11 أبريل 2009

العلامة فضل الله : إسرائيل لا تفهم إلا لغة المقاومة


كرر المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله التأكيد علي ان إسرائيل التي لا تحترم أية مبادرة عربية ، و لا تتعاطى مع العرب ، خصوصاً أولئك الذين يحرصون على خطب ودّها و احترامها ، إلا بأسلوب الاحتقار .. لا تفهم إلا لغة المقاومة .
بأن العلامة فضل الله اعلن ذلك في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة اللبنانية بيروت ، و قال : "آن الأوان للعرب والمسلمين ، وللزعامات التي تجلس على عروشها في بلدانهم ، أن يعرفوا أن إسرائيل هي «دولة» الحرب المتحركة من جيل إلى جيل ، و أن مجتمعها لا يُنتج إلا القيادات التي تصنع الحرب في كل مرحلة من مراحل إستراتيجيتها التي لا تفسح في المجال لولادة أية دولة فلسطينية، ولا تحترم أية مبادرة عربية، ولا تتعاطى مع العرب ، خصوصاً أولئك الذين يحرصون على خطب ودّها واحترامها ، إلا بأسلوب الاحتقار .. لا تفهم إلا لغة المقاومة التي لو أحسن العرب الاستفادة منها لكانت فلسطين في عهدة أهلها ، و لكان العرب في موقع آخر على مستوى المنطقة كلها ، و لما توسّلوا الآخرين أن يعطوهم من نفوذهم أو ألا يعملوا على مصادرة قرارهم" .
و اعتبر العلامة فضل الله أن الأنظمة العربية أسقطت معاهدة الدفاع المشترك فيما بينها ، "لأنها لا تؤمن بالدفاع عن أراضيها ، بما فيها الأرض المقدّسة في القدس ، كما أسقطت بطريقة عملية مسألة المقاطعة للعدوّ ، فاستقبلت أسواقُهم البضائع الإسرائيلية بطريقة مباشرة و غير مباشرة ، و تحركت آلتهم المالية لدعم الاقتصاد الأمريكي و الأوروبي من خلال أرصدتهم التي جرى سحق معظمها في طاحونة نظام العولمة المتوحش ، في الوقت الذي تقبع شعوبهم تحت نير الفقر و الجوع و المأساة" .
و اضافه سماحته : "هكذا وصل الواقع العربي إلى المستوى الذي تتساقط فيه الأسهم المالية العربية كأوراق الخريف، تماماً كما تتساقط أسهمهم السياسية في البورصة السياسية العالمية ، بعدما أبعدوا شعوبهم عن ساحة الجهاد والعطاء، وأخلدوا إلى سياسة الخنوع والخضوع التي لا تنتج إلا فشلاً وسقوطاً تحت وطأة ضغوط الآخرين، تماماً كما لا تُنتج الأنظمة الديكتاتورية إلا القمع وحالات الطوارئ المستمرة التي يُراد لها أن تحبس الأنفاس والأفكار في قمقم الظلم وأنفاق القمع" .
و هاجم آية الله فضل الله ، بشدة بعض الأنظمة العربية التي تمد يدها للعدو الصهيوني في الوقت الذي تواصل التحريض ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقف إلى جانب القضايا العربية المصيرية و في مقدمتها القضية الفلسطينية .
و قال سماحته : "يستعجل العرب في كثير من نماذجهم الرسمية المعروفة ، فتح أبواب الحوار مع حكومة العدو الجديدة ، و حتى مع رمز التطرّف و العدوان الأبرز فيها "ليبرمان" ، حيث يهمس البعض منهم في الأذن الإسرائيلية مبدياً الاستعداد لنسيان كل شيء ، بعد أن كان ليبرمان هدّد بتدمير السد العالي ، و هاجم أحد الرؤساء العرب بشكل شخصي" .
و أضاف السيد فضل الله : "إنها الأخلاق و الشيم العربية التي تدفع بعضهم إلى مد اليد إلى الدبلوماسي الصهيوني الأول ، الذي جدد الكلام عن ضرورة الاستعداد للحرب و رفض خريطة الطريق ومقررات أنابوليس ، في الوقت الذي يواصل هؤلاء التحريض على إيران التي كان ذنبها الأول أنها أسقطت سفارة العدو و رفعت العلم الفلسطيني في طهران ، وذنبها الثاني أنها دعمت الشعب الفلسطيني وتبنّت قضية العرب المركزية ، وذنبها الثالث أنها وضعت كل ما توصلت إليه من تقدّم علمي، وخصوصاً في المجال النووي السلمي، في خدمة الدول العربية والإسلامية" .
و قال العلامة فضل الله : "إنه لمن المفارقة العجيبة الغريبة أن يواصل العدو ـ من خلال رئيس حكومته الجديدة ـ التحريض ضد الجمهورية الإسلامية في إيران ، ويعمل على إثارة ملفها النووي السلمي أمام المحافل الدولية وفي دول الاتحاد الأوروبي ، ويحث الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات معادية ضدها .. فيما تواصل بعض الشخصيات العربية و بعض الأجهزة المرتبطة بها ، هجومها على إيران ، غير آبهة بالمصالح العربية والإسلامية العليا ، و من دون دراسة عميقة للأوضاع والتطورات ، مع إصرار غريب على الارتماء في الحضن الأمريكي الإسرائيلي مع كل ما أصاب العدو من خيبات أمل في السنوات الأخيرة ، و مع المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية على غير صعيد" .
و تمنى سماحته لو أن القادة العرب استغلوا حديث الرئيس الأمريكي في شأن التخلّص من الأسلحة النووية ، ليثيروا الحديث عن الترسانة النووية الصهيونية الضخمة التي تمثل تهديداً متواصلاً لأمنهم ، و للأمن العالمي عموماً .. في وقت يواصل الكيان الصهيوني
تجاربه الصاروخية ، و يهدد و يتوعّد ، من دون أن تستمع إلى كلمات الإدانة أو الاستنكار كتلك التي وُجّهت إلى كوريا الشمالية بعد تجربتها الصاروخية الأخيرة .

ليست هناك تعليقات: