23 نوفمبر 2008

استقبل أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية
فضل الله: السبيل الوحيد لمواجهة المتعصبين والمتحركين في خط التفرقة بين المسلمين يتمثل في الدفاع عن مفاهيم الإسلام


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا، الدكتور كمال حلباوي، وسكرتير المنتدى، الأستاذ صلاح الدقمجي، والشيخ حسن التريكي، والأستاذ محمد كزبر، وكانت جولة أفق واسعة في التحديات التي يواجهها الإسلام في الغرب على المستويات الفكرية والسياسية وغيرها، والأثر السلبي للانقسامات الإسلامية في مسألة التصدي لما يتعرض له الإسلام من حملات تشويش وتشويه.
وشرح الدكتور حلباوي مسيرة عمل منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا وأهدافه المتحركة على مستويين: الأول وهو ما يتصل بوحدة المسلمين من سنة وشيعة ودعواتهم المتواصلة إلى التلاقي والحوار، والعمل كمجموعة واحدة همها حماية الإسلام والحفاظ عليه، والثاني وهو ما يتصل بإخراج الإسلام من صورة التخلف التي يحاول البعض أن يلصقها به بهدف تشويهه، ودفع الناس للابتعاد عنه، وخصوصاً في ظلّ حال الاندفاع التي يشهدها العالم للتعرف على الإسلام وسبر أغواره والاطّلاع على مفاهيمه وأحكامه.
من جهته، رحّب سماحة السيد فضل الله بالوفد مشيداً بالدور الذي يضطلع به المنتدى لتوحيد صفوف المسلمين في الغرب وللدفاع عن الإسلام أمام حملات التخوين والتخويف التي يتعرض لها من جهات رسمية وغير رسمية في كثير من الدول الغربية.
ورأى سماحته أن هذه المرحلة هي من أدق المراحل، وخصوصاً أن الكثير من مراكز الدراسات الغربية، التي تتعامل مع الإسلام كجار مخيف أو كخصم ينبغي العمل لليّ ذراعه، باتت تتوسل سُبل التفرقة بين المذاهب الإسلامية لتحقيق أهدافها، كما أن العدو الصهيوني، الذي يعمل على لملمة جراحه بعد حرب تموز وإعادة جيشه إلى مستوياته الردعية السابقة، يتطلع إلى إغراق المنطقة والساحة الإسلامية بعامة في الفوضى والاهتزازات الناشئة من محاولات إشعال نيران الفتنة بين المذاهب الإسلامية، وهو الأمر الذي تعمل عليه مراكز الدراسات الصهيونية، وقد تحدث عنه الصهاينة في شكل واضح في مؤتمر هرتزيليا الأخير.
وشدد سماحته على مقاربة التاريخ بعيون تتطلع إلى إعلاء كلمة الإسلام في واقعه الحالي وفي تطلعاته المستقبلية، مشيراً إلى أن أحد أهم سبل مواجهة المتعصبين والمتحركين في خطوط التفرقة بين المسلمين يتمثل في الدفاع عن الإسلام بمفاهيمه العامة بعيداً من الحسابات المذهبية الضيقة، لأن انخراط المسلمين جميعاً في معركة الدفاع عن الإسلام ومفاهيمه ونبيّه(ص) سيجعل منهم كتلةً واحدة في مواجهة من يضمر السوء للإسلام والقرآن والنبي الأكرم(ص).
وأمِلَ سماحته أن تتحرك المجموعات الإسلامية الواعية المثقفة ـ التي تعيش في كنف الغرب وفي الجاليات الإسلامية المتعددة هناك ـ لتأصيل خط الوحدة الإسلامية من جهة، والتواصل مع المراكز الثقافية والفكرية الغربية من جهة ثانية، وخصوصاً في ظل أجواء الحرية السائدة في الغرب، بما يُفسح في المجال لتقديم الإسلام على صورته الحضارية النقية.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 20-11-1429 الموافق: 18/11/2008

ليست هناك تعليقات: