامات التي لا واقع لها، وما تمّ رفضه في بحوث الباحثين ودراسات الدارسين من هذا الفريق أو ذاك،لأن مسألة الوضوح في المفاهيم الإسلامية عند المسلمين جميعاً على أساس تأكيد الثوابت التي تمثل الأسس العقيدية والفكرية هي من أهم الأمور التي تعزز الوحدة الإسلامية وتجمع المسلمين على قاعدة واحدة في معنى الأمة، الأمر الذي يقود إلى الحوار فيما يختلف عليه المسلمون سواء في الخلافات السنية ـ السنية أو الخلافات الشيعية ـ الشيعية، أو فيما قد يختلف عليه الشيعة والسنة بما يمكن للحوار أن يوضحه ويحله بحيث لا يؤدي إلى أي انحراف عن الأسس الإسلامية القرآنية.
وحذّر سماحته من أن الطريقة التي تُثار بها الأمور في كثير من الوسائل الإعلامية التي تضخّم صغائر الأمور وتصغّر عظائمها، تثير المزيد من التعقيدات وتحاول إثارة المزيد من الأوضاع السلبية التي تؤثر ليس في علاقة المسلمين بعضهم ببعضهم الآخر فحسب، بل على مصلحة البلد بعامة... مشدداً على أن تتحمل هذه الوسائل الإعلامية أو تلك مسؤولياتها في ضرورة عدم إعطاء الأمور طابعاً من الإثارة الذي من شأنه توتير الساحة الشعبية وتحريكها في اتجاهات معينة لإثارة الفتنة بعيداً من أجواء الحوار العلمي والموضوعي.
وشدد سماحته على أن المطلوب تهدئة الساحة الشعبية من خلال الخطاب الوحدوي الرصين والهادىء، إلى جانب المحاولات الجارية لتهدئة الساحة السياسية، محذراً من الاستمرار في سياسة تبريد الملفات على المستوى الرسمي وتوتيرها شعبياً وميدانياً.
وكان سماحته قد استقبل ، رئيس المجلس القاري الأفريقي، نجيب زهر، والنائب الأول للجالية اللبنانية في أنغولا، فارس سبيتي، وكان حديث في أوضاع الجالية اللبنانية في أفريقيا، وشدد سماحة السيد فضل الله على ضرورة وحدة الجالية اللبنانية في الاغتراب وعدم الانجرار وراء الجزئيات التي تسقط القضايا الكبرى.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 1-11-1429 الموافق: 30/10/2008
استقبل وفداً عراقياً وحذّره من استغلال الاحتلال للعراق كمنطلق لتهديد أمن الدول العربية المجاورة
فضل الله: العدوان الأخير على سوريا يمثّل تهديداً للداخل العراقي لتمرير الاتفاقية الأمنية


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من مجلس محافظة ذي قار العراقية، برئاسة عضو مجلس المحافظة، شريف مطلق الرفاعي، حيث عرضا الوضع في العراق ومعاناة شعبه في ظلّ الاحتلال، ومأساة التهجير التي تلاحق المزيد من العائلات العراقية بفعل الاحتلال والجهات التكفيرية، إضافة إلى عدد من القضايا الإسلامية وإلى الاعتداء الأمريكي مؤخراً على سوريا من خلال العراق.
وقال سماحة السيد فضل الله: إن هذه الاستباحة الأمريكية للأراضي السورية، والاعتداء على سيادة بلد عربي بطريقة استعراضية إجرامية تمثل آخر المحاولات التهويلية التي تعمل الإدارة الأمريكية المحافظة على استخدامها لتمرير بعض إملاءاتها السياسية في المنطقة والتي تسعى من خلالها لحفظ ماء الوجه في ظلّ إخفاقاتها الأمنية والسياسية المتواصلة، وخصوصاً في العراق.
إن خطورة ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية في هذه المجزرة الجديدة تكمن في أن الإدارة الأمريكية ومن خلال جيشها المحتل، حاولت الدخول مجدداً على خط العلاقات العربية ـ العربية للعبث بهذه العلاقات، وإشاعة أجواء من التوتر بين أكثر من طرف عربي، واستخدام هذا الموقع العربي للاعتداء على موقع عربي آخر. وهو ما ينبغي أن يتحرك الجميع للتصدي له بمسؤولية سياسية كبيرة حتى لا يتكرر، وحتى لا يدخل الشيطان والأمريكي مجدداً على خط العلاقات الأخوية العربية والإسلامية فيعبث بها لحساب مصالحه ومصالح إسرائيل.
إن هذه الجريمة الأمريكية تؤكد مجدداً خطورة ما تخطط له الإدارة الأمريكية من خلال استعجالها للحصول على أي مستمسك لاستمرار احتلالها للعراق أو إقامة قواعد عسكرية دائمة على أرضه بفعل الاتفاقية الأمنية وغيرها. لأن الإدارة الأمريكية تنظر إلى أي موقع عربي تقيم فيه قواعدها المحتلة كمنطلق لتهديد أمن الدول العربية والإسلامية المجاورة، ولذلك حذرنا العراقيين في السابق ونحذرهم في هذه الأيام من الخدع الأمريكية التي قد يتم تمريرها في الاتفاقية الأمنية أو غيرها، كما أننا نعتقد بأن إدارة الرئيس جورج بوش تتحرك في خط النفاق السياسي الذي لا يمكن للشعوب أن تطمئن من خلاله على مصيرها ومستقبلها واستقلال بلدها.
إننا ندعو العراقيين من كل الطوائف والمذاهب والأعراق، وخصوصاً أولئك الذين اكتووا بنار الاحتلال وجرائمه ومجازره، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا الاحتلال والسعي الحثيث لإخراجه من العراق بأسرع وقت ممكن، لأنه كلما تمكّن العراقيون من الإسراع في إخراج المحتل من أرضهم كلما جنّبوا بلادهم والبلدان المحيطة بهم الكثير من الويلات والمجازر والإرهاب، لأن الاحتلال يمثل أعلى مستويات الإرهاب ولا يمكن إبعاد هذا الإرهاب إلا من خلال اجتثاث الاحتلال نفسه.
ورأى سماحته أن التهديد الأمريكي بتغيير قواعد اللعبة يمثل محاولة تهويل أمريكية على الداخل العراقي وفي موضوع الاتفاقية الأمنية تحديداً، وأنّ الرفض الأمريكي للتعديلات العراقية الأخيرة يؤكد أنّ أمريكا لا تريد للعراقيين أن يحافظوا على أصول السيادة التي تمنع الأمريكيين من نقض المواثيق المبرمة معهم، مشدداً على العراقيين أن يتنبهوا إلى ذلك ليردوا عليه بالموقف الحاسم الرافض للتخلي عن كل ما يمسّ بسيادتهم وحقوقهم والرافض في الوقت نفسه لاستخدام العراق كمنطلق للاعتداء على الجوار.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 30-10-1429 الموافق: 29/10/2008
استقبل البستاني الذي حذّر من "الفراغ القضائي"
فضل الله يحذر من جعل بعض الملفات ومنها ملف الضباط الأربعة رهينة للحسابات الانتخابية

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الوزير السابق، ناجي البستاني، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان، وتأثير ما يجري في قضية الضباط الأربعة.
وقال البستاني بعد اللقاء: أصبح عندنا أكثر من شعور، ومن خلال المساعي الجارية من أكثر من جهة، بأن ثمة سعي لإيجاد فراغ قضائي في الإجراءات التحقيقية، والتي من شأنها أن تبقي وضع الموقوفين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولاسيما الضباط الأربعة، في وضع يصعب على أية جهة أن تتخذ قراراً حول مسألة استمرار اعتقالهم، ولا يبعد عن بال أحد أن لهذا الأمر خطورته ليس على الصعيد القضائي الصرف فحسب، بل على المستوى الأخلاقي والإنساني أيضاً.
من جهته، رأى سماحة السيد فضل الله، أن ما يجري في البلد على مستوى الحركة السياسية الداخلية والتي تنضم إليها أكثر من حركة خارجية يسير في اتجاه توفير جو هادئ ومستقر للانتخابات القادمة. وقد بات واضحاً أن الواقع الانتخابي الذي بدأت مناخاته تطل على البلد فرض مساراً سياسياً معيناً بات يتحكّم من خلاله بالأوضاع العامة والسائدة التي يراد لها أن تتحرك على وقع الانتخابات وليس العكس... ونحن في الوقت الذي نرحّب بكل المساعي الجارية لتهدئة الأوضاع في الداخل ولإيجاد حال سياسية مستقرة تساعد في تهيئة الأجواء لانتخابات نيابية هادئة، وتوفر الأرضية لإعادة بناء اقتصادي ومالي في أعقاب السنوات العجاف الماضية. إلا أننا ننظر بكثير من الريبة حيال تأجيل بعض الملفات أو جعلها رهينة للحسابات الانتخابية والسياسية، ومن بينها مسألة الضباط الأربعة وبعض القضايا القضائية العالقة أو المؤجلة بطريقة وأخرى.
أضاف سماحته: إن القضاة اللبنانيون المعنيون باتوا محل مساءلة من الناس بطريقة وأخرى، حيث يتحدث الكثيرون عن خلفيات تضغط عليهم، ما يضع شكوكاً في مدى سلامة القضاء اللبناني، بصرف النظر عما إذا كان هذا الكلام صحيحاً أو غير صحيح، ولذلك فإن المطلوب من المعنيين بهذه المسألة أن يقدموا قراءتهم وإجراءاتهم العملية للناس بما يبرر بقاء هؤلاء قيد الاعتقال بعد أن جعلت لجنة التحقيق الدولية المسألة منوطة بالقضاء اللبناني...
وتابع: إن بقاء هذه المسألة في دائرة الغموض يُحمّل القضاء اللبناني المسؤولية الكبرى حيال مصلحة الناس وسلامتهم، والمسؤولية عن القضايا التي تخصّهم والتبعات المترتبة على هذه القضايا، لأننا بدأنا نسمع كلاماً كثيراً حول التأخير بالبث في قضايا الاتهامات وتأجيل المحاكمات في مسائل عديدة، مما يضع القضاء نفسه في دائرة الاتهام إن لم يتحرك لإعطاء الجواب الواضح والصريح.
إننا ننظر إلى ذلك كله من خلال مصلحة القضاء اللبناني ومصلحة البلد بعامة، ونريد لهذا القضاء أن يأخذ دوره ليس على صعيد الخروج من دائرة الضغوط السياسة التي يتحدث عنها البعض فحسب، بل على صعيد ملاحقة المسؤولين والسياسيين الذين ينطلقون في الاتهامات المالية أو القضائية ويتراشقون بما يندر حدوثه في العالم من دون ملاحقة ومتابعة ومحاكمة، ونحن لا ندري لماذا تبقى مسألة "من أين لك هذا؟" والتي انطلقت منذ الخمسينات ولا تزال محل تداول من دون أن تتم محاسبة كل الذين أثروا على حساب الشعب، أو الذين يسيطرون على أملاك الدولة ويستغلونها من دون محاكمة أو محاسبة.
وكان سماحته استقبل ، سفير لبنان في "كوت ديفوار"علي عجمي، وكان حديث حول أحوال الجالية اللبنانية وعلاقات لبنان مع "كوت ديفوار"، ووضع الجالية اللبنانية في البلدان الأفريقية بعامة.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 29-10-1429 الموافق: 28/10/2008
استقبل لابيفيار الذي شكره على دفاعه عنه وعن قيم الثورة الفرنسية
فضل الله: ما قمتُ به هو واجب إنساني يتصل بالموقف الإسلامي من الظلم ومن الدفاع عن حرية التعبير


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، الصحافي الفرنسي، ريشار لابيفيار، رئيس التحرير السابق لإذاعة فرنسا الدولية الذي شكره على موقفه المدافع عنه، وكانت مناسبة للخوض في قضايا حرية التعبير في أوروبا بعامة، وفي فرنسا بخاصة، وفي عدد من القضايا الفكرية والسياسية.
وقال لابيفيار: جئت لأشكر سماحة السيد فضل الله على ما صدر عنه من مواقف دافع فيها عن حرية الرأي في أوروبا وفرنسا، وعلى ما خصّني به من موقف دافع به عني شخصياً، وقد كانت لمواقفه هذه ودعواته في هذا الصدد تأثيرات كبيرة في فرنسا، وخصوصاً أنها تصدر عن عالم ديني كبير، ويدافع فيها عن حرية الرأي وحرية التعبير في وجه مؤسسات تزعم أنها تعمل من أجل هذه الحرية، ولكنها تسعى لاضطهادها بطريقة وأخرى.
أضاف: بالنسبة إليَّ كان مهماً جداً أن تتحدث مرجعية دينية كبيرة، كالسيد فضل الله، عن عالمية القيم التي تحدثت عنها الثورة الفرنسية، لأنني أعتقد أننا نلتقي جميعاً على قاعدة هذه القيم التي تحمل عناوين السلام والدفاع عن حقوق الإنسان. ثم إن هذا الموقف الإنساني يواجه ما يفعله الإسرائيليون في هذه المنطقة من تدمير وقتل للأبرياء، إلى جانب الحرب الفكرية والثقافية والإرهاب الفكري الذي يمارسونه في فرنسا وأوروبا، وابتزاز أي موقف نقدي بحجة معاداة السامية، وأنا أعتقد أن هذا الإرهاب لا يقل خطورة عن قتل الناس هنا، وعن الحصار الذي يمارسونه في غزة، مع أننا نعرف بأن ما يجري في فلسطين هو إبادة صامتة للشعب الفلسطيني ويتم ذلك من خلال تواطؤ الكثير من وسائل الإعلام في الغرب.
من جهته أكد سماحة السيد فضل الله أن دفاعه عن لابيفيار هو واجب إنساني يتصل بالموقف الإسلامي من قضية الظلم ومن مسألة حرية التعبير، ومن الدفاع عن القضايا المحقة، لأننا لا نفهم السياسة لعبةً، بل ننظر إليها من زاوية حفظ حياة الناس وتنظيم أمورهم والحفاظ على كراماتهم، ونؤمن بحرية الفكر بالطريقة التي لا تتحول فيها إلى فوضى وعنف.
أضاف: لقد استطاعت الثورة الفرنسية أن تفتح نافذة على الحريات الإنسانية بالرغم مما رافقها من العنف، ولذلك فنحن نشعر أن من واجبنا أن نعلن عن تذمرنا من الطريقة التي يدير فيها الكثير من المسؤولين في فرنسا مسألة الحرية لمجرد التزامهم حرية اليهود والدفاع عن إسرائيل.
وتابع: لقد كنت أنظر بأنه من العار على القانون الفرنسي والقضاء الفرنسي أن يحاكم روجيه غارودي لمجرد أنه حاول أن يناقش مسألة الهولوكوست بطريقة علمية، لأن من حق أي إنسان أن يناقش ما يحدث في العالم، سواء تعلّق الأمر بما حدث لليهود أو المسلمين أو المسيحيين أو العلمانيين، لأننا نعتقد أن مناقشة الأفكار والمعطيات تساهم في تأصيلها، كما أن اضطهاد الفكر يمثل حالة من حالات الفشل في مواجهته، ومحاولة لتعميم الجمود والخمول في المجتمع. ولذلك فإنني أعتقد أن موقف "لابيفيار" مثّل معنى فرنسا في حرياتها الإنسانية، وكنا نتمنى ألا تنطلق الحكومة الفرنسية في سلسلة المواقف السلبية فيما يتعلق بحرية الرأي وحرية التعبير التي يجب ألا تتوقف عندما يتعلق الأمر بإسرائيل أو اليهود.
ونحن ليس عندنا مشكلة مع اليهود كيهود، وليست لدينا عقدة تجاههم، ولكننا ضد الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني من أولئك الذين اغتصبوا أرضهم وعملوا على تشتيتهم في العالم، وخصوصاً أن الإسرائيليين عملوا على غسل أدمغة العالم لاقتناعهم بأن فلسطين تمثّل أرضهم عبر سلسلة من الخرافات والأساطير التي حاولوا أن يقدّموها كحقائق، وهي لا أصالة لها في المنطق الديني والحضاري، ونحن نأسف لأن أوروبا التي لها تاريخها الحضاري والعلمي تخضع لهذا المنطق ولا تتصدى للجرائم الإسرائيلية المتتالية في حق الفلسطينيين، وأوضح صورة على هذه الجرائم حصار غزة الذي ينبغي أن يكون محل إدانة مستمرة من الأوروبيين قبل غيرهم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 27-10-1429 الموافق: 26/10/2008