22 ديسمبر 2008

في معرض تعليقه على التفجير الانتحاري الذي استهدف مشيّعين في باكستان
فضل الله: مشكلة المسلمين جميعاً هي المحتلين المستكبرين


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً علّق فيه على التفجير الانتحاري الذي استهدف جمعاً من المشيّعين في باكستان، جاء فيه:
لقد قام بعض التكفيريين الذين يرفضون من الناحية الفكرية والعملية قول النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، بمجزرة وحشية في تفجير عدواني لا علاقة له بالإسلام ولا بالمسلمين، استهدف جنازة بعض المؤمنين في باكستان، ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى من أتباع الإسلام في خط النبي(ص) وأهل بيته(ع)، انطلاقاً من العصبية العمياء التي يستحلّون من خلالها دماء المسلمين لاختلافهم معهم في بعض التفاصيل المذهبية، والذي من المفترض ألا يؤدي إلى كفر أو ضلال، بل أن يخضع لثوابت إسلامية اجتهادية تماماً كما هي الخلافات الكلامية والفقهية بين المسلمين من سائر المذاهب .
إننا إذ نستنكر هذه الجريمة الوحشية وكل الجرائم المماثلة، نقول لهؤلاء المتعصبين التكفيريين: إن مشكلتكم في باكستان ليست مع المسلمين الشيعة الذين يؤمنون بالله، ويعلنون الشهادتين، ويصلّون ويصومون ويحجّون ويطيعون الله ورسوله، بل إن مشكلة المسلمين جميعاً تتمثل في المستكبرين المحتلين الذين اجتاحوا بلاد المسلمين بالاحتلال الغاشم الذي يقتلون فيه الأبرياء بطائراتهم وصواريخهم الأمريكية في حلف الناتو، فإذا كنتم مخلصين للإسلام وأهله فعليكم أن تعملوا لتكون حربكم في مواجهة المحتلين من أجل أن ترفعوا عدوانهم عن بلادكم، لا مع المسلمين، ولاسيما أن المرحلة تفرض على المسلمين أن يأخذوا بأسباب الوحدة الإسلامية، وأن يرجعوا إلى الله ورسوله في حلّ خلافاتهم، على هدى قول الله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول"، وقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا}، لأن الكافرين المستكبرين لا يريدون رأس الشيعة أو السنّة فحسب، بل يريدون إسقاط رؤوس المسلمين جميعاً، وتدمير الإسلام كله.
كما ندعو أهلنا جميعاً في باكستان إلى عدم الدخول في ردات الفعل الانفعالية التي لن تكون إلا لمصلحة المحتل الذي يسعى لإحداث الفتنة داخل الأمة الإسلامية.
إننا ندعوكم إلى العودة كتاب الله وسنّة نبيه، لتلتقوا على أساس الإسلام، وتأخذوا بأسباب ثقافة الإسلام بالحوار على أساس التحديات الإسلامية الكبرى، والبعد عن العصبية العمياء في شبهاتها الجاهلية، سائلين المولى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وان يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، والحمد لله رب العالمين.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24-11-1429 هـ الموافق: 22/11/2008 م

ليست هناك تعليقات: