20 أكتوبر 2008

في معرض استقباله لوفد من حركة غزة الحرة التي كسرت حصار غزة
فضل الله: حركتكم شكّلت خطاً جديداً في الصراع مع إسرائيل وأحرجت العالم

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله في دارته بحارة حريك، وفداً من حركة غزة الحرة التي شاركت في كسر الحصار عن غزة، حيث عرضوا لسماحته الظروف والأجواء التي رافقت مسيرة السفينة البحرية التي حملت على متنها العديد من الشخصيات من مختلف دول العالم، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وقد رحّب سماحته في الوفد قائلاً: إننا ننظر باحترام وتقدير كبيرين لكل من يسعى إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في غزة، لأننا نعتقد أن غزة تمثل أكبر سجن في العالم، حيث لا يموت في هذا السجن الأعداد المتواصلة من الفلسطينيين فقط ممن لا تصل لهم حاجاتهم الصحية الدوائية والغذائية، بل إن الذي يموت في غزة هو ضمير هذا العالم المتحجّر الذي لا يتطلع إلى الآخرين إلا من زاوية المصالح المادية، ولا يؤثّر في هذا الضمير إلا ما يمس مصالحه وأوضاعه في الأسواق والبورصات، وفي الأسواق الاستهلاكية التي ينظر إلى الشعوب وخصوصاً شعوبنا من خلالها.
ورأى سماحته أن القضية الفلسطينية لم تعد قضية تختص بشعب بعينه أو فئة بشرية معينة، ولكنها تمثل القضية الأنصع للمظلومية في هذا العصر، وصحيح أن لهذه القضية بعدها العربي الكبير، وبعدها الإسلامي المميّز، إلا أنها أصبحت تمثل قضية إنسانية بحجم العالم. ومن هنا فنحن ننظر بتقدير كبير إلى كل من يعمل على احتضان هذه القضية على المستويات السياسية أو الإعلامية وكذلك الميدانية، وقد رأينا في بعض الأقلام الغربية الحرة، كما في بعض الأقلام الفرنسية التي عوقبت على ضميرها الحيّ وفكرها الواعي المنفتح، مما قد نفتقد له في واقعنا العربي والإسلامي، وممن يستحق الاحتضان والصداقة والمؤازرة أكثر من أولئك الذين يملأون الدنيا ضجيجاً في واقعنا في كل يوم وهم يتحدثون عن قرارات الأمم المتحدة، وعن الحقوق المشروعة للفلسطينيين فيما لا تقترب فيه الحركة السياسية الميدانية من حدود الكلمات وآفاقها.
وشدّد سماحته على ضرورة أن يخرج العرب والمسلمون من دائرة التقصير حيال الطلائع الحرة والواعية من الغربيين التي ساندت قضاياهم، وأن يبادروا إلى التقرّب من هؤلاء وتكريمهم والاستفادة من تجاربهم في المسألة الفلسطينية وغيرها.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 21-10-1429 الموافق: 20/10/2008

ليست هناك تعليقات: