13 أكتوبر 2010

السيّد علي فضل الله في معرض استقباله وفد جمعيّة "قولنا والعمل" :
إذا انطلقت شرارة الفتنة في لبنان فستصل إلى المنطقة

حذّر العلامة السيِّد علي فضل الله من الخلفيَّات الّتي تختفي خلف العناوين القضائيَّة الدّوليَّة، مشيراً إلى أنَّ الوحدة الإسلاميّة في لبنان، هي جزء لا يتجزّأ من حماية الوطن وحفظه، داعياً إلى تحصين الأجيال بالوعي، لأنَّ ثمَّة خطّةً يُعمل معها للتَّخفيف من ضغط الاحتلال شكليّاً، لحساب تقدّم مشروع الفتنة المذهبيَّة هنا وهناك.

جاء ذاك إثر استقبال سماحته رئيس جمعيَّة "قولنا والعمل"، الشّيخ أحمد القطّان، على رأس وفدٍ من الجمعيّة، حيث جرى عرضٌ للأوضاع الإسلاميّة العامّة، والمشاكل الّتي تعترض طريق الوحدة الإسلاميّة في لبنان على وجه التّحديد.

وقال الشَّيخ قطّان: لقد كان سماحة المرجع الرّاحل، السيّد محمد حسين فضل الله، علماً كبيراً من أعلام الأمّة، وكان ضمانةً للمسلمين في لبنان على وجه الخصوص، وكان يحظى باحترام أبناء الأمّة، وخصوصاً المسلمين السنّة، الّذين وجدوا فيه شخصيّةً إسلاميّةً وحدويّةً من الطّراز الرّفيع، ونحن بحاجةٍ إلى أمثاله وإلى من يسير على نهجه، ونرى في نجله السيّد علي وكلّ من يحتضن هذا الخطّ، ضمانةً لهذا النّهج، وصوناً للوحدة الإسلاميّة..

وثمّن الشيخ قطّان المواقف الوحدويّة الأخيرة للسيّد علي فضل الله، مشيراً إلى دفاعه عن أمّ المؤمنين عائشة، ورفضه الإساءات الّتي انطلقت من البعض، داعياً إلى الاقتداء بهذه المواقف، محذّراً من صبّ الزّيت على النّار لإشعال فتنةٍ مذهبيّةٍ بين المسلمين السنّة والشّيعة، مشدّداً على حفظ المقاومة، لأنّ المحاور المعادية جميعاً تعمل للنّيل منها، مؤكّداً أنّ المحكمة الدّوليّة هي محكمة مسيَّسة، وتعمل بقرارٍ وتوجّهٍ أمريكيّين.

من جهته، أشار سماحة السيِّد علي فضل الله إلى أهميَّة تعبئة الأجيال بالوعي، وتحصينهم بالمعرفة والعلم، لأنَّ ثمَّة خطّةً تتحرَّك فيها محاور غربيَّة معادية تريد للمسلمين أن يتقاتلوا فيما بينهم، من خلال استحضارهم للتَّاريخ بأساليب العصبيَّات والحساسيَّات، لينشغل الحاضر الإسلاميّ بحساسيّات التّاريخ وعصبيّاته، ويكون المستقبل لأعداء الأمّة وكيان العدوّ.

ورأى سماحته أنّ الخطّة تقتضي تجميد المسائل المتعلّقة بالاحتلال، وانحسار الاستكبار شكليّاً في بعض المواقع الإسلاميّة، ليتقدّم مشروع الفتنة المذهبيّة إلى الواجهة.

وحذّر من وجود عملٍ منظّمٍ يتوزّع فيه الأطراف المتعدّدون الأدوار، لجعل السّاحة الإسلاميّة مهتزّةً وقلقة، وإراحة ساحة العدوّ الصّهيونيّ لكي يخطّط لحروبه الجديدة، وهو الّذي يتحدّث عن استعداداتٍ متواصلةٍ لحربٍ واسعة النّطاق قد يشنّها على أكثر من جبهة.

وشدَّد سماحته على أنَّ وحدة المسلمين في لبنان، هي جزء لا يتجزّأ من مسألة الحفاظ على البلد والمنطقة، لأنَّ أيَّ اهتزازٍ في لبنان، ستنطلق شراراته في المواقع المحيطة، ولذلك ينبغي على الجميع أن يعمل لمنع ذلك بكلّ الأساليب والإمكانيّات، داعياً إلى عدم النّظر ببراءة إلى الكثير من الأوضاع والمشاريع الّتي تختفي خلف العناوين القضائيّة الدّوليّة، لأنّنا رأينا هذا القضاء يكيل بمكيالين، ولا يعمل على ملاحقة العدوّ لمحاسبته على جرائمه ومجازره، بينما يسعى لإيقاع الفتن بين المسلمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 25 شوال 1431 هـ الموافق: 02/10/2010 م

ليست هناك تعليقات: