12 أغسطس 2009

فضل الله لـ أوان: أغلب علماء الإسلام يشاركون في الفوضى المذهبية
«أقول للمسلمين جميعاً إن المطلوب هورأس الإسلام لارأس السنة والشيعة »

بيروت - طارق ترشيشي

يرى المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله أن «غالبية علماء الإسلام يشاركون في الفوضى المذهبية وتفجير الحقد المذهبي إلى مستوى التكفير». ويحذر المسلمين جميعاً من أن «المطلوب الآن هو رأس الإسلام وليس رأس السنة والشيعة»، مشيراً إلى أنه «في مقابل التكفير وإثارة «الغزو الشيعي للمجتمعات السنية» يرد بعض الشيعة بسب الخلفاء ويمارسون أساليب تخرجهم عن الإسلام». ويقول إن «المسلمين استغرقوا في مفردات الخلافات المذهبية فأصبحت المذاهب ديناً في ذهنية المتمذهبين».
وإذ يلفت إلى أنه «ما إن تنطلق دعوة للتقريب بين المذاهب الإسلامية حتى تواجه الحواجز والموانع»، فإنه يعتبر أن «الجوانب السياسية اختلطت بالجوانب المذهبية وباتت تثير السلبيات بدلاً من الجدل العلمي الذي يقارب بين المسلمين». ويقول «إن المسلمين يبلغ عددهم ملياراً ونصف المليار ولكن لا دور لهم في قرارات المصير في العالم وفي تقرير مصير بلادهم». ويضيف «إن كل الخطوط الحمراء سقطت في العالم العربي في القضية الإسرائيلية، فأصبحت الخطوط مع إسرائيل خطوطاً خضراء».
في هذا الحوار مع «أوان» يلقي السيد فضل الله الضوء على واقع المسلمين وما يتهددهم من فتن وأسبابها وما يتهددهم من مخاطر، وفيما يلي نص الحوار:
{ الحديث الذي يتكرر دائماً والذي هو الآن محور الاهتمام يتناول مستقبل العلاقة السنية الشيعية والواقع السائد في المنطقة والمخاوف من أن تكون مقبلة على فتنة مذهبية، هل أنتم من المتخوفين في هذا المجال؟ وكيف السبيل في رأيكم للخروج من هذه الحال التي تهدد مصير الأمة؟
- عندما ندرس الخلاف المذهبي الإسلامي في الخطوط المتصلة بالجانب الكلامي والجانب الفقهي بين السنة والشيعة، فإننا لا نجد أن المسألة تتصل ببعد تاريخي عاشه المسلمون في كل تاريخهم بين مد وجزر، ما جعل المسألة تتخذ في طبيعتها الانتمائية كثيراً من التعقيدات النفسية بعيداً عن التأكيد على الجانب العلمي الموضوعي الذي انطلقت منه هذه الخطوط.والمجتمعات السنية والشيعية لا تتحدث الآن عن مسألة الإمامة والخلافة وما هي الأسس التي انطلق منها هذا الخلاف، وبقي البعد التاريخي والبعد النصي في ما يستدل به هذا الفريق على نظريته أو يستدل الفريق الآخر على نظريته، وإنما اختصر هذا الواقع في محاولة إثارة السلبيات التي قد تحصل من خلال هذا المجتمع بطريقته في التعبير عن نظرته إلى الشخصيات التي يقدّسها هذا الفريق أو ذاك. فلم تعد المسألة مسألة علمية تتخذ جانب الجدل العلمي الكلامي أو الفقهي، إلا في بعض المراحل التاريخية السابقة، كما في الجدل الدائم بينالأشاعرة والمعتزلة والإمامية في المسألة الكلامية، أو كما يحدث في قضية الإمامة والخلافة من حيث أن هذا الفريق يرى أن هناك نصاً نبوياً عن الإمامة، بينما يرى فريق آخر أنه يناقش الفريق الآخر في هذا النص. ولذلك تداخلت المسألة من خلال الأوضاع السياسية من جهة، والأوضاع الاجتماعية من جهة أخرى، والحساسيات التي كانت تحدث. وعندما نجد أن المسألة قد تصل إلى حد التكفير بين أتباع هذا المذهب أو ذاك، باعتبار أن قضايا التكفير لم تعد تخضع لقاعدة إسلامية موضوعية، فيكفي أن تُكفّر مسلماً يختلف معك في تفسير نص قرآني ، أو في توثيق نص نبوي أو ما إلى ذلك، تقتنع به أنت ولا يقتنع به الآخر، حتى أدت المسألة إلى أن بعض الذين ينتمون إلى الإسلام بهذه الذهنية،أصبحوا يستحلون دماء المسلمين . وهذا ما نلاحظه في الأوضاع الأخيرة التي انطلقت ليقتل المسلمون بعضهم بعضاً وليحكم هؤلاء بارتداد الطرف الآخر ويطبقون عليه حكم الشرع بالارتداد. لذلك فقد ارتدت هذه المسألة من خلالدعوات التكفير التي نجدها في بعض البلدان الإسلامية التي ينطلق فيها العلماء، وربما يتفق معهم بعض المسؤولين في مسألة النظرة إلى أتباع المذهب الشيعي ، حتى أن هناك نوعاً من الإثارة في تعبير «الغزو الشيعي للمجتمع السني»، تماماً كما لو كانت هناك حرب بين الطرفين يغزو فيها أحدهما الآخر مثلاً من دون تدقيق، وهكذا استُخدم الإعلام واستُخدمت حتى السياسة في هذا المجال أو ذاك.
كما أننا نلاحظ في الجانب الآخر أن بعض الشيعة ربما يتحركون ويتحدثون بطريقة سلبية عن الخلفاء، فيمارسون أساليب السبّ أو الأساليب العنيفة التي كأنها تخرجهم عن الإسلام أو تضعف موقعهم الإسلامي. وقد دخلت القضية السياسية في القضية المذهبية، وخصوصاً بعد التطورات التي حدثت في العالم الإسلامي، كالثورة الإسلامية في إيران، والمقاومة الإسلامية في لبنان، والأوضاع الجديدة التي حدثت في العراق بعد الانقلاب على الطاغية صدام وما إلى ذلك. ثم استغلته الدول الكبرى التي خططت من أجل أن ينشغل المسلمون بعضهم ببعض والانكفاء إلى التاريخ ونسيان الحاضر. ولهذا فقد رأينا هناك كثيرين ممن بدأوا يتحدثون عن أنإيران هي العدو بفعل كونها دولة شيعية، بينما إسرائيل التي هي دولة يهودية صديقة. وأنا أتذكر في هذا المجال كيف أن المشركين كانوا يسألون اليهود عن المسلمين هل هم على حق أو نحن على حق ؟ فكانوا يقولون: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً، بحيث كانوا يفضلون المشركين على المسلمين في هذا المجال مع أن اليهودية تؤمن بالتوحيد. فلذلك تحولت المسألة إلى مسألة سياسية على المستوى الداخلي الذي يتحرك به بعض المسؤولين ويوجهون الإعلام من أجل إثارة الحرب على الجانب الشيعي في هذا المقام، ومحاولة إشغال المسلمين الذين يعانون من ضغط دول العولمة من جهة، أو من خلال الاحتلال الأميركي للدول الإسلامية من جهة أخرى، أو من خلال الوضع الإسرائيلي الذي يكاد يستولي حتى قانونياً على فلسطين كلها، تحت تأثير الدعم الأميركي المطلق الذي ينطلق من أن أميركا تلتزم أمن إسرائيل في المطلق، حتى ليخيل إلينا أنها تلتزمه أكثر مما تلتزم أمن أي ولاية أميركية، وأنها تعمل على أن تبقى إسرائيل في موقع التفوق النوعي الذي يستطيع أن يسيطر على المنطقة، ويمد يده الطويلة إلى أي مكان كما نلاحظه في قصفه للمواقع السورية والمواقع السودانيةتهديده العسكري لإيران و وما إلى ذلك. ولهذا فإن المسألة اختلطت فيها الجوانب السياسية بالجوانب المذهبية وأصبحت تمثل إثارة السلبيات بدلاً من إثارة الذهنيات وبدلاً من إثارة الجدل العلمي الذي يمكن أن يقارب بين المسلمين إذا لم يستطع أن يوحد في ما بينهم.

{ صحيح أن الجانب السياسي له تأثير في موضوع الإثارة المذهبية، لكن ألا تعتقد أن كثيراً من رجال الدين والعلماء المسلمين يتحملون مسؤولية أيضاً لأنهم ليسوا على مستوى تحمل المسؤولية في تعزيز أواصر الوحدة بين المسلمين؟
- من الطبيعي جداً أن غالبية علماء الدين الإسلامي يشاركون في إيجاد هذه الفوضى المذهبية وفي تفجير الحقد المذهبي إلى مستوى التكفير، فنحن نسمع من بعض العلماء في بعض البلدان العربية الإسلامية أنهم يكفرون علماء المسلمينيفتون باستحلال دمائهم لأنهم كفرة الآخرين، و، ويرون أن الكافر ليس محترم الدم، بينما لا يستحلون دماء اليهود والنصارى المقيمين في بلادهم، لأنهم أهل ذمة ولأنهم أهل عهد وما إلى ذلك مما قد يتحدث به البعض. ونحن نعرف كيف أن بعض كبار علماء المسلمين كان يثير بين وقت وآخر أن الشيعة يسبون الصحابة، مع أنه يعرف بأن الكثيرين من العلماء الشيعة الذين يتحملون المسؤولية عن الواقع الإسلامي كله أصدروا الفتاوى في تحريم سبّ الصحابة وتحريم الإساءة إلى أمهات المؤمنين، وقد كنت واحداً منهم في هذا المجال، ولكنهم لا يذكرون ذلك بالصوت العالي. وقد أثاروا مسألة الغزو الشيعي للمجتمعات السنية ووضعوا الكثير من الحواجز حول حركة الذين ينتمون إلى المذهب الشيعي في هذا البلد أو ذاك. وقد قرأت أخيراً في بعض الصحف المصرية عن حرمة أن تتزوج الفتاة المصرية رجلاً شيعياً باعتبار أن هذا الزواج ربما يجعلها تنجذب إلى المذهب الشيعي، وهذا ما يترك تأثيراً سلبياً على المجتمع السني المصري وما إلى ذلك. ثم إن هناك حركة إعلامية تحاول استكمال هذا الجو بالتوافق مع حركة عسكرية وحركة سياسية، ولذلك فلا تنطلق دعوة للتقريب بين المذاهب الإسلامية أو للوحدة الإسلامية، إلا ونجد أن هناك كثيراً من الأصوات التي تنطلق خلفياتها من خلال الخطط الغربية وفي مقدمتها الخطة الأميركية بالإضافة إلى الخطة الإسرائيلية، لإيجاد الموانع والحواجز حول هذه الدعوة. ونحن نقول للمسلمين جميعاً سنة وشيعة إن المشكلة التي نواجهها الآن في هذه المرحلة هي أن المطلوب هو رأس الإسلام، وليس رأس السنة والشيعة، وهذا ما لاحظناه في الحرب الثقافية التي واجهناها كمسلمين في الغرب. كما أنني سمعت من بعض المسؤولين الكبار من الجامعة العربية أن أميركا تريدتدمير الإسلام في هذا المجال. لذلك فإننا نعتقد أن المسلمين إذا كانوا يريدون أن يحافظوا على معنى الأمة الإسلامية فعليهم ألا يتحدثوا عن أكثرية مذهبية على أقلية مذهبية، وألا يثيروا الحساسيات والسلبيات هنا وهناك، بل إن عليهم أن يعملوا على تجميد كثير من السلبيات والحساسيات وأن يندفعوا إلى الأرض الإسلامية لكي يعالجوا كثيراً من القضايا المثيرة للخلاف حتى يمكنهم أن يوحدوا العالم الإسلامي، لأننا نلاحظ الآن أن العالم الإسلامي الذي يمثلخمس العالم ليس له أي دور في قرارات المصير في العالم، بل إنه ليس له دور في تقرير مصيره ومصير البلاد الإسلامية . نحن نتابع الأوضاع السياسية بحيث إننا نتطلع إلى رئيس أميركي يخلف رئيساً أميركياً آخر ونتحدث عن الآمال في تغيير الواقع السياسي عندنا من خلال هذا الرئيس، لأنه يعرف كيف يخاطب مشاعرنا وأحاسيسنا، تماماً كما هي الحال في الخطابات التي تحدث بها الرئيس أوباما في القاهرة وفي تركيا وخاطب بها المسلمين. في الوقت نفسه نرى أن الإدارة الأميركية تقف مع إسرائيل بكل قوة، حتى أن هذه الإدارة تطلب من المسلمين بأن يقوموابعمليات التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل أن تجمد إسرائيل الاستيطان، لا في مقابل إزالة المستوطنات والإقرار بحق العودة للفلسطينيين أو ما أشبه ذلك.

{ هل يعني هذا أنكم متخوفون من الفتن ودخول المنطقة في حروب مذهبية انطلاقاً من لبنان؟
- هناك فارق بين الحديث عن الخوف والحديث عن الحذر، إنني أتصور أن المرحلة الآن في المنطقة، ولاسيما في المنطقة العربية والإسلامية، ليست مرحلة حديث العنف أو الفتن الأمنية الحادة، لأن هناك مصلحة للدول التي تسيطر على مقدرات المنطقة في أن تبقى في حالة من الاستقرار القلق والهدوء الحذر، ولكن لا بد لنا من أن نعيش الحذر. أولاً من جهة أن إسرائيل عندما تجد أنالمقاومة أصبحت في وضع من القوة بحيث تهدد العنفوان الإسرائيلي عندما تحدث هناك بعض التطورات بين إسرائيل وبين لبنان مثلاً ، أو بين إسرائيل وبين الفلسطينيين، ونعرف أن أميركا تتحرك مع إسرائيل، بحيث أن كل حرب إسرائيلية هي حرب أميركية. نحن نواجه المسألة بالحذر، باعتبار أنه قد تحدث هناك بعض الأوضاع التي قد تجد إسرائيل مصلحة في إثارتها على طريقتها في إثارة بعض الأمور التي قد تصنع حرباً أو قد تثير مشكلة ما في هذا المجال. لذلك لا بد لنا من أن نكون حذرين ونراقب الوضع الإقليمي باعتبار أن الواقع العربي أصبح يتحرك في الخط الإسرائيلي فيمواجهة الخط الإيراني، لذلك هناك نوع من التنسيق بين إسرائيل وبين بعض الدول العربية، وهذا ما لاحظناه في حرب غزة، حيث واجه فيها الشعب الفلسطيني عملية الإبادة من دون أن يقف العرب وقفة حازمة ، حتى على مستوى استدعاء السفير المصري أو السفير الأردني أو الأشخاص أو المواقع الاقتصادية في هذا البلد أو ذاك مع إسرائيل، ورأينا كيف أن مسألة غزة أصبحت مسألة تدخل في الخلافات العربية بدلاً من أن تدخل في توحيد العالم العربي.

{ هل تلاحظ أن الخلافات العربية لها جذور مذهبية؟
- أنا لا أعتقد أن الخلافات العربية تنطلق من جذور مذهبية، ولكن الجذور المذهبية تتحرك من خلال كونها جزءاً من الخطة الأميركية التي تحاول أن تجمع العرب أودول الاعتدال العربي كما يسمونها حول إسرائيل لتواجه المسألة الإيرانية.

{ سمعناك في الفترة الأخيرة تتحدث عن ظاهرة الفكر الخرافي في الإسلام وتدعو إلى محاربة هذه الظاهرة. ما الذي تقصد به بالخرافة؟
- نحن نلاحظ أن كثيراً من الذهنيات التي يتحرك بها بعض المحسوبين على الدين هي ذهنيات خرافية، وربما لاحظنا أن هناك بعض الفضائيات المتخلفة تتحرك في هذا الاتجاه حتى تؤدي إلى أن تملأ الذهنية العامة الإسلامية بالوحل الفكري في هذا المجال، ونلاحظ أيضاً أنهناك فضائيات تحاول التحرك في عملية الإثارة، كعملية السب وعملية التكفير والإساءة وعملية العيش في التاريخ بدلاً من العيش في الواقع، ولا يلتفتون إلى قوله تعالى: «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون».

{ ألا يجب أن يكون هناك شيء اسمه خط أحمر يلتزمه العرب والمسلمون في مواجهة قضاياهم؟
- لقد سقطت كل الخطوط الحمراء في العالم العربي في القضية الإسرائيلية، فأصبحت الخطوط مع إسرائيل خطوطاً خضراء، ولذلك رأينا بعض الدول العربية تحاول أن توجد مدخلاً لذهاب الرسميين إلى إسرائيل بعنوان إنقاذ بعض مواطنيها الذين اعتقلتهم إسرائيل في السفينة الذاهبة إلى غزة. كما أننا سمعنا تصريحا لبعض المسؤولين العرب بأنه لا بد لنا من أن نعمل على التطبيع مع إسرائيل. ونحن نعرف أن هناك كثيراً من الدول العربية تعمل على التطبيع مع إسرائيل تحت الطاولة وربما تقفز إلى فوق الطاولة عندما تتغير الظروف. ولهذا فإننا نتصور أن الخطوط الحمراء قد سقطت، وأن المشكلة العربية العربية هي مشكلة الحساسيات العربية العربية، سواء بين الشخصيات المسؤولة أو بين بعض الأوضاع المتحركة في علاقة هذه الدولة بتلك الدولة.

{ ما الذي تراه حيويا وعملياً للخروج من هذه الحالة المذهبية على المستوى اللبناني والعربي، هل هناك نوع من شبكة اتصال بينكم وبين مرجعيات إسلامية أخرى لهذا الغرض؟
- أنا أعتقد أن المسألة أصبحت مشكلة أكبر من الحل، لأنها باتت ترتبط بالسياسة الدولية التي تعمل على مصادرة عملية الاستقرار الثقافي والديني والمذهبي في العالم العربي من جهة، كما أننا نلاحظ أيضاً بأن الحساسيات بين دولة عربية وأخرى والتي قد تؤدي إلى المقاطعة بين العرب أنفسهم. فنحن نلاحظ أن بعض الدول العربية الكبرى لا تمارس أي عمل يُضعف علاقتها مع إسرائيل، حتى رأينا كيف أن الثورة المصرية التي قامت من أجل مواجهة الاحتلال اليهودي لفلسطين، نجد أن رئيس وزراء العدو ورئيس كيانه أيضاً يذهبون إلى سفير تلك الدولة العربية من أجل أن يحتفلوا معه بثورة يوليو العربية المصرية، كأنهم يقولون إننا نريد أن نغير مضمون هذا التاريخ ليكون تاريخاً لينفتح بعض قادته على إسرائيل أكثر مما ينفتحون على العالم العربي.

{ هل تعتقد أن المسلمين قد أخفقوا في ترجمة مقولة إن المذاهب في الإسلام هي دليل صحة وعافية؟
- إن القضية في وقتها هي كذلك لأن الله يقول «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول»، فالقضية قضية فكرية يمكن أن يلتقي فيها المسلمون على أساس الحوار الفكري الموضوعي ليصلوا إلى النتيجة الحاسمة، باعتبار أنهم يؤمنون بالكتاب والسُنة. ولكن المشكلة في هذا الاتجاه هي أن المسلمين استغرقوا في مفردات الخلافات المذهبية بحيث أصبحت المذاهب ديناً في ذهنية المتمذهبين بها أكثر من الأديان الأخرى، كأديان أهل الكتاب أو الدين البوذي أو الهندوسي. فالسني أو الشيعي، ينظر إلى المسلم الآخر أكثر مما ينظر إلى الهندوسي والبوذي واليهودي والنصراني، باعتبار أن الحقد قد دخل في المسألة المذهبية بحيث أصبحت المسألة مسألة حقد ذاتي وليست مسألة فكر والتزام إسلامي.

ليست هناك تعليقات: