15 سبتمبر 2009

فضل الله : يوم القدس لا بدّ أن يبقى يمثّل الرمز للقضيّة الفلسطينية

اكد العلامة السيد محمد حسين فضل الله إنّ رمزيّة القدس للقضيّة الفلسطينيّة تتحرّك في إطار المفاهيم التي تتّصل بعزّة الأمّة وكرامتها وإيمانها بحقّها الثابت أمام كلّ محاولات القهر والعدوان.

وقال العلامة السيد محمد حسين فضل الله في تصريح خاص مع وكالة مهر للانباء : إنّ رمزيّة القدس للقضيّة الفلسطينيّة تتحرّك في إطار المفاهيم التي تتّصل بعزّة الأمّة وكرامتها وإيمانها بحقّها الثابت أمام كلّ محاولات القهر والعدوان واللعب على عامل الزمن؛ ومن هنا فنعتقد أنّ الأمّة ـ ولو من خلال شعوبها وجهاتها الفاعلة ـ لا تزال تنطلق من هذا المنطلق وتتحرّك في هذا الإطار، ولذلك فلا تزال القدس بالنسبة إليها تمثّل القضيّة والرمز الذي لا يُمكن التنازل عنه في حالٍ من الأحوال؛ لأنّه يمثّل تنازلاً عن الذات وحضورها الفاعل.
واضاف : وينبغي أن نؤكّد ـ في هذا المجال ـ على الدور الذي يلعبه الفلسطينيّون الذين يمثّلون الشعب اللصيق بهذه القضيّة، وهو في نحوٍ من الأنحاء مؤتمنٌ عليها، مهما تكالبت عليه الأمم المستكبرة وحاولت إخضاعه من خلال اليأس من الواقع، والمؤمن لا ييأس؛ لأنّه ينظر بعين الله، تماماً كما تحدّث الله على لسان يعقوب (ع): «ولا تيأسوا من روح الله إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون». وفي كلّ الأحوال، فإنّ الفلسطينيّين قد استطاعوا عبر الزمن إعطاء النموذج الفذّ في الصمود في وجه كلّ محاولات الإلغاء، وأثبتوا أنّهم متى تشبّثوا بحقّهم من خلال التمسّك بحبل الله المتين فإنّ أيّ قوّة في العالم لن تستطيع أن تلغيهم أو تسحق إرادتهم.
وتابع العلامة فضل الله : إنّ الإنسان لا يُمكن أن يُلغى أو يُشطب من دائرة الفعل في الحياة إلا عندما يُلغي هو نفسَه، ومتى بقيت إرادة الحياة موجودة فالقضيّة تتحوّل عندئذٍ إلى جذوةٍ متوقّدة في مدى الزمن ومع تعاقب الأجيال.
وحول الموقف الإسلامي الشرعي من تهويد فلسطين , اجاب السيد فضل الله : لقد أصدرنا بياناً أكّدنا فيه أنّه لا يملك أحد في هذا العالم شرعيّة أن يتنازل عن أيّ شبرٍ من فلسطين كلّ فلسطين، فضلاً عن القدس التي تمثّل العمق في الوجدان والتاريخ الإسلامي، ورمزاً أساسيّاً للقضيّة.. كما أصدرنا فتوى حرّمنا فيها أيّ حالةٍ من حالات التطبيع مهما كانت النتائج المترتّبة على حركة الأنظمة العربيّة السياسيّة؛ لأنّ الإنسان المسلم لا يُمكنه أن يشرّع الغصب والاحتلال والظُلم والعدوان، ولا يُمكنه أن يسالم من هو في وجوده يمارس الاعتداء عليه وعلى الأمّة، في حاضرها ومستقبلها.
وفيما يتعلق بمعادلة وقف الكيان الصهيوني للاستيطان المؤقت مقابل تطبيع كامل ودائم من جانب الدول العربية , اجاب السيد فضل الله : للأسف وضع كثير من الأنظمة العربيّة اليوم كقول ذلك الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميّت إيلام
ولكنّنا نقول إنّ المسألة بيد الشعوب؛ لأنّه مهما تحرّكت الأنظمة في العمليّة السياسيّة المذلّة، فإنّ الشعوب هي التي تملك الاستمراريّة عبر الزمن، وبإمكانها إفشال أيّ محاولات جديدة لإدخال الأمّة في مزيد من الذلّ والموت الحضاري والتاريخي. وليس من خيارٍ أمام الشعوب إلا مقاومة كلّ ذلك بشتّى الوسائل، وفي كلّ الميادين، والاستمرار في عمليّة صناعة القوّة في سبيل التغيير في المستقبل إن لم يسعْهُ الحاضر.
وفي معرض اجابته على سؤال بشأن تطوير الاهتمام يوم القدس العالمي بعد مرور ما يقارب 30 سنة على دعوة الإمام الخميني(قده) لإحياء هذا اليوم , قال العلامة فضل الله : لقد كنّا نؤكّد دائماً على أنّ يوم القدس لا بدّ أن يبقى يمثّل الرمز للقضيّة، وإنّ هذه الرمزيّة هي بيد الناس أنفسهم؛ لأنّ الوعي هو الذي يُخرج أيّ مناسبة احتفاليّة من شكلها المجرّد إلى أفقها التوجيهي والتثقيفي وشحن الوجدان الحيّ الفاعل في سبيل إعطاء القضيّة زخمها الأقصى مقدّمة لعمليّة تغيير الواقع.
واردف قائلا : وقد يحسن لنا في هذا المجال أن نشير إلى أنّه لا ينبغي أن تقتصر الاحتفاليّة بيوم القدس على لونٍ واحد، أو على جهة معيّنة، بل لا بدّ أن نضمن أن يكون الاحتفال بيوم القدس شموليّاً، في ألوانه وميادينه وجهاته، بحيث يشعر كلّ إنسانٍ، من موقعه الثقافي أو السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو العسكري والأمني أو ما إلى ذلك، أنّه معنيّ بهذا اليوم، وأنّ بإمكانه التعبير بطريقته عن حضور القضيّة في وجدانه، بما يؤمّن الأرضيّة المؤاتية لتحرّك المجتمع بأسره نحو تلك القضيّة، لا أن يتحرّك جزءٌ من المجتمع من خلال لونٍ واحدٍ يُبقي كثيراً من الناس الذين يعتبرون أنفسهم غير معنيّين بهذا اللون الاحتفالي خارج إطار القضيّة ورمزيّتها.

13 سبتمبر 2009

فضل الله: عيد الفطر المبارك يصادف الأحد 20 أيلول

أصدر سماحة العلاّمة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، بيانا حدّد فيه يوم عيد الفطر، حيث أكّد أنّ يوم الأحد، الواقع فيه 20 أيلول/ سبتمبر 2009م، هو الأوّل من شوّال، وهو يوم عيد الفطر، مشيراً إلى أنّ يوم السبت، في 19 منه، هو المتمّم لشهر رمضان المبارك، وأكّد سماحته ـ أيضاً ـ أنّ إمكانيّة رؤية الهلال مساء السّبت متوفرة بالآلات المكبّرة ابتداءً من أقصى شرق الكرة الأرضيّة...

وهنا نصّ البيان:

إنّه، واستناداً إلى المعطيات الفلكيّة العلميّة، فإنّ ولادة هلال شهر شوّال لهذا العام (1430 هـ) تتحقّق مساء الجمعة الواقع فيه 18 أيلول/ سبتمبر 2009م في تمام السّاعة التّاسعة والدقيقة الرابعة والأربعين بتوقيت بيروت، الموازي للسّاعة السادسة والدقيقة الرابعة والأربعين بحسب التوقيت العالمي (غرينتش)؛ وعليه، فلا يكون الهلال قابلاً للرؤية في تلك اللّيلة (الجمعة مساءً)، وحيث إنّ بداية شهر رمضان لدينا قد ثبتت في يوم الجمعة الواقع فيه 21 آب/أغسطس الماضي، فإنّ يوم السّبت الواقع فيه 19 أيلول/سبتمبر الجاري، يكون هو المتمّم لشهر رمضان. وعليه، يكون الأحد الواقع فيه 20 أيلول/سبتمبر 2009م هو الأوّل من شوّال، يوم عيد الفطر المبارك. علماً أنّ المعطيات الفلكيّة تفيد ـ أيضاَ ـ إمكانيّة رؤية الهلال مساء السبت بالآلات المكبّرة ابتداءً من أقصى شرق الكرة الأرضيّة، وتُمكن رؤيته بسهولة ـ في اليوم ذاته ـ بالعين المجرّدة في مناطق واسعة من جنوب أفريقيا امتداداً إلى المحيط الأطلسي فأمريكا الجنوبيّة.

ونسأل الله تعالى أن يطلّ هذا العيد على المسلمين في كلّ أنحاء العالم بالخير والبركة والعزّة والمنعة، وعلى بلاد المسلمين ـ ولا سيّما فلسطين ـ بزوال الاحتلال؛ إنّه سميع مجيب.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 20 رمضان، 1430 هـ الموافق: 09/09/2009 م
أمام المنعطف الخطير والخطر الدّاهم ومحاولة إمضاء صكّ احتلال اليهود لفلسطين
فضل الله: يُفتي بحرمة التّطبيع مع العدوّ... " لأن لا أحد يملك شرعيّة التّفريط بأيّ شبرٍ منها"

أفتى العلاّمة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، بحرمة أيّ حالٍ من حالات التّطبيع مع العدوّ الصّهيوني، مهما كانت نتائج حركة الأنظمة السياسيّة العربيّة، مشدّداً على أنّ فلسطين، كلّ فلسطين، في حدودها التّاريخية، هي أرض عربيّة إسلاميّة، ولا يملك أحدٌ شرعية التفريط في شبر منها، مؤكّداً أن حرمة التطبيع مع العدوّ تشمل كلّ مسلم، وأنّ عدم شرعيّة التّفريط بأيّ شبر من أرض فلسطين هو خطّ إسلاميّ شرعيّ لا ينطلق التّنظير له من خصوصيّة مذهبيّة، مؤكّداً أنّه بات من الواجب على الأمّة وجوباً كفائياً أن تنطلق في كلّ مجالاتها الثقافيّة والسياسيّة والإعلاميّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، وحتى العسكريّة والأمنيّة، لتأكيد حضور فلسطين في وجدان الأمّة، في مدى الزمن، مؤكّداً على علماء الأمّة، من الأزهر الشّريف، إلى الحرمين، إلى النّجف وقمّ، وغيرها من الحواضر الدينيّة للمسلمين، أن يتحرّكوا لتحديد الموقف الإسلامي الواضح إزاء ما يُحاك للأمّة، ونزع الشرعيّة عن أيّ محاولةٍ لإمضاء صكّ احتلال اليهود لفلسطين.

أصدر سماحة العلّامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، بياناً أفتى فيه بحرمة أيّ حالة من حالات التّطبيع مع العدوّ الصهيوني، جاء فيه:

تمرّ قضيّة فلسطين اليوم بأخطر مؤامرةٍ دوليّة إقليميّة ومحلّية، تطال ـ للمرّة الأولى ـ أساسها العميق، على المستويين الواقعي والحقوقي؛ بما يؤسّس لمرحلةٍ جديدةٍ تُقحَم فيها الأمّة الإسلاميّة والشّعوب العربيّة، لتخرج من دائرة التّاريخ فعليّاً بعدما خرجت بما يشبه الشّلل الكلّي أو الغيبوبة السياسيّة في كثيرٍ من المحطّات التي كانت مؤاتيةً للعرب والمسلمين، فحوّلوا ـ بفعل تجذّر حال الضّعف النفسيّ في كثيرٍ من أوضاعهم ـ انتصاراتهم إلى هزائم، وبلدانهم إلى مواقع للاحتلال، ومواقفهم إلى مجرّد ظواهر صوتيّة قد تتردّد بين الجدران الفارغة التي تحتوي كلّ صفقات الأسلحة المشلولة أو الّتي يكاد يأكلها الصّدأ.

ولعلّ من علامات شلل الأمّة وغيبوبتها السياسيّة، أنّ الصّمت هو سيّد الموقف إزاء ما يصيب المقدّسات في قدس الرّسالات السماويّة وموطن الأنبياء، ولا نقصد هنا صمت الأنظمة السياسيّة؛ لأنّ هذه الأنظمة قد استقالت منذ زمنٍ من القضيّة، ووقّعت الاستقالة في سلسلة المواقف المتهالكة أمام عنجهيّة العدوّ الصهيوني واستكباره، بل نقصد صمت الشّعوب، والتي كانت للأمس غير البعيد قد أشعلت انتفاضة غضبٍ عارمٍ لم يهدأ، عندما دنّس شارون المسجد الأقصى بدخوله إليه.

لقد بات واضحاً أنّ الاتّجاه الدولي، وكذلك العربيّ الرسميّ، للأسف، وحتّى بعض الاتجاه العربي غير الرسمي، هو أنّه ليس هناك من قدسٍ ينادي بها العرب والمسلمون، وليس من عودةٍ يطمح إليها الفلسطينيّون، وأنّه ليس هناك من دولةٍ للفلسطينيّين، بل مجرّد كيانٍ بلديّ يُدارُ ضمن الدولة اليهوديّة، ويحصل على اعتراف الدّول به كدولة، دون أن يملك حتّى التّواصل الجغرافيّ بين أراضيه. ومن الطبيعيّ أنّ المقاومة ستصبح في المنطق الدوليّ والعربيّ الرسميّ، وحتّى المحلّيّ الفلسطينيّ، تمثّل حالة عدوانٍ على شعبها، ومروقاً على الشّرعيّة الدوليّة بالأوراق الرسميّة.

إنَّنا أمام هذا الخطر الدّاهم، والمنعطف الخطير في تاريخ الأمّة، والذي سيمهَّد له من خلال اجتماعات الأمم المتّحدة المقبلة، وخصوصاً في أثناء انعقاد الجمعيّة العموميّة في الثّلث الأخير من هذا الشّهر، ومن موقعنا الإسلاميّ الشرعيّ والمسؤول عن قضايا الأمّة، في حاضرها ومستقبلها، نؤكّد ما يلي:

أوّلاً: إنّ فلسطين، كلّ فلسطين، في حدودها التّاريخيّة، هي أرضٌ عربيّة إسلاميّة، ولا يملك أحدٌ شرعيّة التّفريط في شبرٍ منها، مهما كانت الاعتبارات السياسيّة والدينيّة؛ لأنّ الاغتصاب في الإسلام غير قابلٍ للشّرعنة، مهما تقادم الزمن، ولأنّ تمكين الصّهاينة المحتلّين من أرض المسلمين، يمثّل تمكيناً لهم من السّيطرة على كلّ الواقع الإسلاميّ الذي لن يزيده الواقع الدوليّ إلا تهالكاً وسقوطاً وضعفاً، عبر سلسلة الضّغوطات والفتن التي ستضغط على الأمّة وتفتك بجسمها الذي لم يعد يخفى ما فيه من الوهن والمرض.

ثانياً: يحرم شرعاً أيّ حالةٍ للتّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، مهما كانت نتائج حركة الأنظمة السياسيّة العربيّة، وعلى الشّعوب العربيّة المسلمة التي تقرأ في القرآن الكريم صباحاً ومساءً تاريخ هؤلاء الصّهاينة، أن تدرك أنّه لم يكن لهم عهدٌ عند الله، فكيف يكون لهم عهدٌ عند النّاس، ولم تكن سيرتهم إلا قتلاً للأنبياء أو تكذيباً لهم أو إرهاقاً لمسيرتهم الرّساليّة، حتّى كانوا عالةً على التّاريخ في أكثر من مرحلة زمنيّة، ومشكلةً للشّعوب في أكثر من مكانٍ في هذا العالم. وقد كنّا أصدرنا سابقاً فتوى شرعيّةً تقضي بحرمة التعامل التجاريّ مع الكيان الغاصب، وكلّ من يدعمه في احتلاله وتمكينه من قتل الفلسطينيّين واضطهادهم وتشريدهم.

وإنّنا إذ نتحدّث عن تاريخ اليهود، فإنّنا لا ننطلق في ذلك لمحاسبة الحاضر بما جناه الماضي؛ لأنّ المبدأ القرآنيّ هو أنّ مسؤوليّة التّاريخ هي مسؤوليّة الذين صنعوه، ولكنّنا نشير إلى أنّ نهج أسلاف هؤلاء في تاريخهم هو ذاته النّهج في الحاضر، ما يجعل عناصر الشخصيّة وحدةً مستمرّة في مدى الزّمن، لا تختلف أدبيّاتها ولا قواعدها اللاأخلاقيّة واللاإنسانيّة، وإن اختلفت عناوينها ومسمّياتها ومفرداتها وأساليبها الواقعيّة.

ثالثاً: إنّنا نؤكّد أنّ الفتوى بحرمة التّطبيع على كلّ مسلم، وعدم شرعيّة التّفريط بأيّ شبر من أرض فلسطين، هو خطّ إسلاميّ شرعيّ لا ينطلق التّنظير له من خصوصيّة مذهبيّة، وإنّما يمثّل قاعدةً ينطلق منها كلّ تفكير فقهيّ شرعيّ اجتهاديّ أصيل. ونشدّد ـ في هذا المجال ـ على علماء الأمّة، من الأزهر، إلى أرض الحرمين، إلى النّجف، إلى قمّ، إلى غيرها من حواضر المسلمين الدينية، أن يتحرّكوا لتحديد الموقف الإسلاميّ الواضح إزاء ما يُحاك للأمّة، ونزع الشرعيّة عن أيّ محاولة لإمضاء صكّ احتلال اليهود لفلسطين، أو الانخراط في التّطبيع مع هذا العدوّ بأيّ شكلٍ من الأشكال، ناهيك عن تمكينه من حرّية الحركة في الأجواء والمياه العربيّة، فضلاً عن الانخراط في مشاريع تزيد جسم الأمّة تفتّتاً وضعفاً.

رابعاً: لقد بات من الواجب على الأمّة وجوباً كفائيّاً أن تنطلق في كلّ مجالاتها، الثّقافيّة والسياسيّة والإعلاميّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، وحتّى العسكريّة والأمنيّة، لتأكيد حضور فلسطين في وجدان الأمّة، في مدى الزمن، واستثمار أيّ مناسبةٍ لفلسطين والقدس، أو أيّ محطّة من محطّاتها الرمزيّة، لتفعيل هذا الحضور بأرقى الأساليب وأقواها تأثيراً وفاعليّةً، فضلاً عن تأكيد الموقف القويّ في حركة السياسة والأمن ضدّ كلّ الخطط الرّامية إلى إنهاء فلسطين قضيّةً وشعباً وتاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.

أخيراً: إنّنا نقول للفلسطينيّين، كلّ الفلسطينيين: لقد مثّلتم في كلّ تاريخكم النّضاليّ والجهاديّ موقف العزّة والكرامة حتّى في أقسى حالات تعرّضكم للقتل والتّشريد والاضطهاد والظّلم، ولم تكن فلسطين قضيّتكم فحسب، وإنّما هي قضيّة كلّ الشّعوب الإسلاميّة والعربيّة، وإنّ الأمّة تُغلَب على أمرها عندما تفتّت الجغرافيا قضاياهم الكبرى، ليشعر كلّ بلدٍ بأنّه غير معنيّ بأخيه من وراء الحدود، ولا بما يعانيه قتلاً ونهباً وتشريداً وظلماً واضطهاداً.

إنّ أيّ حال انفصالٍ عن جسم الأمّة، في دينها وقيمها وشرعها، في هذه القضيّة المركزيّة، لن تعود إلا بالذلّة على كلّ الواقع الإسلامي والعربيّ، فضلاً عمَّا يصيبكم في ذلك من الهوان؛ وإنّكم لم تكونوا يوماً وحدكم في مواقع النّضال والجهاد، لتشعروا بأنّكم مغلوبون لأن تقاربوا ما يُشبه الانتحار التّاريخي في أقدس قضيّة تمثّلون اليوم عنوانها الكبير.

كما نقول للشّعوب العربيّة والإسلاميّة: إنّ فلسطين تمثّل المسؤوليّة العربيّة والإسلاميّة الكبرى التي لا مجال للتّنازل عنها بأيّ حالٍ من الأحوال، ولا بدّ من الوقوف مع شعبها ودعمه بكلّ الإمكانات حتّى تحقيق النّصر والتّحرير، ولا عذر للجميع بالتخلّي عن هذه المسؤوليّة، وإن انحرفت الأنظمة عن هذا الواجب أو سارت في خطوط الهزيمة والاستسلام. وعلينا أن نتذكّر جميعاً، أنّه خلال سنواتٍ ثلاثٍ تحقّق للأمّة نصران، والأمّة قادرة على تحقيق النّصر الكبير إذا وثقت بالله ومواقع القوّة لديها، واتّحدت على حقّها الذي فرضه الله تعالى وأكّده التّاريخ. وقد قال تعالى: {ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين}.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 24-9-1430 هـ الموافق: 13/09/2009 م

5 سبتمبر 2009

فضل الله: نتطلّع إلى حركة إعلاميّة رائدةٍ بعيدةٍ من المذهبيّة

دعا العلّامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، العاملين في الحقل الإعلاميّ الإسلاميّ إلى إعداد الخطط العمليّة لمواجهة حملات الدّعاية الغربيّة المضادّة، والمحاولات الجارية على قدمٍ وساق لتشويه صورة الإسلام في العالم.

نقل عن مكتب العلامه فضل الله ان سماحته شدد لدي استقباله الوفد الاعلامي الايراني الذي يتالف من نائب رئيس هيئه الاذاعه والتلفزيون ومجموعه من العاملين في هذه الموسسه اضافه الي احد نواب مجلس الشوري الاسلامي والسفير الايراني في بيروت شدد علي ضروره الحفاظ علي الصدقيه الاعلاميه من خلال الحريه التي تمثل شريانا حيويا في المساله الاعلاميه .
واضاف العلامه فضل الله :أنّنا نتطلّع إلى إعلامٍ إسلاميّ جامعٍ يجمع كلّ وسائل الإعلام الإسلاميّة الهادفة والمسؤولة بعيداً من العنوان المذهبي، لصنع حركة إعلاميّة رائدة في مواجهة مروّجي الخرافة والغلوّ ودعاة التّكفيرداعياً إلى التزام الحريّة المسؤولة والصدقيّة، وسلوك خطوط الإبداع الفنيّ في حركة الإعلام الإسلاميّ.
وأضاف: نريد للإعلام الإسلاميّ، بكلّ إمكاناته وطاقاته، أن يتحرّك في خطّ الوحدة الإسلاميّة، ولتجتمع كلّ وسائل الإعلام الإسلاميّ في نطاق مؤسّسةٍ جامعةٍ تضع في رأس أولويّاتها وأهدافها وحركتها العمل على الدفاع عن الإسلام، وحماية الوحدة الإسلاميّة، ولا تسمح للخرافيّين والغلاة والمتطرّفين اختراق هذه الوسائل، وبثّ أساليب الفرقة، ونشر ثقافة الشّقاق بين المسلمين من خلال الإساءة إلى الرّموز الإسلاميّة، أو بالاعتماد على روايات وسرديات غير صحيحة، تؤثّر سلباً في الجسم الإسلاميّ العامّ، وتعمل على تهديم البنيان الإسلاميّ على رؤوسنا جميعاً.
وتطرق سماحه العلامه فضل الله الي مفهوم الاعلام الهادف قائلا إنّنا نتطلع إلى إعلامٍ إسلاميّ جامع يحتضن وسائل الإعلام الهادفة والمسؤولة والواعية بعيداً من العنوان المذهبي الذي يحمله المسؤولون عن هذه المحطّة أو تلك، كما نتطلّع إلى حركةٍ إعلاميّةٍ رائدةٍ يمكن أن تقدّم الإسلام من خلال قيمه الحضاريّة الرّاقية في مواجهة مروّجي الخرافة وثقافة التّكفير داخل الأمّة، وفي مواجهة الإعلام التّشويهيّ الخارجيّ السّاعي لتشويه صورة الإسلام الحضاريّة، والمتحامل على العرب والمسلمين، والمتحرّك في خطّ الإساءة إلى النبيّ محمّد(ص) أو إلى السيد المسيح(ع).
ورأى أنّ العالم الآخر بات يصل إلينا من خلال الإبداع في الخطاب والحركة والصورة، ومن خلال الاستخدام الفنيّ المتطوّر لوسائل الدعاية المختلفة، فعلينا أن نتقدّم بخطوات حضارية ومسؤولة في هذا الجانب، لأنّ المساحة الزّمانية والمكانيّة الأكبر في هذا العالم باتت لمن يمتلك آليّات الإبداع وحركته وثقافته.
ورأى أنّ الآخرين عندما يتقدّمون في المجال الفنيّ، فعلينا أن نسعى لمجاراتهم، ولكن بشرط ألا يتمّ ذلك على حساب الصّدقيّة والمسؤوليّة، وأشار إلى حروبٍ كبيرةٍ تُشنّ على العالم الإسلاميّ وعلى الإسلام من خلال خطّةٍ تتحرّك فيها وسائل إعلام موجّهة من محاور دوليّة وإقليميّة، مشيراً إلى أنّ هذه الحرب هي أخطر من الحروب العسكريّة. داعياً إلى إعداد الخطط البديلة لمواجهة هذه الحروب، وإلى تحصين الأمّة أمام أساليب الدّعاية المتطوّرة التي تحاول النّيل من صمودها، والتي تعمل على إثارة التّشكيك في داخلها لجهة قدرة الأمّة على المواجهة، وعلى إسقاط خطط المحتلّين، وخصوصاً الاحتلال الإسرائيليّ في فلسطين المحتلّة.
وقدّم الوفد إلى سماحته التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، وشكره على مواقفه الدّاعمة للجمهوريّة الإسلاميّة في مواجهة الهجمة الغربيّة والإسرائيليّة التي تستهدفها. ووضع الوفد سماحته في أجواء الخطّة التي اعتمدت لتطوير الأداء الإعلاميّ الإيرانيّ بما يخدم قضايا الإسلام العالميّة، حيث بات في إيران 110 شبكات إذاعيّة وتلفزيونيّة، تبثّ بأكثر من ثلاثين لغةً.
وكان سماحته استقبل الوزير السّابق، ميشال سماحة، حيث كانت جولة أفقٍ في قضايا المنطقة وفي تطوّرات الأوضاع الداخليّة في لبنان، وسبل تحصين البلد في مواجهة ثقافة الفتنة ومشاريع التّفتيت التي تستهدف البلد من خلال خططٍ مرسومةٍ للمنطقة كلّها.
صور عن لقاء وفد إعلامي ايراني مع العلامة فضل الله

التقى وفد إعلامي ايراني يضم نائب رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون ومسؤولين من قناة العالم برفقة السفير الايراني في بيروت مع العلامة السيد محمد حسين فضل الله.












3 سبتمبر 2009

لهذه الأسباب ردّ المرجع فضل اللّه على البطريرك صفير
لا وجود لمقدّسات تحول دون مناقشة أيٍّ كان

كتب: حسن علّيق

لم تهدأ بعد الموجة التي خلّفها كلام المرجع الشيعيّ، السيّد محمّد حسين فضل الله، الّذي وجّهه قبل 3 أيام ردّاً على قول البطريرك الماروني نصر الله صفير: "إنّ على الأكثرية أن تحكم وعلى الأقلّية أن تعارض". فخطاب فضل الله استدعى ردود فعلٍ من عددٍ كبيرٍ من الأطراف السياسيّين المسيحيّين. النّائب نديم الجميل قال أمس إنّ كلام فضل الله يأتي في سياق استهداف المواقع المسيحيّة. ووافق رأيه بيان الأمانة العامّة لقوى 14 آذار في اليوم السّابق، التي استنكرت كلام فضل الله من دون أن تسمّيه، ووضعته في خانة «الحملة المبرمجة» التي يتعرض لها البطريرك.

في الأصل، لم يعتد الوسط السياسيّ اللّبنانيّ دخول المرجع الشيعيّ الأبرز في لبنان في مواجهة سياسيّة مع أيٍّ كان. وعُرِف الرّجل على مدى العقود الثّلاثة الماضية بهدوء خطابه السياسيّ والدينيّ وانفتاحه. فما الّذي استدعى منه هذه النبرة الحادّة؟

بحسب بعض المراقبين المطّلعين على ما يدور في حارة حريك، فإنّ لفضل الله ثلاثة ثوابت في حركته العامّة: المقاومة، والانفتاح، والحفاظ على الطائفة الشيعيّة ودورها في لبنان.

في الأولى، ومنذ أن بدأ الحراك الإسلاميّ المقاوم للاحتلال الإسرائيليّ بعد عام 1982م، خرج من تحت عباءة السيّد عددٌ كبيرٌ من كوادر ما بات يُعرَف اليوم باسم «حزب الله». إلا أنّ أيّ علاقةٍ تنظيميّةٍ أو عمليّةٍ لم تربط فضل الله بالمجموعات المقاومة، من دون إغفال الاحترام الكبير الذي كان يحظى به بين أفرادها ومسؤوليها. ويحفظ الحزب لفضل الله جيّداً مواقفه الحازمة إلى جانب المقاومة، التي لم يكن آخرها ما جرى في حرب تموز 2006م، التي شهدت قصف الطّائرات الإسرائيليّة لمنـزله في حارة حريك ولعدد من مؤسّسات جمعيّة المبرّات التّابعة له. وبعدما اتخذت حكومة فؤاد السنيورة السابقة قراريْها الشّهيرين يوم 5 أيار 2008م، كان فضل الله أحد الرباعيّ (هو، والرئيس نبيه بري، والشّيخ عبد الأمير قبلان، والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله)، الذي كوّن مظلّةً شيعيّةً لتحرّك 7 أيار.

انزعج فضل الله من كلام صفير قبل الانتخابات، إلا أنّ كلام البطريرك الأخير كان «شديد الخطورة».

أمّا الثّابتة الثانية (الانفتاح)، فميّزت الرجل في البعدين الدّعويّ والسياسيّ منذ عودته من النّجف إلى لبنان في ستينات القرن الفائت. وأثار المرجع الديني، منذ حمله لقب «آية الله العظمى»، جدلاً لم ينته بعد داخل الأوساط الدينيّة الشيعيّة في لبنان والخارج. إذ إنّ عدداً كبيراً من الفتاوى والآراء الفقهيّة التي أصدرها، مثّلت خروجاً على السّائد الشيعيّ (بعض القضايا المتعلّقة بالمرأة، ومنها ما يتعلّق بالأذان والإقامة، وأخرى بمواقيت الصلاة، فضلاً عن بعض ما يُقال في العقيدة عن الإمام ودوره في الحياة...). وانطلق فضل الله من مصادر التّشريع ذاتها التي يستند إليها الشّيعة، إلا أنّه رفض وضع حدودٍ أمام حركة العقل.

وفي السياسة، لم يضع «السيد» حواجز في نقاشاته مع أيٍّ من الأطراف، ومنها تلك التي لم تكن على وئامٍ مع الوسط السياسيّ الإسلاميّ، (كاستقباله الرئيس الأميركي جيمي كارتر، مع احتفاظه بمواقفه الثّابتة الرافضة للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط).

في الثالثة، يُعَدّ الرجل أحد أبرز المراجع الشيعيّة في العالم، مع أنّ خطابه طوال العقود الثلاثة الماضية كان انفتاحيّاً وبعيداً عن كلّ ما يثير النعرات، سواء على الصعيد الإسلاميّ، أو على صعيد العلاقات مع أتباع الديانات الأخرى. وكان الرجل مضرب مثلٍ في فقه التّسامح.

لكنّ «السيّد» ينطلق من أساس التشيّع والحفاظ على الطّائفة الشيعيّة في لبنان ودورها، سواء في الحياة السياسيّة أو المجتمعيّة عموماً. وكان أحد الذين أسهموا في تكوين الهويّة السياسيّة للطّائفة الشيعيّة في لبنان، وإلصاق هذه الهوية بالكيان اللّبناني، رغم معارضته في البداية إنشاء المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى.

ومن هذه المنطلقات الثلاثة، يقول أحد المتابعين لعمل فضل الله، يمكن فهم ردّه على كلام البطريرك الماروني نصر الله صفير. فالأقلّية النيابيّة تتألّف على نحوٍ رئيسيّ من الأكثرية الشيعيّة وما يزيد على نصف المسيحيين. «وإذا كان البطريرك يريد للأقلّية أن تبقى خارج الحكومة، فمعنى ذلك أنّ التمثيل السياسيّ للشيعة سيبقى بعيداً عن الحكم. وفي ظل النظام الطائفي السائد، لا يمكن القبول بطرحٍ مماثل. وفضلاً عن ذلك، كان السيد منـزعجاً من كلام البطريرك قبل الانتخابات النيابية الأخيرة، الذي شكّك فيه بعروبة جزءٍ كبيرٍ من اللّبنانيين، إلا أنّه فضّل عدم الخوض في سجالٍ مع أحد. كذلك، كرّر البطريرك أكثر من مرّة الحديث عن الخطر الذي يمثّله البعض على الهويّة اللّبنانيّة. وكان تصريحه الأخير أكثر خطورةً من الأوّل، في ظلّ النّظام الطائفيّ القائم في لبنان، فاقتضى الردّ عليه من مرجعية روحيّة كبيرة، من دون الدخول في سجالٍ مع أحد».

ويقول أحد عارفي السيّد، إنّ «البعض في لبنان يستسهل الردّ على الأنبياء، ويضع كلام بعض الشخصيّات في إطارٍ من القداسة لا يجوز المساس به». أمّا بالنسبة إلى فضل الله، فلا وجود لمقدّساتٍ تحول دون مناقشة أيٍّ كان، وهو الّذي لم يشعر يوماً بالحرج من خوض غمار الآراء الفقهيّة التي كانت تُعَدُّ مسلَّماتٍ لقرون طويلة. ويستغرب المصدر ذاته «أن تقوم القيامة في وجه فضل الله لأنّه ردّ بالسياسة على كلام سياسيّ، وخصوصاً أنّ صفير أخرج نفسه من دائرة الحياد، ودخل طرفاً في المعارك السياسيّة والانتخابيّة»، سائلاً عمّن «أعطى الحقّ لصفير بأن يدلي بآراء سياسيّة ومَنَع هذا الحقّ عن غيره؟ إلا إذا صدّق البعض أنّ مجد لبنان أُعطي لأحدٍ دون غيره. وإذا كان صفير يريد التحدّث بالسياسة، فعليه أن يتوقّع نقاشاً معه، سواء في الغرف المقفلة، أو من خلف الشّاشات، أو من على المنابر».

استقبل مدير عام الأمن الدّاخلي واطمأنّ إلى صحّة الحص
فضل الله: على القضاء اللّبناني محاكمة العملاء وإنزال العقوبة الّتي يستحقّونها

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، مدير عام الأمن الداخلي، اللّواء أشرف ريفي، حيث قدم التهاني إلى سماحته بحلول شهر رمضان المبارك، وعرض لآخر التطوّرات والمستجدّات المتعلّقة بالوضع الأمني في البلد، وملفّ عملاء الموساد الإسرائيلي، والجهد الذي بذلته الأجهزة الأمنيّة الرسميّة كافّةً لضرب البنية التحتيّة لشبكات التجسّس الإسرائيليّة في لبنان.

وأثنى سماحة السيّد فضل الله في خلال اللّقاء على الجهد الكبير الذي بذلته الأجهزة الأمنيّة الرسميّة لفكفكة الشبكات التجسسية الإسرائيليّة، داعياً إلى مضاعفة هذه الجهود، لأنّ العدوّ كان يعمل بكلّ إمكاناته ليكون الفريق الأمنيّ الأقوى في الداخل اللبناني، موظّفاً شبكاته التجسّسية لاختراق أجهزة الدولة وكشف حركة المقاومة، ومن ثم العبث بالأمن الداخلي وبنسيج العلاقات بين الأطراف اللبنانية كافةً. وشدّد سماحته على أنّ تفعيل عمل الأجهزة الأمنية اللّبنانية، من الجيش، إلى قوى الأمن وغيرها، والتّنسيق مع المقاومة، لا يفضي إلى قطع أيادي العدوّ في الداخل فحسب، بل يساهم مساهمةً كبيرةً في منعه من شنّ حروبٍ جديدةٍ على لبنان، وخصوصاً في الوقت الذي يواصل مسؤولو العدوّ تهديداتهم ضدّ لبنان وشعبه ومقاومته وبناه التحتيّة.

وأكّد سماحته ضرورة أن تتحمّل السلطات القضائية مسؤوليّتها، وتسارع في تقديم العملاء إلى المحاكمة، لينالوا جزاءهم الذي يستحقّونه بفعل عدوانهم المباشر وغير المباشر على أمن الوطن، وليكونوا عبرةً لكلّ من تسوّل له نفسه الانخراط في خطّ العمالة مع العدوّ لتدمير البلد وتهديد الكيان.

وتلقّى سماحته اتّصالاً من وزير الخارجيّة، فوزي صلّوخ، عزّاه فيه بوفاة ابن خالته، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى العراقي، السيّد عبد العزيز الحكيم، كما تلقّى اتصالاً مماثلاً من رجل الأعمال هاني سلام، والوزير السابق وديع الخازن.

وأجرى سماحة السيد اتصالاً هاتفياً بالرّئيس سليم الحصّ، اطمأنّ في خلاله إلى صحّة الرّئيس الحصّ.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 9-9-1430 الموافق: 29/08/2009
استقبل نائب الأمين العام لحزب الله والنّائبين الموسوي وهاشم
فضل الله يحذّر من أن يحجب السّجال الدّاخلي مخاطر العدوّ وتهديداته

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، على ألا يحجب السجال السياسي الداخلي حول عمليّة تشكيل الحكومة، مخاطر العدوّ الإسرائيلي وتهديداته، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود للإسراع في تشكيلها، وخصوصاً في ظلّ الأوضاع المعيشية والاقتصادية المعقّدة التي يعيشها البلد.

استقبل سماحته نائب الأمين العام لحزب الله، الشّيخ نعيم قاسم، حيث جرى عرضٌ لتطوّرات الأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة، والاتّصالات الجارية على أكثر من صعيد لتسهيل ولادة الحكومة، إضافةً إلى التّهديدات الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة للبنان.

وشدّد سماحة السيد فضل الله في خلال اللّقاء على أن تبذل كلّ الجهات مزيداً من الجهود لتسهيل ولادة الحكومة، مشيراً إلى الأوضاع الاقتصاديّة المعيشيّة المعقّدة التي يعيشها البلد، وخصوصاً على أبواب استئناف العام الدراسيّ، والمعاناة النّاشئة من افتقاد المواطنين لخدمات الدّولة الأساسيّة، وخصوصاً في الكهرباء والمياه وغيرهما.

وأكّد سماحته ضرورة التنبّة للأخطار الخارجية المحدقة بالبلد، وخصوصاً ما يتصل منها بالعدوّ الإسرائيلي الذي يواصل تهديداته للبنان، كما يواصل خروقاته واعتداءاته الجوية وعند الحدود مع فلسطين المحتلة، من دون أن تعترض قوّات "اليونيفيل" على هذه الاعتداءات، حتى على المستوى السياسي، بما قد يشكّل عنصر ردعٍ معيّن لهذه الخروقات المتواصلة.

وشدّد سماحته على ألا يحجب السجال السياسيّ الداخليّ المتواصل حول الحكومة وغيرها من الملفّات، مخاطر العدوّ وما يخطّط له ضدّ لبنان وشعبه وجيشه ومؤسّساته.

واستقبل سماحته النّائب نوّاف الموسوي، حيث جرى عرضٌ للتطوّرات الأخيرة على السّاحة الداخليّة. وقال الموسوي بعد اللّقاء إنّه شكر سماحة السيد فضل الله على مواقفه الاستراتيجية الدّاعمة لقضايا الأمّة، وخصوصاً المواقف الداعمة للمقاومة، الداعية إلى حمايتها والحفاظ عليها في ظلّ الهجمة الإسرائيلية والاستكبارية المتواصلة على مواقع الممانعة على مستوى الأمّة كلها، والمستهدفة للمقاومة في لبنان وفلسطين على وجه الخصوص.

وشدّد الموسوي على استنكار الهجمة والحملة الظّالمة التي استهدفت سماحته ومقامه الإسلاميّ الكبير، ورمزيّته اللّبنانية والعربيّة والإسلاميّة، مشيراً إلى عجز أصحاب هذه الحملات عن مقارعة المنطق بالمنطق، والحجّة بالحجة، قائلاً: قبل التساؤل عن مجد لبنان ولمن أعطي هذا المجد، علينا أن نعرف من صنع هذا المجد.

واستقبل سماحته النّائب عباس هاشم، حيث جرى عرضٌ لعددٍ من القضايا.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 12 رمضان 1430 الموافق: 01/09/2009
استقبل رئيس اللّقاء الدّيمقراطيّ النّائب وليد جنبلاط، وتلقّى اتّصالاً من السّنيورة معزّياً
فضل الله: الجميع مسؤولٌ لمنع المحاور الدّوليّة من تعميق الخلافات في الأمّة

أكّد سماحة العلامة، المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ المسؤوليّة تقع على عاتق الجميع لمنع المحاور الدّوليّة من تعميق الخلافات وإثارة الحساسيات الداخلية، وأشاد بجهود جنبلاط لقطع الطريق على مساعي التفتيت والتمزيق، محذّراً من تسلّل جهاتٍ خارجيّةٍ من نوافذ قضائية وسياسية لإعادة البلد إلى دائرة الفتنة.

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في منزله بحارة حريك، رئيس اللقاء الديمقراطي، وليد جنبلاط، يرافقه نائبه دريد ياغي، والوزير وائل أبو فاعور، وجرى في خلال اللّقاء الذي دام أكثر من ساعة، عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وتقويمٌ للمراحل السياسية السابقة التي مرّت على لبنان منذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكانت جولة أفقٍ في قراءة المعطيات السياسية التي يمكن أن تؤثّر في لبنان مستقبلاً على ضوء ما قد يحدث في المنطقة.

وجرى التّوافق على أنّ المخاطر التي تتهدّد لبنان والمنطقة بفعل المشروع الأمريكي الإسرائيليّ، هي مخاطر حقيقيّة وخطيرة، وخصوصاً لجهة العمل على تفتيت السّاحة الداخليّة، وتحريك عناصر الفتنة في الوسط الإسلاميّ، وتعقيد علاقة هذا الوسط مع الآخرين.

ورأى سماحة السيد فضل الله أنّ المسؤوليّة تقع على عاتق الجميع لمنع المحاور الدوليّة من تعميق الخلافات في الأمّة من خلال سعيها الدائم لإثارة الحساسيات التّاريخية، لأنّ المشروع الأمريكي لم يسقط سقوطاً كاملاً في المنطقة، ولأنّ الخطّة الأمريكية الإسرائيلية تعتمد على إعادة إحياء عناصر التفتيت والتمزيق، باستخدام العناوين المذهبيّة والسياسيّة والعرقيّة، وبالعمل الحثيث والمتواصل لإحداث فتنةٍ بين المسلمين السنّة والشيعة، لتصل نيرانها إلى كلّ السّاحات والميادين.

وشدّد سماحته على تثمين جهود كلّ العاملين، لقطع الطّريق على مساعي التفتيت والتمزيق، مشيراً إلى أهميّة ما اتخذه جنبلاط من مواقف في هذا السياق، وضرورة أن تنضمّ جهود الآخرين إلى جهوده، لمنع الجهات الخارجية التي تحاول التسلّل من نوافذ سياسيّة أو قضائيّة وغيرها، من أن تعيد البلد إلى دائرة الفتنة والتقاتل، أو أن تحدث اهتزازاً كبيراً في العلاقات الداخليّة بما يمنع اللّبنانيين من صوغ وحدتهم والحفاظ على لحمتهم ووحدة صفّهم الوطني.

وأكّد سماحته أنّ المشكلة تكمن في أنّ خيوط اللّعبة الداخلية لا تزال تدار من الخارج، وأنّ ثمّة أطرافاً متعدّدين دخلوا على خطّ تأليف الحكومة، إضافةً إلى بعض المساومات التي تُستخدم كفزّاعة هنا وهناك لزيادة التعقيدات وترحيل الأزمة الداخليّة باتجاه ظروفٍ ومعطيات لا تزال محلّ رهان الكثيرين على مستوى المنطقة.

بعد اللّقاء، صرّح الوزير جنبلاط بما يلي:

بعد انقطاع طويل، وللأسف، نتيجة الظّروف السابقة والأحداث الكبرى التي جرت على لبنان، والعدوان الإسرائيليّ، عدنا أخيراً ـ والحمد لله ـ لنتواصل سياسياً وفكرياً مع سماحة السيّد، وهو يتمتّع كما عهدناه، بالصفاء الفكري والوطني والقومي نفسه.

إننا نتشارك معه الرّؤية السياسيّة حول ما قد يحلّ بالمنطقة أو المخطّط المدروس للمنطقة؛ مخطّط التفتيت. لذلك نتمنّى معه أن نتفادى التفتيت ونوحّد الصفّ الإسلاميّ واللّبنانيّ، من أجل مواجهة المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي الذي يستفحل تدريجياً.

كما تلقّى سماحته اتّصالاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال، فؤاد السنيورة، عزّاه فيه بوفاة ابن خالته السيّد عبد العزيز الحكيم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 13 رمضان 1430 الموافق: 02/09/2009
ستقبل وفداً من قيادة حركة أمل، ووفداً من مشيخة العقل والمجلس المذهبي الدرزي
وتلقّى اتصالاً من الرئيس برّي عزّاه فيه بوفاة الحكيم
فضل الله: جريمة تغييب الصدر مثّلت عدواناً على الواقع العربي والإسلامي برمته

استقبل سماحة العلّامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، وفداً من قيادة حركة أمل برئاسة الشّيخ حسن المصري، يرافقه الحاج عبد الله موسى، والحاج حسن ملك، الذي قدّم إلى سماحته دعوةً للمشاركة في المهرجان الخطابيّ الذي سيقام في الذكرى الواحدة والثلاثين لتغييب الإمام السيّد موسى الصّدر.

وأكّد سماحة السيّد فضل الله، أنّ السيّد موسى الصّدر مثّل الشخصيّة الإسلاميّة العلميّة التي انفتحت على الواقع اللّبنانيّ والعربيّ والإسلاميّ، وعاشت قضايا هذا الواقع وتفاصيله، وأخلصت لقضايا الأمّة، وشكّلت بوعيها وانفتاحها وسلوكياتها خطراً على الفئات المغلقة التي أرادت للأمّة أن تنغلق على ذاتها، وأن تسجن نفسها وسط أسوار التخلّف والخرافة والجهل، أو أن تكون مطيّةً للمحتلّ والمستكبر، ولهذا المحور أو ذاك.

أضاف: لقد مثّلت جريمة تغييب سماحة السيّد موسى الصدر عدواناً على الواقع العربي والإسلامي واللّبناني، وعلى الساحة الكبرى في امتداد الأمّة التي ملأها سماحته علماً وحركةً وعطاءً. ولذلك كانت الخسارة شاملةً، لأنها تجاوزت الموقع الإسلاميّ الشيعيّ إلى بقيّة المواقع، ولكونها أحدثت فراغاً كبيراً في ميدانٍ كان بأمسِّ الحاجة إلى استكمال تلك الحركة الواعية الداعمة للمستضعفين والمحرومين، والمساندة لحركة المقاومة الفلسطينيّة، ولكلّ الأحرار وطلاب الحريّة والعزّة.

وتابع: إنّنا في الوقت الذي نشعر بالألم حيال تواصل فصول هذه الجريمة من خلال الإصرار على عدم الكشف عن وقائعها ومعطياتها، ندعو المسؤولين في السّاحة العربية والإسلاميّة كلّها، كما ندعو المرجعيّات الدينيّة السنيّة والشيعيّة، إلى القيام بواجباتها الشرعيّة، والضّغط في كلّ الاتّجاهات لكشف مصير هذه الشخصيّة الإسلاميّة الحركيّة، وتوضيح كلّ الملابسات، وتحميل المجرمين مسؤوليّة ما اقترفوه بحقّها وبحقّ الأمّة كلها.

وكان سماحته استقبل رئيس حركة النضال الوطني، النائب السابق فيصل الداوود، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامّة.

كذلك استقبل سماحته وفداً من أسرة جريدة اللّواء، برئاسة رئيس تحريرها الزميل الأستاذ صلاح سلام.

كما استقبل وفداً من مشيخة العقل والمجلس المذهبيّ الدرزيّ برئاسة الشيخ سامي أبي المنى، نقل إليه تحيّات شيخ العقل الشيخ نعيم حسن.

وقدّم الوفد إلى سماحته دعوةً لحضور حفل الإفطار الذي تقيمه مشيخة العقل والمجلس المذهبيّ لطائفة الموحّدين الدّروز في دار الطّائفة في فردان، غروب يوم الأربعاء في التّاسع من أيلول القادم.

وكان سماحته قد تلقّى اتصالاً من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، عزّاه فيه بوفاة ابن خالته، السيد عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى العراقي.

وكان سماحته اتّصل بنجلي الفقيد السيّد عمّار والسيّد محسن، فور إعلان نبأ الوفاة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 7 رمضان 1430 الموافق: 27/08/2009