5 أغسطس 2008

السيد فضل الله لصحيفة (الدار):
لا فزّاعة ولا تهويل شيعياً.. والأمريكيون يحاولون غسل أدمغتنا بالوحل

س: كيف يقرأ سماحة السيد واقع العالم الإسلامي؟
ج: إنني لا أجد أن هناك كياناً اسمه العالم الإسلامي، إنما هناك بلدان يسكنها مسلمون، لكنها تتعامل مع بعضها البعض كما لو لم تكن هناك أية علاقة إسلامية فيما بينها، بل إنّ كلّ دولة تتحرك في علاقاتها بالدول الأخرى على أساس ذاتي من خلال مصالحها التي لا تنفتح على القضايا العامة التي تهم واقع المسلمين جميعاً. وقد لاحظنا أنه حتى عندما أنشئت منظمة مؤتمر العالم الإسلامي، لم تنطلق لتمثل محوراً دولياً يتداخل ويتكامل بحيث يخطط لاستراتيجية مشتركة لإيجاد ما يشبه الوحدة بين المسلمين على المستوى السياسي والديني وحتى الأمني، بل رأينا أن المشاكل التي تحدث بين دولة إسلامية وأخرى، حتى داخل منظمة المؤتمر الإسلامي، قد تصل إلى مستوى حادّ بما يفسح في المجال أمام المحاور الدولية لكي تتدخل لحساب مصالحها الاستراتيجية، لا من أجل حل المشكلة، وهو ما نلاحظه في العلاقات بين الدول العربية، أو بين الدول الأفريقية كما هي العلاقات بين السودان وتشاد، أو بين السودان وأريتريا في بعض الحالات، بل داخل السودان نفسه، حيث نلحظ أنّ هناك تدخّلاً للأمم المتحدة من جهة، وللولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي من جهة أخرى، ما جعل السودان يعيش في فوضى أمنية انطلقت من لعنة النفط بعدما أصبح دولةً نفطية، إضافةً إلى الثروة المائية التي يتمتع بها، والتي لو استقرت البلاد، لأمكن أن تغذي أفريقيا بأجمعها، ولا ننسى أن إسرائيل تتدخل لمحاولة السيطرة على بعض منابع النيل من أجل الضغط على مصر والسودان في هذا المجال.
لا أجد أن هناك كياناً اسمه العالم الإسلامي، إنما هناك بلدان يسكنها مسلمون
أيضاً، نحن لا نجد أن هناك عالما إسلامياً يشعر بقيمة الحجم البشري الإنساني وحجم الثروات الطبيعية المختزنة فيه والمواقع الاستراتيجية التي يمتلكها، والتي يمكن لو توحّد، أن تجعله ينطلق ليكون شريكاً في صنع القرارات في القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية في العالم، ولكنّنا بدلاً من ذلك، نرى أنّ الدول الكبرى تسيطر على العالم الإسلامي، ولاسيما الولايات المتحدة، تعمل على التعامل مع نقاط الضعف الموجودة في هذا البلد أو ذاك، وخصوصاً في إثارة الفتن المذهبية واستغلالها.
فهذه الدول ليست إسلاميةً بالمعنى الثقافي للإسلام، بل هي بلاد يسكنها مسلمون تخضع في حركتها للدول الكبرى، دول العولمة التي يقال إنها الأغنى، لكننا جميعنا نعلم أن الثروات التي يختزنها باطن الأرض في بلادنا هي الأغنى، فهم يعتبرون أن ثرواتنا هي ثرواتهم، ولذلك لا يسمحون لنا بأن نمارس حريتنا فيها، سواء في تحديد الأسعار، أو في تحديد حجم التصدير، وكما نلاحظ الآن، فإنّ الرئيس الأميركي بوش بادر إلى الطلب من بعض الدول رفع مستوى إنتاجها، رغم أننا نعرف أن ارتفاع الأسعار لا علاقة له بمستوى الإنتاج بل بالمضاربات.
إن العلاقات بين الدول الإسلامية ليست علاقات إسلامية، بل هي علاقات معقدة في كثير من الحالات، من خلال التدخلات الدولية التي تحصل، كما هي حال الولايات المتحدة التي تسعى إلى تأليب الكثير من الدول الإسلامية ودول الخليج ومصر والأردن على إيران الدولة الإسلامية، لدفعها إلى اعتبار إيران العدو والمشكلة، واعتبار إسرائيل الصديق والحل للمشكلة.

س: ما رأيكم في مؤتمر حوار الأديان الذي رعته المملكة العربية السعودية في إسبانيا؟
ج: أنا أعتقد أن هذه المؤتمرات تمثل مؤتمرات احتفالية يتحدث فيها الخطباء عن ضرورة احترام الأديان بعضها لبعض، وعن مسألة حل المشاكل المعقدة في العالم، والتحضير لمشروع السلام وما إلى ذلك. لكننا لا نجد أن هناك حواراً علمياً يجلس فيه العلماء والمفكرون من سائر الأديان ليتباحثوا ويتحاوروا في الفكر الذي يحمله هذا الدين أو ذاك، أو في مواقع اللقاء الفكرية والسياسية والثقافية. وأذكر أني أرسلت إلى البابا الراحل رسالةً قلت له فيها إن علينا أن نلتقي، نحن المسلمين والكاثوليك في العالم، من أجل هدفين: الأول يرتبط بالإيمان، وهو قضية توحيد الله مقابل الإلحاد، والثاني هو محاربة الاستكبار العالمي، لأن السيد المسيح كان مستضعفاً، والنبي(ص) كان يتيماً مستضعفاً أيضاً. لذلك فإنّ مسألة الإيمان مقابل الإلحاد، والاستكبار مقابل الاستضعاف، هما الهدفان اللذان لا بد لنا من أن نتعاون جميعاً من أجلهما.
أنا أعتبر أن هذه المؤتمرات تمثل بعض الأجواء التي يتنفس فيها الناس، ما داموا في المؤتمر، بعض الهواء النقي، لكنهم عندما يعودون إلى قواعدهم، يصبحون مصداقاً لقوله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون} [البقرة:14]. لذلك لاحظنا أن الكثير من مؤتمرات الحوار بين المذاهب الإسلامية، أو بين المذاهب المسيحية، أو بين المسيحية والإسلام، لم تستطع أن تمثّل حالة حضارية عالمية يمكن أن يلتقي فيها الجميع في خطة واحدة، وينفتحوا على مسألة الحوار بطريقة موضوعية، وليس كما نلاحظ، أن كل فريق يريد أن يسجل نقطة سلبية على الفريق الآخر دون أن يتحرك خطوةً واحدة إلى الأمام.
س: هل هذا الحوار يشمل أيضاً أشخاصاً من خارج الديانات السماوية؟
ج: نحن نرى أنّ علينا في الواقع الإنساني في شكل عام، أن نخطط لحوار إنساني ـ إنساني، لأن مسألة أن تكون إنساناً، هي أن تنفتح على الإنسان الآخر، وأن تعيش إنسانيتك في إنسانيته، وأن تعترف به كوجود مستقل ينطلق من قاعدة ثقافية معينة قد لا تلتقي بها أو قد تلتقي معه في بعض مواقعها. لذلك طالبنا بالحوار الديني ـ العلماني، والحوار الإسلامي ـ المسيحي، والحوار الإسلامي ـ اليهودي، والحوار الإسلامي ـ البوذي، لأنّ الحوار قد يمنح الإنسان الحالة المعرفية التي تجعله كيف يفكر هؤلاء وغيرهم، لأن المشكلة هي أن أغلب أتباع الأديان، لا يملكون معرفة ما يعتقد به أهل الدين الآخر، ولذلك فإنّهم يطلقون عليهم الأحكام السلبية في شكل حاد، انطلاقاً من أنهم لا يعلمون أو لا يفهمون ما يعتقد به هؤلاء. لذلك فان قيمة الحوار هي أولاً في أن أفهمك وتفهمني، ثم أن نبحث عن مواقع اللقاء في ما بيننا، في ما يمكن أن نتوصل من خلاله إلى الاتفاق على بعض النقاط المشتركة، ثم، إذا أمكننا، أن يقنع بعضنا بعضاً بما نفكر فيه، وهذا هدف كبير في ما يتعلق بالتحرك نحو الوحدة الإنسانية الدينية.

س: ما المقصود بعبارة "التحضير لمشروع السلام"، هل ترى أنها مؤتمرات تحضر للتطبيع مع إسرائيل؟

ج: من الممكن جداً أن يؤدي هذا النوع من الحوار إلى مثل هذا الجو، وقد لاحظت عندما استمعت إلى ندوة عبر إحدى الفضائيات العربية، أن أحد الحاخامات اليهود المشاركين يؤكد ضرورة أن يعترف المؤتمر بحق إسرائيل في الوجود. وعندما قيل له إن هذه المسألة سياسية، وإن المؤتمر يتحدث عن الحوار الديني، قال إننا نعتبر أن إسرائيل هي مسألة دينية تماماً كما هي مكة والمدينة، وأن اليهود فقدوا أرضهم واغتصبت منهم قبل نحو 2000 سنة، ما يجعل قضية إسرائيل تدخل في عمق العقيدة اليهودية، وفي رأيه، ليس يهودياً من لا يعترف بإسرائيل، باعتبار ارتباطها ـ بحسب زعمهم ـ بالمقدسات اليهودية من خلال النبي داود والنبي سليمان.
إننا كنا نتصور أن إخلاص المؤتمر لنفسه يتمثّل في دعوة اليهود الذين لا يعترفون بإسرائيل، لأنه من الصعب إيجاد حوار بين يهود يعتبرون أن إسرائيل هي جزء من الدين، ومسلمين ومسيحيين يعتبرون أن إسرائيل دولة مغتصبة طردت شعباً من المسلمين والمسيحيين من فلسطين، فهذه الدعوات تعطي حالة تطبيعية. ومن المؤسف أن دولاً عربية كبرى كمصر والأردن، مارست بعض التطبيع مع إسرائيل، حتى إن بعض الدول تزود إسرائيل بالغاز بأسعار منخفضة بما يمنحها المزيد من القوة على الشعب الفلسطيني. وقد قرأت أن رجال الإفتاء في هذه الدولة كانوا حائرين في إصدار فتوى بتحريم بيع الغاز لإسرائيل أو عدمه. وأيضاً من المؤسف أن بعض هذه الحكومات قد طبَّعت مع إسرائيل، لكنني أعتقد أن الغالبية من الشعوب العربية لم تنسجم مع حكوماتها في ذلك، ولذلك بقي التطبيع رسمياً ولم ينتقل إلى مستوى الناس.

س: ألا تعتقد أنه من الأجدر أن ندعو إلى حوار إسلامي ـ إسلامي قبل ذلك؟
ج: لقد دعوت منذ زمن طويل إلى الحوار الإسلامي ـ الإسلامي، حتى إنني دعوت إلى الحوار مع الوهابيين، باعتبار أن الكثير من الأفكار السلبية التي ينطلق بها أتباع هذا المذهب أو ذاك، تنطلق من بعض التراكمات التاريخية التي أوجدت حالاً من الضبابية في فهم المسلمين بعضهم لبعض، هذا إضافةً إلى أن القواعد التي ينطلق منها الحكم بكفر هذه الجماعة أو إسلامها، لم ترتكز إلى أسس علمية تحدد ما هو الكفر وما هو الإسلام. ومن الملاحظ أن بعض الفقهاء من بعض المذاهب يستحلون دماء المسلمين من المذهب الآخر، لكنهم لا يستحلون دماء غير المسلمين باعتبارهم من أهل الكتاب.
لذلك، فإنّ الحوار الإسلامي ـ الإسلامي ضروري جداً، لكن ليس عبر إقامة مؤتمرات، فقد أقيمت مؤتمرات كثيرة للتقريب بين المذاهب، لكن القضية تعاظمت حتى أصبحت في مواقع الخطر التي يستحل فيها المسلم دم المسلم الآخر، ويكفِّر فيها المسلم المسلم الآخر، على خلاف ما جاء عن رسول الله(ص) من أن "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه". لذلك فإني لا أزال أدعو إلى مسألة الحوار الإسلامي، وقد شاركت في بعض المداخلات، كما في "المكاشافات" مع الدكتور عبد العزيز قاسم الذي وجه إليَّ الكثير من الأسئلة في ما يُتهم به المذهب الشيعي، وأجبت فيها إجابات صريحة لم ترضِ بعض الشيعة إضافةً إلى بعض السنة.
س: لنتكلم في الواقع، هناك "فزّاعة" شيعية في العالم العربي الآن، فما هي صدقية هذا الموضوع؟ وهل هناك تبشير شيعي؟

ج: أنا أتساءل: لماذا لا يقال إنّ هناك فزاعةً أمريكية، وخصوصاً أن أمريكا تسيطر سيطرةً شبه كاملة على العالم العربي من خلال سيطرتها على مقدراته الاقتصادية ومواقعه الاستراتيجية الأمنية؟ وهل للشيعة مواقع عسكرية في البلدان العربية؟ وما هي الأخطار التي تصيب العالم العربي من خلال الوجود الشيعي في داخل الجسم العربي، كما هو الوجود الشيعي في البحرين وفي الكويت وفي السعودية وفي عمان وفي الإمارات وغيرها، وهم مواطنون صالحون؟ وإذا حصلت هناك بعض المشاكل فهي مماثلة لأية مشكلة تحدث بين السنة أنفسهم أو بين الشيعة أنفسهم. ولا أعتقد أن هناك مشكلة شيعية في العالم العربي، وخصوصاً أن الشيعة يمثلون أقليةً في العالم العربي، ومهما أخذوا من مواقع، فإنهم لا يستطيعون مواجهة الأعداد الهائلة من السنّة في العالم العربي. ونحن نعرف أنه لا يوجد شيء اسمه المشروع الشيعي، ولا نقبل بأن يكون للمسلمين الشيعة أي مشروع يختلف عن مشروع إخوانهم من أهل السنة، لأننا نتطلع إلى مشروع إسلامي واحد يحتضن القضايا الإسلامية الكبرى، ويسقط كل هذه التهاويل المخترعة حول هلال شيعي هنا، وهلال سني هناك... إننا نتطلع إلى هلال إسلامي يحتضننا جميعاً، على أساس القيم والمفاهيم الإسلامية، وعلى أساس احترام صحابة رسول الله(ص) وأهل بيته، ورفض الإساءة إليهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات.

س: وماذا عن دور إيران؟

ج: إنّ إيران في خطابها السياسي وفي علاقاتها بدول الخليج، وحتى في محاولتها لإيجاد علاقات طبيعية مع مصر والأردن، تحاول الانفتاح على هذه الدول والتعاون الاقتصادي معها. وهذا التعاون موجود بين إيران وبعض دول الخليج بما يساوي عشرات المليارات، وفي شكل طبيعي جداً. ولهذا، لا أتصور وجود مشكلة شيعية ـ عربية، ولا أتصور أيضاً وجود مشكلة إيرانية ـ عربية. هناك مشكلة كبيرة جداً هي مشكلة عربية ـ غربية، لأنهم يعتبرون أن العالم العربي يشبه البقرة الحلوب التي يحاولون أن يبتزوها من أجل تنمية اقتصادهم، حتى إن دول النفط العربي تأخذ الأموال ثمناً لهذا النفط، لكنها تودعه بنوك أوروبا وأميركا لتستثمره تلك الدول الكبرى في رخائها، في الوقت الذي يعاني العالم العربي من الفقر والبطالة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية الكبرى.
والمشكلة الأخرى، هي مشكلة إسرائيل التي تريد السيطرة على العالم العربي، ويسمح لها بامتلاك السلاح النووي، بينما نلمح هجوماً متواصلاً من الدول الكبرى على إيران، وربما دخلت المسألة حتى في التخطيط العسكري ضدها، بزعم أنها تريد أن تقوم بمشروع نووي، وهو ما نفته إيران، حتى على مستوى الفتوى، وأكدت أنها لا تريد إنتاج سلاح نووي، لأنه أمر محرَّم بحسب فتاوى المراجع. بينما نجد أن إسرائيل تمتلك 200 قنبلة ذرية، وصواريخ تحملها بحيث تهدد المنطقة، وقد طالبت الدول العربية بأن تكون المنطقة خاليةً من السلاح النووي، لكن إسرائيل لم تستحِ، بل لم توقِّع على معاهدة حظر الأسلحة النووية، في حين أن إيران وقَّعتها، وهي تتعاون مع وكالة الطاقة الذرية. ولهذا فإنّ الكثير من المسؤولين العرب، تزورهم وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس من أجل أن توجههم إلى أن يعادوا إيران وأن يصادقوا إسرائيل. وأنا أسأل: هل إن مشكلة العراق هي مسألة الاحتلال الشيعي أم الاحتلال الأميركي والبريطاني؟ المشكلة أنهم يحاولون أن يغسلوا دماغنا، لكن بالوحل.

س: هناك من يقول إن المشكلة ليست في الشيعة، بل في تبعيتهم لإيران، ما رأيكم في ذلك؟

ج: نحن نقول إن المشكلة هي في تبعية العرب لأميركا، لأنّ في الشيعة هناك من يؤيد إيران ومنهم من لا يؤيدها، وأيضاً منهم من يقول بولاية الفقيه ومنهم من لا يقول بها. لكن المشكلة أن العالم العربي، في شكل عام، تابع لأميركا في سياساتها، وإلا فما معنى هذه الزيارات المتوالية للوزيرة رايس والمسؤولين الأميركيين، وبينهم الشخص الذي يريد إثارة الحرب في العالم نائب الرئيس ديك تشيني؟ وإذا كانوا يتحدثون عن تبعية الشيعة لإيران، فهل نتحدث باللغة نفسها عن تبعية السنة لأميركا؟ نحن لا نقول إن السنة تابعون لأميركا وإسرائيل، فالسنة في فلسطين يقاتلون إسرائيل ويعارضون أميركا، وبعض السنة يقاتلون الأميركيين وحلف الأطلسي في أفغانستان والعراق، فإذا كان بعض السنة من المسؤولين أو غيرهم يتبعون السياسة الاميركية، فلا يعني ذلك أن السنة في مصر أو الأردن أو الخليج وغيرها أتباع لأميركا وإسرائيل، وإذا كان بعض الشيعة يتعامل مع أمريكا، فلا يعني أن الشيعة في العراق ولبنان وغيرهما هم أتباع لأمريكا.

س: هناك من يطالب بتوحيد الجهاديتين السنية والشيعية...

ج: نحن نعرف أن هناك مقاومة وطنية شيعية في العراق، وكذلك هناك مقاومة سنية، كما أننا نعرف أن الذين حاربوا إسرائيل وحرروا أرض لبنان هم من الشيعة بأغلبيتهم، كما أنّ للسنة في لبنان دوراً كبيراً في المقاومة وفي دعمها وتأييدها، وهم لا يزالون معها ومع جهادها ضد العدو الإسرائيلي.

س: هل يعني ذلك أنك مع توحيد الجهاديتين؟

ج: نحن مع توحيد المسلمين في مواجهة الاحتلال لأي بلد عربي أو إسلامي، ونحن نتحدث عن إسلام واحد لا إسلامات، وعندما نتوحد على مستوى المشروع الإسلامي، فإن الوحدة الجهادية تأتي من داخل هذا المشروع.

س: أيضاً هناك دول عربية يغلب فيها الشيعة، ولكنها محكومة من غيرهم...؟

نحن مع توحيد المسلمين في مواجهة الاحتلال لأي بلد عربي أو إسلامي
ج: إنّ علينا أن نعمل لوحدة المسلمين أولاً، ثم لرفع يد الدول المستكبرة عنهم ثانياً، وبعد ذلك، يتفاهم السنة والشيعة على أن ينطلق الحكم هنا وهناك من خلال الكفاءات، وبعيداً من العناوين المذهبية التي نستهلكها على مستوى الحكم أو على مستوى المعارضة... إننا نتطلع إلى حكم يستهدي الإسلام في مقاصده وشريعته ومفاهيمه بعيداً من كل الأطر التي يعمل الإعلام لجعلها أطر خلاف بدلاً من أن تكون مواقع لقاء ومحبة.

س: هذا يعني أنكم لا تحبّذون وصول الشيعة إلى السلطة؟

ج: نحن لا نشجع على اختلال النظام، وعلينا أن نحفظ نظام الناس. لكن أنا أدعو، كما كنت أقول دائماً لبعض أصدقائنا في الكويت: "لا تقولوا حقوق الشيعة أو السنة، لكن قولوا حقوق الأسرة الكويتية".

س: ما رأيك في زيارة النائب سعد الحريري إلى النجف؟

ج: عندما اتّصل بي هاتفياً قلت له، إن تصريحك في ما يتعلق بالوحدة بين السنة والشيعة كان جيداً، ولكني أعتقد أن من الصعب أن يكون لزيارته تأثير كبير، لأنها تتحرك من خلال عناوين عديدة قد يتصل بعضها بالاقتصاد، ولا تشكل المسألة السياسية أمراً حاسماً فيها.

ليست هناك تعليقات: