31 يوليو 2010

لتمّوز معك أكثر من ذكرى وموقف


تعود الذِّكريات بنا هذه الأيَّام أربع سنين إلى الوراء، حيث أطبقت السَّماء على الأرض، وزلزلت مواقع الأقدام، وأحسسنا بأنَّنا أمام منعطفٍ خطير، يُنذر بإعادة عقارب السَّاعة ربع قرنٍ إلى الوراء، إلى زمن الاجتياح الإسرائيليّ مطلع الثّمانينات..

كانت البداية مع الموقف ـ التَّهنئة، الّذي هنَّأ فيه السيِّد فضل الله(رض) المجاهدين على انتصارهم بأسر الجنديَّين بعد ساعاتٍ قليلةٍ على الإعلان عن النّبأ، والصّمت مخيّم على كلّ الواقع. وقد رأى الكثيرون في هذا الموقف، الغطاء الأوّل الّذي فوّت الفرصة الذّهبيّة على إيجاد رأيٍ عامّ من قلب الطّائفة ـ التي ينتمي المقاومون إلى مجالها الاجتماعيّ والدّيني ـ ضدّ المقاومة في الآتي من الخطّة المرسومة في الخفاء، فتنكشف اجتماعيّاً، وربّما دينيّاً..

هل تذكرون الأصوات التي حمّلت المقاومة المسؤوليّة عمّا جرى للنّاس، وحاولت أن تقيس الأرباح والخسائر بحجم الدَّمار والقتلى هنا وهناك؟! هي أصواتٌ نشازٌ، ما كانت لتكون نشازاً إلا عندما أفرد السيِّد (رض) عباءته ـ المفردة دائماً ـ على كلِّ المدى المقاوِم...

وكما عهدته السَّاحة؛ يحدِّد المسار قبل مجيء وقته، وكما قال بعض الصحافيِّين المرموقين: «يضبط إيقاع خطاب الحركة الإسلاميَّة» في المرحلة الصَّعبة؛ لذا، أعلن أنَّ أيَّ قوّةٍ أجبيّةٍ تأتي تحت البند السّابع، ستعامل كقوّات احتلال.. ويأتيه من يقول له إنّك أدخلت المرجعيّة في اللّعبة السياسيّة، وهذا لا يناسب مقامها الّذي ينبغي أن يكون على درجةٍ عاليةٍ من الدبلوماسيّة في التّعبير، والعموميّات في المفردات، وكأنّهم يقولون إنّ المرجعية تفرض أن يكون الكلام بلا لون ولا طعم ولا رائحة؛ إنّه الموقف اللاموقف، والمبدأ المائع مع خطوط توازنات الواقع.

لم يكن السيّد بحاجةٍ إلى أن يفكّر طويلاً ليجيب المتحدّثين بهذا المنطق؛ «هذه المرجعيّة التي تتحدّث عنها لا تساوي قطرةً من دماء الشّهداء... أنا داعية إلى الإسلام»؛ والدّاعية عليه أن يقف الموقف الّذي يُسأل عنه بين يدي الله، لا الموقف الّذي يخضع للاعتبارات الجوفاء، التي تأخذ من الإسلام عنوانه، وتنسف بكلّ مبادئه عرض الجدر الإقليميّة والدّوليّة... والمحلّية، وترى الإسلام ترفاً فكريّاً في الصالونات العامّة، ولا ترصده على أرض الواقع، في الكلمة والموقف والسّلوك..

نستذكرك يا سيِّدي ـ وقد افتقدك منبر مسجدك ـ عندما أصرّيت على أن تؤدّي الجمعة وطائرات العدوّ فوق سماء الضَّاحية، وقد أعطيت للنّاس من عزمك عزماً، ومن روحك روحاً، ومن صمودك أفقاً نحو النّصر الّذي كنت مطمئنّاً إلى مجيئه حتّى في أقسى حالات الشدّة..

ولا ينسى المقاوِمون نداءَك ـ الّذي سخر منه بعض أصحاب العمائم ـ وهو يعيد لحركة الحاضر رمزيّة حركة النبوّة في انطلاقتها المتحدّية لموازين القوى، والمتمثّلة آنذاك بقريش التي «ما ذلّت منذ عزّت»، والمتمثّلة اليوم بكيان الغصب والإجراء المسمّى «إسرائيل»..

وتبقى سكينتك المستمدّة أبداً من سكينة رسول الله في الغار، غمامةً فوق كلّ الاهتزازات والتحدّيات؛ ليُنزل الله سكينته علينا، ويؤيّدنا بجندٍ لا نراها، لنحقّق للإسلام نصراً جديداً؛ والله من وراء القصد.

السيد جعفر محمد حسين فضل الله

وفد من عائلة الراحل الكبير يزور الرئيسين بري والحريري

http://arabic.bayynat.org.lb/nachatat/taazi_pictures/29-07-2010/413.jpg

قام وفد من عائلة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) بزيارة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وشكره على تعزيته ومواساته بالفقيد الكبير.

http://arabic.bayynat.org.lb/nachatat/taazi_pictures/29-07-2010/hariri.jpg

كما زار الوفد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري، وشكره على تعزيته بالمرجع الراحل، وجدد الرئيس الحريري تعزيته بسماحته، مؤكداً ان رحيله خسارة كبرى.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 17 شعبان 1431 هـ الموافق: 29/07/2010 م



السيد علي فضل الله استقبل السيد حسن النمر والنائب العراقي عباس البياتي
شاتيلا: خسرنا جميعاً الشخصيّة الحواريّة الوحدويّة المنفتحة على العالم



بيروت: واصلت عائلة العلامة المرجع الرّاحل، السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)، استقبال المعزّين بسماحته، حيث استقبل نجله العلامة السيّد علي فضل الله، رئيس المؤتمر الشّعبي، كمال شاتيلا، على رأس وفدٍ من المؤتمر.

وقال شاتيلا: لقد مثّل رحيل المرجع الإسلاميّ، السيد محمد حسين فضل الله، خسارةً للأمّة كلّها، للسنّة والشّيعة، للعرب ولجميع المسلمين، لأنّه الشخصيّة الحواريّة التي عاشت الانفتاح على محيطها وعلى العالم كلّه، بعيداً عن الحسابات التي كان يتوقّف عندها البعض.. لقد عاشت الأمّة في وجدانه، وكانت قضاياها هي الهموم التي حملها في عقله وقلبه، وركّز حياته لحماية الوحدة الإسلاميّة، وعمل للإنسان، وكان توحيديّاً ووحدويّاً في فكره وسلوكه وسيرته.

كما استقبل السيّد علي فضل الله وفداً علمائيّاً وشعبيّاً من المملكة العربيّة السعوديّة، برئاسة العلامة السيّد حسن النّمر، حيث قدّم التّعازي باسمه وباسم أهالي المنطقة.

كما استقبل النّائب في البرلمان العراقيّ عن الاتحاد الإسلاميّ لتركمان العراق، الأستاذ عباس البياتي.

كما تلقّت العائلة برقيّة تعزية من وزير الأوقاف السّوري، الدّكتور محمد عبد الستّار السيّد.
آية الله الآشكوري:
إنّ شخصيّة السيد فضل الله كانت تمثّل المرجعيةً الرشيدةً


على هامش المؤتمر الدولي الذي اقيم في طهران تكريماً للمرجع الراحل ، التقت وكالة الأنباء القرآنيّة العالمية "إيكنا" مع آية الله السيّد علي مير حسيني الأشكوري الذي قال إنّ تفسير «من وحي القرآن» الّذي تغلب عليه الصّبغة الاجتماعيّة والتّربويّة للعلامة الرّاحل، المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله، يسعى لربط الأمّة والحوزات العلميّة بالقرآن الكريم.

وعن المرجع الراحل(رض) قال السيد الأشكوري: "كان وجوده (رحمة الله عليه) وجوداً مباركاً، والخسارة بمقدار سعة تلك الشخصيّة وحجمها.. وكان حصناً حصيناً للإسلام بفكره ومنهجه ومشاريعه ومؤسّساته، وطبيعيّ أنّ مثل هذه الشخصيّة إذا فُقدت، فسوف تتحمّل الأمّة الإسلاميّة، بل الإنسانيّة، خسارةً فادحة.

وتطرّق سماحته إلى شخصيّة هذا المرجع الرّاحل(رض) قائلاً: إنّ شخصيّة السيد فضل الله كانت تمثّل مرجعيةً رشيدةً وواعيةً و رحيله شكل ثغرة في المرجعية الشيعيّة، كما ورد في الحديث: «إذا مات العالم، ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء»، وهذا واضح، لكن نسأل الله تعالى أن يعوّض الأمّة الإسلاميّة بفضله ومنّه، شخصيّةً رائدةً ووحدويّة للأمّة، كما قال سبحانه في هذه الآية: ﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة: 106].

وحول انكباب العلامة السيّد فضل الله على دراسة القرآن وتفسيره، قال آية الله الأشكوري : مع الأسف الشّديد، ابتعاد الأمّة، ولا سيّما الحوزات العلميّة، وتغافلهم كثيراً عن التّفسير والمنهج القرآنيّ، جعل العلامة الرّاحل يعكف على دراسة القرآن وتفسيره..

وختم سماحته قائلاً: أسأل الله أن يعوّضنا مرجعاً رشيداً خلفاً لهذه الشّخصيّة الكبيرة، وبالله الأمل إن شاء الله.


والسيد الآشكوري هو عضو سابق في مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية في إيران ، وكان احد وكلاء المرجع فضل الله في مدينة قم المقدسة .

تسخيري:
كان الراحل الصّوت الّذي يعبّر عن تطلّعات الحوزات والمرجعيّات الدّينيّة



أكّد الامين العام للمجمع العالمي للتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة، سماحة آية الله الشيخ محمد علي التّسخيري، أنّ السيّد الفقيد المرجع الرّاحل فضل الله، كان ذا فكرٍ منفحٍ، وكان أهلاً للحوار البنّاء، كما كان يحاور الآخر بمنطقٍ قرآنيّ.

وعلى هامش الملتقى الدّولي الّذي أقيم في طهران تكريما للمرجع الراحل، أجاب سماحته عن سؤالٍ حول شخصيّة السيّد فضل الله(رض)، وماذا خسرت وفقدت المرجعيّة الدّينية والحوزات العلميّة برحيل هذا المرجع الدّينيّ. وقد قدّم الشّيخ التّسخيري في حديثٍ خاصّ لوكالة الأنباء القرآنيَّة، تعازيه للعالم الإسلاميّ لفقدان هذه الشَّخصيَّة العظيمة، كما عزَّى المرجعيَّة الدّينيَّة وكلّ المتحرِّقين على مصير هذه الأمَّة، بوفاة رجل الحقّ والحوار والمنبر والدّعوة والعلم والإخلاص.

وقال سماحته: لقد كان (رحمه الله) الصّوت العالي في العالم الإسلاميّ الّذي يعبّر عن تطلّعات الحوزات العلميّة والمرجعيّات الدّينيّة نحو إقامة حكومةٍ إسلاميّةٍ أصيلةٍ، كما كان الفكر المنفتح والمحاور لكلّ أصحاب الحوار، مهما كانت مشاربهم، طبقاً لمنطق القرآن.

وحول خدمات العلامة الفقيد العلميّة والعمليّة للمرجعيّة الشيعيّة، تابع الشيخ التسخيري قوله: إضافةً إلى أفكاره التي فيها التطوير والإبداع، فقد قدم إلى الفكر الإسلاميّ بأروع صورةٍ في كتبه وخُطبه ومحاضراته، وفي المشاركات والمؤتمرات الإسلاميّة الدّوليّة، ونحن حقّاً نفتقد اليوم بشدّة مثل هذا الصّوت العظيم.

وفي ختام هذا الحوار، قال الأمين العام للمجمع العالمي للتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة: أسأل الله تعالى أن يوفّق هذه الأمّة لسدّ هذه الثّلمة التي أحدثها رحيل هذا العلامة السيّد محمد حسين فضل الله.

السيد كاظم الحسيني: السيّد فضل الله كان الفقيه الصلب والأب الرّوحيّ



في كلمةٍ له في الملتقى الدولي الذي اقيم في طهران تكريما للمرجع الراحل بحضور لفيف من المسؤولين والعلماء الكبار في الجمهوريه الاسلامية ، أكّد الأستاذ في حوزة النّجف الأشرف «السيّد كاظم الحسيني»، أنّ العلامة المرجع السيّد فضل الله، كان الأب الرّوحيّ والخيمة الّتي تغطّي المقاومة الإسلاميّة في لبنان وفلسطين.

وقال السيّد الحسيني، بحسب ما أفادت وكالة "إيكنا" للأنباء: هناك كلمة يردّدها الطلبة في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، يقولون فيها: "كلّ من خرج من النّجف خسر النّجف، إلا السيّد محمد حسين فضل الله، فقد خسرته النّجف"، وهذه الكلمة حقيقيّة وموجودة في قلوبنا. وأضاف السيِّد الحسيني: إنَّ الكاتب الصّحفيّ المصريّ الشّهير محمد حسنين هيكل يقول: إنّ السيّد فضل الله يملك عقلاً تنظيميّاً أقوى وأعلى من لينين، وعندما دخلت لبنان، استفاد مني كلّ من التقاني، إلا السيّد فضل الله، فإني استفدت منه ولم يستفد مني.

وأردف قائلاً: أرى أنّ السيّد فضل الله نصفه عراقيّ ونصفه لبنانيّ، فقد قضى شطراً كبيراً من حياته في العراق والنّجف الأشرف تحديداً، والشطر الآخر من حياته أقامه في لبنان، وقد تزاوج في شخصيّته الفريدة عاملان، خشونة النّجف، ورقّة لبنان.

وتابع السيّد الحسيني قوله: اتّحدت في شخصيّته صلابة الفقيه العقليّة، وشموخ الخيال الأدبيّ، وقامت من ذلك شخصيّةٌ استطاعت أن تقف في بحرٍ متلاطمٍ من الأهواء والفتن والمحن والمشاكل في لبنان، الّتي تذلّ لها الأقدام، وتخور لها الهمم، ولكنّ السيّد فضل الله كان كما يقول المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي علي قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصّغير صغارها ** وتصغر في عين العظيم العظائم

ومضى سماحته يقول: إنَّ السيِّد فضل الله الّذي أنشأ جيلاً أو أكثر من جيلٍ على كتبه الثّوريّة، الكتب الّتي أنتج فيها فكراً إبداعيّاً غذّى فيها أجيالاً من الشّباب الثّوريّ في خدمة الإسلام، كان نسيجاً متجانساً من الفنّ والوعي والفكر، لا إفراط فيه ولا تفريط.

وأضاف: على خطى هذا كلِّه، تجد مواقفه الإسلاميَّة الدَّقيقة الّتي وقفها من أهمِّ قضايا الأمَّة الإسلاميَّة، من ذلك على سبيل المثال، وقف بكلِّ ما يملك من وقتٍ وجهدٍ وفكرٍ ووعظٍ إلى جانب مؤسّس الجمهوريّة الإسلاميّة، الإمام الخمينيّ العظيم(رض)، وحتى بعد رحيل الإمام، تجد أنّ هذه الشّخصيّة الإسلاميّة، التي كان بصرها شاخصاً بوحي بصيرتها إلى الهدف المنشود، وهو أن تبقى كلمة الله هي العليا، وقف بالحجم نفسه مع الجمهوريّة الإسلاميّة.

وقال: ورغم الأشياء الكثيرة والمنافسات الّتي حصلت، إلا أنَّ موقف السيِّد فضل الله لم يتزحزح، لأنّه كان يعلم علماً يقيناً ما معنى وجود الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، كونها حاضنةً لمذهب أهل البيت، وشعلةً لمعالم أهل البيت(ع) في العالم، ولأنّه يعرف هذه الحقيقة، كان موقفه على قدر هذه الحقيقة.

وتابع السيّد الحسيني قوله: ومن المواقف الأخرى الّتي كانت عند السيّد فضل الله، موقفه من المقاومة الإسلاميّة، وخصوصاً المقاومة اللّبنانيّة، وكلّنا نعرف أنّ السيّد فضل الله كان الأب الرّوحيّ والخيمة التي تغطّي المقاومة الإسلاميّة، وكان دعماً مهمّاً لحزب الله في لبنان، وعلى رأسه السيّد حسن نصر الله، كذلك دعمه للمقاومة في فلسطين.

تجمع علماء المسلمين يقيم حفلا تأبينيا للمقدس فضل الله



اقام "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان حفل تأبين للمرجع الاسلامي الراحل السيد محمد حسين فضل الله في مقر التجمع - حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وافاد مراسل وكالة الانباء القرآنية العالمية في بيروت ان الحفل اقيم يوم الاربعاء بحضور حشد من الشخصيات والعلماء، وممثلين عن القوى والاحزاب.

وبعد آي من القران الكريم، تحدث رئيس مجلس الامناء في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ احمد الزين الذي قال "نحن في تجمع العلماء المسلمين نشكل نموذجا علمائيا للدعوة الى الوحدة الاسلامية، ونرفض كل دعوة الى الفتنة بين المذاهب او بين الطوائف، لان الدعوة للتفرقة هي لمصلحة العدو الاسرائيلي ومن هم وراءه من المشروع الاميركي".

واضاف الزين قائلا: "كنا وراء السيد محمد حسين فضل الله في رفع راية الوحدة الاسلامية. ومن الثوابت نقول انه سيستمر سماحة السيد من خلال استمرار المقاومة. هذه المقاومة تحاك عليها المؤامرات بعد ما فشلوا في ضرب المقاومة عسكريا فانهزموا، يحاولون ضربها سياسيا ومذهبيا من اجل محاصرتها والنيل منها".

كما شدد رئيس مجلس الامناء في "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان على ضرورة "حماية لبنان والدفاع عنه، لان لاسرائيل مشروعا في المنطقة كلها وهي ماضية فيه".

ثم تحدث امين سر التجمع الشيخ علي خازم الذي دعا "المسلمين الى الوحدة في وجه العدو الاسرائيلي الذي يركز على لبنان كواجهة جديدة من واجهات هذه المرحلة، لان لبنان كان نموذجا في التصدي للاحتلال الاسرائيلي واستطاع طرد هذا الاحتلال".

واضاف خازم يقول: "ينبغي علينا في الساحة الاسلامية ان نعي أن المشروع الاستكباري يريد الدخول الى ساحاتنا الداخلية من نوافذها السياسية".

ثم تحدث نجل الراحل السيد محمد حسين فضل الله السيد علي فضل الله، فقال: "كان السيد يؤكد ان الوحدة الاسلامية تمثل فينا فكر وعمل الاسلام الذي يعيش عنوان الوحدة في داخله، والوحدة لا بد ان تكون صادقة عندما ينطلق الداعون اليها، والا يكون هناك تكاذب" .

واضاف سماحته قائلا: "يجب ان يجتمع علماء من السنة والشيعة من مختلف المذاهب يعملون على تأكيد تلاقيهم الدائم ويتحدثون بكل القضايا بروح علمية وموضوعية بعيدا عن كل التاريخ والتعصب والحساسية في كل العالم العربي والاسلامي لتتحرك في كل الساحات، لتنتج مقاومة حية في لبنان وفلسطين" .

وفد من لجنة إغاثة الإمام الخميني يعزي بالمرجع الراحل فضل الله


زار وفد من لجنة إغاثة «الامام الخميني» (رض) برئاسة مشرفها العام السيد «حسين انواري» منزل عائلة المرجع الاسلامي الراحل السيد محمد حسين فضل الله معزيا، حيث كان في استقباله نجله السيد علي واشقاؤه وهيئة ادارة مكتبه.

وافاد مراسل وكالة الانباء القرآنية العالمية في بيروت ان الوفد ضم عضو الشورى المركزية في الجمهورية الاسلامية السيد ابوالفضل حيدري، ومعاون المشرف العام في الشؤون الدولية السيد محمد محمدي فرد، وعضو شورى إغاثة لبنان الحاج محمد برجاوي والمدير العام في لبنان الحاج علي زريق، ومدير العلاقات العامة الحاج يعقوب قصير وممثل سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت السيد مرتضائي.

وبعد ان قدم السيد انواري التعازي باسم ممثل ولي الفقيه في لجنة الاغاثة السيد حبيب الله عسكر أولادي واعضاء الشورى وامداد ايران ولبنان وسائر انحاء العالم، تحدث عن مزايا الفقيد "ودوره التشجيعي في تأسيس لجنة الاغاثة في لبنان سنة 1987، وتأكيده الدائم على خدمة المحرومين والفقراء والايتام"، مشيرا الى "ان التشييع المهيب للفقيد دليل واضح على تأثيره في هذه المسيرة الممهدة لمنجي البشرية صاحب العصر والزمان".

من جهته، عبر السيد فضل الله عن شكره الجزيل "لكل العواطف والمحبة الصادقة التي أبداها الشعب الايراني وقائد الثورة الاسلاميه الامام الخامنئي، وأعضاء شورى الاغاثة".

واضاف سماحته قائلا: "ان سماحة السيد رحمه الله كان يثني كثيرا على اهمية دور لجنة الاغاثة وعملها في خدمة الفقراء والمستضعفين، وان هذه الخدمات تساهم بشكل فعال في تحصين المجتمع عامة من اي اثار ومفاسد وحفظ القيم فيها"، مشيرا الى ان "السيد قال لكل المقربين انه سيبقى طيلة حياته، ويوصي لكل احبائه بمبادىء اساسية في خدمة الايتام والمحرومين، والعمل على الوحدة بين المسلمين، والوقوف الى جانب المقاومة امام الاحتلال وتأييد ثبات الجمهورية الاسلامية".

بعدها، توجه الوفد الى مسجد الحسنين، ووضع اكليلا من الورد على ضريح السيد فضل الله وقرأ الفاتحة.

ومن ثم توجه الجميع الى روضة الشهيدين لقراءة الفاتحة ووضع اكاليل الورد على ضريح الشهيد الحاج عماد مغنية ونجل الامين العام لحزب الله" السيد حسن نصر الله الشهيد هادي، حيث كان في استقبالهم والد الشهيد مغنية.

وبعد ذلك، توجه الوفد الى مكتب السيد السيستاني، وكان في استقباله مدير مكتبه في بيروت السيد حامد الخفاف، وتداولوا في مختلف شؤون المنطقة وكيفية دعم مسيرة خدمة من لا معيل لهم ولا كفيل، خصوصا في لبنان والعراق.

وبعدها، توجه الوفد الى سفارة الجمهورية الاسلاميه الايرانيه، تلبية لدعوة سفير الجمهورية الاسلاميه الايرانيه في لبنان الدكتور غضنفر ركن آبادي على الغداء.

وكان الوفد قد قدم امس الاربعاء من الجمهورية الاسلاميه، في زيارة تستمر ثلاثة ايام الى لبنان وسوريا، وسيكون له عدة لقاءات ومداولات مع مختلف المعنيين لتعزيز وتوسيع نطاق العمل في خدمة المحرومين والايتام في لبنان.

المرجع الراحل في خطبة الوداع:
مسؤوليتكم حفظ الاسلام والإستقامة عليه



آخر خطبة للمرجع فضل الله صادفت يوم وفاة رسول الله (ص) وقد بدا وكأنّ سماحته يترك من خلالها وصيّة الوداع للمسلمين جميعاً. .

  • جريدة بينات

    في 28 صفر 1431، الّذي يصادف ذكرى وفاة الرّسول الأكرم(ص)، الموافق: 12-2-2010م، اعتلى سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله (رضوان الله عليه)، للمرّة الأخيرة، منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع)..

    هذا المسجد المبارك الّذي شكّل مركز إشعاع المرجعيّة الرّشيدة إلى العالم الإسلاميّ بأسره، فمن رحاب هذا المسجد، كان سماحته يكتب مستقبل الأمّة، ويبعث الوعي في صفوف أجيالها..

    وفيه تعلّم المؤمنون مدرسة الإسلام والرّسول، ونهلوا علم أمير المؤمنين وسيّدة النّساء(ع) وأهل البيت الأطهار...

    وفيه كان يعلو صوت سماحته بالدّعاء، مناجياً الله الّذي باع نفسه له، فتترقرق أصوات الملائك خشوعاً لصوته الرّحمانيّ الشّجيّ، وترقّ قلوب المؤمنين...

    وفيه تأصّلت حركة الوعي، وتهاوت أشباح الخرافة والغلوّ والتخلّف، لأنّ الإسلام كما علّمنا، هو دين الفكر والعقل والحوار والحياة..

    وفيه تردّدت أصداء نداءاته للوحدة الإسلاميّة الّتي كان رائدها الأوّل، كما كان ملهم الإنسانيّة الأوّل..

    وفيه ارتفع صوت الحسين(ع) في كلّ عاشوراء، باعثاً الحرارة في دماء كربلاء التي أرادها السيّد دائماً إسلاميّةً بحجم العالم..

    وفي روضةٍ من رياضه المباركة، كان مرقد الجسد الطّاهر، في المكان نفسه الذي أقام فيه خلال حرب تموز، حيث صمد مع النّاس، ومع المجاهدين الّذين ربّاهم، فشبّوا في مدرسته الحركية الجهادية، وكان لهم الأب والمعلّم والمرشد، لم يعبأ بعتوّ العدوان الصهيوني، وبأطنان الصّواريخ التي تتهاوى على الأبنية والبيوت، وكيف يخاف وقلبه عرش الله، فكانت خطبته التّاريخيّة في 15 تموز 2006 من مسجد الحسنين(ع)، تهزأ بالعدوّ وطائراته وصواريخه، وتؤكّد عزيمة الجهاد في الأمّة، من خلال عزيمته المحمديّة العلويّة الحسنيّة الحسينيّة التي تزول الجبال ولا تزول... وكانت نداءاته تشدّ من أزر المجاهدين البدريّين، فتنـزل كلماته برداً وسلاماً عليهم، ليثبّت بها أقدامهم في ساحات النّـزال، فيصنعوا فجر الانتصارات للأمّة..

    ...لم يكن المؤمنون في مسجد الحسنين(ع)، كما كلّ الجيل الإسلاميّ الّذي ربّاه على امتداد العالم الإسلاميّ، يتخيّلون للحظةٍ أنّ خطبة سماحة السيّد في 28 صفر الماضي في ذكرى وفاة الرّسول الأكرم، ستكون خطبة الوداع الأخير...

    فالسيّد الّذي كان يتمثّل رسول الله(ص) في خطّه ونهجه وسيرته وأخلاقه، تحدّث للمرّة الأخيرة في ذكرى وفاة الرّسول(ص)، ولم نعلم حينها أنها ستكون المرّة الأخيرة قبل التحاقه بالرّسول الأكرم(ص)، مع النبيّين والصدّيقين والشّهداء، وحسن أولئك رفيقاً...

    كان يخطب فينا خطبة الوداع، ويحدّثنا بلسان خير البشر، ليوصينا وصيّته الأخيرة، وقد كانت كلّ حياته وكتبه وكلماته وصايا لنا وللأمّة بأجمعها، لأنّه كان مرجع الأمّة، وباعث نهضتها، ومجدّد دينها، وقائد حركة الإصلاح فيها، كسيّد الشّهداء(ع)...


    نص الخطبة

    يقول الله تعالى في كتابه المجيد مخاطباً رسوله: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ [الزّمر:30]. ويقول أيضاً: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34].

    في الثّامن والعشرين من شهر صفر، نلتقي بذكرى وفاة النبيّ محمّد(ص)، الذي انقطع بموته وحيُ السّماء، وفُقِدَ أحد الأمانيْن لأهل الأرض، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال: 33].

    وقد كان(ص) نوراً كلّه، وخيراً كلّه، ورحمةً كلّه، ورسالةً وخلقاً ليس فوقه خلق. ونحن عندما نقف في ذكرى وفاته، فإنّنا نتذكّر الهمّ الكبير الّذي كان يشغل باله وهو في مرض الموت، ولذلك انطلق ليوصي، لا بمالٍ يورّثه، ولا بدنيا يمنحها أقرباءه، بل بالإسلام الّذي كان كلّ همّه أن لا يضعفه المسلمون بعصبيّاتهم وأحقادهم وجهلهم، ولذلك وقف في حجّة الوداع، في يوم النّحر في مِنى خطيباً، وقال: «أيّها النّاس، إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا... لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض...".

    وقد كان(ص) يعرف من خلال الغيب، أنّ المسلمين سيتقاتلون، وسيختلفون، وسيكفّر بعضهم بعضاً، وسوف يكيد بعضهم لبعض، ولذلك كانت هذه الوصيّة آخر ما أراد للنّاس أن يسمعوه ويعوه، وقد حجّ أكثرهم في تلك الحجّة مع رسول الله.

    وفي موقفٍ آخر، وكان عنده في مرضه عددٌ من أقاربه، فالتفت إليهم وقال: «يا بني عبدِ مناف، اعملوا لما عند الله فإنّي لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عبّاس بن عبد المطّلب، يا عمّ رسول الله، اعمل لما عند الله فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً. يا صفيّة بنت عبد المطّلب، يا عمّة رسول الله، اعملي لما عند الله فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً. يا فاطمة بنت محمّد، يا بنت رسول الله، اعملي لما عند الله فإنّي لا أغني عنك من الله شيئاً». وكان يتوجّه إلى المسلمين ليقول: «لا يدّعِ مدّعٍ، ولا يتمنّ متمنٍّ؛ والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا يُنجي إلا عمل مع رحمة، ولو عصيتُ لهويت».

    هكذا أيّها الأحبّة، يطلّ علينا رسول الله في يوم ذكراه، ليقول لنا: لقد حملتُ همّ الإسلام، وفتحت لكم به طريق النّور في الحياة، وهو مسؤوليّتكم؛ أن تحفظوه لتحفظوا من خلاله أنفسكم، وأن تعزّوه لتكونوا من خلاله الأمّة العزيزة، وأن تستقيموا عليه، وأن تنطلقوا به في حياتكم الخاصّة والعامّة؛ لأنّ الإسلام هو أساس عزّتكم وقوّتكم ونجاتكم في الدّنيا والآخرة.

    والسّلام عليك يا رسول الله، يوم ولدتَ، ويوم ارتفعت روحك إلى الله، ويوم تُبعث حيّاً.

  • مجالس عزاء للمرجع الراحل في أمريكا وكندا والبرازيل وفنزويلا والكونغو


    أقيمت مجالس العزاء في مدنٍ عديدةٍ من الولايات المتّحدة الأميركيّة، في ديربورن ونيويورك ولوس أنجلوس، كما أقيمت مجالس عديدة في كندا، في تورنتو ومونريال وأوتاوا.

    وفي البرازيل، أقامت الجمعيّة الخيريّة الإسلاميّة في البرازيل، مجلس فاتحةٍ عن روح سماحة السيد(رض)، في النّادي الحسينيّ في ساو باولو، وقدّم التعزية بالفقيد الغالي كلّ من مطران الكنيسة الأرثودكسيّة في البرازيل، دمسكينوس منصور، على رئس وفدٍ من الكنيسة، والشّيخ محمد المغربي، المعتمد الدّيني لدار الفتوى في البرازيل، والعلامة فهد علم الدّين، ورئيس البيت الدّرزي البرازيلي، والقنصل السوري الأستاذ ابراهيم عيسى، وحشد من أبناء الجاليه الإسلاميّه واللّبنانيّه.

    كما أقيمت مجالس العزاء ايضاً في فنزويلا ، وكذلك اقيم حفل تأبيني كبير في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية في أفريقيا ، وتخلل الحفل كلمة مسجله لسماحة آية الله السيد محمد علي فضل الله .

    مجالس عزاء وتأبين للمرجع الراحل في لندن وباريس وفنلندا وهولندا وأسبانيا


    أقامت الجاليات الإسلاميّة والعربيّة في انحاء اوربا مجالس عزاءٍ على روح المرجع الراحل .

    ففي لندن وباريس بحضور حشودٍ من أبناء الجاليات العربية والإسلامية أقيمت مجالس عزاء متعددة على روح المرجل الراحل .

    وفي العاصمة الأسبانية مدريد، أقامت جمعيّة أهل البيت(ع) مجالس عزاء عن روح سماحة السيّد(رض)، وتخلّل المجلس عرض مقتطفات من حياة الراحل الجهاديّة، وقراءة القرآن، وكلمة لسماحة الشيخ علي أبو ريّا، إمام مسجد محمد رسول الله(ص) ، ودوّن الحضور كلمات تعزيةٍ باسم من يمثّلون في سجلّ التعازي، وتواصل الجمعيّه الخيريّة الإسلاميّة العزاء يوميّاً عن روح الراحل(رض).

    وفي مدينة توركو في فنلندا، أقامت الجالية العراقيّة حفلاً تأبينيّاً في المركز الإسلاميّ بالمدينة.

    وأقامت الجالية العراقيّة في هولندا مجلس عزاءٍ في مدينة دي هاغ، في مسجد أهل البيت(ع)، حضره عدد من أبناء الجالية العراقيّة واللّبنانيّة، واستهلّ المجلس بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم قراءة زيارة الإمام الحسين(ع)، وختم المجلس بمحاضرةٍ للشّيخ عبد المنعم الكعبي، حيث جمع بين ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم(ع)، ورحيل السيِّد فضل الله(رض)، وقارن سماحته بين صبر الإمام(ع) ومظلوميّته، وصبر السيّد فضل الله، كما تناول شخصيّة السيّد(رض) ومزاياه، موضحاً أنّ الرّاحل كان حركيّاً رساليّاً، وأشار إلى بعض مؤلّفاته وأفكاره .

    إحتفال تأبيني للمرجع الراحل في مدينة سيدني الأسترالية



    أينما يممت وجهك في أرجاء مسجد الرّحمن وباحاته، ترى حبّ سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه) في وجوه الجميع، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، الّذين حضروا الاحتفال التّأبينيّ عن روحه الطّاهرة في مدينة سيدني في استراليا.

    وإذ استحضر عرّيف الحفل، الحاج مصطفى حسن، تاريخاً من تاريخ، وورداً من ورد، وفكراً من فكر سماحة السيّد، تلا الحاج قاسم حنّاوي آيات بيّنات من كتاب الله الذي عاشه العلامة المرجع... عاشه ليفسّره وليعمل بهديه.

    وبعد الذّكر الحكيم، ألقى قنصل لبنان العام في سيدني، روبير نعوم، كلمةً قال فيها: "تحيّةً لكم في عليائكم من الجالية اللّبنانيّة في نيو ساوث ويلز. من هيبة المقام، يعجز المتكلم عن إيفاء هذا العظيم حقّه في نبله وعلمه وتواضعه، في سيرته ومسيرته. اختاركم العليّ القدير إلى جواره، ولا يسعنا إلا الانحناء لإرادته. غيّبته المنيّة، والموت حقّ على الحياة، لكنه غياب للجسد أمّا فكره فباق، إذ إنّ حضوره ينبض في فكره واجتهاده. فقده لبنان في أصعب الظّروف. نحتاج طويلاً إلى العودة إلى نصائحه إرشاداته. ندرك أننا فقدنا صمام أمانٍ يحمينا ويحمي المستضعفين من الاستكبار. فقدان أحد حاملي مشعل الوحدة الإسلاميّة بوجه التمزّق. فقدنا أحد روّاد حوار الأديان المسيحي الإسلامي، إذ يبقى هذا الحوار هو السّلاح المدوّي في وجه العنصريّة الحاقدة".

    وأضاف: "قبل 15 عاماً، زرت سماحة السيّد مرّتين في حارة حريك. ومنذ الزّيارة الأولى، شعرت بصدق أنّني أمام رجلٍ استثنائيّ، أنّني أمام شخصيّةٍ فذّة، علّامة مميّز في الشّؤون الدّينيّة والدّنيويّة، سندٍ للعدالة والمساواة".

    وأكّد نعّوم للعرب والمسلمين في العالم، ضرورة متابعة التّضامن في وجه العنصريّة والإرهاب، "مقدّمين لبنان وطن الرّسالة لنعمّمه على الإنسانيّة، لترتاح روح صاحب السّماحة".

    أمّا الشّيخ محمد الصّمياني، فألقى كلمةً أشار فيها إلى أنّ المصاب حلًّ ليس بالسّاحة الإسلاميّة، بل بالإنسانيّة جمعاء، لأنّه كان يتحرّك في الخطّ الإنسانيّ، حاملاً همومه أينما كان، فكان مع المظلومين والمحرومين.

    وأوضح الصّمياني أنّه لا يمكن للإنسان أن يلمّ بهذه الشّخصيّة من جوانبها كافّةً، مستطرداً أنّه لا بدّ من الإشارة في هذا المقام إلى "قضيّةٍ مهمّة، وهي أنّ فقيدنا الكبير هو الفقيه المجدّد، والمفكّر الإسلاميّ المبدع، وقلّما يجتمع هذان الصّنفان لأحد. فالسيّد استوعب الإسلام، وانفتح على التيّارات كلّها في السّاحة الإنسانيّة، بما يملكه من معرفة إسلاميّة. فما تركه الرّاحل الكبير يعجز اللّسان عن الإحاطة به".

    وقال: "إنّ منهج سماحة السيّد الفقهيّ، يعتمد أوّلاً على القرآن الكريم، باعتباره المصدر الأساس للفكر الإسلاميّ والثّقافة الإسلاميّة، بعكس الكثيرين من الفقهاء الّذين يستندون فقط إلى أحاديث المعصومين، وهذا ما يميّز السيّد، باستهدائه بآيات كتاب الله المباركة، وهو يبحث عن الحكم الشّرعيّ في أيّ واقعةٍ قد تطرأ".

    وأضاف: "أمّا القضيّة الثّانية التي اعتمدها، فهي أنّه لم يتعقّد من المشهور، بل كان يناقشه بالدّليل والبرهان، فكان المعارض بجرأة وشجاعة. وعندما توصّل إلى بعض الآراء، راح بعض المتمسّكين برأي المشهور يهاجمون السيّد في ذلك. فنحن بحاجةٍ إلى مجتهدين من الفقهاء لا إلى مقلّدين. ولذلك، فإنّ بعض الفقهاء لا يتجرّؤون على مخالفة رأي المشهور. ولكنّ السيّد لم يقبل التعبّد بالمشهور، فنحن أتباع الدّليل أينما مال نميل. أمّا الأمر الثّالث الّذي اعتمده السيّد باستنباطه للأحكام الشّرعيّة، فكان اعتماده على المنهج العقلائيّ، مبتعداً عن المنهج العقليّ الفلسفيّ الرّياضي".

    وتابع الصّمياني: "لقد فقدنا فقيهاً كان إذا ما توصّل إلى حكم، لا يماري ولا يداري. لقد فقدنا الفقيه الّذي لا يُعوّض، لأنّه كان الإنسان الّذي يحمل همّ الأمّة الإسلاميّة، سائلين الله أن ينعم علينا بملء الفراغ الكبير الذي خلّفه سماحته لاستكمال المسيرة".

    بدوره، أكّد الشيخ جهاد إسماعيل في كلمته التي ألقاها باللّغة الإنكليزيّة، أنّ السيّد كان بحقّ آية الله العظمى، لأنّه فهم قضايا عصره، ووعى هموم الإنسانيّة، فلم يفسّر الدّين بالطّقوس والخرافة أو الأسطورة، بل أخرجه من هذه الكهوف.

    ولفت إسماعيل إلى أن سماحة السيّد حمل مشعل الدّين بعيداً عن الانحراف. فلم يكن ليماري، بل كان يواجه الظّلم والفساد لتحقيق العدالة. لقد كان كجدّه الإمام عليّ(ع) في الإيمان بدين الله وعدم الاستسلام. وكما كان البوصلة التي توجّه النّاس بالعلم والمحبة... كان الإنسان الكبير والمفكّر الورع والمخلص والفقيه... كان العابد لله معشوقه الأوحد. لم يكن ليحمل حقداً على أحد... أحبّ الجميع... لقد علّم طلّابه ومريديه كالأب كي يعملوا عقولهم في كلّ شيء. رعى الأيتام فكان أباهم بحقّ. كان أباً لي، لأنّه كان إنسان الحوار، فاستفاد الجميع من حضوره ومن علمه.

    وفي كلمته، قال الوكيل الشّرعيّ العام لسماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في أستراليا، سماحة الشيخ يوسف نبها: "أحمد الله وأشكره أنني عشت في الزّمن الذي عاشه سماحة السيّد، الّذي ملأ مرحلته علماً ووعياً وثقافة، فكان العقل المبدع. كلّ من جلس مع سماحة السيّد، وجد فيه المحاور المنفتح. تشعر وأنت في حضرته بإنسانيّتك، لأنّه كان يحترم إنسانيتك، منفتحاً على النّاس كلّهم، من رجال دين وسياسيّين ومثقّفين ورجال العمل الاجتماعي. لم يحمل حقداً أو حسداً حتى لو عاداه الآخرون... ولعلّني أستعير بحقّ سماحة السيّد ما قيل بحقّ الإمام عليّ(ع): "كتم مناقبه أولياؤه خوفاً، وأعداؤه حسداً، ثم ظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين".

    وأضاف: "ماذا أذكر فيك ومنك؟ أأذكر عقلك الرّاجح، أو رعايتك لما عجز الآخرون عن وعايته ورعايته، أو حنكتك في التّعاطي مع الأمور؟ كان سماحته صاحب العقل الحرّ، وكان إذا أراد أن يأخذ أيّ حكمٍ أو فتوى، لا يداهن، فلم يقلّد الآخرين تقليداً أعمى، ولم يكن إمّعة، بل كان يصغي ويفكّر وفق مع وصل إليه عقله. وإذا أردت أن تعتبره من المجتهدين، لقلت إنّه كان مجتهداً مجدّداً، لأنه لم يكن مقلّداً تقليداً أعمى. لقد كان يعيش إنسانيّته بعيداً عن البروتوكولات المرجعيّة. فالناس كانوا يرون فيه هذا الطّهر والعنفوان كلّه، لأنه كان يعيش معهم كلّ صغيرة وكبيرة. لم يكن ليجلس في بيته منزوياً بعيداً عن النّاس، بل كان يشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، إذ كان يرى أنّ من مسؤوليّته أن يفتح العقول لتتنفّس في رحاب الله".

    وتابع: "عندما كنّا ندخل إلى مجلسه الخاصّ، كنا نجد عنده الكبير والصّغير، ولقد شاهدت أطفالاً بعمر الثّمانية وهم يسألونه وهو يجيبهم. كذلك كان نصير المرأة ضدّ الذّكوريّة التي يعيشها البعض من خلال الإساءة إليها بالضّرب وغير ذلك من الإساءات. كان السيّد أوّل من صلّى وخطب بالنّساء في بئر العبد، إذ كان (رضوان الله عليه) يخطب ويصلّي بالرّجال بداية، ثم بالنّساء تالياً. لقد كان يقتدي برسول الله محمّد(ص)، وعليّ(ع) يصف النبي (ص) بأنّه: "طبيب دوّار بطبّه، قد أحكم مراهمه، وأحمى مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عمي، وآذان صمّ، وألسنةٍ بكم... متتبّع بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة...".

    وأنهى نبها كلمته: "لقد كان سماحة السيّد، المحاضر في المحافظات الّلبنانية كلّها، وفي الجامعات والمراكز الثقافيّة. كان الإنسان الإنسان الّذي يراقب كلّ صغيرةٍ وكبيرة، فكان يعيش آمال الإنسان وأحلامه، ويساعده على ذلك. فالسيّد كان حريصاً على العمل، وتأسيس ما يوفّر للنّاس حاجاتهم العلميّة والرّوحيّة والاجتماعيّة... ولذلك سنعمل بوصاياه، وليقل الآخرون ما يشاؤون.

    وفي الختام، تلا السيّد محمد الموسوي مجلس عزاء حسينيّاً.

    مكتب المرجع فضل الله في سوريا يستقبل المعزّين


    استقبل مكتب سماحة المرجع الرّاحل، السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)، في سوريا، وفوداً رسميّةً وشعبيّةً وشخصياتٍ علمائيّةً وسياسيّةً ودبلوماسيّةً توافدت لتقديم العزاء بسماحة السيّد(رض).

    وكان من أبرز المعزّين الذين توافدوا إلى الحسينيّة الحيدريّة، وإلى مكتب سماحة السيّد(رض)، كلّ من: مفتي الجمهوريّة العربيّة السّورية، الشيخ بدرالدين حسّون، وزير الأوقاف السوري، أمين عام حركة الجهاد الإسلاميّ في فلسطين على رأس وفدٍ كبيرٍ من الحركة، ووفد من مكتب الامام السيّد علي الخامنئي برئاسة آية الله السيد الحسيني، ووفود دبلوماسيّة من سفارات كلّ من: العراق، ايران، باكستان، وفنزويلا، في العاصمة السّورية دمشق، ووفد من جمعيّة الصّداقة العربية الإيرانية، إضافةً إلى حشودٍ غفيرةٍ من المؤمنين.

    السيد القزويني:
    فضل الله هو أحد كبار مراجع التقليد ..وأنظر إليه كأب روحي





  • السيد القزويني ينفي الاتهامات الموجه إليه .. ويشيد بمكانة المرجع الراحل
  • السيد القزويني: المرجع فضل الله تربطه علاقة تاريخية مع والدي آية الله السيد مرتضى القزويني.
  • السيد القزويني: كنت من المعجبين بالمرجع الراحل، وقطعت سفري عندما علمت بنبأ رحيله
  • السيد القزويني: أنا أنظر إلى السيد فضل الله كمرجع شيعي كبير وأحد كبار مراجع التقليد وأكنّ له كل المودة والاحترام

    قامت مجموعة مجهوله تدعى " تجمع الشباب المسلم " وفقاً لموقع "العربية نت" بتعليق منشورات أمام المركز الإسلامي (الشيعي) في مدينة ديربورن بولاية ميتشيغان في الولايات المتحدة الاميركية الأسبوع الماضي ، تتهم رئيس المركز الاسلامي السيد حسن القزويني بسرقة أموال الخمس .

    واتهم البيان السيد القزويني ايضاً بمحاربته للسيد فضل الله ، مطالباً إياه بالامتناع عن التشكيك في كل من يذهب إلى بيت الله الحرام وزعمه بطلان الحجة إذا كانوا من مقلدي العلامة (الراحل) فضل الله, وأكد البيان أيضاً وجود إثباتات وأدلة على "تلك التصرفات" التي عدها محرمة شرعاً.

    وفي ردّه على تهمة الاختلاس وأمره للمصلين الشيعة بعدم تقليد المرجع الراحل فضل الله قال القزويني: دعني أبدأ من السؤال الثاني فهذا الكلام عار عن الصحة تماماً وكذب وافتراء.

    وقد كانت تربطني علاقة احترام ومحبة مع المرجع الراحل السيد فضل الله وكنت أنظر إليه كأب روحي وهو (رحمه الله) كان يعاملني بكل لطف ومحبة، وقد نقل لي مستشاره السيد جعفر عقيل أنه قال: أرى في السيد القزويني واحداً من أبنائي.

    وكل مرة كنت أزور لبنان أو أسافر إلى الحج كنت ألتقي به، وعلاقته أيضاً علاقة تاريخية مع والدي آية الله السيد مرتضى القزويني.

    وتابع: "هذا الكلام الذي جاء به البيان عار تماماً عن الصحة ولا قيمة له وأتحدى أصحابه أن يثبتوا هذا الاتهام.

    وأنا كنت من المعجبين بالمرجع الراحل، وقطعت سفري عندما علمت بنبأ رحيله، وشاركت في مجالس العزاء وتحدثت عن إعجابي به وبالمواهب المتعددة في شخصيته، وكل من يعرفني يدرك مدى احترامي له".

    واستطرد القزويني قائلاً في محاولة لتأكيد الدليل: "أنا أنظر إليه كمرجع شيعي كبير وأحد كبار مراجع التقليد وأكنّ له كل المودة والاحترام، ولمست منه كل الاحترام والمودة ونوّه بذلك خلال حوار على الهواء منذ 5 سنوات وأشاد بي وشريط الفيديو لايزال موجوداً في المركز الإسلامي".

    وألمح السيد القزويني في حديث له مع الصحافة المحلية العربية في أمريكا إلى البيان الذي وزع بالقرب من مركز "ديربورن" قائلاً: "أنا لا أتنصل من هذا الأمر وشرف وفخر لي أن أساعد اليتامى في كربلاء المقدسة، فاليتيم يتيم سواء في لبنان أو العراق أو إفريقيا، ويجوز أن نصرف عليه من سهم السادة، وهذا يجب أن يصرف على الهاشميين وتقره جميع فتاوى المراجع بمن فيهم المرجع الراحل آية الله السيد فضل الله".

    وأكد السيد القزويني "قمتُ بإبلاغ مدير مكتب سماحة السيد فضل الله سماحة الشيخ حسين الخشن، وأحطته علماً وأبدى تفهماً كاملاً".

    وأوضح القزويني أن المبالغ من سهم السادة التي أرسلت إلى "مبرة الإمام الصادق" كان جزء قليل منها لمقلدي السيد فضل الله والجزء الأكبر لمقلدي مراجع آخرين وتحديداً لمقلدي آية الله السيد السيستاني.

    وفي ختام حديثه وصف القزويني ما حدث بـ"الطريقة الرخيصة والضجة المفتعلة من خلال استغلال ذكرى المرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله لتوزيع بيانات تتضمن اتهامات زائفة تحط من كرامات وسمعة الناس، ولا تمت إلى الحقيقة بصلة".

    ويعد السيد حسن القزويني امام اكبر المراكز الاسلامية الشيعيه في امريكا ، وهو نجل رجل الدين المعروف السيد مرتضى القزويني الذي يلقي محاضراته من الصحن الحسيني في مدينة كربلاء المقدسة .

  • السيد علي فضل الله خلال لقاءه متكي: سنواصل دعم النظام الاسلامي المقدس

    قناة العالم: استقبل وزير الخارجية الايراني منوتشهر متكي اليوم الخميس السيد علي فضل الله نجل المرجع الراحل اية الله السيد محمد حسين فضل الله في طهران.

    وقدم متكي مجددا تعازيه لنجل العلامة الراحل وعائلته والشعب اللبناني بمناسبة رحيل العلامة الفقيد وقال : ان صوت اية الله فضل الله في دعم وحدة المسلمين والمقاومة امام اعداء الاسلام سيظل مدويا في اذان المؤمنين وعشاق طريق الحق والاسلام الحقيقي.

    كما اشار متكي الى مواقف العلامة اية الله فضل الله وقال: ان الفقيد الراحل كان يعشق الاسلام بكل وجوده وكان عالما لامور عصره وقضايا العالم الاسلامي بشكل معمق وفي كل التفاصيل.

    واشار متكي الى خطب وكلمات العلامة فضل الله التي فضحت خطط الاعداء مؤكدا ان العلامة الراحل كان يتميز بمعرفة العدو وان كلامه كان سيفا ضد اعداء الاسلام والمقاومة الاسلامية .

    واعتبر متكي ان مواقف السيد فضل الله في دعم المقاومة الاسلامية في لبنان قد حولت المقاومة الى ثقافة، كما ان الفقيد الراحل كان يسير في نهج الوحدة في العالم الاسلامي.

    من جانبه، ثمن السيد علي فضل الله مواقف الوزير متكي والمسؤولين الايرانيين قائلا: ان بيان التعزية الذي اصدره قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي قد زادنا صبرا على مصيبة رحيل والدنا .

    واشار الى مواقف العلامة الراحل في الدفاع عن نظام الجمهورية الاسلامية وقال: انه كان يدافع عن هذا النظام طيلة حياته وكان يتابع المسائل والامور المتعلقة بها بكل اهتمام وكان يعرف الاعداء ويعلن مواقفه من هذا المنطلق .

    واضاف فضل الله: نحن والجيل الذي تربى على يد العلامة الراحل سنتابع طريقه ونلتزم بدعم النظام الاسلامي المقدس في ايران.

    واكد السيد علي فضل الله ان الجمهورية الاسلامية في ايران هي الداعم القوي للعالم الاسلامي وجميع المسلمين في العالم .

    آية الله الآراكي:
    العلامة فضل الله في طليعة المحاربين للتحريف والتشويه



    أشار آية الله الشيخ محسن الآراكي في كلمة له في المؤتمر الدولي الذي أقيم في العاصمة الايرانية طهران تكريما للمرجع الراحل فضل الله إلى دور الإمام الخميني في مواجهة التحريف المعنوي الذي كان يهدد الإسلام، وانتصار الثورة الإسلامية في نهية المطاف، مضيفاً: الإسلام کما عبّر الإمام الخميني (قده) ليس إلا الحكومة؛ لکن لا ي حكومة، بل تلک القائمة على السياسة الإلهية والإسلامية.

    وشدد الشيخ الآراكي على أن جميع الأنبياء الإلهيين مكلفون بتوجيه الناس صوب حكومة العدل الإلهي، مبيناً: الناس يضاً مكلفون في توطيد أركان الحكومة الإلهية.

    وصرح قائلاً: اليوم يحاول البعض إدخال المسلمين في نفق العلمانية المظلم، حيث إنها لا تتوافق مع الإسلام جملة وتفصيلاً.

    وفي معرض وصفه للشخصية العلمية والجهادية للعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، قال سماحته: لقد كان هذا السيد الجليل منذ مطلع نهضة الإمام الخميني (قده) من کبار العلماء الذين ناصروا الثورة الإسلامية، وكان في طليعة المحاربين للتحريف والتشويه.

    ومضى سماحته في القول: بعد رحيل الإمام الخميني (قده) وتسلم آية الله الخامنئي لزمام الأمور في إيران، لم يأل العلامة الفقيد جهداً في کل خطبة وفرصة سنحت له في دعم الجمهورية الإسلامية في إيران والإشادة بقائد الثورة الإسلامية.

    يشار إلى أن مهرجان "العلامة فضل الله والمقاومة الإسلامية" الذي أقيم في طهران يوم الخميس الماضي كان تحت رعاية مجمع أهل البيت (ع) العالمي، ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، ومؤسسة صبح الغريب.

    22 يوليو 2010


    السيد علي محمد حسين فضل الله:
    من لديه مشكلة مع المرجع محمد حسين فضل الله فهو لديه مشكلة مع الامام الخامنئي

    السيد علي فضل الله نقلاً عن والده : أنا مع الجمهوريه الإسلاميه حتى لو رجموني بالحجارة.

    تربى وترعرع في منزل العلم والعلماء حتى غدا شبيها بوالده بمواقفه وبابتسامته وحتى في ابسط حركاته وفي كثير من الاحيان كان يمثله في العديد من المحافل المحلية والاقليمية وحتى الدولية. ومع انتهاء مراسم العزاء خص صحيفة الوفاق، ووكالة الجمهورية الاسلامية للانباء بلقاء خاص ركز في مستهله على وصايا الوالد. وقال نجل سماحة آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله، السيّد علي فضل الله، إنّ الرّاحل قد ركّز في وصاياه على أربعة أمور، أوَّلاً: حفظ الإسلام وخطّ أهل البيت(ع) وإبقاء الإسلام نقيّاً صافياً في مواجهة التحدّيات، وأيضاً تنقية تراث أهل البيت (عليهم السّلام) من الشَّوائب التي تعلَّقت به، حتى نستطيع أن نقدّم هذا التّراث إلى العالم بالصّورة الصّحيحة اللائقة بهم. وطبعاً كان السيّد حريصاً على أن يقف أمام كثيرٍ مما حمّل هذا الخط من إضافاتٍ تسيء إليه، سواء كان على المستوى الفكريّ أو العقائديّ أو على مستوى الممارسات. والجانب الآخر تمثّل بحرص السيّد على المقاومة على المستوى العالمي سواء المقاومة الإسلامية في لبنان أو في فلسطين أوالمقاومة النظيفة في العراق.

    كما كان سماحته شديد الحرص على سلامة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، التي كانت دائماً في عين السيد وفي قلبه وفي عقله، وأنا أستذكر ما قاله في وقتٍ من الأوقات خلال زيارةٍ له من أحد المسؤولين الإيرانيّين: إنّه مهما قيل عني، وحتى لو رجمتوني بالحجارة، فإني سأبقى مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. أنا أعتبر أنّ هذه الجمهوريّة تمثّل الإسلام وتمثّل خطّ أهل البيت(ع)، وتمثّل الموقف الصلب أمام الاستكبار العالميّ. إيضاً كان حريصاً جداً على الوحدة الإسلاميّة بما هي قضيّة جامعة، وشرط ضروريّ لمنعة الأمّة الإسلاميّة وعزتها. أستطيع القول إن هذه هي أبرز القضايا التي كانت تشغل بال سماحة السيّد، وكان يشعرنا كأفراد وكأمّة بأهمية العمل لها. وإلى ذلك اهتمّ سماحته اهتماماً خاصّاً بالمسجد، وقد تحدث إلى أحد أخوتي وهو على فراش المرض، أن يكون المسجد هو الملاذ الآمن الّذي (لا بدّ من الحرص على التردّد الدّائم إليه). وكان يعتبر أنّ المسجد هو حصن الإسلام، ومبعث الجوّ الروحي والإيماني والفكري والثقافي للمسلمين، وهو يلتقي بذلك مع الإمام الخميني(رض)، الّذي وصف المسجد بالمتراس.

    هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى، كان أحد همومه الكبرى مقاومة إسرائيل حتى زوالها من الوجود. ففي جوابه لأحد الممرّضين الذي سأله قبل رحيله بأيّام: هل أنت مرتاح (سماحة السيّد)؟ أجابه سماحته بحزم: أنا لن أرتاح إلا عندما تسقط إسرائيل.

    وكان بذلك يعبّر عن حرصه البالغ على هذه القضيّة التي كان يعتبرها أمّ القضايا. إذ لم تكد تخلو خطبة من خطب الجمعة، التي كان يلقيها من على منبر الإمامين الحسنين وقبلها في بئر العبد، من الحديث عن فلسطين، وهو كان يرى في القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الاولى بل هي قضية كل الأحرار الذين يرفضون الظلم في العالم. لأنّه كان يعتبر أنّ هذه القضيّة إذا لاقت الاهتمام الّذي تستحقّ من المسلمين، فستشكّل المفتاح الأساس لمعالجة الكثير في قضايانا، لما يمثّله هذا الكيان الصّهيوني من مانعٍ أمام استقرار المنطقة بل العالم.

    سماحة السيّد كان بالنّسبة إلينا أباً، وكان يعيش معنا معنى الأبوّة الرحميّة، والأبوّة الرّساليّة. كان حريصاً على أن يوصينا بتقوى الله وطاعته، والعمل في سبيله، وإتعاب أنفسنا في هذا الاتجاه.

    سماحة السيّد كان حريصاً على المؤسّسات التي أنشئت تحت عينه ونظره، وسارت بعون الله برعايته، أن تبقى وتزدهر وتستمرّ، وكان حريصاً على أن تُرعى من قبل مجموعةٍ من العلماء الموجودين في أطراف العالم الإسلاميّ الّذين واكبوا عمل سماحة السيّد وشاركوه في تشييد هذه المؤسّسات. وطبعاً لم يعهد بهذه المؤسّسات إلى فردٍ أو عائلةٍ، وإنما عهد بها إلى أناسٍ يطمئنّ إلى أنهم سيتابعون المسيرة في كلّ اتجاهاتها، كي تبقى هذه المؤسّسات كما أُريد لها، صروح خير ومحبة لخدمة من أنشئت لأجل خدمتهم ورعايتهم. ولم يكن لدى سماحة السيّد أيّ جانبٍ ذاتيّ في هذا الموضوع.

    طبعاً، نحن واكبنا العمل مع عمّي الدّكتور محمد باقر فضل الله، وبقيّة الأعضاء في الجمعيّة الذين بذلوا وضحّوا وأخلصوا لهذه المؤسّسات ولا يزالون، فكانت مؤسّسات سماحة السيّد نموذجاً يحتذى في العمل الإسلاميّ النوعي، في كافّة المجالات وعلى مختلف المستويات.

    بالتّأكيد لن يستطيع أحد بمفرده أن يحمل عبء هذا الإرث الّذي خلّفه سماحة السيد، ونحن لا نستطيع أن نقوم بهذه المسؤوليّة دون مشاركة المخلصين والمحبّين، ولكن في النهاية هناك مسؤوليّة مباشرة، وهناك إلى جانب الأمر الرّسالي الجانب العاطفيّ.

    لذلك سنتابع المسيرة، ونحن نعتبر أنّ هذا الأمر سيكون في عهدة الأمّة بأكملها، وأنّ كلّ إنسانٍ يعطي في هذا السّبيل هو يساهم في إحياء ذكرى سماحة السيّد وإبقاء ذكراه حيّةً، وقد لمسنا ذلك من خلال الجوّ العاطفيّ الّذي شهدناه خلال تشييع سماحته وخلال مراسم العزاء به. نقول لا بدّ من أن تتحوّل كلّ هذه العاطفة والمحبة التي ظهرت في القلوب وفي أذهان الناس إلى الجانب العمليّ، بحيث يشعر كلّ إنسان من هؤلاء الطيّبين بالمسؤوليّة عن المؤسّسات التي حضنت الفقراء والأيتام والمعوّقين والمسنّين والطلاب المستضعفين الّذين كانوا بعهدة سماحة السيّد بأعدادٍ كبيرة.

    أيضاً، لقد كان لسماحته حضور كبير وفاعل ومؤثّر في الجانب الفكريّ والفقهيّ والجهاديّ في العالم الاسلامي، وهذا ما سيكون مسؤوليّة كلّ المفكّرين والمجاهدين، وكلّ الفقهاء وكلّ الأدباء الّذين قدّروا قيمة سماحته على هذه الصّعد. وأيضاً كان لسماحة السيّد إنتاج أدبيّ مميّز يحمل معاني عميقة، بل كان في العديد من جوانبه رسالة إلى الأجيال كي يتعمّقوا في مغازي نصوصه الّتي اختمرت في وجدانه وضميره، وسالت فكراً وأدباً في كتبه وعلى أوراقه.
    وحول المرجعيّة في لبنان بعد غياب سماحة السيّد، قال: طبعاً سماحة السيّد كان حريصاً دائماً على الأصول في المرجعيّة، لذلك فالمرجعيّة لا تورّث، لا يمكن لأحدٍ أن يقول أنا مرجع إبن مرجع، أو أخ مرجع، في النّهاية المرجعيّة هي عمليّة جهدٍ فقهيّ وجهدٍ أصوليّ، الآن كلّ إنسانٍ يعمل في المجال الفقهيّ، وله اهتمام فيه لا بدّ من أن يطمح لأن يصبح مرجعاً، ولكن لهذه الطّموحات طريقها ومسالكها، وكلّ إنسانٍ إذا وفّقه الله إلى أن يصل، عليه أن يحمد الله كثيراً على ذلك. نسأل الله أن يوفّقنا ويوفّق كلّ النّاس الّذين عاشوا مع سماحة السيّد، وأيضاً كلّ النّاس الآخرين، لأن يبرز هناك مرجعيّات في الساحة تملك الانفتاح الفقهيّ الذي كان لدى سماحة السيد.

    وحول وجود شخصيّة لبنانيّة قادرة على أن تحلّ الآن محلّ السيّد، قال: في لبنان، ليس هناك شخصيّة يمكن أن تحلّ مكان سماحة السيّد بصفته المرجعيّة، لكن هناك العديد من القادة والعلماء الّذين يمكن أن يكون لديهم الكفاءة في أعمالهم ومسؤوليّاتهم الّتي يتولّونها في رعاية الشّأن العام في البلد.

    وحول إحساس المشاركين في تشييع سماحة السيّد، وكلام سفيرة بريطانيا، قال: إنّ سماحة السيِّد استطاع كإسلاميّ وكرائد حركةٍ إسلاميّةٍ أن يصل إلى عقول الكثيرين وقلوبهم، من أصحاب العقول النيّرة والقلوب الصّادقة المحبّة، مثل مراسلة CNN والسّفيرة البريطانيّة، وغيرها كثير. كان صوت سماحته قادراً على أن يصل، وأن يقنع الكثيرين ممن لا يحملون عقداً ضدَّ الإسلام وفكره. وأذكر أنه قبل فترة، كان هناك مئة شخصيّة أمريكيّة كانت تريد أن تأتي إلى لبنان لمقابلة سماحته، وهم ليسوا من السياسيّين، بل من المثقّفين الأمريكيّين، مُنع هؤلاء من قبل وزارة الخارجيّة الأمريكيّة من الحضور لمقابلة سماحته، لأنهم لا يريدون لهذا الصّوت الإسلاميّ أن يصل وأن يؤثّر، لأنّ من منع هؤلاء يخافون من الإسلام بكلّ أشكاله.
    وحول تقرير الـBBC والعربيّة بشأن الخلاف بين السيّد وولاية الفقيه وإيران والمقاومة، قال: هذا الاتهام ليس صحيحاً، وأنا سمعت قبل أيّام من السيّد ما قلته لكم. إنّ السيّد كان حريصاً على الجمهوريّة الإسلاميّة، وعلاقة السيد مع الجمهوريّة علاقة جيدة وعميقة الجذور وممتدّة إلى كل قادة الجمهوريّة الّذين كانوا يتواصلون معه ويتواصل معهم باستمرار. هم قد يعتبرون بالشكل، أنّ السيّد لم يزر إيران في الفترة الأخيرة، فهذا يعني أن العلاقة بينه وبين الجمهوريّة علاقة سيّئة. بالتأكيد الأمور ليست كذلك، لأن الأمر يتعلق بوضعية سماحة السيد، ليس إلا.

    قبل فترة، تشرّفت بأن ألتقي بسماحة السيّد القائد(حفظه الله)، وعبّر لي عن مشاعره الطيّبة، وعبّرت له عن مشاعر السيّد تجاهه، وكذلك كان هناك تواصل دائم، لا أعتقد أن هناك مشكلة في هذا الأمر، هذا أمر له علاقة بموضوع المرجعيّة، ولا أعتقد أنه يشكّل مشكلةً، في النّهاية هناك مراجع في أماكن متعدّدة من العالم الإسلاميّ، هم موجودون في العراق وفي إيران، ولا أعتقد أنّ هناك مشكلةً من ناحية المرجعيّة، وإن تناول الحديث عن الموضوع بهذه الطّريقة، ليس عليه دليل، ولا يثبت أمام الوقائع، صحيح أنّ سماحة السيّد لم يذهب إلى إيران منذ مدّة، لكني كنت أمثّل السيّد في كثير من المواقع في إيران، وبالتّالي كنا نتواصل باستمرار.

    هم يريدون ذلك الخلاف، يريدون أن يكون لسماحة السيّد مشكلة بينه وبين إيران، ويحاولون تفسير بعض الأمور التي حصلت مما نسب إلى سماحة السيّد في موضوع الزهراء(ع) وغيره، والذي تسبب بأذية السيد، يريدون تحميل مسؤلية ذلك لإيران، وأنّ يقولوا أن إيران هي وراء ذلك. حاولوا أن يشيروا إلى ذلك، وسماحة السيّد له موقف في هذا الشّأن، هناك أناس في داخل إيران قد يكون لهم دخالة في الموضوع، وهذا أكيد، لكنَّ الأمر لا يتعلَّق بالقيادة الإسلاميَّة أو بالأشخاص الفاعلين والممثّلين في معظم السّاحة. نحن نعتقد أنّ من كان له مشكلة مع سماحة السيّد، يكون له مشكله مع سماحة السيّد القائد أيضاً.

    وحول إحساس النّاس الذين شاركوا في العزاء برحيل السيّد، قال: أكيد، الكلّ عبّروا عن مشاعرهم، وكلّ إنسانٍ عبّر عن موقفه من موقعه، إن كان إسلاميّاً تحدّث من موقعه الإسلاميّ، وإن كان وطنيّاً تحدّث من موقعه الوطنيّ، وإن كان ذو انتماء آخر تحدث من منطلقه وهكذا... أكيد الكلّ عبّروا عن مشاعرهم المخلصة والنّبيلة، والّذي عاش أفق سماحة السيّد، أكيد عبّر بطريقةٍ أوسع وأشمل في هذا الإطار، لذلك كلّ أحد كان يرى سماحة السيّد بالصّورة الّتي كان هو يعيشها معه ويتصوّره من خلالها، والّذين كانوا في مواقع إسلاميّة كبيرة، عبّروا بطريقةٍ أشمل عن رؤيتهم لسماحة السيّد، سواء كان السيّد القائد(حفظه الله) أو السيّد حسن نصر الله، هؤلاء الّذين عاشوا معه، عبّروا بكلماتهم وعواطفهم عن روحيّة سماحة السيّد التي عرفوه من خلالها بصدق وإخلاص.

    كلام أخير: علّمنا سماحة السيّد أنّ الإنسان مهما بلغ من العظمة، سوف يغادر هذه الحياة، وهذا النبي محمد(ص)، وهو أعظم النّاس، قد غادرها، والله لم يجعل لأحد الخُلد، حتى الأنبياء، يبقى أنّ الأساس هو الارتباط بالفكر وبالنّهج، وسماحة السيّد حمّلنا أمانة المسؤوليّة عن الإسلام، واعتبر أنّ الإسلام، ولا سيّما الإسلام على خطّ أهل البيت(ع)، هو الإسلام الأصيل. ومسؤوليّتنا أن نؤكّده ونحفظه، ونبقيه صافياً، ونحرّكه في الحياة، والإسلام يملك القدرة على الامتداد، ولهذا، المسؤوليّة كبيرة على الجميع، كان سماحة السيّد يأخذ على عاتقه الكثير من هذا الجهد وعن الجميع، الآن أصبحت المسؤوليّة ملقاةً على عاتقنا جميعاً، ونحن على ثقةٍ بأنّ الأمّة التي عبّرت عن عاطفتها وحبّهاً للسيّد، ستحفظ الأمانة وكلّ هذا النّهج مع كلّ هؤلاء الذين عاشوا مع سماحة السيّد وفهموه، بالتّأكيد، هم سيؤكّدون فهمهم أكثر، وكما قال سماحة السيّد في كلماته القصيرة والمكثّفة في تأبين نفسه، إنّه إذا كان أحد لم يفهم سماحة السيّد في حياته، فهو يدعوه إلى أن يفهمه بعد مماته.

    طهران تقيم ملتقى دوليا تحت عنوان

    (العلامة فضل الله والمقاومة الاسلامية)



    اعلنت دائرة العلاقات العامة لمنظمة الاعلام الاسلامي في طهران عن إقامة ملتقى دولي تحت عنوان (العلامة فضل الله والمقاومة الاسلامية) لتكريم شخصية الفقيد الراحل العالم المجاهد العلامة آية الله (السيد محمد حسين فضل الله) ودوره في دعم المقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين وتأثيره الفقهي والثقافي والاجتماعي في العالم العربي والاسلامي .

    وذكرت دائرة العلاقات العامة لمنظمة الاعلام الاسلامي في بيان لها، ان الملتقى سيقام في طهران، برعاية المجمع العالمي لاهل البيت (عليهم السلام)، وتبدأ اعماله صباح الخميس 22/تموز/ 2010 بمشاركة اعضاء السلك الدبلوماسي للدول الاسلامية ومسؤولين بارزين من لبنان وفلسطين وضيوف من داخل وخارج إيران الاسلامية اضافة الى اسرة الفقيد الراحل.
    وجاء في البيان ، ان العلامة الراحل قد رکّز في وصاياه على ضرورة الدفاع عن الإسلام وخطّ أهل البيت (ع) في مواجهة التحدّيات. كما حرص السيّد الراحل على دعم المقاومة سواء المقاومة الإسلامية في لبنان أو في فلسطين. كما اكد الدفاع عن الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران التي تمثّل الإسلام وخطّ أهل البيت(ع)، وانها تمثّل الموقف الصلب أمام الاستکبار العالميّ. واكد ايضا على الوحدة الإسلاميّة التي تعد ضرورة لمنعة الأمّة الإسلاميّة وعزتها.


    12 يوليو 2010


    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    مكتب السيد المقدس فضل الله: بداية شهر شعبان الثّلاثاء

    يُعلن المكتب الشّرعيّ لسماحة العلامة المرجع السيّد محمّد حسيين فضل الله(قده)، أنّ الثّلاثاء، الواقع فيه 13/7/2010م، هو الأوّل من شهر شعبان الأغرّ، طبقاً للمبنى الفقهيّ لسماحته(رض) في إثبات أوائل الشّهور القمريّة، واستناداً إلى المعطيات الفلكيّة الدّقيقة.

    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

    التاريخ: 27 رجب 1431 هـ الموافق: 09/07/2010 م

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    المكتب الشرعي : يجوز لمقلّدي سماحة سيّدنا المقدس فضل الله (رض) البقاء على تقليده مطلقاً

    أصدر المكتب الشّرعيّ لسماحة الفقيه المجدّد والعلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رضوان الله عليه) بياناً ثانياً حول موضوع التّقليد زيادةً في التّوضيح ، وهذا نصه :

    بسم الله الرّحمن الرّحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمّد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

    عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا الجلل بفقد سيّدنا الفقيه المجدّد التقيّ الورع، آية الله العظمى السيّد محمّد حسين فضل الله (رض)، وبعد..

    فإنّ مكتب سماحته الشّرعيّ، عطفاً منه على بيانه السّابق حول موضوع التّقليد، وحرصاً منه على زيادة التّوضيح، قد صدر عنه البيان الآتي نصّه:

    أوّلاً:

    إنّ فقد سماحته(رض) يمثّل خسارةً علميّة كبيرةً، نظراً إلى حضوره الفاعل في ميادين البحث العلميّ المستنير والدّقيق والشّامل، إضافةً إلى الميادين الأخرى، وبخاصّة ما تميّز به إلى حدّ التفرّد، من منهجٍ فقهيٍّ وأصوليٍّ، جعله في جملة الأفذاذ الّذين يعزّ نظيرهم عبر التّاريخ، والذين أسّسوا لمدرسةٍ فكريّةٍ فقهيّةٍ امتدّت لعشرات السّنين، وساهموا في إغناء الفكر والفقه الإسلاميّين وتطويرهما، بما جعل سماحته(رض) بحقّ مصداقاً للحديث المرويّ عن رسول الله(ص): "إنّ الله يبعث لهذه الأمّة في رأس كلّ مائة عام من يجدّد لها دينها".

    ثانياً:

    إنّنا قد رأينا الفقهاء المعاصرين يرون وجوب أو جواز البقاء على تقليد المرجع المتوفّى، وخصوصاً إن كان المقلّد يراه الأعلم، أو لا يعلم أنّ واحداً من الأحياء بعينه أعلم منه، فضلاً عن تحفّظ فقهاء عديدين عن أصل اعتبار شرط الأعلميّة في مرجع التّقليد، وخصوصاً أنّ الساحة الإسلاميّة قد شهدت على مدى تاريخها، بروز فقهاء عديدين في وقتٍ واحد، وانحياز كلّ جماعةٍ من النّاس إلى تقليد واحدٍ منهم، دون أن يكون في ذلك غضاضة، أو يترتّب عليه محذور؛ بل ثمّة آراء اجتهاديّة تجيز تقليد الميّت ابتداءً.

    وبناءً عليه، فإنّه يجوز لمقلّدي سماحة سيّدنا الفقيه المجدّد، والعلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)، البقاء على تقليده مطلقاً.

    ثالثاً:

    إنّ مكتبنا الشّرعيّ، بأعضائه المعروفين، من تلامذة سماحة السيّد(رض) الفضلاء، سوف يبقى في خدمة مقلّدي سماحته على صعيد الفتوى أو غيرها من الأمور الشّرعيّة.

    أخيراً:

    يُعلن المكتب الشّرعيّ لسماحة السيّد(رض)، أنّ الثلاثاء الواقع فيه 13/7/2010م، هو الأوّل من شهر شعبان الأغرّ، طبقاً للمبنى الفقهيّ لسماحته(رض) في إثبات أوائل الشّهور القمريّة، واستناداً إلى المعطيات الفلكيّة الدّقيقة.

    هذا ما ندين الله به، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

    التاريخ: 27 رجب 1431 هـ الموافق: 09/07/2010 م


    بسم الله الرحمن الرحيم

    "إنّا لله وإنّا إليه راجعون"

    مقلّدي سماحة المقدّس المرجع الكبير، السيّد محمد حسين فضل الله(رضوان الله عليه).

    يجوز شرعاً البقاء على تقليد سماحته(رض)، وذلك بالاعتماد على فتوى جملةٍ من المراجع الأحياء المصرّحة بجواز البقاء على تقليد الميت .

    وبناءً على ذلك، سيستمرّ مكتب سماحة المرجع المقدّس بالإجابة عن استفتاءاتكم الواردة إلينا بناءً على رأي سماحته(رض).

    والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

    التاريخ: 24 رجب 1431 هـ الموافق: 06/07/2010 م
    بسم الله الرحمن الرحيم
    "إنّا لله وإنّا إليه راجعون"

    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}

    [البقرة: 207]


    "إذا مات العالِم ثُلِم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدّها شيء"

    في زمن أحوج َما نكونُ فيه إليه..

    رحلَ هذا الكبيرُ زارعاً في قلوب المحبّين أحزاناً جمعت كلَّ أحزانِ التاريخ...

    رحلَ الأبُ القائدُ الفقيهُ المرجعُ المجدِّدُ المرشد والإنسان...

    رحلَ والصلاةُ بين شفتيْه وذِكْرُ الله على لسانه وهمومُ الأمة في قلبه..

    وأخيراً توقّف نَبْضُ هذا القلب على خمسةٍ وسبعين من الأعوام... قَضَاها جهاداً واجتهاداً وتجديداً وانفتاحاً والتزاماً بقضايا الأمة ومواجهةً لكلّ قوى الاستكبار والطغيان..

    رحل السيّدُ وهمُّه الكبير، هو الإسلامُ فكراً وحركةً ومنهجاً والتزاماً في جميع مجالات الحياة مردّداً على الدوام: هذه هي كلُّ أُمنياتي، وليس عندي أُمنياتٌ شخصيّةٌ أو ذاتيّة، ولكنَّ أمنيتي الوحيدة التي عشتُ لها وعملتُ لأجلها هي أن أكونَ خادماً لله ولرسوله (ص) ولأهل بيته (ع) وللإسلام والمسلمين...

    لقد كانت وصيّتُه الأساس حِفْظَ الإسلام وحِفْظَ الأمّة ووحدتَها، فآمن بأنّ الاستكبار لن تنكسر شوكتُه إلاّ بوحدة المسلمين وتكاتفهم.

    وبعقله النيّر وروحه المشرقة كان أباً ومَرجعاً ومرشداً وناصحاً لكلّ الحركات الإسلامية الواعية في العالم العربي والإسلامي التي استهْدت في حركتها خطَّه وفكرَه ومنهجَ عمله...

    وانطلاقاً من أصالته الإسلامية شكَّل مدرسةً في الحوار مع الآخر على قاعدة أنّ الحقيقةَ بنتُ الحوار فانْفتَحَ على الإنسان كلّه، وجسّد الحوارَ بحركتِه وسيرته وفكره بعيداً عن الشعارات الخالية من أيّ مضمونٍ واقعيّ.

    ولأنّه عاشَ الإسلامَ وعياً في خطّ المسؤولية وحركةً في خطّ العدل، كان العقلَ الذي أطلق المقاومةَ، فاستمدّت من فكرهِ روحَ المواجهة والتصدّي والممانعة وسارت في خطّ الإنجازات والانتصارات الكبرى في لبنان وفلسطين وكلِّ بلدٍ فيه للجهاد موقع..

    على الدوام، كانت قضايا العرب والمسلمين الكبرى من أولويات اهتماماته.. وشكّلتْ فلسطينُ الهمَّ الأكبرَ لحركتِهِ منذ رَيعان شبابِه وحتى الرمقِ الأخيرِ قائلاً: "لن أرتاح إلاّ عندما يَسقط الكِيانُ الصهيوني".

    لقد شكّل السيّد علامةً فارقةً في حركة المرجعيّة الدينية التي التصقتْ بجمهور الأمة في آلامها وآمالها.. ورسمتْ لهذا الجمهور خطَّ الوعي في مواجهة التخلّف، وحملت معه مسؤولية بناء المستقبل... وتصدّت للغلو والخرافةِ والتكفير مستهديةً سيرةَ رسولِ الله (ص) وأهل بيتِه الأطهار(ع).

    لقد وقف السيّد بكلِّ ورعٍ وتقوى في مواجهةِ الفتن بين المسلمين رافضاً أن يتآكل وجودُهم بِفِعل العصبياتِ المذْهبية الضيّقة، طالباً من علماء الأمّة الواعين من أفرادها أن يتّقوا الله في دماء الناس، معتبراً أنّ كلَّ مَنْ يُثيرُ فتنةً بين المسلمين ليمزِّق وحدتَهم ويفرِّق كلمتَهم هو خائنٌ لله ولرسوله وإنْ صامَ وصلّى..

    حرص على الدوام أن تكون العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في لبنان والعالم قائمةً على الكلمةِ السواء والتفاهم حول القضايا المشتركة، وتطويرِ العلاقاتِ بينهم انطلاقاً من المفاهيم الأخلاقية والإنسانية التي تساهم في رَفْع مستوى الإنسان على الصُّعُد كافّة، وارتكازاً إلى قيمة العدل في مواجهة الظلم كلّه.

    وأمّا منهجيتُه الحركيّةُ والرساليّةُ وحركتُه الفقهيّة والعقائديّة، فإنّه انطلق فيها من القرآن الكريم كأساس... وقد فَهِمَ القرآنَ الكريم على أنّه كتابُ الحياة الذي لا يَفهمُه إلاّ الحركيون..

    امتاز بتواضعه وإنسانيّته وخُلُقه الرساليّ الرفيع وقد اتّسع قلبُه للمحبّين وغير المحبّين مخاطباً الجميع: "أحبّوا بعضَكُم بعضاً، إنّ المحبّة هي التي تُبدع وتُؤصّل وتنتج...تَعَالوْا إلى المحبّة بعيداً عن الشخصانية والمناطقية والحزبية والطائفية... تعالوا كي نلتقي على الله بدلاً من أن نختلف باسم الله"... وهو بهذا أفرغ قلبَه من كلّ حقد وغِلٍّ على أيّ من الناس، مردّداً "أنّ الحياةَ لا تتحمّلُ الحقدَ فالحقدُ موتٌ والمحبّةُ حياة"...

    ولقناعته بالعمل المؤسّسي آمن بأنّ وجود المؤسّسات هو المدماك الحضاريّ الأساسيّ لنهضة كلِّ أمّة ومجتمع.. أقام صروحاً ومنارات للعلم والرّعاية، فكانت مَلاذاً لليتيم وللمحتاج ووجد فيها المعوّقُ داراً للطموحات والآمال الكبار، ووجد المتعلّم فيها طريقاً نحو الآفاق المفتوحة على المدى الأوسع، وهكذا المريض والمسنّ وَجَدا فيها أيضاً واحةً للأمان والصحة..

    لقد كانت دارُكَ أيّها السيّدُ السيّدُ وستبقى مقصداً لكلِّ روّاد الفكر وطالبي الحاجات، فلطالما لهج لسانُك بحبّ الناس.

    كان الفقراء والمستضعفون الأقربَ إلى قلبك، ولقد وجدتَ في الشباب أَمَلاً واعداً إذا ما تحصّنوا بسلاحِ الثقافة والفكر..

    لقد سَكَنَ هذا القلبُ الذي ملأ الدنيا إسلاماً حركياً ووعياً رسالياً وإنسانية فاضت حبّاً وخيراً حتى النَّفَس الأخير...

    يا سيّدَنا، لقد ارتاحَ هذا الجسدُ وهو يتطلَّعُ إلى تحقيقِ الكثيرِ من الآمال والطموحاتِ على مستوى بناءِ حاضرِ الأمةِ ومستقبلِها..

    رحلتَ عنّا، وقد تكسّرت عند قدميْك كلُّ المؤامرات والتهديدات وحملاتِ التشويهِ ومحاولاتِ الاغتيال المادّي والمعنوي، وبقيت صافيَ العقل والقلب والروح صفاء عين الشمس...

    يا أبا علي، رحلت وسيبقى اسمُك محفوراً في وجدان الأمة، وستبقى حاضراً في فكرك ونهجِك في حياة أجيالنا حاضراً ومستقبلاً..

    رحل السيّدُ الجسد، وسيبقى السيّدُ الروحَ والفِكْرَ والخطّ... وستُكمل الأمّة التي أحبّها وأتعبَ نفسه لأجلها، مسيرة الوعي التي خطّها مشروعاً بِعَرَقِ سنيّ حياته...

    أيها الأخوة.. إنّنا إذ نعزّي الأمّة كلَّها برحيل هذا العلم المرجعيّ الكبير، وهذه القامةِ العلمية والفكرية والرسالية الرّائدة، نعاهدُ اللهَ، ونعاهدُك يا سماحة السيّد، أن نستكمل مَسيرةَ الوَعْي والتجديد التي أَرْسَيْتَ أصولَها وقواعدَها، وأن نحفظ وصيّتك الغالية في العمل على حِياطةِ الإسلام، ووحدةِ الأمةِ، وإنسانيّةِ الرّسالة.

    {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}]الفجر: 27-30]

    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
    التاريخ: 22 رجب 1431 هـ الموافق: 04/07/2010 م

    فضل الله في ذكرى إسقاط 17 أيّار:
    الكلمات الموجّهة ضدّ المقاومة وسلاحها تشبه تلك الّتي قيلت في أثناء الاحتلال




    لاحظ العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّه أريد للبنان ـ من خلال اتّفاق السّابع عشر من أيّار ـ أن يكون محطّة الانطلاق لمشروعٍ أميركيّ صهيونيّ يمتدّ إلى المنطقة، وهو الأمر الّذي حاول العدوّ تحقيقه في حرب تمّوز العام2006.

    وأشار إلى الاعتصام في مسجد الإمام الرّضا(ع) في بئر العبد، بتاريخ17 أيار 1983 م ، الذي دعا إليه تجمّع العلماء المسلمين الّذين انطلقوا في سياق حركة وحدويّة متراصّة، مسترشدين بآراء ومواقف وتوجيهات سماحة السيّد ـ دام ظله ـ ودعمه ومواكبته لكلّ هذه المسيرة، حيث مثّل هذا الإعتصام الرّصاصة الأولى الّتي أصابت اتّفاق 17 أيّار، ثم تبعته "رشقات" تمكّنت من إسقاط الهيكل على رؤوس المحتلّين.

    وحذّر من أنّ الكلمات التي تطلق ضدّ المقاومة وسلاحها في هذه الأيّام، تشبه كلمات الأمس الّتي كانت تعتبر المقاومة انتحاراً.

    جاء ذلك في الكلمة الّتي ألقاها بالنيابة عنه، نجله السيّد علي فضل الله، في الاحتفال الذي أقامه تجمّع العلماء المسلمين في مسجد الإمام الرّضا في بئر العبد، لمناسبة إسقاط اتّفاق 17 أيّار.وجاء في الكلمة:

    هل كان اتّفاق السّابع عشر من أيّار مجرَّد اتفاقيّة أمنيّة سياسيّة تسرّع الخطى في عمليّة جلاء القوّات الإسرائيليّة من لبنان، كما جاء في الكتاب الأبيض الصّادر عن وزارتي الخارجيّة والإعلام في لبنان في أيّار من العام 1983، أم أنّ هذا الاتّفاق كان المحطّة الأولى الّتي يُراد من خلالها إدخال الكيان الصّهيونيّ إلى عمق المنطقة العربيّة والإسلاميّة، مستعيناً بالقوّات الأميركيّة وقوّات الحلف الأطلسي؟!...

    لقد قيل الكثير حول هذا الاتّفاق الّذي شرّع استباحة كيان العدوّ للبنان، وأراد للقوّات المسلّحة اللّبنانيّة أن تأتمر بأوامر العدوّ، أو أن تقيّد حركتها لحساب مصلحته، وأن تكون شرطيّاً يضبط كلّ من تسوّل له نفسه الحديث بلغة التّحرير، وكلّ من يمنّي النّفس بالتمرّد على مقولة الأمن الصّهيونيّ لحساب أهله وبلده وأمّته...

    وسواء أراد هذا الاتّفاق أن ينقل الكيان الصّهيوني إلى قلب لبنان والنّسيج اللّبنانيّ كلّه، أو أراد للبنان أن ينتقل إلى داخل كيان العدوّ، أو الاثنين معاً، فإنّ هذا الاتّفاق كان يرسم لمرحلةٍ اتّسع بيكارها، وتوسّعت أهدافها، منذ قرّر شارون أن يحاصر العاصمة اللّبنانيّة، ليبدأ برسم خططٍ أمنيّةٍ وسياسيّةٍ تتجاوز لبنان إلى المنطقة كلّها...

    وعندما يقرأ أحدنا نصّ هذا الاتّفاق، من كلماته الأولى الّتي تشير إلى تعهّد كلّ من الفريقين (اللّبناني والصهيونيّ) "باحترام سيادة الفريق الآخر، واستقلاله السياسيّ وسلامة أراضيه" ، كما جاء في المادّة الأولى من الاتّفاق المشؤوم... إلى الموادّ الأخرى والملاحق التي تحدّد للجيش اللّبناني عديده، كما تحدّد أماكن عمل كتيبة المدفعيّة وكتيبة المدرّعات والسّرايا الأخرى وعديد الضبّاط وما إلى ذلك، مما يتّصل بحركة الجيش اللّبناني والقوّات المسلّحة اللّبنانية على الحدود مع فلسطين المحتلّة وفي الداخل... يعرف المدى الّذي أريد لهذا الاتّفاق أن يبلغه في السّاحة المحليّة، ليمتدّ ـ بعد ذلك ـ إلى ما هو أبعد من لبنان بكثير...

    عندما نضع هذه الصّورة أمامنا، ونتطلّع من على بعد سبعٍ وعشرين سنةً إلى المشهد الّذي أريد من خلاله تغيير خريطة المنطقة السياسيّة والأمنيّة، انطلاقاً من المحطّة اللّبنانيّة، ونعاود ملاحقة الأمور فيما جرى في حرب تمّوز من العام2006، ونحدّق في خطط العدوّ التي لا تزال قائمةً، ونستمع إلى كلام وزير حرب العدوّ الذي يتحدّث في هذه الأيّام عن جهوزيّة جيشه لشنّ حربٍ واسعة النّطاق... ندرك الحجم الكبير لتلك الحركة الّتي أسقطت المدماك الأوّل لمشروع صهيونيّ أميركيّ كبير في المنطقة، وندرك حجم وأهميّة الضّربة الأخرى التي تلقّاها العدوّ في حرب تمّوز2006، ونفهم مدى أهميّة أن تبقى خطوط الممانعة والمقاومة والحركة الشّعبية والعلمائيّة على جهوزيّتها، لإجهاض أيّة محاولةٍ لإعادة إحياء هذا المشروع وبعثه من جديد...

    لقد مثّلت حركة العلماء المخلصين، الّذين انطلقوا في سياق حركة وحدويّة متراصّة في تجمّع العلماء المسلمين، الرّصاصة الأولى التي أصابت اتّفاق السّابع عشر من أيّار في الصّميم، والّتي تبعها رشقات وزخّات أمنيّة وسياسيّة متوالية، استطاعت أن تسقط الهيكل على رؤوس الاحتلال الصّهيونيّ والإدارة الأميركيّة الّتي سار مبعوثها ـ آنذاك ـ خلف خطى شارون، وإن حمل اسم لبنان في هويّته، كما يحمل مبعوثٌ آخر هذه الهويّة في هذه الأيّام، ويريد لها أن تظلّ في خدمة المشروع الصّهيونيّ الاستيطانيّ والاحتلاليّ إلى آخر المطاف.

    ونحن عندما نستذكر الاتّفاق المشؤوم، ونستذكر أنّ المجلس النيابيّ صوّت آنذاك ـ باستثناء صوت أو صوتين ـ مصدّقاً لهذا الاتّفاق، ثم ما لبث أن صوّت بكامله ضدّ هذا الاتّفاق، نعرف جيّداً كيف تدار الأمور السياسيّة في لبنان، بما فيها تلك التي تتّصل بمستقبل البلد ومصيره، كما نعرف كيف يمكن للوحي الخارجي أن ينقل البلد من موقعٍ إلى آخر... وأن يبدّل المواقف السياسيّة ويقلب التّوازنات رأساً على عقب... وما أشبه اليوم بالأمس، ولله درّ هذا اللّبنان، كيف تتغيّر فيه الأسماء والعناوين، ويبقى هو على حاله، تماماً كما يقول الشّاعر:

    وحالات الزّمان عليك شتّى وحالك واحدٌ في كلّ حالِ

    إنَّنا في الوقت الَّذي نحيّي ذكرى الشّرارة الأولى والأساسيّة الّتي انطلقت من مسجد الإمام الرِّضا(ع)، ومن ذلك الاعتصام التَّاريخيّ، لإسقاط الاتّفاق المشؤوم، ونحيّي ذكرى الشهيد محمّد نجدي، وكلّ أولئك الّذين اختطفتهم السّلطة ـ آنذاك ـ واعتقلتهم تبعاً لأوامر المقبور ديفيد كيمحي ... علينا أن نحدّق مليّاً في المستقبل، لأنَّنا نزعم أنَّ العدوّ لم ييأس بعد، وأنّه لا يزال يمنّي النّفس بما يشبه اتّفاق17 أيّار، وما يتجاوزه. كما علينا أن نرصد المشهد من حولنا، لنلاحظ أنّ الكلمات الّتي تطلق ضدّ المقاومة وسلاحها، هي نفسها الّتي كانت تعتبر المقاومة انتحاراً، وكانت تقول للّبنانيّين إنّها تنشد الخلاص للبنان من خلال توقيع اتّفاق الذلّ مع العدوّ... وهي كانت تردّد قبل حوالى ثلاثة عقود: "ماذا فعلتم للجنوب، ماذا فعلتم بالجنوب؟!"... وها هي تردّد الآن كلمات مشابهة تماماً، ويستعين بها العدوّ في قنواته التلفزيونيّة ليؤشّر إلى إمكانيّة الاستفادة منها في المستقبل، كما جرى الاستفادة منها في الماضي...

    إنّ لبنان بحاجةٍ إلى استراتيجيّة دفاعيّة حقيقيّة تقوم على قواعد صلبة في وحدته الداخليّة، وخصوصاً في الوحدة الإسلاميّة الّتي يمثّل تجمّع العلماء المسلمين مدماكاً أساسيّاً من مداميكها... لتنطلق هذه الوحدة في مشروعٍ ثقافيّ سياسيّ وحدويّ جهاديّ، يؤسّس لمواجهة المرحلة المقبلة الّتي تتلبّد فيها الغيوم القادمة من المنطقة ومن قلب فلسطين المحتلّة... ولننطلق من موقع الفعل لا من موقع ردّ الفعل، لنمنع زحفاً صهيونيّاً على لبنان، ونؤسّس لانطلاقةٍ حقيقيّةٍ تحتضن مشروع المقاومة والممانعة في حركته الحاليّة وامتداداته في آفاق المستقبل.

    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

    التاريخ: 3 جمادى الثّانية 1431 هـ الموافق: 17/05/2010 م