5 نوفمبر 2008

استقبل وفداً عراقياً وحذّره من استغلال الاحتلال للعراق كمنطلق لتهديد أمن الدول العربية المجاورة
فضل الله: العدوان الأخير على سوريا يمثّل تهديداً للداخل العراقي لتمرير الاتفاقية الأمنية


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من مجلس محافظة ذي قار العراقية، برئاسة عضو مجلس المحافظة، شريف مطلق الرفاعي، حيث عرضا الوضع في العراق ومعاناة شعبه في ظلّ الاحتلال، ومأساة التهجير التي تلاحق المزيد من العائلات العراقية بفعل الاحتلال والجهات التكفيرية، إضافة إلى عدد من القضايا الإسلامية وإلى الاعتداء الأمريكي مؤخراً على سوريا من خلال العراق.
وقال سماحة السيد فضل الله: إن هذه الاستباحة الأمريكية للأراضي السورية، والاعتداء على سيادة بلد عربي بطريقة استعراضية إجرامية تمثل آخر المحاولات التهويلية التي تعمل الإدارة الأمريكية المحافظة على استخدامها لتمرير بعض إملاءاتها السياسية في المنطقة والتي تسعى من خلالها لحفظ ماء الوجه في ظلّ إخفاقاتها الأمنية والسياسية المتواصلة، وخصوصاً في العراق.
إن خطورة ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية في هذه المجزرة الجديدة تكمن في أن الإدارة الأمريكية ومن خلال جيشها المحتل، حاولت الدخول مجدداً على خط العلاقات العربية ـ العربية للعبث بهذه العلاقات، وإشاعة أجواء من التوتر بين أكثر من طرف عربي، واستخدام هذا الموقع العربي للاعتداء على موقع عربي آخر. وهو ما ينبغي أن يتحرك الجميع للتصدي له بمسؤولية سياسية كبيرة حتى لا يتكرر، وحتى لا يدخل الشيطان والأمريكي مجدداً على خط العلاقات الأخوية العربية والإسلامية فيعبث بها لحساب مصالحه ومصالح إسرائيل.
إن هذه الجريمة الأمريكية تؤكد مجدداً خطورة ما تخطط له الإدارة الأمريكية من خلال استعجالها للحصول على أي مستمسك لاستمرار احتلالها للعراق أو إقامة قواعد عسكرية دائمة على أرضه بفعل الاتفاقية الأمنية وغيرها. لأن الإدارة الأمريكية تنظر إلى أي موقع عربي تقيم فيه قواعدها المحتلة كمنطلق لتهديد أمن الدول العربية والإسلامية المجاورة، ولذلك حذرنا العراقيين في السابق ونحذرهم في هذه الأيام من الخدع الأمريكية التي قد يتم تمريرها في الاتفاقية الأمنية أو غيرها، كما أننا نعتقد بأن إدارة الرئيس جورج بوش تتحرك في خط النفاق السياسي الذي لا يمكن للشعوب أن تطمئن من خلاله على مصيرها ومستقبلها واستقلال بلدها.
إننا ندعو العراقيين من كل الطوائف والمذاهب والأعراق، وخصوصاً أولئك الذين اكتووا بنار الاحتلال وجرائمه ومجازره، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا الاحتلال والسعي الحثيث لإخراجه من العراق بأسرع وقت ممكن، لأنه كلما تمكّن العراقيون من الإسراع في إخراج المحتل من أرضهم كلما جنّبوا بلادهم والبلدان المحيطة بهم الكثير من الويلات والمجازر والإرهاب، لأن الاحتلال يمثل أعلى مستويات الإرهاب ولا يمكن إبعاد هذا الإرهاب إلا من خلال اجتثاث الاحتلال نفسه.
ورأى سماحته أن التهديد الأمريكي بتغيير قواعد اللعبة يمثل محاولة تهويل أمريكية على الداخل العراقي وفي موضوع الاتفاقية الأمنية تحديداً، وأنّ الرفض الأمريكي للتعديلات العراقية الأخيرة يؤكد أنّ أمريكا لا تريد للعراقيين أن يحافظوا على أصول السيادة التي تمنع الأمريكيين من نقض المواثيق المبرمة معهم، مشدداً على العراقيين أن يتنبهوا إلى ذلك ليردوا عليه بالموقف الحاسم الرافض للتخلي عن كل ما يمسّ بسيادتهم وحقوقهم والرافض في الوقت نفسه لاستخدام العراق كمنطلق للاعتداء على الجوار.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 30-10-1429 الموافق: 29/10/2008

ليست هناك تعليقات: