20 أكتوبر 2008

في معرض استقباله مفتي القدس
فضل الله: نحتاج إلى جهد عربي يواكب الجهد الفلسطيني حتى نحمي القدس ونحفظ القضية


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ جمال بواطنة، يرافقهما وكيل وزارة الأوقاف صلاح زحيكه.
وكانت جولة أفق في الوضع الفلسطيني العام، ومعاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية، وحملات الحصار والتجويع والتهويد التي تشن ضد الفلسطينيين.
وأكّد سماحة السيد فضل الله في خلال اللقاء، أن قضية فلسطين لا تزال تمثل القضية العربية والإسلامية والإنسانية الكبرى، حيث لا تزال تختصر في أحداثها وتطوراتها وتأثيراتها كل المرحلة السياسية في المنطقة، مشيراً إلى أن عنوان القدس والمسجد الأقصى لا يزال يفرض نفسه على العالم بحركته الفلسطينية العربية والإسلامية، على الرغم من كل محاولات التهويد، لأن صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على الاحتفاظ بهويته وثوابته، شكّل العلامة الفارقة في الحفاظ على القضية التي لا يمكن أن تموت مع تقادم الزمن.
وأكّد سماحته أن قضية القدس وفلسطين تحتاج إلى جهد عربي وإسلامي يواكب الجهد الفلسطيني الداخلي، ويحفظ جهاد الفلسطينيين المستمر، مشيراً إلى أن تقصير الدول العربية والإسلامية مع الفلسطينيين هو تقصير مع الذات، لأن أي ضعف يطاول القضية الفلسطينية ينعكس سلباً على صورة العرب والمسلمين، كما أن قوة الموقع الفلسطيني تمثل معياراً بارزاً لقوة العرب والمسلمين.
وشدّد سماحته على أن حجم التآمر على القدس وقضية فلسطين كان أكبر بكثير من حجم الرد العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن أفضل تضامن يمكن أن يحصل مع الشعب الفلسطيني يتمثل بتوحد العرب والمسلمين والأمة في مواجهة أعدائها.
وأكّد سماحته أن المشكلة تكمن في أن الذين يشرفون على شؤون الأمة ـ بعامة ـ هم من حراس الاستكبار العالمي، إلى المستوى الذي أصبحت المقاومة عندهم تمثل تهمة يعمل محور الاعتدال العربي على التبرؤ منها، أو التخلص من تأثيراتها، أو التملص من إنجازاتها، في الوقت الذي عملت إسرائيل على دفع الفلسطينيين نحو اليأس، لجعل الشباب الفلسطيني يستسلم للقدر الاستكباري والاحتلالي الذي يُطوّق خياراته في ظل الكبوة العربية والإسلامية القاتلة.
وشدّد سماحته على أن الشعب الفلسطيني بكل منظماته وفئاته وفصائله لا يملك خياراً إلا الوحدة، محذراً من دخول الكثير من الأمراض السياسية العربية إلى فلسطين، ومن بينها تلك الأمراض التي لاحقت الفلسطينيين في لبنان قبل العام 1982، مؤكداً أن السكوت العربي والإسلامي على حصار غزة، وكذلك على الحفريات التي تتم تحت المسجد الأقصى، يمثل جريمة سياسية كبرى، فضلاً عن مفاعيله الدينية والإنسانية والاجتماعية وغيرها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 21-10-1429 الموافق: 20/10/2008

ليست هناك تعليقات: