5 سبتمبر 2009

فضل الله: نتطلّع إلى حركة إعلاميّة رائدةٍ بعيدةٍ من المذهبيّة

دعا العلّامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، العاملين في الحقل الإعلاميّ الإسلاميّ إلى إعداد الخطط العمليّة لمواجهة حملات الدّعاية الغربيّة المضادّة، والمحاولات الجارية على قدمٍ وساق لتشويه صورة الإسلام في العالم.

نقل عن مكتب العلامه فضل الله ان سماحته شدد لدي استقباله الوفد الاعلامي الايراني الذي يتالف من نائب رئيس هيئه الاذاعه والتلفزيون ومجموعه من العاملين في هذه الموسسه اضافه الي احد نواب مجلس الشوري الاسلامي والسفير الايراني في بيروت شدد علي ضروره الحفاظ علي الصدقيه الاعلاميه من خلال الحريه التي تمثل شريانا حيويا في المساله الاعلاميه .
واضاف العلامه فضل الله :أنّنا نتطلّع إلى إعلامٍ إسلاميّ جامعٍ يجمع كلّ وسائل الإعلام الإسلاميّة الهادفة والمسؤولة بعيداً من العنوان المذهبي، لصنع حركة إعلاميّة رائدة في مواجهة مروّجي الخرافة والغلوّ ودعاة التّكفيرداعياً إلى التزام الحريّة المسؤولة والصدقيّة، وسلوك خطوط الإبداع الفنيّ في حركة الإعلام الإسلاميّ.
وأضاف: نريد للإعلام الإسلاميّ، بكلّ إمكاناته وطاقاته، أن يتحرّك في خطّ الوحدة الإسلاميّة، ولتجتمع كلّ وسائل الإعلام الإسلاميّ في نطاق مؤسّسةٍ جامعةٍ تضع في رأس أولويّاتها وأهدافها وحركتها العمل على الدفاع عن الإسلام، وحماية الوحدة الإسلاميّة، ولا تسمح للخرافيّين والغلاة والمتطرّفين اختراق هذه الوسائل، وبثّ أساليب الفرقة، ونشر ثقافة الشّقاق بين المسلمين من خلال الإساءة إلى الرّموز الإسلاميّة، أو بالاعتماد على روايات وسرديات غير صحيحة، تؤثّر سلباً في الجسم الإسلاميّ العامّ، وتعمل على تهديم البنيان الإسلاميّ على رؤوسنا جميعاً.
وتطرق سماحه العلامه فضل الله الي مفهوم الاعلام الهادف قائلا إنّنا نتطلع إلى إعلامٍ إسلاميّ جامع يحتضن وسائل الإعلام الهادفة والمسؤولة والواعية بعيداً من العنوان المذهبي الذي يحمله المسؤولون عن هذه المحطّة أو تلك، كما نتطلّع إلى حركةٍ إعلاميّةٍ رائدةٍ يمكن أن تقدّم الإسلام من خلال قيمه الحضاريّة الرّاقية في مواجهة مروّجي الخرافة وثقافة التّكفير داخل الأمّة، وفي مواجهة الإعلام التّشويهيّ الخارجيّ السّاعي لتشويه صورة الإسلام الحضاريّة، والمتحامل على العرب والمسلمين، والمتحرّك في خطّ الإساءة إلى النبيّ محمّد(ص) أو إلى السيد المسيح(ع).
ورأى أنّ العالم الآخر بات يصل إلينا من خلال الإبداع في الخطاب والحركة والصورة، ومن خلال الاستخدام الفنيّ المتطوّر لوسائل الدعاية المختلفة، فعلينا أن نتقدّم بخطوات حضارية ومسؤولة في هذا الجانب، لأنّ المساحة الزّمانية والمكانيّة الأكبر في هذا العالم باتت لمن يمتلك آليّات الإبداع وحركته وثقافته.
ورأى أنّ الآخرين عندما يتقدّمون في المجال الفنيّ، فعلينا أن نسعى لمجاراتهم، ولكن بشرط ألا يتمّ ذلك على حساب الصّدقيّة والمسؤوليّة، وأشار إلى حروبٍ كبيرةٍ تُشنّ على العالم الإسلاميّ وعلى الإسلام من خلال خطّةٍ تتحرّك فيها وسائل إعلام موجّهة من محاور دوليّة وإقليميّة، مشيراً إلى أنّ هذه الحرب هي أخطر من الحروب العسكريّة. داعياً إلى إعداد الخطط البديلة لمواجهة هذه الحروب، وإلى تحصين الأمّة أمام أساليب الدّعاية المتطوّرة التي تحاول النّيل من صمودها، والتي تعمل على إثارة التّشكيك في داخلها لجهة قدرة الأمّة على المواجهة، وعلى إسقاط خطط المحتلّين، وخصوصاً الاحتلال الإسرائيليّ في فلسطين المحتلّة.
وقدّم الوفد إلى سماحته التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، وشكره على مواقفه الدّاعمة للجمهوريّة الإسلاميّة في مواجهة الهجمة الغربيّة والإسرائيليّة التي تستهدفها. ووضع الوفد سماحته في أجواء الخطّة التي اعتمدت لتطوير الأداء الإعلاميّ الإيرانيّ بما يخدم قضايا الإسلام العالميّة، حيث بات في إيران 110 شبكات إذاعيّة وتلفزيونيّة، تبثّ بأكثر من ثلاثين لغةً.
وكان سماحته استقبل الوزير السّابق، ميشال سماحة، حيث كانت جولة أفقٍ في قضايا المنطقة وفي تطوّرات الأوضاع الداخليّة في لبنان، وسبل تحصين البلد في مواجهة ثقافة الفتنة ومشاريع التّفتيت التي تستهدف البلد من خلال خططٍ مرسومةٍ للمنطقة كلّها.

ليست هناك تعليقات: