18 أبريل 2009

العلامة فضل الله :
الاتهامات المصرية شرف كبير لحزب الله

وصف المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله الاتهامات التي وجهتها السلطات المصرية لحزب الله على خلفية دعمه و مؤازرته للمقاومة الفلسطينية في مواجهتها للصهاينة الارهابيين بأنها "شرف كبير" لهذا الحزب .
بأن العلامة فضل الله اعلن ذلك في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة التي اقيمت امس بالعاصمة اللبنانية بيروت و رأى أن "الأنظمة العربية ، المتهالكة للانفتاح على حكومة العدو الجديدة تعيش حالاً من الاضطراب السياسي ، في ظلّ المتغيّرات الدولية ، و ما أفرزته الحرب العدوانية على غزة من نتائج على المستوى العربي و الإسلامي و لذلك فإنها تسعى جهدها لتحريك بعض الملفات بطريقة إعلامية و سياسية باتت مكشوفة و واضحة للجميع" .
و شدد العلامة فضل الله على إن المشكلة الكبرى التي تصيب الواقع العربي الرسمي تتمثل في العقدة من فلسطين ، و قضيتها التي تأبى أن تموت ، و تتمرّد على كل محاولات التناسي و النسيان" ، و اضاف : "لذلك تستمر هذه العقدة في التعبير عن نفسها في سياقات مختلفة و متعددة ، تقف على رأسها محاولة الاقتصاص من المقاومة المجاهدة في لبنان و فلسطين ، والتي فتحت أعين العرب على مرحلة جديدة أُعيدت فيها القضية الفلسطينية إلى الواجهة ، و باتت الشعوب تدرك واقعية الشعارات في مسألة هزيمة العدو" . و قال سماحته : "الجريمة التي ارتكبتها فصائل المقاومة في كونها وضعت العالم العربي أمام خيارين : خيار العمل لتحرير فلسطين، أو خيار السعي للتحرر من فلسطين ، و هو الخيار الذي ترى فيه معظم هذه الأنظمة حياتها واستمرارها" .
و خاطب العلامة فضل الله فصائل المقاومة المجاهدة في لبنان و فلسطين قائلا : "إنه لشرفٌ كبير لكم أن تلاحَقوا تحت عنوان دعمكم للشعب الفلسطيني ، و تبنّي قضيته التي تمثل أنصع قضية من قضايا التحرر على مستوى العالم كله" .
كما رأى آية الله فضل الله أن فلسطين أصبحت "المعيار الذي يسقط تحت قبته المتواطئون و المنحرفون ، و يرتفع نحو هامته الصادقون والمخلصون" ، و قال : "طوبى للمخلصين لهذا العنوان لأنهم في امتحان سياسي و إعلامي و أمني عظيم" .
و لفت سماحته الانظار إلى الأخطار الصهيونية المتجددة على المسجد الأقصى و الحفريات تحت أعمدته وتدنيس المستوطنين المستمر له ، إلى جانب خطط تهجير المقدسيين و تهويد القدس القائم "في ظل صمت عربي و تواطؤ مشهود من أولئك الذين ربطوا مصير عروشهم بعربة الاحتلال ، و أرادوا للقدس أن تكون رهينة في حسابات التسوية التي لا تأتي" .
و تناول السيد فضل الله ذكرى الحرب الأهلية في لبنان داعياً اللبنانيين إلى أخذ العبرة من هذه الحرب المشؤومة ، و أن يدرسوا أسبابها التي كانت تتحرك في التعقيدات الطائفية والأحقاد الحزبية ، حتى لا يعود مثل هذا الجنون الأمني الطائفي الخاضع لتخطيط الآخرين الذين استغلوا الحريات اللبنانية لإثارة الفوضى" .

ليست هناك تعليقات: