23 نوفمبر 2008

استقبل المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنانوحذّر من تحول المنظمة الدولية إلى طرف
فضل الله: كيف تتم دعوة مجرم الحرب بيريز وتوجه الاتهامات للرئيس السوداني لمحاكمته


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، مايكل ويليامز، حيث جرى عرضٌ للعديد من القضايا التي يتصل بعضها بعمل قوات "اليونيفيل" في لبنان في ظل الاختراقات الإسرائيلية المتواصلة للقرار 1701، كما يتصل بعضها الآخر بدور الأمم المتحدة ومستقبل هذا الدور على ضوء مؤتمر حوار الأديان والملاحظات التي تكوّنت في العالم الإسلامي حوله، وماذا ينتظر المنظمة العالمية في ظل المتغيرات العديدة عالمياً وعلى المستويات الاقتصادية والسياسية والمالية وغيرها.
وقدم سماحة السيد فضل الله قراءته لآفاق الدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية، كانت خاضعة في حركتها ومعظم قراراتها في العقود والسنوات الأخيرة للإدارات الأمريكية والتي منعت إدانة إسرائيل في أثناء مجزرة قانا الأولى ومنعت من التجديد لأمينها العام السابق بطرس غالي لموقفه الذي دان فيه هذه المجزرة، والتي كان رئيس كيان العدو شمعون بيريز مسؤولاً عنها، كما أن مجلس الأمن الذي سيطرت عليه الإدارة الأمريكية المحافظة منع إدانة إسرائيل على كل مجازرها في فلسطين وحصارها الوحشي لغزة، إضافة إلى أن الأمم المتحدة تقف عاجزة أمام الخرق الإسرائيلي المستمر للسيادة اللبنانية براً وجواً.
وتوقف سماحته عند مؤتمر حوار الأديان، فأبدى خشيته من أن تكون الأمم المتحدة قد تحولت إلى طرف في مواجهة الشعوب بدعوتها لمجرم الحرب شمعون بيريز، والسير في أجندة تشبه الأجندة السياسية لبعض الأنظمة والإدارات بعيداً عن إرادة الشعوب، وعن مساءلة إسرائيل في رفضها المتواصل لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بانسحابها من الأراضي الفلسطينية وإزالة الاستيطان والجدار الفاصل ووقف تهويد القدس وطرد أبنائها منها.
وتساءل سماحته: كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدعو مجرم حرب كشمعون بيريز لإلقاء كلمة في مؤتمر حوار الأديان، بينما تتحرك المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الرئيس السوداني وملاحقته ومساءلته حول دارفور، مشيراً إلى أن التغاضي عن جرائم الحرب الإسرائيلية في حق اللبنانيين والفلسطينيين يمثل مكافأة للمجرم واستهدافاً متواصلاً للضحية.
وفي المسألة اللبنانية، أكد سماحته أن لبنان لا يزال مسرحاً للاستخبارات الدولية وللتدخلات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن الكثير من الأمور التي يجري تداولها في الداخل اللبناني لها علاقة مباشرة بالمسألة الفلسطينية التي هي أم القضايا في المنطقة، مؤكداً أن أي حل يأتي على حساب الفلسطينيين وحقوقهم سيدخل المنطقة مجدداً في صراعات دامية ومستمرة. وتساءل سماحته عن السبب في الرفض المتواصل لتسليح الجيش اللبناني بالأسلحة المتطورة التي تهيّىء له فرص الدفاع عن البلد.
ووعد ويليامز بإيصال ملاحظات سماحة السيد فضل الله وآراءه للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 15-11-1429 الموافق: 13/11/2008

ليست هناك تعليقات: