12 أغسطس 2008

حذّر من وجود خطة أمريكية إسرائيلية لمحاصرة الاغتراب اللبناني وخصوصاً في أفريقيا
فضل الله دعا الدولة اللبنانية إلى وضع خطة طوارىء لمواجهة خطة العدو وفضح أهدافه أمام الدول الأفريقية

أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذّر فيه من وجود خطة أمريكية إسرائيلية تستهدف محاصرة الاغتراب اللبناني في أفريقيا، وقد جاء فيه:
لطالما حذّرنا من أن العدو الإسرائيلي يعمل بكل طاقاته السياسية والاقتصادية والاستخبارية لطرد الاغتراب اللبناني من أكثر من موقع في العالم، وخصوصاً من القارة السمراء، التي نجح اللبنانيون في تأكيد فرادتهم وتميزهم فيها، وأقاموا أفضل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتي أثارت حفيظة العدو الإسرائيلي الذي رأى في هذا النجاح عاملاً منافساً للمغتربين اليهود والصهاينة، فبدأ السعي لتدمير أسس الاغتراب اللبناني في أفريقيا بحجة أن المقاومة سوف تستهدف رجال أعمال صهاينة في أفريقيا انتقاماً لاغتيال الشهيد عماد مغنية.
أضاف: إننا نحذر من أن ما يتداوله إعلام العدو حول الأمن الشخصي لليهود في عدد من الدول الأفريقية يدخل في سياق الترويج الإعلامي الذي قد يستتبعه ضغط سياسي على هذه الدولة الأفريقية أو تلك لفرض قيود صعبة على حركة اللبنانيين هناك، أو التعرض لهم في شكل مباشر، الأمر الذي قد ينعكس على مستوى عملهم وحركتهم، وقد يقود إلى ملاحقتهم بطريقة وأخرى، وهو ما يتوجب على الدولة اللبنانية ومؤسساتها المعنيّة أن تسارع إلى وضع خطة طوارىء عاجلة، والتواصل مع الدول الأفريقية المعنية لتوضيح الأهداف الإسرائيلية وكشفها.
وحذّر سماحته من وجود تنسيق أمريكي ـ إسرائيلي لاستهداف الاغتراب اللبناني في أفريقيا على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن العدو إذا نجح في الموقع الأفريقي فسيعمل على تطويق ومحاصرة الاغتراب اللبناني في مواقع أخرى، وخصوصاً في دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا وأمريكا.
وأشار سماحته إلى أن الخطة الإسرائيلية ليست وليدة هذه الأيام، وإن كانت تتوخى ربطها بأوضاع سياسية راهنة وبأجواء تعمل على استيلادها واختراعها، وخصوصاً بعدما استطاع اللبنانيون الاندماج مع الأفارقة وإيجاد علاقات صداقة وتعاون معهم، وبعد مساهمتهم في تعزيز عدد من المؤسسات الأفريقية وتأمين الخدمات لها وبعدما تعامل الجميع مع اللبنانيين كتجار ناجحين وكمستثمرين بارزين.
وأكد سماحته أن الحملة الصهيونية على الاغتراب اللبناني لا تنطلق من سعي العدو لتهديم ما بناه اللبنانيون في الخارج فحسب، بل تستهدف أيضاً تعميق الجراح الاقتصادية في الداخل اللبناني بالنظر إلى المساهمات الكبرى للاغتراب اللبناني في التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان.
وختم سماحته داعياً الدول الأفريقية إلى عدم الرضوخ لما تخطط له إسرائيل، وعدم الوقوع في فخّ الخداع الإسرائيلي، مؤكداً أننا سنسعى على جميع المستويات حتى تستمر الصداقة بين شعوبنا والشعوب الأفريقية على أفضل حال، آخذاً في الاعتبار المبادىء الإنسانية والإسلامية في احترام الآخر وعدم الإساءة له، وفي أن الإسلام أراد للمسلمين أن يكونوا ضيوفاً طيبين ودعاة سلام وحوار أينما حلّوا.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 5/8/1429 هـ الموافق: 07/08/2008 م

ليست هناك تعليقات: