18 مارس 2010

استقبل الشّيخ محمّد يزبك ووفداً من بنت جبيل ومحفوظ
فضل الله: تهديد العدوّ يمثّل تهديد الخائف القلق من أيّة مغامرةٍ في المستقبل

أكّد سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ تهديدات العدوّ الإسرائيليّ للبنان تمثّل تهديدات الخائف والقلق الّذي يخشى من نتائج أيّة مغامرة عسكريّة وأمنيّة في المستقبل المنظور.

وشدّد سماحته على ضرورة التّواصل بين المناطق المحرومة في لبنان، لتجذير الوحدة الوطنيّة والإسلاميّة، داعياً إلى تواصلٍ مستمرّ بين بعلبكّ والهرمل وعكّار على وجه الخصوص.

استقبل سماحته رئيس الهيئة الشّرعيّة في حزب الله، الشّيخ محمّد يزبك، الّذي اطمأنّ إلى صحّته، وعرض معه للأوضاع العامّة في لبنان، والتّهديدات الإسرائيليّة المتواصلة على أكثر من صعيد.

وأكّد سماحة السيّد فضل الله في خلال اللّقاء، ضرورة الاهتمام بالأوضاع الخدماتيّة والحياتيّة للنّاس، وخصوصاً في المناطق المحرومة في بعلبكّ والهرمل وعكّار على وجه الخصوص، داعياً إلى التّواصل بين هذه المناطق من خلال ما تفرضه الحاجات الأساسيّة للنّاس، ومن خلال ما تتطلّبه قواعد الوحدة الوطنيّة والوحدة الإسلاميّة من حركةٍ ثقافيّةٍ وفكريّةٍ وسياسيّةٍ وعلى جميع المستويات.

ورأى سماحته أنّ تهديد مسؤولي العدوّ للبنان هو تهديد الخائف والقلق والمذعور، والّذي يخشى من النّتائج المدمّرة لأيّة مغامرة عسكريّة في المستقبل المنظور، مشيراً إلى أنّ التّهويل بالحرب يمثّل جزءاً من اللّعبة الدّوليّة الّتي يُراد من خلالها تمرير بعض الصّفقات السياسيّة، وحتى العسكريّة والتجاريّة في المنطقة، ولإبقاء وتيرة تصدير الأسلحة إلى المنطقة على حالها، إضافةً إلى ابتزاز بعض الدّول والمحاور.

واستقبل سماحته وفداً شعبيّاً كبيراً من بلدة بنت جبيل، ضمّ: رئيس البلديّة عفيف بزّي، وعدداً من المشايخ والوجهاء والمخاتير والفاعليّات الاجتماعيّة وعدداً من الأكاديميّين.

وألقى الدّكتور مصطفى بزّي كلمةً باسم الوفد أشاد فيها بسماحة السيّد فضل الله، قائلاً: أنتم أكبر من أن يوفّى مقامكم بكلام، وأعزّ من أن يتناولكم بيان... لقد تمثّل غرسكم في نتاجكم الكبير الّذي لا يُعدّ ولا يحصى، وبخاصّة في المجال الدّيني والعلميّ والمرجعيّ...

وألقى سماحة السيّد فضل الله كلمةً في الوفد أشاد فيها ببنت جبيل؛ القلعة الصّامدة في مواجهة الاحتلال، والّتي لقّنت العدوّ دروساً مؤلمةً في المواجهة والصّمود، مشيداً بتاريخها العلميّ والفكريّ ونتاجها الأدبيّ والدّينيّ، وبعلمائها الكبار بشكلٍ خاصّ، وحضورها النّاصع في المحطّات التاريخيّة الكبرى، وأمام التّحدّيات التي واجهت الأمّة والوطن على مستوى المصير والوجود... مشيراً إلى أنّها استطاعت مع أخواتها العامليّات من البلدات والقرى والمدن وبقيّة المناطق اللّبنانيّة، حماية الوطن ومستقبل أجياله، وخصوصاً في حرب تموز من العام 2006.

كذلك استقبل سماحته رئيس المجلس الوطني للإعلام، عبد الهادي محفوظ، الّذي عرض معه شؤوناً إعلاميّةً وسياسيّةً.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 1ربيع الأوّل 1431 هـ الموافق: 17/03/2010 م
فضل الله استقبل الشَّيخ قاسم والوزير الحاج حسن وإرسلان ونائباً كويتيّاً

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، نائب الأمين العام لحزب الله، الشّيخ نعيم قاسم، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، وعرض معه للأوضاع العامّة، والتّهديدات الإسرائيليّة الأخيرة.

وشدّد سماحته في خلال اللّقاء على ضرورة بقاء المقاومة على كامل جهوزيّتها وتنسيقها مع الجيش اللّبناني لمواجهة أيّ طارئ، داعياً إلى عدم الاسترخاء أمام الخطط الأمنيّة والاستخباراتيّة التي ينطلق من خلالها العدوّ لاستباحة الواقع اللّبنانيّ والواقع العربيّ والإسلاميّ، مشيراً إلى ضرورة البقاء على أتمّ الاستعداد لمواجهة هذه الخطط، إلى جانب الخطوات الأخرى التي يمكن للحوار الوطني الدّاخلي أن يعزّزها أو يفرزها.


كما استقبل سماحته رئيس اللّجنة الماليّة والاقتصاديّة في البرلمان الكويتيّ، النّائب يوسف زلزلة، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، واضعاً إيّاه في أجواء التطوّرات الأخيرة على السّاحة الكويتيّة.









واستقبل سماحته أيضاً، رئيس الحزب الدّيمقراطيّ اللّبنانيّ، النّائب طلال إرسلان، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته.










كذلك استقبل وزير الزّراعة حسين الحاج حسن، وعرض معه للأوضاع العامّة.










كما استقبل السيّد عبد الله الغريفي، حيث جرى عرضٌ لعددٍ من الشّؤون الإسلاميّة العامّة.






مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24ربيع الأوّل 1431 هـ الموافق: 10/03/2010 م


17 مارس 2010

فضل الله استقبل الحسيني والأسعد وعبيد وأبو القطع ووفوداً علمائيّةً فلسطينيّةً من مخيّمات صور

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، الرّئيس حسين الحسيني، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، يرافقه نجله حسن، وكانت مناسبةً للتّداول في الأوضاع العامّة.









كذلك استقبل سماحته الأستاذ رياض الأسعد الّذي عرض معه بعض الشّؤون السياسيّة وقضايا عامّةً.










ثم استقبل وفداً من العلماء الفلسطينيّين في مخيّمات صور، برئاسة الشّيخ محمّد عبد العال، ووفداً من الهيئة الإسلاميّة الفلسطينيّة، وقدّم الوفد إلى سماحته هديّةً رمزيّةً عبارة عن ترابٍ من ساحة المسجد الأقصى، وخريطة فلسطين المحتلّة.


































ثم استقبل سماحته وفد الجمعيّة الإسلاميّة للتّخصّص والتّوجيه العلميّ، برئاسة السيّد جميل إبراهيم.










كما استقبل مدير عام وزارة الإعلام سابقاً الأستاذ محمّد عبيد.











كذلك استقبل سماحته الشّيخ محمّد أبو القطع، الّذي وجّه إليه دعوةً للمشاركة في الاحتفال الّذي تقيمه جمعيّة الدّعاة في ذكرى المولد النّبويّ الشّريف، وجرى التّداول معه في عددٍ من القضايا الإسلاميّة العامّة.








مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 27 صفر 1431 هـ الموافق: 11-02-2010 م
استقبل الوزير السيّد حسين، والنّائب عبّاس هاشم، وأمين عام الجماعة الإسلاميّة
فضل الله: الفتنة المذهبيّة ابتعدت عن لبنان... وعلى الإسلاميّين التّواصل لترسيخ الوحدة

رأى سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الفتنة المذهبيّة ابتعدت عن لبنان، مشيراً إلى أنّ ذلك لا يعفي الإسلاميّين في لبنان من العمل المتواصل لترسيخ الوحدة الإسلاميّة، داعياً الحركات الإسلاميّة السنيّة والشيعيّة إلى تحمّل مسؤوليّاتها في الدّفاع عن فلسطين والشّعب الفلسطيني.

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، وفداً من الجماعة الإسلاميّة برئاسة أمينها العام إبراهيم المصري، إضافةً إلى نائب بيروت عماد الحوت، وحسين حمادة. وقد اطمأنّ الوفد إلى صحّة سماحته، وجرى التّداول في عددٍ من القضايا الإسلاميّة، وخصوصاً التحدّيات التي تواجهها الحركات الإسلاميّة في ظلّ تصاعد هجمة الأنظمة عليها من جهة، والنموّ المتصاعد للحركات التّكفيريّة من جهةٍ أخرى.

ورأى سماحة السيّد فضل الله، أنّ الفتنة المذهبيّة ابتعدت عن لبنان في ظلّ الأوضاع التي استجدّت على أكثر من صعيد، إلى جانب سعي المخلصين لقطع دابرها، ولكنّ ذلك لا يعفي الإسلاميّين على المستوى السنّي والشّيعي من العمل المتواصل لترسيخ الوحدة بالمزيد من التواصل، وفتح قنوات الحوار السياسيّ والثقافي والفكري على أكثر من صعيد، لتطويق أيّ حادثٍ من شأنه التّأثير سلباً في حركة هذه الوحدة، وخصوصاً أنّ المنابر الإعلاميّة المتعدّدة تستمرّ في ضخّ ثقافة الاختلاف، بالطّريقة التي تُستثارُ فيها الغرائز المذهبيّة، لإبقاء جذوة
الاختلاف متوقّدةً، على حساب قضايا الأمّة في حاضرها ومستقبلها.
وشدّد سماحته على أن تتحمّل الحركات الإسلاميّة مسؤوليّاتها تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني، في الوقت الذي قرّرت الأنظمة العربيّة بيع القضيّة للصهاينة الغاصبين، والسير قدماً في عمليّات التّطبيع معهم دونما حياء أو خجل، مؤكّداً دور الحركات الوطنيّة والإسلاميّة في العمل لتعطيل هذه الانعطافة الخطيرة في السياسة الرّسمية العربيّة، من خلال العمل لتحريك الشّارع ضدّ هؤلاء الّذين يتصرّفون على أساس الانتهاء من القضيّة الكبرى التي باتت تمثّل عبئاً ثقيلاً يعملون على التخلّص منه.
ثم استقبل سماحته الوزير عدنان السيّد حسين، وبحث معه في تطوّرات الأوضاع العامّة، وحركة الحكومة أمام الملفّات المتراكمة، وخصوصاً ملفّ الطائرة المنكوبة، والتّعيينات، والانتخابات البلديّة.








كذلك استقبل الوزير السّابق طراد حمادة على رأس وفدٍ بحث معه في عددٍ من الشّؤون الإسلاميّة والعربيّة العامّة.










كما استقبل نقيب المحامين السّابق عصام كرم.











وكان سماحته استقبل النّائب عبّاس هاشم وتداول معه في التطوّرات.











مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 26 صفر 1431 هـ الموافق: 10-02-2010 م

16 مارس 2010

عُوّاد فضل الله في مستشفى بهمن للاطمئنان إلى صحّته

زار العلامةَ المرجعَ، السيّد محمد حسين فضل الله، في مستشفى بهمن، عددٌ من الشّخصيّات الّذين حضروا للاطمئنان إلى صحّته، حيث عاده كل من: مسؤول شورى التّنفيذ في حزب الله، السيّد هاشم صفيّ الدين، وسفير المملكة العربيّة السعوديّة في لبنان، علي العسيري، والقائم بالأعمال الإيراني، مير مسعود حسينيان، والمستشار الثقافي الإيراني، محمد رئيس حسين زاده، والنّائب أيّوب حميّد، والنّائب عباس هاشم، ونوّاب كتلة الوفاء للمقاومة: محمّد رعد، وحسن فضل الله، وبلال فرحات، ونوّاف الموسوي، وعلي المقداد، وعلي عمّار.

كذلك عاد سماحته الوزير محمّد فنيش، ورئيس المجلس السياسي لحزب الله، السيّد إبراهيم أمين السيّد، والمعاون السياسي لأمين عام حزب الله، الحاج حسين الخليل، ومسؤول وحدة الارتباط والتّنسيق في حزب الله، الحاج وفيق صفا.

كما تلقّى سماحته عدداً من الاتّصالات المطمئنّة إلى صحّته من داخل لبنان وخارجه.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 4 ربيع الأول 1431 هـ الموافق: 18-02-2010 م
استقبل وفد جمعيّة "عطاء بلا حدود" وبركات ويعقوب
فضل الله: نؤكّد دور الدّين في إخراج النّاس من المأساة إلى ثقافة الفرح والسّلام

شدّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على أنّ الدّين يعمل لملء الحياة بروح الفرح والمحبّة والعطاء، رافضاً العقليّة التي يتبنّاها البعض، والتي تحصر دور الدّين في اختزان الآلام والتّرويج لثقافة المأساة.

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيِّد محمَّد حسين فضل الله، وفداً من جمعيّة "عطاء بلا حدود" برئاسة الدّكتور طلال حمود، حيث اطمأنّ الوفد إلى صحّة سماحته، وقدّم إليه درع الجمعيّة، شارحاً له عمل الجمعيّة على المستوى الوطنيّ العام.

وشدّد سماحة السيّد فضل الله على أهميّة أن نقدّم الفرح إلى النّاس على المستويات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والفكريّة وما إلى ذلك، في الوقت الّذي يضجّ المجتمع بالآلام التي تصنعها المآسي المتعدّدة في ظلّ الاهتزاز الاقتصاديّ واللااستقرار السياسيّ، مؤكّداً أنّ الذّهنيّة التي يتبنّاها البعض، والتي تحصر دون الدّين في اختزان الآلام والتّرويج لثقافة المأساة، والإصرار على جلد الذّات، بعيداً عمّا هي الآفاق السّامية للدّين في سعيه لإخراج النّاس من الظّلمات إلى النّور، ومن المأساة إلى الحياة والعطاء، هي ذهنيّة خاطئة، مشيراً إلى ضرورة أن يعمل الجميع، كلٌّ بحسب إمكاناته وطاقاته، للتّأسيس لثقافة الفرح الواعي المنفتح على آفاق الحياة، وعلى المحبّة والعطاء والسّلام، لأنّ دور الدّين يتمثّل في ملء الحياة بروح السّلام والمحبّة والعطاء.

واستقبل سماحته مسؤول الوحدة الثقافيّة في حزب الله، الشيخ أكرم بركات. كما استقبل النّائب السّابق حسن يعقوب، وجرى التّداول في الأوضاع العامّة.






مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 24 صفر 1431 هـ الموافق: 08-02-2010 م

المرجع فضل الله يستقبل السفير السّوريّ

استقبل العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، السّفير السّوريّ في لبنان، علي عبد الكريم، موفداً من الرّئيس بشّار الأسد للاطمئنان إلى صحّة سماحته.

وجرى في خلال اللّقاء التّداول في الأوضاع العربيّة والإسلاميّة، وسبل مواجهة تهديدات العدوّ المتواصلة ضدّ لبنان وسوريا والمنطقة.




مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 21 صفر 1431 هـ الموافق: 05-02-2010 م

فضل الله استقبل شكر وجزّيني والحاج ووفداً إعلاميّاً إيرانيّاً

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، الأمين القطريّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، الوزير السابق فايز شكر، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، وعرض معه لعددٍ من الأوضاع العامّة والتطوّرات السياسيّة الأخيرة، وخصوصاً التّهديدات الإسرائيليّة للبنان وسوريا، وسبل مواجهتها على المستويات النّفسيّة والسياسيّة والميدانيّة.





ثم استقبل اللّواء علي الحاج... وكذلك مدير عام الأمن العام، اللّواء وفيق جزّيني.






















كذلك استقبل سماحته وفداً إيرانيّاً ضمّ مدير عام مؤسسة إيران الثقافيّة والطباعيّة كاو اشتهاردي، ونائبه وحدي خاوئي، ومدير الإعلانات والشّؤون التّجاريّة في المؤسّسة، محمّد سعيد زعيم زادة، والمدير المسؤول في جريدة الوفاق الإيرانيّة اليوميّة، مصيّب نعيمي، حيث جرى عرضٌ لعددٍ من المواضيع الإعلاميّة والإسلاميّة العامّة.







مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 20 صفر 1431 هـ الموافق: 04-02-2010 م

تلقّى اتّصالاً من رئيس الجمهوريّة اللبنانية
فضل الله استقبل الوزير فنيش والعميد حطيط وسلام وسلمان

تلقّى سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، اتّصالاً من رئيس الجمهوريّة اللبنانية العماد ميشال سليمان، اطمأنّ فيه إلى صحّته، وتداول معه في الأوضاع العامّة.

واستقبل سماحته في منـزله بحارة حريك، وزير التنمية الإدارية الحاج محمد فنيش، يرافقه الدكتور أحمد ملّي، وجرى عرضٌ لتطوّرات الأوضاع الداخليّة، وسير العمل على المستوى الحكوميّ، خصوصاً في ظلّ الوعود الكثيرة التي أعطيت للنّاس كأولويّات، والسبب في تراجع المعنيّين عنها.




كذلك استقبل سماحته العميد أمين حطيط، ورجل الأعمال هاني سلام.











كذلك استقبل سماحته صاحب جريدة "السّفير" وناشرها الأستاذ طلال سلمان، حيث جرى التّداول في شؤون عربيّة وإسلاميّة عامّة.









واستقبل رئيس الجالية اللّبنانيّة في أنغولا، فارس سبيتي، على رأس وفدٍ عرض مع سماحته لأوضاع المغتربين اللّبنانيّين في إفريقيا.







مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 19 صفر 1431 هـ الموافق: 03-02-2010 م
فضل الله استقبل البستاني ودلّول وصلّوخ واللّواء السيّد

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، وزير الخارجيّة السّابق فوزي صلّوخ، الّذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، وتداول معه في الأوضاع العامّة.








ثم استقبل سماحته الوزير السّابق ناجي البستاني، حيث جرى عرضٌ لعددٍ من التطوّرات.










واستقبل سماحته اللّواء جميل السيّد
الّذي اطمأنّ إلى صحّته، وجرى التّداول في عدد من الملفّات القضائيّة المتّصلة بالمحكمة الدوليّة.








كما استقبل سماحته الوزير السّابق محسن دلّول، يرافقه السيّد يوسف مرتضى، وجرى التّداول في الأوضاع العامّة.





مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 18 صفر 1431 هـ الموافق: 02-02-2010 م


15 مارس 2010


استقبل الرّئيس برّي والرّفاعي وسلمان
فضل الله عرض لمسؤوليّة الدّولة في كارثة الطّائرة... والتحدّيات التي تواجه الشّعبين الفلسطيني والعراقي

استقبل العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، في منـزله في حارة حريك، رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، الذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، وجرى في خلال اللّقاء التعرّض لعددٍ من التطوّرات الدّاخليّة، وخصوصاً موضوع كارثة الطّائرة والمسؤوليّات المترتّبة على الدولة في إعطاء هذا الملفّ الأهميّة القصوى على جميع المستويات.

كما جرى التداول في شؤونٍ عربيّة وإسلاميّة عامّة، وتمّ التّأكيد على تضافر جهود الجميع في لبنان لإنجاح عمليّة البناء والإصلاح، وتحصين السّاحة الداخليّة لمواجهة أيّ خطرٍ محدقٍ، وأيّ عدوانٍ إسرائيليّ محتمل.

وكان سماحته استقبل وفداً من جريدة اللّواء برئاسة رئيس تحريرها الأستاذ صلاح سلام، حيث اطمأنّ الوفد إلى صحّة سماحته، وجرى التّداول في الشّؤون العامّة.




كذلك استقبل سماحته مدير عام وزارة الإعلام، حسان فلحة، ثم استقبل ممثّل حركة الجهاد الإسلاميّ في لبنان أبو عماد الرّفاعي، الّذي نقل إليه تحيّات أمين عام الحركة، رمضان عبد الله شلّح، حيث جرى عرضٌ للتحدّيات التي تواجهها القضيّة الفلسطينيّة في ضوء الأوضاع العربيّة والإسلاميّة الرّاهنة.




كما استقبل سماحته رئيس مجلس أمناء هيئة الإعلام العراقي، الدّكتورحسن سلمان، حيث جرى عرضٌ للتحدّيات التي يواجهها الشّعب العراقيّ، لجهة استمرار العمل لإخراج المحتلّ، ومواجهة التفجيرات الوحشيّة، إضافةً إلى آفاق المرحلة المقبلة التي ترتسم في العراق في أعقاب الانتخابات القادمة.



واستقبل سماحته رئيس لجنة المبعدين اللّبنانيين من الإمارات، حسين عليّان.

وتلقّى سماحته اتّصالاً من الوزير السّابق جان عبيد، اطمأن فيه إلى صحّته.



مكتب سماحة آية الله العظمى
السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 17 صفر 1431 هـ الموافق: 01-02-2010 م


استقبل الرّئيس الحصّ والشيخ قاووق ووفداً شعبيّاً من بلدة كيفون
فضل لله: الوحدة الداخليّة وقوّة المقاومة تمنعان العدوّ من الاعتداء مجدّداً

أكّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، حماية الوحدة اللّبنانيّة الداخليّة والوحدة الإسلاميّة من كلّ المتربّصين بهما سوءًا، مشدّداً على عدم الانجرار وراء ما تثيره بعض الأجهزة الإعلاميّة حول فتنة مذهبيّة هنا أو هناك.
ومن جهة ثانية، أكّد أهميّة الحفاظ على عنصر القوّة المتمثل بالمقاومة وجهوزيّتها، منوّهاً بالتنسيق والتعاون بين المقاومين والجيش اللّبناني، داعياً إلى توفير حماية سياسية وميدانية للمقاومين، مؤكّداً أنّ قوّة المقاومة تمنع العدوّ من الاعتداء مجدّداً على لبنان.

استقبل سماحته الرّئيس سليم الحصّ الذي زاره مطمئنّاً إلى صحّته، واستعرض معه الأوضاع العربيّة والإسلاميّة الرّاهنة، وجرى التّأكيد على أن يعمل الجميع في لبنان لحماية الوحدة اللبنانيّة والوحدة الإسلاميّة من المتربّصين شرّاً بالوحدة الداخليّة، وعلى رأسهم العدوّ الصّهيوني، الذي يواصل تهديداته وعدوانه واختراقاته لإحداث خرق في الدّاخل اللّبناني.

وشدّد سماحته على عدم الانجرار وراء الإشاعات التي تطلقها أجهزة إعلاميّة معيّنة، تروّج فيها بين الحين والآخر للفتنة المذهبيّة في لبنان أو في مواقع معيّنة في العالم العربي والإسلامي، مشيراً إلى مسؤوليّة الجميع في التوعية، وكشف ما تخطّط له محاور عالمية وأجهزة دوليّة من سعي لإرهاق المواقع العربيّة والإسلاميّة بالتمزّقات المذهبية والسياسية وغيرها.

كما شدّد سماحته على ضرورة ألا تكون الوحدة داخل الحكومة شيئاً صوريّاً وشكليّاً، مؤكّداً العمل لحماية مشروع الدّولة وتركيز الوحدة على أسس وطنيّة متينة.

ثم استقبل سماحته مسؤول حزب الله في الجنوب، الشيخ نبيل قاووق، الذي اطمأنّ إلى صحّته، ووضع سماحته في أجواء التهديدات الإسرائيلية، ومعاناة الجنوبيين المستمرّة لتأخر التعويضات وغيرها من المشاكل، وصولاً إلى كارثة الطّائرة والتي نال منها الجنوب القسط الأكبر.

وشدّد سماحة السيد على أنّ توحّد اللّبنانيين في المعاناة أمام حادث الطائرة يمثّل رسالةً إلى العدوّ، في تماسك كل الفئات اللبنانيّة وتضامنها وتفاعلها مع القضايا العامّة والكبرى، ما يجعل العدوّ يحسب الكثير من الحسابات إذا ما فكّر في القيام بعدوان جديد على لبنان.

ونوّه سماحته بجهوزيّة المقاومين والمجاهدين وتعاونهم وتنسيقهم مع الجيش اللبناني لردع العدوّ إذا ما حاول الاعتداء مجدّداً على لبنان، مشيراً إلى أنّ قوّة المقاومة هي قوّة للّبنانيّين جميعاً، وأنها كلّما ازدادت صلابةً ومنعةً وحصّنت نفسها ـ مع الجيش ـ بعناصر الحماية والقوّة، شكّل ذلك عائقاً أمام أيّ عدوان إسرائيلي محتمل، وكلّما أحسّ العدوّ بضعف في الجانب اللّبنانيّ، سوّلت له نفسه الاعتداء مجدّداً على البلد... داعياً إلى الحفاظ على عناصر القوّة والجهوزية اللبنانية بكلّ الإمكانات، ومن خلال الحركة السياسية التي من شأنها تأمين الحماية في نطاقها السياسي الواسع.

واستقبل سماحته وفداً شعبيّاً من بلدة كيفون، زاره مطمئنّاً إلى صحته، وترأّس الوفد الشيخ حسين الحركة، وضمّ من أبناء البلدة، رئيس البلديّة الحاج محمد داغر، ورئيس لجنة الوقف، الحاج أبو رجا سعد، ورئيس جمعيّة كيفون، الأستاذ محمد الحاج. كذلك استقبل سامي الجواد موفداً من الرّئيس كامل الأسعد للاطمئنان إلى صحّته.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 13 صفر 1431 هـ الموافق: 28-01-2010 م

في نداءٍ وجّهه إلى العالم العربيّ والإسلاميّ في ذكرى مولد الرّسول(ص)
فضل الله: الإثارات المذهبيّة تحقّق أهداف العدوّ التّدميريّة بعد فشله في الحرب المباشرة مع المقاومة

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الوحدة الإسلاميّة ليست خياراً تملك أن تختاره أو تتركه، بل هي منهجٌ يرتكز إلى الرّوح الإيجابيّة التي يريد الله للإنسان المسلم أن يبني من خلالها الحياة مع الآخر، مشيراً إلى أنّ هذه الوحدة مستهدفة من خلال ما يخطّط له الاستكبار لاستكمال مشروعه في السّيطرة على المواقع الاستراتيجيّة في الأمّة، ومن خلال الحرب الإعلاميّة والنفسيّة التي تستهدف إثارة فريقٍ في الأمّة ضدّ فريق آخر.

ودعا سماحته إلى مواجهة فكر التّكفير في الأمّة من خلال العمل بوصيّة النبي(ص)، داعياً المسلمين إلى حملةٍ عالميّةٍ تعرّف العالم بشخصيّة الرّسول الأكرم(ص)، وحذّر من أنّ العدوّ الصهيونيّ الذي فشل في حربه المباشرة مع المقاومة، بدأ يراهن على تحقيق أهدافه التدميريّة من خلال ما يقدّمه له البعض من فرصٍ متعدّدة في الإثارات المذهبيّة، مؤكّداً حقّ الأمّة في حماية نفسها، وداعياً إلى اعتبار ما تملكه قوى الممانعة من قوّة ذخيرةً استراتيجيّةً للأمّة كلّها.

لمناسبة مولد الرّسول الأكرم(ص)، وجّه سماحته نداءً إلى العرب والمسلمين جاء فيه:

يختلف المسلمون، تبعاً للرّوايات، في تاريخ ولادة النبيّ محمّد(ص)، بين 12ربيع الأوّل الّذي يأخذ به مشهور المسلمين السنّة وبعض المسلمين الشّيعة، و17 ربيع الأوّل الذي يأخذ به مشهور المسلمين الشّيعة وربّما غيرهم.

وهذا الاختلاف يعكس التنوّع في الدّائرة الإسلاميّة، سواء في منهج الاجتهاد، أو في التّحقيق التّاريخيّ، أو في المفردات العلميّة التي يراها البعض كافيةً لإثبات موضوعٍ أو فكرةٍ ما لا يراها الآخر كذلك. وهذا الأمر جزءٌ من حركة الاختلاف البشريّة التي لم يخلُ منها دينٌ أو مذهبٌ أو اتّجاه.

إلا أنَّ ما ينبغي تأكيده، هو أنَّ ارتباطنا بالرّسول هو ارتباطٌ بالرّسالة، وعلاقتنا به كمسلمين يؤكّدها الإسلام الّذي ولد مع بعثة النّبيّ وحركته التي خاض فيها الصّراع، وواجه فيها التحدّيات المتنوّعة التي أرادت للإنسان أن يبقى في وحول الشّرك، وجمود الصّنم، وضيق الأفق، والبُعد عن الفطرة، ومجانبة الأخلاق والقيم...

ولذلك نجد أنّ القرآن الكريم عرض للأنبياء في رسالاتهم وتجاربهم التي تمثّل القدوة لنا في مدى التاريخ، ولم يهتمّ بذكر ولاداتهم، أو خصوصيّات شخصيّاتهم في ذواتهم البشريّة؛ لأنّه لا يريد من الإنسان المؤمن أن يستغرق في خصوصيّة الشّخص بعيداً عن الرّسالة، بل أن يستغرق في مفردات الرّسالة التي تعكسها الشخصيّة القدوة والنّموذج.

وأمّا اهتمامه بولادة النبيّ موسى وعيسى(ع)، فلأجل اتّصالهما بحركيّة الرّسالة وبعض مضامينها، وليس من جهة العناصر الذّاتيّة الشخصيّة في هذا المجال.

ولذلك لا يهمّنا كثيراً تاريخ الولادة، وربّما لا يهمّنا التّاريخ كلّه في خصوصيّاته الزّمانيّة قياساً بعناصر القدوة والعبرة؛ بل يهمّنا القول الّذي ينطلق به لسان الرّسول وحياً أو فكراً يغني الحياة وتجاربها، ويوجّه مسيرة البشريّة نحو خطوط الضّوء، ويعنينا الفعل الذي يجسّد فيه الرّسول معنى القيمة الرّساليّة، وتهمّنا أحداث التّاريخ بما تختزنه من نقاط عبرةٍ توجّه الحاضر وتحتضن المسيرة في خطّ سيرها التّصاعديّ في الحياة وإلى الله عزّ وجلّ.

وفي كلّ الأحوال، فلا ينبغي أن يكون الاختلاف على تاريخ مولد الرّسول اختلافاً على قيم الرّسالة؛ لأنّ هذه القيم تمثّل عنوان وحدة المسلمين، كما كان الرّسول نفسه عنوان وحدتهم؛ ولنجتمع اليوم على تعريف العالم بنبيّنا محمّد(ص)، الذي كان قرآناً ينطق، ورحمةً للعالمين، وروحاً تتجسّد، وقيماً تتحرّك...

وفيما يلي نؤكّد عدّة قضايا:

أوّلاً: إنّ الوحدة الإسلاميّة ليست خياراً تملك أن تختاره أو تتركه، بل هي منهجٌ يرتكز إلى الرّوح الإيجابيّة التي يريد الله للإنسان المسلم أن يبني من خلالها الحياة مع الآخر، من حيث رصد كلّ النقاط المشتركة بين المسلمين، لينطلق التنوّع في خطّ تعزيز عناصر القوّة في المجتمع الإسلاميّ. وهو ما من شأنه أن يشدّ أواصر المسلمين وقد اجتمع عليهم العالم كلّه؛ لأنّنا نعيش في عالمٍ هو ضدّ القيم والأخلاق، وينطلق مع المصالح الذاتيّة والمنافع الشخصيّة، والإسلام قد أتى محرّراً للإنسان من عبوديّته، وحتّى من لذّاته، في أهوائها وغرائزها وشهواتها، ليرتقي من موقع حرّيته أمام العالم كلّه، كما أمام نفسه، وليفرض هو الواقع على الصّورة الّتي يريدها الله تعالى للحياة.

وهذه الوحدة الإسلاميّة مستهدفة في هذه الأيّام من زاويتين:

الأولى: ما تخطّط له محاور الاستكبار العالميّ على مستوى استكمال مشروعها للسّيطرة على المواقع الاستراتيجيّة في الأمّة، والتحكّم ـ من خلالها ـ بثرواتها ومقدّراتها، والضّغط على حركتها السياسيّة.

الثّانية: الحرب الإعلاميّة والنّفسيّة التي تستهدف إثارة هذا الطّرف في الأمّة ضدّ الآخر، من خلال إيهام البعض بأنّه مهدّد من قبل البعض الآخر، كما ترمي إلى تعزيز عناصر الإثارة المذهبيّة التي تخرج الواقع الإسلاميّ عن عقلانيّته إلى انفعال الغريزة العصبيّة التي قال فيها النبيّ محمّد(ص): «ليس منّا من دعا إلى عصبيّة، وليس منّا من قاتل على عصبيّة، وليس منّا من مات على عصبيّة»، وقال: «من تعصّب أو تُعصّب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه».

ثانياً: لا بدَّ من مواجهةِ فكر التَّكفير في الأمَّة، وهو وصيَّة رسول الله(ص) في آخر حياتِه، حين قال: «... فإنَّ الله تباركَ وتعالى قد حرَّم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقِّها كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا... ويلكم لا ترجعنّ بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، والله تعالى يخاطبنا جميعاً: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ}[النّساء:59]، ليكون الحوار أساساً في إدارة اختلافاتنا، ولنرجع إلى كتاب الله وسنّة نبيّه فيما نختلف فيه، ليفهم أحدنا الآخر، أو ليعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه من اجتهاداتٍ في فهم القرآن والسنّة.

ثالثاً: إنّ علينا أن نطلق الصّورة المشرقة لنبيّنا(ص) إلى العالم كلّه، من أجل أن يتعرّف العالم حقيقة هذه الشخصيّة التي تمثّل الرّحمة كلّها، والفكر كلّه، والغنى كلّه، والرّوح كلّه... باللّغة التي يفهمها النّاس في هذا العصر. وهذه مسؤوليّة لا بدّ من أن ينطلق بها جميع المسلمين، بدلاً من التلهّي بخلافات هامشيّة لا معنى لها هنا وهناك.

رابعاً: إنّ على المسؤولين عن إدارة العالم الإسلاميّ، في دوله وجهاته، أن ينطلقوا بعيداً عن السياسات التي تجعل الأمّة مزقاً متناثرةً وعرضةً لنهب الطّامعين والمستكبرين، وتعمل على تحويل وجهة الصّراع من صراعٍ مع العدوّ الصهيوني إلى صراعٍ بين الإخوة، تحت دعايات إعلاميّة ونفسيّة يعزّزها الاستكبار العالمي في جسم الأمّة.

خامساً: لا بدّ من أن ينطلق المسلمون يداً واحدةً لمواجهة الاستكبار العالميّ الّذي يريد فرض هيمنته على الواقع الإسلاميّ؛ من أفغانستان، إلى العراق، إلى الصّومال والسّودان، إلى إيران... والّذي يطلق العنان في خططه الاستكباريّة لكيان العدوّ ليأخذ حرّيته في التهديد والإعداد للعدوان على الأمّة، التي إذا أصيب منها ثغرٌ أصيب كيانها بأجمعه.

وإنّنا نحذّر من أنّ العدوّ الصهيونيّ الذي فشل في حربه المباشرة مع المقاومة، في لبنان وفلسطين وغيرهما، بدأ يراهن على تحقيق أهدافه التدميريّة من خلال ما يقدّم له البعض من فرصٍ متعدّدة في الإثارات المذهبيّة التي تتحرّك فيها مواقع إعلاميّة، وتثيرها مراكز دراسات متخصّصة، وتنطلق بها شخصيّات إسلاميّة لم تسعفها رؤيتها في رصد حركة الأعداء وطموحات الآخرين الّذين يتطلّعون إلى تقويض الأمّة من داخلها.

سادساً: نريد للجميع أن يؤكّدوا حقّ الأمّة في حماية نفسها من جميع الجهات، من خلال امتلاكها عناصر القوّة الذاتيّة التي تصون عزّتها وكرامتها ومستقبل أجيالها، وتمنع الآخرين من الاعتداء عليها ساعة يشاؤون.. ونريد لكلّ الأحرار في الأمّة أن ينظروا إلى المواقع الإسلاميّة التي امتلكت عناصر قوّة جديدة نظرةً منفتحةً واعية، ليعتبروا أنّ هذه القوّة قوّة لهم في حركتهم ضدّ أعداء الأمّة، وذخيرة استراتيجيّة لحساب مواقع الممانعة كلّها بعيداً عن الحسابات الإقليميّة أو الطائفيّة أو المذهبيّة الضيّقة.

أخيراً: إنّنا نتوجّه إلى المسلمين جميعاً لنقول لهم: اللهَ اللهَ في الإسلام! لا تحبسوه في مذهبيّاتكم، ولا تسجنوه في عصبيّاتكم، ولا تدمّروه بأحقادكم ونزاعاتكم، ولا تشوّهوه بالجهل والتخلّف، ولا تضعفوه بنزاعاتكم، ولا تضيّعوه في غمرة مصالحكم الذاتيّة، ولا تسفكوا دماء أبنائه بوحشيّتكم التّكفيريّة... أغنوه بطاقاتكم، وانشروه إلى العالم بإبداعاتكم، وارفعوه بسماحة نفوسكم، وأعزّوه بحرّية إراداتكم، وقوّوه بوحدتكم، ولا تجعلوه عرضةً لمؤامرات الأعداء وخطط المستكبرين... اللّهمّ هل بلّغت؟ اللّهمّ اشهد.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 10 ربيع الأوّل 1431 هـ الموافق: 24-02-2010 م

لإرسال رسالة حاسمة بأنّ المستهدف لن يكون إيران بل الأمّة كلّها
فضل الله: لتأمين أوسع حماية للواقع العربيّ والإسلاميّ بحماية عناصر القوّة فيها

رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ أخطرَ شيءٍ على السّلم العالميّ يتمثّل في الإدارة الأميركيّة المرتهنة للكيان الصّهيوني، وفي إدارات أوروبيّة تماشيها، في ظلّ غياب منطق العدالة الّذي يجعل بعض الدّول تعتبر إسرائيل معجزةً، بينما هي نموذجٌ للظّلم الوحشيّ الّذي لا مثيلَ له.

ودعا سماحته الأحرار في المنطقة إلى توجيه رسالةٍ حاسمةٍ بأنّ الاعتداء على إيران أو غيرها من الدّول العربيّة والإسلاميّة، لن يكون عدواناً على مساحة جغرافيّة معيّنة، وإنما سيكون عدواناً يستهدف الأمّة كلّها، مشيراً إلى أنّ الهدف ليس إيران، بل تطويق أيّ حالة من حالات النّهوض العلميّ والاستقلال الذاتي، لأنّه يراد للمنطقة أن تظلّ مرتهنةً للاستكبار العالميّ.

تناول سماحته في تصريحٍ له التّهديدات الإسرائيليّة والأميركيّة الأخيرة لإيران والمنطقة.

وجاء في تصريحه:

تستنفر إدارة الرّئيس الأميركيّ كلّ طاقتها السياسيّة والدّبلوماسيّة، وتواصل تهاويلها الأمنيّة وتهديداتها في طول المنطقة العربيّة والإسلاميّة وعرضها، لتقديم الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران كفزّاعةٍ في وجه دول المنطقة وشعوبها.

وإنّنا في الوقت الّذي نرى اتّساع حلقة المؤامرة الدّوليّة في إضافة أسماء دوليّة جديدة إلى المواجهة مع إيران وقوى الممانعة والتحرّر، نشعر بأنّ إيران لم تعد تمثّل نفسها في هذا المجال؛ لأنّ المستهدف ليس إيران وحدها، بل كلّ حالات النّهوض في المنطقة، وبالتّالي، فعلى جميع دول المنطقة وقادتها، ولا سيّما الّذين يفكّرون في استقلالٍ حقيقيّ في المنطقة، أن يعرفوا أنّ التّواطؤ أو السّماح بسقوط إيران في أيّة مواجهة محتملةٍ، يعني سقوط موقعٍ من مواقع القوّة في المنطقة، وهذا من شأنه أن يأخذ المنطقة برمّتها إلى الحضن الغربي الاستكباريّ، لتبقى مرتهنةً للمحور الاستكباريّ لعقودٍ وربما لقرنٍ جديد، مع ما يعنيه ذلك من إنهاءٍ لطموحات شعوبها، وإدخالٍ لهم في أتون الاحتلال الدّائم.

لقد بات واضحاً من خلال الطّريقة التي تدير بها الدول الكبرى مسألة الملفّ النووي الإيراني السلمي، أنّ الخطّة من الأساس، من محافل دوليّة استكباريّة تعمل لمصالحها ومصالح كيان العدوّ، هي تطويق أيّة حالة نهوضٍ علميّ حقيقيّة في أيّ دولةٍ إسلاميّة، ولا سيّما عندما تقف لتناصر قضايا المستضعفين في مواجهة أطماع المستكبرين وتسلّطهم.

وإنّنا نؤكّد أمام التّهديدات المتكرّرة بضرب إيران، أن تكون رسالة الأحرار في المنطقة على وجه الخصوص، إلى من يفكّر في استخدام القوّة ضدّ أيّ بلدٍ عربيّ أو إسلاميّ، رسالةً حاسمةً في رفض السّياسة الأميركيّة الإسرائيليّة، سواء أكان هذا البلد إيران أم غيره، ليُصار إلى التّأكيد أنَّ المسألة تتعدّى الاعتداء على مساحةٍ جغرافيّةٍ معيّنةٍ، أو المساس بأمن بلدٍ يقع في نطاق المجموعة العربيّة والإسلاميّة، لتكون اعتداءً على الأمّة كلّها، وبالتّالي، فإنّ الأمّة كلّها معنيّة بالردّ لحفظ أمنها ومسيرة أجيالها ومستقبلهم. وإذا كان المستكبرون يفكّرون في العقوبات، فعلى الأمّة أن تبدأ العمل لمواجهتهم بعقوباتٍ مضادّة في حدود إمكاناتها وطاقاتها.

إنّنا نقول للإدارات الغربيّة: إنّ أخطر شيء على السّلام العالميّ يتمثّل في إدارة أميركيّة مرتهنة لكيانٍ غاصبٍ ومحتلّ هو الكيان الصهيونيّ، الّذي لا يوجد مثيلٌ له في انتهاك القوانين الدّولية. وتبدو الخطورة أكبر، عندما تماشي إدارات أوروبّية الإدارة الأميركيّة في تهديدها ومغامراتها، وعندما يغيب منطق العدالة، لتنظر بعض الدّول إلى إسرائيل كمعجزة، في الوقت الّذي يعرف العالم أنّها نموذج الظّلم والوحشيّة التي لا مثيل لها في العصر الحديث.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 30 صفر 1431 هـ الموافق: 14-02-2010 م

أكّد أهميّة الأصوات العربيّة التي ردّت على تهديدات العدوّ داعياً إلى رسم الخطط الجاهزة للمواجهة
فضل الله: لإخراج المنطقة العربيّة والإسلاميّة من حال التّرويع والتّخويف بالحرب أو الفتنة

رأى سماحة العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ الأميركيّين والصّهاينة يراهنون على ترويع المنطقة بالتّهديد بالحرب، وبالتّلويح بإشعال نيران الفتنة المذهبيّة، داعياً الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى مساعدة الشعب العراقي في سعيه لتجاوز ألغام هذه الفتنة، محذّراً من أنّ القوم يريدون إشعال ما تبقّى من المسألة الفلسطينيّة بلهيب العراق الّذي يريدونه مشتعلاً لحساب مشاريعهم.

ولاحظ أنّ "أوباما" أفسح للعدوّ الإسرائيلي لكي يملأ الفراغ السياسي في المنطقة عبر تهديدات واستعراضات عسكريّة وأمنيّة مستمرّة، مؤكّداً أهميّة الأصوات العربيّة التي ردّت على تهديدات العدوّ، داعياً إلى تحويل هذه المواقف إلى خططٍ جاهزةٍ لهزيمة العدوّ عندما يفكّر في عدوانٍ جديدٍ أو مغامرةٍ جديدة.

علّق سماحته على التّهديدات الإسرائيليّة الأخيرة والمواقف الأميركيّة الدّاعمة للعدوّ بتصريحٍ جاء فيه:

إنّ ما تعيشه المنطقة في هذه الأيّام من أجواء ملبّدة، ومن غليانٍ على المستوى السياسيّ، الذي قد يطلّ على توتّرات أمنيّة معقّدة في مناطق جديدة، لا ينطلق من العقليّة الصّهيونيّة فحسب، بل من قرارات أميركيّة، ومن سياسة إدارة أوباما التي قضت بإتاحة الفرصة أكثر للمسؤولين الإسرائيليّين لكي يوزّعوا تهديداتهم في طول المنطقة وعرضها، لأنها تريد لعُراضة الحرب أن تكون جزءاً من حال الضّغط التي تمارسها ضدّ محور الممانعة في المنطقة.

لقد برز في الآونة الأخيرة أنّ إدارة أوباما لا تتطلّع إلى سحب اليد من الملفّات المشتعلة في المنطقة، بقدر ما تخطّط للعبث بهذه الملفّات، تارةً من خلال إطلاق يد العدوّ الإسرائيليّ للقيام بعمليّات أمنيّة واغتيالات، وطوراً من خلال تهديداته، مضافاً إليها حركة سفراء أميركا ومبعوثيها إلى المنطقة الّذين يتدخّلون في تفاصيل العمليّة السياسيّة في هذا البلد أو ذاك، كما رأينا السّفير الأميركيّ في العراق يتدخّل في بعض القرارات المتّصلة بالانتخابات العراقيّة، وهو ما لاحظه الجميع قبل الانتخابات اللّبنانيّة وبعدها، في حركة نائب الرّئيس الأميركيّ، ثم حركة السّفيرة الأميركيّة التي تتدخّل في كلّ شاردةٍ وواردةٍ في لبنان.

إنّ "أوباما" الّذي يُغفل المنطقة والمسألة الفلسطينيّة في خطاب "حالة الاتحاد"، يترك الفراغ لكيان العدوّ لكي يملأه من جهة، ولمبعوثيه وسفرائه ليضغطوا على أكثر من جهة وفي أكثر من بلد، وخصوصاً في لبنان والعراق، ليتناغم هذا الضّغط مع التّهديدات المتواصلة بضرب لبنان وسوريا، ومع تلك التي تتحدّث عن ترك الخيار العسكريّ مفتوحاً ضدّ إيران، والتي تلتقي فيها أصوات غربيّة بالأصوات الإسرائيليّة، الأمر الّذي يعني أنّ الإدارة الأميركيّة انفتحت على خطوط الفوضى من أبوابها الواسعة، وقرّرت أن تحرق أيديها مجدّداً بتفاصيل الأوضاع في المنطقة، وأن تستمع إلى نصائح بعض أهل الساسة القدماء في الولايات المتّحدة الأميركيّة ممن ينفخ ببوق الحرب على إيران من جهة، وبوق الفتنة المذهبيّة من جهةٍ أخرى، فيما يثيره من أن التّوازن في المنطقة قد تعرّض للاختلال، وأنّ أفضل السّبل لإعادته تكمن في حرب سنيّة شيعيّة تنطلق من العراق إلى المواقع الأخرى.

إنّ علينا كعربٍ ومسلمين أن نعرف أنّ القوم لا يفكّرون في التّوازن إلا من زاوية عودة الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى موقعها الإمبراطوريّ القائم على البطش العسكريّ والسّيطرة الماليّة والاقتصاديّة، وعودة الكيان الصّهيونيّ إلى مواقعه السّابقة التي تداعت بفعل حرب تموز وتداعياتها الكبرى التي هزّت هذا الكيان.

كما علينا أن نعرف أنّ القوم عندما يتحدّثون عن العراق كمركز الثّقل في التّوازن الاستراتيجيّ في المنطقة، إنما يخطّطون لتأليب فريقٍ على آخر، ويريدون للأدوار العربيّة والإسلاميّة أن تتصارع في العراق، لأنّهم يتطلّعون إلى عراقٍ مشتعلٍ يحرق بلهيبه ما تبقّى من القضيّة الفلسطينيّة، خصوصاً إذا جاءت نتائج الانتخابات بعكس ما يتطلّعون ويتوقّعون.

وإذا كان الأميركيّون والصّهاينة يراهنون على ترويع المنطقة تارةً بالتّهديد بالحرب، وأخرى بالتّلويح بعصا الفتنة المذهبيّة، فإنّنا نراهن على وعي الشّعب العراقي الذي يستطيع محاصرة الفتنة وقطع الأيدي التي تعمل لها، وتجاوز كلّ الألغام التي تزرعها جهات تكفيريّة تخدم العدوّ في الوقت الّذي تعتقد أنها تعمل لحسابها الخاصّ. وقد نجح الشّعب العراقي في تجاوز ذلك على الرّغم من وحشيّة حرب التّفجيرات وهمجيّة الجهات الّتي تقف وراءها. وعلى الشّعوب العربيّة والإسلاميّة بقياداتها العلميّة، وشخصيّاتها المنفتحة على القضايا الكبرى، أن تواكب مسيرة هذا الشّعب، بروحٍ عربيّة وإسلاميّة عالية تنبذ الفتنة ومن يُشعل نيرانها، وتلاحق القتلة بالموقف الإسلاميّ الحاسم، وبالمحاصرة الميدانيّة، لتجعلهم يخسرون، وليخسر معهم المحتلّ، فيخرج من أرض الرّافدين يجرّ أذيال الخيبة والخسران، كمقدّمة لخروجه من المنطقة، ورفع كاهله الاستكباريّ عنها.

ونحن في الوقت نفسه، ندعو إلى إخراج المنطقة العربيّة والإسلاميّة من حال التّخويف التي يُراد لها أن تضغط على قراراتها المصيريّة، بالتّأكيد أنّ العرب والمسلمين قادرون على هزيمة الكيان الصّهيونيّ مجدّداً، وعلى إزاحته عن عرش التفوّق النّوعي الّذي يدّعيه. وبذلك، فإنّنا نؤكّد أهميّة الأصوات العربيّة التي انطلقت لتردّ على تهديدات العدوّ، ونريد لهذه المواقف أن تتحوّل إلى خططٍ جاهزة، قادرة على إفشال خطط العدوّ وهزيمته إذا حاول القيام بعدوان جديد ومغامرة جديدة.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 23 صفر1431 هـ الموافق: 07-02-2010 م

رأى أنّ أوباما قد يغطّي ركونه لإسرائيل وفشله أمامها بحروبٍ قادمة في العالم العربيّ والإسلاميّ
فضل الله: المطلوب الاستعداد على كافّة المستويات لمواجهة أيّ عدوان على المنطقة

حذّر العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، من أنّ الرّئيس الأميركيّ خلع بزّة التّغيير الرّسميّة ولبس بزّة بوش العسكريّة، مشيراً إلى أنّ "أوباما" قد يذهب ـ من خلال انهزامه أمام الصهاينة ـ إلى حيث ذهب سلفه، بإشعال المزيد من الحروب في العالم العربيّ والإسلاميّ.

ورأى سماحته أنّ لذلك تداعياتٍ على مستوى المنطقة، محذّراً من أنّ الحرب الاقتصاديّة العالميّة على إيران قد بدأت معالمها بالظّهور، مشيراً إلى أنّ الوفود الأميركيّة إلى لبنان تسعى لتغيير عقيدة الجيش اللّبناني، وأنّ الأميركيّين مستمرّون بإعطاء الضّوء الأخضر للعدوّ لخروقاته المتكرّرة وتحضيراته لشنّ عدوان جديد، داعياً الشّعوب العربيّة والإسلاميّة إلى الاستعداد لأيّة مواجهة في المستقبل. وفيما يلي نص البيان:

يتأكّد يوماً بعد يوم أنّ الوجه الذي حاول أوباما أن يظهر به للعالم الإسلامي مع بداية رئاسته لم يكن إلا مجرّد كلماتٍ تستهدف إحداث جوّ من الاسترضاء والاطمئنان في السّاحة العربيّة والإسلاميّة، ريثما تستكمل الإدارة الأميركيّة مشروعها الاقتصاديّ السّاعي لإخراج الولايات المتّحدة الأميركيّة من أزمتها المالية والاقتصادية، وإعادة التموضع بالنسبة لخططها العسكريّة في المنطقة، ولا سيّما في العراق وأفغانستان وتجاه إيران.

وربّما يكون من الواضح أيضاً أنّ مقاربة أوباما للقضيّة الفلسطينيّة أمّنت للعدوّ الصهيوني هامشاً كبيراً من الوقت ليحاول ترتيب أولويّاته وأوضاعه، بما أدّى إلى تسارع وتيرة محاولة القضاء الجغرافي على القضيّة الفلسطينيّة، بحيثُ يدفع الاستيطان واقعيّاً إلى إلغاء أيّة إمكانيّة لقيام الدولة الفلسطينيّة المستقلّة.

إنّنا نخشى من أن يكون الإعلان عن فشل الرّئيس الأميركيّ في مسألة التّسوية يعكس فشلاً مدبّراً، قد جرى التّنسيق الكامل فيه مع كيان العدوّ، وأن تكون الخلافات التي قيل عنها بين "أوباما" و"نتنياهو" هي خلافات شكليّة وصوريّة، للضّحك على الكثيرين ممن هم في مواقع السّلطة والنّفوذ في العالم العربي، وصولاً إلى المرحلة الرّاهنة التي بدأت معالمها بالبروز، وخصوصاً مع خطاب الرّئيس الأميركّي حول حال "الاتحاد"، الذي نفض فيه اليد من أيّة التزامات بالمسألة الفلسطينيّة، ولم يتطرّق إلى هذه القضيّة حتّى على مستوى بعض الكلمات التي يتحدّث بها عادةً عن مأساة الفلسطينيّين، والتي لا ينسى أن يُتبعها دائماً بالحديث عن أمن كيان العدوّ والتزامه الذي لا يتزعزع تجاهه.. وقد كان لافتاً أن يحمل مبعوثه إلى المنطقة معالم المشروع الاقتصاديّ "لنتنياهو" الذي يختصر فيه المسألة الفلسطينيّة، لتبدو مسألة مجموعة بشريّة تحتاج إلى بعض التحسينات الاقتصادية، بدلاً من أن تكون قضيّة شعبٍ يستبدّ به الاحتلال الظّالم منذ عشرات السّنين.

ولذلك، فقد بات من غير المجدي أن يُراهن العرب والمسلمون على تغيّر السياسات الاستكباريّة التي تتحرّك بها الولايات المتّحدة الأمريكية مع تغيّر أسماء الرؤساء الأمريكيّين؛ إذ بات واضحاً أنّ ثمّة ثابتاً أساسياً في السياسة الأمريكيّة، مهما تبدّلت الأسماء والخطابات، وهو أنّ على العرب والمسلمين أن يتغيّروا لمصلحة ما يريده العدوّ الصهيوني، وأن يستسلموا لحركة الفوضى الداخليّة التي يُراد من خلالها إبقاء الواقع العربي والإسلامي في حالة اهتزاز دائم بما يتيح للاستكبار الأمريكي وغيره السيطرة على مقدّرات المسلمين وثرواتهم، والضغط على واقعهم ومستقبلهم.

لقد سقط الرّئيس الأميركيّ في الفخّ الإسرائيليّ والصهيوني الذي سقط فيه الرؤساء الأميركيّون الذين سبقوه، وأفرغ من محتواه بسقوط شعاراته، ليبرز كمن يواجه المزيد من الفشل في الخطّة بالمزيد من الخطابة... ونخشى من أنّ "أوباما" الذي خلع بزّة التّغيير الرسميّة ولبس بزّة بوش الحربيّة، سيذهب إلى حيث ذهب سلفه في معالجة فشله الدّاخلي وانهزامه أمام الصّهاينة أو ركونه لهم، بالمزيد من الحروب التي يشنّها على العالم العربي والإسلامي، بدءًا من أفغانستان إلى اليمن، وصولاً إلى إيران التي بدأت معالم الحرب الاقتصاديّة عليها بالبروز، وحيث يُراد لهذه الحرب أن تكون عالميّةً وأن تمهّد لمستويات أخرى من الصّراع، ولا نعتقد أنّ لبنان المستهدف من العدوّ الصهيوني سيكون بمنأى عن الإستراتيجية الأميركيّة، سواء لجهة الضّغوط المتصاعدة حول ما تطلبه الوفود الأميركيّة من تغيير عقيدة الجيش اللّبنانيّ أو تغيير رؤيته الشّاملة، أو لجهة الضّوء الأخضر المعطى للعدوّ بالاستمرار في خروقاته وعدوانه وتحضيراته لشنّ عدوانٍ واسعٍ في المستقبل.

إنّنا نقول لشعوبنا: إنّ علينا أن نعدّ العدّة على كافّة المستويات لمواجهة أيّ عدوان جديد على المنطقة، وإن كنّا نعرف أنّ الذي يهدّد ويتوعّد باتت بيوته من زجاج، ولم يعد قادراً على تحقيق ما يتطلّع إليه من أهداف، وأنّه سيدفع الأثمان باهظةً إذا قرّر أن يُدخل المنطقة والعالم في متاهات مغامرة جديدة، قد تتعدّى أصداؤها المنطقة لتصل نتائجها إلى زوايا العالم الأوسع.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 16 صفر 1431 هـ الموافق: 31-01-2010 م