21 أغسطس 2009


فضل الله: غرف سوداء اميركية واسرائيلية وعربية تعمل على تدمير العراق والمنطقة
اكد العلامة السيد محمد حسين فضل الله أن هناك غرفا سوداء أميركية وإسرائيلية وعربية تعمل على تدمير العراق والمنطقة المحيطة به.

فضل الله قال :"إن ما يجري في العراق في هذه الأيام على مستوى الجريمة المتنقلة التي ترسم معالمها في أكثر من غرفة سوداء أميركية وإسرائيلية وحتى عربية، وتقوم بتنفيذها وتجسيدها مجموعة من الوحوش والقتلة ممن لا يمتون إلى الإسلام والوطنية أو العروبة بصلة، وإن ادعوا ذلك أو حاولوا الاختباء خلف هذا العنوان أو ذالك , إن هذه الجريمة هي أخطر بكثير مما يتصوره البعض، وأكبر بكثير من إزهاق أرواح الأبرياء والمظلومين من عمال وفقراء الشعب العراقي، لأنها تسعى إلى تدمير العراق، لا بل تعمل على تدمير المنطقة المحيطة بالعراق، ليحقق الاحتلال الأميركي من خلال هؤلاء المجرمين والوحوش، ما عجز عن تحقيقه ميدانيا".
واضاف :"إننا نلمح خطة يتوزع فيها عدد من الفرقاء الأدوار، وتسعى لتحويل العراق إلى ساحة دموية، وحال اهتزاز مستمرة، تنتقل من خلالها شرارة الفتنة إلى أكثر من موقع، ليكون العراق جسرا تعبر عليه الفتنة الدامية إلى مواقع عربية وإسلامية مجاورة، بعدما عجز الاحتلال عن العبور من العراق إلى هذه البلدان والمواقع لإخضاعها وإسقاطها وإلحاقها بمشروعه السياسي والأمني الذي تلقى ضربات موجعة، وهو يتلمس العودة إلى اندفاعته الأولى عبر دماء الأبرياء التي تسيل أنهارا، بعدما بشر الرئيس الأميركي قبل أيام بأن جولات العنف العبثي في العراق ستتواصل".
ورأى العلامة فضل الله :"إن من يقوم بهذه الأعمال الوحشية المروعة لا يمكن أن يدعي الإنتماء للمقاومة ومن يعمل على اغتيال أمن المواطنين الأبرياء العزل لا يستطيع إدعاء الحرص على العراق وأهله، أو العمل لعراق حر وموحد ومستقل، ولكنه ينتمي إلى محاور خارجية ومواقع حاقدة ومتعصبة تريد للعراق أن يظل في دائرة الاهتزاز الأمني، حتى تقول إنها حققت شيئا أو إنها تمردت على الاستقرار الداخلي، وأسست لدورات عنفية ودموية متجددة".
وتابع:" إننا أمام عمليات القتل الوحشية هذه والتي تستخدم فيها أطنان المتفجرات، نتساءل عن السبب في صمت الكثير من القيادات السياسية والدينية على مستوى العالم العربي، وفي داخل العراق وخارجه، وعن الحجة التي لا تدفع إلى عدم تعرية هؤلاء القتلة وفضحهم وسحب الغطاء الوطني والإسلامي عنهم بالكامل، وتصنيفهم في دائرة الوحشية التي لا تنتمي إلا للاحتلال ولأعداء الأمة ولدوائر الانغلاق والتعصب والتكفير والفتنة، وإن اختبأوا خلف عناوين وطنية وعروبية وما إلى ذلك".
واكد:" إننا في الوقت الذي ندعو علماء الأمة من السنة والشيعة إلى استنكار ذلك، وإعلان البراءة من هؤلاء القتلة من على منابر المساجد، وخصوصا في صلوات الجمعة، ومن المنابر السياسية والإعلامية كافة، ندعو الشعب العراقي بكل طوائفه ومذاهبه واتجاهاته السياسية إلى إعلان البراءة من هؤلاء، ودعوة الجميع لنبذهم وملاحقتهم وكشفهم والاقتصاص منهم على ما اقترفوه من جريمة بحقه وبحق الأمة كلها.
ودعا العراقيين، وخصوصا مع إطلالة هذا الشهر الفضيل، إلى "تجميد كل خلافاتهم وحساسياتهم المذهبية والطائفية والسياسية وغيرها، ليتوحدوا ويتماسكوا في خط الوحدة الوطنية والإسلامية، ولينطلقوا في مسيرة الدفاع عن مقدرات بلدهم ومستقبل أجيالهم، وليعلموا على طرد دعاة الفتنة من صفوفهم، وليتحركوا مع الحكومة في خط حفظ النظام العام والسعي لإخراج المحتل بالكامل الذي كان ولا يزال السبب الرئيسي فيما يعيشه العراق من مآسي ومصاعب ومعاناة".

ليست هناك تعليقات: