18 أبريل 2009

العلامة فضل الله :
الاتهامات المصرية شرف كبير لحزب الله

وصف المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله الاتهامات التي وجهتها السلطات المصرية لحزب الله على خلفية دعمه و مؤازرته للمقاومة الفلسطينية في مواجهتها للصهاينة الارهابيين بأنها "شرف كبير" لهذا الحزب .
بأن العلامة فضل الله اعلن ذلك في الخطبة السياسية لصلاة الجمعة التي اقيمت امس بالعاصمة اللبنانية بيروت و رأى أن "الأنظمة العربية ، المتهالكة للانفتاح على حكومة العدو الجديدة تعيش حالاً من الاضطراب السياسي ، في ظلّ المتغيّرات الدولية ، و ما أفرزته الحرب العدوانية على غزة من نتائج على المستوى العربي و الإسلامي و لذلك فإنها تسعى جهدها لتحريك بعض الملفات بطريقة إعلامية و سياسية باتت مكشوفة و واضحة للجميع" .
و شدد العلامة فضل الله على إن المشكلة الكبرى التي تصيب الواقع العربي الرسمي تتمثل في العقدة من فلسطين ، و قضيتها التي تأبى أن تموت ، و تتمرّد على كل محاولات التناسي و النسيان" ، و اضاف : "لذلك تستمر هذه العقدة في التعبير عن نفسها في سياقات مختلفة و متعددة ، تقف على رأسها محاولة الاقتصاص من المقاومة المجاهدة في لبنان و فلسطين ، والتي فتحت أعين العرب على مرحلة جديدة أُعيدت فيها القضية الفلسطينية إلى الواجهة ، و باتت الشعوب تدرك واقعية الشعارات في مسألة هزيمة العدو" . و قال سماحته : "الجريمة التي ارتكبتها فصائل المقاومة في كونها وضعت العالم العربي أمام خيارين : خيار العمل لتحرير فلسطين، أو خيار السعي للتحرر من فلسطين ، و هو الخيار الذي ترى فيه معظم هذه الأنظمة حياتها واستمرارها" .
و خاطب العلامة فضل الله فصائل المقاومة المجاهدة في لبنان و فلسطين قائلا : "إنه لشرفٌ كبير لكم أن تلاحَقوا تحت عنوان دعمكم للشعب الفلسطيني ، و تبنّي قضيته التي تمثل أنصع قضية من قضايا التحرر على مستوى العالم كله" .
كما رأى آية الله فضل الله أن فلسطين أصبحت "المعيار الذي يسقط تحت قبته المتواطئون و المنحرفون ، و يرتفع نحو هامته الصادقون والمخلصون" ، و قال : "طوبى للمخلصين لهذا العنوان لأنهم في امتحان سياسي و إعلامي و أمني عظيم" .
و لفت سماحته الانظار إلى الأخطار الصهيونية المتجددة على المسجد الأقصى و الحفريات تحت أعمدته وتدنيس المستوطنين المستمر له ، إلى جانب خطط تهجير المقدسيين و تهويد القدس القائم "في ظل صمت عربي و تواطؤ مشهود من أولئك الذين ربطوا مصير عروشهم بعربة الاحتلال ، و أرادوا للقدس أن تكون رهينة في حسابات التسوية التي لا تأتي" .
و تناول السيد فضل الله ذكرى الحرب الأهلية في لبنان داعياً اللبنانيين إلى أخذ العبرة من هذه الحرب المشؤومة ، و أن يدرسوا أسبابها التي كانت تتحرك في التعقيدات الطائفية والأحقاد الحزبية ، حتى لا يعود مثل هذا الجنون الأمني الطائفي الخاضع لتخطيط الآخرين الذين استغلوا الحريات اللبنانية لإثارة الفوضى" .

11 أبريل 2009

العلامة فضل الله : إسرائيل لا تفهم إلا لغة المقاومة


كرر المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله التأكيد علي ان إسرائيل التي لا تحترم أية مبادرة عربية ، و لا تتعاطى مع العرب ، خصوصاً أولئك الذين يحرصون على خطب ودّها و احترامها ، إلا بأسلوب الاحتقار .. لا تفهم إلا لغة المقاومة .
بأن العلامة فضل الله اعلن ذلك في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة اللبنانية بيروت ، و قال : "آن الأوان للعرب والمسلمين ، وللزعامات التي تجلس على عروشها في بلدانهم ، أن يعرفوا أن إسرائيل هي «دولة» الحرب المتحركة من جيل إلى جيل ، و أن مجتمعها لا يُنتج إلا القيادات التي تصنع الحرب في كل مرحلة من مراحل إستراتيجيتها التي لا تفسح في المجال لولادة أية دولة فلسطينية، ولا تحترم أية مبادرة عربية، ولا تتعاطى مع العرب ، خصوصاً أولئك الذين يحرصون على خطب ودّها واحترامها ، إلا بأسلوب الاحتقار .. لا تفهم إلا لغة المقاومة التي لو أحسن العرب الاستفادة منها لكانت فلسطين في عهدة أهلها ، و لكان العرب في موقع آخر على مستوى المنطقة كلها ، و لما توسّلوا الآخرين أن يعطوهم من نفوذهم أو ألا يعملوا على مصادرة قرارهم" .
و اعتبر العلامة فضل الله أن الأنظمة العربية أسقطت معاهدة الدفاع المشترك فيما بينها ، "لأنها لا تؤمن بالدفاع عن أراضيها ، بما فيها الأرض المقدّسة في القدس ، كما أسقطت بطريقة عملية مسألة المقاطعة للعدوّ ، فاستقبلت أسواقُهم البضائع الإسرائيلية بطريقة مباشرة و غير مباشرة ، و تحركت آلتهم المالية لدعم الاقتصاد الأمريكي و الأوروبي من خلال أرصدتهم التي جرى سحق معظمها في طاحونة نظام العولمة المتوحش ، في الوقت الذي تقبع شعوبهم تحت نير الفقر و الجوع و المأساة" .
و اضافه سماحته : "هكذا وصل الواقع العربي إلى المستوى الذي تتساقط فيه الأسهم المالية العربية كأوراق الخريف، تماماً كما تتساقط أسهمهم السياسية في البورصة السياسية العالمية ، بعدما أبعدوا شعوبهم عن ساحة الجهاد والعطاء، وأخلدوا إلى سياسة الخنوع والخضوع التي لا تنتج إلا فشلاً وسقوطاً تحت وطأة ضغوط الآخرين، تماماً كما لا تُنتج الأنظمة الديكتاتورية إلا القمع وحالات الطوارئ المستمرة التي يُراد لها أن تحبس الأنفاس والأفكار في قمقم الظلم وأنفاق القمع" .
و هاجم آية الله فضل الله ، بشدة بعض الأنظمة العربية التي تمد يدها للعدو الصهيوني في الوقت الذي تواصل التحريض ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقف إلى جانب القضايا العربية المصيرية و في مقدمتها القضية الفلسطينية .
و قال سماحته : "يستعجل العرب في كثير من نماذجهم الرسمية المعروفة ، فتح أبواب الحوار مع حكومة العدو الجديدة ، و حتى مع رمز التطرّف و العدوان الأبرز فيها "ليبرمان" ، حيث يهمس البعض منهم في الأذن الإسرائيلية مبدياً الاستعداد لنسيان كل شيء ، بعد أن كان ليبرمان هدّد بتدمير السد العالي ، و هاجم أحد الرؤساء العرب بشكل شخصي" .
و أضاف السيد فضل الله : "إنها الأخلاق و الشيم العربية التي تدفع بعضهم إلى مد اليد إلى الدبلوماسي الصهيوني الأول ، الذي جدد الكلام عن ضرورة الاستعداد للحرب و رفض خريطة الطريق ومقررات أنابوليس ، في الوقت الذي يواصل هؤلاء التحريض على إيران التي كان ذنبها الأول أنها أسقطت سفارة العدو و رفعت العلم الفلسطيني في طهران ، وذنبها الثاني أنها دعمت الشعب الفلسطيني وتبنّت قضية العرب المركزية ، وذنبها الثالث أنها وضعت كل ما توصلت إليه من تقدّم علمي، وخصوصاً في المجال النووي السلمي، في خدمة الدول العربية والإسلامية" .
و قال العلامة فضل الله : "إنه لمن المفارقة العجيبة الغريبة أن يواصل العدو ـ من خلال رئيس حكومته الجديدة ـ التحريض ضد الجمهورية الإسلامية في إيران ، ويعمل على إثارة ملفها النووي السلمي أمام المحافل الدولية وفي دول الاتحاد الأوروبي ، ويحث الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات معادية ضدها .. فيما تواصل بعض الشخصيات العربية و بعض الأجهزة المرتبطة بها ، هجومها على إيران ، غير آبهة بالمصالح العربية والإسلامية العليا ، و من دون دراسة عميقة للأوضاع والتطورات ، مع إصرار غريب على الارتماء في الحضن الأمريكي الإسرائيلي مع كل ما أصاب العدو من خيبات أمل في السنوات الأخيرة ، و مع المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية على غير صعيد" .
و تمنى سماحته لو أن القادة العرب استغلوا حديث الرئيس الأمريكي في شأن التخلّص من الأسلحة النووية ، ليثيروا الحديث عن الترسانة النووية الصهيونية الضخمة التي تمثل تهديداً متواصلاً لأمنهم ، و للأمن العالمي عموماً .. في وقت يواصل الكيان الصهيوني
تجاربه الصاروخية ، و يهدد و يتوعّد ، من دون أن تستمع إلى كلمات الإدانة أو الاستنكار كتلك التي وُجّهت إلى كوريا الشمالية بعد تجربتها الصاروخية الأخيرة .

4 أبريل 2009

العلامة فضل الله : القمم العربية عاجزة عن القيام بخطوات عملية ترتقي لمستوى المسؤولية


أنتقد المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله نتائج القمة العربية الحادية و العشرية التي اختتمت الاسبوع الماضي في الدوحة و اعتبرها عاجزة عن القيام بخطوات عملية ترتقي لمستوى المسؤولية .

بأن العلامة فضل الله اعلن ذلك امس في خطبة صلاة الجمعة بالعاصمة اللبنانية بيروت و قال : لقد كنا ننتظر من القمة أن ترسم إستراتيجية عربية تلتقي بالإستراتيجية الإسلامية المتمثلة في موقفي إيران و تركيا من العدوان على غزة ، و أن تضع حدا للسقوط العربي في زمن التحولات والمتغيرات العالمية . و اضاف العلامة فضل الله : أراد القادة العرب للقمة الأخيرة أن تؤكد "الالتزام بالتضامن العربي" و الارتقاء بالعلاقات العربية نحو أفق أرحب ، فإذا بهذه العلاقات تدخل في مرحلة جديدة تقترب فيها الزعامات من بعضها فيما يشبه العلاقات الشخصية و تغيب فيها الاستراتيجيات التي تبرز فيها الشعوب العربية بطاقاتها الكبرى و إمكاناتها العظمى لتدافع عن وجودها و مستقبلها في ظل الاستباحة الاستكبارية والصهيونية لأرضها و أمنها و حتى لقراراتها السياسية . و أردف سماحته القول : "على مسافة زمنية قريبة من القمة ، كانت الولادة المشؤومة لحكومة صهيونية جديدة سارع رئيسها لمحاكاة بعض الأصوات العربية التي انطلقت لتتحدث ـ من داخل القمة ـ عن رفضها للتدخل الخارجي في الشؤون العربية الداخلية ، فأشار إلى خطر إيران على كيانه ، و تحدث ( نتانياهو ) عن "مصلحة مشتركة بين إسرائيل و الدول العربية في مواجهة إيران ، التنين المتعصب الذي يهددنا جميعا" ، حسب زعمه . و أوضح السيد فضل الله : "لقد كنا ننتظر من قمة الدوحة أن ترسم إستراتيجية عربية ، تلتقي بالإستراتيجية الإسلامية التي تبلورت بعض ملامحها في الموقفين الإيراني و التركي إزاء العدوان على غزة ، و أن تضع حدا لهذا السقوط العربي في زمن التحولات والمتغيرات العالمية ، لكن الإنجازات العربية تبقى في حدود المصالحات السطحية والشخصية التي تولد فجأة وتموت فجأة ، من دون أن ينطلق الحساب في كيف بدأ الشقاق وكيف جاء الوفاق، وقد اعتاد العرب على ذلك لأنهم يعيشون في دول العائلات والأشخاص، ولا يتحركون في نطاق دول المؤسسات، وعلى الرغم من رسائل التهديد الإسرائيلية بتوسيع الاستيطان، وإعلان نتانياهو بأنه لا يخشى من ضغط الإدارة الأمريكية الجديدة على سياسته الرافضة للحقوق الفلسطينية، ولمبدأ "الدولتين" كأساس للحل الذي تدعو إليه واشنطن، وحديثه عن رؤيته "لسلام اقتصادي" يفضي إلى إسقاط مقولة الدولة الفلسطينية، فإن اللهاث العربي نحو ما يسمونه ال "سلام" مع عدوهم التاريخي استمر فيما يشبه العتب من خلال الحديث عن أن المبادرة العربية لن تبقى طويلا فوق الطاولة، غير آبهين بكل هذا الاحتقار الذي تختزنه المواقف الإسرائيلية المتواصلة حيال تنازلاتهم" و اشار آية الله فضل الله الى "ان التجارب أكدت أن مؤتمرات القمم العربية لا تحرك ساكنا على المستوى الذي من شأنه أن يحدث تغييرا فعليا في المنطقة ، ويضغط على مصالح أمريكا الحاضنة لليهود على حساب المصالح العربية الحيوية، بل كل ما يصدر عنها هو القرارات الإنشائية التي لا قيمة لها إلا بمقدار قيمة الحبر الذي تكتب به، والورق الذي تسجل في، وهذا ما قرأناه في إعلان قمة الدوحة في كلماته المتضمنة لـ "المطالبة" و "الدعوة" و "التأكيد" ، إلى أمثالها من الكلمات الموجَّهة للآخرين، أو للشعوب العربية التي ملت من سماع هذه الكلمات الاستهلاكية التي لا تجد فيها قوة الموقف الذي يضغط على العدو وعلى المجتمع الدولي، وعلى الإدارة الأميركية، ولا رفض التطبيع وإنتاج المقاومة، ولذلك، فإن أميركا، ومعها الاتحاد الأوروبي، لا تحترم إلا الأقوياء، أما الضعفاء فلا موقع لهم في احترام حقوقهم الحيوية وقضاياهم المصيرية، الأمر الذي جعل من إسرائيل القوة العظمى التي تتحرك طائراتها نحو أكثر من بلد عربي بحجة تدمير السلاح الذي يرسل إلى المجاهدين في غزة، ومنع أية دولة عربية من إنتاج عناصر قوة ذاتية فاعلة، من دون أن تواجه استنكارا من الدول الكبرى، بل ربما شاركتها هذه الدول بعدوانها و أيدتها في اتهاماتها . و رأى العلامة فضل الله ان قمة الدوحة التي أخذت عنوان قمة المصالحات العربية ، أظهرت في تعقيداتها الرئاسية أن العلاقات الثنائية بين دولة عربية ودولة أخرى تتقدم على القضايا المصيرية التي ترتبط بسلامة الأمة كلها ، عندما تؤدي الخلافات بين حاكم وآخر إلى مقاطعة الحضور في المؤتمر الذي أنعقد في بلد تتعقّد علاقات مسؤوليه بالبلد الآخر، الأمر الذي ينعكس سلبا على القرارات الإستراتيجية الفاعلة .

خلال استقباله نائب الأمين العام لحزب الله لبنان ..
العلامة فضل الله يحذّر من عدوان صهيوني محتمل


حذر المرجع الديني آية الله السيد محمد حسين فضل الله من عدوان عسكري جديد قد يقدم عليه كيان الاحتلال الصهيوني بعد تشكيل الحكومة الصهيونية المتطرفة "الطامحة إلى الدخول إلى ما يسمى بالسلام عن طريق الحرب" ، داعياً إلى تطوير العلاقات العربية - الإسلامية .بأن سماحته اعلن ذلك خلال استقباله نائب الأمين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم ، حيث جرى عرض مفصّل لتطورات الأوضاع في المنطقة ، و آفاق المرحلة المقبلة في ملفات العلاقات العربية ـ العربية ، و العربية ـ الإسلامية ، و المخاطر التي يواجهها الواقع العربي والإسلامي في أعقاب تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة . و رأى آية الله السيد فضل الله "أنّ الخطورة المتوقعة من الحكومة الصهيونية القادمة لا تكمن في عنصريتها و تطرف أعضائها فحسب ؛ بل في عناصرها الأمنية و السياسية الطامحة إلى تغيير الواقع في المنطقة و المحيط بالمزيد من الحروب و التوترات ، و في قناعات اليمين الإسرائيلي بأنه يحمل الحلول للمأزق السياسي و الأمني الذي تفاعل منذ حرب تموز ، وصولاً إلى العدوان الأخير على غزة ، وأن الطريق لما يسمى بـ السلام لا يأتي إلا من خلال الحرب التي تعيد إلى كيان العدو هيبته وسلطته الرادعة" . و قال سماحته : "إنّ المطلوب من العرب و المسلمين ، و من اللبنانيين و الفلسطينيين على وجه الخصوص ، أن يكونوا على حذر ، و أن يعملوا لتحصين ساحتهم الداخلية على المستويين الأمني والسياسي لمواجهة ما يخطط له العدو" . و شدد السيد فضل الله على ضرورة أن يستفيد العرب من تجاربهم السابقة مع العدو ، و أن يعملوا لتمتين علاقاتهم فيما بينهم ، و مع محيطهم الإسلامي ، لمواجهة العواصف الأمنية والسياسية القادمة إليهم من كيان العدو، معتبراً "أن الفرصة تبدو مؤاتيةً لتطوير العلاقات العربية ـ العربية، والعربية ـ الإسلامية وتحسينها، على الرغم من سعي بعض الأطراف لإثارة المزيد من التعقيدات في هذا الجانب، لإبقاء المصالحات على السطح السياسي، ومنعها من الوصول إلى الأعماق من أجل إدارة الخلافات بطريقة يتحسس فيها الجميع مصالح الأمة". و رأى العلامة فضل الله "أن القمة العربية كانت مجرد حركة إعلامية وسياسية سعت للتخفيف من الانعكاسات المختلفة للأوضاع العالمية و الإقليمية على بعض المحاور ، و لذلك فإن الكثير من الملفات و العناوين التي طرحتها ستبقى في دائرة التداول الإعلامي من دون أن يكون لها الأثر في المسار السياسي العام" .

1 أبريل 2009


استقبل وفداً من كلية اللاهوت في الجامعة الأنطونية
فضل الله: علينا أن نعقلن اللاهوت حتى نستطيع فهمه


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من كلية العلوم اللاهوتية والدراسات الرعائية في الجامعة الأنطونية، ضم الأب جوزيف بو رعد، والأب قزحيا كرم.
وقدم الوفد إلى سماحته دعوة إلى المشاركة في المؤتمر الذي يُعقد في الجامعة بين 26 و27 حزيران تحت عنوان: "العنف في النصوص المقدسة".
وشدد سماحة السيد في خلال اللقاء على تقارب الإسلام والمسيحية في عناوين القيم، وفي الخطوط العامة للاهوت، مشيراً إلى أن علينا أن نعقلن اللاهوت حتى نستطيع أن نفهمه... وليس العقل المقصود به هنا هو التجريد، بل أن نسعى لفهم الشيء من خلال عناصره الذاتية القيمية...


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 4-4-1430 الموافق: 31/03/2009

فضل الله استقبل وفداً جزائرياً:
الإنجازات ليست في لقاء الزعامات، بل في مقاربة القضايا المصيرية بروح وحدوية



استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً جزائرياً ضمّ نحو عشرين شخصاً من أئمة وطلاب الشريعة، وأساتذة الجامعات، حيث جرى حوارٌ في مسائل التقريب وخطوات الوحدة في الواقع الإسلامي، إضافةً إلى التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه المسلمين في هذه المرحلة الصعبة من تاريخهم.
ورحّب سماحته بالوفد مستذكراً ثورة الجزائر التي انطلق بها العلماء، مشيراً إلى حركة ابن باديس وإلى عطاء مالك بن نبي وفكره، مؤكداً أن العالم العربي والإسلامي يحتاج في هذه الأيام إلى فكر المبدعين، كما يحتاج إلى جهاد المجاهدين، ويحتاج إلى ثورة ثقافية على مستوى تصحيح المفاهيم والخروج من دائرة الغلو والتكفير، كما يحتاج إلى سواعد المقاومين والمناضلين الساعين لإخراج المحتل من بلادهم... لأن المسألة هي في الانتصار على الاحتلال الفكري، وبعدها تصبح إمكانية الفوز على الاحتلال الميداني مسألة أكثر واقعيةً...
أضاف: نشعر بأن هذه المرحلة التي تمر على العرب والمسلمين هي من أصعب المراحل وأكثرها تعقيداً، بصرف النظر عن فكرة الحوار التي يتحدث عنها الكثيرون، والتي جعلوها عنوان المرحلة، وعروس الشعر السياسية التي يمجدونها صبح مساء، لأن المسألة تكمن في أنه يُراد لنا أن نظل ـ كمسلمين وعرب ـ نعيش على هامش هذا العالم، ولا نقرر مصيرنا إلا من خلال ما يقرره الآخرون على مستوى مصالحهم ومستقبل اقتصادهم.
ولذلك، فإننا نلاحظ أنه عندما يُنتخب رئيس أمريكي جديد، تنطلق التحليلات والكلمات؛ كيف سيحل مشاكلنا، وكيف سيقارب قضايانا، من دون أن يتحدث أحد كيف لنا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا، وأن نقرر مصيرنا، وأن نمنع الآخرين من التدخل في شؤوننا، ومن رسم صورة مستقبلنا على هامش مستقبلهم وخططهم الاستراتيجية.
وتابع: منذ ما يزيد على الستين سنة، والعرب يلهثون وراء إسرائيل، ويطرحون أمامها المبادرة تلو الأخرى، ويخشون من سحبها... ولا تقابلهم إسرائيل إلا بالمزيد من التهديد والتهويد والاستيطان، فيقابلونها بالمزيد من البيانات الصادرة عن القمم التي تنظر إلى الإنجازات في مستوى المصالحات التي يجلس فيها هذا الزعيم العربي إلى جانب ذلك الزعيم... من دون أن نحصل على إنجازات في مسألة الوحدة الداخلية، أو في رسم البرامج الاستراتيجية، أو في مقاربة القضايا المصيرية بروح وحدوية.
ورأى أن على الجيل الجديد أن يتحرك في نطاقين: النطاق الأول يتمثل بمقاربة القضايا السياسية والثقافية بروحية إسلامية منفتحة على المعاصرة، من دون أن يشكل ذلك خروجاً على ثوابت الشخصية الإسلامية، أو انغلاقاً في دائرة الاختناق الذاتي، وفي النطاق الثاني، أن نواجه المسألة المذهبية بروحية إسلامية وحدوية ترى في المذهبية الفكرية غنى، وفي المذهبية العشائرية فقراً وموتاً وضياعاً، لأنها تؤسس للتكفير والعصبية والشقاق.
وأكد ضرورة الحفاظ على الجزائر في نطاق الخط الإسلامي الحضاري الذي يحتضن الجزائريين جميعاً بعيداً عن إثارة المسألة القومية في البربرية أو العربية، فالإسلام احترم الخصوصيات القومية، ولكنه أراد لها أن تتحول إلى خصوصيات تفاعلية في خط الخير والرحمة، لا أن تتحول إلى عناوين للخلاف والصراع والتنازع، مشيراً إلى وجود مؤامرة خبيثة تريد إبعاد الإسلام عن دائرة الضوء، لذا فإنّ المطلوب هو سعيٌ من قبل الحريصين لتعميقه في نفوس المسلمين وتوضيحه، وشرح مفاهيمه للآخرين بصفته الدين الحضاري الذي يجمع بين الأحكام المدنية، إلى جانب الأمور الروحية والعبادية.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 4-4-1430 الموافق: 31/03/2009
استقبل وفداً إعلامياً دانماركياً
فضل الله: فرص نجاح الحوار في المنطقة ضئيلة، ومن السابق لأوانه التكهن بالنتائج

استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً إعلامياً دانماركياً، ضمّ نحو عشرين مراسلاً وكاتباً ومؤلفاً ومذيعاً ومحرراً، من مختلف وسائل الإعلام الدانماركية المرئية والمسموعة والمكتوبة، حيث جرى حوار في مسائل تتعلق بالحوار بين الشرق والغرب، والحوار الإسلامي المسيحي، وعلاقة المسلمين وجالياتهم بالدول الغربية، ووسائل الدعاية التي تمارسها بعض المؤسسات الإعلامية الغربية للتخويف من الإسلام، إضافةً إلى استعراض الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، وخصوصاً في أعقاب انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وتحدث سماحة السيد فضل الله في الوفد، مشيراً إلى أن رسالة الإعلاميين تشبه رسالة الأنبياء، وخصوصاً في مسألة الكشف عن الحقيقة والبحث عنها، والسعي لمواجهة كل محاولات تزييفها، مشيراً إلى أن الصحافة تمثل رسالة إنسانية، ثقافية، سياسية بالغة الأهمية والدقة في حياة الشعوب، ومؤكداً ضرورة ألا يُستخدم الإعلام للإضرار بالسلام العالمي، والعلاقات الإنسانية والسمو الحضاري.
ورأى ضرورة احترام حرية التعبير، ولكن على أساس الضوابط الإنسانية التي لا بد من أن تخضع لها هذه الحرية، لأن الإساءة إلى الآخر تختلف عن النقد الموضوعي الذي قد يوجه إليه، مشيراً إلى أن الإسلام احترم الرأي الآخر، وأعطاه الفرصة لكي يعبّر عن نفسه، ودخل معه في نقاش علمي، ورفض الإساءة أو التجريح أو السبّ... ودعا إلى إدارة النقاش على أساسٍ من الدليل والبرهان. ولذلك فإن أمانة العلاقة مع الآخر، سواء أكان شعباً أم فئةً سياسيةً أم دينيةً، تستدعي احترام هذا الآخر في مكوّناته السياسية والثقافية ومقدساته الدينية، ولا تفترض بالضرورة الالتزام بها أو عدم مناقشتها ونقدها في سياق موضوعي وحضاري.
وأشار إلى أن معايير العدالة فيما هي مسألة النقد، ليست معايير واحدة في مختلف الإدارات الغربية، فقد رأينا أن هذه الإدارات تدافع عن الرسوم المسيئة أو تضعها في خانة حرية التعبير، بينما تمنع نقد إسرائيل وتعاقب كل من يتحدث بروحية النقد العلمي عن "الهولوكوست" واليهود، وتضع ذلك في خانة معاداة السامية... وقد رأينا الغرب يسكت عن الإساءات الأخيرة إلى السيد المسيح(ع) وأمه مريم، التي بثّها تلفزيون العدو، في الوقت الذي تلاحق السلطات الغربية كل من يتعرض لليهود بالنقد.
ورداً على سؤال حول مستقبل الوضع في منطقة الشرق الأوسط، قال سماحته: مشكلة هذه المنطقة بصورة عامة، أن حكوماتها أقرب إلى الديكتاتوريات منها إلى الحكومات الشعبية، فالدولة لا تمثل مؤسسة بالمعنى العميق للمؤسسة، بل يحكمها شخص يتحكم بها ثم يورّثها لابنه كما لو كانت ملكه الخاص، أو تحكمها العوائل وقوانين المخابرات والطوارئ... وحتى الانتخابات تأتي ضمن السياق المرسوم لها، والقضاء يخضع للسياسة، والمسؤولون الكبار في منأى عن الملاحقة والمحاكمة، وفي المقابل، نلاحظ أن دول العولمة المتوحشة تجد في هذه المنطقة أرض الثروات والأسواق التي لا بد من السيطرة عليها، لأنها تمثل موقع الحاجة لصناعاتها وتطورها ولجعلها تستهلك ما تصدره هذه الدول.
ورأى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تزال في مرحلة البحث عن الأسس التي تعيد من خلالها الاقتصاد الأمريكي إلى موقع القوة، لتستعيد سيطرتها الإمبراطورية على العالم، ولذلك فهي ستواصل ضغطها على دول الاتحاد الأوروبي لدفعها إلى تكييف حركتها الاقتصادية والسياسية والأمنية مع مقتضيات المصلحة الأمريكية، هذا مع سعي الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة مصادرتها للواقع السياسي والاقتصادي، وحتى الأمني، في المنطقة من خلال الحلف الأطلسي.
ولذلك فمن السابق لأوانه التكهن بمستقبل الوضع في المنطقة في السنوات القادمة، على الرغم من الإعلان الأمريكي عن الاستعداد للدخول في مرحلة جديدة من مراحل الحوار في المنطقة، وخصوصاً مع إيران ودول الممانعة، لأننا لا نجد فرصاً كبيرة لنجاح هذا الحوار، إلا إذا كانت الإدارة الأمريكية تفكر في إحداث تغيير حقيقي وجذري على مستوى سياستها الخارجية، لأن الإدارة ليست الرئيس وأفكاره وقناعاته فحسب، بل هي الكونغرس والمؤسسات الأخرى...
وعلى كل حال، فإننا عندما نرى تغييراً حقيقياً في السلوك الأمريكي، فسوف نشجعه ونؤكد أهميته.

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 29-3-1430 الموافق: 26/03/2009
فضل الله: القتل والإبادة متأصلان في اليهود المحتلين
دعوات تسليم الملف إلى القضاء الإسرائيلي ذرٌّ للرماد في العيون


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه شهادات جنود الاحتلال في عدوانهم على غزة وانكفاء المحكمة الجنائية الدولية عن محاكمة قادة العدو، وقد جاء فيه:
لعلَّ شهادات جنود العدو الذين شاركوا في العدوان على غزة، والتي نشرت في الإعلام الصهيوني، بكل ما تحتويه من إعلانٍ صريح بالقتل للمدنيين الفلسطينيين، وأن الأمر انطلق من أعلى المراكز العسكرية وحتى السياسية الإسرائيلية... أشارت إلى الحقيقة المتأصلة في الذات الصهيونية لليهود المحتلين الذين اغتصبوا فلسطين، وارتكبوا أفظع الجرائم ضد شعبها، وكذلك ضد الشعوب العربية المحيطة بها، وإلى أن كل ما قاموا به من مجازر خلال حروبهم إنما انطلق بفعل إعداد مسبق، ومن خلال خطط وضعتها قيادة العدو، سواء أكان على رأس هذه القيادة بن غوريون، أم غولدا مائير، أم إسحق رابين، أم إسحق شامير، أم شمعون بيريز، أم أولمرت وباراك وغيرهم.
إن فعل القتل والإبادة متأصل في هؤلاء، ويمثل جزءاً من التربية التي عكفت أجيال اليهود المحتلين على تدريسها والعمل بها، مستفيدةً ممّا تحدث عنه أسلافهم من اضطهاد النازيين لهم، لتؤكد ما يذهب إليه بعض الدارسين والباحثين، من أن الضحية عادةً ما تتماهى مع جلاّدها، فتعمل على تطبيق النماذج الأكثر ساديةً ودمويةً في تجاربها مع الآخرين.
لقد أظهرت شهادات جنود العدو مدى تعطّش قادة العدو، ثم أفراد جيشهم المحتل، إلى الدّماء العربية والفلسطينية بالذات، وأبرزت المدى المنقطع النظير لاستهانتهم بأرواح المدنيين، وتلذذهم بقتل الأطفال والنساء والعجائز، كما في شهادة أحد الجنود الذي تحدث عما رآه في العدوان على غزة من رفاقه قائلاً:" رأى أحد الضباط عندنا، وهو قائد سرية، امرأةً تمر في الطريق، كانت عجوزاً كبيرةً في السن، وأنا لا أعلم إذا كانت مشبوهةً أم لا، ولكنه طلب من رجاله الصعود إلى السطح، وإطلاق الرصاص عليها حتى أسقطوها".
إن هذه الشهادات التي تتحدث عن إبادة عائلات، وعن قتل كل من يتحرك من المدنيين، تشير إلى أن هذا الجيش الذي حاولت الدعاية الصهيونية أن تتحدث عنه بأنه " الأكثر أخلاقيةً"، هو الأكثر وحشية في التاريخ، كما أن حديث وزير حرب العدو في بداية العدوان على غزة عن أن الفرق بين جيشه وبين المقاتلين الفلسطينيين يتمثل بأنّ جيشه يلتزم معايير أخلاقية عالية هو محض خديعة وافتراء، لأن سلسلة الجرائم التي ارتكبت في غزة كان قد سبق الإعداد لها على أعلى المستويات القيادية والسياسية والعسكرية في كيان العدو.
لقد كان من الواضح أنّ الأوامر التي أعطيت لجنود العدو ركزت على قتل ما أمكن من المدنيين الفلسطينيين، والتعامل معهم كشاخصات للرماية، والعمل على الاستفادة من حرب لبنان في تموز، والتي شهدت أيضاً العديد من المجازر، ولكن العدو كان دائماً يعمل على تبرير خسائره وفشله بأنه كان حريصاً على أرواح المدنيين.
ولذلك، فإن الملابس التي يلبسها عناصر الوحدات المختارة في جيش العدو، والتي يكتب عليها شعارات التلذذ بقتل الأطفال والنساء الفلسطينيين، والتي من بينها صورة تظهر فيها امرأة فلسطينية حامل في مرمى القنّاصة الصهاينة، كتب تحتها: "رصاصة واحدة تكفي لقتل اثنين"... لا تعبّر عن عنصرية هذا الجيش وحقده فحسب، بل عن أن ذلك يمثل أيضاً سياسةً رُسمت منذ أنشىء هذا الكيان، وأنها لا تزال تُعتمد في كل جيل من أجيال الاحتلال، وبالتالي، فإن فتاوى الحاخامات اليهود في تدمير بيوت الفلسطينيين واقتلاع أشجارهم ومزروعاتهم وقتلهم وإبادة أطفالهم، لا تمثل خروجاً عن هذه السياسة بل تضفي لوناً تلمودياً وطابعاً دينياً حاقداً عليها... ولذلك فعندما يتحدث كبير حاخامات العدو عن أن الفلسطينيين والعرب يمثلون الحشرات التي ينبغي القضاء عليها، فإنه يتحدث عن ذهنية متأصّلة في ذات المحتل اليهودي الغاصب لفلسطين.
إننا أمام هذه الحقائق التي تحدثت عنها لجان الأمم المتحدة ومقرّروها كجرائم حرب وكعمليات إبادة، نتساءل عن السبب في عدم المبادرة إلى محاكمة القادة الصهاينة وجنودهم، وعن دور المحكمة الجنائية الدولية، وعما إذا كان هذا الدور يقتصر على ملاحقة العرب فحسب، وخصوصاً أن أحد قادة العدو، والمسؤول عن هذه المجازر في شكلٍ رئيس، كوزير الحرب "باراك"، يستعد لأخذ موقعه في الحكومة الصهيونية القادمة.
لقد بدأنا نستمع إلى بعض المسؤولين الدوليين الذين يحثون العدو على إجراء محاكمات داخل الكيان الغاصب، وأن يتولى القضاء الإسرائيلي التحقيق في الجرائم والمجازر التي حدثت في غزة، على أساس منع الآخرين ـ على المستوى الدولي ـ من ممارسة هذا الدور، وهو الأمر الذي يُعيد إلى الأذهان ما جرى في جنين عندما طرد العدو اللجنة المكلفة من الأمم المتحدة بالتحقيق، وقدّم من ثمّ الصورة التي أرادها، كما يُعيد إلى الأذهان تحلّل العدو من المسؤولية عن مجازر صبرا وشاتيلا ومن ثم مجزرتي قانا وغيرها من المجازر.
إننا في الوقت الذي نعتبر أن الدعوة إلى وضع المسألة في خانة القضاء الإسرائيلي هي دعوةً مشبوهة، وتهدف إلى ذرّ الرماد في العيون، وتبرئة العدو من كلّ جرائمه الفظيعة التي ارتكبها في غزة، لأن قضاء العدو هو القضاء العنصري الذي واكب كل مسيرة الاحتلال الصهيوني، وكان جزءاً منها، لا بل كان شاهد الزور عليها... ندعو العرب على مستوى كياناتهم السياسية والقضائية إلى التحرك سريعاً، وتطويق كل المحاولات الجارية في السرّ والعلن لإقفال هذا الملف، وخصوصاً أن الإعلام الغربي، وفي كثير من نماذجه، بدأ يتحدث صراحةً عن جرائم العدو التي غيّرت صورته وكشفته أمام الشعوب الغربية، وأبرزته على حقيقته التي لا يمكنه إنكارها بفعل فظاعة ما ارتكبه من جرائم، وخصوصاً في غزة...
كما ندعو أهل الاختصاص في مجالات الإعلام والدعاية من العرب والمسلمين، ومن كل الأحرار وطلاّب الحقيقة في العالم إلى الانكباب على كل الشهادات والوثائق الكبيرة والكثيرة التي تُدين العدو في شكلٍ قاطع وحاسم، للاستفادة منها، وإطلاع الرأي العام الغربي عليها، سواء عبر وسائل الإعلام التي تتيح ذلك، أو عبر صفحات الإنترنت أو الكتب أو الملصقات وغيرها... وصولاً إلى وضع العالم أمام حقيقة ثابتة، مفادها أن بقاء هذا الكيان في معزل عن المحاسبة والمحاكمة سوف يعرّض الأمن العالمي للخطر... وبالتالي، فإما أن يكون القانون الدولي فوق الجميع، أو لا يستمع أحد إلى توجيهات هذا القانون ومعطياته، ولا يخضع لقواعده وثوابته.



مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
التاريخ: 2-4-1430 هـ الموافق: 29/03/2009 م