4 أبريل 2009

العلامة فضل الله : القمم العربية عاجزة عن القيام بخطوات عملية ترتقي لمستوى المسؤولية


أنتقد المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله نتائج القمة العربية الحادية و العشرية التي اختتمت الاسبوع الماضي في الدوحة و اعتبرها عاجزة عن القيام بخطوات عملية ترتقي لمستوى المسؤولية .

بأن العلامة فضل الله اعلن ذلك امس في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة اللبنانية بيروت و قال : لقد كنا ننتظر من القمة أن ترسم إستراتيجية عربية تلتقي بالإستراتيجية الإسلامية المتمثلة في موقفي إيران و تركيا من العدوان على غزة ، و أن تضع حدا للسقوط العربي في زمن التحولات والمتغيرات العالمية . و اضاف العلامة فضل الله : أراد القادة العرب للقمة الأخيرة أن تؤكد "الالتزام بالتضامن العربي" و الارتقاء بالعلاقات العربية نحو أفق أرحب ، فإذا بهذه العلاقات تدخل في مرحلة جديدة تقترب فيها الزعامات من بعضها فيما يشبه العلاقات الشخصية و تغيب فيها الاستراتيجيات التي تبرز فيها الشعوب العربية بطاقاتها الكبرى و إمكاناتها العظمى لتدافع عن وجودها و مستقبلها في ظل الاستباحة الاستكبارية والصهيونية لأرضها و أمنها و حتى لقراراتها السياسية . و أردف سماحته القول : "على مسافة زمنية قريبة من القمة ، كانت الولادة المشؤومة لحكومة صهيونية جديدة سارع رئيسها لمحاكاة بعض الأصوات العربية التي انطلقت لتتحدث ـ من داخل القمة ـ عن رفضها للتدخل الخارجي في الشؤون العربية الداخلية ، فأشار إلى خطر إيران على كيانه ، و تحدث ( نتانياهو ) عن "مصلحة مشتركة بين إسرائيل و الدول العربية في مواجهة إيران ، التنين المتعصب الذي يهددنا جميعا" ، حسب زعمه . و أوضح السيد فضل الله : "لقد كنا ننتظر من قمة الدوحة أن ترسم إستراتيجية عربية ، تلتقي بالإستراتيجية الإسلامية التي تبلورت بعض ملامحها في الموقفين الإيراني و التركي إزاء العدوان على غزة ، و أن تضع حدا لهذا السقوط العربي في زمن التحولات والمتغيرات العالمية ، لكن الإنجازات العربية تبقى في حدود المصالحات السطحية والشخصية التي تولد فجأة وتموت فجأة ، من دون أن ينطلق الحساب في كيف بدأ الشقاق وكيف جاء الوفاق، وقد اعتاد العرب على ذلك لأنهم يعيشون في دول العائلات والأشخاص، ولا يتحركون في نطاق دول المؤسسات، وعلى الرغم من رسائل التهديد الإسرائيلية بتوسيع الاستيطان، وإعلان نتانياهو بأنه لا يخشى من ضغط الإدارة الأمريكية الجديدة على سياسته الرافضة للحقوق الفلسطينية، ولمبدأ "الدولتين" كأساس للحل الذي تدعو إليه واشنطن، وحديثه عن رؤيته "لسلام اقتصادي" يفضي إلى إسقاط مقولة الدولة الفلسطينية، فإن اللهاث العربي نحو ما يسمونه ال "سلام" مع عدوهم التاريخي استمر فيما يشبه العتب من خلال الحديث عن أن المبادرة العربية لن تبقى طويلا فوق الطاولة، غير آبهين بكل هذا الاحتقار الذي تختزنه المواقف الإسرائيلية المتواصلة حيال تنازلاتهم" و اشار آية الله فضل الله الى "ان التجارب أكدت أن مؤتمرات القمم العربية لا تحرك ساكنا على المستوى الذي من شأنه أن يحدث تغييرا فعليا في المنطقة ، ويضغط على مصالح أمريكا الحاضنة لليهود على حساب المصالح العربية الحيوية، بل كل ما يصدر عنها هو القرارات الإنشائية التي لا قيمة لها إلا بمقدار قيمة الحبر الذي تكتب به، والورق الذي تسجل في، وهذا ما قرأناه في إعلان قمة الدوحة في كلماته المتضمنة لـ "المطالبة" و "الدعوة" و "التأكيد" ، إلى أمثالها من الكلمات الموجَّهة للآخرين، أو للشعوب العربية التي ملت من سماع هذه الكلمات الاستهلاكية التي لا تجد فيها قوة الموقف الذي يضغط على العدو وعلى المجتمع الدولي، وعلى الإدارة الأميركية، ولا رفض التطبيع وإنتاج المقاومة، ولذلك، فإن أميركا، ومعها الاتحاد الأوروبي، لا تحترم إلا الأقوياء، أما الضعفاء فلا موقع لهم في احترام حقوقهم الحيوية وقضاياهم المصيرية، الأمر الذي جعل من إسرائيل القوة العظمى التي تتحرك طائراتها نحو أكثر من بلد عربي بحجة تدمير السلاح الذي يرسل إلى المجاهدين في غزة، ومنع أية دولة عربية من إنتاج عناصر قوة ذاتية فاعلة، من دون أن تواجه استنكارا من الدول الكبرى، بل ربما شاركتها هذه الدول بعدوانها و أيدتها في اتهاماتها . و رأى العلامة فضل الله ان قمة الدوحة التي أخذت عنوان قمة المصالحات العربية ، أظهرت في تعقيداتها الرئاسية أن العلاقات الثنائية بين دولة عربية ودولة أخرى تتقدم على القضايا المصيرية التي ترتبط بسلامة الأمة كلها ، عندما تؤدي الخلافات بين حاكم وآخر إلى مقاطعة الحضور في المؤتمر الذي أنعقد في بلد تتعقّد علاقات مسؤوليه بالبلد الآخر، الأمر الذي ينعكس سلبا على القرارات الإستراتيجية الفاعلة .

ليست هناك تعليقات: