31 يوليو 2010

السيد كاظم الحسيني: السيّد فضل الله كان الفقيه الصلب والأب الرّوحيّ



في كلمةٍ له في الملتقى الدولي الذي اقيم في طهران تكريما للمرجع الراحل بحضور لفيف من المسؤولين والعلماء الكبار في الجمهوريه الاسلامية ، أكّد الأستاذ في حوزة النّجف الأشرف «السيّد كاظم الحسيني»، أنّ العلامة المرجع السيّد فضل الله، كان الأب الرّوحيّ والخيمة الّتي تغطّي المقاومة الإسلاميّة في لبنان وفلسطين.

وقال السيّد الحسيني، بحسب ما أفادت وكالة "إيكنا" للأنباء: هناك كلمة يردّدها الطلبة في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، يقولون فيها: "كلّ من خرج من النّجف خسر النّجف، إلا السيّد محمد حسين فضل الله، فقد خسرته النّجف"، وهذه الكلمة حقيقيّة وموجودة في قلوبنا. وأضاف السيِّد الحسيني: إنَّ الكاتب الصّحفيّ المصريّ الشّهير محمد حسنين هيكل يقول: إنّ السيّد فضل الله يملك عقلاً تنظيميّاً أقوى وأعلى من لينين، وعندما دخلت لبنان، استفاد مني كلّ من التقاني، إلا السيّد فضل الله، فإني استفدت منه ولم يستفد مني.

وأردف قائلاً: أرى أنّ السيّد فضل الله نصفه عراقيّ ونصفه لبنانيّ، فقد قضى شطراً كبيراً من حياته في العراق والنّجف الأشرف تحديداً، والشطر الآخر من حياته أقامه في لبنان، وقد تزاوج في شخصيّته الفريدة عاملان، خشونة النّجف، ورقّة لبنان.

وتابع السيّد الحسيني قوله: اتّحدت في شخصيّته صلابة الفقيه العقليّة، وشموخ الخيال الأدبيّ، وقامت من ذلك شخصيّةٌ استطاعت أن تقف في بحرٍ متلاطمٍ من الأهواء والفتن والمحن والمشاكل في لبنان، الّتي تذلّ لها الأقدام، وتخور لها الهمم، ولكنّ السيّد فضل الله كان كما يقول المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي علي قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصّغير صغارها ** وتصغر في عين العظيم العظائم

ومضى سماحته يقول: إنَّ السيِّد فضل الله الّذي أنشأ جيلاً أو أكثر من جيلٍ على كتبه الثّوريّة، الكتب الّتي أنتج فيها فكراً إبداعيّاً غذّى فيها أجيالاً من الشّباب الثّوريّ في خدمة الإسلام، كان نسيجاً متجانساً من الفنّ والوعي والفكر، لا إفراط فيه ولا تفريط.

وأضاف: على خطى هذا كلِّه، تجد مواقفه الإسلاميَّة الدَّقيقة الّتي وقفها من أهمِّ قضايا الأمَّة الإسلاميَّة، من ذلك على سبيل المثال، وقف بكلِّ ما يملك من وقتٍ وجهدٍ وفكرٍ ووعظٍ إلى جانب مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة، الإمام الخمينيّ العظيم(رض)، وحتى بعد رحيل الإمام، تجد أنّ هذه الشّخصيّة الإسلاميّة، التي كان بصرها شاخصاً بوحي بصيرتها إلى الهدف المنشود، وهو أن تبقى كلمة الله هي العليا، وقف بالحجم نفسه مع الجمهوريّة الإسلاميّة.

وقال: ورغم الأشياء الكثيرة والمنافسات الّتي حصلت، إلا أنَّ موقف السيِّد فضل الله لم يتزحزح، لأنّه كان يعلم علماً يقيناً ما معنى وجود الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، كونها حاضنةً لمذهب أهل البيت، وشعلةً لمعالم أهل البيت(ع) في العالم، ولأنّه يعرف هذه الحقيقة، كان موقفه على قدر هذه الحقيقة.

وتابع السيّد الحسيني قوله: ومن المواقف الأخرى الّتي كانت عند السيّد فضل الله، موقفه من المقاومة الإسلاميّة، وخصوصاً المقاومة اللّبنانيّة، وكلّنا نعرف أنّ السيّد فضل الله كان الأب الرّوحيّ والخيمة التي تغطّي المقاومة الإسلاميّة، وكان دعماً مهمّاً لحزب الله في لبنان، وعلى رأسه السيّد حسن نصر الله، كذلك دعمه للمقاومة في فلسطين.

ليست هناك تعليقات: