3 سبتمبر 2009

استقبل رئيس اللّقاء الدّيمقراطيّ النّائب وليد جنبلاط، وتلقّى اتّصالاً من السّنيورة معزّياً
فضل الله: الجميع مسؤولٌ لمنع المحاور الدّوليّة من تعميق الخلافات في الأمّة

أكّد سماحة العلامة، المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ المسؤوليّة تقع على عاتق الجميع لمنع المحاور الدّوليّة من تعميق الخلافات وإثارة الحساسيات الداخلية، وأشاد بجهود جنبلاط لقطع الطريق على مساعي التفتيت والتمزيق، محذّراً من تسلّل جهاتٍ خارجيّةٍ من نوافذ قضائية وسياسية لإعادة البلد إلى دائرة الفتنة.

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، في منزله بحارة حريك، رئيس اللقاء الديمقراطي، وليد جنبلاط، يرافقه نائبه دريد ياغي، والوزير وائل أبو فاعور، وجرى في خلال اللّقاء الذي دام أكثر من ساعة، عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وتقويمٌ للمراحل السياسية السابقة التي مرّت على لبنان منذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكانت جولة أفقٍ في قراءة المعطيات السياسية التي يمكن أن تؤثّر في لبنان مستقبلاً على ضوء ما قد يحدث في المنطقة.

وجرى التّوافق على أنّ المخاطر التي تتهدّد لبنان والمنطقة بفعل المشروع الأمريكي الإسرائيليّ، هي مخاطر حقيقيّة وخطيرة، وخصوصاً لجهة العمل على تفتيت السّاحة الداخليّة، وتحريك عناصر الفتنة في الوسط الإسلاميّ، وتعقيد علاقة هذا الوسط مع الآخرين.

ورأى سماحة السيد فضل الله أنّ المسؤوليّة تقع على عاتق الجميع لمنع المحاور الدوليّة من تعميق الخلافات في الأمّة من خلال سعيها الدائم لإثارة الحساسيات التّاريخية، لأنّ المشروع الأمريكي لم يسقط سقوطاً كاملاً في المنطقة، ولأنّ الخطّة الأمريكية الإسرائيلية تعتمد على إعادة إحياء عناصر التفتيت والتمزيق، باستخدام العناوين المذهبيّة والسياسيّة والعرقيّة، وبالعمل الحثيث والمتواصل لإحداث فتنةٍ بين المسلمين السنّة والشيعة، لتصل نيرانها إلى كلّ السّاحات والميادين.

وشدّد سماحته على تثمين جهود كلّ العاملين، لقطع الطّريق على مساعي التفتيت والتمزيق، مشيراً إلى أهميّة ما اتخذه جنبلاط من مواقف في هذا السياق، وضرورة أن تنضمّ جهود الآخرين إلى جهوده، لمنع الجهات الخارجية التي تحاول التسلّل من نوافذ سياسيّة أو قضائيّة وغيرها، من أن تعيد البلد إلى دائرة الفتنة والتقاتل، أو أن تحدث اهتزازاً كبيراً في العلاقات الداخليّة بما يمنع اللّبنانيين من صوغ وحدتهم والحفاظ على لحمتهم ووحدة صفّهم الوطني.

وأكّد سماحته أنّ المشكلة تكمن في أنّ خيوط اللّعبة الداخلية لا تزال تدار من الخارج، وأنّ ثمّة أطرافاً متعدّدين دخلوا على خطّ تأليف الحكومة، إضافةً إلى بعض المساومات التي تُستخدم كفزّاعة هنا وهناك لزيادة التعقيدات وترحيل الأزمة الداخليّة باتجاه ظروفٍ ومعطيات لا تزال محلّ رهان الكثيرين على مستوى المنطقة.

بعد اللّقاء، صرّح الوزير جنبلاط بما يلي:

بعد انقطاع طويل، وللأسف، نتيجة الظّروف السابقة والأحداث الكبرى التي جرت على لبنان، والعدوان الإسرائيليّ، عدنا أخيراً ـ والحمد لله ـ لنتواصل سياسياً وفكرياً مع سماحة السيّد، وهو يتمتّع كما عهدناه، بالصفاء الفكري والوطني والقومي نفسه.

إننا نتشارك معه الرّؤية السياسيّة حول ما قد يحلّ بالمنطقة أو المخطّط المدروس للمنطقة؛ مخطّط التفتيت. لذلك نتمنّى معه أن نتفادى التفتيت ونوحّد الصفّ الإسلاميّ واللّبنانيّ، من أجل مواجهة المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي الذي يستفحل تدريجياً.

كما تلقّى سماحته اتّصالاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال، فؤاد السنيورة، عزّاه فيه بوفاة ابن خالته السيّد عبد العزيز الحكيم.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 13 رمضان 1430 الموافق: 02/09/2009

ليست هناك تعليقات: