20 أكتوبر 2008

في معرض استقباله لسفيرة النرويج
فضل الله يدعو لتحالف عالمي لمكافحة الإرهاب الاقتصادي

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، سفيرة النروج في لبنان، "أودليس نورهايم"، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وتطورات الأزمة الاقتصادية العالمية، إضافةً إلى العلاقات اللبنانية ـ النروجية.
ونقلت السفيرة إلى سماحة السيد فضل الله، تقدير حكومتها لمواقف سماحته الداعية إلى الحوار ومعالجة القضايا برويّة وانفتاح كما حصل لدى بروز أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد(ص) في الدول الاسكندنافية، مشددة على أن "ما يطرحه السيد فضل الله حول ضرورة الحوار ونبذ العنف في علاقات الشعوب هو أمرٌ مهم جداً وهو محل تقدير كبير عندنا". كما أثنت السفيرة على مواقف سماحته في مجال الدفاع عن المرأة ورفض استخدام العنف ضدها.
من جهته، أكد سماحة السيد فضل الله أن مشاكل العالم الكثيرة باتت تتطلب من كل الأطراف، وخصوصاً دول الاتحاد الأوروبي، أن تتحدث مع الجميع، مشيراً إلى ضرورة أن يدخل الاتحاد الأوروبي من خلال قنواته السياسية المختصة في حوار مع الحركات الإسلامية التي لها رؤيتها، وخصوصاً في الساحة الفلسطينية، والتي لا يمكن استمرار النظر إليها كمنظمات عنفية، بل كحركات سياسية وحركات مقاومة مشروعة ضد المحتل.
وشدد سماحته على أن خطأ أوروبا الكبير تمثل في انقيادها من خلال حلف الأطلسي لأمريكا، وخصوصاً بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، الأمر الذي انعكس مزيداً من الويلات والمآسي والحروب في العالم، لأن الإدارة الأمريكية ولاسيما إدارة جورج بوش الإبن، أباحت الاحتلال ودمّرت علاقات الدول والشعوب بعضها ببعض، تحت عنوان مكافحة الإرهاب ومن خلال تسويقها للحروب الاستباقية.
وأكد سماحته أن العالم بات يمثل قرية واحدة وأن أية مشكلة في أي بقعة من العالم قد تمتد تأثيراتها إلى مواقع أخرى، وقد رأينا كيف أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي انطلقت في أمريكا أصابت اقتصادات كبرى أخرى، وخصوصاً في أوروبا واليابان، متوقعاً سقوط الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العالم، داعياً إلى تفاهم كل الأقطاب في العالم حول حماية النظام الاقتصادي العالمي وحماية البشرية من الأخطار المحدقة بها بفعل الفساد وسياسة النهب الاقتصادي الممنهج.
واقترح سماحته قيام تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب الاقتصادي، بحيث تتركز مهمة هذا التحالف على التأسيس لنظام اقتصادي عالمي يرفض سياسة التوحش الاقتصادي ومصادرة ثروات الشعوب، ويعمل لعدالة أكثر في المجالات الاقتصادية والتي لا بد من أن تنعكس آثارها الإيجابية على الملفات السياسية والاجتماعية وغيرها، مشيراً إلى أن في الإسلام مخزوناً تشريعياً في المسألة الاقتصادية يمكن أن يساعد البشرية في الخلاص من أزمتها الراهنة وأزماتها المستجدة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 14-10-1429 الموافق: 13/10/2008

ليست هناك تعليقات: